كاتب الموضوع :
هذيـــآن
المنتدى :
القصص القصيرة من وحي قلم الأعضاء , قصص من وحي قلم الأعضاء
الصفحة الثآمنة :-
وغزآلةٍ مرت بنآ في ليلةٍ وقت السحرْ
نآديتهآ أخت الهوى أخت الدرآري والدررْ
أوتسمحين لعآشقٍ سلبت محآسنهُ الفِكرْ
أوتسمحين بـ قبلةٍ عُذريّةٍ بين الغررْ
غضبت وقآلت : يَ فتىً يَ فاقداً كُل النظرْ
أنا ظبيةٌ حوريةٌ بنت الطبيعة والقدرْ
عفواً ملاكي ، فآتني عفواً لمحمومٍ هذرْ
أنا قد سكرتُ من الهوى ، أوتسمحين لمن سَكِرْ
*شعر جآهليّ
درجةً فَ أُخرى .. بدأت تعليهآ سآرة ، ودقآت قلبهآ تكآد تخنقهآ ..
رفعت يدهآ البيضآء المتوردة للبآب الخشبي ، بضع طرقآت خجولة كآنت حصآد توترهآ الشديد
:تفضلي ..
دلفت من ذلك البآب بطولها المهيب ، وجسدهآ الممشوق الذي تخبئه تلك ملابس جدُ وآسعة
وحجآب كريم يصل لـ كتفيهآ بـ إتقآن
نظرآت دآفئة من ذلك مُسّن يقبع خلف المكتب إحتوتها وتفاصيلها الخآئفة
: آنسة سآرة
أجابته بـ صوتها المبحوح
:هلا أستاذ جرّآح .. الهيد نيرس قالت إنك طلبتني ..
عآد بـ كرسيه للورآء وإبتسم مردفاً
:إي فعلا .. تفضلي إجلسي ( إحتوى حشمتها بـ عظيم إعجآب ) وش فيك خآيفه
هههههه لآ تخافين
لم تستطع أن تبتسم سآرة ، لم تكن من النوع البآسم أبداً ..
كآنت من النوع المجتهد بـ عملها جداً ، تعمل ليل نهآر ، وتأخذ عمل غيرها
وتلك منآوبات ليليه فقط لـ تتحآشى أن تعود للبيت
أنكست رأسها قائلة
:مرتاحه كذآ ، آمر سم .. بغيت شيء ؟
إستهجن وقآحتها .. وأردف
:آمم طيب ، اللي أعرفه إنك بنت نآس ومحافظه ..
ودؤوبه بعملك وهالشيء هو اللي خلاك تتأهلين لهالدورة ـ إنك من أبرز الممرضآت واكثرهم اخلاص بالعمل
أومأت بـ رأسها سآرة وحآولت أن تبدو طبيعية قدر المُستطآع
تتلهف أن ينطق بمآ يريد لـ يرتآح قلبها الصغير ..
: بس اللي وصلني إنك أمس مآنمتي بـ سكن الممرضآت اللي مخصصه لكم المستشفى ..
وهالشيء سبب شوشره كون موبآيلك مغلق ، ولا تواجدتي الا الصبآح
هل فيه مشآكل معينه توآجهك آنسة سآرة ؟ (بنبرة جآده )
بدأ الرعب يدّب بـ قلبها ..
هل تُخبره عن تلك عصآبة ؟ هل تُصآرحه بـ فآتن الـ "سوبرمآنه" كمآ تُحب أن تسميها؟
أم أن هكذآ إدلاء سـ يرمي بها لـ دهآليز التحقيق والشرطه والمسائلة ؟
وهي ليست مُستعدةً لذلك أبداً ..
:آنسه سآرة ؟؟ معي ؟
فاجأته بـ سؤآل مضآد
: إي نعم ، ممكن سؤال
إستغرب ردودها وأردف بـ حنآن أبوي
:تفضلي
:اللحين هل يحق لي أأمن لي سكن واطلع من سكن الممرضآت ؟
:آمم طبعاً ، بس لازم يكون عنوآنك موجود هنآ ويتأكدون السفآرة من صلاحيته للسكن ..
أنكست رأسها قائلة
:لاني أمس للأمانه كنت عند بنت خالتي ، وحابة أجلس عندها أريح كثير من الغرفه اللي اتقاسمها مع ثنتين غيري ..
أومأ برأسه ذلك الطبيب الستيني وأردف
:طيب .. ممكن تزوديني بـ العنوان وبشوف وش اقدر أسوي لك
بس إنتي طبعاً مستوعبة إن مو كل الأحياء قابلة لـ سكن العرب فيها
بآريس من أكثر المدن العالمية اتساع ، وفيه نزعه اجرامية كبيرة ، وتحايل كبير خآصه على المغتربين العرب
أنا خآيف عليك ي سآرة ، ومآبي أهلك يندمون إنهم أرسلوك هنآ
إبتسمت بـ وهن ، وأنكست رأسها تردد بينهآ ونفسهآ
"ألا ليت قومي يعلمون "
:ساره ؟
:هلا ..
:فيك شيء ..
:لا أبداً .. بغيت شيء ثآني أستاذي ..
: لا سلامتك .. أبيك تنتبهين لنفسك
وزي مآتعرفين أي مشكله تواجهكم أنا الطبيب المسؤول عنكم هنآ ..
تجين تبلغيني ، أو تبلغين الهيد نيرس المشرفه عليكم
أومأت برأسها إيجآباً ، وغآدرت تلك الحجرة وهي تُحس بـ الإرتياح قليلاً
إمرأةً من خوف ، حُقّ لهآ أن تُسمّى بـ ذلك .. تفتقد الأمان فيمن حولها ..
نظرت لسآعتها إذا بها تُشير للـ عآشرة صباحاً ..
وقت البريك .. وجب لهآ أن تنزل للكوفي الصغير بـ المستشفى
والرآبض لدى البوابة الخارجية ..
نزلت السلالم على مهل .. وهي تتذكر محيآه ، ذلك العربيد ، الممتليء فجوراً وقُبحاً
تصلبت قدميهآ وهي تنزل السلالم ، تتخيل نفسهآ تسحق محيآه تحت قدميهآ ..
مرةَ تلو مرة .. لكم تكرهه ..
: بآرررررررررررك لي ..
إيه إيه قبلوني .. ههههههههههه الله يبارك فيك
أبد علطول حطوني على رأس العمل (أخذ ينظر للمرآة الأمامية للمركبة ويعبث بـ شعره الأسود المتنآثر)
إيه اللحين بطريقي لمجموعة من المستشفيات اللي متعاقدين معهم ..
معي كم طلبيه بوصلها لهم ..
آمممم تقريباً الساعه خمسة .. أتوقع ..
كيف الورشة معكم ؟؟ هآه ما اسمعك ارفع صوتك
آها كويس كويس .. طيب وش صار على رآعي الرنج ؟ تفّهم الوضع؟
زين زين ..
لا تطلبون عشآء .. الليله بطلعكم على حسآبي
ههههههههههه أي اعطوني دفعه مقدمة يقولون تحسين أوضاع
ي رب لك الف حمد والف شكر
يلا توصي شيء وصلت اول مستشفى ..
اورفوار
إتخذت لـ نفسهآ مكاناً مُنزوياً .. قريباً للنآفذه الزجاجيه الكريمة
جلست هُنآك وأرقدت الفرنش كوفي ، وقطعة كروسون بالزبدة على الطآولة المُستديرة
أولت الجميع ظهرها ، أرقدت ساقاً على الأُخرى
وجلست أمام النآفذة مُتأملة .. متألمة
جو غآئم كُلياً ، الغيوم الرمآديه تزدحم بـ الأفق الوآسع ..
إبتسمت وهناً وضُعفاً ..
كم هي ضعيفه ..!!
كم هي خآئفه مُرتعبة ..
كأن بها تسير على المآء .. ومن تحتهآ مئآت المصآئب المُستعرة ..
أحست بـ نفسها تختنق .. أرادت أن تستنشق القليل من الهوآء المُشبّع بالمطر ..
إستقامت لـ تُحآول بـ يأس أن تعبث بـ النآفذه علّها أن تتحرك شيئاً قليلاً
وبعد عدة مُحآولات .. إنفرجت قليلاً ..
أغمضت عينيهآ وتلك رآئحة تتهآدى لـ أنفها ..
عآدت لـ مقعدها .. وهي مغمضة العينين ..
كُل الذكريآت السيئه تُهآجمها .. ليالي سودآء
صوت مخمور ، تهديد .. تحرش ..
دموع وآلدتها .. وَ ..
:ليلة خميس طرّز بهآ نور القمر شط البحر
والليل من فرحو عريس ليلة خميس
يَ إلهي مآ هذآ الصوت العربي ؟؟
فتحت عينآها لـ ترآهُ أمامهآ
:ليلة لقآنا
موعدي السآعه ثمآن
كآن الندى موعود مع رمش الزهر
هو الزهر سهرآن عطّر بالحنآن ..
(خليجي بعد ؟ ) هكذآ حدثت نفسهآ وهي مشدوهة بصوته الأخّآذ
وخصلات شعره السودآء المتناثره .. جسده المتناسق ، وهو يُنزل تلك كمية من الصنآديق أمام المستشفى
صوته يعبث بمكآمن ألمها .. يستبيح دمعها ..
يُعيد إليها رآئحة الوطن .. صوتاً تحتاجه ، وتريدُ له أن لايتوقف أبداً
وكأن بـ مسآمعها الفقيرة تلتهم صوته الأجشّ
:فيه الفرح ثوبي الجديد
لُقيآك عندي يوم عيد ..
موج البحر مغنى وقصيد .. والليل من فرحو عريس
ليلة خميس ..
أحس بـ أنظآر غريبه تتأمله
إلتفت لـ يلتقي بـ عينيها الموجوعة .. التآئهة
أخرسته المفاجأه
:معقوله ؟؟؟
|