كاتب الموضوع :
وعـود
المنتدى :
القصص المكتمله
المعزوفة الاخيرة
عزف المحاجر
ثارت رياح الجفا وإهتزت /......أركاني
واللي /.... بقى بي سوى عبره وتنهيده
طال الألم وإنتثر صمتي من /.... أجفاني
تعبت /....... أصب الأمل بالصدر وآزيده
من غاب صارالحزن بشويش /... يرقاني
وأعلن /...... خفوي حِداده وإنتشى عيده
خمس سنوات !!
كم مرت ثقيلة وسريعة ،، ثقيلة وانا ارقب فجر ذاك الافق البعيد ، واقلب الاوراق لعلي ابلغ ما اريد ، واجلس الليالي مرتفقا فلا أنيس ولا جليس ،، سريعة بفقد من
أحب ، سريعة لانتقالي لزمن اصبحت فيه غريب ،،
من بين أهل وأحبة الى ديار غربة الى عودة قريبه ،،لكن الى من .؟
شتان بين عودة رسمتها قبل تلك السنين ، وعودة فُرضت علي تحت وطأت الصدمات وواقع مرير
فقدتُ أمي وآخر صورة رسمتها مقلتي ، ابتسامة مغتصبة ودمع محاجر علمت انه لم ولن ينضب
مسح باطراف اصابعه دمعه نفرت من محجره ، وقلب الاوراق يتأمل ذلك الخط المرتجف ، يحكي له معاناة
كتبت بدم المحاجر لا دمعها ،،
توفي عمي بوفهد وهو يتمنى شوفة ولده فهد اللي هاجر بعدك لكندا ، ماقدرنا نتصل فيه ، ولا نبلغه بالخبر ، اصلا ماندري اذا هو عايش والا لا ؟ ...
تدري صقر عمي ما طلعت له شهادة وفاة ؟؟ اندفن مثل ما يبي وتمنى بارضه ، بس ما اعترفوا فيه حتى بوفاته ؟
صقر لو عمى مات في امريكا والا كندا والا أي دوله ماتعرف حتى الاسلام ، هم بعد ماراح تطلع له شهادة وفاة ؟ صقر هو ميت بشنو راح يضرهم اذا عطوه ؟ لهالدرجه احتقارهم
للانسان اللي ربي كرمه ، لهالدرجه مافي رحمه في قلوب البشر ،، خلونا نكره في حياتنا وبعد موتنا ،
سحب نفسا طويلا قبل ان يطوي الاوراق ، واغمض عينيه توجعا والما
هكذا كان حال أمه وعمة ابو خالد ، حالت الاوراق بينه وبين رؤيتهم ، بل كانت سدا منيعا بين والدته وطلبها للعلاج ، حاول جهده ليخرجها ، كان مستعد ان يتراجع ان
يخسر كل شي فقط ان تشفى والدته وان يتيسر خروجها من الدوله للعلاج في الخارج كغيرها من المرضى ، لكن باءت محاولاته بالفشل ، فتح عينيه يغتصب صورة ربما خيالية
لواقع مشرق قريب
لن ييأس ، سيناضل من اجل نفسه ، ومن أجلهم ، ومن أجل وطنه ،،
طوال تلك الفتره التي قضاها في ايام الغربة لم يغمض له جفن ، ولم يهدأ له بال ، سعى سعيا دؤوبا لحل تلك القضية ، ولو بالتعريف بها ونشرها ،،
اجتمع مع عدة شباب يحملون القضية نفسها وغيرهم ممن اهتزت قلوبهم لها من شباب العرب وحتى الاجانب
نذروا نفوسهم لرفع الظلم ، واظهار الحق ، بالادلة والبراهين ، والحوار
انشأوا صندوقا لمساعدة الاسر المهجرة ، ولدعم القضية ، ونشروها بكل اسلوب ممكن ،،
ستشرق الشمس ولو بعد حين !
استاذ صقر !
التفت اليه يرمقه من تحت نظارته
: الجلسة بعد خمس دقائق
حرك رأسة شاكرا له ،، ثم عاد الى تنسيق اوراقه استعدادا للانطلاق
" هي جلسة تقديم مستندات وطلب التماس لحضور مؤتمر جنيف لحقوق الانسان كوفد مستقل تحت اسم حركة الكويتيين البدون >> حرصوا على ترتيب امرها منذ شهور متتالية وبذلوا
جهودا مضاعفه
من اجل ان يقبل تدويل قضيتهم ليتم طرحها دوليا
.
خرجوا من جلسة استمرت ساعات
بذلوا فيها جهدا وقدموا الحجج ،،
وصل مسامعه صدى ضحكاتها عبر الاسلاك : سويتوها يا صقر
رد عليها مسرعا بخطواته مبتعدا عن الضجيج : يعني كنتِ تشكين في قدراتنا حضرة المحامية ؟
: هههههههه لا ابدا ،، بس ما توقعت بهالسرعه ...كانت مفاجأه مو بس حقي حتى دلول وخالد والكل
صمت عند كلمتها " الكل " من بقي يا صمود لتشمله كلمة الكل ؟؟
مشعل ؟ ام فهد ؟ ام اعمامي ؟ ام والدتي ؟
رد : تيسير من الله
همست بضيق : صقر متى ترجع ؟
تنحنح قائلا : عندي خط ثاني ، اخليج الحين
: كعادته يتهرب ؟؟؟
وصلها صوته قبل الاغلاق : فمان الله
رد على المكالمة الاخرى : اهلا اهلا
مشعل : بالمهلي القاطع المشغول دوما وما يعطينا وجه
صقر : ههههه افا بس ان ما عطيت وجه لشاعرنا اعطيه لمنو ؟
مشعل : أي اضحك علينا بكلمتين .. المهم .. بشر اشصار تراني قاعد على اعصابي وكل ما اتصل مشغول والا ماترد وان ماخب ضني الخطوط مشغوله مع اهل الكويت
:ههههههههههه بشنو حاس ؟؟
: تراك تقتلني ببطء ،، قول يا صقر انعدم عندي الاحساس قول
صقر : وافقوا
مشعل : احلف !!
صقر : وافقوا يا مشعل ، وافقوا ، وبعد 6 شهور نعتلي منصة جنيف
مشعل : صقر ؟ .. انت تتكلم جد ... يعني خلاص ...
صقر : الطريق طويل يا مشعل .. بس بداية الغيث قطره
................................................. ......... قطره
.................................................. ............. قطره
امام الجهاز المحمول
رفعت يده الصغيره لتلوح بها نحو الشاشة : قول سلاااام ،، سلاااام خالو ... خالو تعال اشتقت لك
قهقه بصوت عال ثم همس : يا عيون خالك ، وانا اشتقت لك موت
احمرت وجنتاها ودارت بعينيها تتاكد من خلو المكان ، ثم همست بحرج : يلا صقر ماطول عليك
: وين تونا ؟
: بقوم انوم صقور شوفه شلون يغفي حرام
: شلون امه ؟
: دلول الحمدلله بخير ، اليوم كنت عندها
: ودودي ؟ اقصد البنت
: تجنن يادلبي عليها
: تشبهج ؟
رفعت حاجبيها : وانا شكو ؟ لا تشبه امها
ابتسم : يلا عقبال ما شوف نسختج
توسعت عيناها فشهقت : صقر باي
توسعت ابتسامته عندما اسودت شاشه الكاميرا وتبعتها رسالة معلنه خروجها من المحادثه
كان من المفروض ان تتبعه صمود بعد سنه او اثنين بالكثير بعدما يستقر ، لكن حظها كان اوفر واطيب
بحصولها على الجنسية تبعا لوالدتها ، كانت ثمرة لمراجعات كثيفه قام بها صقر منذ سنوات خلت ووكل امرها لصديقه نايف بعد هجرته ،،
لازالت تذكر نظرات صقر النازفه عبر الشاشه عندما اخبرها بضرورة انفصالهما ؟ وثورانها بوجهه واعتراضها
كانت ايام صعبة جدا بذلت فيها جهدا لتوصل رسالتها لصقر ، انت لي خير من الف اثبات وهوية
اليس غريبا طبع البشر !
الآن هو يتخلى عنها ليس حسدا منه ، ولكنه تفضيلا لها على نفسه عندما علم ان خيرا لها الانفصال ، وان لها الاولوية في اصدار القرار ،
وهي تتشبث به وبقوة
ميثا اكملت تعليمها وهي الان زوجة لنايف ووالدة لابنه صقر وابنته مشاعل
وقد عوضها الله خير لصبرها واحتسابها
د. مشاعل فتحت عياده خاصه بها ، تحتسب فيها معالجة البدون بلا اجر تبغي الاجر من الله
وعلى اتصال دائم بلجنة البدون مع صقر الذي طرح الفكره فتبنتها واجر باقي الممرضين من دعم الصندوق ،
اما ناصر هو الاخر على اتصال بصقر ،، فقد استاجر منزلا باسمه
واختاره في نفس الحي الذي يقطنه اعمام زوجته عهود ، اتخذوا منه مدرسه
مجانية وان كانت بدائية لتعليم الاطفال القراءه والكتابه وعلوم الدين يقوم عليها المتطوعين والمتطوعات من ابناء المنطقه وخارجها
صمود وميثا وعهود ودلال ،، فتحوا منزل ام صقر لتعليم النساء كبار السن القرآن وعلوم الدين ،
كل يوم صباحا وبعد العصر ، صباحا على يد ميثا وعهود ودلال
ومساء صمود وغدير وعبير ومريم فما ان يرجعن من الجامعه حتى يتفرغن للنساء
تبتسم جروحهن امام تحدي تلك النسوة ويذبل تعبهن امام دعواتهن الصادقه
همست مريم : دودي تراج ضعفانه
صمود : يعني انتي الاحسن؟
مريم : اهتمي باكلج لا يذبحنا صقر لاشافج
صمود : يجيب الله المطر
مريم : قولي الحمدلله ياقلبي على الاقل احسن من غيرج
: اللي هو انتي ؟؟
: ــــــــــــــ
: كل شي خيره يامريم ، الحمدلله على كل حال
مشعل بعد موت والده ووالدته وهجرة شقيقة فهد زاد المه وحسرته واحس بالوحده والغربه
تنهش عظامه وروحه ، أُتيحت له الفرصه في برنامج شعري استضافه فألقى قصيده استغاثة في الملك بعد الله ،
تحركت حميته وارسل اليه مُكرما اياة بحمل الجنسية السعودية
فانتقل الى المملكة واستقر بها وحصل على وظيفة تمكنه من الاستقرار مؤقتا على امل العوده ،،
الى الديار !
جواهر تزوجت من زيد ، الذي تم القبض عليه مؤخرا بتهمة حيازة مخدرات وحكم عليه بالسجن
خمس وعشرون سنه
وعهود تزوجت من ناصر وطفلهما ينبض في احشائها
حصـة ، ظلت على أمل ما لبث ان تلاشى بحصول صمود على الجنسيــة ، وتحت وطأة وضغط والديها قبلت بزوج تقدم اليها ، عاشت معه سعادة خيالية سفر وسهر وامسيات وردية
،،،
لتكتشف بعدها انه اثقل كاهله وكاهلها بالديون والقروض ثم فر خشية السجن والمدينين ،،
تاركا اياها مع ثلاث زهرات اشبه باليتيمات
فاضطرت للعمل صباحا للسداد ، ومساء لسد الحاجه ولقمة العيش ،،
رغم ان والداها وناصر لم يتركاها ولم يتخليا عنها وبناتها ، لكنها ترفض ان تكون عالة ،
وتحاول العيش بما بقي لها من كرامة ،
عبير وغدير قارب حصولهما على الشهادة واللقب اللتان حلمتا به
الدكتورة عبير ، والمهندسة غدير
صمود أكملت تعليمها في جامعة الكويت ، ولازالت بها ، تخطي خطواتها الاخيره نحو سلم المحاماة ،،
تأمل في ان تضئ سراجا وتشعل شمعة في حياة
أولئك الموءودين وان تكون سببا في تفريج الكربة عنهم ورفع الظلم والاذى
خالد مازال يستكمل اوراق الهجرة مع زوجته دلال فوجود ابنائه بلا شهادة ميلاد ،
وحرمان ابنه من الدراسة قريبا امر لن يحتمله صحيح انه تأخر لكن ان تفعل خير من ان لا تفعل
اما ثامر فلقد التحق في الجامعة الاسترالية
بعد ان انتهى من دراسته الثانوية ، كما وعده صقر تماما ولم تنقطع اخباره عن شقيقه وبن عمه صقر
بل ان صقر قام بزيارته في السنة الاخيره بعد حصولة على الهوية
وهاهو ثامر يقترب من الحلم ويشرف على التخرج بنجاح من كلية الطب ،
وحصوله على الجنسية الاسترالية
.
أحسسه/حُلم يصعّب مع مُرور آلوقـت[تفسيره] ـــ
وأحسسه/ شئ لآا يمكن يصير..و صآار..بـ/أعمآااقـي!!
وَن تُو ثري
هيييييييييييييييييييييييييييييييي
ارتفعت القبعات السوداء عالية محلقة في السماء كقلوب اصحابها التى ترفرف فرحا معلنة انتهاء عقد من زمن التعب والجد والاجتهاد ، وتكلله بالنجاح
الا قبعتها بقيت كما هي فوق راسها لا حراك ،،فعيناها ما تزال على اتساعهما صدمة مما تراه امامها
تشكككككككككككككككككككككككككككككككك
والتقطت الصورة لتحتفظ بتلك النظره الغريبه في عينيها دهشة صدمه عدم تصديق غير آبهه بضربات
شقيقاتها غدير وعبير لها للتنبية
اسرعت بخطواتها بمجرد ان اعطاها تاكيدا بابتسامته انه واقع لا حلم ،، تبعتها شقيقاتها بنظراتهن المستنكره لتصرفها الغريب ؟ حتى اتضحت لهن الصورة فاعتلتهن الدهشه
كما هي
كان يتوسط والدتها ودلال ،،
توقفت امامه تماما ورفعت راسها الى قامته الطويله ترتجف فرحا وعجبا وجنونا
بادرها بصوته الذي اكد حضورة تماما بلا شك : مبروك يا صمود كنت واثق انج قدها
لا تعلم كيف خرجت كلماتها متزنه رغم بعثرتها : صقر صقر شلون جيت ؟؟ ،، متى وصلت ؟؟،، شلون عرفت اني .......؟؟
: رفع قبعتها ممسكها بيده : المهم اني جيت !... صح !
: توسعت ابتسامتها وحركت راسها : صحين ...... فابتسم ملقيا قبعتها عاليا نحو السماء
نصبت الخيمتان إحداهما توسطت الحي والأخرى بعيدة نسبيا عنه
الأولى للنساء والأخرى للرجال
اعتلت الزينة وتزينت أرجاء الحي بأضوائها وارتفعت أصوات الدفوف والغناء واختلطت بشقاوة الأطفال ولعبهم
وهمسات الفتيات وضحكاتهن ، الضيافه على قدم وساق والسعادة ترفرف باجنحتها وان كانت على موعد للرحيل ،
ام فيصل ، ، ام ناصر وغيرهن من نساء الحي يجتمعن يتسامرن الحديث على نغم تلك الاناشيد
تبرق محاجرهن بدموع مُزجت بين الملوحة والمراره ، بين الاسف والحسره والشوق والحنين لمن تركهم ورحل ،،، وبين التسليم والرضا بالقضا والقدر ،،
كانت ليلة اجتمع فيها الغائبون بعد غربة دامت سنين اقتصت فيها الايام من صحتهم وتغذت على نزف مشاعرهم
وكانت ليلة شاهدة لاجتماع الاجساد بعد تفرقها
صقر قد أتي بالشهادة والهوية ، وكذلك مشعل وكذلك فهد وثامر ،
ليلة اجتمعت فيها الارواح بعد عناء الهجرة الطويل وشقاء الغربة الموحشة
ليلة يتزودون بها من الحنين ليكملوا ما بدءوه في مسيرتهم المتعثره ،،
فلم يعودوا من اجل البقاء ، لكل منهم مسيره وواجب عاهد نفسه على ان لا يخل به
هم كالخليه في خدمة القضية وان تفرقت اجسادهم ، فكل منهم على اتصال بالاخر ، وكل من موقعه
هذا يقوم بخدمة الضعفاء منهم وهذا نذر نفسه لتعليمهم والاخر لتمريضهم والاخر لنشر قضيتهم شعرا ومقالا ورواية
اما هي
لم تكن تحيا هذه اللحظات كما يجب فما يشغلها اكبر من ان تغفل عنه او تتجاهله
بالامس خيرها بين البقاء والهجره ، خيرها بين رفقته وعدمها ،
خيرها وليته ارغمها على احدهم ، لاول مره تتمنى ان تجبر على فعل احدهما
دون اختيار منها
كم هو صعب ان تُخير بين البقاء في وطنها بعد اعترافه بها ،، وان ترحل لانه لم يعترف بمن تُحب
اتشعر باللذه عندما يقدم لك طبق الحلوى ويُحرم منها اشقاؤك وابناؤك ؟؟
بل تكون كجرعات السم تتزقمها غصبا !
مازال حديث البارحة يتردد في مسامعها ، صوته الحزين الشجن ، في غرفتهما تحت الضوء الخافت الذي كان من المفترض ان يجلب لهما الراحة ،
: صمود تاكدي انج مو مجبوره على شي ، وتاكدي اني اكثر من راح يتفهم قرارج
: ليش يا صقر ليش ترجع الجنسية واخذتها شنو تبي بعد منهم ؟
: صح اخذتها يا صمود لكن مو هي طموحي ولا هي اللي احلم فيها ، انا ما اخذتها الا لاني بوصل للي ابيه
: وما تقدر وانت هنيه توصله
: للاسف لا ، تهقين لو اقدر بتغرب مره ثانيه ؟ مابيدي حل وعلى اكتافي ثقل وامانه لازم اوصلها
:صقر ما اشتقت لارضك واهلك ؟ تراهم اشتاقوا لك ؟ لهالدرجه هانت وهانوا عليك
هانت علي ؟؟ اصحح لج السؤال لهالدرجه هنت وهنا على ارضنا يا صمود ؟ لج فرصه واخذي راحج بالتفكير ، ولا تفكرين الا بنفسج ومصلحتج انتي
: وليش انت تفكر بغيرك ؟
ابتسم : انا غير
: صقر تكفى لا تسافر احنا محتاجينك اهلك واهل ديرتك محتاجينك ليش تتخلى عنهم
: اهلي وعيال قضيتي واللي احبهم هم سبب سفري ،، حملت نفسي همهم وما راح اتراجع لاخر نفس يطلع مني
صدت بوجهها مخفية الم فاضت به عينيها فزاد وجعه ليهمس لها بالم مضاعف
: عيشي حياتج يا صمود ، لا تربطين نفسك فينا ، جتج الفرصه استغليها
: لو كنت مكاني يا صقر ، راح تعيش حياتك بعد ؟
غادر مشعل للمملكة ، وتبعه فهد لكندا ، وكذلك ثامر الى الامارات لقبوله في وظيفة بإحدى المستشفيات ،
غادروا لتعود الوحشه الى المنازل المهجوره
الا من عطر ذكرياتهم ،،
هكذا بدت ميثا تئن وجعا وسط ديارهم ، بين ذكرى الوالد والوالده
وذكرى شقيقيها
لم تكن صمود افضل منها حالا ولا دلال رغم انهما تحاولان التخفيف عنها وجبر قلبها المحزون بفراق شقيقيها
فكلاهن مكلوم ، وكلاهن تصارع الدمع والالم
ودّعُوه على امل اللحاق به قريبا ،، دلال شقيقته وخالد بن عمه ، اوصاهما بنفسيهما والاخرين ، وسيبقى على اتصال بهما الى حين اللقاء ،
ودعه صديقه نايف الذي لم ينقطع عن زيارته بين الحين والحين وعلى اتصال ودعم دائم ومستمر له وللقضية ،،
بادلهما كلمات الوداع والوصية ، وعيناه تدور في المكان تبحث عن شيء ما ؟!
لعلها تلتقطه ، او تلمحه قريبا ....
لم يجدها بينهم ، ربما بقدر امنيته ان تبقى بين اهلها ووطنها كانت له امنية بان تأتي معه بان ترافقه
ربما تعتبر امنية انانيه نوعا ما ،، لكنها كانت تتدافع اليه وتتملكه رغما عنه ،،،
قبل ان يصعد لسيارته توقفت سيارة ناصر وعهود ترافقهم اخرى ،،، كانت هي بعينها وان كانت تتلحف تحت غطائها ... يمكنه معرفتها وتمييزها بين الالوف
بين شهيق ودموع كانت تزف الية خطواتها
تركت والدة وشقيقات مكلومات
وستترك موطنا طالما حلمت بان تحيا وتموت بين اركانه
تعلم انه لا يزال بامكانها التراجع ، والخيار لها
لكنها لا تريد ان تخسره ، ولا تريد ان تخسر عائلتها
اخبرها ان بامكانها ان تخدم القضيه من مكانها وارضها
لكنها تابى الا ان تشاطره الدعم من نفس الارض
التي سيتوسدها
ارضا لم يعرفها الا من خمس سنوات
فاعترفت به واعطته حقوقا وجعلت له مركزا
ومكانا معلوما
شتان بينها وبين ارضه ؟!
وشتان بين المشاعر التي يحملها لكلاهما ؟
فتلك بلاده وان جارة عليه عزيزة
" المطار "
ضجيج وأصوات مرتفعه خطوات بين مسرعه ومتأنيه ، صدى ضحكات وأخرى عبرآت
وبين هذا وذاك .. ترانيم عزفتها القلوب وتغنت بها الارواح .. وانشدتها الدموع..
.
~ ضبـاب أم عزف المحاجر ؟ ~
" صمـــود "
مازال الضبـاب يغلفهما .. لا ارى بوضوح ؟!
أغمضتُ عينيّ بتتابع لعل الصـورة تتضـح أكثـر !!
~ نعم اتضحت بعض الشـيء وان كان الثمن تدفق ذلك الدمع المحجور ~
ازدرت ريقي بصعوبه .. ثم شددت على يديّ اخفف من توترهما..
وقدمي تصنع مع الارض نغمه موسيقيه سريعه
~ خوف اضطراب قلق بعثرة شتات هذا ما اشعر به ~
سحبت نفسا عميقا لعلها تسكن تلك الروح المضطربه بين حناياي ...
ويستريح قلبي الذي يرقص كـ الطير الذبيح ...
وضعت يدي عليـه أتلو بعض الآيات...
أخاطب بها روحي لتستكين وقلبي المرتجف ليهدأ ويطمئن ....
وما ان سكن ...
اغمضت عيني
ارسم صورة غرفتي .. ولعبتي ..وامي .. واخوتي ...
فتحت عيني ببطئ أودع تلك الذكريات الدافئـه التي صنعتها ... فتلاشت الصوره
وتناثرت كما مشاعري واحاسيسي ...
وقعت عيني على ذاك القـادم من بعيـد ..تسـارعت خطـواتـه تبرزهـ هيبته ويسبقـه وقـارهـ
راقبتـه بصمت
عبثت يداه بأوراق تصفحها ثم دسها في الحقيبه... واقترب أكثر حتى لفحتني حرارة أنفاسه
وأشرقت ملامحـه الجاده بناظري ... تأملني قبل ان ينطق... وغزت نظراته عمق عيناي
وكأنه يبحث عن جواب لسؤال يعصف بروحه... ولأنني لا املكه أجدت فن الهروب وأشحت بنظري عنه ...
مد يده فأسرعت يدي المرتجفه للتشبث بها ..ساعدني على النهوض .. حتى استويت واقفه
شد على يدي يؤكد علي... فابتلعت ريقي الذي جف.. وحركت راسي بـ الإيجاب ..
أطلق زفرة كان قد احتبسها فتره ... وشد على يدي اكثر وهو ينطلق بي الى حيث المجهول....
تحركت خطوه ثم أبيت...لا لست أنا بل قدماي التي أبت أن تتحرك... حاولت .. لكنهما خذلاني...
خذلاني .... و ..... خذلاه ..
توقفت مرغمــه ... فتوقف هو مصـدوم ...
التفت نحوي... وتعلقت نظراته بعينـي لتمطر وجعا وحسـرهـ ..
ارتسمت على شفتيه شبح ابتسامه....فازددت ألما...
شد على يدي أكثر.... فضاعت حروفي وألجم لساني..
.
"
~ خيبــــه ~
اغمض عينيه وسحب نفسا عميقا .. وكأنه وجد جوابه...ارتخت قبضته..
فحركت راسي نافيه ...
لا اريد ان يتركني..لا اريد ان افقده
ابتسم... ولمعت عينيه ببريق ترجم احاسيسه ... وشعوره...
اقترب مني اكثر حتى لفحتني انفاسه
وهمس باذني
" صمود انتي حره
حره
حره
سحب يده .. ليعصف بروحي الضعف....
واستدار ... لاتابع طيفه يتلاشى كما الذكريات ....
صقــــــــــــــــــــــــ ر ررررر
صقــــــــــــــــــــــــ ر ررررر
صقــــــــــــــــــــــــ ر ررررر
لااااااااااااااااااااااا
دوت صرختها عاليا لتلفحها برودة صداها
.
.
.
تمت
" سبحانك اللهم وبحمدك اشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك "
# اللهم صلي على محمد وآل محمد #
|