كاتب الموضوع :
Rehana
المنتدى :
روايات ألحان
عندما انتهت نانسي من قراءة اللافتة تبينت ان عيني فلتشر كانتا عليها طوال الوقت وظل وجهه غامض التعبيرات .
- ديفيد فورستر .. لقد سمعت عنه في الواقع , ورأيت بعضا من اعماله بإحدى المجلات, وقد خصص له ايضا برنامج تليفزيزني حتى إنني اتذكر له صورة التقطها في كامبوديا لفتاة صغيرة.. اخذ عنها ثمنا كبيرا, قيل ان هذه الطفلة لم تتح لها قط فرصة واحدة لأن تبتسم , لم استطع ان اقاوم البكاء امام هذه الصورة وإنني واثقة من ان جميع مشاهدي التليفزيون قد بكوا ايضا في هذه اللحظة, وكان عنوان هذه الصورة هو....
- العينان الصامتتان.
- نعم, لكن لم اتوصل بعد الى سبب اصطحابك لي الى هذا المكان, ماشأن هذا المعرض بك؟
- تعالي.
وطاف فلتشر بها في ارجاء المعرض مسرعا بحيث احست نانسي كانها ترى فيلما سينمائيا بسبب تتابع الصور مسرعة امام عينيها الضحك ..الخوف.. الأسى في تتابع تعبر عنه الوجوه من جميع الاعمار وجميع الاجناس.منتديات ليلاس
ومالبثت الفتاة ان وجدت نفسها بداخل حجرة مريحة على قدر بساطتها, اغلق فلتشر الباب من خلفه وقال لها بصوت مثقل بالمشاعر.
- ديفيد فورستر.. هو أنا.
قالت نانسي متلعثمة وقد احست بأنها قد شحبت فجأة:
- هل يمكنك ان تقول هذا ثانية؟
منتديات ليلاس
ابتعدت عنه قليلا كما لو كان فلتشر قد غير من وضعه بحيث يتعين عليها هي ايضا ان تتوافق معه.
- إنها الحقيقة يانانسي.منتديات ليلاس
ابتعدت الفتاة منه بقدر اكبر زائغة العينين, اسرعت الى احد المقاعد المجنحة كان لحسن الحظ في وضع مناسب لأن ترتمي فوقه.
- إنني...كيف..؟ لا أعلم ماذا اقول.. لم أعرف قط عن اهتمامك بالتصوير.
- إنه حديث جدا وتحالف الحظ معي, بعد حوالي ستة اشهر من رحيلي ربحت آلة تصوير في لعب الورق , كانت من النوع المعقد جدا. روادتني رغبة فورية في محاولة الاستفادة بها , بدأت بتصوير الورود والزهور والأشجار والصخور, اتجهت بعد ذلك الى تأمل الناس , كنت في الاسكا آنذاك وهناك تبينت انني اتخبط في مجال لااعلم عنه شيئا على الإطلاق , وجهت دراستي بناء على ذلك الى الإسكيمو, اخذت اصغي اليهم واحدثهم واعيش معهم وبذلك توصلت الى فهمهم بقدر اكبر قليلا.
- وقمت بتصويرهم ايضا.
- نعم صورا مكبرة لوجوههم التي تعلمت كيفية النظر اليها بعناية وكنت اتعرف من خلف كل منها على قصة ما, كان عندئذ ان تحول الصبي المتعجرف الذي كنته الى رجل ناضج بانفتاحه على الآخرين وبإنكار ذاته, تعرفت بعد ذلك على صحفي في انكوراج كان يجري حديثا صحفيا هناك لحساب احدى المجلات التي تصدر في نيويورك , اطلعته على عينة من اعمالي اعجب بها أيما اعجاب حيث اختار بعضا منها لتقديمه الى احدى الوكالات التي كان يتعامل معها , اخبرته بأن اسمي ديفيد فورستر.
- ولماذا اخترت هذا الاسم بالذات؟
- لأنني لو كنت قدمت نفسي باسمي الحقيقي ...لاقتنعت دائما بأن اسم ماك جيل هو الذي يبيع لي لوحاتي ولست انا شخصيا , اصبح ديفيد بذلك هو اسمي الاول الآخر, اما فورستر فاختياري إياه راجع اليك.. اسلوب يذكرني بما قد عشناه معا لأنني كنت افتقدك على الدوام , اسم قريب من اسمك محرف قليلا حتى لايعرف بأنه ذو صلة بك.منتديات ليلاس
|