كاتب الموضوع :
عبير قائد
المنتدى :
سلاسل روائع عبق الرومانسية
بسم الله الرحمن الرحيم ..
بمآ إنه بيـرو مآ بتقدر تنزل الفصل .. وَ لآ عهد ..
فأنآ حأنزله المرة دي ..
يلآ بسم الله .. صفوآ دور بليز .. روفي لآ تسبقي غيرك سآمعه !
***
أسياد الغرام
الفصل الخامس عشر
***
نتجاوز حدود الزمن والاغتراب..
نعيش في طياات الوعد الذي قطعناه على أنفسنا ..
وعد تغلغل في أنفاسنا وشهد عليه القمر ونوره .. شهد عليه البحر ورماله
وفي غفلة منك ومني .. تحطم الوعد لأشلاء .. كما تحطمنا أنا وأنت .. وكما تحطم كل مابيننا ..
فأين نحن من كل وعودنا .. وأين الوعود منــا !!
***
اليــوم الثالث..
لايزال نائماً .. يبدو وكأنما يغط في سبات عميق ..
ملامحه هادئة مسترخية الخدوش تنتشر على صفحة وجهه واستغنى عن لفائف الشاش الكبيرة ليكتفي بضماد متوسط يخفي الجرح الذي شق جبينه حتى منابت شعره .. تلكأت أصابعها لتلامس خصلاته السوداء القاتمة بتردد .. ابتلعت ريقها وجلست الى جواره تنظر في عينيه المسبلتين ومضت تنظـر وتنظر ..
-أنستي..
انتفضت تنظر للخلف .. وقف أحد الممرضين بزيه الأزرق واقترب بابتسامته الهادئة وهو يسألها:
-كيف حالك اليوم؟؟
عاودت نظراتها لأحمــد الراقد باستكانة وهمست بصوت خافت:
-يبدو نائماً ..
اقترب الممرض وبدأ يقيس علاماته الحيوية بهمة وهمس:
-كل علاماته الحيوية جيدة للغاية .. يتوقع الطبيب أن يستيقظ بين لحظة وأخرى ..
مسحت دمعة فرت من عينيها وهتفت:
-ان شاء الله ..
نظر لها الممرض باستغراب قبل أن يهز كتفيه ويمضي .. ضغطت على كف أحمد المسترخية بين يديها وهي تفكر مالذي يجب أن تفعله ليفتح عينيه .. لينظر اليها مجدداً بتلك الطريقة التي تطير صوابها وتجعلها تشعر بأنها أنثى أو طفلة لم تتعلم بعد كيفية المشي !!
ثلاثة أيام وهو غائب عن الوعي .. كل مافيه تحسن ماعدا فتحه لعينيه .. وكأنما لم ينم منذ زمن طوييل ويحتتااااج لتلك الراااحة ..
لاتستطيع أن تصف شعورها لوجوده الى جوارها .. رغم قصر الفترة التي عرفته فيها ولكن .. وكأنها تعرفه منذ زمن .. منذ عشرات السنين منذ أن وعت على معنى احساسها بالفقداان .. تشعر به قريباً .. وحين يضمها اليه .. تشعر بأن هذا هو مكانها الوحيــد !!
شعرت بدمعة أخرى تنزل على وجنتيها فأغلقت عينيها بقوة ورفعت كفيها تكتم شهقاتها تحاول تهدئة انتفاضة جسدها القوية .. ولاتقدر.. حتى شعرت بتلك الأصابع الباردة تمسح وجنتها برقة ..
فتحت عينيها بذهول تنظر الى عينيه .. عينيه الناعسة ويده التي استراحت على وجنتها وهو يهمس بخشونة:
-توقفي.. توقفي عن البكااء..
شهقت بقوة وسارعت ترتمي على صدره وهي تصرخ:
-ااه يا أحمد .. لا اصدق .. لقد استيقظت .. لقد استيقظت ..
تأوه أحمد بقوة وهو يحاول ابعادها عن صدره الذي تفجر بألم وهو يغمغم:
-يامجنونة .. صدرييي ..
ابتعدت بذعر وهالها الألم المرتسم على وجهه فسارعت تركض خارج الغرفة وهي تصرخ بانفعاال:
-طبيب .. نريد طبيباً هناا من فضلكم ..
نظر لها أحمد باستنكار وهو يتمتم:
-تلك المرأة ستقودني للجنون ..
سرعان ماكان اثنين من الاطباء يلبيان نداءها .. وبعد عدة فحوصات سريرية للتأكد من استيقاظه التام وسلامة ساقيه وذراعيه وذاكرته تركه الجميع لينظر اليها .. واقفة في الزاوية تنتظر برهبة .. همس لها:
-أعطني بعض الماء..
هبت تسكب له واقتربت تساعده على الشرب بيدين ترتجفان بقوة .. فقال لها بمكر:
-لاتسكبيه علي ياعلا والا فأنت من سيجففني فأنا عاجز كما ترين..
احمر وجهها وتشبث غريزياً بالكأس البلاستيكية .. وبعد أن أبعد رأسه للوسادة وضعته الى جواره وهمست:
-سأغادر الأن ..
نظر لها بصمت فتمتمت:
-حمدالله على سلامتك ياأحمد..
لم يجب وهو لايزال ينظر اليها .. اختنقن أنفاسها بداخلها وهمت بالرحيل .. لتشعر بقبضة قوية تعيق ابتعادها بامساكها بقوة لمعصمها فالتفتت له باستغراب ..
-شكراً لكِ..
تنحنحت بحرج وافلتت يده القوية وهمست:
-لماذا الشكر لم افعل شيئاً ..
-أخبرني الطبيب بأنك لم تتركيني للحظة واحدة طيلة الأيام التي كنت فيها غائباً عن الوعي..
خفضت عينيها بحرج .. فهمس:
-منذ متى وأنا هنا؟؟
-ثلاثة أيــام ..
عقد حاجبيه وتأوه وهو يقول:
-لابد أن الأهل قلقون علي فأنا معتاد على الاتصال يومياً ..
شعرت باضطراب يهزها ولمعت عينيها وهي تهمس بحدة:
-من يعني؟؟
نظر لها باستخفاف:
-أهلــي ..
رفعت حاجبيها بحنق لجوابه المقتضب وهو يسأل:
-أين هاتفي؟؟
زفرت بضيق :
-تحطم وقت الحادث .. أردت الاتصال بعائلتك ولكني لم اعرف كيف.. حتى همس ضاع عني رقمها ..
-ربما من الأفضل أنك لم تفعلي .. أمي كانت لتجن ..
همس بتعب فشعرت بالشفقة عليه .. أخرجت هاتفها وهمست:
-استخدم هاتفي ..
نظر لها بتوتر قبل أن يأخذ الهاتف ويتصل بعائلته ..
تراجعت وجلست الى مقعد قريب وسمعته يحادث أبيه وامه ويكذب بكل هدوء .. قال لهما بانه كان في رحلة خلوية لمنطققة ليس بها أي اشارات اتصالات.. ولكنه الان في المدينة ..طمأنهما وأغلق الخط ومد الهاتف لها هامساً:
-شكراً لكِ..
ابتسمت :
-كثرت تشكراتك..
-جميلك سيظل ديناً على رقبتي .. للأبد..
همست بخجل:
-لن يكون بقدر دينك علي يااحمد أم نسيت؟؟
عقد حاجبيه لذكرى ماكاد يحدث لها وأنزل بصره للحرارة التي اجتاحته للذكرى .. نهضت هي وهمست:
-لابد أنك جاائع أليس كذلك؟؟
مسد بطنه وهتف باستنكار:
-هذا صحيح .. ولكن اياك أن تحضري لي من طعام المرضى .. أريد وجبة دجاج حارة ..
نظرت له بصدمة قبل أن ترفع حاجبيها وتقول بحنق:
-بل ستأكل وجبة مغذية وصحية.. حتى تتعافى بسرعة ..
صرخ يعترض عليها ولكنها لم تأبه له بل استدارت وغادرت وهي تنسى فكرة الرحيل عن ذهنها بتاتاً ..
أغلقت الباب خلفها وهي تبتسم بسعادة تشعر برغبة عارمة في السجود شكراً لله على سلامته وترغب بالقفز فرحاً ولارقص طرباً لاستيقاظه .. رفعت معصمها الذي أمسكه بقوة ونظرت له .. لايزال يحمل أثر من اصابعه فابتسمت بقوة .. ومضت الى المطعم لجلب بعض الطعام له .. حين توقفت بذهول ..
فأمام عينيها رأته .. يجلس لأحد المقاعد ..يضع رأسه بين كفيه ويشهق بالبكاء المرير .... عرفته بالتأكيد وكيف لن تعرفه .. لم تنسه بعد .. رغم كل ماحدث .. رفعت عينيها للوحة فوق رأسه .. رأت عبارة تقول "ذوي الحالات الحرجة" وعادت تنظر اليه .. الى سليــم !!
***
" مفكرتي العزيزة"
تمنيت تلك الأيام أن تطـول .. تمنيت تلك اللحظات ان تستمر للأبد .. تمنيت لو توقفت بنا عقارب الساعة تمنيت لو أننا نعيش خارج الزمن أنا وهو .. خارج مدار الناس حولنا .. خارج واقعنا الذي لا آآمنه ..
عدنا الى عدن .. أنا وهو .. وطفلته وسوكي .. نواجه عاصفة الانتقادات بسبب طلاقه .. وهروبنا بعيداً .. نعيش حبنا ولو أيام معدودة .. نعم يامفكرتي .. هو حبنا .. ان كان هو مستفحل وناضج في قلبي له .. ففي قلبه هو وليد كزهرة ياسمين صغيرة .. بدأت براعمها بالظهور وكل ماتحتاجه هو االاحتواء .. والعناية لتصبح شجرة وارفة .. وكما حبه تجذر في اعماق روحي .. فانا واثقة .. بأن حبه للي سيغرز جذوره مع الوقت .. لست متعجلة يامفكرتي.. فأنا ولدت لأصبر .. وسأفعل من أجله ..
.....
-ماذا تفعلين؟؟
شهقت وهي تغلق المفكرة وتدسها في درج صغير في مزينتها وأغلقت عليها باحكام وهي تلتفت له مصعوقة .. ناظرها بخبث واقترب مبتسماً:
-ماذا تخفيـن عني ..؟؟!!
أخفت المفتاح خلف ظهرها وقالت بارتباك:
-لاشيئ..
نظر لتوترها باستغراب .. ثم اقترب منها وهو يقول مهدداً بمرح:
-أريني ماتخفين والا رأيته بالقوة..
تراجعت وهي تتخيل ماسيقرأ ان أمسك بالمفتاح وعثر على مستودع أسرارها قبضت عليه بقوة وهمست:
-عمرو .. لن أعطيك شيئاً انها أمور نسائية وليس لك أي شأن بها..
رفع حاجبه الأيسر وضحك بمكر:
-أنا زوجك ولن تخفي عني أي شيء ياجنوني .. أعطني مابيدك في الحال والا أخذته رغماً عن أنفك.
اجتاحها الحنق من أسلوبه المتملك رغم كلمته التي دغدغت حواسها وكل مافيها وتراجعت وهي تهمس:
-لن أفعل .. وابتعد عني الأن ياعمرو فقد بدأت أغضب فعلاً..
قهقه مجدداً واقترب مصراً فشهقت بقوة وهي تحاول الركض بعيداً ليتلقفها بكل سهولة بين ذراعيه ويرفعها عالياً وهي تصرخ برعب متشبثة بعنقه وشعرها يتناثر حوله ترافقها ضحكاته المستمتعة .. حركت ساقيها في الهواء وهي تصرخ:
-عمــرو الشهري .. انزلني في التو ..
نظر في عينيها لاغاضبتين وهمس بوله :
-أتعرفين كم تبدين جميلة وأنت غااضبة ..
تشتت غضبها للحظات وهي تتوه في عينيه وكلماته الحانية التي داعبت شغاف قلبها برقتها قبل أن تتذكر ماحدث وتزم شفتيها بحنق وتهتف بزعيق:
-أنزلني في التوو ياعمرو والا فأني سأعضك بقوة ..
هذه المرة لم تكن ضحكة .. كانت قهقه عاليـة كاد يفقد معها توازنه مماجعلها تتشبث به بقوة أكبر وهي تشهق بخوف وهو يدفن وجهه في طيات عنقها .. يمرر شفتيه برقة على النبض الضارب بجنون هامساً:
-لن تكون المرة الأولى ياجنــوني ..
احمر وجهها بقوة ودفعته عنها وهي تهمس بصوت مخنوق:
-أنزلني الأن ..
رقص حاجبيه ومال نحوها أكثر وهو يمسكها باحكام:
-نفذي تهديدك أولاً ..
احتقن وجهها أكثر وهمست بخجل:
-عمممرو ..
-ياعيونه ..
ضحكت بنعومة وهي تقترب منه لتدفن وجهها في عنقه وتهمس بحب:
-أحـ..
لينتفضا معاً على صوت هادئ لهاتفه .. زفرت هي بضيق .. وعقد هو حاجبيه وهو يهمس:
-انه قحطان .. لماذا يتصل الأن ؟؟
أنزلها حينها واضعاً اياها برفق على احد المقاعد واتجه بلهفة لهاتفه .. كان يعرف صديقه .. لن يتصل به في هذه الساعة المتأخــرة الا لأمر جلل ..
-السلام عليــكم ..
عقد عمرو حاجبيه للصوت الغريب وهمس:
-وعليكم السلام والرحمة .. من معي؟؟
تنحنح صاحب الصوت وقال بعدها بصوت مكتوم:
-أنا ..أنا علي العزب ياعمرو ..
تسللت جيوش القلق الى عمرو وهتف بسرعة:
-مرحباً بك ياعلي .. مالأمر ؟؟
صمت علي لوقت طويل جعل عمرو يهتف بتوتر:
-علي .. تكلم بالله عليك هل قحطان بخير؟؟
سمع تنهيدة الألم التي انطلقت من بين شفتي علي وقال بعدها:
-قحطاان مصاب ياعمرو ..
شحب وجه عمرو وتمسك بيد شفا التي اقتربت منه بقلق بعد رؤيتها تبدل ملامحه:
-ماذا أصابه ؟؟
-تعرض لحاادث .. هو و .. هو وشقيقي محمد ..
صمت علي قبل أن يكمل بصوت متهدج بالبكاء الذي لم يقدر على كبحه:
-محمد توفي ياعمرو .. وأصيب قحطان وعروس محمد باصابات طفييفة..
أغمض عمرو عينيه بقوة وهو يفكر .. محمد .. محمد عريس العزب .. توفي !! يارب الكوون ..
-لاحول ولاقوة الا بالله .. لاحول ولاقوة الا بالله ..
-قحطان مصاب بصدمة ياعمرو .. هو أخرجه من السيارة ومات بين يديه .. اعرفك أقرب من أي شخص أخر نحوه .. وهو يحتاج اليك ..
-سآآتي على الفور ..
هتف عمرو بحزم ونظر لشفا التي سقط قلبها بين قدميها وهي تراه بهذا الشكل .. شحب وجهه وبردت كفيه التي تمسكها باحكام .. أغلق الخط ورمى الهاتف .. جلس على أحد المقاعد يسند رأسه الى كفيه ويتنهد بألم .. اقتربت تحيط بكتفيه هامسة:
-عمرو .. مالأمر حبيبي..
شد قبضته على رأسه ثم رفع عينيه المحتقنتين اليها وهمس:
-صديقي فقد للتو أحب اخوته الى قلبه ياشفا .. قحطان فقد شقيقه محمد وهو عريس لم يمضي يومان فقط على زواجه .. محمد لايزال صغيراً لم يتجاوز العشرين بعد .. لاحول ولاقوة الا بالله ..
انتابها الجزع عليه .. رات مقدار تأثره لوفاة شقيق صديقه .. تمسكت بذراعه واقتربت تدفن وجهها في كتفه وهي تتمتم :
-ادعو له بالرحمة حبيبي .. ادعو له ..
دعا من اعماق قلبه .. ثم نظر لها ورأى شحوب وجهها أحاط بوجنتيها بحنان وهمس:
-يجب علي أن أكون هناك معه ياشفا ..
شعرت بقلبها ينتفض .. ويكاد يتشبث به بقوة يطلب منه البقاء .. احساس عارم بالخوف شلها من فكرة رحيله عنها وابتعاده !! تمسكت بكفيه وقبلت باطنهما برقة وهي تقول وقد استطاعت بصعوبة لجم خوفها والتحلي بشجاعة:
-اذهب.. وليكن الله رفيق خطواتك ياعمرو ..
أمسك كفيها بين يديه وضمهما اليه بقوة وهو يغرقهما بالقبلات قبل أن يضمها اليه ويغرقها في دفئ حضنه وعطر رائحته التي غمرتها بشعور لايوصف .. تشبثت به بحرير قميصه وعنف عناقه الملهوف .. رفع وجهها اليه وهمس:
-لن أتأخر عليك ..
نظرت لعينيه وردت:
-أعلم ..
تنهد وفكها بصعوبة وهو يغمغم:
-حضري أغراضك وسأدع المربية تحضر حاجيات عليا ..
همست بحيرة:
-لماذا ؟؟
-سآخذكما لمنزل العائلة..
نهضت بتردد هامسة:
-لا أريد الذهاب ياعمرو..
عقد حاجبيه بحيرة فأسرعت تفسر:
-والدتك لاتزال غاضبة بشأن نسمة ولا أريـد أن...
قاطعها بحزم:
-لاشأن لك مطلقاً بطلاقي من نسمة وأمي تعرف هذا جيداً .. ولن تقول لك أي شيء يضايقك أو يغضبك فلاتقلقي من هذا الأمر شفا..
تنهدت بضيق فأمسك كتفها بقوة وهمس:
-ثقي بي ياجنوني .. ثقي بي ..
-لما لا نذهب لمنزل عائلتي .. عليا ستفرح بوجود ليان قريبة منها ..
حاولت لمرة أخيرة .. فهتف بعصبية:
-شفا لاتستفزيني أكثر من هذا .. منزل عائلتي مجهز بشكل أفضل لحمايتكما انت وعليا..
نظرت له بصدمة فاستغفر بخفوت واقترب يحوط وجنتيها بكفيه مقبلاً جبينها بقوة ثم قال:
-لاتناقشيني الأن على الأقل ياشفا .. سأشرح لك كل شيء حال عودتي ياجنوني.
همست مخنوقة:
-تريد حمايتنا ممن ياعمرو؟؟
ضمها اليه بحنان وهو يدرك بأنه قد أخافها بصورة كبيرة .. طمأنها بهمسة خافتة:
-لاتقلقي ياشفا .. لقد وعدتك ..
أغمضت عينيها واومأت له .. وبعد أن ابتعد عنها .. عاودها ذاك الاحساس العارم .. بأمر جلل في الطريق!!
.....
لقاءها بأمه هذه المرة كان متوتراً .. السيدة ثريا استقبلتها بشكل حسن .. وعانقت حفيدتها بقوة قبل أن تأخذها مربيتها لتعاود نومها .. وحين التفتت لولدها رات في عينيها عتب كبير .. اقترب مقبلاً رأسها وهو يقول:
-كيف حالك أماه؟؟
-لست بخير ..
عقد حاجبيه ولكنها لم تكمل أشاحت بوجهها عنه فتنهد وهو يدعك جبينه بارهاق جعل قلب شفا يتمزق عليه :
-أمااه .. لاوقت لدي لفتح الموضوع مجدداً ولن أناقشه مع أي أحد .. لدي سفر مرهق ولا أريد مواصلة التأخر بهذه الطريقة ..
ثم رفع عينيه لشفا الصامتة وهمس لامه:
-اعتني بزوجتي وطفلتي في غيابي ياام عمرو..
نظرت له أمه بحنان لم تقدر على كبته .. فهذا عمرو .. عمرو عزها وسندها .. عمرو حاميها وحارسها .. هو عمرو .. ولدها البكر .. صديقها وأبيها وقت شدتها ..
اقتربت منه وضمته بقوة هامسة:
-اذهب مطمئناً بني .. عائلتك في عيني....
ابتسم وهو يودعهما .. واحدة تركت لدموعها العنان والأخرى تجلدت من أجله .. ودعته هامسة بانها ستنتظره حتى يتصل ويطمئنها بوصوله ..
غادرهما ولم يعرف بأنه خرج .. بحال .. وسيعود بحال أخر .. تماماً..
***
" علاااااء .. تعااااااااااااااااااااااااال بسرررعة .."
ترددت الصرخة التي جعلت قلبه يثب من مكانه وقبل أن يختفي صداها كان يقفز نحوها ليتسمر بذهول.. ناظراً للمشهد أمامه بعينين لاتصدقاان ..
كان الكرسي ملقى أسفل الدرج .. وصفيـة كذلك ..
ملقاة هناك بلاحراك .. الى جوارها شيرين تفحص رأسها وجسدها عن جروح أو دماء ..
تسمر بلاحراك يراقب حلم حياته يتهشم أمام عينيه ..
يسقط ويتكسر الى فتات ..
-علاء مابك واقف كالحمقى تعال وساعدني الأن ..
صرخت بها شيرين لينتفض هو عن ذهوله ويركض راكعاً عند جسدها المسجى وهو ينحني عليها يحيط وجنتيها المتوردتين بيديه وهو يتسائل بلهفة:
-صفية .. صفيــة ردي علي .. افتحي عينيك حبيبتي .. صفية انظري لي ..
لم ترد .. شعر بالدنيا كلها تطبق على أنفاسه .. شعر بالعالم كله يتحطم .. هو السبب .. هو السبب..
-علاااء ..
صرخت به شيرين بنفاذ صبر فلم يلتفت لها بل تحسس جسد حبيبته بصدمة يتأكد بانها على قيد الحياة أو لا ..وهو يعود لمناداتها بصوت مثير للشفقة ...
-صوفي .. صوفي تكلمي .. لاتتركيني هكذا..
كاد يبكي .. علاء الصاوي .. ابن الثلاثين عاماً بكل جبروته يركع أمام طفلته المدللة يكاد يبكي يرجو منها أن ترد ولو بهمسة تطمئنه وتشفي غليله ..
كادت تموت من الضحك .. بالكااد حافظت على ملامح وجهها الجامدة حتى لايكتشفها هو وتلك الساقطـ... التي جائت معه .. بالكاد تمالكت ألا تستفرغ مافي بطنها حين وضع يديه عليها .. تسمع صوته المثير للشفقة وتريد أن تلكمه في أنفه بسبب كل ماقاله لها .. الوغد ..
سمعت حينها تلك الشمطاء تصرخ به أن يجب نقلها الى المستشفى .. فشعرت بالذعر .. لاتحب المستشفيات .. الكثير من الابر .. لا لا .. وهنا بدأت تتحرك ..
شعر بعينيه تخرجان من محجريهما وهو يرى تغير ملامح وجهها تقلبها الى الألم والتوتر ..وآهة خافتة تغادر شفتيها العذبتين .. انتفض قلبه وهو يقترب يناديها:
-صفييية ..
-ااآآه .. ظهري .. آآه ..
تمتمت بصوت خافت يخفي ضحكة لم تستطع السيطرة عليها الا بصعوبة ..
-ترفقي حبيبتي .. ترفقي ..
صاح بها وهو يراها تحاول رفع جذعها ..وكما العادة .. دموعها التي تتحكم بها ببراعة تساقطت من عينيها وهي تصيح:
-اااااي .. ظهري يؤلمني .. آآه ..
شعر بقلبه يتشقق من ألمها ..ولتزيد الطين بلة فقد مدت يدها ببطء تتمسك بياقته وهمست باسمه بألم فصاح بها:
-صفية حبيبتي بما تشعرين؟؟
-ساقاي .. ساقاي ياعلاء .. تؤلمانني بشدة ..
بكت بألم مزيف وهي تسند نفسها الى صدره مقاومة شعورها العارم بالنفور منه .. اما هو فقد طار صوابه .. صفية بين ذراعيه .. تلتجئ الى دفئه وحنانه .. لابد أنه أمر مهوول اذاً .. ضمها بحنان وتجاهل شيرين اللي صرخت به ألا يحركها .. وهمس:
-سآخذك الى فــوق ..
تشبثت بكتفيه بضعف اجادت تمثيله بعد أن عاشت معه طيلة حياتها .. وتركته يحملها مهملاً الاخرى التي تتلوا بحنقها ..
-لايجب ان تحركها ألا تفهم..
-أصمتي ياشيرين ..
صرخ بعنف وهو يضم الجسد المرتجف بين يديه .. وتشبثت هي أكثر بكتفيه وهو يصعد بها الدرجات بسرعة الى غرفتهما .. للمرة الثانية هذا اليوم .. وضعها برفق على الفراش الوثير .. أسندها للوسائد الناعمة مسرعاً لنزع حذائها وهو يتحسس قدميها بحثاً عن أي أثر لاصابتها سمع تأوها فأسرع نحوها يمسد رأسها بيده مزيحاً خصلات شعرها المتناثرة هامساً:
-هل أنت بخير؟؟
كادت تغرق بالضحك .. فكرت بشيطنة ماقد تكون ردة فعله لو نهضت الأن وبدأت تقفز على الفراش؟؟ ولكنها أحكمت خطتها وضيقت عينيها بألم قبل أن تفتحهما ببطئ كي ترى ردة فعله .. وليتها لم تفعل ..
كان وجهه قريب منها .. أقرب من أي مرة أخرى ..
كان قريباً لدرجة أن أنفه الروماني لامس وجنتها .. قريب لدرجة لفح أنفاسه لوجهها المتورد.. كان قريباً لدرجة أن تغرق في عينيه وتذوب في نظرتهما الحازم القوية التي امتلأت الان بالخوف عليها والتوتر .. شعرت بتوتره يجتاحها .. يشيع فيها اضطراب عميق .. وحرج ممافعلته وكذبتها التي لفقتها .. حاولت التراجع ولكن كان ظهر الفراش يعوقها .. جف ريقها وحاولت أن تقول له بان جسدها كله يؤلمها وأنه السبب وأنه الظالم القذر الوغد .. ولكنها لم تفعل ..
وكل مااستطاعت قوله هو :
-أنا .. آانا بخير..
بصوت خجول خافت وهي تجاهد لالتقاط أنفاسها بعيداً عن مغناطيسية عينيه الساحرة ..وقوته الظاهرة ؟؟ حاولت الابتعاد ولك ذراعيه حولها كانت محكمة .. ولانها ضعيفة مقارنة به فلم تجرؤ على التفكير بابعاده .. ظلت كفيها تحومان على كتفيه العريضه .. وعينيها مزروعتان في عينيه .. رفع يده يحيط بوجنتها برقة .. ويرفع وجهها قريباً من وجهه ..
-هل تأذيتي؟؟
لم تجب .. لم تقدر .. وقفت الكلمات في حلقها .. واستطاعت بالكاد أن تهز رأسها نافيه .. لماذا يربكها قربه هذا لماذا يشلـها عن التفكير السوي .. رأته يغمض عينيه ليفتك السحر للحظات .. وقبل أن تتحرر كلياً كان يفتحهما ليأسرها مجدداً..
-حمداً لله ..
اتسعت عيينيها قليلاً لمرأى الارتياح في عينيه .. ألهذه الدرجة يخشى عليها؟؟!!
-عـ.. علاآآء..أنا..
وضع كفه على شفتيها .. وكاد ينفجر ضاحكاً للفرق .. فكفه كانت ضخمة تكاد تغطي نصف وجهه وبشرته برونزية داكنة مقارنة ببشرتها البيضاء الناعمة ..
-هششش ..
رفعت حاجبيها وقبل أن تتفوه بحرف كان يبعد كفه ويقربها منه .. ولضربات قلبها الهادرة كان يضيف ضربات الطبول واهازيج الراقصين .. ولجسدها المتيبس كان يرسل قشعريرة الادراك والشوق ..
قبلها بنعومة .. قبلة أنستها ماكنت تريد قوله .. ماكانت تحاربه .. ويديها بدل أن تبعده .. كانت تتشبث به .. مجرد انكماش لأصابع فقدت القدرة .. والرغبة للمقاومة ..
***
نسمآتٌ تهآدت ببطئ .. مبعثرهـ لعوآطفهآ .. المترآكمه منذ زمن ..
لم تقوى شفتيهآ على البوح بهآ .. الليله ندمت على ذلك أشد الندم ..
هنآك شعور يقض مضجعهآ .. مزلزلٌ لكيآنهآ ..
الخوف .. !
الذي فآرقهآ من يوم زوآجهآ من حبيبهآ .. اللآن يدكُ جوآنب روحهآ بشدة ..
هثنآك أمرٌ سيحث .. يهمس قلبهآ بذلك .. !
أزآلت عينيهآ عن النآفذة .. متجوله في الغرفه .. ذهآباً وَ إيآباً ..
تمتمت : كن بخير لأجلي .. أرجوك عمرو ..
مآسٌ كهربآئي .. أم أنه برقٌ إلتمع في صدرهآ .. شعرت بالإختنآق .. لآ تستطيع التنفس .. شخصت عينآهآ .. جف حلقهآ ..
هنآك شئ يحدث .. لنصفهآ الأخر .. مآهو .. !
ألمٌ في منتصف أضلعهآ .. يكآد يقسمهآ نصفين .. مآالذي يحدث .. !
" نحنُ قلبآنْ ..
إفترقآ صغيراً ..
ليجتمعآ كبآراً ..
لن نفترق اللآن ..
لقد وعدتني بالأمآن ..
عُد لي أرجوك .. ! "
***
غرقت معه و فيه .. أحكم يديه حولها .. يسندها لصدرهـ أكثر .. لكي تشعر بتلك النبضات المتقافزة تكاد تخرج من أضلعه ..
دآعبت أصآبعهآ خصلآته .. ممآ زآدهـ عمقاً بقبلته ..
إنحنى عليهآ بهدوء .. لتستند للوسآدة من خلفهآ .. دون أن يتركهآ دقيقة ..
مستكشفاً عوآلم جديدة بكفيه على جسدهآ .. تأوهت بخفه ..
نظر لهآ : ألمتك .. !
خرج منهآ صوتٌ مبحوح : لآ ..
لمعت عينآهـ كنجم في ليلةٍ هآدئه .. و إشتدت قتماً ..
أقبل عليهآ مجدداً بكل عشقه و هيآمه و شغفه بهآ ..
كتب ترآتيل الحب فوق عودهآ الغض .. عآزفاً أجمل ألحآنه ..
بعثر عنآدهآ الطفولي .. ملقياً به بعيداً ..
بخبرته الطويله .. أدخلهآ عآلم جديد .. لم تطئهُ قدمآهآ من قبل .. مبحراً بهآ بين بحيرآته .. يسقيهآ من عسله .. و يسكرهآ بلآ خمر ..
إسترخى على ظهرهـ جآذباً إيآهآ .. لكي تستلقي بين أحضآنه ..
ينهل من دفئهآ .. و قربهآ ..
قبل جبينهآ : إنتِ أجمل هديه .. أهدآني إيآهآ الله ..
إبتسآمة خجل إستقرت على شفتيهآ .. لتزيد من لوعته ..
يطفئهآ بين شفتيه .. مرتحلين من جديد ..
***
نقفل الروآية على هيك .. !
عموري رجع لهآ من جديد .. بعد مآ قتل عمه المغضوب عليه !
علآء ضنآيآ و ضفدعته .. خلفوآ عيآل ضفآدع زي أمهم !
ثريآ هآنم و الدكتور تزوجوآ .. خلفوآ حفيدهـ هههههههههههههههههههههههههه
أحمد و علآ هنيآلهم .. شرآرآت الحب ولعت بينهم :$
نسمه تنيلت على عينهآ .. وقعت على مخدرآت و مآتت بجرعه زآيدهـ ~~> فيس شرير ..
شهرت تجننت ورمت حآلهآ من جرف و الحمد لله أنتشر خبر وفآة مرعبة الغربآن ههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه
ممممـ من بقي كمآن !!
أتوقع شطبت عليهم كلهم !!
يلآ كل وآحد يروح يشوف شغله !!
قفلنآ الروآيه خلآص ..
قولوآ رأيكم باللي كتبته :$
محدثتكم من قلب الحدث :
منووش الأمورة ..
=)
|