كاتب الموضوع :
Rehana
المنتدى :
روايات ألحان
لم يكن صوت نانسي اكثر من همسة , تشبثت بحافة المنضدة كما يتشبث الغريق بطوق النجاة في وسط المياه العيمقة حتى تقي نفسها من الغرق في دوامة الذكريات .
- انني مبالغ قليلا.. فهو يمشي لكن بالاستعانة بعكازين بسبب وضع ساقه في الجبس , كنت بمنزل آل ماك جيل صباح اليوم لتشذيب العشب وفهمت مما سمعت ان عقبه بحالة سئية, الجميع يتحدثون عن هذا الموضوع , يبدو انه قد عاد في ساعة متاخرة من الليل , لم يكن احد في انتظاره.منتديات ليلاس
- هل ..هل رأيته؟
- لا.. سمعت فقط السيدة ماك جيل, وهي تتحدث مع ابنها شان وهما يتناولان فطورهما فوق تلك التعريشة الغريبة, بدت سعيدة بعودة فلتشر , لم ارى وجهها لكن صوتها اوحى لي بذلك, اما شان فتحدث بصوت خافت لم استطع معه سماع تعليقه على الموضوع بوضوح , وإني اتساءل عن سبب بقائه مع والديه وهو في هذه السن ذلك المدعو شان , لابد ان والديه يريان غرابة في ذلك.منتديات ليلاس
- تعتبر بعض العائلات الحياة لعدة اجيال تحت سقف واحد امرا طبيعيا, انه نوع من الالتزام بالتقاليد بين اهل الجنوب.
- ربما.. حسنا ينبغي ان اذهب الى هناك الآن يانانسي وعلى اية حال عاد فلتشر ماك جيل , هذا كل مايمكنني قوله , تحياتي يا شقيقتي الحبيبة .منتديات ليلاس
اجابته نانسي شاردة الذهن:
- الى اللقاء.
عندما توجه كيب الى الخارج احتوتها الاحزان التي كانت قد نجحت في السيطرة عليها , خفضت نانسي نظرتها فتبينت انها تقبض على حافة المنضدة بشدة جعلتها تفقد الاحساس باصابعها .
تركت المنضدة فسقطت يداها فوق فخديها , قالت متمتمة وهي تنظر امامها الى لا شيء.ريحانة
- فلتشر ..عاد...
منتديات ليلاس
دوت كلماتها بالحجرة , تسارعت الصور تهاجم بلا ترتيب منطقي.. جاءت مشومة ملتوية كما لو كانت تهزأ بها , ثم جاءها صوت فلتشر الحاد الرنان يردد على مسمعها مالم تستطع نسيانه على مدى تلك السنوات الست رغم طولها.منتديات ليلاس
- نانسي حبيبتي إنك جميلة جدا.. وانت لي , أتعلمين ذلك؟
- نعم يافلتشر , نعم إنني لك , احبك . ولم اكن سعيدة قط في حياتي الى هذا الحد.
- لنهرب معا يانانسني لنهرب هذه الليلة عندمات ينام الجميع.منتديات ليلاس
- فلتشر .. هذا مستحيل, والدي ووالداك سوف يعانون الكثير من جراء ذلك.
- لا احد يهمني سواك ياحبيبتي.. هيا, العالم يمد لنا يده.
- ينبغي ان افكر في الأمر , انني .. ضمني الى صدرك , مسدني بيدك وبعد ذلك نتحدث عن مشروعتنا, مارس الحب معي هنا عند حافة هذه البركة .. بركتنا.
طرفت نانسي بعينيها حتى يعود المطبخ من حولها الى الظهور , اتسعت عيناها ذعرا: كان اضطرابها من العمق إزاء تدفق هذه الذكريات بحيث كادت ان تعض قبضتها, نهضت من فوق المقعد ودوت كلماتها من جديد في الحجرة الخاوية:
- ماالذي حدا بك الى العودة يا فلتشر؟
***
تنهد فلتشر اسى : لم تزل ساقه تؤلمه , تقلب لينام على ظهره , انتقل التراب الذي لوث بنطلونه الجينز الى غطاء الفراش المصنوع من القطيفة, استطاع في هذه الليلة بصعوبة ان يخلع فردة حذائه الوحيدة وقميصه ثم طرح نفسه فوق الفراش مدفوعا بشدة عنائه.منتديات ليلاس
تبعه شان ووالدتهما الى داخل الحجرة حيث امطراه بسيل من الاستفسارات لكن فلتشر استسلم للنوم بعدما تمتم اليهما واعد بأن يخبرهما بكل شيء في وقت لاحق.
|