كاتب الموضوع :
اماريج
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
وكان الخوف اقوى تلك المشاعر سيطرة عليها فقد كانت اوليفيا تعتقد انها قادرة على التحكم في نفسها ولكن حوادث تلك الليلة الاخيرة في باريس هزت هذه الثقة هزا عنيفا فهي التي سعت الى ماثيو كاية امراة متعطشة تختلي برجل جذاب مكتمل الرجولة مثله وحتى الان فان جسدها يشتعل كلما تذكرت كيف كانت بين ذراعيه ويستيقظ فيها ذلك الشعور الفطري بالجوع الغريزي .
منتديات ليلاس
يا لها من مغفلة اذ اعتقدت ان باريس سحرتها لقد كانت الحقيقة انها لم تكن تحت تاثير رقية سحرية لمدينة بل كانت تحت تاثير ما هو اخطر سحر رجل ،وصدمتها هذه الحقيقة بعنف اذ شعرت بالخطر الداهم يحوطها فماذا يكون من شانها بعد انتهاء تلك المدة ؟لو انها انساقت في عواطفها وراءه ستمتع نفسها هذه المدة القصيرة هذا حق ولكن المتع العفوية والوقتية ليست من شيمتها اطلاقا ومن ثم كان ذلك الدرع الذي بنته حولها طوال سنين انه اضرب من الجنون ان تلقي به من اجل رجل مستهتر ك"ماثيو جوردان" وكان لنفس ذلك السبب انها لم تعتذر له عن الاتهام البشع والكاذب فهو لم يتصرف كحيوان معها ابدا بل على العكس كان مثالا للمحب الحساس المقدر وقبل ان تنتابها موجة الفزع تلك كانت تحس بنفسها كثمرة حلوة تود لو تقطف ،ولذا لن تسمح لنفسها بالمغامرة مرة اخرى وعلى الرغم من شعورها بالخجل من نفسها فقد كان من الاسلم لها ان تعيش تحت ظل غضبه والشعور بالذنب ذلك لان اية محاولة للتصالح معه قد تؤدي الى كارثة .
منتديات ليلاس
ولذا اصرت على غرفة مستقلة لدى عودتهما الى سانت البانزا والحقيقة انه لم تكن معارضة ماثيو سوى معارضة شكلية فهو لم يكن اقل منها رغبة في عدم تكرار ذلك الموقف المخزي .
لكن هذا الوضع الذي ارتاحا اليه من شانه ان يثير فضول اي زائر خاصة اذا كان حاد البصر متوقد الذكاء في السادسة عشر من عمره .اماريج
قال لها ماثيو حين فاتحته بالموضوع :
_يمكن ادخال الاريكة الى غرفتي اذ يجب الايعلم احد سوانا اننا لانعيش حقيقة كزوج وزوجة .
وهزت راسها متحاشية النظر اليه فهي تشعر ان مجرد النوم معه في غرفة واحدة مخاطرة ولكن لم يكن ثمة من سبيل اخر وكانما قرا ماثيو ما يدور بذهنها فقال في سخرية :
_اطمئني سابذل جهدي في كبح غرائزي الحيوانية اثناء اقامتنا معا .ليلاس
ونجح في ذلك بكل رجولة ففي ايام اقامة ريتشارد الاولى كانت تنصت وهي تتقلب في السرير مفتوحة العينين لتنفسه يتردد في سلام وهو نائم على الاريكة انه من الواضح ان لديه قوة ارادة اضعاف ما لديها فهي لم تكن تستطيع ان تتجاهل وجوده على بعد امتار منها رغم ما تبذله من جهود جبارة لطرد ذلك من ذهنها .اماريج
وحتى حينما ياتيها النوم اخيرا كانت احلامها هائجة مضطربة فتصحو في اليوم التالي مجهدة متورمة العينين فتجد ان سبب عذابها قد غادر الغرفة بعد ان رتب الاريكة حتى تبدو وكانها لم تستعمل .
منتديات ليلاس
ورغم تحفظ ريتشارد في البداية فقد دهشت اوليفيا لسرعة تالفه مع ماثيو وتعلق اخيها الصغير به حتى قبل ان يعلن ماثيو في صورة مبهمة انه بصدد اعادة ميراثه له .ليلاس
وسالت اوليفيا نفسها ولسانها يلهج بالدعاء احقا انتصر الشرف اخيرا ؟وحينما سالته عن ذلك صراحة قال مراوغا :
_ستعلمين ذلك في حينه .
|