لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > قصص من وحي قلم الاعضاء > ارشيف خاص بالقصص غير المكتمله
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية


موضوع مغلق
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack (1) أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 17-10-12, 02:06 AM   المشاركة رقم: 56
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
النجمة



البيانات
التسجيل: Oct 2011
العضوية: 230815
المشاركات: 3,072
الجنس أنثى
معدل التقييم: الساحره الصغيره عضو مشهور للجميعالساحره الصغيره عضو مشهور للجميعالساحره الصغيره عضو مشهور للجميعالساحره الصغيره عضو مشهور للجميعالساحره الصغيره عضو مشهور للجميعالساحره الصغيره عضو مشهور للجميعالساحره الصغيره عضو مشهور للجميعالساحره الصغيره عضو مشهور للجميعالساحره الصغيره عضو مشهور للجميعالساحره الصغيره عضو مشهور للجميعالساحره الصغيره عضو مشهور للجميع
نقاط التقييم: 12170

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
الساحره الصغيره غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : سميتكم غلآي المنتدى : ارشيف خاص بالقصص غير المكتمله
افتراضي رد: أرواح متعانقة

 

روووووووووووووووووووووووعة يا اسوم بحد بجد روعة عجبتني جداااااااااااااااااا

انت حقا متميزه ( اول حاجه كنت مستغربه الللغه العربية في الحوار في وحي الاعضاء ) ودي النقطه اللي خلتني اكتب حوار قصتي بالعامي .... بس بعد مقريت قصتك هنا شدني للغه اكتر واتعودت عليها )

تاني حاجه كنت بدءه القصة صدمات صدمات ورا بعض وبعدين عادي اتعودت برضوا

تالت حاجه واللي زادت اعجابي للقصة شرحك الدقيق لمشاعر الابطال وصفك للمشهد بطريقة جميلة جداااا

رابع نقطة بدايه القصة كانت حلوة قوي وكانت قويه قوي

بجد حبيت القصة جدااااااااااا ومستنيه الباقي

نيجي للابطال بقى

( ترفة )

واه من ترفة تلك الفتاة التي كتب عليها اليتم بالخطأ تلك الفتاه الي ترعرعت في منزل قاتل والدها ليكون لها الاب والاخ والصديق والحبيب وكل شيء
تلك الفتاة التي كانت تعيش فوق السحاب لستيقظ ذات يوم وتجد ان كل شيء تحول لسراب
تلك الفتاة التي وجدت نفسها وحيده بعد ان تخلى عنها اخيها او الذي يدعى اخيها وحيده بعد ان اعتقدت ان ذياب قد قتل
تلك التي وجدت ذياب اخيرا حي يرزق ولا اعلم لما تجاهلته لما حاولت ان تخفي نفسها
هذه هي ترفه حتي الان الضعيفة اليتيمة الوحيده المختبئه ولا اعلم ماذا تحتوي بجعبتك لها الى الان


ذياب

قاتل وليس بقاتل ... يعيش في حجيم لمده عشر سنوات ولا ادري الى نتي سيعيش فيه
الاب والاخ والحبيب ذياب الذي قتل بالخطاء ليقتل مع سبق الاصرار والترصد من يد علي
اخفيتيه لمده عام هل سيعود هل سيحارب من اجل فتاته هل سينتصر الخير ام ان لك رأي اخر في معركة الخير والشر
ومازال لذياب بقيه

امل

اكثر الشخصياب التي اعجبت بها وربما تكون هي الوحيده التي احببتها مرحه وهبوله ومستقله
( في اول ظهور لها كنت على يقين انها ستحب عامر ولكن متى هذا تركته لكي لتصبح توقعاتي حقيقة في الفصل التاسع تقريبا )
الحب اضعفها جعلها حمقاء الى متى ستنوين جعلها حمقاء لا ادري ولكن عما قريب سيتضح كل شي
اكثر المشاهد المضحكة يجب ان تكون امل جزء منها

عامر

لم احب هذه الشخصيه وفي نفس الوقت لم اكرها لن اتحدث عنها كثيرا فانا شبه متأكده ان هذه الشخصيه ستكون من اهم الشخصيات بالنسبة لي ( لا تخافي ساتحدث عنها قريبا )

مروان وحسناء

مروان الاخ والصديق لم تضح شخصيته بعد ربما في الحلقات المقبله
وحسناء حولها الحب الي كائن متوحش الى قطة تشعر ان ابنائها في خطر ( ولكن انا على يقين انا هناك تحول جزري لها )

مبعة عزيزتي وصديقتي في فعل الخيرههههههههه ورئيسه حزب السلعوات هههههه

 
 

 

عرض البوم صور الساحره الصغيره  
قديم 21-10-12, 06:31 PM   المشاركة رقم: 57
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Mar 2011
العضوية: 218737
المشاركات: 1,290
الجنس أنثى
معدل التقييم: قرة عين امي عضو ذو تقييم عاليقرة عين امي عضو ذو تقييم عاليقرة عين امي عضو ذو تقييم عاليقرة عين امي عضو ذو تقييم عاليقرة عين امي عضو ذو تقييم عاليقرة عين امي عضو ذو تقييم عاليقرة عين امي عضو ذو تقييم عاليقرة عين امي عضو ذو تقييم عالي
نقاط التقييم: 950

االدولة
البلدYemen
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
قرة عين امي غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : سميتكم غلآي المنتدى : ارشيف خاص بالقصص غير المكتمله
افتراضي رد: أرواح متعانقة

 

ارواح متعانقة .... اسم يعانق شغاف القلب وفيعلقنا بما تحويه من معاني وكلمات
اسلوب قمة في التميز له لمسات فريدة وجميلة يجتذب القاري ليغوص في اعماقة منشدة الراحة والمتعة والفائدة في ذات الوقت
اسوم كتبتي فابدعتي من البداية الى ان توقفت بنا المعانقات وننتظر الباقي بشغف لنكمل المسير معك
ترفة
احببت شخصيتها الهشة التى كانت تحت حماية ذياب مما جعلها صافية بريئة ساذجة احياناً كتب لها ان تتعرف باخيها المجرم الذي استعملها طعم لصطياد ذياب ثم رماها في مهب الريح ولكن الله جعلها في طريق امل التي احتوتها بحبها وسعة قلبها
ذياب
ارغمه عمله على الاقدام على شيء دفع عشر سنين من عمره ولازال يدفع ليكفر عن هذا الذنب اطلق عليه النار ولكن رحمة الله شملته ولم يمت كان لقائه بترفة لقاء عانقة فيه الارواح قبل الاجساد ادمع عيني وبكى له قلبي
امل
ملح الرواية في اشد المواقف توتر تاتيها نوبات الضحك فاضحك معها من كل قلبي بس ياليت تعقل شوية وتبطل تحرش بالدكتور عامر
عامر
شخصية غامضة قليل بالنسبة لي ... قاسي ولكن مامر به في طفولة كفيل بان يجعل منه صخر يمشي على وجه الارض في بعض المواقف اشعر بانه يميل لامل ولكن سرعان مايتلاشى هذا الشعور امام قسوته وعنفه معها
حسناء
لم احبها مطلقاً ابتداء بشخصيتها المغرورة ونتهاء بعقلها الصغير
مروان
شخصية رزينه هادئة احببت رجولتة وحنيته على جدته
عليا
اكرهها كيف لمثلها ان تكون قدوة حسنه لمن هم اصغر منها سناً ... من تظن نفسها لتنفش ريشها وتتبجح بان ذياب سيتزوجها هي لا عيرها امقتها بشدة ربما اكثر مما تمقتها ترفة نفسها
الجدة
ياعيب الشوم عليك استحي على كبر سنك بدل ماانتي تماطرين في الاسواق وتجرين الضعيفة لمخافر الشرطة كان جلستي في بيتك وعلى سجادتك تذكرين ربك وتستغفره
علي
شخص اقل مايمكني وصفه به هو الحقارة والنذالة والخسة والدنائة اجارنا الله منه ومن امثاله

 
 

 

عرض البوم صور قرة عين امي  
قديم 23-10-12, 11:50 AM   المشاركة رقم: 58
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو فخري

البيانات
التسجيل: Mar 2012
العضوية: 237614
المشاركات: 8,068
الجنس أنثى
معدل التقييم: نجلاء الريم عضو مشهور للجميعنجلاء الريم عضو مشهور للجميعنجلاء الريم عضو مشهور للجميعنجلاء الريم عضو مشهور للجميعنجلاء الريم عضو مشهور للجميعنجلاء الريم عضو مشهور للجميعنجلاء الريم عضو مشهور للجميعنجلاء الريم عضو مشهور للجميعنجلاء الريم عضو مشهور للجميعنجلاء الريم عضو مشهور للجميعنجلاء الريم عضو مشهور للجميع
نقاط التقييم: 11015

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نجلاء الريم غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : سميتكم غلآي المنتدى : ارشيف خاص بالقصص غير المكتمله
افتراضي رد: أرواح متعانقة

 

السلام عليكم ورحمة الله وبركاااته

تسلم أنامل خطت ورسمت إبداع. يداعب ويلامس جنبات انفسناااا فيفتح ويشرع أبواب همست قلوبنا

واخيراااااا اسومه ......رضيتي عن ذياااب وبان بعد ان اخفيتيه في البارت السابق وماقبله

امل متهورة....... لسانها وتصرفاتها تسبق تفكيرهاااا !!!!!!لم ترتدع او تتعظ من مواقفها السابقة

لقاء ترفه وذياااااب وصف رااااائع. ونطمع بالأكثر من سفيرة الحرف ..........

حسناء وآمل قطتان التقتا في الزمان والمكان الخطأ والنتيجة. متوقعه

ننتظرك اسومه لنبحر بإبداعك ........

 
 

 

عرض البوم صور نجلاء الريم  
قديم 27-10-12, 08:27 PM   المشاركة رقم: 59
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Jun 2011
العضوية: 225481
المشاركات: 466
الجنس أنثى
معدل التقييم: سميتكم غلآي عضو على طريق الابداعسميتكم غلآي عضو على طريق الابداعسميتكم غلآي عضو على طريق الابداعسميتكم غلآي عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 371

االدولة
البلدUnited Arab Emirates
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
سميتكم غلآي غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : سميتكم غلآي المنتدى : ارشيف خاص بالقصص غير المكتمله
افتراضي رد: أرواح متعانقة

 

مساء تلون بالفرح

كل عام وانتم بخير



فاتن
أهلا وسهلا بك يا فاتن متابعة لي
أني سعيدة بتواجدكِ في أرواح كثيراً
عن أمل فصديقتي ذات مره عندما قرأت أحدى المعانقة قالت لي : أنا أبدا لن اذهب
للعلاج عندها فأني خائفة من قتلها لي " كما أن هذا الكلام يردد علي هههههههههههه يقولون انني سأقتل الناس بعملي كممرضة "
أمل مستهتره قليلاً , مجنونه كثيراً وهي عنصر الكوميديه في أرواح
ولكن ستأخذ مسار أخر قريبا
وعن مروان سينكشف أن كان يكن لحسناء شيء أو لا
فاتن شكرا لتواجدك ياجميلة



الساحرة الصغيرة
أهلا بصديقة العزيزه ومعاونتي في الارهاب ههههههه
شكرا لكلماتك هنا في أوراح
استغربتي الفصحى في أول الأمر أنا من عشاق الفصحى ولا أقرأ الا الفصحى الكاملة
بدايتي هنا بالفصحى في أرواح وسأستمر في المستقبل لان الفصحى جعلتني أشعر بلذة لم
أشعر بها من قبل
شكرا لك بعمق يا ذات الروح النقية
أمل قد تكون قريبة من حالات الجنون التي تصيبنا هههههههه
أما عامر هذا الوسيم الذي يهذي قلبي به
فأنا أعشق عامر اسلتذ بالكتابة عنه لانه من صنفي المفضل " يمكن لان شري مزروع فيه "
ستتضح شخصية مروان اكثر في القادم
أعجبني تشبيهك لحسناء جدا
صديقتي الجميلة والشريره في فعل الخير ههههه
أني سعيدة بتواجدكِ



قرة عين أمي " أسماء "
كم قرأت ردكِ وتلذذتُ به
شكرا على ردك العذب عليْ فأنا سعيدة به بشكل لاتتصورينه
وهل ستكف أمل عن تحرشها بعامر أم هناك شي قد يقلب الأمور رأسا على عقب
عامر قد لا يظهر الأن ولكن قريبا سوف يظهر وقد يظهر ماعاناه بالفعل فأنا لم أخبركم الا
القليل
ايضا حسناء قد تنقلب زامام الأمور معها
المعلمة علياء مع أنها معلمة ولكن يوجد الكثير منها
أسماء أني سعيدة بتواجدكِ شكرا لك



نجلاء الريم

أهلا وسهلا بكِ
نجلاء أني لأعشق ردودك المنعشة
أخيرا رضيت عن ذياب وسيظهر وسأزيد الجرعات باذن الله
امل قد يستيقظ عقلها وتكف عن جنونها أو قد لايحدث هذا أبدا
نجلاء الريم شكرا على تواجدكِ فأنا سعيدة به

 
 

 

عرض البوم صور سميتكم غلآي  
قديم 27-10-12, 08:41 PM   المشاركة رقم: 60
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Jun 2011
العضوية: 225481
المشاركات: 466
الجنس أنثى
معدل التقييم: سميتكم غلآي عضو على طريق الابداعسميتكم غلآي عضو على طريق الابداعسميتكم غلآي عضو على طريق الابداعسميتكم غلآي عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 371

االدولة
البلدUnited Arab Emirates
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
سميتكم غلآي غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : سميتكم غلآي المنتدى : ارشيف خاص بالقصص غير المكتمله
افتراضي رد: أرواح متعانقة

 

المعانقة الحادية عشر



ازدريتُ ريقي محدقة بذياب الواقف بجانب مروان وراشد
المرتب لأوراق خروجي من مركز الشرطة .. لأنه الوصي عليْ
طأطأتُ رأسي احدق بأناملي المتعانقة
أنصت لفوضى مشاعري بادخل عقلي , وضجيجها في قلبي
ما الذي فعلته !
هل نسيتُ كل شيء !
كيف لي أن أنساه, فقط لمجرد رؤية ذياب حي !
لا أعرف ولكني خائفة .. مرتعدة
فالحياة صعبة .. وتواجده الأن أصعب
فانا لا أريد العودة إليه
ولكن قلبي يرغب في ذلك بشدة , فلقد أشتاق إليه !
ولكن هل حياتي معه صائبة بعد كل الذي حدث
هل قد تكون كالتي مضت قبل معرفتي بالحقيقة !
ايقظني من سباتي المتجمد بمشاعري , والمتخبط بعتمة أفكاري
المتجرد من مايحدث حوله
صوته المحرك لخلايا جسدي
رفعتُ بصري المتوتر إليه
أحدق بعيناه المتلألئة تحت وطئ نور مصابيح المركز
وحاجبيه الكثيفين ملتصقين في جبينه
بإبتسامة أضاءة وجهه الوسيم
تقوست شفتاي باوجاع عامت في دهاليز عقلي ... لطفو ذكرى موت أبي !
ذكرى معرفة أنه قاتله !
وأنه قد خدعني !
استراجع ذاكرتي لكل تلك المآسي والآلام المقبرة في صدري, أيقظت أوجاع قلبي
أغمضتُ عيناي اوقف تدفق أفكاري المظلمة
أمنع انسكاب دمعاتي العالقة في أجفاني
لن أعود إليه!
تسرب صوته إلى طبلة أذنيّ , ودقدقها ببحة صوت لم انساها : " تـرفه ! "
صوته جعلني أرفع رأسي بإتجاهه, أحدق به بدموع أمتلأت بها عيناي
زادت إبتسامة شفتيه أتساعاً وهو يضيف : " لقد انتهى كل شيء "
توقف لثواني بوجه تشرب التوتر , وتشبع بالقلق
اخذ أنفاسه بصعوبة وبنظرات قيدت عيناي, قال : " هيا بنا نذهب! "
ارتعشت اطرافي , وارتجفت خلاياي لقوله
لا !
كيف لي أن اعود معه , لن يحصل ذلك !
وقفتُ بتقوس شفتي بدموع علقت في أجفاني , وتشبثت بين أهدابي
انفتحت شفتاي لتخرج الكلمات منها مهتزة : " لا ! "
لأضيف بصوت باكي منخفض : " لن .. لن "
اتسعت عيناه الامعة بالآلام ليقول بصوت غلفهُ الحنان : " ترفـه , سنتناقش في ذلك لاحقاً , هيا بنا الآن "
هززت رأسي غير منصتة له
رافضة الذهاب معه
أني أريد العودة إلى أمل , الحياة لدى أمل مريحة
الحياة معها تجعلني أطوي صفحة الماضي وأرميها في بئر من النسيان
ولكن مع ذياب فالوضع مرعب , قبل أن يكون شوق عارم يجتاح مشاعري له
أبتلعت أنفاسي أحدق بوجه المتكنف بالإصرار لأخذي معه
تقدم خطوة مني
فقفزتُ متراً إلى الوراء رامية بجسدي إلى أبعد نقطة عنه
عقدت حاجباي زاجرة اياه من الأقتراب
مهددة إياه من لمسي , وأنني لن أعود معه !
ضربت اصابعه الممتدة نحوي جزيئات الهواء بتردد
وغصت قصبته الهوائية بالأوكسجين
ارتخت أجفانه بألم , وكأنهُ شعر بنفوري منه
كره موقفي منهُ !
من لوحان بريق التعاسة والكآبة في عينيه
شحب وجهه , وقد فقد لمعان عينيه الأمل بعودتي إليه , وبعودة علاقتنا كما كانت !
اعتلت شفتيه إبتسامة صغيرة تحاول طمأنتي واستدراجي إليه
رفضتُ طلب عينيه المترجية لي
رفضتُ كفه الممتدة نحوي
بجسد أبتعد عنه , بتبعثر نظرات عيناي المنقبة عن أمل
رباه , أرجوك أنقذني أني أكاد أجن
أمل أين أنتِ ! أمل أنقذني !
أمل أني خائفة من العودة إليه !
أمل أني لا اعرف الطريق الصحيح أنني أريده ولا أريده
اختنقت أنفاسي في صدري
وبحيرة عيناي لم تكف عن إيراق دموعها
بكيتُ حتى هدر صدري بحشرجة بكائي
كتمت شهقاتي بموجة من الهواء
واصابعي تمسح دموعي البذخة
وعيناي تحدقان بوجهه المتألم, متسع العينين
أقترب مني اكثر إلى أن وقف أمامي
وقد تجمدت قدماي على الأرض , وأنا أنظر إليه بعينين سبحتا بالدموع
شعرت أن طاقتي استنزفت , وبأن الخدر بدأ يسري في جسدي
لم تحتمل قدماي الوقوف أمامه , فارتعشت بدوار عبث برأسي
رباه!
مال روحي تريد العودة إلى أسيرها , ونفسي تأبى الرضوخ لسجينها !
ذياب أني لا استطيع تحمل ذلك
أن روحي متعبة , وجسدي مرهق !
كن بعيدا عني جسديا , ولكن أبقى حياً معي روحيا , أرجوك!
من أجلي ! من أجلي أنا !
فقد جسدي اتزانه وكاد يهوي ارضا
الا أن ذراعاه أمسكتا بجسدي قبل أن يقع في حفرة من السواد رسمها عقلي
بخوف توشح به وجهه المفزوع لرؤيتي بهذه الحالة
احتوتني ذراعاه بدفئ مد كنفه إلي
دفنت رأسي بين المسافة الفاصلة بيننا
بشحوب غمر وجهي
أغمضت عيناي بتساقط قطرات الدموع منها
ببقع شفافة ترتطم بجزيئات الهواء مصدمة بالأرض مكونة بقع داكنة اللون على ارضية تغطت باللون الرمادي
شهقتُ ملتهمة صيحات البكاء المتعلقة في حنجرتي
وصلني صوته الخافت بنبرة كستها الاوجاع : " ترفه يا صغيرتي , لاتبكي ! أرجوكِ , فانا لا احتمل ذلك "
انطرحت ذراعاي وضربت صدره بشدة , ورأسي يرتطم به
لطمته بقوة لمرة ومرتين وثلاث إلى أن انهكت من شدة البكاء
احتواني محتملا نوبات صدمتي وجنوني
بكيتُ إلى أن هدأت نفسي
دافنة رأسي في صدره
ضغطُ على أسناني رافعة رأسي ... مبتعدة عنه
مستوعبة الواقع المرير
عليّ أن ابتعد عنه قبل أن تخضع روحي له !
علىّ أن أهرب منه قبل ان يرق قلبي له !
سحبت قدماي إلى الوراء هاربة منه , باحثة عن أمل
وعند رؤيتها واقفة بمسافة قصيرة عنا
هرعت إليها منطرحة في أحضانها
محتمية بها منه
مختبئة وراءها منه
غرستُ أصابعي في عباءة أمل المتجمدة أمامي, والمندهشة مني
همست بخفوت , وأناملها تتشبثُ بكفاي المحتضنة لها :" ما بكِ ترفه , ومن هذا ! "
اخفيتُ رأسي , داعسة وجهي في ظهرها المغطى بالسواد
قائلة بصوت مرتعش : " لا أعرف , لا أعرف ! "
ادخلت موجة من الهواء إلى رئتاي في محاولة للنطق بالكلمات الصحيحة
أخراج مكنونات قلبي
البوح لها عن أنني أعرفه وليس أنني لا أعرفه !
نطقت بصوت حمل تموجات باكية أهتز بها جسدي : " انه .. انه .."
لأصيح بصوت باكي : " أمل أرجوك أنني لا أريد العودة إليه , أمل أني خائفة ابعديني عنه , خذني معكِ ولا تتركني "
رصت كفاي أمل على اصابعي
وهي تطوق كتفي بذراعيها
تحركت قدماي بتقدم أمل وعمها راشد الذي خرج فجأة
لم أسمع نقاشهم
فالترددات الصوتية اختفت من عالمي
بت لا أعي ما يقال
وصلت إلى حالة الأغماء
وكدت أترنح ساقطة ارضا, من تشتت عقلي
و خوفي من القادم
لا أعرف ماذا افعل , وكيف اعيش !
فانا قد بت تائهة في عالم كالاحلام اتعلق به كالسراب
بعد مناقشات لم أفقه منها شيء
وافق ذياب على تركي مع أمل
لم أعلم بذلك , الا وأنا أقاد مع أمل إلى السيارة التي أوصلنا ضجيجها إلى الشقة
دخلت إلى الشقة رامية بجسدي على المقعد نحيب متواصل
نحيب لم يتوقف انما ازداد شدة
أرغب في تفريق الكم الهائل من الأوجاع الجاثمة على صدري
أرغب بالبكاء على ذياب وعلى رفضي العودة معه , لِمَ فعلت هذا بذياب!
فذياب من منحني كل شيء ولم يبخل علي أبداً
احاط جسدي بحمايته, احتضنني في عالم تخلّى عني الكل , ولكن !
أهذه حقيقة أم انها مجرد أكاذيب يحيكها عقلي لتصديق براءة ذياب
فذياب مجرم , قاتل .. فهو قتل أبي قبل أن يقتل روحي
لا أعرف لِمَ أخذني معه , ولكن هو من قتل أبي !
فما الذي سوف يجنيه من تربيته لي ! أهناك سر !
أدخلت رأسي في قماش المقعد
أمنع دموعي من الانهمار أكثر , ولتوقيف أفكار عقلي الممطرة , التائهة
شعرت بأمل تجلس بجانبي
مطبطبة على كتفي قائلة بصوت تلحن بالحنان :" ترفه يا عزيزتي , مابكِ ! أخبرني ولا تحملي نفسكِ مالا طاقة لكِ به "
رفعتُ رأسي عن كومة القطن المتكدس تحتي
حدقتُ بها بدموعي المنهمرة , قوستُ شفتاي بألم أوجع فؤادي
ماذا أقول لها !
أأقول لها عن كل شيء , أأنبش محتويات حياتي العقيمة !
أأخبرها عن حقيقة أب تاجر مخدرات
وأخ قاتل , ومجرم
ووصي مخادع , وسافك للدماء !
هذا هو عرقي المشؤوم والموحل بالعتمة والأكاذيب
أيستحق أن أخبر أحدا ما عنه !
لا يمكن ذلك !
فأنا لم أتعود على فتح صندوق أسرار حياتي لآي أحدا كان
ولن افعل ذلك ابداً !
نطقت شفتاي المقوستين المختزلتين للأحزان : " الرجل... انه الوصي عليْ "
أكتفيتُ بهذا فانا لا أريد البوح بالمزيد
ولا اريد مناقشة أحد بحياتي
أمل اني أسفة , لأنني لا أستطيع أدخالك إلى معمعة حياتي البائسة والمخيفة
****


ضاقت عيناي لرؤيتها مطأطأة الرأس بدموع تجري على وجنتيها المتوردتين
ارتفعت أصابعي تريد احتضانها , لمسها قبل أن تذهب عني !
ولكنها ذهبت دون أن يرتد طرفها إللي
ترفه !
أرجوكِ , لاتفعلي هذا بي
بعد أن وجدتك , بعد أن فقدت الأمل بوجودك في هذا العالم
بعد الجحيم الذي عشته خلال السنة الفائتة لإيجادكِ
بعد اصابتي بطلق " علي " الناري نقلت إلى المستشفى وتم انقاذي بصعوبة
ولأن الرصاصة لم تصل إلى القلب
وإنما مزقت بعض انسجة الرئة نجوت بمعجزة
تعافيةُ من الإصابة بعد شهرين من الحادثة
استعدت وعيّ بهذيان أبحث عنها
ما الذي أصابها وأين هي!
لم أكن أفقه أن ما حدث حقيقة
بقيت فترة على هذا الحال إلى أن تعافية بالكامل
بعد ذلك أخذت أبحث عنها , ولكن بلا جدوى
بعد ان فقدت الأمل بإيجادها وكنت اظنها ميتة
وانها رحلت عن هذه الحياة بوحشية علي اللعين
وجدتها أخيراً اليوم
أمام عيناي بمحض الصدفة كانت تجلس على أحد المقاعد
رأيتها هناك تجلس بهالة الأحزان , وعينيها غارقتين ببحر من الأوجاع
لم اصدق عيناي عند رؤيتها , وتصادم نظراتي بنظرات عينيها المتفاجأة لرؤيتي
أبى عقلي تصديق ذلك
فرؤيتها حية .. قد انعش روحي ومد أوصال السعادة فيها
لم استطع ايقاف نفسي من التقدم إليها
واحتواء جسدها الصغير بعانق يروي حرارة الفراق
احتضان روح من اشتاق قلبي لها , حبيبتي ترفه , ترفه أنفاس جسدي
رفضها للعودة معي فاقم أوجاع صدري
وترجيها لي أن أدعها وشأنها مزق أوردة فؤادي
فكيف لي أن أدعها بعد ان وجدتها , كيف لي أن أتخلى عن نصفي المفقود
رضخت لها بعد محاولات عديدة من صديقتها لبقائها معها لعدة أيام
إلى تهدئ وتستعيد صحتها فهي تبدو مرهقة , ومتعبة !
رميت جسدي على اريكة سوداءة اللون تسكن في شقة مروان برأس رسى بين كفاي
أعلم أنه صعب !
اعلم أنه موجع !
فكيف لها أن تعود إلي بعد كل ماحدث
لن تكون الحياة مثلما كانت !
أني أعرف انها ستعاني أكثر مني , تتألم وتتوجع أطنانٍ
ولكني لن اتخلى عنها سأستعيدها مهما كلفني الثمن
سأتجرع المرارة والآلام من أجلها
سأبذل الغالي والنفيس من اجل حمايتها من علي ومن الحياة نفسها
فكيف لي أن أدع صغيرتي لوحدها في هذا العالم بعد أن وجدتها
أغمضت عيناي في محاولة لتخفيف ألم الصداع المتربع على عرش خلايا دماغي
عليْ أن أفكر بطريقة تجعلني لا أخسرها
رفعتُ كفاي إلى رأسي ممسداً خصلات شعري المبعثرة
في محاولة لتخفيف نبض خلاياي
توسط المقعد امامي جسد ضخم الجثه
واضعاً كوب من القهوة امامي ليرفع الكوب الأخرى مرتشفاً منه سائل حار
بأصابع تمسك أطراف الكوب أنزله إلى الطاولة
وحدق بعيناي المدحقتين إلى الفراغ الحائم حولنا
اسند جسده إلى ظهر المقعد بذراعين أحتضنا صدره
تنهد مروان بعمق , وقال بصوت حمل الانزعاج : " ما بك ! "
عقدتُ حاجباي وأصابعي تدعكان صدغي بعنف
زفرتُ وأسندت مرفقيّ إلى رجلي صاغطاً عليهن بقوة: " أنها لا تريد العودة معي ! ولكني لن أدعها لدى الغرباء , كيف لي أن اتخلى عنها , سأعيدها إلى المنزل "
مسحتُ وجهي بكفاي وانا أضيف بحنق : " ولكن كيف ! وهي لا تريد , كيف لي أن أنسيها الذي حدث ! محو ذاكرتها من قذارة أنني قاتل والدها , من بؤس أنني الذي يتمها , من تعاسة أنني من جعلها بلا مأوى "
كادت دموعي ان تراق
كدت أبكي خوفاً من فقدان ترفه بعد أن وجدتها
كدتُ أبكي أمام مروان , لولا قوة تحمّلِ وصبري
وضع مروان مرفقيه على رجليه وهو يضيق اجفانه
قائلا بصوت تغلف بالأسرار : " ذياب , أتريد الحل ! "
بلهفة غرق بها وجهي حدقت به
تعلق حاجباه على جبينه وهو يهمس : " تزوجها "
توقف قلبي عن النبض , بجسد انطرح على المقعد من هول ماسمعه
صعقت من قوله
أجن الرجل !
كيف له ان يقول لي أن أتزوجها ! أآتزوجها!
وهل الزواج بهذه البساطة !
سقطتُ في فوهة حفرها عقلي في دهاليْزه
وأفكاري تغوص في محيط من الدهشة
قفزتُ واقفاً , بعينين غير قادرتين على استيعاب ماقاله مروان اغلقتهما باستنكار
التهمتُ الهواء بنهم , قائلا من بين شفتين متوترتين : " جنون ! أتزوج ترفه , لا يمكن ان يحدث ذلك "
حركت رأسي بالنفي
بعينين متسعتين تحملقان بمروان الجالس بوجه متعكر التقاسيم مضيفاً : " مروان , أنظر إلى الواقع , الزواج لهو جنون بيني و بينها , أن زواج لهو شيء مختلف تماماً عن طريقة تفكيري بها "
ارتفعت أصابع مروان إلى شعره وهو يحكه بطريقة عبرت عن تعكر مزاجه وغضبه الذي يطلق شراراته في فضاءٍ من الصمت
قال من بين اسنانٍ غاضبة , وهو يحدق بوجهي القلق : " ذياب , أية واقعية تتحدث عنها ؟
ضع مشاعرك جانباً , أنظر إلى المجتمع المسلم العربي والخليجي خاصة , أهو رضا لله سبحانه وتعالى وعباده تواجدك مع امرأة أجنبية ليست لديها صلة قرابة بك , أهو صحيح بقاؤك معها وحيدا تحت سقف واحد بعد وفات والدتك رحمة الله عليها , ذياب الوضع ليس كالماضي , انه الحل الوحيد لك ولها , لك لضمان أنها لن تذهب عنك إلى أحدا أخر , فجنونك بها واضح فانت لن تستطيع التخلي عنها , ولها لضمان أمنها واستقرارها "
بعثرت بصري المتوتر حولي , مبتلعاً ريقي
بأنفاس أختنقت في صدري
تلمست أصابعي صدغي المبلل بزخات العرق
ما قالهُ مروان صحيح !
بل هو أكثر واقعية , ولكن !
لمح على وجهي إيماءات التيه والضيعان
فضرب كفيه على الطاولة أمامي مفجراً سيالات غضبه على وجهي : " أحمق!!! إذا كنت سوف تدعها تذهب ببساطة منك "
ووقف ضارباً الأرض بخطواته نحو الخارج , لاطماً الباب وراءه بشدة
يا إلهي !
يبدو أنه لم يهدأ من فيضان غضبه من حسناء !
انخفضت أسفلا وأنا ألطم جسدي على البلاط البارد أرضاً
انزلقت قدماي لتمد أوصالها على برودة سطح الأرض
رفعت رأسي أحدق بالسقف بأصابع تتلمس وجهي ماسحة قطرات العرق المتصفدة على جبيني
أغمضت عيناي بأسنان ضربت بعضها بشدة , وشفاه تقوست بقسوة
لن اسمح لها أن تذهب عني
ولكن
هل الزواج ممكن بيننا
وهل نستطيع تقبلهُ , أنا ...... وهيّ !
فليس هناك حل غيره في عالم كهذا !
زواج ورقي يحبسها في قفصي , ويرغمها على عدم الابتعاد عني

********


اغلقت باب غرفتي بعد أن قدت ترفه إلى داخلها لتنام
بعد فوضى مشاعرها , وغزارة دموعها المراقة والتي لم تجف حتى الان
اسندت جسدي على بابٍ من الخشب
لقد كان اليوم كارثة لم يسبق لها الحدوث !
جحيم لم أكن أظن أني سأزجّ فيه
من عامر إلى المتحرشين وينتهي إلى مركز الشرطة
ضربت جسدي على الخشب
وأنا اسحبه إلى الأسفل , بتعلق قماش ملابسي عليه
خررت على الارض بإنهيار خدر أوصالي
تساقطت قطرات دموعي الحارة المحبوسة منذ مدة طويلة
وشقت طريقها على وجنتاي بسيلان
أكادُ أفقد وعيّ وأصل إلى مرحلة الجنون !
مرحلة فقدي لسيطرتي على عواطفي
من توبيخ راشد المعنف لي, إلى نظرات عامر المحتقرة لي في مركز الشرطة
لقد رأني في ذلك الموقف الحقير والرذيل !
ولا أعلم لِمَ تواجد هناك في ذلك الوقت !
أني لا استطيع نسيان نظرات الدهشة والأستحقار المنغمسة في عينيه الداكنتين
فلقد وصلتني سموم أفكاره عني , ودنسة براءة صفحتي !
رباه
أني منهارة !
أني تعبة من هذا اليوم التعيس
فما تلطيخ سمعتي بقمامة السجن لهُو الوحل نفسه
تستر راشد عليْ لهُو حبلي الوحيد للنجاة أن لم يخبر امي بذلك
ولكن رؤية عامر لي , لهي مصيبة تعد كارثة !
ألا يكفي احتقاره لي
ألا يكفي أخطائي وعثراتي لتضاف هذه إلى لائحتي السوداء
أغمضت أجفاني مانعة دموعي من السقوط أكثر
لقد انتهى حبي له
ويجب عليْ نسيانه , ومحوه من عقلي
ورمي مشاعري في مستنقع من الوحل يبتلعه الطين من دون أن تصل أناملي له
***
تصاعدت كفاي لتحل على وجهي
وتلمس شفاهي المتشققة العطشى
حركت جسدي الذي تصلبت أعصابه من خشونة سطح الأرض
أنسل ضوء الشمس عبر زجاج النافذة
ليداعب أجفاني المغمضة , لإفتحها ببطئ شديد
ملتهمة أنفاسي المتعبة , بشهقة عبرت قصبتي الهوائية
رفعت كفي اليسرى انظر إلى ساعة معصمي
خرجت شهقة تتلوها أخرى
وأنا انتصب واقفة بجسد مريض الأعصاب
صحتُ .. وأنا انطلق بعقل قد فقد تعقله ... أجري من مكان لآخر
لقد تأخرت !!
ولم يبقَ إلا خمسة دقائق على بداية العمل
ارتديت عباءتي وفوقها ردائي الطبي ملتقطة لحقيبتي منطلقة إلى خارج شقتي
وطأت قدماي أرضية بوابة المستشفى فهرعت إلى داخله
جريتُ في ممرات طليت باللون الأبيض
بتعطر هوائها بالمعقمات الغارقة في انفاس رائحة الدواء
دخلتُ إلى قاعة أشبه ما تكون خالية
حلت أناملي على مقر قلبي في محاولة لتخفيف نبضاته المتقاتلة
جلست في مقعد يخفيني عن مرأى الطبيب في زاوية أعتمة بظلال السواد
تحبس فيه خيال جسدي المرتعش
والمرتعب لرؤية جسد ذلك الكائن المفترس الذي يأبى الخروج من قوقعة قلبي
دخل بحضوره الخصب
بقسوة حرارة الأشعاعات المنطلقة من جسده
يفترس بنظراته طلابه الوجلين
مدت سيالاتي العصيبة لهيبها في جسدي المتصلب بنبضات قلبي المرتعبة منه
توقف بصره عليْ
فتوقفت نبضات قلبي عن الركض , بارتفاع أنفاس صدري اللاهثة
أشاح ببصره عني ليبدأ في محاضرته
لم أكن معهُ إلا جسد بلا روح
فروحي قد خلعت من جسدي بلا استئذان
ارهقت من توتر كياني , الذي يغوص في فوضى أفتعلتها مشاعري
متى سأتخلص من كل هذا , متى سأرتاح !
فأنا الغبيه الوحيدة هنا... فأنا مجرد حمقاء أمامه , تبا لي من غبيه !
انتهت المحاضرة القصيرة
بقيامنا معه إلى أقسام المستشفى وإلى قسم جراحة القلب
انقسمنا على الحجرات هناك
دخلت معه مع ثلاثة طلاب إلى حجرة اكتظت بأسرة المرضى
وزعنا على المرضى , لاحصل أنا على مرضى يعانون من "متلازمة وولف"
كانوا أثنين واحد منهما سمين والأخر نحيف
امسكت بملف المريض السمين لانتقل إلى النحيف
حفرة كفاي أناملها في الملفات من وقع خطوات عامر المتجهة نحوي
والمتوقفة عند مرضاي , ليلقي نظرة خاطفة عليّ
أحسست بها اخترقت جسدي , واشعلت نار مشاعري في صدري
توقفي يا أمل , و لا تقعي في بئر مشاعرك المجنونة نحوه
أنه لا يهتم بكِ !
أنتِ مجرد خريجة سجون بالنسبة له
أنتِ مجرد حثالة , بعدما ان كان هو حثالتك انتِ !
لم ألقي له بال ظاهر
اختزنت مشاعري في صدري
فعبثت في عقلي , وأوقعتني في صحرائها القاحلة فبتُ ضائعة فيها
فخدر عقلي تماماً
حاولتُ قرأت بيانات المريضين فهما يحملان نفس الأسم الاول ولكن يختلفان في الأسم الثاني
لم يدخل عقلي من بياناتهما , إلا جرعة دواء يجب إعطائها الان للمرضى
مددت كفاي الحاملة للملفات إلى الممرضة , قائلة وأنا اعطيها أحد الملفين بدون دقة : " خذي هذا لمحمد جاسم وأعطيه 2 غرام من دواء " ميتوبرولول " "
ومددت لها الأخرى الحاملة للملف الأخير مضيفة " إما محمد حسن , فأعطيه غرام ونصف من نفس الدواء "
طوقت صدري بذراعاي , مبتعدة بخطوات قليلة عن أسرة المرضى
في محاولة لابعاد لفحة البرودة عنه
لتسريب الحرارة إلى جسدي
وتدفئته.. فلقد بات يتجمد تارة ويتبخر تارة أخرى
مرت دقائق قليلة .... لينطلق صوت صفير شهيقٍ عنيف
انبعث من جهة أحد المرضى بصعوبة خروج أنفاسه المرهقة
جعل أجفاني تتسع برعب
بتحرك جسد المريض النحيف بنوبات صرع حركت أوصاله
وارعشت جسده النحيل بقسوة
هرعت نحوه بنبضات قلب.. اعدمت على حبل المشنقة
ارتجفت كفاي , وأنا انظر إلى جهاز نبضات قلبه المرتفعة جدا .. إلى ما فوق المئة
شهقة في محاولة لاستعادة توازني , وانقاذ الموقف
صرخة على الممرضة الواقفة على الجانب الأخر من السرير , بوجه اصطبغ بالهلع :" ما الذي حدث ! "
ارتجفت وارتعشت الممرضه بهروب الدم من وجهها
برعب رسم ايماءاتهُ على وجهها , قالت بتهتة : " لا أعرف !! "
لطمت ذراع جاءت من خلفي كتفي بقسوة , وهي تقوم بإزاحتي عن طريقها
تعثرت خطواتي مرتدة إلى الخلف .. بوجه استحال أبيضا
ضربت الجدار خلفي بشدة , بشفاه انغرست فيها اسناني
وأنا أحدق بعامر القافز بخطواته نحو المريض
فاحصا علته , بفتح عينيه ورؤية أجزاء جسده العلوية
صرخ على الممرضة ليجعلها تهرع إلى احضار أدوية مهدئة يحتاجها للمريض
ليحقنها هو به بسرعة
للتخفف من نوبات صرعه , وتدهور حالة جسده
هدأ المريض
لالتحم أنا بالحائط خلفي أجر غيوم رعبي ورائي... متهالكة على الأرض
لتتلاشى غيومها وأنا اغمض عيناي , قائلة من بين شفتين مرتجفتين : " الحمدالله "
هوى رأسي بين ذراعيّ من هول الموقف
تجرعت سائل ريقي ...مستعيدة انفاسي الهاربة في محاولة لتخفيف حدتها
ضوضاء عامر بغلظ صوته المعنف للممرضة , جعل رأسي يهب من مكانه محدقا بهما
رأيتها تمد كفيها بملف المريض إليه
ليلتقطه هو منها بقسوة .. ويقوم بفتحه بعنف
اتسعت بؤرة السواد الملتهبة في عينيه
لتشتعل بنار ايقظت سبات وجهه المحتقن بالدماء الداكنة
بحدة نظراته النارية حدق بي
وتقوست شفتيه القاسيتين .. ليخرج منهما صرير صوت غاضب : " دكتوره أمل ! "
ارتفعت الحرارة في جسدي, وأنا أقفز بصعقة كهربائية التهمت جسدي
اتسعت أجفاني , وقد امتصت الحرارة دموع عيناي لتجفّف ما تعلق ببياضها
حملقت به بتوتر اجتاح كياني , وأطاح قلبي من بين أضلاعي
لأسمع فحيح كلماته الغاضبة ببركان ثائر وعلى وشك الانفجار : " أين ذهب عقلك ؟
كيف لكِ أن تخطأي هذا الخطأ الفاتح , وتبدلي ملفات المرضى , وتعطي جرعة زائدة لهذا المريض , كدتِ تقتلينه لو لا عناية الله ثم أنقاذي له , كدت تودين به إلى الهاوية وتسببين له أزمة قلبية , كيف لكِ أن ترتكبي مثل هذا الخطأ الشنيع , لقد تغاضيت عن أهمالك لتعليماتي , إلى جانب اهمالك لدروسك ولكن أن يأتي ذلك بالعبث بحياة المرضى فهذا وحده كارثة لا يجب التكتم عليها "
ضغط على شفتيه , بأسنانٍ كادت تحطم بعضها
وبوجه غمر بنفخات الغضب وهو يرمي الملف عليّ
تقوست شفتي إلى الأسفل , بتشتت بصري أحدق بمن حولي وبالملف
بوجع طعنات حادة تنغرس في قلبي
انحبست دموعي في عيناي , وأنا أحدق بوجه المتوشح بالغضب
والصارخ عليْ من تحت لثام العصيبة
صر على اسنانه , وهو يضيف بقسوة ارجفت جسدي: " سيكون لنا هناك حساب , سيكون لك هناك عقاب , يجعلكِ نادمة طوال العمر , ولن تخرجي منه هذه المرة , فأنا لن أصمت, و لقد اكتفيت منكِ "
وقع حطام نفسي مرتطما بالأرض وتكسر إلى اشلاء
وأصابعي تلتصق بشفتاي , بشلال من الدموع تتدفق من عيناي
لا ! لااا ! أنه خطأ غير مقصود ! لم أتعمد ذلك !
ناديت جسده الراحل عني
ناديته بترجي غرق به صوتي , وشيعت به روحي
صاح بي بغضب غلف صوته , عندما اقتربت منه مهرولة
وكدتُ اصطدم بجسده ضخم العضلات: " يكفي , وتعالي ورائي "
جررت ورائي أذيال الذل , والعار
وأنا اتعثر بخطواتي خلفه في محاولة لحبس دموعي في عيناي
فأنا لا أريدها أن تنزف أكثر أمامه !
خطأ غير مقصود قد يتسبب في طردي من المستشفى أن انتشر خبره
خطأ مثل هذا قد ينهي حياتي العملية والعلمية ببساطة أن لم يتم التستر عليّ
ولكني قد إنتهيتُ بالفعل على يدي عامر !
سيضيع كل جهدي بإهمالي هذا !
سأفقد كل ما جنيته لأعوام طويلة , لمجرد شرودي الأحمق !
اللعنة على الشيطان !
جلس على مقعده خلف طاولة مكتبه , بوجه عاقد الحاجبين , متورم الأوردة
يضرب بكفيه رزم كتب مكتبه بشدة
توقفتُ في منتصف الغرفة , بوجه تشرب الرعب , وجسد ابتلع الرعشة
خيم السكون بين جزيئات الهواء المشحونة حوله
ليسقط جسده على ظهر مقعده, باصابع عانقت بعضها
ووجه تبدلت ملامحه إلى الهدوء والخبث , بعينين أتسعتا فيهما بؤرة السواد متقلبة على البياض
رفع حاجبه الايمن , لتخترق نظرات عينيه بندق عيناي
توتر جسدي لنظراته المصوبة اتجاهي
أشار لي بأن اتقدم نحوه , وأجلس على المقعد المقابل لمكتبه
سحبتُ خطواتي سحباً , بانفاس مختنقة , مقيدة
وجلست بإنهاك على المقعد, بتشبث أناملي فوق حوافه
بتصاعد بصري الذي استقر على وجهه القاسي , متحجر المشاعر
اعتلت شفتيه الصلبة , ابتسامة خشنة تموجت بالشر
فتح شفتيه الملتحفة بالقسوة , ليقول :" طردكِ من عملكِ لهو هدفي , فأنتِ تستحقين أكثر من ذلك "
احتقن وجهي بالدم , بعبوس تغطت به ملامحي
ارتجفت شفتي .. لتنتحر الكلمات في فوهة حنجرتي وتموت قبل خروجها , تبا له ! سحقا له !
فاسوداد عالمي في الدقائق القليلة الماضية
جعلني أنفر منه , حتى بتُ أبغضه في أخر ثانية مضت
من شدة حقارة كلماته التي يرميها عليّ , والتي هي كالسموم المميتة
أتكأ بمرفقيه على خشب الطاولة , مخرجا من بين شفتيه عبارات امتطت صهوة الخبث والحقاره :" ولكن ! "
فرت ذرات الهواء من رئتاي , بغضب امتزج ببكاء غص في حنجرتي
ليكمل هو : " تعرفين أنني لا أحب الكسالى , ولا حتى المتقاعسين عن أعمالهم أمثالك "
تقدم بوجهه المتغلف بالثقة الفائضة إلى الأمام , نحو جسدي الذي يكاد يغوص في حفرة مقعده
بشفاه ازدادت ابتسامتها اتساعا أضاف :" ان عرف من في المستشفى والمسؤلين ستكون تلك نهاية مسيرتكِ العملية , ستكون القبضة الساحقة للتخلص منك, فاقرابك العظماء لن يستطيعوا إنتشالكِ, لكن هناك طريقة أستطيع فيها الأبحار في صمت ينقذك , ولن يعرف أحدا ما عن هذه الحادثة بمجرد تنفيذ ما أرغب به ! "
اتسعت حدقتي بهلع
وأنا أحدق به من وراء وجه غرق في الذهول
ارتطمتُ في قاع مقعدي , في محاولة لاستيعاب ما يقوله لترتيب كلماته العابرة لطبلة أذنيّ
هناك طريقة !
هو الآن يهددني ! هو الآن يحاول إستغلالي من أجل مآربه الخسيسة !
تبا له من وغد !
تبا له من حقير !
لم استطع منع سحابة دموعي من الغوص في عيناي
لم استطع ايقاف ارتعاش جسدي المتواصل
اردتُ الصراخ عليه
قذف عبارات الشتائم الملعونة على وجهه
ضربه إلى أن يشفى غليلي منه
ولكن لم أستطع !
لست بقادرة على فعل شيء
فأنا الآن في أشد حالاتي تعقلا
عقلي معي , وقلبي يرتطم بصدري بارتفاع نبضاته المريضة
فكيف لي ان احتج , وأنا اكاد أقع في رمال زاحفة قد تبتلعني في اية لحظة !
فأنا قد بتُ أسيرة لجريمة اقترفتها يداي وهو من صادني متلبسة بالجرم
نظرت إليه بحزن ابتلعته عيناي
لم يزد ذلك وجهه الا قسوة , وشفتيه صلابة
ليضيف بصوتٍ احتسى الجفوة : " الآن يجب عليكِ تنفيذ ما أريده بحذافيره "
*****

قبل ساعات

شددتُ ذراعاي حول جسدي الملتحف بالسواد , محتضنة إياه في زاوية تقطن بجانب سريري
لترتفع أناملي ماسحة تسرب احدى دمعاتي من عيناي
بعد صفعة مروان , هربت منه نحو الشارع المكتظ بالسيارات , والمارة
تحولت الأشارة المرورية إلى اللون الأخضر , لتنطلق السيارات حاجبة رؤيته عني
لم يلحق بي , إنما جعلني أتجرع مرارة ما فعلته , واندم عليه !
تركني أبكي وحدي بين الحشد من المارة
وبعد تغير اشارة المرور , وتوقف السيارات عن السير
اختفى من مكانه , وكأنه لم يكن هناك !
تركني وحيدة في بحر من الغربة
مروان رماني , وتخلى عني !
انهرت في الشارع أبكي بلا توقف
أبكي ظلم هشم روحي وأزهقها
لم أكن أعي سكون الليل المحيط بي
الا بعد ابتعادي عن إضاءة الشوارع
كنتُ امشي متخبطة في ظلام الليل الموحش
متعثرة بقمامات زقاقات المدينة الغائصة بالعتمة
وقفت أحدق حولي بحدقتين متسعتين , بأسنان اصطكت ببعضها
صرخ الرعب في روحي
ارتعش جسدي بالهلع
صرختُ وأنا ألطم رأسي بحجاب نزع عنه
صرختُ أطلب النجدة قبل الموت في سراديب الظلمة
لينقذني أحد أرجوكم !
ركضتُ في طرقات معتمة غمرة بالوحل , بصرخات جن بها عقلي
لا أريد الظلمة , انها مخيفة جدا , ومرعبة !
تشبثت كفاي على ركبتاي , وأنا ألهثُ من شدة الجري
ابتسمتُ بدموع اختزنت بحرها في عيناي , ورسمت خطوطها على خداي
وأنا أرى أضواء مصابيح الشارع
مددت ذراعي أمام سيارات الأجره , لتأخذني واحدة إلى المنزل
دخلت إلى المنزل بخطوات تسرق بعضها
في محاولة لعدم كشف أحدا ما تسربي هذا !
دخلتُ غرفتي , وأغلقتها عليْ
ناشدة حمايتها لي , من بطش ووحشية أبي
أن عرف بما حدث مع العجوز !
أن عرف بالمصيبة التي حدثت بالأضافة إلى تلطيخي لسمعة عائلتي , بدخلولي إلى السجن
سيضربني إلى أن يقتلني !
ارتجف جسدي , لإنخفاض مزلاج باب غرفتي إلى الأسفل
فجأة !
خيمة ظلال السواد على غرفتي
انطفأ سراج النور منها
غرق جسدي بسيل من العرق , حتى التهمني الرعب , وأنا اصيح بفزع
بكيت بدموع تنجرف بغزارة
مشيتُ بقدمين متعثرة الخطى في الظلام
ضاربة أناملي بالعتمة العابثة من حولي
متشبثة بحبل يقودني إلى نور ارتمي في أحضانه
وصلتُ إلى مزلاج الباب بأصابع انقضت عليه , فاتحة إياهُ على مصراعيه
انطرحتُ على أرضية تغطت بالخشب , بتسلل الأشعة الضوئية إلى عينيّ المذعورتين
اعتدلتُ مخبأة قدميّ تحت جسدي بأنفاس لاهثة
حافرة أناملي على خشب عكس لونه الداكن برودة سطحه
استنشقت جزيئات الهواء المثقلة من حولي , معيدة أنفاسي المستنزفة إلى صدري
ضربتُ أناملي التي تحولت لقبضة الأرض , بأجفان غرقت ببحر من الدموع
تبا لها ! انها هي !
لا يوجد أحد غيرها يفعل هذا بي !
إرعابي منذُ مطلع نور عينيّ
سحقي , وتحطيمي لسبب أجهله !
ابتلعتُ الهواء , وأنا أهم واقفة بجسد أسند ضلعهُ الأعوج على الحائط
توقف بصري على جسده الواقف على بعد خطوات مني
محدقا بي , بوجه غاص بتقاسيم مندهشة
عقد حاجبيه وهو ينقل بصره بين وجهي وما بين ملابسي المتوسخة بقذارة الشوارع
حملق بي بعينين رسمتا الذهول من انفجار حنجرتي بالبكاء
وأنا أحاول التماسك , وعدم الانهيار امامه
كتمتُ صيحات حنجرتي وأنا أمسحُ دموعي بأصابعي , وأهرع إليه بخطى مسرعة
وقفت أمام جسده الضخم الذي جعلني قزمة امامه
وعيناه الأسرتِ لعينيّ تحدقان بي باستغراب
تقوست شفتاي لرؤية وجهه الذي أكفهر بغضب استرجع مرارة ما حدث
أشاح بوجهه عني , رافضا اية اعذار قد ارميها إليه
وتقدم رحالا عني , امتلأت عيناي بالدموع وأنا أناديه: " مروان ! مرووووان , توقف "
ضربتُ الأرض بقدميّ , راكضة نحوه بانفاس متعبة , تخرج بصعوبة
ووقفت امامه رافعة ذراعاي معلقة إياهن في الهواء
مانعة إياهُ من التقدم , والرحيل بدون سماعي
بدون طبطبة جروح فؤادي النازفة بسببه وبسبب ماحدث
أدخلتُ موجة من الهواء إلى رئتيّ
وانا أقول بدموع نزفت من عيناي : " مروان أرجوك إسمعني , مروان لِمَ تعاملني هكذا ! "
صحت بعزف صوتي للبكاء : " لِمَ تغيرت علي , ألم أكن طفلتك المدللة , مروان لا تغضب علي, أرجوك فانا لا أحتمل ذلك , أقسم أنني لم أفعل لها شيء , هي من بدأت بقذف سمومها عليّ , هي من آذتني مرارا وتكرارا "
صمتُ ملتطقة لأنفاسي
سأريه ما فعلته بي ! سأنبش وحلها النجس الذي غمستني فيه منذ الصغر !
لم يصدق أحد قولي عنها
كذبوني وهي مثلت البراءة واتهمت طفلة بالخباثة والأفتراء
إلى ان أصمتّني هي بوحشية !
تركتني حبيسة جدراني العابسة المظلمة , بسياط ملتهبة لوثت جسدي
خرس عقلي بذكراها المرعبة , وارتعش جسدي بفزع
لا أريد استعادة أيام قد مضت بلا عودة
فأنا من يرغب في ابعادها عني , ونفيها من حياتي
فهي بؤس يحوم حول روحي
أمسكت أصابع الهواء جسدي
لاصدر شهقة اختبأت بين ثنايا روحي
فأنا لست بقادرة على نزع رداء العفاف , وكشف وشم بصمتها في ذلك المكان الذي قد يكشف الكثير ويحمل على عاتقي أثم عظيم
هززت رأسي بوجه استفرغ سقم ذكرياته
رمى نظراته الغاضبة على وجهي , لتتعثر الكلمات من بين شفتي : " انها .. انها "
" إخرسي "
صياحه الحاد ألجم لساني , ونزع روحي عن جسدي
لأحدق به من وراء أعين تغطت بالذهول , وروح تكفنت بالأوجاع
رسم الغضب حرارة دمائه على وجهه , ليقول: " " إخرسي !!!! " فأنا لا أرغب بسماع حرف أخر , واحترمي جدتي قبل أن تحترمني , احترمي كبر سنها وقدسيته , وأغربي عن وجهي "
تحررت دموعي من مقلتاي
وهو يلطم كتفي مبعدا جسدي عن طريقه
اتسعت أجفاني رعباً , وأنا أشعر بأن قدمي قد زلت عن الأرض
تعلقت أصابعي في الهواء , بأعين أمتصت دموعها
بجسد حلق مرتطماً بجزيئات الهواء منجرفا بفعل الجاذبية الأرضية
جرت اصابع خشنة سميكة اناملي , لتضرب عاصفة الهواء البارد بشرتي
لاصطدم بجسده ضخم الجثة ساقطة في حجره
احتوتني ذراعاه بشدة محيطة بجسدي من كل الجهات
أصطدمنا بالسطح بقسوة ضربة جسده الحامي لجسدي
تدحرجنا بشدة إلى الأسفل والاختناق يشد حنقه علي , والذعر قد التهم روحي
بانحباس ذرات الهواء في رئتيّ , مانعة إياي من التنفس
فوقعت في عتمة غطت عالمي

نهاية المعانقة الحادية عشر

 
 

 

عرض البوم صور سميتكم غلآي  
موضوع مغلق

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
للكاتبة سميتكم غلاي, متعانقه, ليلاس, منتدى قصص من وحي قلم الأعضاء, ارواح, ذياب, جريمه, روايات اماراتيه, روايات خليجيه, رواية أرواح متعانقه, سميتكم, شرطه, علاج
facebook




جديد مواضيع قسم ارشيف خاص بالقصص غير المكتمله
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


LinkBacks (?)
LinkBack to this Thread: https://www.liilas.com/vb3/t174693.html
أرسلت بواسطة For Type التاريخ
ط±ظˆط§ظٹط© ط§ط±ظˆط§ط­ ظ…طھط¹ط§ظ†ظ‚ط© This thread Refback 07-08-16 04:39 PM


الساعة الآن 09:23 AM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية