كاتب الموضوع :
حلمْ يُعآنقْ السمَآء
المنتدى :
القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
رد: أبرياء حتى تثبت إدانتهم
السلام عليكُم ورحمة اللهِ و بركـآته ..
صبـآحُكم/ مساؤكم معطرٌ برائحة رمضان.
//
إدانة أخيرة موجعة حدّ البكاء..
نعم، لم تكن إدانة أقل حزنا لتكون مناسبة، وما توقّعت نهاية أسعد..
فكما قُلتِ، نحن لسنا في زمن السندريلا ..
و "عاش الجميع سعداء" لن تُقال مادام العراق ينزف ..
لكم يُذكِرني حال العِراق بالعشرية السوداء، ربما لا أذكر منها الكثير لكنّ آثارها لازالت محفورة في كل مكان بالجزائر ..
آثارها في مجانين يجوبون المدينة آثروا فقدان عقولهم بعد بشاعة ماعايشوا.. في حكايات والدي .. في عائلات تخرج أحيانا لتطالب بالأبناء المفقودين..
يقول أبي أن (إلى اللقاء) عوضت آنذاك بـ (السماح بيناتنا) لأن إمكانية عودة الشخص الذي يغادر بيته محملا في النعش أو عدم عودته أصلا، دائما قائمة !
فما أكثر أوجاع العرب، وما أشبهها ببعضها !
وكم يذكرني مشهد الاِنفجار الذي رسمتتِه بواقعية مؤلمة جدا، بمشهد آخر بعيد في الزمن قريب في الذاكرة، اِنفجار أمام مدرستي حين كنتُ في السنة الخامسة اِبتدائي..
أذكر أنه كان أثناء حصة التربية الإسلامية ..
لم أكن افهم مايحدث، ولازلت لا أفعل حقيقة، لكن كنت أعلم أنه شيء ما له علاقة بالإسلام ..
فتساءلت حينها، لماذا لا توجد هذه الأمور في الكتاب.. لماذا لم يضعوا الانفجارات وشلالات الدماء ضمن مناهج التربية الإسلامية.. أم هو شيء أكبر منا سنتعلمه لاحقا !
لكن كبرت، وعلمت أن الإرهاب لاعلاقة له بالإسلام، او بالدين أصلا.. لكنه يتعلق مباشرة بالجهل لاغير !
ميس، تلك الشهيدة الطاهرة .. ختمت حياتها باِبتسامة،
لعلّها اِبتسامة امل لغد عِراقي أفضل..
مؤلمٌ هو واقعُ أن ميس لم تكُن إلا صورةً من الواقع، صورةً أبكتنا كثيرًا،
وأن يوميا، وراء كل واحد من العشرين أو الخمسين أو السبعين شهيدا، قصة مُشابهة بها فُقدان والد أو أخ أو اِبن أو حبيب أو صديق..
فرحمةً على أولئك الشهداء الذين أصبحوا مجرّد "أرقام" في الروتين العربي اليومي..
قد تذرف الأم دمعة وتُطلق زغرودة في آن واحد إن كان الاِبن اِستشهد في قتال المستعمر، وتقول فداء للوطن!
لكن ماذا إن قتل بيد (اِبن البلد) !!
فكما قالت أحلام مستغانمي في ذاكرة الجسد
"فهل هناك درجات في الاستشهاد ؟ وماذا لو كان الوطن هو القاتل والشهيد معاً ؟
فكم من مدينة عربية دخلت التاريخ بمذابحها الجماعية ، ومازالت مغلقة على مقابرها السريّة !
كم من مدينة عربية أصبح سُكانها شهداء.. قبل أن يُصبحوا مواطنين !
فأين تضع كل هؤلاء.. في خانة ضحايا التاريخ ، أم في خانة الشهداء ؟"
آلن.. أي شخص مكانه كان ليفقد عقله، أفمن حسن أم سوء حظه أنه لم يفعل!
فليلهمه اللهُ صبًرا !
/
أُحييكِ على قفزة السنوات الثلاثه.. فقد كان ضبطك للأزمنة منذ بداية الرواية مثاليا دائما !
لكن أتبلغ الصغيرة جود ثلاث سنوات دون أن يعرف بأمرها عليّ!
آملُ أن يكون الزوجان الآخران وجهين مشرقين للواقع..
فإن كانت ميس لآلن أوجاع العراق التي يستحيل نسيانها..
وفليمثل علي وجلنار تجاوز الخلافات ، وفلتكن عمر ولين أمل الغد..
~
حفظكِ الله يا مُذهٍله!
/
صحَّ رمضانكم وكل عام وأنتم بخير :)
|