كاتب الموضوع :
alaa7
المنتدى :
الارشيف
لقاء وفراق
جالسة على مقعد تمسك بيدها كتاب غارقة بين صفحاته تتعاقب على وجهها تعابير حالمه تبدو لمن يراقبها كانها ليست في عالمنا بل في عالم اخر فلم تكن تشعر بالمارة حولها في قاعة المسافرين ولا تسمع الضجيج الذي تحدثه عربات نقل الحقائب .
وضعت ساره الروايه وعلت وجهها ابتسامت من كان يعرف النهايه فجميع الروايات الرومانسيه التي تحب قراءتها تنتهي بنفس الطريقه التي تعشقها بلقاء الحببين.تلفتت حولها لقد تاخرت رحلتها بسبب الاحوال الجويه اقتربت من مكتب الاستعلامات تمشي برشاقه رافعة راسها وهي غافلة عن الرجل الذي كان يراقبها منذ دخولها الى القاعه حتى مرورها امامه اعجب بالبسمه التي ارتسمت على ثغرها فاحس بقلبه ينبض بسرعه "انها جميله" قالها بصوت منخفض وهو ياخذ نفسا بطيئاوكانه يخشى ان تسمعه امعن النظر فيها عندما مرت امامه بشرتها بيضاء نقيه وعيناها واسعتان لم يتبين لونهما وحاجباها اسودان اما فمها فمرسوم بدقه لم تكن تضع اي مساحيق تجميليه على وجهها كانت طبيعيه وهو قل ما يرى نساء مثلها فنساؤه يبدين ملونات من كثرة تبرجهن لم يعلم كم مر عليه من وقت وهو جالس يراقبها فقد حدث تاخير في رحلته المتجهه الى روما رن هاتفه فاسرع يلتقطه وعيناه لا تفارق تلك الفتاة تمنى لو يعلم من هي لم يحدث ان اعجبته فتاة بهذه السرعه وخفق قلبه لها انتبه وصوت مساعده يساله عن سبب تاخيره فاجابه وعيناه تلاحقانها "لازلت هنا لقد تاخرت رحلتي بسبب الاحوال الجويه ساتصل بك حين اصل بلغ جدتي حبي واخبرها بما حدث " اقفل هاتفه مبتسما فابن عمته يقلق كثيرا وهو يحبه ويعتبره اخا له فقد ترعرعا معا وقد احب عمته وزوجها واعتبرهما بمثابة اهل له بعد موت والديه وكان يعيش معهم في اميركا وهناك اكمل تعليمه وعاد ليستلم شركته في ايطاليا بعد موت والده ومنذ ذلك الحين وسكوت مساعده ونائبه انتبه على صوت المضيفه يعلن عن بدء الرحلات نظر حوله يبحث عنها بعينيه لقد اختفت وقف يمسك حقيبته فاسرع اليه مرافقه الذي كان يراقبه مستغربا تصرفه يتساءل عن سبب بقاءه في قاعة المسافرين بدل انتظاره في قاعة كبار الزوار حيث يجب ان ينتظر وها هو يجلس شاردا حتى جاءه الاتصال الهاتفي تفاجاْ به ينظر اليه كانه لا يراه ثم اتجه الى حيث طائرته بانتظاره __وقفت ساره في الحمام ترش الماء على وجهها فسمعت النداء يتردد معلنا عن موعد رحلتها امسكت حقيبتها واسرعت بالخروج متجهه الى قاعة المسافرين وفجاه اصطدمت بشخص يسير مسرعا فامسكت بمعطفه تسند نفسها عليه كي لا تقع واحست بيدين تمسكان بها تحميانها من السقوط رفعت راسها وفتحت عينيها لتطالعها اجمل عينين راتهما في حياتها ابتلعت ريقها واحست بالشلل التام "انه هو " غرقت في عينين زرقاوين تنظران اليها باهتمام ولهفه _اخيرا عرف لون عينيها خضراوان فيهما نقاط ذهبيه تنظران اليه بذهول وخجل تنفس ببطء وهو لايزال ممسكا بها سالها "هل انت بخير ؟هل تاذيت؟ "
ولكن ساره لم تستطيع الرد عليه فقد سيطر عليها الذهول وافكارها مضطربه "لقد وجدته ويديها تمسكان به وجسدها ملتصق بجسده كانت قريبة منه الى درجة انها تنشقت رائحة العطر الذي يضعه رمشت بعينيها كمن يستفيق من حلم وابتعدت اسفه مصدومة لسماع صوتها يخرج ابحا لاهثا "-انا اسفه ولكنني كنت مسرعة كي لا تفوتني الرحله اعذرني " استدارت مسرعه وهي تندب حظها "لما لم اره قبل ساعه لكنت وقتها تعرفت عليه وعرفت عنه اكثر "التفتت تنظر خلفها فراته لا يزال واقفا مكانه ينظر اليها ابتسمت له واكملت طريقها متجهة الى الطائره التي كانت على وشك الاقلاع
|