كاتب الموضوع :
اماريج
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
وتذكرت عائلتها فى تلك الاجازة حتى فى الاجازات لم يكن والدها يقضى معهم وقتا كافيا لقد قضوا حوالى الساعتين يديران ابريق القهوة مع بعض قطع من الجاتوه .
نصف ما يساوى وجبة ذات ثلاثة اصناف فى مدينتها . وكما ذكرت والدتها . فانهم شاهدوا كيف يعيش النصف الاخر ولكن لم يخطر على بالها انذاك انها قد تنتمى ذات يوم الى هذا النصف الاخر .
وتنهدت فى داخلها متحسرة ان صعودها المفاجئ كان بمثل هذه الكابة وعلى يد الرجل الذى تكرهه بكل اخلاص .
منتديات ليلاس
وانتحت جانبا وهى تشعر بتقلص معدتها يزداد بينما اتجه ماثيو الى مكتب الاستقبال . لقد كانت تلك لحظة الحقيقة التى كانت تخشى مواجهتها حينما تلقى اليها تفاصيل الامر الخطير الذى لم تكن تجرؤ على التفكير فيه الا وهو ترتيبات النوم للايام التالية .
فبالتاكيد ان لديه من الذوق ما يجعله ان يحجز لهما غرفتين منفصلتين . رغم شذوذ ذلك بالنسبة لهما كحديثى عهد بالزواج .منتديات ليلاس
ولكن صدمتها كانت حادة اذ يبدوانه لم يفعل فقد عمتها قشعريرة وهى تسمع موظف الاستقبال يقول بكل ادب :
_مرحبا يا سيد جوردان .
ثم بابتسامة واضحة تجاهها وهو يضيف بالانجليزية :
_سياخذكما الصبى الى جناح العروس المخصص لكما .
وسقط قلبها فى حذائها جناح العروس ؟ احقا ؟ الم يذهب ماثيو فى المزاح اكثر من اللازم ؟ .اماريج
وابعدت ناظريها عن وجهه عمدا وهو ياخذ بذراعها ويقودها عبر الصالة المرمرية الهائلة الى حيث ينتظرهما الصبى عامل المصعد واخذت تحملق فى الارضية طوال صعودهما مخبئة غضبها بكل ما تملك بينما هى تغلى فى داخلها . كيف يجرؤ ان يعرضها لهذه اللعبة السخيفة .
وفى نهاية الممر ذى السجاد الوثير وصلا اخيرا الى الباب المذهب لجناح العروس .
ودفع الصبى الباب وتنحى جانبا وقال ادب :
_سيدتى ... سيدى .
وكان وراءه غرفة فخمة اشبه بما فى القصص الخيالية مؤثثة بذوق راق ذات ظلال وردية وسماوية وخمنت اوليفيا ان هذا الاثاث الراقى من الطراز الاصل لـلويس الخامس وكانت الستائر حريرية ناصعة اما السجاد فصينى لا يقدر بثمن .
منتديات ليلاس
ولكن الشئ الذى كان يطغى على كل ما فى الغرفة والذى جذب نظرها مسببا لها الضيق كان سريرا يلمع تحت الثريات المتالقة مزخرفا ومنمقا فى كل جوانبه .
لم يكن هناك مشهد اكثر رومانسية لشهر عسل يمكن ان يجول بالخيال اكثر من هذا المشهد . وتحسرت اوليفيا فى داخلها اذ لن يستعمل اى جزء فيه فيما قد صمم من اجله .
وكان الصبى يتجول بهما فى المكان دافعا باب حمام لا يقل فخامة بمشتملاته المذهبة وحمامه الغاطس ودشه المنفصل .
ثم فتح بابا ثانيا الى الصالون ويقودهما الى غرفة ثانية ملحقة واسعة ومؤثثة اثاثا مريحا من اريكة ومكتب وبرؤية الصالون شعرت اوليفيا بتوترها يتبدد . ليلاس
اذن فهناك غرفتان منفصلتان يبدو انها اساءت الحكم عليه فمن الواضح انه حجز الجناح لاجل المظاهر عالما بانه سيفى بالغرض تماما . فالاريكة المنجدة بالحرير المقصب وان كانت لا تصل الى مستوى السرير فى الغرفة المجاورة الا انها ستكون مناسبة فهو بالتاكيد نام على ما هو اسوا وسمحت لنفسها ان تتنفس الصعداء .
وبعد انحناءة واكرامية سخية حياهما الصبى :
_ شكرا سيدى سيدتى . تصبحان على خير .اماريج
ثم اقفل الباب بعد انحناءة اخيرة.
واستدار لها وعلى شفتيه واحدة من تلك الابتسامات المرحة المشوبة بالسخرية التى تعودت عليها اوليفيا وقال :
_ها نحن اولا واخيرا وحدنا . فلنخرج ملابسنا ونطلب شيئا نتناوله من خدمة الغرف ام تفضلين الخروج لنتناول الطعام ؟
منتديات ليلاس
ونظرت تلقائيا فى ساعتها شاعرة بما هى فيه من جوع وارهاق كانت الساعة قد تجاوزت التاسعة وبعد الاثارة واحداث ذلك اليوم فضلا عن ليلة مسهدة سابقة لم تجد رغبة فى الخروج . ليلاس
فردت عليه متثائبة :
_افضل ان اتناول الطعام هنا.
|