كاتب الموضوع :
alaa7
المنتدى :
الارشيف
مفاجآت تتوالى 13
انقضى النهار بلمح البصر ما بين اعترافات ومشاعر كان الطقس دافئا حين خرجت ساره من غرفتها ترتدي ثوبا حريريا لونه ازرق سماوي يصل الى كاحليها وحذاء مرتفع يعطيها بضعة انشات من العلو ورفعت شعرها تشبكه اعلى راسها ووضعت اقراطا تتدلّى من اذنيها تعانق كتفيها العاريتين لم تجد احدا في انتظارها فخرجت الى الشرفة تتأمل منظر الغروب والشمس تغيب في الأفق سمعته يناديها من الداخل استدارت تدنو من غرفة ما ان دخلتها حتى شهقت متفاجئة كان روبيرتو يقف وسط غرفة امتلأت بالورود الجميله من كل شكل ولون يمد يده لتقترب منه تقدمت هامسة لتضع يدها في يده -ما اجملها وافقها الراي وهو يمسك بيدها يقربها منه ليهمس في اذنها -ليست اجمل منك أخفضت راسها خجلة فأحست شفتيه تضع قبلة اعلى راسها تراجعت قليلا تنظر في عينيه فراته يبتسم تلك البسمة التي تجعل قلبها يسرّع من خفقاته -لديّ شيء لك قالها ومدّ يده الى جيبه يخرج علبة جلديّة فتحها يرفع ما بداخلها فبانت الدهشة على وجهها -انها قلادتي قالتها متلعثمه لا تستطيع تصديق ما يحدث امامها فهي اعتقدت بانها فقدتها للأبد وها هو روبيرتو يعيدها اليها ولكن ...امسك روبيرتو بالقلاده متمنيا ان تعجبها بعد ان امر الصائغ ليعيد صياغتها فبدت بطوق الماسي يحيط بها لتلمع في الضوء ببريق يخطف الأبصار ادارها يلبسها اياها فاحست ببرودة المعدن على بشرتها سالها روبيرتو -هل اعجبتك -كيف فعلت ذلك انها رائعه لقد اعتقدت بانني فقدتها استدارت تواجهه واكملت -انها عزيزة على قلبي نظر روبيرتو في عينيها -اعلم ذلك اخبرتني ليزا بانها ارث من جدتك وبانها تنتقل من الام الى الابنه هزت راسها توافقه ويدها تلامس القلاده -والان اصبحت أغلى سكتت تبتلع ريقها لما تفوهت به ورات عيناه تخبرانها مدى حبه لها خطا نحوها فتقدمت في الوقت نفسه لترتمي بين ذراعيه يعانقها بلهفه اذابت قلبه -كم هي رقيقه اميرته فكر بذلك وهو يحيطها بذراعيه يتلمس نعومتها لن يستطيع ابعاد يديه عنها ولكن عليه ذلك حفاظا عليها سمع طرقا على الباب فتراجع قليلا مع دخول ايزابيلا الى الغرفه مستاذنه والبسمة على وجهها تخبرهما بانها جهزت العشاء في الخارج حيث تناولاه وهما يراقبان الغروب ويستمعان الى احدى السمفونيات دعاها للرقص واخذا يتمايلان وبعد لحظات من توقف الموسيقى قال روبيرتو وابتسامة حنون تغطي وجهه -علينا ان نعود الى القصر رفعت راسها تهمس -انها جزيرة رائعه ليتنا نبقى قليلا بعد ثم وقفت بدورها فافلت شعرها من عقدته ليتساقط على كتفيها كالشلال رفعت يدها تبعده فارتطمت بيد روبيرتو التي سبقت لرفعه عن وجهها
التقت عيناهما فهمس بصوت اجش من العاطفه -لهذا اريد العودة فانا لا استطيع ابعاد نفسي عنك والمحافظة عليك حتى يوم الزفاف ولهذا سانتظر هيا بنا ابتسمت وقالت برقه -متى سننطلق نظر روبيرتو في ساعته ثم اجرى اتصالا هاتفيا مع احد رجاله وبعد انتهاءه قال لها -سننطلق الان كي نصل قبل ان تنام جدتي لنزف اليها الخبر الذي كانت تنتظره منذ زمن ركبا اليخت الذي كان جاهزا للأنطلاق فور وصولهما وابحرا عائدين الى القصر .وفور دخولهما استقبلتهما السيده فيلاردي مدبرة القصر وعلمت بما اتفقا عليه ففرحت واسرعت لتزف الخبر للجدّه ضحك روبيرتو وتركها تسبقه الى الطابق العلوي فهو يعلم كم تحبه وكم يفرحها اخبار الجدة بنفسها الحدث الذي تمنياه له منذ زمن فهما صديقتان قبل كل شيء يدا بيد دخلا الى غرفة الجدّه الّتي ما ان راتهما حتى فتحت ذراعيها تحتظنهما فرحة بهما جلسا معها قليلا ومنها عرفا بأنّ ليزا ذهبت الى المدينة مع سكوت ليرى الطبيب قدمها التي ما زالت تؤلمها ودعا الجدة لتنام ورافق روبيرتو ساره الى باب غرفتها لترتاح قليلا وتبدل ثوبها على ان يراها في الاسفل حين تنتهي .دخلت ساره الى غرفتها واقفلت الباب تستند اليه تضع يدها على القلاده غير مصدقه -روبيرتو يحبها وهي ستصبح زوجته ستبقى معه حتى آخر يوم من حياتها كيف لأي شيء في العالم ان يكون افضل من ذلك لبست ثيابها بعناية فائقه واحدا من الفساتين القلائل الذي اصرت امها عليها لشرائه فقد نصحتها قائلة -حبيبتي يجب ان تأخذي هذا الثوب لربما دعيتم الى سهرة راقية فتجدي ما ترتديه وهي الان شاكرة لأمها هذا الثوب بملمسه الرائع من الحرير يناسب جسمها تماما ولونه أخضر يعكس لون عينيها وتركت شعرها متدليا يغطي كتفيها العاريتين وابقت على القلادة تزين عنقها خرجت من غرفتها متجهه الى القاعه فراته واقفا ينتظرها فشعرت بقلبها يقفز من بين ضلوعها وحين وصلت اليه امسك يديها يطبع قبلا على راحتي كفيها ويقول بصوت خفيض -انت جميلة جدا بدا هو ايضا وسيما وقد ارتدى بذلة سوداء وقميصا حريريا ما جعله يبدو رائعا في وسامته وكالحلم رافقته الى غرفة الجلوس والموسيقى تنبعث من احدى زواياها اجلسها روبيرتو على اريكة وركع امامها ممسكا بيدها وتحركت زاوية فمه بابتسامه جعلت دقات قلبها تنبض بسرعه مد روبيرتو يده يمسك علبة مخملية صغيره فتحها فلمع خاتم رائع بداخلها راته يتالق بلونه الاخضر تحيطه مجموعة من الماسات الصغيره همست -ما اجمله اخفض روبيرتو راسه يتامله وقال -انه لجدتي احبت ان تهديه للكونتيسه القادمه اي زوجتي فقد احبتك وارادت اعطائه لمن يحافظ عليه فهو هدية من الرجل الذي احبها كثيرا ولكن اذا لم يعجبك استطيع شراء خاتم غيره تختارينه بنفسك رفعت راسها مستنكره ما يقوله -كلا انه رائع يكفي انه ذكرى ممن تحب ويشرفني ان ارتديه امسك بالخاتم يضعه في اصبعها قائلا -اتقبلين الزواج بي حبيبتي احست بيده ترتجف وهو يلبسها الخاتم فشعرت بغصة ولم تستطيع الكلام ثم رفعت يده التي تمسك يدها وضمتها الى وجنتها بقوه وهمست -نعم حبيبي ااه نعم اقبل اوقفها يبتسم لها ليضمها اليه في عناق عبّر لها به عن عمق مشاعره تجاهها ابعدها عنه فراى الحب في عينيها فقال بصوت مضطرب من عمق العاطفه -لا تتركيني ابدا فهمست تحتضن وجنتيه بيديها وعيناها مغرورقتان بالدموع -احبك ولن اتركك ابدا ولا شيء سيبعدني عنك سوى الموت وضع يده على فمها يمنعها من التفوه بتلك الكلمه ويزيد من احتضانها - لا تقولي هذا اذا اصابك مكروه ساتمنى الموت قبلك احتضنته بقوة وشعرت بانها تريد ان تهبه روحها وهي ستحافظ على هذا الحب وستجعله اسعد رجل في العالم
الاستعداد للحفله 14
اجمل ايّام عاشتها ساره في كنف عائله جديده محبّه اكتملت بوجود والدتها التي تفاجأت بوصولها في اليوم التالي لعودتها من الجزيره وكانت فرحتها لا توصف وروبيرتو يعامل والدتها بحب واحترام وفي اليوم التالي رافقها الى الاسطبلات وهناك قدم لها فرسا اصيلة امتطتها فرحة فهي تعلمت الركوب عندما كانت ترافق ليزا الى بيتها وكانتا تقومان بنزهات طويله وسباقات وها هو شهر يمضي منذ وصولها الى ايطاليا فقد مر الوقت سريعا قضته برفقة روبيرتو يتجولان في المزرعه وكل من راهما احب الكونتيسه الصغيره وهي ببراءتها وحبها للكونت ملكت قلو ب الجميع وشاركا في قطف العنب وقضيا اوقاتا سعيده ووصل والدي ليزا لحضور حفل الخطوبه الذي اصر روبيرتو ان يقيمه ليعرّف ساره بالعائله اراد ان يرى العالم اميرته التي اختارها لتكون زوجته وام اولاده اقيمت التحضيرات للعرس وشغلت جميع من في القصر حتى والدتها والجده وعمته التي احتضنت ساره تطبع قبلات فرحه على وجنتيها وليزا التي وضعت شرطا عليها ان لا يقام الزفاف قبل شفائها لأنها تريد ان تبدو بكامل اناقتها وهي مرتدية ثوب الأشبينه الذي اختارته ساره بلونه الزهري الناعم كان قد اعجبها حين ترافقتا في رحلة الى روما لشراء ثوب الزفاف وكل مستلزماته بناء على اوامر تلقتها ليزا من روبيرتو للأعتناء بأميرته واليوم كان الاخير لها لتنهي كل شيء ينقصها ليلتقيا روبيرتو وكانت ليزا قد اخذت موعدا مع اهم دور للأزياء تعرفها في روما وتتعامل معها دائما وفور وصولهما لقيا استقبالا يليق بالأمراء لاحظت ساره ذلك واقتربت من ليزا تهمس لها –انهم يعاملوننا كالأميرات استدارت ليزا تنظر اليها والبسمة تعلو وجهها لتمسك بيدها قائلة –ولكنك كذلك عزيزتي هل نسيت ؟تم الأهتمام بالعروس وخاصة حين علموا بانها الكونتيسه الجديده فاحاطت بها مجموعة من الفتيات ولم تعد ساره تدري ما حدث بعد ذلك فقد ضاعت في دوامة من الاسئله ماذا تحب من ملابس داخليه وفساتين واطقم واحذيه لكل وقت واهم تلك الأثواب كان ثوب زفافها فما ان راته حتى استقر رايها عليه واصرت عليها ليزا ان ترتديه لقد كان رائعا بلونه الأبيض الثلجي ينسدل على جسمها بنعومه ويلتف حول خصرها لينساب برقة ويصل الى الأرض يلامسهاويلتقي بطرحة طويلة مشغولة بيد حانيه لتخريم ناعم يغطي اطرافها--بعد الأنتهاء من قياس الثوب جلست ساره على الكنبة متاوهه تشكو –لقد تعبت انظري الى الساعة ليزا لقد اتفقت مع روبيرتو بان نمر عليه في الشركه وقد تاخرنا -ما بك لا تستطيعين الأبتعاد عنه بضع ساعات فقط قالتها ليزا متاففه واكملت –اسمعي لم يبقى لدينا سوى اختيار ادوات التجميل –لا اريد ايا منها ارجوك لقد تاخرنا التفتت ليزا تغمز لها بعينيها –حسنا لن نؤخرك على الكونت الغالي وسنترك لهم اختيار ما يناسبك يا الهي الم يعد بامكانك الأنتظار قليلا بعد ثم طلبت من السيده التي رافقتهما ما تريده منها فردت عليها مبتسمة –حسنا انستي وحين يجهز كل شيء ارسلها الى العنوان الذي اعطيتني اياه بعد خروجهما وجدتا السائق بانتظارهما ليقلهما الى الشركه حيث كان روبيرتو بانتظارهما برفقة سكوت الذي ما ان راى ساره حتى قال مازحا –ماذا فعلت ايتها الفتاة نظرت اليه ساره بدهشه فاكمل وروبيرتو يبتسم لها –لم نعد نستطيع اكمال عملنا يقضي اكثر الوقت معك او اراه شاردا وبالتاكيد يفكر بك ضحكت ليزا بصوت مرتفع وعلقت على كلام اخيها –وهي ايضا لم تدعني اكمل المشتريات قضينا الوقت باكمله وهي تذكرني غيرت صوتها تقلد ساره –هيا بنا ان روبيرتو ينتظرنا سكتت ورفعت يدها تحمي نفسها من ضربة بيد ساره ردا على ما قالته اقترب روبيرتو وحضن ساره بحنان فاحمر وجهها خجلة من وجود ليزا وسكوت تنحنح سكوت فنظرا اليه ليقف مقترحا- ما رايكم ان ادعوكم الى العشاء فنقضي السهرة معا وبعدها نعود الى المزرعه وافقت ليزا بسرعه –انا اوافق فقدمرّ زمن لم اخرج فيه بسبب قدمي وبعدها نذهب لنرقص ما رايكم نظرت الى ساره وروبيرتو فاومات ساره براسها موافقه ليرد روبيرتو –هيا بنا لنذهب قالها يمسك بيد ساره يرافقها والحماس يتآكله ليأخذها بين ذراعيه ويراقصها تاركا ليزا وسكوت خلفه يتغامزان عليهما ويبتسمان لبعضهما فرحين بهما
سعادة لم تكتمل 15
في الصباح التالي استيقظت باكرا لترى روبيرتو قبل ذهابه الى العمل ارتدت ملابسها بسرعه ونزلت الى الحديقة لتجده جالسا يتناول فطوره وقف بسرعة حين رآها والأبتسامة تملأ وجهه مدّ يديه يحتضنها مرحبا بها ملأت الدموع عينيها تحسّ انقباضا في صدرها احاطت عنقه بذراعيها تشدّه اليها بقوه فشعر بقوة حبها له قطع العناق وامسك بخصرها يبعدها عنه متأملا بعبوس ارتجاف شفتيها وحدقتي عينيها اللتين امتلأتا بالدموع امسك بذقنها يسالها بنعومه –ماذا حدث من كدّ رك هزّت برأسها –لا أحد ولكنني سأفتقدك شدد من احتضانها يهمس لها ويعدها –اعدك حبيبتي لن أتأخر سأعود بأسرع ما يمكنني قبل بدء الحفله مدّ يده يمسح بابهامه دمعة تسللت على خدها مكملا كلامه هيا اريني ابتسامتك لأحملها معي ابتلع ريقه وقد لاحظ بانها على غير عادتها فقد بدت شاحبه وكأن الورود ذبلت على خديها أجلسها بقربه يمسك يدها يحدثها وبذلت ساره ما بوسعها فراحت تبتسم وتلقي عليه الأسئله لكن عينيها الجميلتين بدتا مضطربتين وعندما سمعت صوت خطوات تقترب منهما علمت بان ساعة رحيله قد حانت تمنت لو بقي معها وقف يتكلم مع مساعده يخبره بتجهيز الهليكوبتر ثم التفت وجذبها اليه برقه يعانقها مودّعا ورحل تاركا اياها تحدّق في اثره تراقبه يصعد في الطائره المروحيه ويد باردة تعتصر قلبها استدارت على عقبيها قاصدة غرفة والدتها لتخبرها بما يحدث معها وقد وجدتها جالسة في سريرها تتناول فطورها اقتربت منها تبعد صينية الفطور وتحضنها وبدات بسرد ما يحدث معها ضحكت منها تطمئنها–حبيبتي انه توتر يحدث مع جميع الفتيات المقبلات على الزواج وتنهدت مكملة -حبيبتي لا داعي لخوفك هذا فانا لم ارى او اسمع عن احد احب او اهتم بامراه كما يفعل روبيرتو معك انه رجل رائع وانا فرحة من اجلكما معا فقد احببته كثيرا ابتسمت ساره واحست بالراحه بعد سماعها كلمات امّها وتكورت بجانبها تستمد الدفىء والحنان حتى غفت .اقبل الليل وبدأحفل الخطوبه وبدا القصر مشعا بالأضواء وقف روبيرتو يستقبل المدعوين برفقة عمته واولادها جميعهم من الأقارب الذين تمت دعوتهم ليتعرفوا بعروسه الجميله التفت باتجاه ليزا التي اقتربت منه يسالها الصعود لمساعدة ساره في غرفتها صعدت بسرعه فوجدتها تضع اللمسات الأخيره على ماكياجها وقفت ليزا تتأملها ترتدي ثوبا ورديا اشترته مع جهازعرسها ينعكس لونه على وجنتيها المحمرتين ويضفي بريقا على عينيها الخضراوين ساعدتها ليزا برفع شعرها فجاءت النتيجه مذهله –انك رائعه حقا قالتها بصوت خفيض –تبدين رقيقه وناعمه امسكت ساره بيدها وسالتها بصوت مرتجف من التوتر –انني مرعوبه انها اول مرة التقي فيها اقارب روبيرتو-لا تخافي اقتربت ليزا تسوي لها فستانها وقربتها من المرآة تنظر في عينيها وتكمل -انهم رائعون ويحبون روبيرتو كثيرا ويتمنون له السعاده وما دام قد اختارك فهم سيرحبون بانضمامك الى العائله رفعت ساره يدها تعدل خصلة من شعرها افلتت على وجهها -حسنا قالتها ودارت حول نفسها تسأ لها -ما رايك بي الأن مدت ليزا يدها تديرها باتجاه الباب وردت –سوف تصرعين الجميع حين يرونك وبالأخص روبيرتو فانت تعلمين كم يحب الأيطاليين قصص العشق والغرام سيحبك الجميع انا متأكده فتح الباب قبل ان تصلا اليه ودخلت والدة ساره بكامل اناقتها ترتدي فستانا اسود يليق بها اقتربت مبتسمه تحضن ابنتها وعيونها تلمع بدموع الفرح تسالها –هل انت جاهزه لقد حضر الجميع وروبيرتو ينتظرك في الأسفل اجابتها ليزابسرعه –كانت ساره تحس بالتوتر ولكننا جاهزتان ألآن هيا بنا .دخلت ساره الى القاعه برفقة ليزا ووالدتها فتوقفت الأصوات والتفتت الأنظار تراقب تقدمها وقفت تبحث بعينيها عن اميرها فراته يشق صفوف المدعوين متجها نحوها فبدا رائعا تسبقه ابتسامته رفع يدها يلمسها بشفتيه وعيناه ترسلا لها شرارات تعبر عن مدى اعجابه بها وقف يقدمها للمدعوين الذين استقبلوها بالترحاب يتكلمون معها بلغتهم اجابتهم ولكنها لم تحفظ اسمائهم كل ما وعت عليه بحر من الوجوه المبتسمه القت نظره فرحه باتجاه ليزا فغمزت لها بما معناه –الم اقل لك لقد احبك الجميع انتبهت على روبيرتو يضع يده حول خصرها ويدني راسه منها ليهمس لها –تبدين كالأميره القت نحوه ابتسامة ناعمه كانت الجدة جالسة تراقبهما والبسمة تملأ وجهها المغضن ليتعالى صوت موسيقى هادىء يدعوهما لأفتتاح الرقص أخذها روبيرتو بين ذراعيه يحتضنها متنشقا العطر الذي يفوح منها ليسكره متمنيا لو كانا في مكان آخر وحدهما متى سياتي اليوم الذي تصبح فيه زوجته احتضنها بقوة فذابت بين ذراعيه غير عابئة بالنظرات التي ترافقهما اين توجها تتمايل بين ذراعي اميرها رفعت راسها لتلتقي بعينين يطل الشر منهما ارتجفت واطلقت شهقة خوف تنظر الى تلك المراه التي تراقبها بكل هذا الحقد احس بها روبيرتو حين توقفت عن الرقص ترتجف بين يديه يسالها عمّا اصابها فأجابته بصوت لاهث ونظرها مصوّب باتجاه المرأة التي اخافتها –رايت امرأة تنظر الي بحقد اخافني لا ادري لماذا فانا لا اعرفها نظر روبيرتو باتجاه نظرتها فلم ير احدا –لقد اختفت قالتها بصوت منخفض –من هي ولماذا نظرت الي بتلك الطريقه أخذها روبيرتو من يدها يجلسها على كنبة وأحضر لها كوبا من العصير تشربه لتهدىء من روعها وعيناه تتأملا الحاضرين اقترب سكوت منه يساله عما حدث بعد ان رآهما ينسحبان وما بدا على وجهيهما من قلق وتوتر وقف روبيرتو يكلمه بصوت منخفض عما راته ساره فبان التفكير على وجهه لحظات ليسأله روبيرتو –بماذا تفكر نظر سكوت حوله يراقب الراقصين والحضور الذين لم يلاحظوا ما حدث وقال –ربما كانت جوليا لقد اخبرتك بما قالته لي وأنا حذّرتك منها انّها مجنونه حتما وقد تفعل اي شيء عبس روبيرتو يدور بنظره في القاعه ويهمس –هل رايتها بين الحضور كيف دخلت القصر بدون دعوه رد سكوت بصوت غلب عليه التوتر –لقد هددت بأن تؤذي اي امرأة تأخذك منها معتقدة بأن لها الحق ان تكون زوجتك اجابه روبيرتو –ولكنني لم اعدها بشيءخرجت معها مرتين فقط وابتعدت عنها حين احسست بانها تقوم بتصرفات غير طبيعيه وقفت ساره تقترب منهما فرآها روبيرتو وابتسم لها منهيا حديثه مع سكوت وفجأه حدث ما جعله يتمنى لو كان اكثر حذرا فقبل ان تصل ساره اليه لمح بطرف عينه جوليا واقفة بجانت احد الأعمده تمسك بيدها مسدسا تصوبه الى ساره والشر يلتمع داخل عينيها ويملأ وجهها صاح يحذر ساره بألأبتعاد وقفز علّه يصل اليها يحميها وسمع دوي طلق ناري يندمج مع صرخة قوية اطلقها من اعماقه
مناجاة حزينه 16
تفاجأت ساره بما حدث ولم تشعر سوى بذراعي روبيرتو تحتضناها ليمنعها من السقوط بعد ان شعرت بلطمة قويه تلامس كتفها من الخلف ابعدها يقف في مواجهة جوليا ليحميها من جنونها ويحمي مستقبله واحلامه التي رآها فيها ومعها ساد الصمت لحظات ليبدا الصراخ وقفز سكوت يمسك يد جوليا التي اطلقت رصاصتين اصابتا الهدف لتسقط منهارة بين يديه وسمع اصوات رجال الامن الذين وصلوا متأخرين لحظات كانت كافيه لتدمر الحب البريء ووسط الصراخ والعويل نظر روبيرتو غير مصدّق الى بقعة الدم التي اخذت تنتشر لتغطي صدر أميرته وانفاسها التي اخذت تتضاءل ووالدتها تبكي بحرقة تركع بجانبها عللى الأرض اقترب سكوت منهما فسمعها تهمس بصوت منخفض وتضع يدها على صدر روبيرتو وعيناها مغرورقتان بالدموع –لا ليس انت لن افقدك بعد ان وجدتك نظر روبيرتو حوله يصرخ كالمجنون أحضروا الطائره بسرعه نظر اليها بين ذراعيه ودموعه تتساقط يحتضنها ويهمس لها ان لا تتركه –لا تتركيني حبيبتي كان يتوسل اليها بصوت هامس وسكوت يحاول اخذها منه لينقلها الى المستشفى وفجأة رآه سكوت يضع يده ويمسك بصدره متاوها وعيناه ترافقان ساره والرجال ينقلونها الى الطائرة المروحيه احس بالم يحرق صدره مد يده فرآها ملوثة بالدماء نظر اليه سكوت غير مصدق ورفع له جاكيتته ليصرخ بصوت عال وهو يراه يتهاوى ارضا ويهمس بشفتين مطبقتين –لا يهم لا شيء يهم بعد الآن لقد خسرتها تلقاه سكوت قبل ان يسقط على الأرض فاقدا الوعي أخذ سكوت يلقي اوامره للرجال ونقل الأثنان الى المستشفى في روما .
مرّ يومان والعائله تتابع حالة ساره وروبيرتو وكان الطبيب قد ابلغ سكوت الوضع الذي وصلا اليه فساره اجريت لها عملية وازيلت الرصاصه التي اصابت كتفها وهي تتجاوب مع العلاج وربما تستيقظ بين لحظة واخرى ولكنه قلق لما يحدث مع روبيرتو فهو بالرغم من اجرائه للعمليه بنجاح فهو يرفض التجاوب مع العلاج شكره سكوت وعاد الى قاعة الأنتظار ليرى والدته اخبرها بما حدث لتنفجر بالبكاء وسمع صوت ليزا تناديه رآها قادمة ناحيتهم وقفت تخبره بصوت لاهث بان ساره استيقظت –انها بخير لقد استفاقت والطبيب معها ووالدتها تجلس بجانبها اخبرني ما هي اخبار روبيرتو ملأ الألم عينيها حزنا لما اخبرها به سكوت فقالت بصوت حزين –مسكينه ساره سوف تجن التفت سكوت الى والدته يسالها –كيف اصبحت جدتي الآن ردت عليه والدته انها قويه ومتفائله والدك معها لم استطع تركها بمفردها ابلغها سكوت قائلا -تستطيعان الذهاب انت وليزا لترتاحا وانا سأبقى بجانب روبيرتو هزت ليزا رأسها رافضة ترك المستشفى –انا لن اترك ساره ربما احتاجتني بقربها وافقتها والدتها الرأي ورفضتا الذهاب فأومأ سكوت برأسه ليقول –سأذهب واحجز لكما غرفة ترتاحا بها قليلا .
استفاقت ساره فجأة تصرخ فقد حلمت بأن روبيرتو أصيب وبانها رات الدماء تلطخ يديها وتغرق صدره جلست في سريرها تصرخ باعلى صوتها فأسرعت والدتها تطمئنها رفعت يدها تمسك كتفها تحسّ بوخز مؤلم نظرت الى والدتها بعينين زائغتين تسألها بحرقة –لم يكن حلما اليس كذلك اين هو صرخت باعلى صوتها –روبيرتووووووووو وكالمجنونه اخذت تحاول النزول من سريرها فأمسكتها والدتها تمنعها من الوقوف –حبيبتي لا تستطيعين الوقوف الآن يجب ان ترتاحي اخذت ساره تئن واحست بانها تتهاوى الى ألأرضوهمست بصوت بالكاد يسمع يقطع نياط القلب –لقد مات اليس كذلك وانت لا تريدين اخباري اجهشت والدتها بالبكاء والممرضات يتحلقن حولها لتغرس لها الممرضة حقنة مهدئه في ذراعها لتدخل في نوم عميق متقطع يتخلله الصراخ اتى سكوت وليزا ركضا بعد سماعهما بما حدث فوجدا والدة ساره تجلس خارج الغرفة تبكي بحرقه اسرعت ليزا تسالها ما حدث ليخرج الطبيب من داخل الغرفة ويخبرهم بأنها مصابة بانهيار عصبي ويلزمها الراحة التامه والمكوث في المستشفى تحت المراقبه بكت والدة ساره فاقتربت ليزا تحضنها مواسية مضت ايّام وساره تتحسّن جسديا ولكن حالتها النفسيه كانت منهارة كليا حتى وعدها سكوت باخذه اذنا يسمح لها بالبقاء بجانب روبيرتو وافقت ووعدته بالتحسن فاخذها لتراه وقفت خارج غرفته تنظر اليه عبر الزجاج وجسده مغطى بالأنابيب المتصله بآلات تصدر اصواتا اقوى من صوت تنفسه بكت بحرقة وطلبت السماح لها بالدخول والوقوف بجانبه سمح لها الطبيب بذلك بشرط ان لا تنهار في الداخل هزت راسها فشجعها سكوت قائلا –كوني قوية من اجله دخلت ساره وجلست بجانب سريره تبثّه حبها ولوعتها امسكت بيده والدموع تتساقط من عينيها وبصوت هامس ترجوه ان يعود اليها
استيقظ حبيبي ارجوك كن بخير لأجلي ولأجل جدتك وكل من يحبوك
ارجوك قاوم اتوسّل اليك الم تعدني بأنك ستكون بجانبي طوال حياتك
وبأ،ني سأكون اما لأولادك هيّا اميري ارجوك انا انتظرك
افق لنعود مرّة اخرى الى جزيرتك
لنبقى هناك وحدنا اقضي عمري بقربك
وقفت تضع قبلة على جبينه واغمضت عينيها لتنهمر دموعها اكثروتتساقط على وجهه التفتت تأتي بمنديل تمسح به الدموع فسمعته يسألها بصوت خفيض –هل تعديني بأن لا تتركيني نظرت اليه بسرعة لتنظر في عينيه تنظرا داخل عيناها والدموع تغشاهما اجابته صارخة –اعدك حبيبي أعدك طوال عمري قالتها وأجهشت بالبكاء ترتمي على صدره والدموع تنهمر من عينيها فقال لها مازحا –اذابقيت هكذا تبكين سنحتاج لمن ينقذنا من الغرق رفعت راسها تبتسم وتمسح الدموع عن وجنتيها لتقفز واقفة –سأخبر سكوت واعود حالا ابتسم لها بحنان فاسرعت خارجة من الغرفه وما ان رآها سكوت قادمة والبسمة تعلو ثغرها حتى اسرع نحوها لتنهار بين ذراعيه ضاحكة باكيه تخبره بما حدث
الزفاف الأسطوري 17
بعد عدّة اسابيع امضاها روبيرتو وساره ما بين المستشفى والمزرعه ليتجاوزا ما مرّ بهما وتشفى جراحهما اعترف لها روبيرتو بعلاقته مع جوليا حين كانا في نزهة قاما بها في المزرعه واخبرها تفاصيل ما حدث في الحفله امسك يدها يقربها منه –لم اشعر بانني اصبت لأنني حين رايتك مغطاة بالدماء وتوقفت عن التنفس اعتقدت بأنني فقدتك ويئست من الحياة بدونك وفجاة احسست بقطرات من الماء تتساقط على وجهي وصوتك يناديني فلحقت بذاك الصدى لعلني اجدك وفتحت عيناي لأراك امامي حيّة فعادت الحياة الي غمرته ساره بذراعيها لتعترف –حين اصبت ورايتك امامي رايت الدم يغطي صدرك فجننت لم استطيع اخبارك فأغمي علي واستيقظت في المستشفى معتقدة بانني احلم واعتقدتك ميتا ولا يريدون اخباري شهقت بالبكاء تتذكر ما مر بها فقربها روبيرتو منه يحتضنها فسالت- ماذا سيحدث لجوليا الآن اجابها يمسح الدموع عن وجنتيها بأنامله-لست ادري بالتاكيد ستدخل الى مستشفى للأمراض النفسيه فهي امرأة مجنونه كادت تقتلنا وضعت ساره يدها على فمه تسكته ولم تستطع الا ان تشفق على تلك المرأة المسكينه
اقيم الزفاف في المزرعه وقد دعي اليه اهالي القرية كانت الدعوة عامه لأن الناس جميعهم ارادوا حضور الزفاف والمشاركة بهبدأ الزفاف بدخول ليزا الأشبينه تسبق ساره بعدة خطوات ترفل في الثوب الزهري لتلحق بها ساره تتأبط ذراع والد ليزا ليقدمها الى عريسها رآها روبيرتو عندما دخلت تبدو رائعة الجمال فهفا قلبه اليها بعد قليل تصبح زوجته فيأخذها بعيدا عن الجميع لتكون له وحده وصلت اليه فأمسك بيدها لتبدا مراسم الأحتفال وعم الصمت المكان كي تسمع ردود العريسين وليبدا الصراخ والتهاني بزواج سعيد نظرت ساره الى روبيرتو وعيناها تعدانه بحب ابدي اخذ وجهها بين كفيه يقربها منه ويقبلها –احبك يا اميرتي وسابقى طوال عمري انتهى الحفل قرابة منتصف الليل ودع روبيرتو وساره الجده ووالدة ساره واقتربت ليزا تقبلها وتتمنى لهما السعاده يدا بيد انطلقا الى السيارة التي كانت تنتظرهما لتقلهما الى اليخت وهناك وجدا القبطان بانتظارهما امسك روبيرتو يدها يساعدها بالصعود الى اليخت امسكها كي لا تقع وقال لها هامسا -استطيع الأن ان المسك كما اريد وعانقها عناقا يخطف الأنفاس وبعد قليل ابتعد عنها قائلا بصوت اجش –انتظري حتى نصل الى الجزيره سنقضي اياما رائعة احست بالخجل ورفعت بصرها فرات في عينيه نظرة ادارت راسها –انت التي تكملين كل شيء وصلا الى الجزيرة وهناك حملها روبيرتو ليدخلا المنزل الذي حلمت بقضاء حياتها به مع اميرها واخيرا انتهى كل شيء وقفت ساره تشعر بالخجل كانا وحدهما على الجزيره وسمعته يهمس قادما من خلفها -عروسي الجميله احست بعاطفة قوية تجاهه فهي اصبحت زوجته اقتربت منه ودفنت وجهها في صدره تتاوه بصوت خفيض –احبك احتضنها بذراعيه ودفن وجهه في عنقها وصوته تغلب عليه العاطفه منذ رايتك للمرة الأولى اصبحت حلما تمنيت الحصول عليه وانحنى يقبلها ويعدها –اقسم بانك لن تندمي ابدا سأ سعدك ولن افارقك ابتسمت له وقالت بصوت يفيض بالمشاعر –لن اتوقف عن حبك ابدا
وهكذا حصل الكونت على اميرته وكانت النهاية السعيده
|