كاتب الموضوع :
Rehana
المنتدى :
روايات ألحان
فبالنسبة اليّ كانت الظروف تفتح امامي طريق المستقبل على هئية وظيفة إدارية مرموقة بمصنع المنسوجات . كان مستقبلي محددا ومخططا له على نحو مسبق , اما أنت فكنت تتاهبين لاستكمال دراستك في اتلانتا.
- واردات الحياة لنا غير ذلك وهذا مالم يحل دون ان اجد التقدير المناسب في وظيفتي كمحاسبة , ليس بهذا النوع من العمل اي قدر من الغرابة لكنه يكفل لي على اقل تقدير عدم المعاناة من القلق على المستقبل, وقد كسبت منه مامكنني من الدراسة في مجال الإعلام الذي عاد عليّ بدخل وفير , اي ان عملي او بمعنى أدق اعمالي تكفل لي قدرا كبيرا من الرضا.منتديات ليلاس
- انت سعيدة الحظ بذلك . اما أنا فكنت امقت عالم المنسوجات المقيد.
- أعلم ذلك.
- كانت مشكلتي انه لم يكن لي تأهيل محدد وقت ان غادرت البلد, الرياضة .. اسقطتها من الحسبان , اما عن الباقي .. هل تعلمين انك كنت محقة في ألاتأتي معي؟ اجتزت مرحلة كدت فيها ان اموت جوعا.منتديات ليلاس
- كيف ولك حساب مصرفي..؟
- نعم , لكنني كنت مصمما على ألا لمسه, مسألة كرامة وشرف. كنت آمل الانفصال تماما عن الاسرة وعن اسلوب حياة ماك جيل وهذا يتعارض مع استخدام اموالهم, لذلك عملت على احدى السفن الناقلة للبترول وهذا ماأتاح لي فرصة ان أعيش صعوبة حياة المتعهدين يا لها من حياة اشبه بالعبودية, بعد ذلك وبعد انقضاء ستة اشهر لم اتردد في تغيير عملي . كنت كثير التنقل في هذه المرحلة ايضا, ولأول مرة في حياتي اتيحت لي فرصة الاحتكاك بالحياة الواقعية, وطوال هذه الفترة لم اتوقف عن التفكير فيك يانانسي.منتديات ليلاس
وصل النادل في تلك اللحظة وتساءل:
- اللحم بالمخ لمن ؟
واجابه فلتشر:
- إنه لي.
منتديات ليلاس
ووضع الرجل قطعة اللحم المفروم المشوية فوق مهد من الخضرة امام الفتاة. ولما ابتعد استطرد فلتشر في حديثه دون ان تمتد يده الى أي من أدوات المائدة.
- وانبعث الضوء بداخلي منذ ذلك الحين لم يكن فلتشر الذي غادر أوكفيل سوى طفل لذا كان ينبغي عليّ ان اصبح رجلا.. حقيقة انني افتقدتك في بعدي لكن لو كنت قد عدت لماكان لدي شيء اقدمه لك.منتديات ليلاس
فقاطعته الفتاة بقولها:
- هذا ليس صحيحا يافلتشر, لقد قدمت لي الكثير خلال ذلك الصيف الذي قضيناه معا!
- لم يكن هذا ليكفي ..ثم إني لا اتحدث عن الماديات بتركي اياك هنا , كنت اجازف بفقدك الى الابد, كنت وحيدا بكل ماتحمل هذه الكلمة من معان وبذلك لم يبق لي شيء في الوجود سوى ان اصبح رجلا له ثقله, ويعلم الله كم انني اعتبر مجد آل ماك جيل زائفا ! كان كل املي الا ادين بنجاحي الى احد غيري, وهذا ماتمنيته دائما من الحياة.
توقف لحظة حتى يقف على مدى الصدى الذي تحدته اعترافاته في نفس صديقته.
- استمر ..إنني مصغية.
- ماكنت اتمناه طوال حياتي هو ان يقبلني الناس من اجل شخصيتي وليس مراعاة للثراء الذي احاط بمولدي في اسرة عريقة ثرية, نجحت في المدرسة لأنني كنت مجدا ولأن إنجازاتي في فريق البيسبول جعلتني محبوبا من الجميع .حققت ذلك وانا معك واعتقد على الاقل انني انا بنفسي الذي حققت هذا الانجاز اما بقية الوقت فكنت ماك جيل اولا ثم فلتشر بالتبعية, ياللهول! ولم اعلم قط ما إذا كان الناس قد قدموا اللقاء آل ماك جيل لأنهم كانوا يجدون سعادة في ذلك ام لمجرد ان كلمة ماك جيل مرادف للقوة والنفوذ, لم ارغب قبل اي اعتبار آخر ان اكون ضمن هذه الفئة الثانية.
|