ضغط على عنقها بشدةٍ وهو يضرب بها على الجدار بكل قوته..
خرجت من جوفها صرخةً مذعورة
جسدها يتمزق، ينزف وهو يرص بقبضته عليها ويركلها برجله
أختنقت أنفاسها وأستحال وجهها أبيضاً وغارت عينيها بدموع تنهمر
تريد الصراخ , الإستنجاد
ولكنها لا تستطيع... فهي تشعر وكأن حنجرتها جفت وأحبالها الصوتيه تمزقت
طرحها أرضاً وهو ينهالُ عليها بركلاتٍ عنيفةٍ, و يزمجر صارخاً عليها بشتى الشتائم
أنخفض إلى الأسفل وأمسك بحقيبتها بينما هو يقوم بقلبها إلى الأسفل
سقطت محتوياتها أرضاً , متناثرةٍ مصدرةٍ صوتاً ضاخباً
بدأت أوصالها ترتعد خوفاً , وهي تنظر إلى الورقة التي خبأتها منذ لحظات بين طيات حقيبتها
أسترعت إنتباهه ورقة متشابكةٍ ببعضها , ليثني جذعه إلى الأسفل ملتقطاً إياها
ففتحها ونظر إلى مايحتويها بنظرات غاضبةٍ, ثائرةٍ
أتسعت حدقتا عينيه وهو ينظر إليها , صورةٍ له , معلومات عنه , خطاب للقبض عليه
أشتعل الغضب بلهيب في عينيه
ليركلها بكل قوته حتى صرخت بصوتٍ تمزقت بها حنجرتها , أحتضنت جسدها بوجعٍ يكاد يقطعها إلى أشلاء
أصبحت ترفس بشدةٍ من الآلم الذي يعتصرها ... دموعها تنزف, تشق سيلاً من الأمطار على خداها
جمع محتويات الحقيبةِ وإنخفض إلى الأسفل ومن ثم أمسكها من ياقتي عباءتها وهو يجرها بكل قوته لتقف
أنحبست أنفاسها برعب وقد جفت الدموع على وجنتيها
بينما زمجر هو بغضبِ تفجر كالقنبلةٍ الموقوتةٍ : لماذا لديكِ هذه الورقة ؟؟ من أرسلك لتتبعيني؟؟
رص على أسنانه بشدةٍ وهو يلطمها على وجهها حتى كاد فكها يتحطم ...
سقطت بعنفٍ على الأرض
جسدها يتمزق بضرباتٍ أهلكتها , لاتستطيع الحراك , حتى دموعها جفت وتشبثت في مقلتيها
أنفاسها تلاطمت ببعضها منحشرة في رئتيها , فتحت فاهها تنظر إليه وعينيها الصغيرتان تكادن تخرجان من محجرهما من شدة الرعب
***
فتحت عينيها لتجول بهما حول المكان الذي تقطن فيه بجسد يرتعد
مصابيح صغيرة تضيء زوايا حقيره
غرفة قديمة متصدية الجدران
تنتشر بين أنحائها الفوضى العارمة والقذارة
بالآضافة إلى الغبار والأتربه وبيوت العناكب المعششه
رائحة الدخان تنبثق من الرجل القابع في الزواية متكئ على أحد المقاعد
نفث من فمه أكواماً من الأدخنة المنبعثة من السيجارة المضغوطة بين أنامله
بينما هو يمد يده ليلتقط الحقيبة التي تقطن بجانبه , أخذ بنبشها ليقع نظره على محفظةٍ صغيرةٍ
ففتحها بعدم مبلاه
أنخطفت أنفاسه وتسارعت دقات قلبه , عندما وقع نظره على صورةٍ
أخرجها بسرعةٍ من المحفظة لتتلوها أخرى ألتقطها قبل أن تسقط , نظر إليهن عن كثب
فبدأ تركيزه يحتد ويشتد
صورة للزعيم " والده" مع أخته الطفلة المفقودة , والأخرى تحمل صورة الطفلة الصغيرة مع ذلك الرجل الذي قتل والده وسبب له عاهةٍ عقيمةٍ جعلتهُ أعرجاً
أتسعت حدقتا عينيه , لا يمكن آن تكون هي؟!
النار أشتعلت في جوفه وتأججت متفجرةٍ بداخله
وهو يلتفت لتلك الفتاة القابعة في الزواية والمكبلةٍ بالحبال ووجهها مملوء بالكدمات
ولكنها هي , فهي تشبهها !!
أيمكن أن تكون أخته ترفه ؟
أرتفعت أصابعه لتحل على صدغه ومن ثم لترتفع إلى شعره وأنامله تتخلله وبعنفٍ شد عليه
هو ليس بمصدق ؟!
يال الآقدار.... أيمكن أن تكون أخته ؟ ولكن مادخل ذلك الرجل ... إيمكن أنهُ ؟!
وقف وتحرك بخطواتٍ بطيئة بإتجاهها إلى أن وصل بجانبها , أخد يتأملها قبل أن ينخفض إلى الأسفل
ويهمس : تَـرفه!!
رفعت رآسها نحوه بسرعةٍ , أنخطفت أنفاسها وشفتيها باتتا ترتعشان بشدةٍ وهي تهمس بأعياء: أرجوك لا تضربني .
صمتت وهي تستعيد أنفاسها المسروقه وعينيها تتلألأ بدموع لتكمل بصوتٍ مرتعدٍ : أنه يؤلم !
أقترب منها ليحيط جسدها بذارعيه مضيفاً : يا أختاه !! أنتِ أختي ترفه , أهذا صحيح ؟؟ أخيراً وجدتكِ.
حدقت به مذهوله , فزعه , مذعوره ~
أبتعد عنها فيما همّ بإخراجِ شيئاً ما من محفظته , متقطع , متشابك ... ماداً يده به إلى ترفه
أحتلت الدهشة وجهها وهي تنظر إلى الصورة التي تلاشت معالمها تقريبا , كانت تحمل صورة رجل في منتصف العمر يحمل في أحضانه طفلة صغيرةٍ متمسكةٍ به, مع شاب مراهق مبتسم ملاصق لهم
أختقنت أنفاسها , وأكتست وجهها موجةٍ عارمةٍ من الدهشة ألجمتها عن النبس ببنت شفه
تجمدت الدموع في عينيها وهي تلتقط أنفاسها , وتنظر إلى الصورة ومابين ذلك الرجل القابع بجانبها
هازاً رآسه يأكد حقيقية ماتراه
سبحت الدموع في مقلتيها لتنحدر فائضةٍ, شاقةٍ على وجنتيها شلالاً من الدموع الحارقة
*****
تشابكت التعرجات على جبهته وتجهم وجهه والغضب بات يتفجر بداخل صدره وهو يحملق بوجهها وأنفها الصغير الذي أستحال كالشعلةٍ من الأحمرار , وعينيها اللتان لم تكفان عن ذرف الدموع
مسحت دموعها التي أغرقت وجهها بكفيها وهي تنقل نظراتها بين ملامح وجهه المشابه لوالدها
لم تصدق أنه هو حتى الأن !!
وأنها ترى أخيها الأن أمام عينيها
أترها حقيقة أم خيال ؟!
أرتسمت على شفتيها إبتسامه مختلطة بدموعها التي تأبى عن التوقف , فهتفت بصوتٍ أختنق مع أنفاسها : " علي , كيف عشت طوال تلك السنوات التي مضت ؟"
تعلق بصره بها وهو مكفهر الوجه, مقطب الحاجبين , متورم الاوردة
نطق بعد برهة من الزمن بصوتٍ راعد: " عشت متشرداً , عشت حياة الضايع , مفلس , ملاحق وكأنني مجرم "
صمت لثواني وزمجر بعدها بغاضباً تفجر كالبركان : " تباً , لمخربين حياتنا"
رص على أسنانه وهو يبحر في دهاليز أفكار لانهائيه
أحتقنت الدماء في وجهها وهي تنظر إليه وقد أنحشرت بداخل صدرها تيارات من المشاعر المتفجرة, الحاقده.. لتذكر ذلك المجرم الذي شتت عائلتها
زفرت ثم نطقت من بين أسنانها : " سحقاً له, سوف ننتقم منه في يوماً ما "
تشتت بصره بين فناية وجهها , وأفكاره تتصاعد ... أحقاً!! أنها لا تعرف !!
بغضبٍ عنيفٍ تسلل لخلايا جسده , مد يده بالصورة التي تحمل صورتها مع ذياب نحوها وقد بات يعتصرها بيده من قوة غضبه ...
صرخ بصوتٍ يشتد والغضب يتطاير من عينيه : " أنظري إليه , أنه ذلك القاتل , الحقير , المجرم "
أتسعت حدقتا عينيها وهالها ما تراه وتسمعه
تفجرت الدماء في عروقها , وتصلب جسدها بعينين جاحضتا , تحركت شفتيها بذهول: "أنت تكذب "
حركت رآسها تنفي قوله بإبتسامه خرجت من بين دموعها : " هذه صورة ذياب الذي رباني وعوضني , أنت مخطئ !!"
أزدردت ريقها مفكره
لماذا يفتري على ذياب !!
أكيد, أن الأمر أختلط عليه وأنه أخطأ بينه وبين شخصاً اخر
تحرك بسرعة ليدخل أصابعه في جلد كتفها ضاغطاً عليه بكل قوةٍ مزمجراً بغضبٍ شديد: "أنه هو , صدقتي أم أبيتي التصديق , هو قاتل والدنا , هو المجرم "
أنحفر الذعر على وجهها
حركت راسها بذهولٍ من تلك الجملة المجلجلة و تلاطمت أنفاسها بداخل رئتيها بتياراتٍ هوائيةٍ لآهثة
أنه يكذب , أنها لا تصدقه !!
تهالكت على الأرض بدموع تهوي على وجنتيها
لم يحرك منظرها بنفسه الأ مشاعر الخبث والحقد والكرهه
بينما هو يرص بقبضته على كتفها أضاف:
" نعم, أخذكِ ليربيكِ ويعتني بكِ, لكي يسهل عليه القبض عليه وقتلي مثلما قتل أبي , أستغلك من أجل قتلي وقتلكِ, فهو مجرم , ليس له قلب لا يهتم لآيٍ كان"
حرقت الدموع وجنتيها بصفعاتٍ متتالية على الوجه
مما أرغمها على تحريك جسدها إلى الخلف, وهي تحدق بأخيها بشفتين ترتعشان
كذب , كذب هي لن تصدق ما يقوله !!
وقفت وهي تصرخ بصوتٍ يرتعدُ بعنفاً: " كذب "
ألتقطت أنفاسها مضيفةٍ " ذياب لن يفعل شيئاً كهذا , أنت مخطئ !! من المستحيل أن يكون القاتل , ذياب سوف يقوم بمساعدتنا بالقبض على قاتل أبي "
زلزل الأرض من تحتها صارخاً بغضباً أفقده صوابه:" لقد أوهمكِ وخدعكِ , أنا رآيته بأمي عيني يقتل أبي برصاصة على رآسه , وكنتي أنتِ تبكين متشبثةٍ به, حينما كنت أنا أنزف بسبب الرصاصة التي أطلقها نحوي فيما كنت أهم بأنتشالك من بين يديه "
أتسعت حدقتا عيني بذهول حتى أستحال الكون يدور من حولي
ترآت أمام ناظري, ذكرياتٍ غابرةٍ غير واضحه, وكأن ذلك المشهد يعادُ مراراً وتكراراً
الدماء , الونين , الصراخ و الصراع ...
وضعت كفاي على أذناي وبت أصرخ
وأصرخ : لا اااا, لا اااااااا
أريده أن يصمت , لا أريد سماع المزيد
قلبي يتمزق , وروحي تكاد تنتزع , وعقلي يكاد يفقد رشده
أنه يكذب
يكذب
نعم يكذب
لن أصدقه , لن أصدقه أبداً
خررت على الأرض بشدةٍ حتى كدت أحطم عظامي
دموعي تهوي على وجنتي كجمرةٍ متقدةٍ , ونحيبي بدأ يرتفع لدرجة الآختناق
لا أريد أستعادة تلك الذكريات الموجعةِ
ولا أريد تخيل مايقوله
لآنه يهوي بي إلى القاع
يا إلهي أرجوك
أتمنى أن يكون مجرد كابوس , مثل كوابيسي الماضية
أستيقظ منه الأن
***
فتشتُ المتجر شبراً شبر , ولكنني لم أعثر على أثراً لها, إلى جانب أنها لا ترد على هاتفها النقال
أعتصر قلبي ألماً والآفكار تكادُ تحطم خلايا رآسي
إلى أين يمكن أن تذهب ؟! ولماذا لا ترد على هاتفها؟
أين أنتِ يا صغيرتي!! وإلى أين ذهبتي؟
لا تؤلمي قلبي , أني أكاد أموت عليكِ من شدة الرعب.
أنا السبب لماذا تركتها لوحدها
أيمكن أنه قد حصل لها أمر سيء ؟
أرجوك يا إلهي أرجع لي صغيرتي سالمه
أخذت بالسؤال عنها في كل المتاجر كالمجنون , وتكاد تتشققُ الآرض من تحتي لشدة رعبي
أحاول حبس دموعي التي تأبى الآ أن تكسر كل القواعد وتجري إلى مقر فنائها
عاوتُ الأتصال بهاتفها لمرةٍ ومرتين وثلاث
أنحبست أنفاسي لسماع زفير أنفاسها
أرخيت جسدي على أول مقعداً وقع نظري عليه , مغمضاً عيني بأنفاساً لاهثةٍ
نطقت وأنا ألتهم الهواء أتهاماً : "ترفه"
ردت بعد برهةً من الزمن " نعم"
قلتُ بصوتٍ يكاد يختنق من الخوف: " عزيزتي أين أنتِ ؟ وإلى أين ذهبتي ؟ لقد أخفتني فلقد بت أبحث عنك حتى فقدت الآمل بإيجادك"
أنصتُ لحشرجة أنفاسها المضطربة والمتلاطمةٍ
أزدردت ريقي , أنني أشعر أنه هنالك خطباً ما !!
وقفت مفزوعاً صارخاً :" ترفه ما بك؟ "
ردت بصوتٍ مرتجف : " لا شيء "
أني أعرفها جيداً , حتى بت أحفظ نغمة حنجرتها
أتسعت حدقتا عيني وخرج صوتي مرتعشاً : "مابكِ هل أصابكِ مكروه ؟وإلى أين ذهبتي ؟؟ أنطقي أرجوكِ لا تتركيني هكذا ؟؟"
" أني بخير ,لقــ دد ألتقيت بصديقتي مروى والآن أنا معــ ـها "
أرتجاف صوتها وبحيحه ؛ شنج جسدي ~
أختلاط الآصوات , وصراخ مزامير السيارات جعلني أسمعها تنطق بصوتٍ باكياً " ذياب "
كانت وكأنها تصرخ, تبكي, تتألم , تستنجد بي
" أني مع مروى لا تقلق علي " قالتها بسرعةٍ بينما تلاشى صدى صوتها
الهاتف لا يزال معلقاً على أذني , بينما لاذ الكون بالصمت الأ من فحيح أنفاسي المنحشرة في جوفي
وكأن الهواء قد توقف عن الوصل إلى رئتاي , بت محدقاً بالفراغ الذي يحوم حولي
مابه صوتها , أكانت تبكي ؟ هل حصل لها شيء عند صديقتها ؟
وكيف التقت بها ولم تخبرني ؟
تهالكتُ وأسندت ُجسدي على المقعد مغمضاً عيني
وزخات العرق تبلل جسدي
تعبت , مرضت , كدت أفقد عقلي من الخوف عليها
*****
أسندت مرفقي على رجلي ووجهي إلى راحتي لتتغلب الدموع على الجفون ولتنحدر وتنجرف على الخداين
أريد تكذيبه وفي نفس الوقت أكاد أصدقه !!
وها أنا الأن معتكفةٍ في غرفتي الخرساء منذ ما يقارب الساعتين
طأطأت رأسي بغصاتٍ أليمة تكاد تمزق قلبي
أريد الصراخ والبكاء حتى يجف حلقي
أشعر أنني سأنفجر من الآهات المكبوتة في صدري
أني فزعة ,مرتعدة وأكاد أصاب بالجنون من حقيقة أن يكون القاتل
يجب عليه أن أستفسر منه, يجب عليه أن أعرف الحقيقة الآن!!
تحركت كفاي لتمسح الدموع التي بللت وجهي وخطت مساراً قاني حتى ذقني
أرتسمت على شفتي إبتسامةٍ باهتةٍ, أني موقنةً أنه ليس بالقاتل
وأن "علي " قد أختلط الآمر عليه, أو أنه قد يكذب!!
ولكن لماذا كان يكذب عليه بهذا الشكل ؟
أرتفعت أناملي إلى خصلات شعري حتى بت أجره , يا إلهي لا أستطيع التحمل أكثر.
وقفت منتصبة , وخطوت بخطواتٍ بطيئة نحو الباب لآفتحه وأخرج مهروله
ذراة الهواء تصطدم بوجهي بصفعاتٍ خادشةٍ , موجعةٍ
الجدران تكاد ترتطم بي وتطرحني أرضاً
ركضت حتى وصلت إلى الطابق السفلي وإلى غرفة المكتب وفتحتها على مصرعيها
وقفت وأنا ألتهم الهواء التهاماً بتياراتٍ هوائيةٍ لآهثةً
أحدق به وعيني تقيد عيناه
وقف وقد إضمحلت إبتسامته المرتسمه على شفتيه
هوت نظراتي أرضاً وأنا أقاوم تلك المشاعر التي طفت وأجتاحت الذاكره
دموعي تكاد تقفز من مقلتاي سابحةٍ على وجنتي
سحبتُ أنفاسي لآرفع نظري إليه , حزينه , متألمة , موجوعه
أنحفر الذعر على وجهه وهو يسبح بين فناية وجهي
أحتقنت الدماء في وجهي حتى بت أكتم أناتِ المتلاحقة
نطق وقد أكتست وجهه تقطيبة خوف : " ترفه , ما هذا الذي على وجهك ؟ وما هذه الكدمات ؟"
حبس أنفاسه وهو يكمل صارخاً "من الذي فعل بكِ هذا ؟؟؟ "
أتسعت حدقتا عينيه وهو يضيف : "أن وجهكِ متورد ومضروب ,وأنفكِ يرشح والدماء ملتصقة به ؟ "
رفع يديه إلى شعره وهو يشده بأنامله بتوتر: "يا إلهي !! "
وضعت كفي على فمي في محاولة لكتم العطسة التي أجتاحتني , ومسح أنفي الذي ينزف .
أكاد أفقد توازني الآن , هل أنا مريضة ؟ لم أشعر بذلك !!
خرجت أنفاسه لآهثة وهو يصرخ : " من فعل بك هذا ؟؟ ترفه أكاد أصاب بالجنون ما الذي حصل لك؟"
أبتلعت الآهات المنبثقة من صدري بعيون دامعةٍ, وجسداً مرتجف
أغرقت عيني بالدموع وسقطت تحرق مسارها
أنفاسي تحشرجت في جوفي وأنا أهمس : " ذياب "
صرخت بصوتٍ باكي " ذياااب"
"من"
"هو "
"قاتل أبي"
*****
تجمدت أطرافي, وتوقف الدم عن الوصول إلى أوردة فؤادي
تسارعت نبضات قلبي حتى بت أختنق من تصارع أنفاسي
حدقت بي مثيرة بنظراتها تنهدات الآسى في أعماق صدري
مستقطرة دموع الآلم و المرارة من أجفاني
لم أستطع النطق , ماذا اقول لها ؟؟ أأقول لها أنه أنا , من المستحيل أن يحصل هذا!!
أرجوك يا طفلتي الحبيبية أرحمني , أرفقي بحالي !!
أستحال وجهها أبيضاً حتى ترنحت وكادت تقع أرضاً الأ أنها تشبثت بالجدار الذي يسكن خلفها
أقتربت منها مسرعاً
ولكنها صرخت وصرخت
جفلتُ
وألجمت المفأجأة لساني حتى بت محدقاً بها, بذهول !!
هوت أرضاً وأجهشت ببكاءٍ مرير حتى بح صوتها
هالني منظرها وسرت بجسدي تيارات كهربائية صادمه, فصرخت :" ترفه "
طفت على عينيها سحابة من الدموع وهي تهمس
" أنت قاتل أبي "