المنتدى :
الارشيف
احمد زكي رحلة ابداع
بعد صراح طويل مع مرض السرطان رحل النجم الكبير احمد زكي الذي قدم للشاشة العربية 56 فيلما اخرها فيلم لم ينته العمل فيه بعد عن حياة العندليب الاسمر عبد الحليم حافظ شبيهه في رحلة الصعود الى النجومية وفي اليتم وفي المرض في اواخر ايامهما.
ولد "النمر الاسمر" احمد زكي متولي عبد الرحمن عام 1947 في مدينة الزقازيق بمحافظة الشرقية, بعد وفاة والده وزواج والدته من اخر عاش مع جدته وبدأ حياته الفنية في المدرسة الثانوية في الزقازيق حيث نال اول جائزة تمثيل عن دوره في احدى المسرحيات المدرسية.
حصل على شهادته الجامعية من المعهد العالي للفنون المسرحية في القاهرة عام1973 بتقدير امتياز وبدا حياته الفنية بالمشاركة في عدة مسرحيات ناجحة مثل "الناروالزيتون" و"اولادنا في لندن" و"هالو شلبي" الا ان دوريه في مسرحيتي "مدرسةالمشاغبين" و"العيال كبرت" هما اللذان حققا له شهرة كبيرة في العالم العربي ومهدا لدخوله بقوة عالم الشاشة الفضية.
واعتبر نقاد سينمائيون النجم السينمائي أحمد زكي احد أبرز الفنانين الذين خرجوا من "أحراش المجتمع" ليمنحوا فن التمثيل أهمية ترجع إلى طبيعة الشخصيات التي اختار تمثيلها فضلا عن إبداعه الشخصي في طريقة الأداء.
وقال الناقد السينمائي كمال رمزي إن أداء زكي يعد إضافة لفن التمثيل مشيرا إلى أن تفوقه على معظم الممثلين المصريين يرجع إلى قدرته على الإبداع الشخصي والجدية في الإلمام بتفاصيل الشخصية قبل أن يؤديها "بطريقة رفيعة المستوى تنتمي إليه وحده فعندما قدم شخصية الدكتور طه حسين شعرنا أن جسد زكي كأنه تحول إلى آذان وكانت ملامح وجهه تجسيدا للعزيمة والعناد معا."
وأضاف أن زكي قدم في أفلامه بانوراما لشخصيات تعطي تفاصيل واضحة لخارطة المجتمع المصري خلال ربع القرن الأخير "من الأحراش إلى القمة كانت أدواره معرضا شديد الثراء والصدق بفضل عينيه اللتين تجيدان تجسيد وتلخيص اللحظة المركبة كما في المشهد الأخير من فيلم (ناصر 56) وهو خطبة ناصر في الأزهر. نظرة عيني زكي وهما تكادان تدمعان تعبران عن الخوف والتصميم والشعور بغموض المستقبل وقوة الإرادة أيضا."
وتشيع ظهر غد الاثنين جنازة زكي الذي رحل عن 55 عاما بعد معاناة مع السرطان استمرت أكثر من عام.
ورغم مرضه بدأ زكي في منتصف يناير كانون الثاني تصوير فيلم (حليم.. صوت الشعب) الذي جسد فيه دور المغني المصري عبد الحليم حافظ الذي رحل عام 1977, وتعرض زكي أثناء تصوير الفيلم لبعض الجلطات ولكنه كان يعود بعد العلاج لاستكمال التصوير وأنهى حوالي 90 في المئة من مشاهده باستثناء مشهد وفاة البطل.
وقال المخرج المصري عادل أديب الذي أخرج لزكي قبل سنوات فيلم (هستيريا) لرويترز إن زكي صور معظم مشاهد دوره في فيلم (حليم) وأهمها مشهدا البداية والنهاية وهما أغنيتا (رسالة من تحت الماء) و(قارئة الفنجان).
وأضاف أديب المشرف على إنتاج فيلم (حليم) الذي كتبه محفوظ عبد الرحمن ويخرجه شريف عرفة إن المتبقي من الفيلم مشاهد قليلة جدا عبارة عن خلفيات لأغاني عبد الحليم في شوارع بيروت وباريس والمغرب.
وقال محمود سعد رئيس تحرير مجلة الكواكب المصرية إن زكي "كان ممثلا فريدا وموهبة فريدة للغاية لا تتكرر إلا مرة واحدة كل مئة أو 200 أو حتى 300 عام."
وقالت الناقدة المصرية ماجدة موريس إن أداء زكي التمثيلي يمكن أن يوضع في كفة ميزان ويصبح أكثر عمقا وثقلا من أعمال فناني جيله لأنه "الوحيد الذي تماهى مع الشخصيات التي أداها بصدق يصل إلى درجة الجنون, ومن الطبيعي أن يصل هذا الصدق إلى النقاد والجمهور."
وأضافت أن زكي تلخيص لنموذج وقيمة غير موجودة الآن في الوسط الفني في مصر إذ كان يعمل بلا حسابات كتحقيق شهرة أو مكانة لدى سلطة ما أو اكتساب ثروة "ولكنه كان مخلصا لفنه بصورة دفعت الناس إلى تصديقه بدون أي تنظير, أما النقاد فوجدوا في أعماله مستوى رفيعا."
وأشارت إلى أن مواطنين مصريين عاديين حاولوا بوعي فطري في التعبير عن حبهم له الإمساك ببقية النماذج الحقيقية في الحياة حتى أن بعض هؤلاء "كتبوا في سجل الزيارة في المستشفى الذي كان يعالج به أنهم مستعدون للتبرع له بأي شيء من المال إلى الأعضاء كي يواصل حياته."
وفي الاحتفال بمئوية السينما العالمية عام 1996 اختار سينمائيون ستة أفلام قام ببطولتها أو شارك فيها زكي ضمن قائمة أفضل مئة فيلم في تاريخ السينما المصرية زوجة رجل مهم" و"الراقصة والطبال" والتخشيبة" و"شادر السمك"و"اربعة في مهمة رسمية" و"البيضة والحجر" و"امراة واحدة لاتكفي" و"ضد الحكومة" و"البيه البواب" و"اضحك الصورة تطلع حلوة" و"ارض الخوف" الفيلم الاهم في حياته الفنية.
وقال الناقد طارق الشناوي إن زكي "ممثل شاعري يتجاوز حدود أي نص أو سيناريو." إلا أن الشناوي قال إن تجسيد زكي لشخصيتي كل من الرئيسين الراحلين أنور السادات في فيلم (أيام السادات) وجمال عبد الناصر في فيلم (ناصر 56) لم يمكنا زكي من إظهار كل طاقته مضيفا "أعتقد أن زكي يظهر أفضل امكاناته عندما تتاح له حرية تحديد سمات الشخصية, "وفي الفيلمين كان مقيدا بشخصية الرئيسين الراحلين إلا أنه جسدهما بشكل رائع."
ومن اهم الافلام التي قدمها زكي للشاشة العربية في بداياته "ابناءالصمت" و"بدور" عام 1974. وفي عام 1977 وقدم فلميين "صانع النجوم" ثم مع سعاد حسني في فيلم "شفيقة ومتولي" الذي يروي حكاية اغتصاب الانسان في مصر خلال فترة حفر قناة السويس.
واثار احمد زكي بأدائه لشخصيتي الرئيسين المصريين الراحلين جمال عبد الناصر في فيلم "ناصر 65" وانور السادات في فيلم "ايام السادات" الكثير من الحوارات بين المؤيدين لعبد الناصر وبينالمعارضين للرئيس السادات, لكنه استطاع ان ينقل لابناء الجيل الجديد جدلا سياسيا لم ينته في المجتمع المصري حتى الان.
وكانت بدايته مع الجوائز والتقديرات التي تجاوزت الثمانين جائزة محلية وعربية عن ادوره في السينما في عام 1979 عندما حصل على أربعة جوائز هي جائزة وزارة الثقافة عن دوره في "العمرلحظة" وشهادة تقدير في نفس العام من مهرجان القاهرة السينمائي الدولي عن فيلم "شفيقة ومتولي" الذي نال عنه ايضا جائزة مهرجان جمعية الفيلم وهي الجهة التي منحته جائزة ثانية في نفس العام عن دوره في فيلم "وراء الشمس".
ومنحه مهرجان دمشق جائزة افضل ممثل عن دوره في فيلم"زوجة رجل مهم" عام 1986 وهي نفس الجائزة التي نالها عن دوره في نفس الفيلم من مهرجان جمعية الفيلم المصرية, وفي العام التالي حصل ايضا على نفس الجائزة على دوره في فيلم "البريء"عام 1988 وحصل ايضا على نفس الجائزة من مهرجان الاسكندرية السينمائي الدولي عن دوره في فيلم "امرأة واحدة لاتكفي".
وكان من اواخر الجوائز التي حصل عليها جائزة المهرجان القومي للسينما المصرية عن دوره في فيلم "ارض الخوف" لداود عبد السيدعام 2000 وجائزة مهرجان القاهرة السينمائي الدولي عن دوره في فيلم "معالي الوزير" لوحيد حامد عام 2003.
قدم الراحل ايضا ادوارا متميزة في مجموعة من المسلسلات خصوصا حلقات "هو وهي"التي شاركته بطولتها سندريلا الشاشة العربية الفنانة الراحلة سعاد حسني والمسلسل المميز "الايام" عن حياة عميد الادب العربي الراحل طه حسين الذي ابداع من خلاله في اداء دور الضرير.
ومن المسلسلات الاخرى التي قدمها "الغضب" و"لا شيء يهم" و"بستان الشوك" اضافةالى مسلسل اذاعي واحد هو "دموع صاحبة الجلالة" الذي رفض ان يشارك فيه لدى نقله الى الشاشة الصغيرة.
ومن بين الافلام ال56 التي قدمها زكي للشاشة العربية في بداياته "ابناء الصمت"و"بدور" عام 1974 قبل انقطاعه عن الشاشة لثلاثة سنوات ليعود اليها عام 1977 مع فيلمي "صانع النجوم" و"شفيقة ومتولي" مع الراحلة سعاد حسني التي التقي معها مجدداعلى الشاشة الفضية في فيلم "الدرجة الثالثة" عام 1988 وفي اخر افلامها "الراعيوالنساء" عام 1991.
الا ان انطلاقته الكبرى كانت مع "العمر لحظة" و"وراء الشمس" و"اسكندرية ليه"،في اول واخر لقاء له مع المخرج المصري الكبير يوسف شاهين، و"النمر الاسمر"و"امراة واحدة لا تكفي" و"كابوريا" و"استاكوزا".
ومن الافلام التي يعتبرها النقاد علامة في تاريخ احمد زكي الفني "ارض الخوف""وضد الحكومة" و"زوجة رجل مهم" و"الباطنية" و"البيه البواب" و"سعد اليتيم"و"العمر لحظة" و"الامبرطور" و"الباشا" و"الرجل الثالث".
تزوج احمد زكي من الفنانة الراحلة هالة فؤاد التي انجب منها ابنه الوحيد هيثم قبل ان ينفصلا بالطلاق.
«®°·.¸.•°°·.¸¸.•°°·.¸.•°®»
|