لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > قصص من وحي قلم الاعضاء > القصص القصيرة من وحي قلم الأعضاء , قصص من وحي قلم الأعضاء
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

القصص القصيرة من وحي قلم الأعضاء , قصص من وحي قلم الأعضاء القصص القصيرة من وحي قلم الأعضاء , قصص من وحي قلم الأعضاء


شيماء .. قلب انثى

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته شيماء ... قلب انثى بسم الله الرحمن الرحيم بسم الله الرحمن الرحيم هذه القصة

إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 21-03-12, 12:03 AM   المشاركة رقم: 1
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Jul 2011
العضوية: 226226
المشاركات: 39
الجنس ذكر
معدل التقييم: محمود غسان عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 25

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
محمود غسان غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

المنتدى : القصص القصيرة من وحي قلم الأعضاء , قصص من وحي قلم الأعضاء
افتراضي شيماء .. قلب انثى

 

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته





شيماء ... قلب انثى
تحميل بصيغة pdf

بسم الله الرحمن الرحيم


بسم الله الرحمن الرحيم
هذه القصة من وحي الخيال و لا ترتبط بالواقع بأي شكل , أهدي هذه القصة إلي حبيبة قلبي ,

هذه الصور للممثلة و عارضة الأزياء الأوكرانية أولجا كوريلنكو و التي حصلت على الجنسية الفرنسية عام 2001 , و اشتهرت بأداء دور الفتاه في فيلم كم من العزاء ، أحد أفلام سلسلة جيمس بوند . . .

محمود غسان
28/3/2011


" شـيماء , . . . . قـلـب أنثى "


استيقظت شيماء من سريرها بتثاقل مرتدية بذلة رياضية وردية اللون , فنظرت إلى الساعة التي بجوارها فرأتها تشير إلى الثامنة صباحا , فصرخت و قالت : " واو .... لقد تأخرت لا لا لا ..... "

نهضت إلى الحمّام و غسلت وجهها و أسنانها و أخذت تتأمل شعرها الأسود القصير بيديها التي اعتادت إلى ان تجعله ممشطا دائما , ثم أخذت ترتدي ملابسها كي تستعد للذهاب إلى كلية التجارة بعد إجازة عيد الأضحى المبارك , ارتدت جيبة سوداء و "بادي" اصفر و مرتدية حول كتفيها وشاح بني , أخذت حقيبتها الأنثوية و تأكدت بأن هاتفها بحوزتها , فانطلقت نحو كليتها بواسطة سيارة أجرة ......

دخلت مدرجها متأخرة قليلا , فالتفت إليها المعيد يحدثها بنبرة حادة : " ما الذي أتى بك متأخرة ؟ "
ردت بهدوء : " أنا آسفة و لكن كانت زحمة الطرقات "
- " اضبطي مواعيدك الاختبارات النهائية بعد يومين , تفضلي الآن إلى مقعدك لا يوجد لدينا وقت ... هيا "
أحرجها ذلك المعيد وسط جميع أصدقائها و وسط كريم حبيبها الوحيد الذي اختارته من وسط الكثير و اختارها
من وسط جميع الطالبات اللاتي يفقن جمالا عنها , و الذي سوف يتقدم لخطبتها بعد انتهاء هذه السنة الدراسية

مرت وسط المقاعد واحد يلو الأخر و أعين جميع الطالبات تحدق بها و كأنها وقعت في شبكة الصيد , حتى وصلت إلى مقعدها و التي تجلس بجوارها هناء رفيقة الكفاح . . . .
جلـَست بجوارها فنظرت إليها و قالت بصوت خافت : " ما الذي أخرك هكذا ؟ "
قالت لها أيضا بصوت خافت : " زحمة المرور "
فنظر إليها كريم من على بعد و أبتسم إليها , فبادلته الابتسامة , فأخرجت من حقيبتها كتاب و كشكول و قلما و أخذت تتابع المعيد حتى انتهت المحاضرة ...


جلـَست شيماء في حديقة الجامعة و بجوارها هناء و أخذتا تتبادلان الحديث في عدة أمور .

هناء : " ماذا فعلتي أمس ؟ "
وضعت شيماء حقيبتها تحت أقدامها و قالت : " لا شي , فانا لم أطق الحفلة بأكملها لذلك غادرت منذ أول ساعة , لم يعجبني الأمر و ذلك منير كان هناك و أنتي تعلمي بأني لا أطيقه "

ضحكت هناء : " أتمنى أن اعرف سبب كراهيتك له بالرغم و انه لم يتحدث معك ولا مرة و لم يحتك معك أبدا , و غير ذلك بأن لديه شخصية قوية وسط الطلبة "

- " نعم ذلك صحيح انه شاب وسيم و متفوق في دراسته و مؤدب , و لكن أحس بأنه مغرور و العقل الشرير لـكريم لذلك أود اليوم اقتصاصه من جذوره "

ضحكت مرة أخرى فرأت هناء بأن كريم قادم من على بعد متحمس و يتحرك بهدوء نحوها ,
فقالت لها : " شيماء ...... , كريم قادم "

فالتفت إليه بشغف مع ابتسامة سريعة و هي تحرك شعرها بيدها
ثم أعادت انتباهها إليها و قالت : " هناء لا تتركيني "

فأقترب كريم منها أكثر و وقف أمامها قائلا : " شيماء حبيبتي "
فرفعت رأسها إليه بخجل : " كريم كيف حالك "
و عندما أحست هناء بأنها ضيف غير مرغوب فيه انتصبت و لملمت كتبها و قالت :
" شيماء سوف انتظرك في الكافتيريا إلى أن تنتهي " , قالتها و غادرت بينما كانت تحاول شيماء ان توقفها بقولها : " هناء انتظري هناء ... " , و لكن لم تعرها اهتماما و مضت سيرها ..
و هنا جلس كريم الشاب الوسيم بجوارها بكل وقار و أمسك يديها و قال : " انا أحبك "
أصابها الخجل مما جعلها تتوتر و تبعد يديها بهدوء , مما أصاب كريم الإحراج و لذلك تَنَهَّدْت و حدثته عن عمله في ما بعد الجامعة فرد قائلا : " لا أعلم يا شيماء العمل أنها مشكلة عويصة في هذه البلاد , و لا أريد ان ارتبط بكي إلا ان أجد عملا "
- " أي انك لن تتقدم لأبي إلا عندما تجد عملا أولا أليس كذلك ؟ "
- " لا لا لا , سوف اخبره بأني أريدك لي و سوف اخبره بأني لن أطلبك منه رسمي إلا عندما أجد عملا , لن ينقصني سوا أثاث بيتي , و سوف ننتقيه سويا في ما بعد الخطوبة , ما رأيك ؟ "

و هنا رن هاتفها المحمول فأخرجته من حقيبتها و قالت له " انه أبي "
فردت عليه و قالت : " مرحبا أبي "

- " مرحبا يا ابنتي أين أنتي "
- " انا في الكلية , ما الأمر هل حدث شيئا ما ؟؟ "
- " لا , و لكن لا تتأخري , حسنا "
- " حسنا أبي , مع السلامة " و أغلقت هاتفها وقالت له : " انا آسفة يا كريم و لكن عليّ الذهاب "

- " حسنا " فقامت و أخذت حقيبتها و ودعته بيديها و غادرت الحديقة و ذهبت إلي الكافتيريا حيث هناء تنتظرها , فجلـَست بجوارها على الطاولة فقالت لها هناء : " هل تريدي ان تشربي شيئا ؟ "
بسرعة : " لا لا , انا أريد الذهاب هل سوف تأتي معي ام لا ؟ "
- " ما الأمر "
- " لا شيء و لكني تأخرت "
- " حسنا " و قامت هناء بدفع الحساب الى النادل و غادرتا الكلية معا .....

*****

دخلت شيماء بيتها فوجدت أبيها جالس على الأريكة و يشاهد التلفاز فناداها كي تجلس بجواره ...
فجلـَست بجواره بينما هو مازال يشاهد التلفاز بشغف , فجاءت أمها مستغربة لوجودها فقالت :
" شيماء متى أتيت ؟ "
- " الآن "
- " ممتاز جدا الغداء سوف يكون جاهزا بعد دقيقة " قالتها الأم و تركت الصالة و ذهبت الى مطبخها .
و عندما همّـت شيماء للقيام استوقفها أبيها قائلا : " تعالي شاهدي تلك الأخبار , زلزال مدمر في جنوب الصين "
فجلـَست شيماء مجبرة و قالت : " الله يتولاهم برحمته "
فقال لها دون ان ينظر إليها : " ما أخبار الجامعة ؟ "
- " جيدة "
- " هل يوجد مشاكل ام كل شي يسير كما يرام "
- " نعم كل شي يسير كما يرام "
هز رأسه و تابع مشاهدة التلفاز ثانيا . .

و هنا مضت نحو غرفتها و أخرجت من حقيبتها ما بها و مددت على سريرها و أخذت تنظر الى هاتفها و كأنها تنتظر شي ما حتى سمعت أمها تقول : " هيا يا شيماء الغداء جاهزا "
و بسرعة قامت بتغير ملابسها و ذهبت الى صالة المنزل لتناول الغداء مع أبيها و أمها و نورا أختها الصغيرة التي تصغرها بـثمان أعوام كاملة , و لديها أيضا أخوها سمير و لكنه في المدرسة في المرحلة الثانوية ...
و عندما انتهت من غدائها انتقلت إلى غرفتها و شرعت في مذاكرة محاضراتها . . .

مرت تلك الأيام على خير و سلام , و تخرجت شيماء و قررت العمل في إحدى البنوك الخاصة مع أبيها بعد حصول على قسطا وافر من الراحة , و كان قد مر على تخرجهم أسبوعا واحدا ...
بينما شيماء جالسة تلعب مع أختها الصغيرة لعبة الأطفال و الكبار و هي "الأستغماية" و والدها جالس يقرأ الصحف فكان هو يوم الجمعة حيث يوم الأجازة و الراحة و أمها تشاهد التلفاز بصوت خافت , أما سمير أخاها لم يكن في البيت فكان مع أصدقاءه في نزهة . . .
فرن جرس هاتفها فاستأذنت من نورا و قالت لها : " سوف أعود فورا "
فدخلت غرفتها و ردت على هاتفها و هي تتحدث بحرص : " مرحبا , كريم "
- " كيف حالك يا شيماء "
- " الحمد لله , أين أنت مضى أسبوع منذ آخر مرة رأيتك بها ؟ "
سكت قليلا ثم قال : " أريد ان أراكي لأمر هام من فضلك ؟ "
- " متى ؟؟ "
و علا صوته : " اليوم يا شيماء "
- " لا لا أستطيع اليوم "
فقال و هو يترجاها : " من فضلك .. سوف انتظرك في حديقتنا عند الرابعة بعد العصر "
ردت بتردد : " حســـنا "

*****

وصلت شيماء قبل موعدهم بدقائق مرتدية تنورة "جينز" و قميص حريمي يظهر أنوثتها , أخذت تراقب الأطفال التي تلعب بمرح مع بعضها البعض في الحديقة , فلاحظت فجأة ان شخص ما جلس بجوارها فالتفتت فرأت كريم بمنظر مختلف قليلا عما تعرفه . .

كريم مبتسما : " شيماء كيف أحوالك ؟ "
ردت بهدوء : " الحمد لله , أسبوع و أنت مختفي عن الأنظار , أين كنت "
تنهد و قال بتوتر : " كنت ابحث عن عمل .. "
- " عمل , لقد أخبرتك بأن تأتي و تعمل عند أبي في البنك "
صرخ و قال : " لا لن اعمل عند أباك لا أحب ان أكون مدانا لأحد "
- " و ماذا تنوي ؟ ؟ ؟ هل تريد العمل بمفردك ؟؟ "
- " بلى سوف اعمل بمفردي و لكني مازلت ابحث عن طريقة ؟ "
- " و متى سوف تتقدم لخطبتي بهذه الطريقة ؟؟ "
- " لا أعلم و لكن دعيني أولا ان استقر في عمل ما , لا أريد إحراج منه إذا علم بأني "عاطل" و غير ذلك أريد توفير بعض المال كي اشتري لك ذهب " قالها و ابتسم . . .
- " هل معك مالا كي تبداء مشروعك ؟ ؟ "
- " لا تقلقي يا شيماء فأنا – و امسك يديها – أحبك جدا جدا "

أصابها الخجل و اعتذرت له و غادرت فورا نحو البيت بواسطة سيارة أجرة , في أثناء ذهابها رن هاتفها فظهرت الابتسامة على شفتيها و ردت بسرعة : " هناء حبيبتي كيف أحوالك ؟؟ "
- " أنا بخير و لكن من يكترث "
- " اعذريني يا هناء و لكن أجهز أوراق للعمل مع أبي في البنك "
و هنا نظر السائق إليها عبر المرآة و لكنها لم تعره اهتماما
- " تهانينا "
- " أشكرك و أنتي كيف أحوالك ؟ "
- " بخير و لكن أبي رفض ان اعمل و اكتفى بذلك و قال لي انتظري حتى يأتي نصيبك " قالتها باستهزاء
- " و أنتي ما رأيك بذلك "
- " اعلم أبي بماذا يفكر , يريد ان يزوجني لأبن عمي الشاب "الدلول" الذي لا يعرف في حياته سوا الترف "
ضحكت شيماء بصوت عالي مما اثر سمع السائق و لكن عندما انتبهت نظرت إليه بعين خفية و أصدرت همهمة
فقالت : " حسنا يا هناء متى سوف أستطيع ان أراكي ؟؟ "
- " لا اعلم و لكن سوف اتصل بكي حالما أرى الوقت مناسب "
- " و هو كذلك "
- " حسنا مع السلامة "
- " مع السلامة "

******


مر أسبوع آخر دون ان يحدث اتصال بين شيماء و كريم , مما كثرت لقاءات شيماء و هناء كثيرا فكانت تشكو لها ما يحدث لها دائما و انه لم يعد يطمئن عليها كل يوم مرة او مرتين كما كان يفعل أيام الجامعة ,
كان رد هناء : " بتأكيد و انه يبحث عن عملا او ما شابه "

- " حسنا يخبرني , فانا أول من أتمنى له النجاح و سوف أكون سعيدة بذلك "
- " هل قمتي بالاتصال به ؟ "
هزت رأسها كناية عن الرفض و قالت : " أنا لدي كرامة و لن اذلل نفسي له , إذا كان لديه جديد فليتصل بي "

و هنا دخلت والدتها و هي تحمل صينية العصير فسرعان ما قامت هناء بأخذ الصينية منها و شكرتها على العصير , أخذت أولا هناء كأسها و أفرغته على مرة واحدة ,
فأخذت شيماء هاتفها و اتصلت بـكريم و العرق يتصبب منها و كأنها تنتظر ان يطلق احدهم الرصاص عليها . . حتى سمعت : " مرحبا "
بلعت ريقها و قالت : " كريم .. كيف حالك ؟ "
- " الحمد لله , من الجيد انك اتصلتي , فقط لأني أريد ان أخبرك بأني وجدت عملا سهلا جدا بمقابل سخي "
عندما سمعت تلك الكلمات أشرقت أساريرها و قالت : " عملا ,, أين ؟ "
- " سوف أخبرك عندما أراكي هل تستطيعي اليوم ؟ "
ثم نظرت الى هناء و كأنها تقول ماذا أقول له ,
ثم قالت : " حسنا سوف أأتي مع هناء في ذات الحديقة بعد ساعة "
- " حسنا حبيبتي الى لقاء "

نظرت هناء إليها و قالت بتعجب : " و ما دخل هناء في الأمر بمرمته "
- " أنتي صديقتي و يجب ان تقفي بجواري , يقول بأنه وجد عملا مناسب و سهل و مقابله سخي جدا "

ابتسمت هناء : " افرحي ها قد وجد عملا "
- " حسنا هيا بنا "

*****


خرجت شيماء من غرفتها فوجدت أبيها يقول لها : " شيماء لدي مفاجأة من أجلك ؟؟ "
فجلـَست بجواره متشوقة و قالت : " ما هي ؟ ما هي ؟؟ "
- " هل تستطيعي التخمين ؟؟ "
- " لقد تم صرف لي علاوة لي في البنك ؟؟ "
- " لا "
ظلت تفكر : " أوه تم ترقيتي "
ضحك و قال : " لم تتمي أسبوعان في البنك كيف تتم ترقيتك , على كل حال الأمر ليس له علاقة بالعمل "
أصاب شيماء الاستغراب قالت : " ما هو اذا ؟؟؟ "
تنهد أبوها و قال : " هل تتذكري محمد الذي يعمل في شباك الإيداع الذي رأيتيه في مكتبي أمس "
ظلت تفكر و كأنها لا تدري ماذا يقال لها : " محمد , و شباك الإيداع "
ثم أضافت : " نعم أتذكره .... "

ابتسم و قال : " لقد طلب يدك مني اليوم "

يدور هذا الحديث حيث هناء تقف على بعد منهما
فنظرت شيماء إليها بشدة و استغراب ثم نظرت الى أبيها :
" متى ذلك انه لم يراني سوا مرة او مرتين ثم ثم ... "

رد بسرعة : " ثم ماذا ... , انه شاب مقتدر و أبيه من اعز أصدقائي و اعرفهم معرفة جيدة و أخلاقه عالية جدا , و غير ذلك .... "
قاطعته قائلة : " لا أريد ان اعرف .. "
رد أبيها باستغراب : " لماذا "

صمتت لفترة ثم قالت : " لا أفكر بالزواج الآن "
- " حسنا ليست مشكلة غدا سوف أستضيفه في مكتبي و تتكلمان سويا و سوف نؤجل الخطبة بعد سنة ما رأيك ؟؟ "

- " رأيي في ماذا ؟ "
- " بـمحمد ؟ "
- " لا يا أبي أشكرك لا أريد الزواج الآن ولا أفكر فيه مطلقا "


و تركته و دخلت غرفتها و أغلقت الباب و ظلت تبكي , حتى حاولت هناء الدخول فاضطرت للسماح لها كي لا يشعر أحد من البيت بأنها تبكي او معترضة على الأمر بسبب كريم ,
فدخلت و جلـَست بجوارها و حاولت أن تهدئها و لكنها تبكي بشدة وضامه رجلها لصدرها ومسنده رأسها على ركبتها . . .
فقالت هناء : " هيا كريم ينتظرك ... "
بسرعة نهضت و قالت : " لا أريد ان أراه و ها هو هاتفي " و مسكت هاتفها و أخرجت بطارية الطاقة منه
فقالت هناء : " ما الأمر يا شيماء , من حقك رفض او قبول هذا الشاب الذي يتكلم أباكي عنه "

فقالت شيماء بهدوء : " لا لا يا هناء , عندما يأخذ أبي قرار يجب الانصياع إليه كما حدث في امر الكلية , كنت على وشك دخول الإعلام و لكنه رفض و اصّـر على دخولي التجارة كي أتوظف في البنك الذي يعمل به , و نفس الأمر في زواج من ذلك الشاب بتأكيد هناك مصلحة مشتركة و سوف يجبرني على الزواج منه , أنا اعلم "

فقالت هناء : " و كريم ما ذنب له , ان مشكلته فقط هي مشكلة وقت ليس إلا , تعالي انه ينتظرك "
و الدموع في عينيها قالت بهدوء : " حسنا حسنا .. "

*****

- " شيماء يجب ان تعلمي جيدا بأني مستعد كي أوهب حياتي بأكملها لك "

تجلس هنا شيماء مع كريم بينما هناء بعيدة عنهم تتأمل المناظر الطبيعية . . .
فقالت له : " و ما هذا العمل ؟؟ "
- " منير وجد لي عملا مميز جدا .. "
- " ذلك منير ثانيا ؟ ؟ "
- " ما الأمر ؟ "
- " لا شيء , فانا لا أطيقه و قلت لك ان لديه عقل الشيطان "
- " لأنه وجد لي عملا كي اجلب منه رزق حلال يصبح شيطانا ؟؟ "
و كي تنهي الموضوع : " و ما هذا العمل ؟ "
رد بسلاسة و يسر و هدوء : " لقد عملت مساعدا عند سيدة غنية جدا ... "

نهضت شيماء من مقعدها و قالت مستغربة : " خادما ؟؟ "
- " و ما المشكلة ما دام يجلب لي الرزق الحلال ؟؟ ثانيا لست خادما بل مساعدا "

- " و ما المشكلة ؟؟ , اذا منير الذي جلب لك هذا العمل اذا ؟؟ , و أنا أقول لنفسي تمضى الأيام و لا ترفع السماعة و تخبرني , - ثم صرخت و قالت - لقد رفضت العمل عند والدي في البنك بحجة أنك لا تريد ان تكون مدين لأحد بالرغم انه سيعطيك مركزا اجتماعيا لم تكون تحُلم به و الآن تقول انك عملت خادما عند امرأة "

- " هل انتهيت ؟؟؟ "
- " لا "
- " أكملي ... "
- " اليوم زميل أبي في العمل طلب يدي منه و أبي مصّر على إتمام هذه الزيجة "

ضحك كريم و قال : " لوعة الغيرة تجعلك تخترعي القصص , يا للنساء ! "
جلـَست و قالت بهدوء : " لا , لا اكذب و اسأل هناء إذا كنت لا تصدقني "
ظل يفكر قليلا ثم قال : " حسنا تستطيعي رفضه اذا كنتي تحبيني "

- " و أنت ماذا تفعل ؟؟ , لم تقدم على شيئا , قلت لك اذهب إليه و اطلبني منه على الأقل لم توافق "
- " و ماذا أقول له اعمل "
- " إذا أنت تعلم بأن عملك عارا ؟؟ "
- " عارا ؟؟؟ " قلها و الصدمة على وجهه
فتركها و غادر الحديقة و ترك تلك المسكينة وحيدة على مقعدها , فتقدمت هناء إليها و قالت لها :
" ما الأمر "
- " لا اعلم ....... لا أعلم " و رأسها إلى الأسفل

- " هل أعلمتيه بموضوع خطبتك على صديق أباكي "
التفت إليها و قالت : " نعم "
ثم صرخت هناء : " لماذا ؟؟ لا يجدر بكي ان تخبريه الآن "
- " انه يعمل خادما عند سيدة و محرج بأن يقول ذلك لأبي "
- " خادما ؟؟؟ "
- " نعم خادما عند امرأة .... "


بعد هذا اللقاء بأيام اتصل بها و اعتذر لها عن تصرفه السيئ عندما كانا في الحديقة و اخبرها بأنها مسألة وقت ليس إلا و انه سوف يترك العمل عندها بلا شك و لكن عند توفير مالا يستطيع خطبتها به , و أخبرها بأن المقابل مغري جدا مقابل عدد ساعات قليلة من العمل , و قريبا سوف يخبرها بخبر سارا , و لكن عليها ان تصبر و تحاول رفض ذلك الشاب الذي تقدم إليها مؤخرا , و بالطبع لم تملك شيماء إلا أن تمشي وراء خطواته

*****

مر ستة اشهر دون إضافة جديد في تلك الأحداث , فكان كل مرة تتصل شيماء به كان يخبرها بأن الأمر ليس بيده و انه يحاول جاهدا بتوفير عملا آخر غير هذا , و انه لا يريد ذلك العمل و لكنه مضطر الى ذلك . .

السيدة حياة . . . تبلغ من العمر ثلاثون عاما فهي إمراة جميلة جدا و لديها جسد فتان , فهي تعمل سيدة اعمال و هي مطلقة و ليس لديها أولاد , عمل كريم لديها يتلخص في انه يقضي لها مشاوريها في العمل أو مشاوريها الخاصة و هي تعتمد عليه اعتماد كلي , و لكن كريم دائما ما كان يشتهي لجسدها و لكنه لا يملك تلك الصلاحية و لم يعد ان يحتمل اكبات شهوته داخله و خاصة بأنه دائما ما كان يراها في بيتها في قميص النوم القصير الذي يكشف فخذيها حتى موطن أنوثتها , و هو يحاول بأن لا يظِِِِِهر اهتماما لذلك كي لا تشك في أمره و تطرده من العمل فكان يسترق النظر كلما سنحت له الفرصة ,, حتى ذات مرة و عندما انتهى من عمله تقدم إليها و طلب منها طلبا غريبا . . . .

- " هل أستطيع دعوتك على العشاء اليوم على حسابي ؟؟ "
- " و ما المناسبة ؟؟ "
- " لا شي و على العموم انا متأسف لتعدي حدودي ... "
ابتسمت و أغمضت عيناها : " حسنا لا بأس "

جلـَست حياة على كرسيها في مطعم فاخر جدا و كذلك جلس كريم و طلب عشاء فاخر يليق بها كسيدة أنيقة و جميلة , و عندما فرغا من العشاء قال لها : " مدام حياة لدي طلب يتعدى كل الخطوط الحمراء "
ضحكت ضحكة خفيفة و قالت : " كل الخطوط الحمراء ,, أنا أعرفك جيدا , ما هذا الطلب ؟؟ "
- " بالرغم من فارق السن الكبير , و بصراحة أي شخص لا يعرفك جيدا لن يعطيكي اكتر من 25 عاما "
ضحكت مرة أخرى ضحكة خفيفة و قالت : " ادخل بالموضوع ... "
- " حسنا ..... حسنا " فتصبب العرق منه من كل ناحية و لم يكن يعرف طريقة كي يخبرها بها ,
فقال : " انا احبك , لا اعرف و لكن الحب قدرا ... " لم يستطيع إكمال جملته بسبب ما شاهده من تغيرات في ملامح وجهها , ثم أعاد وضعه و قال : " لا لا شي لقد تسرعت "
و هنا ابتسمت له ابتسامة حقيقة و قالت له : " و ماذا كنت تنتظر مني ؟؟ "
سكتت ثم قالت : " ان أقول لك أنا أيضا احبك و أريد الزواج منك "
قال بتنهد و ببطء شديد : " لا لا .. لم اقصد بل ..... "
- " حسنا أنت تحبني و ماذا بعد ؟؟ "
فقال لها بخوف : " لا لا لم تهتمي "
فعلا صوتها : " هل انا طفلة صغيرة كي تلهو معي , إذا نطقت بكلمة أتمها , يجب أن تحترم مع من تتحدث "
أحرج كريم هنا فقال : " أنا أسف .... , و لكن أريد الزواج منك "
حياة سيدة بالغة و بالتأكيد قيل لها تلك العبارات من قبل و بالتالي لم تستحي او تحرج عندما سماعها مجددا من شخص يصغرها بـثمان سنوات على الأقل ,
فحاولت حياة أن تنهي الموقف ليس حرجا و لكن كي تعطي لنفسها الوقت للتفكير و ان تعطي أيضا لكريم فرصة للتأني في طلبه او قراره ....
قام كريم و دفع الفاتورة و خرجا من المطعم و ذهب كلا منهم الى مقصده . .

ظل يفكر كريم بما فعله و حمد الله بأنه لم يعترف لحياة منذ بداية عمله معها بأنه يعمل من اجل خطبة فتاة أخرى و إلا كان ذلك سوف يعقد الأمور أكثر . .
و لكنه يحاول ان يأتي بطريقة ما كي يخبر شيماء بها فهو لا يستطيع ان يتزوج اثنان لذلك قرر ان ينتظر حتى يأخذ الرد منها , مر يومان دون ان تتحدث معه في ما دار بينهم فكانت تتحدث معه عن عملها و كأن شيئا لم يحدث فأيقن تمام اليقين بأنها رفضت بأفعالها و لكن أخاف ان تطرده من العمل و عند انتهاء اليوم أخبرته بأنها موافقة , .......

- " موافقة "
- " نعم و لكن بشروط "
- " و انا تحت أمرك فيما تريديه "
- " أولا أريد أن يكون زواجنا سرا و العمل كوم و حياتنا الشخصية كوم آخر "
- " ليس لدي مشكلة "
- " لا تقاطعني "
أحرج و اعتذر لها ,

- " ثانيا أمر الطلاق بيدي و ثالثا أريد ان اشعر بأني عروس كي أي عروس أخرى , لذلك أريد منك شراء طاقم من الذهب الخالص "

سكتت لم قالت : " هل تستطيع ؟ "
هز رأسه و قال : " لكي ما تريدين .. "
ثم أضاف :" متى ,, اقصد ... "
قاطعته بسرعة : " لا تقلق قريبا "

بعد هذا اليوم فكر كريم بطريقة كي يخبر شيماء فطلب صديقه منير

- " الحق معك فانا مخطئ لم يكن من المفروض أن أأتي لك بعمل كهذا "
- " لا يا منير فهو الحب , فقد شعرت مع هذه السيدة بما لم أشعره مع شيماء "

بتهديد : " كريم ... اسمعني هذا السيدة اكبر منك و أغنى منك بكثير , لماذا تريد ان تتزوجها ؟ "
- " الصراحة أعجبت بها و لجسدها الأنثوي الفتان "
- " يا غبي الجسد يتغير و غدا سوف تكره أن تنظر حتى إليها "
- " حسنا أريد الاستمتاع بجسدها اليوم و غدا لكل حادث حديث "
- " لا أنت مجنون . بالطبع أنت مجنون و ماذا تريد مني ؟؟ "
- " أريد منك طريقة لأخبر شيماء بها , كي أستطيع ان أتخلص منها "
- " و ما ذنبها ؟ "
- " لم أحببها كما أحببت حياة "
- " بإذن الله سوف تكون لك ممات "
- " لا تقلق , إذا اطـّر الأمر و أخذت مالا من حياة سوف أتزوج شيماء فيما بعد " و ابتسم . . .
فقال منير بحسرة : " لقد سمعت من شخص ما بأني شرير و لكني اعترف . . .. لست مثلك "
هنا شعر كريم بالضيق فقال له : " لا أريد نصيحتك و أنا سوف أتدبر الأمر بمعرفتي "
- " و هذا أفضل "
- " لا أريدك ان تنطق بكلمة , هل فهمت "

ثم رفع هاتفه و طلب شيماء فردت عليه فور اتصاله ,,
- " كريم كيف حالك ؟؟ "
صمت قليلا : " شيماء أريد رؤيتك لأمر ما "
- " ما الأمر ؟؟ "
- " لا تقلقي سوف انتظرك بعد ساعة في الكافتيريا التي تبعد عنكم بشارعين "
- " حسنا حسنا " و أغلقت السماعة فورا و ظنت بأنها تنتظر نبأ سار . .. . .
- " كريم من فضلك لا تجرح تلك الفتاة "
رد بتوتر : " أصمت "
- " على الأقل اخبرني ماذا تريد ان تفعل ؟؟ "
ضحك و قال : " سوف أخبرك عندما انجح و تعـَـلم من صديقك أيها الأبله "

*****

- " شيماء لا اعرف كيف أبدا بالحديث معكِ , و لكني كنت طوال هذه الفترة أفكر و أحاول كي أرى نهاية لما أنا فيه ,, لقد تركت العمل عند تلك السيدة لأني شعرت بأني لا أطيق العمل بهذه الشكل , و انا الآن ابحث عن عملا آخر , و أنتي تنتظري و تنتظري , و أعلم انك ترفضي شباب أفضل مني من أجلي .... "

قاطعته مبتسمة : " لقد قلت لك تعالى و اطلبني من أبي , وهو عندما يراك و يعرفك أكثر لن يهتم الآن بفكر العمل و بالتأكيد سوف يساعدك "

- " هل أخبرتي أبيكي بشأني "
- " بالطبع لا , و إلا كان قتلني "

تنهد و تكلم معها دون أن ينظر إلي عينيها : " لا أعلم يا شيماء ... لا أعلم إذا كنتي سوف توافقينني على قراري أم لا , لقد جاءت إليّ فرصة العمر و لا أريد أن أضيعها "
بفرح : " أي فرصة ؟؟ "
نظر إليها بثقة وتحدث و كأنه تدرب عليها يومان : " أخي إسماعيل مهندس في البناء , سوف يسافر الأسبوع القادم إلى الشارقة في الإمارات , و عرضت عليه أن يأخذني معه كي أبداء حياتي هناك و أنا أعدك عندما تستقر أموري هناك سوف أتقدم لخطبتك "

ظلت تفكر و تفكر و تضع إطراف أظافرها داخل فمها الصغير ثم نظرت إليه :
" كريم هل هذه خطوة مناسبة لك ؟ "
- " بالتأكيد "
- و لكن تبقى بلدنا أفضل من غيرها "
- " اعتقد بأننا يجب أن نغامر في مكان آخر كي نتأكد بأنها الأفضل "

و أمسك يديها و قال : " شيماء انه سفر و عناء و مشقة , كل هذا من أجل من ؟؟ أجيبيني ... فهو من أجلك أنتي , إذا كانت أتت إلي فرصة سانحة هنا لما كنت غادرت بلدي , و لكن انه كأس لجميع الشباب "

فأبعد يداه و وضعهم على أهمة الاستعداد و كأنه ينتظر الإجابة اذا نجح في خداعها ام لا ,,

- " لا يا كريم انا احبك و لا أريدك ان تبتعد "
- " هل انا سوف أسافر في نزهة , لا تقلقي في اقل من سنة بإذن الله و سوف تجديني أدق باباكم "
ثم أضاف : " إذا اردتي الاتصال بي او إرسال خطاب , من فضلك أرسليه إلى منير صديقي و هو سوف يرسله إليّ , إلى أن تستقر أوضاعي هناك "

و هنا صنع كريم ابتسامة على شفتيه كي يعطيها بعض الحماس , .....
و بذلك نجح كريم بالابتعاد عنها كي يستطيع الزواج من السيدة حياة و ظن بأنه ذلك نال مراده ...

*****

عادت شيماء إلى بيتها و لا تعلم النهاية التي تنتظرها , و هل هي في صالحها أم لا , اتصلت بهناء صديقتها و أخبرتها بأنها تريدها الآن أن تأتي إليها . . . .

دخلت هناء و رحبت بجميع افرد الأسرة بسرعة و دخلت غرفة شيماء , فلاحظت شيماء قدومها فسرعان ما قامت و أغلقت الباب و جذبتها ناحيتها و جلـَست على السرير .. .

و قالت بصوت خافت : " كريم يريد السفر الى الخليج "
أصابها الذعر : " ماذا تقولي ؟ متى حدث ذلك ؟ "
- " اليوم اخبرني بأنه سوف يسافر كي يجمع المال مع أخيه و انا في حيرة , ماذا افعل ؟؟ "
هناء و كأنها تحدث نفسها : " ما هذه المصيبة ؟؟؟ "
- " إذا كان الأمر يتوقف عليّ وحدي سوف انتظر , و لكن إذا أتي أحدا ما لخطبتي ماذا أقول لأبي ؟ "
ردت هناء : " لا أعلم ماذا أقول لكي و لكن لدي رأي "
- " ما هو ؟؟ "
- " أخبري أباكي عنه و لا تقولي له كل الحقيقة أخبريه فقط بأن هناك شابا في نفس سنك كان يدرس معك الكلية و أراد الزواج منك و لكن قرر تأجيل هذا الموضوع إلى ان يعود من الخارج .... "
- " لا هذا ليس برأي صائب "

*****

- " حياة ... "
- " ماذا ؟؟ "
- " انا احبك "

قالها كريم لحياة او للسيدة حياة على فراشهم الزوجية بعد إتمام ما أراده منها ,
فنظرت حياة إليه بحب و قالت : " هل أنت سعيد ؟ "
مسح على شعرها بيده و قال : " من يكون مكاني و لا يكون سعيدا , إذا هو بدون مشاعر و أحاسيس "
ابتسمت السيدة حياة و قامت من فراشها عارية و دخلت الحمّـام لتأخذ حماما ساخنا . . .

فقال كريم لنفسه بفخر : " لقد فعلتها ..... نعم لقد فعلتها "

مر على زواجهما شهران متتاليان و كان تقريبا كل أسبوعين او ثلاث ترسل شيماء إلى كريم رسالة او رسالتين بواسطة منير , كانت تستفسر منه ماذا حدث معه هل الأمور على ما يرام او هناك عائق او عقبات و لكن لم يكن يرسل ردا واحد مما أثار قلقها , و قررت ان تقابل منير شخصيا لمعرفة ماذا يحدث معه , لقد أرسلت لكريم أكثر من عشرة خطابات و لكن لم يصلها ردا واحدا , لأنها كانت ترسل تلك الخطابات عبر الرسائل القصيرة كما يدعونها SMS و لا تقابله شخصيا , هذا كان شرط كريم . . .

*****


دقت ساعة المنبه و أشارت الى التاسعة صباحا و اليوم الجمعة , استيقظت شيماء بسرعة و اتصلت بهناء كي تأتي معها لمقابلة منير العقل المدبر لكريم , و طلبت منه ان يقابلها في مقهى سياحي مشهور . . .

هناء يائسة و تخبط على الأرض برقة : " مضى أكثر من نصف ساعة على انتظارنا له و لم يأت بعد "
و شيماء تتلفت حولها : " لا تقلقي سوف يكون هنا قريبا انه وعدني "

لم يلاحظا إلا منير يرتدي ملابس أنيقة للغاية كي تنال إعجاب شيماء بها و لكن لم تهتم فجلس منير و طلب نسكافيه من النادل ,

هناء تحدث منير باستهزاء : " ما الذي أخرك هكذا ؟؟ "
رد منير ببرود : " أنها المواصلات يا آنسة "
و بسرعة ألفتت شيماء انتباهه : " منير , لقد أرسلت إليك تقريبا عشرة رسائل و لم يصل إليّ ردا واحد من كريم , ما الأمر و لا تكذب عليّ ؟ ؟ "
و كأنه لا يعرف شي : " لا أعلم لقد قمت بإرسال الرسائل التي ارسلتيها إليّ و ...... "
- " هاتفك ....... "
باستغراب : " ماذا ؟ "
فقالت ببطء و بثقة : " أعطيني هاتفك " و مدت يداها إليه و أخذت هاتفه منه و أخذت تقلب في محتوياته ثم قالت : " لماذا قمت بمسح رسائلي ؟؟ "
و باستهزاء : " و لماذا احتفظ بها ؟؟ "
- " أعطيني رقم هاتفه في الأمارات "
- " أنا أرسل الرسائل إلى هاتف أخيه إسماعيل , فهو لا يحمل هاتفا الآن .. . "
- " أين رقمه ؟؟ "

فشعر منير أنه في ضيق و حرج فأخذ هاتفه منها و بدأت أصابعه تتحرك في أجزاء الهاتف ثم أعطاها الهاتف و قال : " ها هو رقمه . . . "
قامت بتدوينه على هاتفها و لكن حاول يمنعها و لكنها لم تهتم ثم قالت له : " تفضل هاتفك و أشكرك "
فقال لها بتوتر : " أنتي هكذا تضعيني في مأزق , لا أريد أن استقبل كلمة سيئة من كريم "

- " لا تقلق "

و هنا جاء النادل و هو يحمل النسكافيه الذي طلبه منير منذ قليل فقدمه له و انصرف
فقامت شيماء بالاتصال بالرقم المذكور فأجابت فتاة صغيرة و عندما سألتها عن كريم او إسماعيل أجابت بأنها لا تعرف شيء عنهم و ان هذا الرقم ليس تابعا للإمارات بل لدولة فلسطين . . .
و هنا أصاحب منير بالإحراج . . ..

اعتذرت شيماء إليها و أغلقت هاتفها و وضعته على الطاولة ..
وقالت : " ما الأمر اذا , اخبرني ... "
ابتسم ابتسامة بسبب ضيقه : " أي أمر ؟؟ "
- " يا منير أريد الحقيقة من فضلك ؟؟ أين كريم ؟ "
عندما هدأ قال : " حسنا و لكن أعطيني وعدا صريحا بأنك تتصرفي بحكمة و بدون تهور"
- " حسنا أوعدك و لكن اخبرني "
- " إن كريم ... كريم , تزوج تلك السيدة الذي كان يعمل مساعدً لها "

سمعت تلك الجملة و بسرعة اخفت فمها بيدها بسبب الصدمة بينما هناء تهدئها بيدها و منير أصبح محرج لأنه شارك في تلك الكذبة , فقالت شيماء : " منذ متى ؟؟ ... تكلم "
- " منذ شهرين تقريبا "

ثم أضاف : " صدقيني لقد نصحته بالإتبعاد عنها و لكن عبث , أصّر على ان ينفذ مراده "
دفنت وجهها بيدها و أخذت تفكر و تتذكر و تشاهد أمامها شريط متسلسل لما حدث ...
فقالت : " أشكرك يا منير , أشكرك جزيل الشكر , أكمل النسكافيه على اقل من مهلك "

التفت هناء إليها و قالت : " ما الذي سوف تقومي به الآن ؟؟ "
و الدموع تتساقط من عينها : " لا شي " فغادرت شيماء المقهى و لحقتها هناء بعدما دفعت الفاتورة ,
هناء تركض وراء شيماء و تصرخ : " شيماء ... شيماء .... انتظري "
و مازالت تمشي و تمشي : " اتركيني , أريد ان أكون وحيدة ؟ "
- " لا لا يا شيماء , من فضلك قفي و اسمعيني "
وقفت فجأة و قالت بشدة : " قلت لكي اتركيني "
- " هذا ليس عدلا , لن تتوقف الحياة من اجل كريم "


*****

بينما كريم يأخذ حماما ساخنا للمرة الغير المعلومة , و حياة تنظف غرفة نومها فلاحظت بوجود رسالة قصيرة على هاتف كريم , فتناولته بحرص و هي تلتفت خلفها فوجدت هذه الرسالة :

" كريم , شيماء علمت بأنك تزوجت و هي حزينة جدا عليك او منك لا أعرف , انت اخترت الجسد دون القلب , شيماء قلبها طاهر لم يكن المفروض ان تكسره , كان يجب ان تصارحها بأنك أحببت عليها سيدة ذات جسد فتان زائل , هنيئا لكما , . . . . منير "

شعرت حياة بنفس الصدمة التي شعرت بها شيماء , و لكن هنا كجاني و ليست كضحية , فجلـَست حياة على مقعدها عندما استقرت حالتها و في يدها هاتف كريم تنتظره . .

دخل كريم الغرفة مرتدي فوطة الحمّام و أخذ يبحث عن ملابس داخلية كي يرتديها ,
فقالت حياة و هي تلوح بالهاتف بيدها بهدوء : " لقد وصلت لك رسالة من أحدا يدعى منير "
وهنا التفت كريم إليها بشدة و قال : " قلتي من "
ببرود : " منير , يخبرك بأن فتاة تدعى .. تدعى شيماء علمت بأنك تزوجت إمراة ذات جسد فتان "

فسرعان ما أخذ الهاتف منها و كي يحاول دفن الموضوع صرخ و قال : " كيف تقرأ رسائلي الشخصية ؟ "
بتهديد : " و أنت كيف تصف جسدي لصديقك ؟؟ "
نظر إليها باستغراب , فقالت له : " و كسرت قلب فتاة شابة من أجلي ؟؟ "
سكتت ثم قالت باشمئزاز : " لا ليس من أجلي , بل من أجل - و صرخت- شهوتك الحقيرة "

لم يستطيع كريم ان يضيف كلمة واحدة فكان مصدوما من الموقف , فاتكأ كريم على السرير و رأسه على الأرض خوفا من النظر إليها , فأضافت : " أنت لا تستحقني , هيا اخرج من هنا "
نظر إليها باستغراب شديد و لكنها قالت له بصراخ : " الم تسمع , هيا اخرج من هنا "

و هنا عدل موضعه و قال بثقة : " هل تظني الأمر بتلك السهولة "
ضحكت حياة باستهزاء : " بيننا ورقة لا قيمة لها , إذا أعدمت تصبح محرما عليّ "
ثم أعادت ضحكتها فرفعت السماعة للاتصال بحارس البيت فقالت له : " من فضلك تعال الآن "
فذهبت حياة إلى الباب و فتحته على مصراعيه تنتظر ذلك الحارس حتى جاء إليها . .

فقلت له : " هل ترى ذلك الشاب ؟؟ "
فنظر إليه بهدوء راءه مرتديا الفوطة فقط و في حالة مزرية
فقالت له : " عليك به من هنا " و أعطته مبلغا من المال
فسرعان ما أخذه من شعره و طرده خارج البيت , بالفوطة . . . . . .



******

صرخ أبيها : " شيماء . . . . يا شيماء "
جاءت شيماء و هي تحمل دبها الأحمر الصغير فقالت : " نعم يا أبي "
- " تعالي اجلسي بجواري "
فجلـَست بجواره بهدوء و خلع نظارته و قال : " يا ابنتي لقد اتصل بي محمد الذي سبق و طلب يداك مني , اتصل بي لأنه قادما اليوم لخطبتك "

اندهشت شيماء و وقفت أمامه و قالت : " من الذي أخبرك بأني أريد الزواج , لا لا يا أبي "
و تركته و اتجهت نحو غرفتها و هي تقول : " لا أريد الزواج بأحد لا أريد الزواج بأحد ... "
حتى أغلقت الباب و اختفت عن أعين أبيها .

******

مر أسبوعان كاملان و هي تحاول مسح بقايا كريم من ذاكرتها , حتى فكرت بالتجول في شوارع المدينة في أصيل الغروب , و لكن رآها كريم مصادفة في إحدى المقاهي السياحية و بدون استئذان جلس بجوارها
فعندما شعرت به نظرت إليه بحدة و قالت بصوت خافت : " ما الذي أتى بك إلى هنا , هيا اخرج "
- " من فضلك يا شيماء انتظري "
- " هيا قلت لك اخرج قبل ان اصرخ و اجعل يومك كلون شعرك " فهو شعره اسود غامق
- " شيماء أريدك لي , أريد ان أكمل باقي حياتي معكي , لقد أخطأت . . . . "

فأشارت إلى النادل و قالت : " من فضلك هذا يتحدث معي و كأنه يعرفني , من فضلك أخرجه من هنا "
فنظر إليه النادل : " من فضلك يا سيد اتركها و شأنها "
فقال له و عيناه عليها : " حسنا ... حسنا " و تركها و غادر المقهى و لكن شعرت بأنها سوف تكون مطاردة دائما و أنها يجب ان تجد حلا لهذا . . .

*****

مر أسبوع آخر , و طوال الأسبوع يحاول ان يتصل كريم بها و لكن لم تجبه حتى جاءت إليها هناء و طلبت دعوتها على الغذاء في الخارج . ..


بعدما فرغا من تناول الغداء في إحدى المطاعم الهادئة قالت هناء لها : " أريد أن أتحدث معك في موضوع "
- " تفضلي "
- " كريم ! "
- " ما به ؟؟ "
- " لقد اتصلي بس و حالته يرثى لها , ..... "
- " هناء , من فضلك لا تتدخلي في هذه أمور "
- "انتظري , لقد شعر بخطئه و مستعد للاعتذار "
نظرت شيماء إليها و قالت بتهديد : " إذا تلفظتي بكلمة أخرى بخصوصه سوف أتركك و اذهب "
- " حسنا ... حسنا "
- " هيا بنا الى البيت لقد قمت بشراء فيلم جديد , هيا بنا كي نشاهده سويا "
- " حسنا هيا بنا "

دخلت شيماء و هناء إلى الغرفة و أخذت بتشغيل الفيلم عبر اللاب توب , بينما تسمع عن بعد بأن هناك ضيف ,
هناء : " يبدو ان هناك ضيفا في الخارج "
فسمعت شيماء أبيها يقول : " تفضل تفضل "
بينما هناء متشوقة لمشاهدة أحداث الفيلم , فسمعت هذا الضيف يقول :
" سيدي العزيز , أنا أتقدم إليك اليوم و أطلب يدك ابنتك الآنسة شيماء و أأمل بك أن توافق "

عندما سمعت شيماء تلك العبارات قامت بإغلاق الجهاز و قالت لهناء : " انصتي انصتي "
فردت هناء : " انه عريس جديد لك "
فسمعت فجأة صوت يناديها : " يا شيماء , يا شيماء "
بينما شيماء محرجة جدا , ولا تريد الخروج : " لا لا لا لن اخرج أبدا ... لا لا لا "
فحاولت هناء تهدئتها : " اذهبي و أخبريه بأنك لا تريديه "

عندما سمعت شيماء هذا الجملة شعرت انه الصواب فقالت : " صح الحق معك سوف أقول له لا أريدك "
فنظرت عبر المرآة و أخذت تعدل في شعرها قليلا ثم خرجت الى الصالة فوجدت شابا يجلس أمام أبيها
فقالت : " الم اقل لك يا أبي باني لا أريد ......." , و لكن دققت النظر أكتر .... فأكثر ... لا , أنها تعرفه جيدا ,, انه منير زميلها أيام الجامعة , و كأنها تحدث نفسها : " منير ! . . . "

منير يلبس بذلة أنيقة تليق بالموقف , فوقف و قال : " آنسة شيماء , انا يسعدني ان أتقدم لخطبتك , بعد موافقة أبيكي أولا "
ابتسم أبيها ابتسامة ساحرة , ثم نظرت الى أبيها بحرج و قالت بهدوء : " كما ترى يا أبي "
فجلس منير على مقعده بينما اختفت شيماء فجأة عن أعينهم و دخلت غرفتها مبتسمة و فرحة و كأنها محلقة في أحضان السحاب . . .
فنظرت هناء إليها باستغراب : " شيماء مبتسما ؟؟؟ "

فقالت بابتسامة : " انه منير "
صرخت : " من ... ! "


بعد ذلك بشهر او اقل قليلا , تم خطبتهما و علمت شيماء عن طريق مصدر خاص بأن كريم قد انتحر لأنه علم بأنه مصاب بمرض " الإيدز " و لا شفاء له , و لكن من الذي نقل إليه هذا المرض !! ؟؟ , . . . .

تمت بعون الله
28/3/2011
كتبت بواسطة محمود غسان



 
 

 

عرض البوم صور محمود غسان   رد مع اقتباس

إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
انثى, شيماء
facebook




جديد مواضيع قسم القصص القصيرة من وحي قلم الأعضاء , قصص من وحي قلم الأعضاء
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 08:58 PM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية