كاتب الموضوع :
هذيـــآن
المنتدى :
القصص القصيرة من وحي قلم الأعضاء , قصص من وحي قلم الأعضاء
آلصفحة الـخآمسة :-
سـ أصنع قهوتيِ وحْديْ ،
فَ إني دائماً ..رجلٌ وَحيد
تغتْالنُي الطُرقاتْ
تَرفُضنيِ الخَرائطُ وَ الحُدودْ ..!
*نزآر قبآني
على قهقهآتٍ هو السبب بـ ولادتهآ ، رآئحة الفرح تنتشر بـ الجو ..
حتى وإن كآن فرحاً وقتياً ، سُرعآن مآ سـ يزول ..
أخذت أنامله السمرآء المُتعبه ، تفتح أزرآر قميصه الأبيض .. زراً إثر آخر ..
على عُجآله .. وكأن به يُريد إخرآس تلك أفكآر تحوم بـ رأسه ..
إلتقط القميص الكُحلي وذلك بنطآل تآبعٌ له .. إرتدآه على وجه السُرعه ..
لايُريد أن يسترسل بـ أفكآره البآلية .. الـ "سخيفه" كمآ يُحب أن يسميهآ ..
لقد تعلم منذُ أمدٍ بعيد أن يرمي بـ قلبه جآنباً .. لايُريد التفكير بـ أي شيءٍ آخر
سوى عمله .. وقوتُ يومه ,,
ولكنهآ كآنت .. شديدة الشبه بهآ ..
من كآن يحبها ويهيم بهآ .. (أغمض عينيه وجعاً )
وكأنها نسخةٌ أُخرى لحبيبة قلبه ، وفتاته هوَ
معشوقتهُ هوَ ..
يَ ترى ما الذي فعلته بعدمآ تركها هُنآك ؟
ومآعساها تفعل من بعده ، مخطوبةً لـ رجل هرب ولن يعد مرةً أُخرى ..!
كُل يوم .. كُل ليله .. يتخيل صوتها الباكي يعآتبه .. ويُسآئله الرجوع
بلا حولٍ منه ولاقوة .. وكَ مآهي هي عآدته إن أراد أن يحرر عقله من التفكير
أخذ يغني لاشعورياً .. بصوته المُتعب .. صوته الشجيّ
:إبئى إفتكرني
كُل فين وفين
دحنآ اللي بيننا
مش عشرة يومين ..
لوفينآ جرح .. كفيله بيه السنين
بيننآ ليالي ،سوى سهرناها
غيرنا تمنآها ، حـ ننسى بعض ليه ..
خلينآ بكره / مجرد ذكرى
محدش يكره التآني ويدوس فيه ..
ألقى نظره أخيره على منظره فَ المرآه ..
ليس وسيماً ، لابأس به ..
ولكنه كآن يملك كآريزما من نوع خآص ، تأسر كُل من نظر إليه ..
:الله الله يَ محمد طربآن أشوف ..
إبتسم محمد لـ زميله عبدالله ذآ الجنسية اليمنيه ، رفيق غربته ، وزميل عمله ومسكنه أيضاً
من موآليد السعوديه ، ولكنه آثر الهجره لفرنسآ للبحث عن لقمة عيش منآسبه أكثر
وتعرف على أحمد مصطفى وكآن محمد هو آخر الوآفدين ..
:إي تشوف ..
:ليه مآجيت تآكل معنا طيب ؟
تأوّه محمد ونظر إليه قآئلاً
:لامانيب مشتهي أكل شيء .. اهم شيء إنتم كليتوا وشبعتوا؟
:الحمد لله ماقصرت وكثر الله خيرك
:الحمد لله هذآ أهم شيء .. يلا تبي شيء ؟
:على وين ؟ الساعه ثلاثه ونص الفجر ..ماتبي ترقد؟
:بروح للورشه اسوي اللي اقدر عليه ، موب كآفي تاركن لكم شغل اليوم كله
:حرآم عليك يآخي ارحم نفسك .. طول اليوم وانت تشتغل برى
وبعدين دوآمك الصبآح بدري ، لازم تنام
ربّت على كتف عبدالله بـ حب واردف
:مآعليك مني تكفيني ساعتين انام واصحى .. روح إنت نام ..انا بطلع الورشه
:بجي معآك (التقط عبدالله الجآكيت الاسود السميك ) ماراح أتركك
:ي ابن الحلال والله ..
قآطعه عبدالله
: خلاص رايح معاك لاتحآول ، ايد وحده ماتصفق ي محمد .. يلا مشينآ ..
"بعد سآعة من الآن "
منشفةٌ بآلية بين يديه ، تروح وتجيء بسرعه على تلك سيآره من النوع الفآخر
:الله الله بوحميد .. كنهآ جديده والله
كف مُتعرّقه متسخه مسح بهآ جبينه وأردف
:صدق ؟ عسى رآعيها بس يعجبه الوضع
:هههههههههه غصبن عنه مو بكيفه .. السيآره مآتفرقها عن الوكآله ..
:الله يجبر بخآطرك ( إتكأ على الجدآر من خلفه لـ يستطيع الوقوف ) يلا مشينآ رآح الوقت
:أقول محمد ..
إلتفت عليه محمد وهو يضع المنشفه والعدة التي بيده مكآنها
:هلا ..
:شفيك .. أحسك مو طبيعي
إبتسم بوهن محمد
:لاتشغل بالك .. مآفيه شيء يستآهل ..
إستقآم عبدالله بهامته المهيبه ، وقامته الجدُ نحيله لـ يسترسل
:شوف ي محمد ، ماتبي تعلمني شي راجع لك
بس ماحب اشوفك بهالحاله .. انت لك فتره طويله وهالحاله ماجتك
مآبعد يوم جييت من السعوديه .. واللحين دآم وضعك كذا ..معناته فيه شيء كبير
تقدر تعلمني ..
أحس بحاجة للحديث .. ورأى أنها الفرصة المنآسبة لذلك ..
سحب الكرسي المتهاوي ، وربض عليه بجسده ..
:تذكر البنت اللي لاحقناها قبل أمس ؟
: أي وحده ؟ ي كثر اللي نلاحقهم ..
إبتسم بوهن وقهر محمد وقال
:مابعد تعبت ي عبود؟
مآمليتوا من ملاحق البنات؟
مآتخافون من دعوه تجيكم من وحده منهم ؟ وين تبي ربي يبارك لك برزقك
وانتم كل شغلكم سرقه ونهب ؟
أخذ يهز رأسه عبدالله وكأن الموضوع ضآيقه ولايريد التحدث به
: ي الله عليك ي محمد ، وش جاب هالموضوع اللحين
:اللي جابه اني خآيف عليكم (هبّ واقفاً رغم تعبه وارهاقه وامسك بـ عبدالله يهزه إليه قائلاً )
مستعد ادور لكم على شغل ثآني كآن هالورشه ماتبونها ولاتعرفون لها ..
علمني بس انت وش اللي تبيه ، شغلانه نظيفه تضمن بها رضا ربي عليك
والا فلوس حرام بحرام .. حتى لو تموت باي دقيقه والا خاتمتك واعمالك تسود الوجه
دفعه عبدالله عنه لـ يسير بالاتجاه المقابل
:فكنا يآخي .. انت ماتعبت من هالسيره
وبعدين .. بعدين من يبي يرضى فينا ؟ والا كم بيعطونا ؟
تتوقع تكفي مصاريف هالخرابه اللي عايشين بها ؟
والا هالورشه واغراضها ؟
إبتسم محمد وأنكس رأسه قائلاً
:طيب شفت على كثر اللي تسرقونه من هالضعيفات؟
يبقى لكم شيء؟
وأضيف عليه اللي نتقاسمه من الورشه؟
:لا طبعا
:شفت شلون؟
:أي الحياة غاليه
:لا موب الحياة غاليه ، توفيق ربي غالي ..( ربت على كتفه قائلاً) تصبح على خير
:تعال (امسك به عبدالله ) ماعلمتني شفيك ..
البنت اللي لاحقناها شفيها ..
:مافيها شيء ..
:بلغت عنا ؟؟ (بـ خوف)
إبتسم بـ سخريه
:هذا اللي يهمك؟ لا مابلغت عنكم ..
:اجل ؟؟
التفت محمد لـ يواجه عبدالله
:شفتها اليوم ..تدري وين تشتغل
:وين
:بمستشفى هنا ..
:طيب ؟؟ وبعدين؟
:البنت شكلها ..طريقتها .. نظرتها .. طريقة جلستها ..
البنت موب طبيعيه
:شلون ؟
إتكأ على الحآئط من خلفه وإسترسل
:مدري .. حسيت بالذنب الكبير وانا اطالعها ..وخفت لاتعرفني
جلست متنحه فيني .. كانت المسافه بعيده
بس حسيت كأنها تبكي بس بدون دموع ..
النآس بالمقاهي تجلس وتقابل بعض .. هي معطيه ظهرها للناس وتطالع الشباك
وشكلها .. بلحالهآ يكسر الخاطر
:كلمتها ؟
:لا (حوّل انظاره عن عبدالله واردف) وش اقول لها
أقول هلا مرحبا احنا العصابه اللي كنا بنسرقك؟
:محمد تطمن مآ تعرفت عليك .. لوتعرفت عليك كآن بلغت عنك علطول
:موب قصة تعرفت عليّ بس .. حسيت لو يصير لهالبنت عقده
او خوف .. او تصير ماتقدر تمشي بلحالها
انا بكون السبب .. انا اشتركت معكم ..
:انت وقفت احمد .. ما اشتركت
: ماا ادري
بـ نبرة معينه
:محمد متأكد الموضوع كله خوف انها تتعرف عليك ، ورحمه بهالبنت ؟؟
والا شيء ثآني ..(ابتسم )
:شيء ثآني ؟؟ مثل ايش
:يعني تكون معجبتك البنت ؟
ركل العده بقدمه لـ يخفي توتره واردف بـ توتر بالغ
:انا موب من حقي اعجب بأحد
وانا هذا وضعي ..
وما اتوقع انها بتطالع لواحد متشرّد عايش بحواري باريس الظلما ..
هي بنت ناس ، وتبي لها ولد ناس
:وانت موب ولد ناس؟ وش هالكلام محمد ؟؟؟
استقام ونظر اليه بـ ألم
:انا موب ولد احد .. ان إنتهت حياتي ماراح يكون لي ذكر خلاص ..
تصبح على خير ...
|