كاتب الموضوع :
حلمْ يُعآنقْ السمَآء
المنتدى :
القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
الفَضفَضه.../ بَعض الأحيآن تَكون هَلوسة نَندم عَليهآ..! بَعد الدَقيقه الأولى مِن الإنتهآء منهآ
يجلس امام اخته متوترا ،، يشعر بقدرتها على اختراق دماغه حتى تصل تلك الكلمات التي رسخت في جدران اصغر الخلايا العصبية ؛
يعلم إنها تنتظر افصاحه عما بجعبته ،، فحضوره في هذا الوقت ضاربا بدوامه عرض الحائط لابد ان يكون له دافعا قويا !
نظرت نحو ابنتها عند قوله : مينووو خالوو قومي جيبيلي مي
الطفلة التي كانت مندمجة مع بطلها الكارتوني التفتت نحوه ثم القت بنظراتها نحو كأس الماء القابع فوق الطاولة : خالوو مو يمك ؟
إبتسم بـ صدق وهو يريد التخلص من ذلك التوتر بأقسى سرعة ،، لا يستطيع التعايش مع ازمة نفسية كهذه !
لن يحتمل
استطرقت شقيقته : إحجي عمر مينا متفتهم شي
تلك الـ مينا اعترضت : ماااماااااااا شنووو ما افتتتتهم ؟
كانت على وشك البكاء عندما مد ذراعه بإتجاهها : تعالي خالوو
جائته راكضة فإحتضنها ثم اجلسها بقربه : خلي تولي ملك ،، هية متفتهم مووو حبيبتي ؟
وضعت بموقف محرج فتمتمت بخجل : خالوووو !
قبل رأسها بضحكة خرساء ثم رفع عينه نحو ملك قائلا : اني بمشكلة
بهت لونها ،، فطمأنها مسرعا : لتخافين ولتروح افكارج لمدري وين
أكمل وهو يهرب بنظراته و يزفر نفسا طويلا : علي ... يريد يزوج لينا
لم تقل شيئا ..!
فجر نظراته نحوها منتظرا منها اي ردة فعل
تكلمت بحدة : عمررر ،، لتنسى نفسك ،، و لتنسى زينب !
تراخت ذراعه من حول ابنة اخته فتركها و عاد بجسده ليرتاح في احضان الاريكة ،، رفع سبابته و الإبهام ليدفع بشدة بشرة صدغه نحو الداخل علها تضغط بتلك الافكار السامة في تجاويفا صغيرة جدا و تنحصر بداخلها فتريحه !
اردفت : الله ينطيها على قد قلبها ، و اقول هيجي لإن قلبها اسـو..
قاطع حديثها بـ هدوء : ملك ،، اني صدق متورط ،، لتقعدين تحجين عليها بلا فائدة
استغربت : شنووو الورطة ؟ انته شعليك ؟! انته اصلا متزوج و منتهي كل شي ،، خلي اخوها يزوجها يحرقها انته شدخلك ؟؟
كي احرقه !
هذا ما تبادر لذهنه عند قول اخته
بصدق حائر : هية مموافقة
بحدة : لتواافق انته شكووو ؟ منو عيينك ولي امرها ؟ هوة اخوها وادرى بمصلحتها
هز رأسه رافضا : مو مصلحتها ،، الشغلة طويلة ،، وعلي يريد يزوجها بأي طريقة حتى يخلص و ميهمه اذا توافق لو لأ
انتابتها رعشة فصرخت مرعوبة : عزززززة بعينهااااا لتقلي مسووية مصيبة وية واااحد ؟؟؟
صرخ بها و جسده يشتعل بنار تلظى بعد أن تقدم بجلسته متأهبا لحرب طاحنة : وووووجع شنووووو هالحججي ،، طبعاااا لااااء ،، شقد ثووولة انتي
مينا ارعبها صراخ خالها و تقلص جسده قربها و كإنما اصيب بصعقة كهربائية صيرت جسده لقطعه من جماد !
تعوذ من الشيطان ثم عاد بنظره نحو اخته : انتي ليش هيجي تكرهيها ؟ وحتى لو تكرهيها ميحقلج تفكرين بيها بهالطريقة ،، ملك البنية بت ناس و تخاف الله !
عادت لـ تذكره بمأسآته : تخاف الله ؟ لو تخافه جان متبطرت ' من التبطر ' على نعمته و رفضتك ،، لو تخافه جان ماستهزئت بيك و بية عبالك دا اقدي ' اشحت ' منها ،، إسكت عمر لتذكرني لإن اني هاي البنية اذا اشرب دمها هم ما اشبع !
لقد صعبت الامر عليه كثيرا ،، تعاقدت برأسه بلايين الافكار
ان وافق على طلب علي ،، سيخسر الكثير ،
فـ والدته بالمقدمة
و من ثم ملك ... و زينب !
و هي في الخاتمة
فهو اكيد بإنها لا تمتلك كلمة رضوخ في قاموسها ،، وعلي لن يستطيع ان يكبح جماح غضبها بسهولة
تلك اللين بإستطاعتها القتال حتى اخر رمق لها في الحياة ،، و ما يخيفه حقا هو ان اخاها يحمل اضعافا مضاعفة من ذلك العناد
و ستدب بينهما حربا الرابح فيها بكل تأكيد هو علي !
ولا خاسرا غيره هو ،،
صحيح انه حينما قرر الزواج و تكوين حياة بعيدة عمن يمتص دمه كان يستشعر حدوث مثل هذا اليوم الا انه لم يعلم ان تحوله لواقع سيثير شرايينه و اوردته بـ فيضانات دموية تجعل مؤشر جهاز قياس الضغط يلتصق في نهاية النصف دائرة !
لا بل كان يعلم ،، و متأكدا ايضا
الا انه قرر المجازفة بنفسه ،، فهو بكل الاحوال لم يكن سيفعلها يوما و يتقدم لطلب يدها !
و توجب عليه أن ينسحب بجيوشه الـخاسرة راضخا لأي هجوم نسائي أخر عله يستطيع احتلاله فينسيه هجوما سابقا قد دمر قلاعه و استوطن اعضاءه و حواسه أجمع !
بإقتضاب قرر ان ينهي حيرته : علي يريدني اخذهـ ـ ـآ
صرخت به فزعة وهي تهب واقفة : شنوووووو ؟؟؟ عزززة بعيييني و لتقووول قبلللت ؟؟ عممممر والله احرررق الدنيااا على رااسك اذا تقبببل
مينا انتفضت و قام هو بتهدئتها بعد ان احاطها بذراعه : ملك صووتج
صرخت من جديد : ياااصوووت ؟؟ إنتتته اكيد تخبلللت اذا تفكررر بس بهالموضووع ،، إنتتته متزووج ،، تعررف شنو يعني متزوج ؟؟ و مررتك تسوى ليناا و عشرة مثلهاا ،، شتريييد من الله بعـــد ؟
هذه ردة فعل ملك ،، فكيف بوالدتي ؟
و تلك المسماة بزينب ؟
ما فعلته في حياتها لتعاقب ببائس مثلي ؟!
لست ببائس ،، و لكني رجل عاشق حتى شعرة رأسي !
لربما لو كنت بذات الموقف و لكن الفتاة غيرها لوافقت من غير ان استشير احدا
فوقتها اكون قد عملت برجولتي و شهامتي لأحمي اخت رفيقا بل اخا لم تلده امي
و لكني الآن احتاج من يحميني من حب اثقل كاهلي ، فكيف بي ان اربط نفسي بعقدة ' لينة ' طيلة امدي ؟!
و ما اقساه من شعور حين أفكر برفضها لي ،
إن تجرأت و وافقت أنا متبعا أوامر ما ينبض بيسار صدري و كانت ردة فعلها الرفض من جديد ماذا سيحدث ؟
سأقتلها ،، فهذا افضل حلا لأتخلص من عدوانها العاتي المدمر لـ قوة اتمسك بها بـ ضعف
حدث اخته بهدوء : قعدي خلي نتناااقش
بذات الغضب : مااكوووو نقاااش بهالموضوع ،، قطنننة وشيلها من اذنـــك ،، المفرووض متنننسى شسوت بيك هالبنية من رفضتك ،، لتنسسسى شلون ذلتني لإن قلتلها على حبك ،، لتنسسسى انك متزووج ،، عيييب عليك والله !
هددها ناهرا : ملك جاااي حتى اناقشج مو حتى تتعاركين ،، لتخليني اندم انو جيت
لم تهتم وهي تمد بيدها نحو ابنتها : انننندم ،، لازم تنـــدم ،، اصلا المفروض اول ميقلك ترزززله ،، هوة واخته ناس انانيين شايفين نفسهم و شميصير بيهم حييييل يستاهلوون
بالفعل بدأت تثير حنقه ،، إن من تتكلم عنهما من اقرب الناس لقلبه
ولا يستطيع السماح لها بـ هكذا حديث : خللللص ملك بلللة لغووة زايدة ،، قعدي خلي نحجي مثل الاوادم
دفعت بإبنتها التي جاءت نحوها بخطوات مرتابة : مينااا روحي للغرفة وعوفينا شوية
بطاعة ابتعدت الطفلة وهو ظل يراقب خطواتها الحائرة حتى صرخت به اخته مجددا : باااااوعنننني عممممر ،، إذاا وااافقت على حجي المخبببل صديقك رح تخسرناا كلنا ،، و لتقلي حب و ما حب ،، من انعل ابوو هيجي حب يذل الوااحد
فرك رأسه غاضبا ناقما !
لا يستطيع القيام بالتفكير السليم ،، يكاد يفقد احد ابراج عقله !
شقيقته محقة جدا ،، فإبنة السلطان لا تستحق ان يفعل لأجلها ما يفعل
لا تستحق ان تحتل هذا الحيز الهائل من ايامه ،، لا تستحق !
و لكن كما قال من قبل ،، فالحيلة ليست بيده و إنما بقلبه الأحمق
جلست وهي تزأر و تزأر كـ لبوة تحاول حماية صغارها من الخطر ،، نعم هكذا كانت ملك عند اي موضوع يتعلق بلينا
و كإنها أكيدة بإن تلـك هي خطر كبير على حياة شبلهم الغالي !
و لكن أنى لذلك الشبل ان يفهم تخوفها و مرارة شعورها و هو لا يحمل لذلك الخطر سوى عشقا بين جنبات صدره ؟!
حاول ان يكون دبلوماسيا : أني لهسة مقتله شي ، بس مخنوووق ،، و محد رح يفتهم خنقتي غيرج ،، أعرف تكرهيها ، بس اني ما اقدر ،، و الله لو بيدي جان كرهتها ،، و سمعيني زين ، اني مو ضعيف قدامها ، بس ضعيف وراها ، تعرفين شنو يعني وراها ؟ ملك .. والله لو زواج عادي و مثل الناس جااان موقفت بوجه علي ،، بس هوة يريد يشمرها شمممر ' رمي '
عادت لتطعن بها : ليش شمصخمممه حتى بـ ـ ..!!
و عاد هو ليصرخ بها : ملللك و سسسم ،، حرااام عليج تحجين عالبنية انتي عندج خواات و بنية ،، لينااا اشرف من الشرف ،، بس الاثوول اخوها وااقع بمشكلة و خايف يصير بيه شي فيريد يزوجها و يرتاح ،، ' بحدة لا يستخدمها مع شقيقاته ' إفتهمتتتي ؟
توترت نظراتها بعد قوله ،
هي لا تود ان تكون رامية ،، تستغفر الله من هكذا ذنب
الا انها لا تريد لأخيها ان يجرب المعاناة من جديد ،، لا تريد أن يسقى مرارة الرفض مرة اخرى
فتلك لن توافق ان تقترن به ابدا !
وهو قد كون حياة هانئة بعيدا عنها و عن مآسيها فلم يعود بنفسه نحو نقطة الصفر بل و تحتهآ ؟!
و إن إرتأى الموافقة مالذي سيفعله بخصوص زينب ؟
لن يظلمها ،، بالطبع لن يفعل !
هي تعرف عمر
و كل ما يقوله الآن لن تحتسبه ضده ،، فهو حتى هذه اللحظة مشدوها بطلب أخيها
يعيش ثورة مشاعر من حقه ان يتذوقها الان فقط ،، و لكنه سرعان ما سيهدأ و يعود له عقلا قد اختفى منذ امد قصير !
لم تتخيل إن اعادة عقله لمحله سيكون بهذه السرعة ،، إذ إنه أرخى برأسه على ظهر الأريكة هامسا بـ خفوت : أني شجنت افكر ؟ من كل عقلي فكرت ... أخـ ـ ـذها ؟!
تركته حرا ليطلق ما بنفسه من عنان ،، وهو اردف بتيه و كإنه يحادث روحا تسكن جسده : السلطااااانة الي طول السنين الراحت واني اتدرب حتى انساها و اكمل حياتي بعيد ارجع و ادخل نفسي بيها و بحياتها و بمعمعة لا اول الها و لا تالي ؟ ليش تخبلت ؟ طبعااا لاا ،، و زينب شنو ذنبها ؟
رفع رأسه قليلا ليتمكن من النظر لأخته و ابتسم هازئا : صدق زمال اذا سويتها ،، جم مرة قلت ما اريدها و هسة بهالبساطة اغير رأيي ؟ .. هه ،، ' بزفرة مجهدة ' أستغفرررك ياارب
ضاق صدر لها من ضيق صدره ، لم تشأ أن تراه بهذا الضعف يوما
تعلم إنه يجاهد بكل ما اوتي من شجاعة ليرفضها بعد ان قدمت له بطبق لذيذ
كـ صائم طعام و شراب و وجد أمامه وليمته التي يحلم كل ليلة بتذوقها فقط ، هل سيتركها لأخر يقف بجوارها و ينتظر ان يلتهمها بكاملها ؟
يا حبيبي يا عمر ،
كان الله بعونك و الهمك القوة و الصبر
و انقذك مما ابتلاك فيه
فالحب إبتلاء ،، و أنت ابتلاك الرحمن ليختبر صبرك و إخلاصك !
و ها انت ترغمني على الوقوف لك ورفع قبعتي احتراما
بالفعل استقامت و تقدمت منه ، راقبها بعين حائرة ، و ارتسمت ابتسامة خفيفة حول فمه عندما مالت نحوه لتقبل خده ثم تحتضنه : يا عمري انته ،، الله ينطيك على قد قلبك يارب ، يابو قلب الطيب !
أختي و غاليتي انتي .. قد ارسل لي ربي ما يملأ قلبي ، و ها أنا أرفض نعمة انزلت لي من رب السماوات ،، فقط ، كي لا اكون نقمة على غيري !
.
.
.
أتما غداءهما المكون من وجبات سريعة تأتي بها عند عودتها من العمل
فهي لم تتقن فن الطبخ يوما ولا تنوي اتقانه ،، و لحسن حظها إن أخاها لا يرغب بتذوق طعاما من قبل مبتدئة ، فيرضيه طعام المطاعم لحين عودة جدته
كانت تشعر بنظراته المنصبة نحوها ،، حاولت عدم إظهار اهتمامها بما يريد قوله
فهي اليوم لا تطيق له كلمة ،، تشعر بأنها مكتوفة اليدين قرب جلنار ،، أرسلها امام عينيها لـ منفى حتى و إن كان قريبا فهو منفى ،، و هي تنظر له بعدم رضا و لكن ما باليد حيلة
و بالطبع لم تنس أيضا ما قاله أمس بخصوص تزويجها ،، و هو الأمر الشاغل عقلها جدا ،، عليها ان تتعامل معه بسياسة هادئة ،، ستبتعد عن عنادها الساري في عروق جسدها فقط كي لا تثير جنونه ، حتما سيفاتحها بالموضوع قريبا !
تقف امام المغسلة تغسل اواني طعام الغداء و هو يجلس على الاريكة مستمتعا بـ كوب الشاي الذي بيده و متابعا لأخبار البلاد بهدوء ،، من يراه لا يصدق إنه الثائر الذي لا يتوانى عن الصراخ و إن علم إنه سيموت اثر الغضب
بعد ان تنهي عملها ستذهب لتجهيز نفسها ،، حيث سيأخذها علي لمنزل عمها الكبير ' أبو محمد ' ،، فليس له من الرجال سوى محمد وهو رجل متزوج ،، و يجلس في منزل منفرد ، و من الفتيات له سهى و زهراء ،و الاثنتان ما زالتا في المقاعد الجامعية
لا تعلم ما نهاية هذا التشرد ،، إنهم ليسوا بأول من يتشرد من منزله ،، بالعكس قد يكونوا اخر ،، فلو حدث ذلك منذ سنين لكان الامر طبيعيا ،، فوقتها تهجر الألاف من ديارهم خوفا من طغيان عديمي الرحمة
و لكن أكثرهم عادوا حيث اراضيهم في الثلاث سنين الأخيرة والتي حملت معها هدوءا نسبيا ما بعد العاصفة !
و هم .. قدر لهم أن يتركوا كل شئ الآن ،، كانت قد حضرت مصوغاتها الذهبية مسبقا و ما يقومون بتخزينه من اموال كي يأخذها علي الى احد المصارف الاسلامية ،، فهي تعلم إن أخذتها منزل عمها ستترتب على أثرها الكثير من المشاكل
فتارة حسـدا ،، و أخرى خوفا من ضياعها الذي ان باحت به ستكون كمن يتهمهم بالسرقة ،، فإرتأت الحل الأفضل هو الإبتعاد عن الشر ،، و عدم الغناء له !
عندما اكملت عملها ،، مسحت يديها بالـمنشفة الخاصة و انتزعت من رقبتها رداء المطبخ و هي تتحرك به نحو مكانه المخصص ،، وقتها انخفض صوت التلفاز فعلمت بإنه حان وقت المواجهة !
سمعت صوته الذي خرج عميقا : اليوم صار انفجار بـ الاعظمية و بالكاظم ... يقولون القتلى 40 بس هسة تلقيهم فوق الـ 200
هزت رأسها بـ خنوع وهي تلتفت حدوه : الله لا ينطيهم ان شاء الله ،، ياااارب دخيلك شنو ذولا ؟ علي ميشبعون من الدم ؟!
إبتسم ساخرا : لا و شوفي الاغبياء ،، إنفجاراتهم بنفس الوقت بمناطق سنية و شيعية ،، يعني حتى الزمال يفتهم هاي من طرف واحد حتى تصير فتنة و ترجع مشاكل الطائفية
اهتمت بمناقشة الموضوع فشـآركته الجلوس ،، إختارت أن تجلس على الاريكة المنفردة وهي تتابع التلفاز : بس قبل لتجي شفت مفتي الديوان السني و مفتي الديوان الشيعي اثنينهم جانوا بإجتماع واحد و قالوا انه الي ديصير من تفجيرات للديوانين هوة من مصدر واحد يريد يشتت الأمن من جديد
بإعجاب رفع حاجبيه : إي خير ان شاء الله ،، عيني حتى الشعب صاير يفتهم وعرف منو ورة هالهوسات ' الفوضى '
ذكرته بـ شرود : تتذكر قبل 5 سنين من صارت حادثة جسر الأئمة ؟! همين بالاعظمية جانت !
أكمل عنها وعينه لمعت بشكل تلقائي : يااااابة شذكرتيني ،، جانوا الزوار رايحين للكاظم و الجسر وقع بيهم هلقد مهواية ،، و عثمااان البطل الله يرحمه هوة وجمااعته كلهم شباب الاعظمية نقذوا نص الغرقانين
ثارت مشاعرها و فلتت من بين رموشها دمعة فريدة مسحتها بهدوء مكملة : يمكن عثمان نقذ 11 واحد ، هنيااااااله ' هنيئا له '
هز رأسه متمتما ' أتوقع أكثر ، الله يرحمه '
ثم التفت برأسه نحوها وهو يحرك جهاز التحكم عن بعد بين يده قالبا له رأسا على عقب كل تارة : هسة لعد خلي نوحد الطوائف
عقدت حاجباها متساءلة وهو أردف بعد ان توقفت يده عن الحراك : عمر ؟ شقلتي عليه ؟
لا تعلم ما سبب ما تشعر به عند كل ذكر لذلك العمر ،، اعتصرت امعاءها و خرج صوتها مشدوها : علي .. مو كـ ـآفي حجـ ـي بهالموضوع ؟! عمـ ـ ـر متـ ـزوج
بحدة علق مشيرا نحوها والجهاز مازال بيده : معلية متزوج لو مطلق ،، حتى لو ياخذج على مرته شكو بيها ؟ هو سبع ' شجاع ' و يقدر يفتح بيتين ،، و بعدين مرة متاكل مرة عادي
اصيبت بالغثيان لـ شدة كلامه الخادش للمشاعر ،، ' مرة متاكل مرة ؟ '
اخوها لا يعرف الكثير عن عالم النساء ،، لذلك يبسط هول الموضوع ،، فبالنسبة لها تجد إن قتال النساء من أجل رجل يكافئ قتال دولتين من أجل اليورانيوم
و هي لا ترغب أن تعيش في حروب مع احداهن ،، ليس من أجل رجل ، مستحيل
إن تفكيرها أسمى من هذا الهراء !
إشمئزت وجدا و بان ذلك على ملامحها المكفهرة وهو قال مكملا : شوفي ،، بصراحة انتي ضرغام احسنلج ،، يعني كلشي تريدين موجود بيه ،، بس اني ما اتطمن عليج الا وية عمر ، حتى لو جان متزوج 3 وانتي الرابعة هم احس رح يعاملج غير ،، هوة من يومه يحبج و يريدج بس غير إنتي زمااااالة !
كانت على وشك النهوص و اطلاق سراح شياطينها المشابهة لـشياطينه ، و لكنها ضغطت على نفسها و قاومته بهدوء : علي انته دتحجي حجي اببببد مو طبيعي ،، و كإنوو هوة خاطبني ،، هه شو انته بكيييفك تجيب و تحط ؟
اردفت مسرعة : وبعدين اني من جان وحده مقبلت بيه هسة اقبل بيه متزوج ؟؟ شنو تخبلت ؟!
رفع حاجبه وعاد ليقول وهو يحك ذراعه اليسرى بالجهاز الذي يحتضنه بيمناه : جنتي صغيرة وهسة كبرتي وعقلتي ،، لينآ اني اريد اتطمن عليج ، و صدق بس عمر الي رح يطمني ،، و معليج هوة خطبج لو لأ ،، على الاكثر اليوم يخطبج حسيت منه هيجي شي ،، لإن من عرف انو اريد ازوجج ضرغام وهوة حاير و معصب
بثقة تامة أكمل حديثه : ترة لحد هسة يحبج ،، و انتي لازم تستغلين هالشي ،، و شنو يعني متزوج ؟ اذا تريديه يطلقهـ ـ ـ!
كانت تقلصاتها تزداد وقعا شيئا بعد شئ ، و بشكل مفاجئ شعرت بألم وإنتفاخ في أعلى بطنها قريبا من معدتها ، و بسرعة علمت المشكلة
إنه القولون ،، لديها كالكثير من اقرانها تهيج في القولون ، ليس حادا ،، و لا تشعر به الا اوقات التوتر العصبي !
يحبني ؟
اذن لست الوحيدة من أشعر بالامر ،، هاهو أخي يخبرني بثقة صريحة ان رفيقه يحبني و مازلت له امنية رغم نكاحه من اخرى !
ألم اقل لكم هذا من قبل ، إنه يعشقني حتى و إن تزوج الاربعة المحللات شرعا
و هاهو اخي يريد مني ان اكون احدى الاربعة !
لن اوافق ،، مستحيـ ـ ـل
لست انا من تستلم الميدالية الفضية ،، فأما الذهبية و الا فلا
و لست ايضا من تخرب حياة شخص
نعم اردت تخريب حياته هو ببقائي دوما في قلبه ،، و لكني لم اتجرأ يوما أن اقف في موضع يسمح لي بـ إنهاء علاقته بزوجته
على اخي ان يعلم بإن عمر لو تبقى لي من بين رجال العالم اجمع لن ارضى به .. !
تحدث بـ محاولة لكشف ما يدور بعقلها : على العموم اذا خطبج هاهية ،، أعتبرج موافقة
ارتجفت يدها و فاض بها الكيل ،، فلتعلن العصيان : علللللي رجعناااا ؟؟ اننني عمممر ما اقبببل بييه لو الدنيااا تنقلللب ،، ماا اقببببل بوااحد متزووج مستحييييـ ـ..!
نهرها بنظرات حادة : زقنبوووووت ،، صوووتج نصيييه ' أخفضيه ' ،، و بعدين انتي مو اول وحدة تتزوج متزوج ،، إذا رجال و مابيه عيب تنجبين و توافقين ، و انتي تقدرين تقليله يطلـ ـ..!
استقامت بهجوم : إنتتته مو طبيعي عبااالك ' تظن ' الناااس لعبة جوة ايدك تمشي حياتهم على كيفك ،، شلون تفكر هيجي و شلون تريدني اخرب بيت البنية ،، لييش ؟ على يا مااال ' ما الامر الذي يستحق ' ؟؟ خلصوا رياجيل العاالم ؟!
لم يعبأ بحديثها بل زاد عيار قسوته : لا مخلصوا ،، أكو ضرغام ،، اذا عمر متزوج ، ضرغام لأ ، و رغم اني اريدج لصديقي مو مشكلة اذا موافقـ ـ ـ!
هزت رأسها بإعتراض : علي ،، زواج بهالطريقة لو السمااا تنطبق عالقااع ما اتزووج ،، و لتخليني اروح اقوول لعمااامي يتصرفون ويااك
سخر و بشـــدة : هلووو ياابة ،، خوفتيني بعمامج ،، عمامج لو بيهم خير جان سألوا عليييج
استطرق : أريد افتهم شغلة ،، كل بنية تريد تتزوج و تأسس حياتها الخاصة ليش انتي غير عن البنات ؟! شنوو حظي الفقر ' بمعنى التعيس ' خلاج مجلبة ' تلتصقين ' بية ؟ شو 24 ساعة مناااقر و معاارك على شنو كاتلة روحج على القعدة يمي
كان كلامه واقعيا جدا ،
هما لا يكفان عن الصراخ و العراك بكل وقت وحين ،، فشحناتهما المتشابهة تدعوهما للتنافر دوما !
لكن هذا لا يعني ان ترمي بنفسها نحو أي رجل كي تتخلص من هكذا تنافر !
رفعت كتفاها بلا مبالاة هازئة : ما اعرف .. احبك مو بيدي
لم يقل شيئا وهي اكملت بتنبيه : مو حروح لبيت عمي ؟ هاهية بعد انته متتكفل بية ،، و حتى لو عمر قلك من يمك قله مستحييييل
اعتدل بجلسته ونظر نحوها ساخرا : إنتي تروحين تروحييين و ترجعين لعمر ، مبين مقتنعة بيه بس تتعيقلـ ـ ـ..!
صرخت به مشتعلة الحواس ،، تكاد تنفجر غيظا و الم القولون ازداد بشكل ملحوظ ليشمل كل امعاءها الغليظة وحتى الدقيقة : لااااااء ،، ماااا اتزووجه ولا دا ارجع اله ،، لتسوووي قصص بكييفك ،، أني مقااابلة بيه من يومي شنووو يعني يغير رأيي ؟؟
هنا فقط ، وقف ليرسخ كلماته بدهاليز مخها : كبرتي ، و شفتيه نجح بحياته ، و صار رجال تتمناه كل وحدة ، صديقي و اخوية و تعرفين يفديني و يفديج بروحه ، و فوق كل شي يحبج انتي ،، شلون متقبلين ؟ ماااكوو عاقلة متقبل !
إن إستمر الحديث لمدة أطول سـ تخسر نفسها و كبرياءها و كلماتها الحادة !
تركته غاضبة بعد ان قالت بهدوء خلفه ذلك الاعصار : اني مخبلة ،، يللا رايحة ابدل دنرووح
.
.
.
هذا أنا...
عمرى ورق
حلمى ورق
طفل صغير في جحيم الموج
حاصره الغرق
ضوء طريد في عيون الافق
يطويه الشفق
نجم اضاء الكون يوما ... واحترق
للمـبدع : جويدة
في مساء ذات اليوم ،، طلب من العاملين ان يتركاه بمفرده في محل عمله
فلا يريد لأحد أن يستمع لما سيدور بينه و بين رفيقه ،، بالإضافة لكونه لا يثق بعلي و تصرفاته المتهورة ،، فإن فقد أعصابه لن يحترم حرمة اي مكان يقبع فيه !
و ها هو ينتظر كـ غريق يرى سفينة نجاة تعدو بعيدا عنه و لكنه يأبى الصراخ الذي بإمكانه أن ينقذ له حياته
متوترا
غاضبا
و متألما
نعم ،، هنالك شرخ في قلبه ينزف وجعا
سيقدمها بنفسه لـ أخر ،، سينحر عنقه بسكينه الخاص
ما إن دلف رفيقه المحل استقام مرحبا به ، و الهدوء التام يحتل المكان ؛
تبددت أنفاس الأخر بأريحية ليقل بثقة : بدون مقدمات ، إحنه مو غربة ،، قلي شقررت ؟!
لم يبدو عليه غير التماسك : إنت سألت عن ضرغام ؟!
كانت جملة كافية لتبين لـ علي رأي رفيق طفولته فـ صباه ثم شبابه !
رفع حاجبه و إبتسامة استغراب تكونت فوق ثغره ،، فـ همس من دون تكلف : لا بربك ؟ هه .. والله متوقعتها منك
حصار احاط حواسه ، اردف : اختك مو لعبة ، و ما اتوقع هية توافق على واحد متزوج ، و الاهم اني ما اريـد ادمر حياتي الي بعدها مبدت ، علي ،، إنت شوفـ ـ ـ ..!
وقف ببطئ وهو غير مصدق لهذه من ردة فعل ،، بصعوبة انبأه إحساسه برغبة اخته في الموافقة حتى و إن تطلب الامر ان يستخدم القسوة كي يجبرها على ما يراه الافضل لها ، فيأتيه هذا الأحمق كي يخبره بإنسحابه هو ؟
بـ تفكير شارد تكلم : هاهية ميحتاج تحجي شي ، أختي و اني حر بيها ، هه ، يمكن اني جنت غبي من توقعتك تحبها صدق و ما رح تفوتها من ايدك ،، عمر مردت ارخصها والله العظيم
أردف بـ عبوس : بس كل ظني انته رح توافق لإن ادري بيك تريدها ، و لتقلي شلون ادري لإن اني هم ما اعرف
إستقام الأخر ليوازيه طولا ، و هو اكمل : و هاهية مدام انته اختاريت حياتك
و بتهديد إستطرد : بس من اليوم ورايح مالك شغل بالي اسويه بيها ، و لتقعد كل شوية تقلي لأ و لأ ،، جانت بين ايدك و انته ضيعتها
تحرك مبتعدا من غير ان ينطق بكلمة سلام ،، ثم توقف عند الباب ليلتفت و كإنه تذكر شيئا مهما : تعرف شنو ،، هسة تعادلتوا ،، هية رفضتك قبل ، و إنته هسة .. كلش زين حتى بعد ما الومها علمودك
سل سيفه و غرسه بـ صدر من امامه ثم خرج !
جلس مكانه يزفر نيرانا تسعر بداخل احشاءه ،، و أتلفت الكثير من الأنسجة العضوية المهمة
كـ خلايا الدماغ التي تتأثر اولا بكل شئ ، فـ أصابه اعياء جسدي و اضمحلت قدرته على الكلام او الحركة !
.
.
.
خطىً ثَقيلة يَملأهآ الضّجر ..
أحآول الهُروب مِنكَ يَ وجعي ..
وَتصرخ قدمآي " لآ مَفرّ "
قلمـ أعجبني
إسبوعا قد مر و أنا أعيش في ضياع ،
و كإنني طير مضطهد مجبر على الاقامة قصرا في احد الاقفاص القديمة
لا شئ حولنا كـما في المدينة ؛
أستيقظ على صوت الاغنام و الابقار قبل إشراقة الشمس ،، و إن كنت محظوظة فـ زقزقة العصافير تكون نغمتي في ذلك النهار
لا هاتف ،، لا حاسب محمول و لا حتى تلفاز !
أعيش و لا أعيش ،، و إشعروا بها كما تشاؤون
تلك المسنة لا تكف عن مراقبتي حتى عند دخولي الحمام ،، لا اعلم هل تخشى هروبي ام تخشى إستهتاري كما اخبرها حفيدها المبجل ؟!
مؤنسي الوحيد هو صوت لينا التي تحادثني يوميا من هاتف الجدة ،، تلك التي تخشى على اخت حفيدها من الإنفلات بسببي !
كم كنت على وشك فضح سره و إخبار الجدة بقصتي الحقيقية و أنا على ثقة بكونها ستكون لي سندا
فأي ' واعي ' لن يجد مني سوى ضحية للجميع ،، يتقاذفونني بركلاتهم كي احبس اخيرا في شباك حفيدها
كنت في المطبخ اعد طعام العشاء ، ليس لي ، و إنما للجدة و للفلاح الارمل و اطفاله الصغار الذين يسكن بهم في احدى البيوت البسيطة في هذا البستان !
منذ ان قدمنا اتخذت لنا الجدة ذلك المنزل الصغير الواقع بقربه اخر يعود لأحد اولادها ؛
لم أر شخصا غيرها في الايام الفائتة ،، و أحمد الله إنني لم افعل ، فلا اعرف ما سأتصرف به بوجود غرباء
إن ما يؤرقني حقا هو عدم اهتمامه و غيابه العسر الهضم ، فهو حتى لم يتصل ليطمئن علي ، و كإنما ليس هو من ادخل بي في هذه الدوامة
تنفست بتعب و حاولت الانشغال بهذا الاكل الـ ' قروي ' الحاوي على الكثير من اللحم الاحمر المضر صحيا إن زاد عن حده
سمعت صوتا اتيا من الصالة البسيطة و استغربت الامر
فالجدة اوضحت موقفها لاولادها منذ البداية بإنها لا تود لأحد منهم ان يأتيها زائرا ، فمن الذي جاء يا ترى ؟!
،
اصابها هلعا نخر عظامها نخرا !
هل هو ابيها و اتباعه ؟
ام ذلك المسمى بعبد الملك ؟
هل علم بأمرها احدهم ؟!
بشكل تلقائي توجهت نحو الدولاب الخاص بأدوات الطعام و أخرجت اكبر و أحد السكاكين الخاصة بتقطيع اللحم !
انفاسها تتلاحق بإضطراب و قلبها يخفق بسرعة جنونية ، لشدة رعب أصابها توقعت سقوطها ارضا منتحبة
تقدمت ببطئ حتى وصلت الباب المفتوح فـ ألصقت ظهرها بالجدار ترهف السمع لصوت من قدم
أنزلت بسكينها و زفرت براحة عند سماع صوته ، دفعت بجسدها نحو الجدار اكثر و هي تتلوى وجعا ،، قد جاء و بالتأكيد سيكون لسانه محملا بأبشع الكلمات و أقسى العبارات !
جاء ،، و سيرحل تاركها هنا تذبل يوما تلو الاخر من دون شفقة او رحمة ،، ضائعة تائهة وحيــدة و فوق كل شئ بأرض لم تزرها من قبل !
رفعت يسارها لتمسح دمعة استقرت فوق شفتيها وهي تهمس بـ : يا رب !
شعرت بإقتراب احدهم من المكان فتوجهت مسرعة نحو الموقد تتظاهر بالانغماس في عمل تهواه في منزل والديها و بإستقرار و لكنها هنا تعتبره أشغالا شاقة مصاحبة لحبسها الشبه إنفرادي
كانت السكينة ما زالت بيمينها عندما دخلت الجدة قائلة : اجه علي ،، زيدي الاكل ،، و لتطلعين من المطبخ هيجي .. شفتي مو قتلج لبسسج هذا بطلي منه ،، لو انتي جنتي بالهوول ' الصالة ' وهوة جاي جان شافج
ختمتت اوامرها الشبيهة بخاصته : باجر اروح للخياطة اخليها تفصلج جم دشداشة تلبسيها ' أثواب طويلة ساترة ' ،، و بعد متلبسين غيرهم من ترجعين لأهلج لبسي الي تريديه
' من ترجعين لأهلج خابري الي تريديه '
' من ترجعين لأهلج شوفي تلفزيون '
' من ترجعين لأهلج طلعي وين ما تريدين '
' من ترجعين لأهلج نامي للظهر بس هنا من الفجر تقعدين '
و الآن ' من ترجعين لأهلج لبسي الي تريديه '
و كإنني سأعود لهم !
الماء و الطعام هما فقط ما لم أحرم منهما بأوامر هذه المسنة أو حفيدها ؛
و لكنني أنا من لا أتقبل طعاما كهذا ، و لا ماءا غير مصفى ،، بت أعاني التهابا حادا للمجاري البولية بسبب عدم اكتفائي بالمياه
فما أشربه من سوائل تقتصر على العصائر و المشروبات الغازية التي ارسلها احد ابناء الجدة !!
أعتقد بأنني سأموت قبل أن أرجع لأهلي و أفعل ما اشاء !
لم اهتم بأمرها و لم ازيد شيئا عما حضرته من طعام ،، فليأكل من الموجود و ليس من الضروري أن يشبع معدته
فها أنا لا اضع شيئا بفمي حتى تتلوى احشائي ألما ، فالجوع لن يميتني حسبما اعتقد !
أعلم بأنني هكذا إشاركهم عقابي ، و لكن ليس بإستطاعتي تناول هذا الطعام ،، مجرد طهو لحم خروف قد ذبح توا يعتبر لي تعذيبا فكيف بتناوله ؟
إنه لأمر مستحيل !
و اما حليب الابقار والماعز الذي يعتبره الفلاح شرابا صباحيا مميزا يثير غثياني ' أستغفر الله ' و لكني فعلا لا اطيق رائحته
و هذا ما تشاركني به الجدة و الحمد لله
إن ما أستغربه كثيرا إن تلك الجدة تمتاز بـ تصرفات إرستقراطية بحتة ،، فكيف لها أن تحب حياة ريفية بسيطة ؟!
تراودني الكثير من الافكار بكونها تفعل كل هذا من أجل إغاضتي و عقابي لكوني أنكست رأس ابي ارضا لفعل شائنا اقترفته
فيبدو إنها لم تصدق ما اخبرها به ذلك الجائر بشأن برائتي ،، أم تراه لم يخبرها من الأساس ؟!
حبست أنفاسي عند سماع صوته يقترب وهو يتناقل الاخبار مع جدته ، لن يدخل وهو يعلم بوجودي هنا ، ليس له الحق في ذلك
احسست به يقف خلف الجدار قليلا وهو يحيط نفسه بدائرة صمت ، أجفلني عندما تحدث فجأة : شلونج ؟!
لم أرغب بالحديث معه ..بـ أي غباءا ام برود يحدثني ؟!
كيف سيكون ' لوني ' و أنا هنا ؟!
توجهت نحو الصنبور الخاص بحوض غسيل الصحون و ادرته لأصدر صوت خرير الماء موضحة له علمي بوجوده و عدم رغبتي بتجاذب اي حديث معه !
استدرت مرعوبة عند شعوري بأحدهم قرب باب المطبخ ظنا مني إنه تجاوز حدوده
و لكنها كانت الجدة التي كلمتني بشئ من الحدة : مو الولد ديسألج عن حااالج ليش متجاوبيه ؟!
و كإنما تنقصني النظرات المشمئزة كي تغدق علي هذه المرأة بجود عطاءها
لم أكن بحال يسمح لي ان أدخل بمعمعة مشاكل فـ أجبتها بإقتضاب : مسمعت
ثم تحركت خطوتين نحوها : الله يخليج أريد أنام ،، الأكل خلصان بس شوية يبقى عالنار وهاهية ،، بس اني تعبانة و كليتي كلش تأذيني ،، حروح انام !
؛
لكونها تشتكي مرضا منذ يومين ،، سمحت لها بالذهاب بعد أن تأكدت من خلو المكان من حفيدها ، ثم نادته ليرافقها في المطبخ او بالأصح ليأكل عشاءه
كانت تنوي الحديث بالشئ الكثير بخصوص تلك الفتاة و الام بطنها المتكررة بالاضافة لقلة طعامها و غثيانها المستمر ،، و لكنها إرتأت الصمت المؤقت حتى غد ، رغم إن الوساوس قد ازعجتها و بشـدة !
تقدم نحو الموقد ليتبين نوع العشاء و تلذذ بمظهر ' المخلمة ' الشهية مع البطاطا المقلية !
منذ مدة لم يتذوق طعاما منزليا يشق طريقه نحو معدته بسبب المنظر والرائحة النهمة فقط
فهو رجل طريق ' عقله ' هو معدته و لا شئ غيرها !
فلا يستهويه شئ بقدر التلذذ بأشهى المأكولات المنزلية
سحب احد الملاعق و بدأ بتذوق المخلمة المكونة من اللحم المفروم مع الطماطة و البصل !
اخرج صفير إعجاب هائل : لك يااابة شنووو هاااي ؟ هووة هذااا الاكل ،، لينا الثولة مخليتني يومية اكل بيتزا لو همبرغر و فلافل ،، و جماله ' فوق ذلك ' متريد تتزوج ،، هوة منو يتحملها اصلا ،، بس شنو بيبي اكلــج بالصميييم ،، صدق مشتاااقله
أردف متذمرا بعد ان تذوق ملعقة أخرى : صدق بنات هالوكت فلس ميسوون ' فلس عملة نقدية قديمة جدا و تلاشت منذ عقود مضت '
ضحكت الجدة عند ذكر لينا و عجزها : اختك بس الي متسوى فلس ،، هذا طبخ البنية مو طبخي ترة !
تصلبت عضلات ظهره و بهدوء تحرك مبتعدا لـ يرمي بالملعقة نحو المغسلة ،، تحدث بصوت جهوري كي تسمعه إن كانت بالقرب : زييين يطلع منهم شي برااسه خير ' جيد '
الجدة توجهت نحو الفرن الكهربائي و أخرجت له اقراصا من الخبز قائلة : اييي بس اختك رح تخبلني ،، و صدق منو خطبها هالمرة ؟ و لتقول هم مقبلت ؟ أختك ناوية تعننس
لم يرغب بالحديث بذلك الموضوع الذي ازعجه لليال مضت ، جلس على الارضية فوق احد المفارش وهو يهتف : هسة عوووفج ' اتركي عنك ' لين و صبيلي ' صبي طعامي ' بسرعة
غضبت ،، و صرخت به مغتاظه : و سم بقلب العدوو ان شاء الله ،، أحترمني ادب سزززز ،، عبالك ديحجي وية جاهل جوة ايده
ضحك بأريحية وهو يريح جسده على المفرش مستلقيا ،، تنهد في نهاية الضحكة : آآآه ،، و الله بيبي مشتااااقلج بالبيت ،، صدق ظلمة بدونج واني تعبان و اختي تطلع الواحد من هدومه
زال غضبها و بدأت بتحضير صينية الطعام له وهي تستمع لشكواه : تدرين صارلي شقد مماكل اكل بيت ؟؟ حيييييل ' تعبيرا عن المدة الطويلة ' ،، عبالك صار قرن ،، بس جم مرة ام عمر عزمتنا ببيتهم و شوية معدتي ارتااحت
لم تكن تعلم بأمر تشتتهم ، فإن علمت ستعلنها معركة ضده ،، إنها سيدة ذكية و لن تتأخر في اكتشاف الربط بين تهجيره هو واخته و بين وجود الفتاة
و وقتها ستفقده صوابه بسبب الحاحها و خوفها الدائم على حياته
وهو على حاله مستلق على ظهره ، عينه تراقب المروحة السقفية و ساقاه مثنيان لترسمان مثلثين قائمي الزاوية مع المفرش ، إلتفت برأسه شمالا ليرى جدته تتقدم نحوه بالطعام : دقوم اكل هسة و ان شاء الله من ارجع اقعد لاختك قعدة اعلمها طبخ و ازوجها !
نظراته لم تكن منصبة نحو جدته .. بل تضيق بؤبؤاه ليثبتان على شئ رفيع جدا يقع أمام عينيه مباشرة
حاول كشف لونه و استطاع ببساطة ، إبتسم سـآخرا وهو يمد بسبابته ليمسك به ، إلتف حول اصبعه بشكل سريع و هو شعر بشئ يعتصر بداخله
و كإن هذه الـ ' شعرة ' إستطاعت خنق إصبعه او حتى عنقه ،
بالتأكيد إنها ليست لـ جدته المسنة ذات الشعر الأبيض !
لم يسمع قولها ابدا ،، فشرد باله بعيدا جدا ، منذ زمن مضى ، عندما رأى شيئا كهذه فوق وسادته الخاصة
وقتها اشتعل غضبا ،، و الآن ليس له بد من الصمت ، فـ ها هو شعر لها يتبعه بـ تمكن خارق !
إعتدل جالسا و بسبابته و إبهامه قدم الشعرة ليده الأخرى فسحبها من الطرفين حتى قطعها لـ جزئين ،، و لتصدمه اكثر ،، كل طرف ارتد نحو جهته ليلتف حول سبابتيه هذه المرة
مسح بيديه غاضبا في ملابسه و جدته تراقب ملامحه المشمئزة و المكفهرة و هي حتى الآن واقفة تحمل صينية طعامه
صرخ بغيظ عند التصاق الشعرتين بملابسه فجمعهما معا بكرة صغيرة جدا و رماها في الهواء حانقا شاتما !
و لكن لا تجري رياح المروحة حسب ما يشتهي الـ علي ،، فأعادها الهواء لتلتصق هذه المرة بخده و احداها بفمه ،
إستقام و الجنون يكاد يفتك به ، ابعدهما عن وجهه بملامح منقرفة قائلا : شنوووو هالوووصخ ،، لعبت نفسسسي ،، حتى زقنبوووت ' سم ' هم ما ارييد
الجدة بقيت تنظر له يدلف خارجا و الصدمة مرسومة بدقة بين تجاعيد بشرتها : ولك شبيييك ؟؟ هاي نعمة الله شلون هيجي تقول عليها ؟ زمااااال ،، ييلللااا مو خبصتني تريد تاااكل ويين رحت ؟ علللي ولك بيبي شبيييك ؟
لم يهتم بل خرج و صراخه يسبقه تارة و يلحقه أخرى !
.
.
.
نهآيةْ البرآءة الثالثة عشر
حُلمْ
|