لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > المنتدى العام للقصص والروايات > القصص المكتمله
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

القصص المكتمله خاص بالقصص المنقوله المكتمله


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 24-03-12, 01:17 AM   المشاركة رقم: 6
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Jan 2012
العضوية: 234677
المشاركات: 56
الجنس أنثى
معدل التقييم: تعبت..وش بقى ثااني عضو على طريق التحسين
نقاط التقييم: 97

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
تعبت..وش بقى ثااني غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : تعبت..وش بقى ثااني المنتدى : القصص المكتمله
افتراضي

 

[SIZE="6"]


6 *رحيلُ مزعوم



ان تنسى هو أن تُسأل عن “الأخبار”
فلا يؤلمك شيء وأنت تقول “تمام…كله
تمام”، وتنتقل بالحوار لأشياء أخرى
ملموسة أكثر، لتتكلم عنها بصدق واستغراق
وبدون أي تظاهر بالاهتمام.
أن تنسى هو أن تكتشف الصمت،
بعد صخب كل تلك الأفكار وكل ذلك
الكلام الذي تتمنى أن تقوله. أن
تختزن الحكايات، وعندما يحين وقت قصها تشعر
بأنك فقدت الرغبة في الكلام،
وتقتنع بأن الآن ليس الوقت المناسب”
رحاب بسام


لأصدقَك القول ياخالد , كُنت اتظَاهر
دومَا بالسلبية معك لئلا يخيب
ظني في أحد الأيَام .. أتظاهر
بالسلبية بينمَا تملئني نظراتُك باليقين بأن مابيننَا لم يكُن
لينتهي يومَا ..
ذَلك اليقين الذي نجحت في إزالته
بجملة نطقتها يداك عندمَا تركتَا يدي قبل لسَانك ..
- ننتهي هُنا ياوطن , كُل مابيننا الآن للذكرى !
آه من تلك الحروف , التي ما تنفك
تظهر في الذّاكرة , تقتل جزءا صغيراَ
آخر في الدَاخل .. ثُم تنطفئ
كلماتك تلك كَانت كالكابوس لأشهُر يَا خالد ,
لأشهر و جملة النهايَة توصلني لحد القيء أسىً وخيبة ..
مضيت في تلك الليلة عائدة إلى مكَاني
كجثة دب فيهَا الحراك بلا روح , لملمت
بقَايا اشياء امتلكتهَا .. وتوجهت للمطَار ..
لم يكن هنالك شيء في الذَهن انذاك
ياخالد , حالة من الجُمود فقط ,
صدمَة تتجدد مع صدى كلمة " ذكرى " ..
سَاعات و كُنت أبكيك في سريري بصَمت ,
دمعَة للحُب .. دمعة أخرى للخيبة ..
دمعة ساخنَة .. إذن هي دمعة

القهر ..
لمَاذا ؟! لم يكُن السؤال المُناسب لحالتي تلك ,
لم اكُن بعد متأهبة للخروج من دوامَات الرحيل
الى دوامات التساؤل .. اخبرت نفسي مرارا
بأن ظني الأول كان صحيحَا ,
بأني لم اكُن سوى نزوة في بلد قصي تغري اجوائه الباردة بالحُب ..
ماخرجت بِه من ذكريَاتنا كان بضع
ضحكَات تنتهي دومَا بالبكُاء ..
و قُرحة شديدة في المعدة ,
ذلك وقميص احتفظت به بعيدا عن أي مسحوق غسيل .. قميص
مُشبع برائحة عطرك مختلط بسجائرك ..
كُنت اقتصد في جلسَات الاشتمام
تلك ظَنا مني بأن كُل شيء قد يضيع لو ضَاعت بقايَا تلك الرائحة ..
من كَان ليعلم ياخَالد , بأن
وطن اللامُبالية قد تُحبك بُكل ذلك القَدر ..
- ألن تخبريني مَابك ؟
- لا أحب الحديث ..
- يجبُ أن تخبريني على أي حًال , صمتُك هذا قد يقتلك ياوطن ,
- وما أدراك بأني احمٍل شيئا في داخلي ؟
- وحدهُم اللامُبالون
تفضحهُم ملامحُهم ..
لأنهم لايبَالون في العادة , يبالُون كثيرا !
- لاشيء مُهم ..
- أخبريني ..
- افتقدُ أحدهم فقط !
- إذن تُحبين ؟
- الأسئلة المُباشرة تربكني ..
- إذن فـ هي نعم !!
منذُ متى .؟ وأين ؟ وكيف حصل ذلك ؟ كيف يكون ؟ كم طوله ؟ ماعمله ؟
لم تعلم تلك الصديقة بأن كُل ضمير تشير به إليه ,
كَان يكسرني في الداخل أكثر وأكثر ,
ضريبَة البوح أن تضطر للحديث عمَا
لا تُريد الحديث عنه , ويتنَاسى الجميع
ما أردت الحديث عنه في الأصَل ..
الكُل يريد معرفة الجزء الأهم له من القصَة .
. لا أحد يهتم بالجزء الي يحفر في داخله هوة من حنين ..
أُضطر لمجاملة صديقتي ببعض العبارات ,
فتنسى المغزى من
أسئلتها – معرفة سبب الحُزن الذي يكتنفني – تمضَي
الجلسة بإحتفَال منها ببلوغي
مرحلة الحُب , و بعزاء اقدمه لنفسي
على موت حُب تتحدث عنه , و على
موت حديث كَان لربمَا اراحني لو خرج ..
لكنه مَات في الداخل دون أن يسمعه أحد ..

أصرُخ .. ولا أحد يسمعني , إحتجزت
نفسي طويـلا في الداخل ..
الآن لا احد ينظر إلي وانا في الخَارج ..

ليلة في شتاء بلدي القارس
أقرر ان اعاقب سذاجتٍي بالمُضي معَك في
أن ألبس قميص الحنين ذاك , لن اتدفأ الليلة ..
سأحتمل بَرد الشتاء و برد الحنين الذي
مازَال جموده يلسعني في الداخل ,
أفتح حاسبي المحمول , برتَابة امضي بين
رسائل بريدي الإلكتروني .. لاشيء مِنك ..
يؤلمني ان تصدق توقعاتي القائلة بأنك لن
تتواصَل معي , بالرُغم من كُل شيء ..
حديث النفس السلبي الذي امارسه ماهو
الا حمَاية لها .. ما أمارسه هو إبقاء للخيبة كمَا هي ,
سألتني ذات مرة عن سبب كُرهي للأمَل ,
لكل الألوان , ولمقولات الابتسَامات ..
- لأننَا ببساطة حين نأمل , يخيب ظننَا ,
وحينمَا نبتسَم لأجل ان نكون سعداء ..
نكون في الواقع تعسَاء .. من ذا الذي
يأخذ الوقت ليفكر بإبتسَامة يرسمها لو كَان سعيدا بحق ..
أكره الألوان لأنها تؤلُم عيني ..
- تؤلم عينيك ؟ ولا تؤلم عينيك رتابة الرمادي ؟!
- ليس الرمادي فقط ياسماء .. احب الابيض ايضَا ..
الجنَة لونهَا ابيض ..
- وما أدراك ؟
- أشعر بذلك , لكُل جنة يتمنَاها !
عندمَا تركتني ياسماء , امضيت الليالي أعد فيها قلبي
بأن يُمضي معَك الأبَد في الجنة , وبأنَك ستعود إلي هُناك ..
تدمع عينَاي , افتح رسَالة جديدة في بريدي الإلكتروني ..
أدون عنوانك .. أعجز أمَام المسَاحة البيضَاء في البداية ..
( لن أسألك عن الحَال ياخالد .. لا أُريد أن ترد لي
سؤالي فأعجز عن الإجَابة .. لا أستطيع إخبَارك
بأني بخير .. لم أكُن يومَا منذُ خلفتني ورائـك بخير ..
مُتعبة سَماء ..
اما آن وقت المطَر ؟ مر زمَن لم انظر به للأعلى ,
اخشى النظر الى الغيوم فأبكي .. إشتقتك كثيراً , أحُبك أكثر .. احبك
بالرغُم من انكسَار كلمتي الأولى بوداعٍك ..
بكيت لغيابك ياخالد , انا التي كُنت اخبرك
كثيرا بقصص " قوة القلب " التي امتلكها ..
أبكي كُل ليلة فقدك .. افتقد كلمة " يابابا "
التي تشَرح بها لي نظريَاتك , واغنيات " الزعَل " , افتقد كفيك ,
افتقد سجائرك , افتقدك .. حَسنا ..
لا أستطيع سوى أن اقولها : كيف انت ؟ )
إرسَال , قمت بمسح تسونامي الذي
كَان يغطي عيني .. خلدتُ الى النوم .. رأيتُك في الحُلم ..
بياضَا يُمسك بيدي ثُم يتركهُا ويبتعد ..
اعلم بأن البيَاض يمثلك يقينَا ..
لم تكُن تود إفلات يدي .. ولكن شيء مَا كان يدفعُك ..
أستيقظ , أُمارس روتيني اليومَي برتَابه ,
في الأيَام الاولى التي تلت
إرسالي لتلك الرسَالة ,
كُنت افحص صندوقي بريدي
كُل نصف سَاعة , اعتدت بعدهَا
بالخيبة نفسَها الا أجد رسَالة تحمل إسمك او بريدك ..
- رُبمَا يكون ذلك أفضَل ..
أردد بأن غيَابك أفضَل لأدفن
الحنين في الداخل ,
ماينفك الحنين ينبش قبره مخرجَا رأسه صَارخَا أكثر

- يجدُر بكٍ أن تنسيه !
- وكيف السبيل الى ذلك ؟
- أحبي آخر ,
- هههههههههههههههه .. سهلة ! كذا ! ؟
- ولما لا ؟
- لا يأتي الحُب بالاختيار ..
لو كَان لي أن اختار لأخترت الا احب , لاخترت ان احبني !
- حسَنا , لا تحبي .. دعي شخصَا اخر يحبك ..
يلمئ الفراغ بداخلك فقط
- فراغَاتي مخصصة ,
ملكية لإسٍم واحد .. لا استطيع ملئي بغيره ,
- انتٍ ممن يحبون عذاباتهم اليس كذلك ؟
- رُبمَا ..
أثناء ذلك الحديث , يأتيني ردُك على
رسالتي القديمة تلك على هاتفي ..
( كُل شيء بيننَا انتهى , فلتمضٍ في
الحياة ياوطن , مازَال هناك مُتسع للحُب في داخلك .. )
كُنت اتسائل في سري بمرارة عن سبب
تركك لذلك المُتسع فارغَا مادُمت تعلم بوجوده ..
كانت رسالتك هذه كَ نهاية حقيقة لما بيننَا ,
أن تخبرني بأن الحيَاة برفقتي .. يعني
أنك لاتنتوي السير معي في الدَرب ,
ولامُبالية مثلي لم تكُن لتعاود السؤال مرة أخرى ,
أردت إحراقي برسالتك , وها أنا جُثة
من رمَاد هُنا .. كُنت مُخطئا ..
لم يكُن للحب متسَع ..
انت من صنعت مسَاحة له بيديك ,
اغلق عليها الآن انا بيدي , و لا أحد آخر سيدخُل .. لا أحَد ..



توقظني من أحلام ذكريَاتي المُؤلمة
تلك لمسَة حانية منك على جبيني ..
لم تكن الظلمة لتمنعك من الشعور
بإضطرابي لهذه الذكرى , يدك تمر ببطئ على خُصلات شعري ..
- ما أزَال هُنا ياوطن ..
- أعلمَ ..
- لاترحلي عندمَا اغفو , ظلي بجانبي
- لن أذهب لأي مكَان ياسماء
اشعر بأنفاسك وقد أخذك النوم ,
أعودُ أنا للتخلصُ من ذكريَات حريقَك الاول ..
يقول واسيني " عندما نريد أن ننسى
دفعة واحدة علينا أن تعلم كيف نتفادى
النظر إلى الخلف حتى لا نُجر إلى نقطة البدء "
أنا الآن أستحضر رحيلك المُؤلم لأبتسَم
في الغد دون أن اعود الى صفحَات الغياب وأبكي ابتسَامتي ..
هُناك ذكريات ماتنفك تطرق أبواب الذاكرة
من أجل وداع أخير لا تعود بعده ,
هكذا كَان غيَابك ..
[/SIZE]

 
 

 

عرض البوم صور تعبت..وش بقى ثااني   رد مع اقتباس
قديم 24-03-12, 01:23 AM   المشاركة رقم: 7
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Jan 2012
العضوية: 234677
المشاركات: 56
الجنس أنثى
معدل التقييم: تعبت..وش بقى ثااني عضو على طريق التحسين
نقاط التقييم: 97

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
تعبت..وش بقى ثااني غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : تعبت..وش بقى ثااني المنتدى : القصص المكتمله
افتراضي

 


6 *رحيلُ مزعوم



ان تنسى هو أن تُسأل عن “الأخبار”
فلا يؤلمك شيء وأنت تقول “تمام…كله
تمام”، وتنتقل بالحوار لأشياء أخرى
ملموسة أكثر، لتتكلم عنها بصدق واستغراق
وبدون أي تظاهر بالاهتمام.
أن تنسى هو أن تكتشف الصمت،
بعد صخب كل تلك الأفكار وكل ذلك
الكلام الذي تتمنى أن تقوله. أن
تختزن الحكايات، وعندما يحين وقت قصها تشعر
بأنك فقدت الرغبة في الكلام،
وتقتنع بأن الآن ليس الوقت المناسب”
رحاب بسام


لأصدقَك القول ياخالد , كُنت اتظَاهر
دومَا بالسلبية معك لئلا يخيب
ظني في أحد الأيَام .. أتظاهر
بالسلبية بينمَا تملئني نظراتُك باليقين بأن مابيننَا لم يكُن
لينتهي يومَا ..
ذَلك اليقين الذي نجحت في إزالته
بجملة نطقتها يداك عندمَا تركتَا يدي قبل لسَانك ..
- ننتهي هُنا ياوطن , كُل مابيننا الآن للذكرى !
آه من تلك الحروف , التي ما تنفك
تظهر في الذّاكرة , تقتل جزءا صغيراَ
آخر في الدَاخل .. ثُم تنطفئ
كلماتك تلك كَانت كالكابوس لأشهُر يَا خالد ,
لأشهر و جملة النهايَة توصلني لحد القيء أسىً وخيبة ..
مضيت في تلك الليلة عائدة إلى مكَاني
كجثة دب فيهَا الحراك بلا روح , لملمت
بقَايا اشياء امتلكتهَا .. وتوجهت للمطَار ..
لم يكن هنالك شيء في الذَهن انذاك
ياخالد , حالة من الجُمود فقط ,
صدمَة تتجدد مع صدى كلمة " ذكرى " ..
سَاعات و كُنت أبكيك في سريري بصَمت ,
دمعَة للحُب .. دمعة أخرى للخيبة ..
دمعة ساخنَة .. إذن هي دمعة

القهر ..
لمَاذا ؟! لم يكُن السؤال المُناسب لحالتي تلك ,
لم اكُن بعد متأهبة للخروج من دوامَات الرحيل
الى دوامات التساؤل .. اخبرت نفسي مرارا
بأن ظني الأول كان صحيحَا ,
بأني لم اكُن سوى نزوة في بلد قصي تغري اجوائه الباردة بالحُب ..
ماخرجت بِه من ذكريَاتنا كان بضع
ضحكَات تنتهي دومَا بالبكُاء ..
و قُرحة شديدة في المعدة ,
ذلك وقميص احتفظت به بعيدا عن أي مسحوق غسيل .. قميص
مُشبع برائحة عطرك مختلط بسجائرك ..
كُنت اقتصد في جلسَات الاشتمام
تلك ظَنا مني بأن كُل شيء قد يضيع لو ضَاعت بقايَا تلك الرائحة ..
من كَان ليعلم ياخَالد , بأن
وطن اللامُبالية قد تُحبك بُكل ذلك القَدر ..
- ألن تخبريني مَابك ؟
- لا أحب الحديث ..
- يجبُ أن تخبريني على أي حًال , صمتُك هذا قد يقتلك ياوطن ,
- وما أدراك بأني احمٍل شيئا في داخلي ؟
- وحدهُم اللامُبالون
تفضحهُم ملامحُهم ..
لأنهم لايبَالون في العادة , يبالُون كثيرا !
- لاشيء مُهم ..
- أخبريني ..
- افتقدُ أحدهم فقط !
- إذن تُحبين ؟
- الأسئلة المُباشرة تربكني ..
- إذن فـ هي نعم !!
منذُ متى .؟ وأين ؟ وكيف حصل ذلك ؟ كيف يكون ؟ كم طوله ؟ ماعمله ؟
لم تعلم تلك الصديقة بأن كُل ضمير تشير به إليه ,
كَان يكسرني في الداخل أكثر وأكثر ,
ضريبَة البوح أن تضطر للحديث عمَا
لا تُريد الحديث عنه , ويتنَاسى الجميع
ما أردت الحديث عنه في الأصَل ..
الكُل يريد معرفة الجزء الأهم له من القصَة .
. لا أحد يهتم بالجزء الي يحفر في داخله هوة من حنين ..
أُضطر لمجاملة صديقتي ببعض العبارات ,
فتنسى المغزى من
أسئلتها – معرفة سبب الحُزن الذي يكتنفني – تمضَي
الجلسة بإحتفَال منها ببلوغي
مرحلة الحُب , و بعزاء اقدمه لنفسي
على موت حُب تتحدث عنه , و على
موت حديث كَان لربمَا اراحني لو خرج ..
لكنه مَات في الداخل دون أن يسمعه أحد ..

أصرُخ .. ولا أحد يسمعني , إحتجزت
نفسي طويـلا في الداخل ..
الآن لا احد ينظر إلي وانا في الخَارج ..

ليلة في شتاء بلدي القارس
أقرر ان اعاقب سذاجتٍي بالمُضي معَك في
أن ألبس قميص الحنين ذاك , لن اتدفأ الليلة ..
سأحتمل بَرد الشتاء و برد الحنين الذي
مازَال جموده يلسعني في الداخل ,
أفتح حاسبي المحمول , برتَابة امضي بين
رسائل بريدي الإلكتروني .. لاشيء مِنك ..
يؤلمني ان تصدق توقعاتي القائلة بأنك لن
تتواصَل معي , بالرُغم من كُل شيء ..
حديث النفس السلبي الذي امارسه ماهو
الا حمَاية لها .. ما أمارسه هو إبقاء للخيبة كمَا هي ,
سألتني ذات مرة عن سبب كُرهي للأمَل ,
لكل الألوان , ولمقولات الابتسَامات ..
- لأننَا ببساطة حين نأمل , يخيب ظننَا ,
وحينمَا نبتسَم لأجل ان نكون سعداء ..
نكون في الواقع تعسَاء .. من ذا الذي
يأخذ الوقت ليفكر بإبتسَامة يرسمها لو كَان سعيدا بحق ..
أكره الألوان لأنها تؤلُم عيني ..
- تؤلم عينيك ؟ ولا تؤلم عينيك رتابة الرمادي ؟!
- ليس الرمادي فقط ياسماء .. احب الابيض ايضَا ..
الجنَة لونهَا ابيض ..
- وما أدراك ؟
- أشعر بذلك , لكُل جنة يتمنَاها !
عندمَا تركتني ياسماء , امضيت الليالي أعد فيها قلبي
بأن يُمضي معَك الأبَد في الجنة , وبأنَك ستعود إلي هُناك ..
تدمع عينَاي , افتح رسَالة جديدة في بريدي الإلكتروني ..
أدون عنوانك .. أعجز أمَام المسَاحة البيضَاء في البداية ..
( لن أسألك عن الحَال ياخالد .. لا أُريد أن ترد لي
سؤالي فأعجز عن الإجَابة .. لا أستطيع إخبَارك
بأني بخير .. لم أكُن يومَا منذُ خلفتني ورائـك بخير ..
مُتعبة سَماء ..
اما آن وقت المطَر ؟ مر زمَن لم انظر به للأعلى ,
اخشى النظر الى الغيوم فأبكي .. إشتقتك كثيراً , أحُبك أكثر .. احبك
بالرغُم من انكسَار كلمتي الأولى بوداعٍك ..
بكيت لغيابك ياخالد , انا التي كُنت اخبرك
كثيرا بقصص " قوة القلب " التي امتلكها ..
أبكي كُل ليلة فقدك .. افتقد كلمة " يابابا "
التي تشَرح بها لي نظريَاتك , واغنيات " الزعَل " , افتقد كفيك ,
افتقد سجائرك , افتقدك .. حَسنا ..
لا أستطيع سوى أن اقولها : كيف انت ؟ )
إرسَال , قمت بمسح تسونامي الذي
كَان يغطي عيني .. خلدتُ الى النوم .. رأيتُك في الحُلم ..
بياضَا يُمسك بيدي ثُم يتركهُا ويبتعد ..
اعلم بأن البيَاض يمثلك يقينَا ..
لم تكُن تود إفلات يدي .. ولكن شيء مَا كان يدفعُك ..
أستيقظ , أُمارس روتيني اليومَي برتَابه ,
في الأيَام الاولى التي تلت
إرسالي لتلك الرسَالة ,
كُنت افحص صندوقي بريدي
كُل نصف سَاعة , اعتدت بعدهَا
بالخيبة نفسَها الا أجد رسَالة تحمل إسمك او بريدك ..
- رُبمَا يكون ذلك أفضَل ..
أردد بأن غيَابك أفضَل لأدفن
الحنين في الداخل ,
ماينفك الحنين ينبش قبره مخرجَا رأسه صَارخَا أكثر

- يجدُر بكٍ أن تنسيه !
- وكيف السبيل الى ذلك ؟
- أحبي آخر ,
- هههههههههههههههه .. سهلة ! كذا ! ؟
- ولما لا ؟
- لا يأتي الحُب بالاختيار ..
لو كَان لي أن اختار لأخترت الا احب , لاخترت ان احبني !
- حسَنا , لا تحبي .. دعي شخصَا اخر يحبك ..
يلمئ الفراغ بداخلك فقط
- فراغَاتي مخصصة ,
ملكية لإسٍم واحد .. لا استطيع ملئي بغيره ,
- انتٍ ممن يحبون عذاباتهم اليس كذلك ؟
- رُبمَا ..
أثناء ذلك الحديث , يأتيني ردُك على
رسالتي القديمة تلك على هاتفي ..
( كُل شيء بيننَا انتهى , فلتمضٍ في
الحياة ياوطن , مازَال هناك مُتسع للحُب في داخلك .. )
كُنت اتسائل في سري بمرارة عن سبب
تركك لذلك المُتسع فارغَا مادُمت تعلم بوجوده ..
كانت رسالتك هذه كَ نهاية حقيقة لما بيننَا ,
أن تخبرني بأن الحيَاة برفقتي .. يعني
أنك لاتنتوي السير معي في الدَرب ,
ولامُبالية مثلي لم تكُن لتعاود السؤال مرة أخرى ,
أردت إحراقي برسالتك , وها أنا جُثة
من رمَاد هُنا .. كُنت مُخطئا ..
لم يكُن للحب متسَع ..
انت من صنعت مسَاحة له بيديك ,
اغلق عليها الآن انا بيدي , و لا أحد آخر سيدخُل .. لا أحَد ..



توقظني من أحلام ذكريَاتي المُؤلمة
تلك لمسَة حانية منك على جبيني ..
لم تكن الظلمة لتمنعك من الشعور
بإضطرابي لهذه الذكرى , يدك تمر ببطئ على خُصلات شعري ..
- ما أزَال هُنا ياوطن ..
- أعلمَ ..
- لاترحلي عندمَا اغفو , ظلي بجانبي
- لن أذهب لأي مكَان ياسماء
اشعر بأنفاسك وقد أخذك النوم ,
أعودُ أنا للتخلصُ من ذكريَات حريقَك الاول ..
يقول واسيني " عندما نريد أن ننسى
دفعة واحدة علينا أن تعلم كيف نتفادى
النظر إلى الخلف حتى لا نُجر إلى نقطة البدء "
أنا الآن أستحضر رحيلك المُؤلم لأبتسَم
في الغد دون أن اعود الى صفحَات الغياب وأبكي ابتسَامتي ..
هُناك ذكريات ماتنفك تطرق أبواب الذاكرة
من أجل وداع أخير لا تعود بعده ,
هكذا كَان غيَابك .

 
 

 

عرض البوم صور تعبت..وش بقى ثااني   رد مع اقتباس
قديم 25-03-12, 12:23 AM   المشاركة رقم: 8
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Jan 2012
العضوية: 234677
المشاركات: 56
الجنس أنثى
معدل التقييم: تعبت..وش بقى ثااني عضو على طريق التحسين
نقاط التقييم: 97

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
تعبت..وش بقى ثااني غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : تعبت..وش بقى ثااني المنتدى : القصص المكتمله
افتراضي

 

7




" فَلتكن بخير من أجلي " ..


كانت تلك آخر رسَالة أرسلتُها
له أثناء الغياب , حاولت بعد ذلك
الإعتيَاد على طعم الصباحَات المُر ,
وعلى صوت دقَات الساعة الذي يبدو
صَامتَا وبطيئا حد الإزعَاج في الليل
لمَ يكن الأمر يتعلق بالنسيَان كما ظننت ,
كُل ماكنت احتاجه هو قليل من الأجوبـة ..
أكنُت مغفلة ؟ ام كُنت متكتمة حد ابعاده ؟
لمَ اكن لأشفى منه لولا الإجابات ..
أجابات لم أكن لأحصُل عليها على أي حَال !

أشهُر اخرى تمُر .. بين إعتيَاد على الغياب ..
وبين إنخراط زائد في إمور الحيَاة ..
كُنت امارس ملئ يومَي ,
بما قد لا أستطيع تحمله أحيَانا ..
فقط لأصَل غرفتي منهكة ولا أجد فُسحة للتفكير ..
من نحبهم يحتلون دومَا جزءا
قصيَا من الذاكرة , يطلون على الأشياء معنَا ..
نحن لا ننسى من أحببنا ..
نحن نخبئهم في أكثر بقع الذاكرة ضبابية ..!

- وَطن ,
نظرت إليك بصَمت منتظرة جملتك التَالية ,
- أتعلمين أن في الصَمت إعترافات أعمق من الكلمات ..
- والله ؟ لماذا ؟
أمسَكت بيدي .. أدرت كفي
للناحية المُقابلة لوجهك ..
تواصُل فعل هذه العادة الغريبة في إشتمَام يدي ,
- الذي أعرفه أن الرومنسيَة تكمن
في تقبيل اليد , او الإكتفاء بإمسَاكها ..
- لي طقُوس تخصني فيما
يخص كفيك ياوطن ,
يحق لي الإحتفاظ برائحتك على ما أظن ..
- مابَال الجدية اليوم ؟
- عندَمَا تعودين , أعني .. أممممممممم
- أتريد الحديث مجددا عمَا سيحصُل عند عودتي ..
- لا .. لالا لمَ اقصد ذلك ..
ما أردت قوله .. سأعود بصحبتك ..
- ماذا!!
- إنتهت رحلتي , وجدت الوطَن
الذي ظللت أبحث عنه لسنوات ..
لاشيء يبقيني في الغُربة بعد الآن
أمَارس معه لعبة الإستغباء إرضَاء بغروري ,
بالرغم من علمه بذلك ..
يصر على منحي ما أُريد ..
- للتو أحسست بالوَطن يا خالد ؟
- وطني هُنا – مُشيرا بسبابته على كفي – في
هذه الخطوط تُربتي ..
في هذه الرائحة هوائي ..
وهذه الأصابع الصغيرة طريقي ..
أُبعد يدي لا إراديَا ..
خجل يتملكني بسبب طريقتَه
العشوائية في إلقاء الكَلمات ,
يستعيد كفي .. يقبلهَا , يتبع ذلك بقبلة على جبيني ..
- تُصبح على خير إيها الوطن ,
كَم أحب هذا الرجل تركي معلقة
في كلماته والمضَي .. اسهر الليلة
أُفكر في عودتَنا سويـَا , في الإحتمالات ,
السعيدة منها والشقية ..

ذكريَات تجدد التساؤلات في عقلي ,
أيكُون كارهَا للعودة , ام يكُون كارهَا لي !
ام أن هُناك شيء آخر لا أعلمُ به ..
وصلت بي الأفكَار حد إختراع زوجة

وهمية له لايستطيع التخلي عنها ,
كُل ذلك من أجَل ان اشفى منه ..
اجزم بسبب مَا لهذه الليلة
فأعود لتكذيبه في الصبَاح ..
الى أن اعتدت الرحيل ..
أن تعتَاد فُقدان أحدهم ..
يعني أن لايهُمك وضع رنين هاتفك بعد اليَوم ,
أن لايهُمك التأكد من عمَل
جرس منزلك , ان لا تلفت في خُروجك أملاَ بصدفة كُنت
ترجي حدوثهَا , أن لا يعني لك الإنتظَار شيئَا ..

لمَ أمُت ياخَالد كما كُنت تظن ,
لم أمت ..
- لو إفترقنَا انا متأكد بأنكٍ لن تعيشي طويلا ..
- آه , صحيح جدا
- صدقيني .. لا أتحدث بغرور ,
أعلم بأنك تحبينني حد المَوت
أحيانا , الصنف " الكَتوم " مُضاعف المشاعر دومَا ..
- أنت مغرور
- هههههههههههههههههههههههههههههه
لم أمت ياخَالد , أصبحت جثـة تتحدث
وتعمل وتأكل ..
وتبَالغ في إظهار تعاطفها أحيانا .. جُثه !
أذكر بأن سائقي أراعٌه منظر
دموعي الغزيرة لدى رؤيتي لسيارة
إسعاف تتجه بإتجاه حادث سير كُنا
قد مررنَا به سابقَا .. كُنت أبكي كمن كانت على
معرفة بصاحب السيارة ..
لم يكن أحد يعلم – ولا حتى أنت – كم
ترهقني الفراقَات , لطالمَا كُنت
إمرأة تعايش الفراق بصمت ..
وتحترق بإبتسَامة اللامُبالي ,
بداية بوالدة لم أعرفهَا .. ثم أخوة لم يأتو يومَا ,
وإنتهائـا بوالد أحببته كما تحب الأميرات في أفلامنَا الكرتونية ..
لكنه في النهاية لم ينقذني من غابة شائكة او ملكة شريرة ..
رحَل وتركني في تلك الغابات والشرور تتآكلني من الداخل ..
وبعد إلتزام طويـل بعهد مضمونه
الا أبكي فراق أحد .. الا أحٍب أحدَا لحد البكاء ,
تأتي أنت بلسَانك السليط ,
و شخصيتك الحازمة حينَا الضاحكة حينَا آخر ,
بنكتك السخيفة , وكمية سجائرك القاتلة ..
تأتي فقط لتهدم الجزء المتبقى
من البيت الخرب الموجود في الداخل ,
كان جدارُ أستند عليه ليذكرني بأني من بني آدم ..
وليس آلة تتحرك وتتزود بالوقود لتؤدي وظيفة مَا ..
بقدومك أخبرتني بأنسانيتي
.. والآن برحيلك تنفيهَا عني ..!

- أنفترق يومَا ياسماء ؟
- مادامّ هُناك قطرات مطِر تهطل , لن يكون هُناك موت ياوطن ..
- ماذا لو مللت !
- لسَت صغيراَ لأمارس الألعاب ..
- ليست ألعَابا .. أعترف : قد أكون مملة ..
- يجدر بي أن أحُب الملل إذن ..
- لن نفترق ؟!
وضعت كفي على قَلبك ,
- مادامت هذه الغيمـة تمطر .. سأكون هُنا ..

لم تكُن يومَا لتتركني , ذلك ماوعدتني بـه دائمـا ..
لذا تحتم علي العودة ياخَالد
بعد فُراق إستمر لعَـام عُدت لأسئل عَنك , ل
تلك الأمَاكن .. وذلك الطريق .. تمنيت لو تحققت صدفَتك ..
لكَن ,
يبدو أن لم ترحَل عني فقط ,
كَانت كُل الأشياء في مدينتنَا ترثيـك ,
سألت كُل من أعرفهُم ويعرفوننا سويَا ..
أخبروني بأنك لمَ تعد منذ ان كُنا سويـا ..
- حسَنا .. ربمَا كان هذا المكَان وداعُ احتاج إليه لأمضي ..
أمضيت إسبوعين في مدينتـا , أذهب في كُل يوم للأمَاكن ذاتها
لأ أعلمَ مالذي يجعلني بكُل هذا الوفـاء
لـ رجل بادر بفراقي و نقض وعد قطعه على
قلب صغير لايتحمل الحياة ..
الكُل يخبرني بأن النسيان سهَل , مسألة اعتيَاد ..
لكن كلماتك ماكانت تنفك عن الظهور
في الذاكرة , كُل شيء يعود دفعة واحده
في لحظة انشغَال , نظرتُك المحبة ..
إقترابـك بطريقة مُخيفة مٌضحكة ,
نبضات قلبك كلمـا وضعت كفي عليه ,
كل شيء كان يعود في أكثر اللحظَات انشغَالا ياخالد ..
لَم يعُد لي إهتمَام سوى أن اغلق هذه الحكَاية ,
دفنت كبريـائي عميقَا واتجهت لمسكنك ,
بالرغم من أني كُنت قد
عاهدت نفسي في الطائرة ان لايصَل
بي اليأس حد لقائـك قصَدا والسؤال ..
لم أستطعَ ..
ثلاث دقَات على بـابك , ثلاث إهَانات بلا إجابة
كنت تسكن بعيداً عن كُل ماكان يربطُنا ..
كنا ننتهي دومَا بمسكني لتعود أنت مشيَا كُل تلك المسَافة ..
- أتبحثين عن أحد ؟
- في الحقيقة أبحث عن شخص اعتاد السكن هُنا ..
يبدو أنه رحل على كُل حال ..
- أتقصدين خَالد ؟
تتسَارع نبضَات قلبي لدى ذكر إسمه , اطرق برأسي إيجَابا ..
- يذهب كُل فترة للمستشفى ,
أظن بأنه لم ينهي جلسَات العلاج بعد ..
- علاج!! أي علاج ؟!
- إنه يخضع لمعالجة كيميائيـة ..
يبدو أنه كعادته يتجنب إخبار الأصدقاء عمَا يسوؤه ..
اتصدقين بأني انا صاحبة المنزل لم اعلم حتى . . . . . .
أصبحت تهمهم بكلمَات لا أفهمهَا ..
لم اعد قادرة على تمييز الأحرف
والمقاطع فيمَا تنطقه ..
توقفت عن حديثها لدى رؤيتي اجثو على ركبتي تعبَا ..
لمَ أصَل يومـا
بالإفكَار حد فراق لا نلتقي بعده ,
لم تصل وسوساتي حد جعل خالد
ضمن الراحلين أبداً .. تتبع فوضَى حواسي هذه
تخيلات وصور لخالد وهو يوضَع في
قبره ثُم يتحلل .. – أظن بأنها العادة القديمة - ..
لم أكُن اعرف عن العلاجات الكيميائية سوى
نهاية واحدة وهي الموت ..
ساعدتني صاحبة المنزل في
الجلوس على إحدى العتبات .. ضممت ركبتًي لصدري ..
لم أكن افكر في شيء سوى اللون الأسود ,
وذلك الحَلم الذي رأيت فيه البياض يفارقني ..

بعد كأس من المَاء ..
أخبرتني السيدة عن كُل شيء ..
احد تلك الأشياء بأن سمائي ستعود صافية ,
بأن خَالد مايزال بخير وبأن كُل شيء سيكون على مَايرام ..
لطَالما اعتدت سمَاع تلك الكلمات ,
لاشيء يبدو بخير عندمَا يخبرك احد بأنه كذلك ..
- متى سيعود ؟
- رُبمَا اليوم .. وربُما في الغَد ..
- سأنتظره !
- هل أنتٍي مجنونة ؟ ستمطر عمَا قريب ..
سيصيبك البرد ولا أظنه عائدا قبل المسَاء ..
- لا بأس .. سأنتظره
- حسَنا .. يمكنك إنتظاره عندي ..
حماية لك من البرد على أي حَال ..
- أشكرك ..
ما إن نطقت عبارة الشُكر هذه حتى
شرعت في البُكاء ..
بكيت بصَوت عَالٍ كما لم افعل من قبل ..
بكيت خوفَا من المَوت ,
بكيت خَوفا من أن أُدمى مجددا ,
وأشياء أخرى لا أعلمها ..
صَارت كُل ذكرى سيئة تُحاصرني ..
ضربة تلك المعلمة التي لا أذكرهَا ,
إبن خالتي الذي يخبرني دومَا بأني
يتيمة وتعاملي مع هذه الكلمـة وكأنهَا اتهَام ,
اول درس في السبَاحة وغرقي ..
كُل ما اخبرت نفسي الا أبكي بشأنه
بكيته من أجلك ياخالد ..
أكتفت تلك السيدة بإحتضاني والمسح
على شعري , لم أزد على بكائي شيئاَ سوى بكاء

لا أعلم بعدَها كيف أصبحت في سريرهَا ,
نمت طويـلا .. لكن نومي لم يُكن عميقَا عمق الأرتيَاح ..
أسمع همهمَات في الخَارج , جزء من البَاب يضيء ,
ظل آخر غير ظٍل السيدة يطل علي ولا أتحرك ..
أصَحو فجأة و قلبي يخفق , أنتَ ..!!
أركض نحو البَاب الموارب , أفتحُه لأراك ..
أطيل النظر إليَك , أكذب كوابيس رحيلك , لم أفتعل
ضجة وصُراخَ إشتيَاق .. تقدمت أمَامك ببطئ حتى
أًصبحت أمَامي , ألامس بأطراف أصابعي وجهَك .. وأحس بقطرات
من المَاء تنسكب على وجهي .. أدخل رأسي
في صَدرك .. هي النبضَات ذاتهَا , شيء في نبضَك يجعلني أعرفُك ..
لم تفعل شيئَا وسط كُل تحركَاتي المثيرة للجنون ,
ولم أستطع أنا كتمَ صوتٍ البكاء الخَارج مني بلا إرادة ..
- وطن !
- أحبك
وإحتضنتك !

 
 

 

عرض البوم صور تعبت..وش بقى ثااني   رد مع اقتباس
قديم 25-03-12, 12:29 AM   المشاركة رقم: 9
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Jan 2012
العضوية: 234677
المشاركات: 56
الجنس أنثى
معدل التقييم: تعبت..وش بقى ثااني عضو على طريق التحسين
نقاط التقييم: 97

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
تعبت..وش بقى ثااني غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : تعبت..وش بقى ثااني المنتدى : القصص المكتمله
افتراضي

 

8




بعدَ ساعات , منتصَف الليل
وما أزال أنظر إليَك بالتعجب ذاته ,
- لمَا لم تخبرني ؟!
- لم أشأ أن تبكٍي جثة أخرى ياوطن
- وأبكي فراقَا لا اعرف سببه ياسماء ,
اما وعدتني بغيمـة ممطرة
- خفت على الغيمـة ان تتوقف عن امطَارك ياوطن !
- كيف أنت الآن ؟
- أتماثُل للشفَاء ..
- كُنت ستظل راحلَا ؟
- لا أعلَم .. مابي خبيث ياوطن ,
وكُل خبيث لا يمُوت بسهولة ..
قد يختبئ ولا يموت .. ظننتك قد نسيتيني
- كيف لي ذلك ؟
- ماذا لو لم اشفى ؟!
- ماذا لو شُفيت ؟
- ماذا لو عـاد ؟
- وماذا لو لم يعُد ؟
- لا أُريد أن اضع قلبك معٍي في قبري ياوطن ..
- لا تمُت إذن ..
نظرت إلى احد جدران الغرفة ,
كَان جدارُ في وسطه لوحـة
كبيرة بهَا رسَم لطريق طويـل ..
ينتهي بمفترقين أحدهُما مظلم والآخر معبد
- طريقُك معي مُظلم
- أكمله على أي حَال ..
صرخت – ماذا لو رحلت ؟
مالذي ستفعلينه بقلبك الهشَ ..
كيف ستعيشين ؟
عدتٍ بعد سنة كَاملة لتلتقيني ..
أتعودين بعد سنوات لقبري وتبكينه
كما المرة الأولى !
لا لن يحدث ذلك ! فلترحلي
- لماذا تأمرني بالرحَيل ..
أنت بخير حتى الآن ياخالد !
- لسَت بخير ,
اخبرتك بأن هذه الاشياء
ماتنفك بالظهور مرات ومرات
- لايهمني , لن أرحل
- سترحلين
- لا
أمسَكت بذراعي وكأنك تنوي
إجباري على الرحيَل ,
أنظر في عينيك في مرة من مرات قلائل ..
- لن أرحل ياخَالد
- لاتجعليني احترق ندمَا على لقائك ,
أرجوك ارحلي
صوُتك المتقطع في جملتك ,
والندَم الذي تصرخ به ,
ليتك تفهم بأن لا احد اوقعني
بك سوى نفسي ,
وبأني أُريد حياة اقضيها معك
أقتربت منَك :
- ماذا لو شُفيت بالكَامل ؟
ماذا لو عدنَا للوطن سويَا ؟
ماذا لو كُنا سعداء معَا ؟
- ماذا لو تزوجَنا ؟ وأصبح لنَا طفل هزيل ؟
ماذا لو تبنينَا آخر ؟
كثير من البكُاء كان يملئنـا
في تلك الليلة , وعدتك بأن
كُل شيء سيكون على مَايرام ..
وعدتني بأن تكمل الجزء الأخير من معركتك ..
ثلاث أيَام تلت ذلك وكُنت تودعني
في المطَار مع وعد قريب ..
محادثات يوميـة , رسائل .. وخوف ..
في الجلسات الأخيرة ,
اما ان تكون او لا تكون ..
وكُنت ياخَالد ..

- تبدين مشغولة التفكير كثيراَ هذه الأيام
- أودع ماحَل بنا في السَابق فقط ..
من أجل نهاية سعيدة هذه المرة أيضَا ..
أمسَكت بيدي ,
- ماذا لو تحسنت هذه المرة أيضَا ؟
- هذه المرة سيرحَل عنَا
المرض ياخالد , سيرحَل ..
تغلق أنوار الحجرة أتوماتيكيَا ..
رسَالة تخبرنَا بموعَد نومـك ..
أنهي معها انا الفصَل الأخير
من رحيلك الأول ,

أِشهر قليلة تمُر .. كمَا المرة السَابقة ..
أقف خَارج بناية المستشفى بإنتظَارك ,
ها أنت قَادم بقميص أبيض و دقن مهمل ..
ومعك الذكرى الأخيرة من رحيَلك ,
في تلك الأيـاَم .. كَان وعد
اتصال يوميَ ,
ورسَائل لا محدودة ..
إختفت الرسائل في البدء تلتها أربع مكالمَات يجب أن تكون ,
لم يكن القلق مايتآكلني ,
كان ذلك السوادُ مجددا ,
مكَالمة من رقَم محلي
لم اولي لها أي اهتمَام ..
لم اكن في المزاج المنَاسب
لتلقي المكالمات الغريبة ..
يصر ذلك الرقم على ازعاجي مرات متتالية
- نعم ؟
- إذن ؟! هل تقبلين الزواج بي ؟

إبتسُم لوقع ذلك السؤال
وأنا أفتح لكَ باب منزلنَا
الذي غبت عنه مايزيد
عن نصف السنة ..
تبادلني الإبتسـامة ,
وكانت تلك هدنة أخرى مع الحياة !

 
 

 

عرض البوم صور تعبت..وش بقى ثااني   رد مع اقتباس
قديم 25-03-12, 12:33 AM   المشاركة رقم: 10
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Jan 2012
العضوية: 234677
المشاركات: 56
الجنس أنثى
معدل التقييم: تعبت..وش بقى ثااني عضو على طريق التحسين
نقاط التقييم: 97

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
تعبت..وش بقى ثااني غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : تعبت..وش بقى ثااني المنتدى : القصص المكتمله
افتراضي

 

السلااام عليكم ورحمة الله ......

ما بقي الا جزئين

لو حبيتوا انزلهم اليوم من عيووني

اونكملها بكره

 
 

 

عرض البوم صور تعبت..وش بقى ثااني   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
للكاتبه, الرحيم, جاوب, نزهه
facebook




جديد مواضيع قسم القصص المكتمله
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 12:41 PM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية