كاتب الموضوع :
وعـود
المنتدى :
القصص المكتمله
المعزوفة الرابعة
عزف المحاجر
قمة الالم ان تبتسم من بين الدموع ...
هناك عند نقطة التفتيش....
توقف ابولافي بثقة وطمأنينه ... بينما يقف خلفه بسيارتين صقر ثم أعمامه .. وأبناء عمومته ...يتوجسون خيفة
تحركت سيارة ابولافي بعد ابرازه الهويه....وخفف من سرعته للاطمئنان على من خلفه بعد اصرار ام فيصل عليه بفعل ذلك....
: بولافي خفف شوي خلينا نطمن عليهم ..
: ماعليهم باس ان شاءالله لا تخافين
: ان شاءالله ان شاءالله...بس وقف شوي خلينا نشوفهم...
توقف بولافي جانبا كما ارادت ...ولم يفتر لسانها عن الدعاء لهم
بينما التفتت ارقاب الفتيات للخلف يراقبن الوضع بحذر...
انطلقت السيارتان بعد وقفه قصيره ...ثم كان دور الصقر ..
توقف..
و........
ترجل من سيارته مغلقا الباب خلفــــه ...
حينها بلغت القلوب الحناجر ...وشخصت الابصار بقوه لتلتقط الاحداث بدقه ...
نزل بعدها .. العم بوخالد وبو فهد .. وكذلك الشباب من سياراتهم .. همس لهم صقر بكلمات فعادوا ادراجهم بعد تردد منهم والحاح منه ..
ضربات القلوب ارتفعت بارتفاع حرارة الموقف وصعوبته
لكن طيف ابتسامه ارتسم على الشفاه المضطربه عندما صافح صقر الضابط ..وقدم له الهويه ..
تاملها الضابط برفق وعينا صقر تلتهم تعابير وجهه :حيالله صقر الـ ******
رد صقر بثقه : الله يحييك .. وارتسمت ملامح الراحه على وجوه الأعمام ...
رفع الضابط راسه ناظرا اليه : آمر يا الصقر
حرك صقر عمامته ليثبتها بيديه : ما يآمر عليك عدو يالغالي ... السيارات الاربع اللي وراي لـ عمامي ...
تحركت نظرات الضابط لهم .. تاملهم برهه وضيق عينيه لثواني .... ثم اشار لهم بيده ليتحركوا ....
فانطلق كل بسيارته بعجل تحركت الاولى ... فالثانيه الى الرابعه ...وسط زفرات الراحه وتنهدات الحمد ..
اعاد الهويه الى صقر بابتسامه : تآمر على شي ؟
: سلامتك ما قصرت ياخوي ...وصافحه اخرى ...
ثم ركب سيارته ليلحق بهم .. ويده الاخرى تضغط أزرة الهاتف بمهاره ..
وصله صوته المألوف : بشر؟
تكلم صقر بامتنان ممزوج بنبرة صوته الواثقه : ما قصرت يابو نواف نردها لك بالافراح
زفر الاخر براحه : خيرك سابق يابوفيصل ... اذا وصلت كلمني
: صار... فمان الله
: فمان الكريم
/ بعد اسبوعين /
بلادي وان جارت عليَّ عزيزةٌ ........واهلي وان ظنوا عليَّ كرامُ
.
.
ذكـــــــرى آلم
لا اعلم الي متى ستظل هذه الصورة تلازمني وتزاحم افكاري وتستبيح بعنف وشده عقلي وخيالي ...
كلما مررت اعتاب هذا المكان ...
طفلتين .. بجديلتين في صباح باكر .. ويوم ممطر بائس ...حجبت فيه الغيوم نور الشمس
وتعكر صفو السمـاء ببرق ورعد يصم الاذان ويخطف الابصار
استرقت لهن النظر من نافذة الغرفه ..
تقفان في فناء المنزل الخلفي تعانقت ايديهن الصغيره ببعضها ... بللتهن حبات المطر اللي امتزجت بسيل
الدموع وغسلت ملامحهن البريئة معلنه بدايه العناء...
تزداد شهقاتهن بترديد النشيد الذي ينطلق من احدى المدارس القريبه...
النشيد اللي حفظناه عن ظهر قلب... النشيد الذي غرسه ءاباؤنا في قلوبنا وسقونا اياه كلمه كلمه وحرفا حرفا.....
حتى ارتوت بحبه دماءنا .. ونبضت به عروقنا .. واثمرت به جوارحنا..
ارتفع النشيد .. وارتفعت صيحاتهن.. كخناجر حاده صامته تغرس بصدري ....
وطني الكويت سلمت للمجدِ ... وعلى جبينك طالعُ السعدِ
وطني الكويت سلمت للمجدِ ... وعلى جبينك طالعُ السعدِ
وطني الكويت.... وطني الكويت.....
وطني الكويت سلمتَ للمجدِ
لم تشفع صيحاتهن ولا نداء توسلاتهن ....
فالمدرسه اصبحت محرمه عليهن منذ هذه اللحظه ... ومقاعدهن استبدلتهن بغيرهن بلا ذنب ارتكبنه ...
ولان عقلهن الصغير عاجز ان يفهم السبب او يستوعبه .. كان الصمت جوابا لاسئلتهن ؟!
.
: يالله صقـــــــر
التفت اليها ... وكأن الحدث بالامس... فلاتزال نظرة الالم تستوطنها رغم شبح الابتسامه على شفاهها .. أي مستقبل ينتظرنا وينتظرك يا دلال ؟
سألها : خلصتي؟
حركت راسها بالايجاب : أي خلصت ...
عبث بجيب ثوبه يتاكد من وجود مفاتحه وهمس بعد ان سبقها بخطواته : يالله
________________________________________
بلادي وان جارت علي عزيزة ........ واهلي وان ظنوا علي كرام
25 / 26 فبراير ...
ايام رائعه ومفرحه وبها يتجدد الالم وتزداد الحســـره..
يوم الاستقلال .. يتبعه يوم التحرير ..وعطلة اخرى تمتد لاسبوع واكثر ...بعد هذ اليوم الدراسي...
عجبا ؟!! ان كنا لا ننتمي لها .. فلماذا تغمرنا الفرحه باعيادها ؟...وما سبب ذاك الفخر والاعتزاز الذي نشعر به عندما نتغنى بحروفها ونترنم بعشقها...
هل هناك من يساوم على وطنيته وحبه لوطنه؟
أمجرد ورقه شرط لاثبات الحب والانتماء للوطن ؟!! كم ممن يملك تلك الورقه ولا يشعر بهذا الشعور؟
وكم ممن يفتقدها يقدم روحه على كفه فداء لها ...؟
الوطنيه شعور يصعب اثباته بكلمات وأوراق .. كما يصعب انتزاعه باكبر قوة على وجه الارض ..
هو شعور يستوطن النفس وتنبض به عروق القلب لتحلق الروح وتسمو به بعيدا عن العنصريه وزيف الشعارات ..
وطني وطني نعم هو وطني رغما على مدعين الوطنيه ..
"
ارتفعت صرخه المعلمه غاضبه
: صمـــــــــود وبعدين معاج ؟ كم مره اقولج انتبهي للشرح ؟ ترى للحيني مطوله بالي عليج يا صمود ، لا تخليني اتصرف معاج بشي ماحب اتصرفه
.
رفعت صمود رأسها للمعلمه بنفس النظرات التي اكتست عيناها مؤخرا .. نظرات
جريئه غريبه يغمرها برود شديد ينبئ بقدوم عواصف رعديه شديده بمجرد الالتحام ...
ثواني من التحديق السلبي الذي تلاقت فيه نظراتهم ...
وعادت صمود الى ما كانت عليه من لحظات ..مع همسات تناقلتها مع زميلتها التي حاولت ثنيها ...
زفرت " ابله حصه" بغضب ورمت القلم على الطاوله.. وتقدمت منها بخطوات تشتعل
غضب تسابق انفاسها الحاره ..تتبعها نظرات الطالبات الفضوليه ... وصدى حذاءها يشق
صمت الصف .. وكانه صوت النذير بقدوم الخطر
اقتربت من صمود وانتزعت الدفتر بقوه من بين يديها.. ونظراتها سهام جارحه تكاد
تقتل صمود في مكانها .... لكن البرود هو نفسه يغلف ذاك الوجه القمري ...
عقدت ابله حصه حواجبها بثوران وفتحت الدفتر بهيجان.....وهي تتوعد وتهدد صمود بداخلها ...
.
.
لكـن ..
هدآت الانفـاس .. وخمدت النار ... وانقلبت مشاعر الغضب..لاخرى معاكسهبمجرد ان قرأت المكتوب أحست بغصـه وحســـره موجعـه .......
بلادي وان جارت علي عزيزة ........ واهلي وان ظنوا علي كرام
بلادي وان جارت علي عزيزة ........ واهلي وان ظنوا علي كرام
بلادي وان جارت علي عزيزة ........ واهلي وان ظنوا علي كرام
لم تكمل ما كتبت ... لكنها علمت محتواه ... اطلقت ابله حصة زفره مخالفه تماما للزفرة الاولى ...
اغلقت الدفتر واكتسى وجهها بملامح الاسى والحزن تعلم ما تعانيه صمود وما تواجهه تعلم شعورها وتتفهم مشاعرها وظروفها ..
لكنها ايضا مهتمه لمستقبلها.. ولا تنسى توصيات خالتها المستمره على ابنتها المتمرده ...لاول مره تشعر بالضعف.. والحيره.. سحبت نفسا عميقا وهمست "
: يا حبيبتي يا صمود .. ادري انه صعب اللي تمرون فيه... حاسه بشعوركم بس انتبهي لدرسج واهتمي بدراستج ترا ما تنفعج الا شهادتج ...."
ارتفع حاجب صمود.. وانطلقت منها ابتسامه .. ما لبثت ان تلاشت لتقول : صج ابله !!
ابتسمت ابله حصه وحركت راسها بالايجاب
لكن كلمات حصه مازالت عالقه بذاكرة صمود المهشمه ..
لا يمه والله حرام عهود ماتنفع لناصر
عهود ماتنفع لناصر
عهود ماتنفع لناصر
لن تنسى تلك السهام التي اطلقتها حصه ... والتي للان تجهل علم صمود بها ...
سهام اخترقت صدر صمود قبل اختراقها سمعها ... جراح تتجدد كلما رأتها
كتفت صمود ذراعها وأكملت بسخريه : بس انا غيــــر يا ابله حصه .......... ؟!! ...والا نسيتي !!
تكلمت طالبه باول الصف ساخره : رحم الله امرء عرف قدر نفسه ..
فاشتعلت نظرات صمود غضب وردت عليها بغيض :
إذا نطق السفيه فلا تجبه فخير من إجابته السكوت فإن كلمته فرجت عنه.. و إن خليته كمدا يموت
تقف روان غاضبه :منو السفيه يا سفيهه .. السفهاء انتي واهلج و.....
لم تكمل لان انقضاض صمود كان اقرب... وصرخات المعلمه لا مجيب لها...
حزباعلنوا انفسهم انصار لصمود .. وآخر انتهض فزاعا لروان...
توسعت المشاجره لتشمل الكراسي والطاولات والحقائب والكتب... وحتى اقلام اللوح لم تسلم منهم..
وبعد فترة من الصراع .. توقف الشجار وانتهت المعركه لكن ... .. في غرفة المديره ..
المديره : خلاص ابله حصه تفضلي لحصتج .. وانا اتصرف مع هالاشكال ..
هزت حصه راسها هامه بالمغادره .. وبدون شعور تحركت نظراتها لـ " تلك " الواقفه هناك ...
تميل بوقفتها ..تعبث باظافرها ترفع حاجبها بكبرياء.. وعلى شفاها شبه ابتسامه
.
حصه : لا اعلم كيف اصبحت تمتلك هذه القوه بعد ضعف كان يعتريها؟!
لحظه هل هي قوة تلك التي اراها ترتديها ؟ ام انها تصطنعها ؟ هل هي قوة او برود و
لا مبالاة ؟
ام هما الاثنان معا ؟.... في الحقيقة اتوقع انها فعلا قويه .. او تجيد تمثيل القوة وبمهاره...
غريبه انتي يا صمود؟ والاغرب تلك الافكار التي تجتاح عقلك... وتعصف بقلبك ؟
على أعتاب السفاره البريطانيه ..
رتب اوراقه بعد ان تاملها مرارا ... بينما اسرع الاخر بخطواته يجاريه
نايف : صقر انت مجنون ؟!!
صقر : ليش ماتقول عاقل .. او عقلت
نايف : تترك ارضك ؟ ديرتك ... هذي الكويت ...الكويت ياصقر ..
صقر : محد يساومني على غلاتها..وانت ادرى !! ارخصت لها الروح من قبل .. وما اغليها عليها لو تآمر ...
نايف بالم : كلها وظيفه خسرتها تفداك وبدالها الف.. من باجر الا من اليوم اشوفلك غيرهـــ....
قاطعه صقر وقد تغيرت نبرة صوته : .. الوظيفه بدالها الف ... بس الذل مايطيقه حر يا نايف..
" ركبا السياره .. وادار صقر المحرك ... عليه ان يسرع لياخذ شقيقته من بيت خالته ..."
نايف محاولا ان يثنيه باي طريقه : انت احسن من غيرك يا صقر... وابناء الشهداء املهم كبير بالتجنيس؟
همس صقر بالم : الدم اللي ماعترف فيه وهو رطب... ما يعترف فيه بعد ما جف ونشف ...السالفه ابرة مخدر كل ما علت الصرخه اخذنا جرعه ... وراح نظل على هالوضع الى
يوم الدين ...
نايف : تفاءل يا صقر ما عهدتك سوداوي ... حتى بايام الغزو
: يا نايف لما تكون تحارب غريب اعتدى واستولى على ارضك ... مهما غدر وقتل واعتدى...غير لما تكون الطعنه من اهلك ومن اللي تحبه وتفديه ... / صمت .. ثم قال /
.. الوضع اصعب من انه ينشرح يا نايف ...
نايف بحشرجه لم يستطع اخفاءها : معزم ؟
همس : ان شاءالله ... بس خله بيني وبينك... للحين في امور وحسابات اصفيها .... والتفت اليه محذرا .. مايعرف بهالشي غيرك وفهد ..
صرخ نايف غاضبا : انت مستوعب اللي تسويه ... بعد هالعمر تبي تتخلى عن اهلك وناسك
: مايجبر على المر.. الا الامر منه ، لو كان الامر راجع لي ما تحركت شبر برا الكويت .. بس ضاقت يا نايف واخوك ما يتحمل الذل والقهر ...
ازدرد ريقه يستوعب الامر : كم سنه !!
: الله العالم ... لكنها مو اكثر من اللي ضاع من عمري ...
صمتـــــــــا ... كل منهم ينهشه الوجــع ... وتحرقه الحســـره ...
: صقر
: سم
نظر لعينيه برهه .... ثم همس : لو انعادت سنه الغزو ...... بيكون موقفك نفسه والا يتغير ؟!!
صمتٌ....وتاملٌ....وجعٌ ... وتالـمٌ .....وتلااااشت النظرات بالنظرات ...
وضاعت الاجابــــــه .. بأعماق الصمــــــــت ...
انتهى وقت الدرس وحان وقت الانصراف ... وانطلق الجرس معلنا عنه..
امتلت الساحه بالطالبات .. بين ضحكاتهن .. وصرخاتهن ......وتوديع بعضهن لحين الالتقاء بعد عطلة سعيده
وانتهى وقت العقاب الذي فرض عليها من المديره ... خرجت بشموخ كما دخلت .. لم تنكسر امام نظرات التهديد والوعيد
ببساطه لم تعد تخشى شيئا ...
رقت لفصلها بخطوات عنيده ونظرات غرور ارسلتها لمن تنظر اليها من بعيد مع شلتها المنحطه ...
دخلت الفصل الفارغ .. وارتفعت صدى خطواتها فيه .. جمعت دفاترها في حقيبتها ...والتقطت من بينهن هاتفها المضيء لتجد رساله جديده ....
فتحتها ثم عقدت حاجبيا بضيق ...
" صمود صقر راح يمرج مع دلال .. لا تتاخرين بالطلعه .. بسلم عليج قبل مانروح .."
المرسل : الغاليه
تبغض لحظات الوداع ... وهذا سبب اصرارها اليوم على الذهاب للمدرسه رغم عدم اهتمامها الواضح
بدروسها لكنه هروب من المواجهه او خشية من لحظات الانكسار والضعف ...
: صمــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــود ؟!
التفتت لعائشـه التي انتشلتها من مرارة الواقع والحقيقة المؤلمة ...
اقتربت عائشه بانفاسها المتقطعه من الجري : شنو سوت لج الناظره ؟ ... لا تقولين فصلتج ؟؟ والا استدعت ولي امرج ؟؟
هزت صمود راسها نافيه ... : لا هذا ولا ذاك...الكلمات المعتاده... اعتذار مصطنع .. وتاسف غبي... تعهد وانصراف... و....
: و... شنو فوق كل هذا ...
عضت على شفاها عندما تذكرت النقطه الاهم : هــه تبي تعويض .... عشرين دينار...
ابتسمت عايشه تخفف عليها : تفداج ..ماعليـــــــه تتدبر ...اذا مو من اهلج انا وياج ندبرها ...
" لم تكن معها ... سريعا ما يخطفها السرحان لعالمه... كثيره هي الافكار التي تدور في ذاك العقـل المثقل ... والاكثر هي الذكريات الاليمه "
حملت صمود حقيبتها وجارتها عائشه بخطواتها للخارج ...بصمت ..
سارا بضع خطوات في الساحه ... وعندما تذكرت صمود من ينتظرها خارجا ... كشت ملامحها
بضيق .. وفضلت الجلوس هنا حيث الانتظار... ولم تعارضها عائشه التي جلست بقربها ...
عائشه بقلب قلق وهمس محبه: صمود .. ترى الابله تحبج.. وكلنا نحبج ... ونتامل فيج خير ..
وخايفين على مستقبلج .. لاتزعلين من ابله حصه .. تراها وربي تحبج ..
سألتها بتنهيده : كلمتــــــــــج ؟
هزت راسها نافيه : بدون لا تكلمني انا اعرفها ابله حصه تهمها الطالبه قبل الماده .. وماتخلط الاوراق ...
وانتي مو مثل أي طالبه .. انتي متميزه ... وشاطره ... حرام تضعيين مستقبلج بدينج
.. الشهادة مهمه بهالزمن يا صمود ....واللي ما عنده شهاده يضيع
" ماتخلط الاوراق ؟؟
ماتخلط الاوراق ؟؟
ماتخلط الاوراق ؟؟
تعلم انها المقصوده بهذه الجملـه برافواا اجدتِ التلميح يا عائشه ...." حصة المعلمه وحصة ابنة الخاله المعارضه لزواج عهود وناصر "...
نعم خلطت الاوراق... لكن رغما عني..
لا استطيع مقاومة شعوري نحوها لا استطيع السيطره عليـه... اكرهها نعم اكرهها...لانها تقف امام حلم شقيقتي...وربما حلمي
عائشه انتبهت لسرحانها : سمعتيني صمـــود اثبتي وجودج بشهادتج ... اللي ماعنده شهاده بهالزمن يضيع ....
مال حلقها بابتسامه : هـه ... اللي ماعنده شهاده يضيع مستقبله؟!!
واحنا ضايعين ماضي وحاضر ومستقبل.... بشهاده وبدون شهاده ؟
عائشه : صمـــــــــــــود ...
قاطعتها صمود : صح هالزمن زمن شهادات غبيه واوراق معفنه.. بس مو الشهادة اللي راح تكون مع امثالي ؟
.... قولي بالله بشنو تنفعني شهادتي اذا تخرجت ؟ درست والا لا ...
جبت نسبه والا لا .... شهادة ثانوي مقابل شهادات جامعيه ؟ ما تسوى فلس ...
فلس واحد ما تسوى لا نجذب على روحنا ...
: ما تدرين يا صمود يمكن الدنيا تتغير وتتحسن الاوضاع وتنفتح الابواب بوجهكم..و............
: قديمه قديمه يا عايشه .. قالوها من خمسين سنه ...
: لا تياسين من رحمة الله
: مو ياس... لكن واقع .... هذي حالنا ولو بعد مليون سنه...( .سكتت .... وبهمس ) اشباه اموات...... ويمكن الاموات ارحم....
( نهضت وهي تنفض ثيابها من تراب الارض حملت حقيبتها على كتفها متجه للبوابه .. وقد اشتعلت فيها نار الحسره والالم التي لم تهدأ قط )
رحلت .. تشيعها نظرات وعبرات عائشه الحزينــــه ...
________________________________________
" خارج اسوار المدرســــــــــه "
دلال : تأخرت .. انزل أشوفها ؟
صقر :لا خليها ...زين سوت انا ابي اختلي فيج ....
هذا ما كانت تخشاه وتتحاشاه .. تتمنى الارض تبتلعها خجلا وحياء تعلم ما يريد قوله
وما يريد ان يصارحها به او بالاحرى يتاكد من رايها فيه....
.
: دلال تدرين دام اني معاج مافي قوة بالارض تقدر تغصبج على شي ...
: الله لا يحرمني منك يا خوي
: عمي كلمني عن الملجه يبيها اخر الاسبوع الجاي ...بس تاكدي لو الامر وصل لخطة قلم
القاضي وجا في بالج تتراجعين انا معاج
: صقر انت مو راضي عليه؟ .. اذا مو راضي وربي ما اوافق ولا ابيه ...
اتسعت ابتسامته الحنونه وامتدت يده تشد على يدها : لا يالغاليه... مو قصة مو راضي
.. بس ابي اتاكد لاخر لحظه انج راضيه... وابيج تتاكدين
اني معاج باي قرار تاخذينه ...دلال الزواج اكبر من عقد يربط اثنين ... خاصه لمثل
حالتنا... حياة صعبه قدامكم .. مابي اخوفج بس ابيج تكونين بالصوره ... زواجج من
خالد... يعني صورة لامي وخالتي وام خالد .....
: : اللي كاتبه ربك يصير ...والارزاق بيد الله
: ونعم بالله ... بس تحمليني بظل اسالج واتاكد لين ينكتب العقد ...
اتسعت ابتسامتها ... مع خليط المشاعر الذي يجترفها ... سعاده برهبه بخجل ... تحمد الله انها ترتدي غطاء يستر وجهها والا فضحتها ملامح
السعاده التي لونت وجنتيها ورسمت ابتسامه عذبه على شفتيها ... خالد وحلم الطفوله ... كيف تنهيه وهي تحلم بذلك اليوم الذي يبتدا فيه..
.
كانت مميزه بين الطالبات ..تكاد تكون الوحيده بين القلة اللاتي لا يرتدين العباءة والغطاء ..
زفر ككل مره يراها فيه .. : مادري متى تعقل هالبنت وتتستر مثل خلق الله ...
التفتت اليه دلال بعد ان قرأت ملامح تلك القادمه : تكفى صقر لا تكلمها .. شوف
وجهها معفوس تقول قنبله على وشك الانفجار...وربي شكلها نار مشتعله
ومتى انطفأت حتى لا تكون نار مشتعله ؟ .. قلما رايت هذه الهرة بملامح الأُلفة ...
وبلا مخالب تشهرها بوجه الكل ... عدوانيه شرسه اندفاعيه هذه هي صمود ....
امتدت يده لمحفظته بالوقت الذي دخلت فيه صمود للسياره .. واغلقت الباب بعنف ...
: وعليكم السلام > قالها ساخرا
فاشاحت بوجهها الغاضب نحو النافذه
: الباب ماله دخل بمزاجج .... والمكان اللي تدخلين فيه سلمي .. السلام لله ...
دلال برجاء : صقر
لينفث غضبه فيها : اكرمينا بسكوتج ...
ادار المحرك .. وكم تمنى لو يملك مبلغا يمكنه من شراء عباة وغطاء لتلك المشاكسه
... لكن ككل مره .. يراها فيها يفتح المحفظه فلا يجد الا ما سيدفعه لمحطة الوقود ...
من اين له .. واشغاله غير مستقره متناثره هنا وهناك .. واعباء منزل وسياره وأسره على عاتقه ...
اطلق تنهيده بلا شعور .. التفتت على اثرها شقيقته دلال هامسه : سلامتك ..
اتسعت ابتسامته لها ..... لتبادله اياها من تحت الغطاء......
اما الاخرى لم تكن معهم .. ولم تسمع حديثهم الذي تداولوه .... مشغول عقلها بمن
ستحلق بهم الطائره بعد ساعات الى رحاب الحرم ..والدتها ... وشقيقاتها
آخ كم تتمنى ان ترافقهم مره ... فقط مره واحده .. امنيه تتكرر في مثل هذا الوقت
البغيض من كل عام ... امنيه باتت تتلاشى كالضباب بحضرة الشروق ..
" في منزل ام فيصل ..ابولافي "
الهم نفسه والحسرة ذاتها تطوق قلبها الصغير وهي تشيع بنظراتها المنكسره والدتها وشقيقاتها
كم كانت تحلم ان ياتي ذلك اليوم الذي لا تضطر فيه للوداع ، كانت تحلم باللحظه التي تضع يدها
بايديهم تسابق بخطاها خطاهم الى ذلك العالم المجهول الذي سمعت فيه ولم تره ..
مطار كبير وواسع وطائره خياليه عملاقه وتحليق بين السماء والارض ومناظر خلابه آسره
عالم جديد ودنيا حالمه ومعالم رائعه كما يصفنها شقيقاتها ..
ايقظها صوت شقيقتها عبير لتفيق على مرارة الواقع : صوصو تآمرين على شي ... شنو تبين
نجيبلج معانا ؟...في شي بخاطرج؟
: سلامتكم بس ادعولي
عبير بابتسامة صادقه : اكيد هالشي مفروغ منه ... خلاص عيل اجيب لج شي على ذوقي ..
بادلتها الابتسامه لكنها ابتسامه مره ممزوجه بلوعه : كل شي منج حلو ... بس الاهم سلامتج ...
.
.
صمـــــــــــــــــــــــــووووووووود ...
التفتت صمود لتلك القادمه كالصاروخ من باب الغرفه
: صمووووووونه صموووووووونتي
صمـود ترفع حاجبها مستنكره : صمونه بعينج يا............
لم تهتم الاخرى بما قالت بل عانقتها بشوق ولهفه : زييين انج جيييتي .. اتصل عليج وما تردين كنت بخليهم
يمرونج بالمدرسه .. وحلفت ما اركب الطياره قبل ما اسلم عليج
طوقتها صمود بذراعيها لثواني ... تلك شقيقتها الاقرب والاحب... لا تنسى المشاحنات
والمشاكل الطلابية التي كانت تدخل فيها بسببها ..
كانت خط الدفاع الاول عن صمود وتتاثر بجرحها قبل ان تتاوه منه... الى ان
اتخذوا القرار بالتفريق بينهن في المدرسه لتردي مستواهن الدراسي اظافة الى الفصل
المتكرر لصمود فيها
غدير بعبره وهمس : وربي مابي اروح ... احس اني رايحه الموت كل مره بدونج ...
ابتسمت صمود وكانها اجادت هذا الدور : افا احد يحصل له يروح بيت الله وما يروح
.وبعدين اذا تنطريني اروح معاكم عز الله مارحتي ولا طلعتي من الديره ..... روحي يا
غدور واستانسي وادعيلي من قلبج ...
مسحت غدير دمعه ونطقت بعبره : اكيد بدعيلج .. وبصورلج كل شي مثل كل مره ...
واكتبلج تقرير عن الرحله ...من اول ما نطلع لين نرجع ...انتي بس آمري تبين شي غيره
" وٍدٍي آبُوح كل مآبخآطرٍي مكنونٌ
لكنٍ ظرُوفْ آلوٍقت تلزٍم .. سكًوتًي .. !!
"
~ ايييه ابي ابي ... ابي اشوفها .. المسها ... اكحل عيوني بشوفتها .. ابي اطوف
حولها وأصلي بصحنها واشرب من ماي زمزم واسعى بالصفا والمروه ... ابي اروح
مثل المسلمين ما يروحون ابي امارس حق اعطاه ربي لكل مسلم ورغبه فيه.......~
( تلك صرخه وامنيه بداخلها تنازعها تريد ان تخرج تتحرر فتملأ العالم بحروفها لكن كتمانها بهذا الوقت مطلوب )
صمود : ابي سلامتكم ويالله هذا عمي يناديكم لا تتاخرون ...
نزلن وتبعتهن للاسفل ...تجر خطاها اسى والم فهناك الوداع الاكبر ....
اقتربت ...
ولم تخفى عليها دموع والدتها المنهمره التي سارعت بمسحها عندما لمحتها تقترب ..
كانت تتحدث مع صقر ودلال وعهود ... اللذين هموا بالمغادره فور وصولها ....
اقتربت من والدتها التي فتحت ذراعيها لها وضمتها بقوه ..والاخرى ترتشف من
رحيق حنانها ما يكفيها طوال فترة غيابها ...
: دربالج على نفسج وسمعي كلام خالتج واختج وكل يوم راح اتصل عليج مو ما تردين واذا
تبين أي شي قولي لخالتج تراها حسبة امج لا تستحين منها
" اكتفت صمود بالصمت "
( ابعدتها والدتها واكملت بعبره )
: دودي قلبي ... تدرين ما ودي اروح واخليـ .....
حركت صمود راسها بمعنى الايجاب : روحي يمه ولا تشيلين هم ماني صغيره ... واوو
وانا ودي اقعــد مع خالتي وعمامي .. اصلا انطر جمعتهم نطاره من عطله لعطله ( كاذبه كاذبه كاذبه )
هذا ما ينطق به قلبها وكل خليه فيه وفي جسدها المتألم ....لكنها مضطره لـ ان تخفف
شيئا من حرارة كبدها ووالدتها ...
نعم هي لحظات متكرره كل سنه كشريط يعاد مره بعد مره... لكنه في كل مره يزداد مرارة والم.
لفت ذراعيها حول عنق والدتها بقوه ثم اخرجت كلماتها بعد معاناة ومجاهدة : تروحون وترجعون بالسلامه
.
" في السيــــــــاره .."
كان بامكانه ان يرى بوضوح بريق الدمع في تلك المحاجر ....
نقطة ضعف الرجل دموع انثى ...فكيف ان كانت تذكره بتلك النظرات التي اشتاق لها...ويوجعه الحنين اليها
" صاحبه بل شقيقه بل توأم روحه ..."
نعم يعلم هي كالزجاج شفافية ورقة ...ويعلم ان تلك القسوة التي تغلف بها
ضعفها مزيفه ... وان تحديها وشموخها
امام الضعف الذي يعصف بها ويزعزع ثباتها ..انما هو مكتسب ..وموروث ... تماما كما كان يصنع شقيقها ..........
كم تشبهه الى حد الجنون ؟!!
امتدت يده لشريط القرآن .. علة يخفف من وطأة الالم على قلوبهن
...وقلبه
.
توقفت السياره امام منزل الخاله ام صقر .. الملاصق لمنزل العم بوخالد والعم بوفهد..فلا يفصل بينهم سوى جدار
يتوسطه باب ليربط البيوت ببعضها ...
نزلت الفتيات والتقين بالخاله التي استقبلتهن بالترحيب والابتسامه الحنونه ..
بادلنها الترحيب ... وجلست عهود بالقرب منها ... بينما اسرعت دلال لتحضير الغداء ...كما اوصتها والدتها ..
اما الاخرى فاستئذنت بهمس وانطلقت لوجهتها التي تحتاجها بقوه ...
(الحمام ) " اعزكم الله "
كان ملجأها الوحيد في ذلك المنزل الشعبي الصغير ... ومكان حريتها
الذي لا يقيدها بقيود .. وشاهد ضعفها
وانكسارها وخدش شموخها وكبريائها ....فقط هو الوحيد الذي تسمح له برؤية
الحقيقه........
اسندت ظهرها للباب بعد ان فتحت صنبور الماء لآخره ... واطلقت شهقاتها المكبوته
وحررت دموعها الحاره لتتدفق بغضب وتوجع
بكت وبكت حتى خارت قواها ونزل جسدها الضعيف للارض ...لم تعد تحتمل قدماها النهوض
بكت ..وصاحت ... بلا قيود ... ولاخوف .... بكت تغسل بصيحاتها ودموعها حرقة
القلب وحسرة النفس وتوجع ينهش الفؤاد ..بكت حتى افرغت كل ما كان لديها وفيها ....
لتعود بعد ذلك صمود القوية الشامخه تماما كما كانت ...
.
أنا يابحر ماجيتك فضى ولمشاهدك شفقان
أناجيتك أبنـــــسى الياس وبعض الهم يباريني
على جالك انا جالس اسامر موجك الغضبان
أسولف له عن اوجاعي وعناي وغربه سنيني
علامك يابحر غاضب علامك تصرخ بكتمان
انا جيـــــــتك ابشكيلك وابي منك تواسيني
أنا مثلك بحر لكن وسط نفسي انا غرقان
تعبــــت ابحر مع نفـــــــــسي واسالها انا ويني
ارتفعت نغمة الهاتف لتقطع سرحانه واحلامه ...او بالاحرى آلامه واحزانه ..
اعتدل بجلسته والتقط الهاتف ...
: هلا فهد
: وينك فيه ياشيخ .. ننطرك على الغدا ؟
مسح وجهه بتعب : لا بالعافيه .. عندي مشوار مهم لازم اخلصه ..
بتعجب : مشوار بعز الظهر ؟ في مشوار بهالوقت ؟!
: ايه .. هذا وقتــه يا فهد ...؟ صمت ثم قال فهد تغدوا ولا تحسبون حسابي
سال بتوجس : صقر فيك شي؟!
: العافيه
رد بشك : دربالك على نفسك
اغلق هاتفه .. ونهض قائما ينفض غبار الانكسار .. وعيناه تحدق بذاك الامل البعيد ....
|