10
* أنا حبيس ذاكرة تقاوم الوقت الذي أتمنى فيه قتلها ....
واسيني الأعرج
في أكثر أوقَاتنا أطمئنَانا للحياة ,
تأتي تلك الخيبَات ,
هَل لي أن اسميها خيبَات في حالنَا هذه ..
لم تكن خيبَات ..
كانت جروح بالغة تندمَل لتعاود فتح نفسَها من جديد ..
- وطَن
أستيقظ من نوبـة البكَاء وانظر إليك ,
الى ماتبقى منك وسط كُل تلك الأجهزة ..
- إشتقت عينيك ياخالد , إشتقتهمَا ..
- هههه يبدو أن الحيَاة تُصر على الا
أن نلتقي فيهَا طويلا ,
- لاتقُل ذلك .. ارجوك ..
ارجوك ياخَالد .. نجحت في
المقاومَة مرتين , ربمَا تكون الثالثة هي النهاية
- لم انجح ياوطن ,
كانت الاشياء السيئة تختبئ
من اجل الوقت غير المُناسب فقط
ليس بإستطاعتك الحديث بعد الآن ,
ولم يعُد بإستطاعتي ذرف مزيد من
الدموع , جفت عينَاي و ارهقتك
السخرية من القَدر ..
علمت سرا بأنك لن تقاوم
بعد الآن , أراك تفتح يديـك للرحيل ..
أيَام وكُل ما أمارسه البكاء ,
وكل ماتستطيع ممارسته
النوم , ورسم ابتسَامة نادرة
لدى رؤيتي , أقترب منك ..
- خالد
تنظر إلي بوهَن , تبتسَم ..
تمد يديك لتمسَح دمعـة سقطت
إيذّانا لأخريَات بالسقوط ..
- هل اخبرتك بأني احُبك ؟
- اعلم ذلك مُسبقَا ياوطن ..
هل اخبرتك بأني لا أريد حياة أخرى لا أراك فيهَا ؟
- لاتقتلني ياخالد
- عمَا قريب يتوقف المطَر , لا تحزني
- خالد ارجوك توقف ,
- لا تتزوجي بعدي أحداً ياوطن ,
لا تحبي احدا أيضَا ..
اكره ان أراك تخيرين في الجَنة ,
اخاف الا تختاريني , اخاف
ان تقضي عُمرا طويلا مع غيري
فتنسي كيف تكون الحياة بجانبي ..
لا تنظري الى كبار السن يمسكون
بأيدي بعضهم
.. وابتسمٍي , ارجوك إبتسمي ..
إبتسَامتك قد تجلب الحياة لأحدهم ,
اتمنى لو كَان لدي الوقت الكافي لأخبرك كم احبك ,
اتمنى لو كَان لنا عُمر واطفَال ..
كُنت أبكي فيمَا أمسك برأسي مقربَا إياي ,
- أنا آسف ياوطن , آسف على الصُدفة ,
على الحُلم , على عمر تمنيت
ان نقضيه سويـا .. ماكان يجب ان أحلُم ..
ماكان يجب أن أُدمي قلبك
الصغير بفراق بعد فراق ..
أنا آسف ياوطن ..
أرجوك لا تستسلمي ,
وإبتسمي .. سنلتقي ولن تكون
صُدفة هذه المرة ,
سيكون هنالك عُمر طويـل ..
- شششششش .. أنت متعب .. توقف أرجوك ولتنم
- أحبك ياوطن , اقسم برب وهبني إيَاك بأني أحبك
, كنت اظن بأن الوقت
قارب على النفّاذ ,
لم اعلم بأنه نفذ مُسبقَا ..
امضيت الليلة أردد في إذنك كُل الذكريَات
الجميلة وآيَات قرآنية احفظها تخبرنَا
بجمَال ماسيكون لنَا من جنَات ونعيم
وقلوب لاتحمل الحُزن .. وابكي ,
أحتضنَك بكل قوتي ,
تنهمر دموعٍي بالرغم من
عيني المغلقتين , حتى لا اعود اشعر بشيء ,
ساعات الصبَاح الاولى
, وصوت واحد يأتي مسمعي ,
صوت صغير لا ينقطـع ..
لأ أعلم بعدهَا مالذي حدث يـاخالد
, قَاومت كثيرا من أجل حُضن أخير ,
أعلم بأنك رحَلت ولكني
لم أكن مكتفية منك بعد , لم أكن لأكتفي ياخَالد ..
قاومت من اجلك يـاخالد ,
قاومت من اناسَا حاولو نزع الصور ,
واخرون يريدون وهَب ثيابك ..
كنت اخبرهم بأنك ستطرق الباب بعد قليل ,
جننت أليس كذلك ؟
لما كان عليك أن تتأسف على الرحيل ؟
كلماتك الأخيرة كانت حريقَا فوق حريق الرحيل ,
احترفت إحراقٍي ياخَالد ,
تمنيت في تلك الأيَام لو لم التقيَك ,
تمنيت لو لم أعد للبحث عنك ,
تمنيت لو اكتفيت بصدك في المقهى ..
لم أرد مشاهدتك قبل أن توضع في التراب ,
اجمع الكل بأن شفائي قد يكون لدى رؤيـة لما
يسمى بنور وجهك , لم ارد رؤيتك هكذا ,
جسد لاتدب فيه الضحكات ,
لم أرد تلك القناعة الاخيرة بأنك رحلت فعلا ,
أسابيع مضت ياخالد وأنا أأمل في كل دقة بـاب ,
وفي كل رسالة على هاتفي بأنك قد عدت ,
كنت مستعدة بأن ابكي عودة المرض
اليك في كل مرة على أن أسلم في حقيقة موتك ,
كل الاشياء تبدو بلا قيمة هنا ياخـالد ,
كل شيء يبدو مُظلمَا ,
كل الأماكن ضيقة , وكل الموسيقى حزينـة ..
أخبرتني بأن أبتسم و إبتسمت .. هل أتت بك ابتسامتي ؟
أخبرتني بالآ أستسلم فقاومت .. فهل أحضرتك مقاومتي ؟
ذلك القلب الصغير لم يعُد يتسع للحيَاة ,
قلبي صَار يهب الحيَاة
ولا يُحس بهَا ,
ذلك عندمَا تحققت أمنيتك ..
لقد اتى صغيرك يسأل عن والده ياخَالد ,
يسأل عن والد اودعنَي إيَاه ورحَل ,
أمسك صغيرنَا للمرة الأولى
و أبتسم وفي الدَاخل ألف كلمة إشتيَاق :
- لاتخف ياخَالد ,
والدُك يطُل عليــنا من الجنَة , سنلقاه يومَا مَا
أنتهت