المنتدى :
المنتدى الاسلامي
همسات في اذن ظالم
مرت الأيام .. والأيام دول ...وتكررت اليوم صورة الأمس ، ولكــــن بالأمس كان هو الظالم الجاني ، وأما اليوم فأتى يشتكي من الظلم ، وقف أمام نفسه يبكي ، فقالت له نفسه لم تبكِ ؟ قال لقد ظلمني فلان أخذ مني حقي ولم ينصفني ... أرأيت يا نفسي جرح قلبي ودمع عيني من ظلمه ، فقالت له نفسه سبحان الله وكأنك تروي لي قصة الأمس عندما ظلمت فلانا وأخذت حقه ولم تنصفه ومررت على جرحه ودمعه فلم يرق لك قلب، فسبحان الله مضت الأيام واتت تذكرك بمعنى الظلم لتعلم انك لن تجني ألا ما زرعت .....
وان ما لا تحبه لنفسك يجب أن لا تحبه لغيرك فتب إلى الله وفكر كثيراً قبل أن تفعل أي شئ هل ترضى أن يفعله الناس معك ؟
عن النبي صلى الله عليه وسلم فيما روى عن الله تبارك وتعالى أنه قال
"يا عبادي إني حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرما فلا تظالموا "
وقال عليه الصلاة و السلام " الظلم ظلمات يوم القيامة "
سبحان الله خالق النفس عالم الغيب , حرم الظلم على نفسه وجعله بيننا محرم فالنفس لا تطيق أن يظلمها أحد بل ولا تطيق تحمل الظلم فالموت أهون أحيانا من الظلم ، فيا من ظلم يوما ويا من يظلم كل يوم أقول لك ألم تعلم وأنت تظلم أن الظلم ظلمات يوم القيامة وهل تذكرت انك لا تستطيع تحمل ظلمات الحياة فكيف بك بظلمات يوم القيامة ،كيف تقدر أن تظلم ؟ أين عقلك أين قلبك ساعة ظلمك هل ترضى لنفسك بان يظلمها أحد , ضع نفسك مكان المظلوم بجراحه و أحزانه ومصيبته هل ستطيق هذا ؟ هل ترضاه لنفسك فلماذا ترضاه لغيرك ؟ عجبا تريد أن تظلم ولا تريد أن تظلم ! تعتبر ظلم الناس لك جريمة وظلمك للناس حق ! فأي عقل يقبل هذا تذكر إن الدنيا دول ،تذكر يوم القيامة ، يوم تقف بين يدي العزيز الجبار ، يوم لا يضيع حق مظلوم ولو كان مثقال ذرة فإذا كان الله سبحانه يقتص من الشاة ذات القرون - وهي غير مكلفة- للشاة التي لا قرون لها فكيف بنا نحن المكلفين ؟!! كيف بنا وقد سمعنا قول ربنا سبحانه ،كيف بنا نحن وقد أرسل الله سبحانه لنا رسولا يعلمنا القران والسنة وينير دربنا ، كيف بنا وقد جعل الله لنا عقول نميز بها .
فوالله لن يضيع حق مظلوم يوم القيامة يوم يجد الإنسان نفسه يبحث عن حسنة واحدة تدخله الجنة فلا يجد من الناس من يعطيها له حتى أقرب الناس إليه فيتذكر عندها من ظلمهم فيتمنى لو أنه لم يفعل هذا فيحترق قلبه خوفا و حزنا كما أحترق قلب من ظلمهم يوما، فسبحان الله
منقول
|