- ماذا سيقول عني إذا راني ؟ هل أنا مختلفة عن ذي قبل؟ هل سيتعرف على الفتاة دون العشرين التي كنتها والتي احبها؟
كيف لها ان تعلم؟ لم تزل هناك بقايا من نمش في مقدمة انفها وشعرها كان اطول قليلا.منتديات ليلاس
- في جولته حول العالم لابد ان يكون قد التقى بانيقات راقيات استجاب لهن فؤاده, اما انا فبهذا البنطلون الجينز المتواضع والقميص البسيط لايمكنني ان اقف معهن على قدم المساواة باي حال من الاحوال.
احست نانسي بقدر من الاحباط , جلست فوق فراشها, رافضة ان تتبعه تركت مكانها خالياً لأخريات , لهذا لاينبغي ان تهتم بنوع الحياة التي عاشها خارج البلاد , عندما اضطرت الى ترك دراستها على اثر وفاة والدها افتقدت فلتشر قد بقى بالمدينة لكان قد اعانها في محنتها ولكان قد ابعد عنها الاحزان والأسى.
على اية حال لزمت الفتاة الصمت واضطرت الى العناية باخيها الاصغر وتنشئته, وبفضل تفوقها في الرياضيات امكنها الحصول على عمل بوظيفة كاتب حسابات طرف الدكتور لانسينج طبيب الاسنان. وبهذا تمكنت من سداد ماكان متبقيا من اقساط على البيت الصغير الذي كانت قد اشترته لتعيش فيه مع اخيها.
كان بعض الشبان يدعونها لقضاء امسيات السبت خارج المنزل وعلى رجاء مغادرة اوكفيل يوما ما التحقت بعدد من الدورات الدراسية في مجال الاعلام .
انهت تدريبها فيها بمنشأت المدينة, كل هذا في سبيل الحصول على المؤهلات والكفاءة التي تتيح لها مغادرة البلاد بغير رجعة.منتديات ليلاس
منتديات ليلاس
نهضت نانسي من فوق الفراش واخذت تتجول في ارجاء الحجرة. لقد اقتربت اليوم من تحقيق هدفها. عرضت المنزل للبيع ولم يبقى امامها وقت طويل للانتظار فيرحل هذه المدينة لأنه بظهور نتيجة الثانوية العامة سوف ترحل هي وكيب على الفور.
وتحت تاثير احساس ماحملت حقيبة يدها وغادرت البيت
ذكريات..ذكريات!منتديات ليلاس
خفق قلبها وهي تقترب من الغابة وتلمح صفحة مياه بركة فلتشر اللامعة, احست الفتاة وكانها دمية تتحرك بفعل اصابع سحرية خفية.
توقفت عند ضفة البركة ثم جلست فوق العشب المرتفع الذي اثمرته تلك التربة الثرية بالخصب, اسندت ذقنها فوق ركبتيها وتركت نفسها لمشاعر الماضي الزاخرة بحب لايزال مستحوذا على كيانها.منتديات ليلاس
- انظرا! إنه العصفور أكل السمك, هناك فوق الفرع.
- كم أنه جميل! من النادر جدا ان يراه احد.
- لابد انه جالب لحسن الحظ.
- نعم, حسن الحظ لن يبرحنا ابدا ياحبيبتي نانسي , نانسي التي لي.
- نانسي؟
طرفت الفتاة بعينيها وعادت صفحة البركة الواسعة الى الظهور امامها...احست وكأنها قد سمعت صوت فلتشر يتحدث.. يناديها تصورت انها قد تعرفت على صوته ذي النبرة الحادة الرنانة, لا, ماكان ينبغي ان تعود الى بركتهما هذه: إنه مؤلم لها جدا ان تعود الى هذا المكان الطبيعي الجميل والى حياتها الطبيعية بدونه.
- نانسي؟ هل هذه أنت بحق؟لا, بل إنني اتخيل.ريحانة
التفتت نانسي الى الخلف وكبحت انفاسها, إنه هناك, إنه فلتشر بحق ذلك الرجل الاسمر طويل القامة بهي الطلعة, بدا وكأنه قد رأى شبحا, ارتدى بنطلون برمودا باللون الازرق البحاري وقميصا ابيض اظهر عضلات صدره القوية.

لا لم يخطئ كيب التقدير قست نظرة فلتشر وجمدت مثل نظرات رجل اجتاز عددا من المحن.اقترب منها وطوق خصرها بحرارة.
- نانسي ؟ قولي شيئا اياً كان. اثبتي لي انني لااحلم بل اراك امامي بحق.
قالت بصوت مختنق :
- طاب يومك يافلتشر.منتديات ليلاس
- إنه أنت بحق ! لايمكنني ان اصدق.
جلس بجانبها ممددا ساقه المصابة, مسحها بنظرات كادت الا تصدق ماترى وسرعان ماقبضت عليه زرقة عيني الفتاة.
لم يتبادلا حديثا بل استغرقا في عمق ذكريات استحوذت عليهما تماما.
وسرعان مازال بريق الثلوج من عيني فلتشر فرأت نانسي فيهما من جديد ذلك الدفء الرقيق الذي عرفته فيهما من قبل وسرعان مالاح بهما وميض مبهم, هل هو علامة غضب؟ نعم ودهشت نانسي له ولم تر مبررا لأن هذا الرجل تركها منذ ستة اعوام سابقة دون ان يكلف وكان مابينهما لم يكن سوى علاقة موسمية او غرام صيفي والآن يسمح لنفسه بلومها ! من الأفضل ان تتجاهل وجوده وتستأنف تأملها للمياه الهادئة المنبسطة امامها كصفحة من الفضة البراقة.منتديات ليلاس
تنهد من اعماقه قائلاً:
- لم اعلم انك في اوكفيل , هل جئت لزيارة والدك وكيب؟
- والدي توفي.
- إنني آسف جدا . متى حدث ذلك؟
- في خريف ذلك العام الذي .. رحلت فيه.ريحانة
- لك خالص عزائي يانانسي لم أعلم بذلك وماأخبار كيب ؟ من الذي يقوم برعايته؟
- أنا , عدت من اتلانتا لرعايته.
قال مزمجرا وهو يمرر يديه على وجهه:
- فتاة بارة بأهلك! بذلك عشت طوال هذه المدة هنا في اوكفيل؟ ولم تتنح لك فرصة تحقيق احلامك ولا تنفيذ مشروعاتك؟
كاد ان يختنق وهو يتحدث مستطرداً:
- هل ... هل تزوجت؟
منتديات ليلاس
هزت رأسها نفيا. لقد عذب فلتشر نفسه بإرادته لفكرة انها ربما تكون قد تزوجت رجلا غيره وانجبت اطفال رجل غيره.منتديات ليلاس
- لقد تغيرت يافلتشر.
- إن كان الامر كذلك فلماذا اتيت الى هنا؟
- سبق ان اخبرتك بظروف عودتي.
- لا اعني هنا في اوكفيل , هنا على ضفة بركتنا , لماذا عدت اليها؟
- من اجل إحياء الذكريات ومراجعة نفسي ونسيانك الى الابد. سوف اغادر هذه المدينة خلال اسابيع معدودة بمجرد معرفة نتيجة امتحانات الثانوية العامة والاطئمنان الى كيب قد اجتازها , ولا اعتزم العودة , اعلم انني رأيت وميض الغضب يتقد بعمق عينيك يا فلتشر , اراك غاضبا لأنني لم اتبعك في تلك الليلة , أليس كذلك؟
- كان ينبغي عليك ان تأتي معي.منتديات ليلاس
وبدأ يتوتر هو الآخر.
- أنت من كان ينبغي عليه ان يعود , كنت صغيرة جدا آنذاك.. ورحلت دون ان تدرك لي عنوانا لأن هذا ماكنت تريده.

خفضت بصرها فوقعت نظراتها على يديه القويتين , تلك اليدان اللتان احبتهما وضمتاها بشدة الى صدره , بدتا شديدتي السمرة فوق جسدها الرائع..علمتا كيف تثيران فيها الرغبة ..
- وماجدوى الحديث عن هذا الموضوع؟ لم يكن مابيننا اكثر من علاقة عطلة صيفية ومثل هذه العلاقات العابرة من الامور المعتادة.
امسكت اليد السمراء بذراعها:
- لاتقولي شيئا كهذا يانانسي , قصتنا معا لاعلاقة لها بذلك , لا اريد لك ان تدنسي حبنا بمثل هذه الصفات.منتديات ليلاس
- غريبة نظرتك هذه.. لقد اصاب كيب الرأي , نظرتك جامدة , هذا الامر جديد عليك , ماالذي اصابك يافلتشر؟
- انسي امر عيني يانانسي واسمعيني ارجوك.
- ليس لدي مااضيفه , لايمكننا العودة الى الماضي.منتديات ليلاس
لكن الماضي كان هناك بالفعل في القشعريرة التي جعلتها ترتعد على اثر تمرير فلتشر اصابعه عليها , تحركت شوقا الى ان يلمسها وان يضع شفتيه على جسدها الذي علم جيدا كيفية إثارة الرغبة فيه ذلك لأن نانسي لم تنس شيئا مماضى, لم تكن هناك حاجة الى إحياء الماضي لأنه كان هناك بكل ماتحمل الكلمة من معان. ازعجها ان تبينت مدى حبها له على الدوام, هزت رأسها قائلة:
- لا, لا ثم لا.
- لقد تاثرت جدا يانانسي ..تأثرت عندما رأيت كيف ترفضين ان تأتي معي, وإزاء عدم قدرتي على السيطرة على مشاعري تحولت جميعها الى غضب مهما ابتعدت وكانت سرعتي في التنقل ان كنت معي على الدوام وبغير انقطاع.
- لماذا تركتني بدون اي اخبار عنك خلال الستة اعوام طويلة؟
منتديات ليلاس
- ظننت انك قد رحلت , عانيت التفكير في انك ربما تكونين قد تزوجت وانجبت اطفالا من رجل غريب, اؤكد لك انني لوكنت قد عملت بماحدث لأسرتك لعدت الى هنا على الفور , اقسم لك على ذلك.منتديات ليلاس
- لم يصبح ذلك اي قدر من الاهمية الآن.
- بل له كل الاهمية , تذكري حبنا , تذكري ماكان بيننا على ضفتي هذه البركة.
- أهذا لأنك تعتقد انه بعد غياب طال كل هذه المدة يمكنك ان تستانف من حيث تركت وكأن شيئا لم يكن ؟ لايبقى سوى ان نتدحرج فوق العشب ونكون بذلك قد ادينا الدور كاملا, إنك مخطئ يافلتشر, المراهقة التي كنتها كبرت .. ونضجت ايضا, وعندما اغادر اوكفيل ساشطب الماضي واصبح حرة ياسيد ماك جيل.
- هل أنت واثقة من ذلك حقا.؟
- نعم .
- وهذا ..هل يمكنك إسقاطه من ذاكرتك؟
استقرت شفتاه فوق فمها بعنف, دعت الفتاة الله ان يعينها على ألا تتجاوب مع هذه القبلة التي طالما حلمت بها. لاينبغي قبل كل شيء آخر ان تتجاوب مع هذا الرجل حتى لاتكون ضحية له مرة اخرى. رقت لمسات شفتيه واصبحت بالغة الاحساس , اخذ رأسها بين يديه موجها صدرها الرقيق قبالة صدره العضلي الذي ضارع الصخر صلابة .منتديات ليلاس
ادركت نانسي الرغبة التي اخذت تتولد بداخلها وتتزايد حتى انعدمت مقاومتها تماما, لم تلبث ان طوقت عنقه مشجعة حتى تنعم بلحظة سعادة ..ثم ضاعت اصابعها هي في تموجات شعره البني.
- نانسي حبيبتي , مازالت رغبتي فيك جامحة.. واكثر من ذي قبل , لم يتوقف حبي لك قط . إنك لي , وكذلك كنت دائما.منتديات ليلاس
وظللتهما تلك السحابة الوردية من جديد واطلقت هي لنفسها العنان حتى تنعم بكلمات الهوى التي طالما تاقت اليها وسرعان ماتوقف الحديث فلم تسمع سوى همس رقيق يحاكي صوت احتكاك العشب الطويل ببعضه البعض فاستسلمت لاحساسيها.

كان فلتشر هناك بشذا رجولته الجذاب الباعث على الطمانينة والسلام لأنه محا ذلك الماضي المؤلم , لقد عاد فلتشر اليها وتجدد حبها له.
- إنك لي ياحبيبتي , دعيني اثبت لك ذلك مرارا وتكرارا على ضفتي هذه البركة.. بركتنا.منتديات ليلاس
تمردت نانسي لسماع هذه الكلمات , صاحت فيه وهي تدفعه بعيدا عنها بكل مالها من قوة.
- لا لست لك, لا لم اصبح لك , سوف امضي , على العكس إنني لا اريدك يافلتشر.
ولاح شعاع الغضب في عينيه البنيتين فاحست نانسي وكان قبضة حديدية قد اعتصرت قلبها وانتزعته من مكانه بصدرها , ومع ذلك لولم تستاصل ومنذ هذه اللحظة تلك العاطفة المتقلبة التي يعرف جيدا كيف يحيكها من حولها فسوف يولي أوان استئصالها.منتديات ليلاس
نهض فلتشر جالساً فوق العشب , زفر من اعماقه وهو يمرر اصابعه في شعره , ونههضت نانسي جالسة ايضا, قال مزمجرا بصوت أبح:
- لا استطيع ان اصدقك يانانسي انت تريدينني اشعر بذلك من تجاوباتك معي , لاشيء تغير بيننا.
- تعلم جيدا كيف تثير في الرغبة.. لا انكر ذلك يافلتشر ,ألم تكن انت من لقنني كل شيء عن الحب؟
- هذا صحيح, إنه أنا لأنك الوحيدة التي احببتها بحق, ولهذا السبب علمتك الحب , اما الاخريات .. فمن الافضل ان انسى كل شيء عنهن.
منتديات ليلاس
قطفت نانسي عود عشب ظلت تعضه بشراسى , من الافضل لها ان تفعل ذلك على أن تطرح نفسها بين ذراعيه باكية معترفة بأنها لم تنسه قط وبأنه الرجل الوحيد في الحياة بالنسبة اليها وبانها قد افتقدته بشدة , وهو كذلك بدا عليه الارتباط باخرى غيرها , هل كان ذلك رغما عنه...
قبض على ذراعها معترضا.
- لا, لم يزل لدينا بعض الامور التي تتطلب منا التسوية .منتديات ليلاس
- اطلاقا يافلتشر , قيل كل شيء منذ لقائنا الاول وانتهت قصتنا عند ذلك الحد , اما ذلك الذي فعلته طوال هذه المدة والاسباب التي حدت بك الى العودة فلا شيء من ذلك يهمني , والآن ارجوك ان تترك ذراعي...
نظر اليها طويلا وضغطت نانسي على نفسها لتتحمل نظرته دون ان يبدو عليها اي قدر من معاناتها الحقيقية , وافق فلتشر اخيرا على إطلاق سراحها.
ولم ينته الامر عند هذا الحد بقي ان تؤدي مشهد مغادرة متوجة بالكبرياء وإلا لارتعدت ساقا نانسي ولماتمكنت من الاحتفاظ برأسها مرفوعا لأن الأسى اثار فيها رغبة بالعودة الى الاستلقاء فوق العشب, وبقيت لها ايضا رغبة ملحة في البكاء.
- الى اللقاء يافلتشر.
ابتعدت دون ان يأبه بالالتفات نحوها.منتديات ليلاس
- نانسي!.
- نعم.
- الى اللقاء عاجل جدا.
- لامجال لذلك.
فرد وبعناد:
- الى لقاء عاجل جدا.

تمتمت بكلمة لا غير واضحة واسرعت نختفي عن نظره.
عندما ابتلعت الغابة خيالها الجميل احس فلتشر بالوحدة , وضع يديه فوق الارض التي احتفظت باثار ذلك الجسد الشاب الذي لم يتغير في نظره , والآن وقد علم انها في بيتها بدت اوكفيل له ملاذا, هذا إذن مادفعه الى العودة ..تلك الثقة الكامنة في نفسه بأنه سوف يجدها ثانية كما تركها تماما.منتديات ليلاس
على ان السبب في عدم عودته في وقت سابق على الآن هو انه كان مقتنعا بانه سوف يجد منزلها الصغير خاليا وانه كانت لديه اعمال معينة تتطلب الانجاز , اعمال لاعلم لأحد بها .
جلس عند حافة البركة رفرفت الحشرات الصغيرة ذات الاجنحة الجديدة في هواء الربيع, تابعها فلتشر بنظراته متسائلا: هل يعني هذا المشهد فالاحسنا؟ لكن ماالذي يعينه موقف نانسي ؟ لقد انتظرته : وجودها في هذا المكان المحمل بذكريات علاقتهما خبر دليل على ذلك , ومع ذلك اخفت عنه حقيقة مشاعرها , مامن شك في ان ذلك راجع الى استعدادها للرحيل.ريحانة
ولم تبد قلقة ايضا لرؤيته مصابا! والدته ابدت شفقة على الاقل لرؤية ابنها مصابا وإن لم تعرف ظروف إصابة , امانانسي فلم تقل شيئا ! هل قست المحن التي عاشتها قلبها؟ مامن شك في ذلك اما جسدها فلا, لقد احس به يذوب في قبضته.
هو ايضا اصبح قاسيا في الغربة من خلال مغامراته, تراكمت الكراهية بداخله بسبب تلك التي لم توله قدرا كافيا من الثقة لكنه عندما راها لأن قلبه على الفور تقريبا.
منتديات ليلاس
صمم فلتشر على ان يتغلب على تلك التي له على الرغم من صعوبة هذه المهمة .قال محدثاً نفسه:
- كان بوسعها مع ذلك ان تسألني عن سبب وضع عقبي بالجبس.
تثاءب بعد ذلك وبينما داعبت الشمس عينيه فاغمضتهما وبينما تسلل البط الى البركة استغرق في النوم.منتديات ليلاس
عندما عادت نانسي الى بيتها توجهت الى حجرتها واستلقت فوق الفراش. انحدرت دموع الغيظ من عينيها , احست بأن قلبها قد خانها بأن احتفظ بحبها لذلك الرجل بعد كل ذلك الذي قاسته بسبب, خشيت كذلك ان تدفعها رغبتها فيه الى إطالة البقاء في هذه المدينة.منتديات ليلاس
قالت لنفسها :
- ربما يحزم امتعته الآن ويعود من حيث جاء.
وحتى هذه الفكرة لم تبعث في نفسها الاطمئنان, إن من يبعث في غضون جزء من الثانية تلك المشاعر التي كبحتها طوال هذه المدة لا لشيء إلا لكي يختفي عن الانظار ثانية برشاقة الظافر المنتصر شديد الثقة بذاته ملأ قلبها ثورة .
واصلت حديثها لنفسها:
إنه يتصرف وفقا لأهوائه فلابأس من ان اعيش حياتي على الوجه الذي أراه , مادام انه لايعلم انني احبه فأنا من لها الميزة عليه!.
انتابتها ريبة مفاجئة وإذا كان لم يتودد اليها إلا بسبب ضيقه في اوكفيل؟ على الاقل الآن وقد طاف العالم والتقى بالكثيرات من الجميلات لم تصبح حياة فتاة بسيطة مثلها ذات اهمية او جاذبية له, لماذا إذن يفكر في إعادة علاقته بها؟.
لا مجال لشيء كهذا! قررت نانسي بأنها قد عانت بمايكفي حسنا , فعلت بأن فقدت الثقة بذاتها.. فلم ينقصها سوى ان ترتمي بين ذراعيه معترفة له بأنها كانت تنتظر عودته وان احداً غيره ليس له الحق في تملك مشاعرها ! الحكمة هي اساس الامان..أليس كذلك؟ عليها إذن ان تسعى الى حين ان يرحل ثانية فلا بأس من ذلك, فقد احست نانسي بانها على الاستعداد لأن تستمتع بالفترة المتبقية لها في اوكفيل.