كاتب الموضوع :
وعـود
المنتدى :
القصص المكتمله
المعزوفه الرابعة عشر
عَـزْفُ الْمحَـاجِــرْ .
.
تـدري وش آللي يكسر الظَهر "حزااات " !!
لامِن عَطيت " إحســاس " ماهو مَحّله
و تدريْ متى تستآهل الطعن مـــرآات !!
لآمنْ خَطيتّ الدرب وإنتَه" تدلّــه "
زف اليها خبر خطبة ناصر لعهود ..هذا ما كُلف به ..
بينما يحمل في داخله ثقلا القاه مشعل عليه منذ قليل .
ان يعزف صقر عن فكرة الزواج دهرا ... ثم يقع الاختيار على صمود
تلك كارثه بالنسبه اليه
ليس لعيبا فيها ... ولكن لامور ومصالح ...
فعزوفه كان بسبب حاله واحواله خوفا من ان يظلم زوجته واطفاله بتلك الحياة التي ستفرض عليهم
رغما عنهم .
فكيف بان يقع الظلم الذي يخشاه على صمود
استبعد فكرة الزواج نهائيا
حتى من فتاة ترضى بالواقع ومستسلمه له كميثا
فكيف بمن تتطلع للنور ..وتترقب بصيصه ؟ كيف له ان يخطفها من آحلامها ويطفئ ذلك النور في حياتها ؟
لا لا
لن يتمم الامر لقد عزم
فقط سيتحمل طول الفتره .. ويصبر الى ان يهدأ الوضع وتحل الامور
بل انه سيطلب من أعمامه كتمان الامر لاسباب سوف يختلقها الى حين ..
تنهد صقر براحه لظنه انه وصل لحل ما للقضيه
.
" لكن يأتيه الصوت مؤنبا من داخله "
والى متى يا صقر؟؟؟ الى متى ستبقى على تلك الحال ؟؟؟
الم يئن الأوان لنفض الغبار ؟
" ليرد صقر بحسره على ذلك الصوت بداخله "
ليته كان بيدي .. ليت الامر سهلا ..
كل الحلول صارت تتوقف على الرحيل .. هذا الذي أراه الان مناسبا ...
لكن ذلك ليس سهلا ولا ميسر ...وانا اعمل عليه منذ شهور
نعم استطيع اختصار الامر بالهجره ... لكنها ستمنعني من العودة وذلك صعب ....
مارست تلك الحيلة فقمت بتقديم طلب السفر بحجة الدراسه وبعثت اوراقي الى جامعة بريطانيا ...
فان وافقت الجامعه ... سهل استخراج الجواز وبعده الفيزا ..
وهناك ان تم الامر ساقدم طلب اللجوء واحصل على الجنسية والشهاده
عندها ستتغير امور كثيره ...
.
صوتها الشجن يخترق عالمه البعيد .... ليعيده الى الواقع : يمه صقر ؟
نظر الي عينيها بابتسامه : عيونه .. آآمري يالغاليه
ابتسمت لتخاطبه بعتب : اكلمك انا وين سرحت
عدل قترتة بحركة عفوية تعبر عن الاحراج : افااا ... اعذريني يمه ...
في احد يقعد مع الغاليه ويسرح ....بس شتقولين للعقل المشغول 24 ساعه ... امري تدللي عيوني لج ...
ابتسمت له بحنان هامسه : ما يامر عليك عدو ولا ظالم يا ولدي ... قلت لي في خبر مهم
وكأنه تذكر ما أتى لاجله فتنحنح : صح يمه .. احم .. امس جاا لمجلسنا بوناصر وناصر ... وناصر خطب اختي عهود
قالت بابتسامه دون علامات التعجب والدهشه : ناصر .. هذي الساعه المباركه ....
فمال فم صقر بابتسامه : وكانه عندج خبر يام فيصل ؟
ضحكت ام فيصل ضحكات هادئه : هههههههه
ليعلق صقر رافعا حاجبه الايسر : ماشاءالله عليكم يالحريم ... مصادركم اوسع من مصادرنا ...في كل مكان لكم وتد ....
ردت ام فيصل مبتسمه : كلمتني امس خالتك ام ناصر ... وقالت لي ان ناصر وابوه راحوا لكم
عقد حاجبيه بقلق : بس ؟ كان يخشى ان تكون وصلتها خطبة زيد وما ترتب عليها .....
ام فيصل : أي بس ليش في شي ثاني ؟!
رسم ابتسامه توجس : سلامتج ... وانتي شرايج
ام فيصل : : ناصر والنعم والله ماعليه كلام ...بس ...
صقر : بس شنو يام فيصل
تنهدت بالم : بس اللي شالع قلبي صمود يا صقر ... جانها بتروح لزيد
صقر يرد بغضب : يخسي الا هو
ام فيصل بهمس : انت تدري انها له من صغر... وهو لمح لي انه بيجي يكلمني فيها ..
صقر بذات الغضب والغيض : ويروح يخطب اختها ...
ام فيصل بصدمه : من قالك ؟
صقر : ما يهم من قال كثر ان هالخبر صحيح ...شلون نثق بانسان حقير مثله
ام فيصل : بسالك يا صقر واصدقني وما عرفت منك الا الصدق انت هددته من قبل لا يقرب لصمود ؟؟؟ ... اصدقني دامك عرفت ....
اخذ نفسا عميقا .. ثم رد بنبرة واثقه وهادئه خلاف نبرته السابقه تماما : كل اللي قلته له ... اذا عندك شي تدل الباب ...
ثم اردف بهمس : يمه صمود بنت عمي وتهمني مثل دلال وميثا وعهود ...
وولد العم اللي ما يغير على بنت عمه ومحارمه ديوث ... واكيد دمي يفور لما اشوفها واقفه مع زيد
وهم ما بينهم شي ؟ .. اللي طلع مني كلام ... لكني مثمنه ... وانتي تعرفيني يالغاليه ...
ام فيصل بابتسامه هادئه : حبيت اسمعه منك عشان ما اظلم
اعرفك عدل .. وواثقه فيك يا صقر يا ولدي (سكتت لحظه ثم همست بحيره ) ...والحين شقول لزيد ...
صقر بجديه : انسي امره .... لانه خطبها امس في المجلس اللي انخطبت فيه عهود
ونهى عليها واحد من عيال عمها يعني ماله شي ....
ام فيصل باستغراب : خطبها ؟... ونهى عليها ؟... منو ؟ ... وشلون يرجع يكلمني ؟
صقر : يبي يلف راسج بكلمتين ومسرحياته اللي ما تخلص ... انسي امره ..ولا تهتمين له
خلينا في عهود وناصر
ام فيصل بصوت هامس ممتلئ حيره وتوجس : صقر!
رد عليها : سمي يالغاليه
ام فيصل بهمس : منو اللي نهى على صمود ؟؟
%
سبحان الله وبحمده
خرج من المقهى بعيدا عن الضجيج
رفع هاتفه هاتفا : هلا ناصر
ناصر : زيد وينك فيه ... من الظهر واهلك يتصلون فيك ليش ماترد
زيد يمسح على شعره بتوتر : انشغلت شوي وقلت اول ما افضى بتصل فيهم .. خير في شي
ناصر : نسيت العشاء عندا اليوم هذا وابوي مكلمك؟؟؟ انا رايح للمطار الحين اجيب عمي واهله عندنا
عقد زيد حاجبيه وكلح وجهه بغضب : يوه وهذا وقته الحين ابوك يرتكب جريمته
ناصر : عاد انت وابوك تصافوا ... المهم ابوي كان يبيك تجيب عمي من المطار
بس لما حضرتك مارديت رحت انا بدالك
زيد يزفر براحه : كفووو والا اخو اف بلاش
ناصر : لا ما خلصنا وانت تروح تمر خالتي وبناتها وتجيبهم عندنا
زيد بدهشه : خالتي أي هي ؟
ناصر : خالتي ام فيصل ... منو يعني ... اقولك بجيب عمي بولافي من المطار يعني اكيد خالتي ام فيصل ... زيد انت معاي
زيد يزفر : أي أي فهمت .. متى اجيبهم
ناصر : الحين انا في المطار ... روح لهم الحين ... اكيد امي والا مريوم معطيتهم خبر ...
زيد ينظر الى ساعته : زين ساعه بالكثير ونكون عندكم
ناصر : يلا فمان الله
%
سبحان الله وبحمده
الصور والالبومات منثوره في المكان ..
وكذلك الثياب والاكسسوارات
غدير تتفحص الثياب ....وهي تتذمر بايهن ستخرج للعشاء
وعبير تقلب الالبوم وتتحدث بالهاتف
عبير : عهود خلي احد يقطج علينا ... والله بتستانسين مع مريوم وخالتي ...
عهود ومجرد الفكره ارعبتها .. : بيت خالتي ؟ لا لا ااا ... بيكون شكلي غلط !!
عبير : ياغبيه شنو اللي غلط تراه بيت خالتج ...
عهود : ادري ... بس ..
عبير : بس شنو ؟؟
عهود: .. بس ..امم .. لا مابي مو اليوم .. مره ثانيه ان شاءالله
عبير : يوه والله انج تغثييين زييين
عهود : ممم امس خطبني ناصر ...
شهقت عبير بـ : احلللللفيييييييييييي
لتقفز غدير اليها بفضول : شنوووووووو وحاولت التصنت بتقريب اذنها من سماعة الهاتف
دفعتها عبير عنها ... وهي تعود للمحادثه المهمه : احلفي عهيد متى .. وشنو صار .. يالبطه من امس وما تعلمينا
غدير تحاول سحب سماعه الهاتف بازعاج : شنو شنو
عبير تخاطبها بعجلها لتتخلص من ازعاجها : ناصر خطب عهود
غدير بصدمه : احلفي
عبير تضحك : والله امس بالليل
غدير وبفرحه كبيره : حطييه سبيكر ... عبير بسمعها شي ؟؟؟
فعلت عبير بابتسامه ....لتطلق غدير بفرحه عارمه : كلللووولللووووولييييييييييييييش
وكذلك عبير تتبعها : كللللووولييييييش
عهود بخجل واحراج : بس يابنات فضحتوني ... تو ما صار شي ... قبل شوي خالتي ام صقر كلمتني ...وقالت صقر راح عندكم يبلغ امي
غدير تصرخ: يااااااااي ونااااااااااااسه ونااااااااااااااااسه انا اخت العروووس
وتكمل عبير بخبث : هههههههههههه بتموت صميد من الحره انا سمعنا بهالخبر قبلها
لكن عهود تخيب املها : هههههههههه لا صمود درت فيه قبلكم من دليل
غدير بحسره : يوووه لازم تخرب علينا دليل ... جان ذليتها ذل قبل ما اقولها ...
عبير بسعاده ترفع السماعه لاذنها : يااااااي وربي فرحانه لج عهود
عهود باحراج : يوه بس استحي ... ترا وجهي احترق ههههههههه
عبير : زين عهود والله الطلعه بتكون شي شي وانتي مخطوبه ورايحه لبيت زوجج المستقبلي هع
عهود : وجع ...
عبيييير : ههههههههههههههههههه
عهود : صمود تروح ؟؟
عبير تتلفت حولها وكانها افتقدتها : صميد مدري عنها .. تصدقين مدري وينها فيه ....
عهود : كانت من شوي تكلمنا ...
عبير : اها .. الظاهر من تلفون امي ... ماشفتها من نص ساعه او اكثر ..
عهود : طيب لا تنسين تجيبين لي الاحداث اول باول ... والتفاصيل
عبير : ابشري ولا يهمج ... بس لو تجين بتكون الطلعه شي خاصه ان اللي جاينا نصور
عهود بامتنان : خيرها بغيرها ان شاءالله ... (وعندما انتبهت للاسم الاخير) ... همست بـ " وجع عبير وجهي احترق خلاص "
عبير تنفجر ضاحكه : ههههههههههههههههههههههاااااي يلا سلام بشوف لي شي البسه
هههههه تدرين امي للحين ما تدري واحنا بنتجهز
عهود : هههههههههههه ياحبكم للطلعات بس
عبير : ما يبيلها خاصه لبيت الخاله .. واختي المستقبلي ههههههههههه
عهود : يلا سلام
عبير : سلالاميشن
%
سبحان الله العظيم
اغلقت الهاتف ...وفكره ما تراودها ...
فكره جنونيه ربما .... لكن ستفعلها ...
اقتربت من المجلس الخارجي الذي يجلس فيه صقر مع والدتها
كم كانت تتمنى ان تعرف ما يدور بينهما .. وربما امسكت بطرف الخيط الان .... اغراها الفضول ...
وتسرب في دمائها حتى تشبعت به ...
تلفتت حولها ... ترددت لبرهه ..ابتلعت ريقها .. . ثم اقدمت بقوه .... ستستمع وليحدث ما يحدث ...
رفعت الغطاء على شعرها ...
واقتربت بحذر شديد ..كاتمه بعض انفاسها ...
.... وضعت كفها على الجدار القريب .. تلفتت بحذر ... ثم مالت بشقها الايمن نحو النافذه الكبيره ....
تكاد تسمع همسا يشبع فضولها ......" ابتسمت بانتصار "
واخيــرا حققت ما تريد ..
لم تلتقط الكثير ... فقد وترها الاتصال المتتابع من خالتها ام ناصر ....
وضعته على الصامت لكن وميض الضوء المستمر وترها واقلقها
ابتعدت عن النافذه ..ثم المكان ...
ورفعت الهاتف : هلا هلا هلا مليووون بالخاله اسفر التلفون وانور واستهل وامطر
وصلتها ضحكات ام ناصر : هههه الله يسعد هالصوت وصاحبته ...
صمود : شلونج يا خالتي شخبارج اشتقنالج
ام ناصر : تشتاقلج العافيه يارب .. بشري عنج يا صمود شلونج الحين
صمود : عال العال ما نشكي باس
ام ناصر : الحمدلله .. الله يتمم عليج عافيته وستره واشوفج في بيت زوجج وعيالج حواليج قولي آمين
صمود : ههههههه آمين ...شلونها مريوم
ام ناصر بنبرة حزن : الحمدلله ... اليوم سمعت وفاة رفيجتها وفاتحتها مناحه
صمود تعقد حاجبيها : رفيجتها ... منو ..
ام ناصر : مادري يمه ماسمعت منها غير الدموع
صمود بهمس : ياقلبي عليها ... بحاول اكلمها ان شاءالله
ام ناصر : لا بتكلمينها مو بتحاولين ... اليوم معزومين عندنا على العشاء ... وانتي اول الحاضرين
صمود بدهشه : عشاء .. شنو المناسبه
ام ناصر : وصول عمج بولافي ... بيجون من المطار سيده لبيتنا ...
انا كلمت عبير بس كنت بكلم امج والظاهر مافي نصيب ..
صمود : خالتي اذا تبين تكلمينها اناديها واعطيها التلفون لانه عندي
ام ناصر : لا خلاص يمه انتي بلغيها ... واجهزوا ...عشان السياره تمركم بعد ساعه
صمود : ان شاء الله ...ممم خالتي منو اللي بيمرنا ؟
ام ناصر : ناصر يمه
صمود : طيب .. ببلغ امي اول ما اشوفها
ام ناصر : يلا يا قلبي مع السلامه
صمود : مع السلامه
.%
سبحان الله وبحمده
رد بعد صراع كبير في داخله تغلب عليه هامسا : انا ...
توسعت عينا ام فيصل .... ليتبع هو قوله
صقر : القرار الاول والاخير لج يام فيصل لج حق انج ترفــ.....
قاطعته بفرح : من صجك انت؟؟ تتكلم جد ؟؟ يخطبها الصقر ويكون لي قرار ؟؟
: طعنه طعنه طعنه ( لا تقتله الا كلمات الثقه التي لا يشعر انه يستحقها )
ام فيصل بنشوة الفرح : هذي اللحظه اللي تمنيتها وحلمت فيها يا صقر ...
قال بهمس محاولا توضيح الصورة لعلها لا تراها بوضوح : يمه فكري عدل هذي بنتج ولج الحق تفكرين وتسالين .. ترا حالي مو احسن حال من ......
حركت راسها نافيه : لا ... انت غير يا صقر
يشعر بكلماتها خناجر تغرس في كبده .. لا يستحق كل تلك الفرحه فأنا من سيخطف احلام طفلتك ... الا تستوعبين يا خاله
هتف بـاعصاب مشدوده : غير ؟؟ ..بشنو غير بشنو ؟؟...
ام فيصل بهدوء ممزوج بالسعاده : انت حر ... وصمود ما يناسبها الا الحر ....ما يناسبها الا انت يا صقر
بنتي معاك انت يعني بشيلها من عيني اليسار واحطها في عيني اليمين
ارتخت اعصابه ومال فمه بابتسامه ساخره : من يمدح المعرس ؟؟ .....
ضحكت : ههههههههههههههه
لاول مره يرى ضحكاتها النابعه من قلبها ....اهكذا فعلت بها خطبتي لصمود ؟؟؟
احيتها و .... اماتتني ؟؟؟
صقر راسما شبح ابتسامه : يمه نخلي الامر بينا الحين ... في امور لازم تعرفينها قبل ... ومستجدات بتصير
وتاكدي دايم ان قرارج فوق كل قرار ...انا ولدج وصمود بنتج ... والراي لج
ردت بابتسامه : الله يسعدك يا صقر مثل ما اسعدت قلبي اللي ما ذاق الفرحه من زمن
الله يشهد اني الحين بس ذقت طعم الفرحه والراحه ...
ابتسم لابتسامتها وهو يستمع لكلماتها العذبه الصافيه الحنونه التي انتشلته من التفكير المزعج الذي يعصف به ...
همست بعدها محذره : صقر بوصيك اذا انت ولدي وتسمع الكلام واذا لي عندك معزة وغلاه
رد رافعا حاجبه : افا بس .. آآآمري
همست : مايامر عليك عدو ولا ظالم قول امين
ابتسم مرددا : امين
ام فيصل : تجنب زيد ... كثر ما تقدر تجنب هالولد
عقد صقر حاجبيه : قالج على شي
ام فيصل : بدون لا يقول... انا ادري بتقوم قيامته لما يعرف ..
رد بتنرفز وغضب يصاحب دائما اسم زيد اذا ذُكر : تقوم ولا تقعد ان شاءالله ... ماعليج ماشفت اجبن منه ... ماعنده غير الكلام
لم تستمع له لكنها اصرت على كلامها : حلفتك بالله يا صقر تتجنبه كثر ما تقدر
امسك بيديها هامسا : لا تشيلين هم يالغاليه ...مالج الا اللي يرضيج .. والصقر ما تهمه هالاشكال ...
استغفر الله واتوب اليه
%
لا حول ولاقوة الا بالله
سحبت نفسا ..
واقتربت اخرى من المجلس استرخت مستندةً على الجدار والنافذه ... واخذت تستمتع بالاستراق ..
عابثه بطرف شالها ...
وعقلها ينسج الاحداث القادمه وما ستكون عليه ...
بابتسامه فرح لعهود ... وحياتها القادمه ...
بس بس
همس مخيف جعل اوصالها تهتز وترتجف ....
: قطوتي
: التفتت اليه ولسانها معقود من الصدمه ...
: اشتقت لج ...
حاولت التراجع ... لكنه امسك برسغها ...: دودي لحظه خليني اشرح لج ... لا تظلميني ..
حركت يدها المأسوره بعنف وسط سجن قبضته : وجع وجع اتركني لا افضحك ..
: دودي ... بس بكلمج اسمعيني بالاول ..................
لم تكن تسمع او تعي شيئا ... ...فقط تريد التحرر ....
هو : يتحدث
وهي : تدفع وتصد
الى ان
سـ ـكـ نـ ت أخيرا .. وتوقفت عن الحركه ...
ليس استسلاما ....
فعيناها تعلقت بتلك النظرات الناريه والصوره الجامحه التي سدت ظهر الاول ....
فقط الصمت جوابها ...
صرخ باسمه حتى دوى في المكان فارتجفت له الاوصال : زيييييييييييييييييييد
شخصت عينا زيد ... وحرر يد صمود سريعا وهو يلتفت لمن يقف كالاعصااار خلفه
زيد بصدمه وارتباك وخوف : آ .آ عـ ..هـ هلا هلا بالغالي هلا ,,,
وتقدم نحوه ليقبله متحمدا له على سلامة الوصول ...
لكن الاخر استقبله بكف ساخن استقر على خده ...
شهقت صمود وهي تتراجع ...
وخرج صقر .. مع ام فيصل من المجلس على اثر الصرخااات ... ليشهدوا بعثرة المشهد
زيد يضع يده بصدمه على مكان الصفعه ...
صمود تقف بذهول ... تحتضن كفها بيدها الاخرى وتضعها على صدرها
وابو لافي يقف والشرر يتطاير من عينية ....
ام فيصل بذعر : ابو لافي شنو فيه ..
ابو لافي يأمرها بحده : ادخلي داخل ... وبعدين اكلمج ...
" المشهد يثير الريبه والشك ... ولاشيء مؤكد .... صمود بلا غطاء ...
زيد تلقى صفعه ....ابو لافي غاضبا ثائرا بينهما ؟؟ "
.
الرعب يسري في اوصال ام فيصل التي لم تستوعب الامر بعد !!
والدماء تجري في صقر الذي يود الانقضاض عليها وعليه .....
اما صمود فكانت تود لو انها تقطع تلك المسافه الفاصله جريا
لتلقي بجسدها
المرتجف في احضان والدتها
لعلها تسكن شيئا من ذلك الارتجاف المخيف الذي يعصف بجسدها ....
لكن اقدامها ثابته كالوتد الذي ضرب في الارض ..وكانهما
حُمِّلا اطنانا من حديد ...
اثقلت حركتهما ....
و تلك المسافه القصيره بينهما بدت لها دهرا...
عيناها بعيني صقر ...
حتى الغطاء ... لم تتذكره الا عند رؤيته ... لكنها عاجزة عن
وضعه ورفعه ...عضلاتها متصلبه مشدوده ... لا تقوى على فك
رموزها ..لتتحرك
امسك ابو لافي زيد من اعلا ثوبه وهو يصرخ فيه حانقا : في بيتي ... في بيتي يا زيد ... وانا مأمنك عليه وعلى اهله
كان ينفضه في كل كلمه يخرجها ... والاخر يهرب بنظراته ... ويحاول جمع الكلمات والحجج ليبرأ
نفسه من اسوا موقف مر عليه في حياته ... يشعر بروحه تهوي كمن يهوي من قمة جبل ..
اخرج حروفا مبعثره مرتجفه : انت انت فاهم غلط يا عمي انا انا
صرخ ابو لافي به : بس بس جب .. ولاااا كلمه ... ثم نفضه بقوه ليصرخ به : برااا ....اطلللع براااا عن بيتي برااااااا
انتفض زيد ... ثم رتب هندامه ومشاعر الغضب والاضطراب تنتابه
لقد اهانه امام عدوه اللدود ..... هذا يكفي لاشعال النار بداخله
ام فيصل تتقدم من زوجها مذعوره : بولافي شنو صاير شنو صاير
تجادل بين ابو لافي ... وام فيصل على الامر ... وزيد كالغريق يتمسك بقشه
فيصرخ ابو لافي : خليه النذل يطلع برااا...( ويشير اليه باصبعه مهددا ) وياويلك لو عتبت باب بيتي مرا ثااانيه
خرج زيد كالقذيفه الناريه ...
وصقر كمن ضرب بصاعقه يحاول تكوين الصوره ومعرفة الموضوع ...
ثم يتوجه ابو لافي بخطوات سريعه والغضب يملي قلبه الى صمود التي تقف هناك...
اما هي ... فشهقت ... وتحررت خطواتها اخيرا ..
تراجعت بخوف ...
لياتي صراخ والدتها مستنجدا ....: بو لافي لااااااااا
ويتدخل صقر فازعا ممسكا به
صقر : بولافي اذكر الله .. قول لا اله الا الله
بولافي بغضب يحاول التحرر من قبضة صقر : خليني اادبها واربيها قليلة الادب
لم يأثر بها الموقف ...بقدر تلك الكلمه التي طعنتها في الصميم ... قليلة ادب !!
فاضت دموعها بصمت ... لكن حروفها أبت ان تغتال وتكتم ...
فخرجت كلماتها بقوة تعاكس تماما اهتزازها ...واضطرابها من الداخل ...
صمود : ماني قليلة ادب يا عمي ... واللي رباني عـــ.. ....
لم تكمل لان الصفعه بعثرة باقي الحرووف ...
كم تشعر باليتم ... بالضعف .. بالوحده .... فعلا عند تلك اللحظات
هذا ان كان من يتسلط عليك قريب ... فكيف بالغريب !!
التف وجهها من شدة الصفعه وصرخت بآهـ ...
غرست في صدر والدتها .... والصقر ....
وتهجم عليها بولافي اخرى ... ليقف صقر بينهما ....
مخاطبــاً والدتهـا ..
صقر : اخذيها يمـه وروحوا داخل ...
آلمه المشهد ... ويؤلمه ان تهان امامه وان كانت مخطئه ...
... يشعر انه اقرب اليها من عمها وزوج امها...
يشعر بانه وحده من يملك حق تاديبها ومعاقبتها
ليس هينا عليه ان تهان بوجوده ؟؟؟
تمنى لو انه لا يعرف هذا الرجل ... ولا يمت له باي صله .....
وانه لا يحترم شيبته
ليفرغ فيه غضبه وقهره وغيضه ..
راقبهما صقر حتى دخلا ......
ثم التفت لذلك الغاضب الذي يمسك به من ذراعيه ليمنعه ان يؤذيهما ...
تركه صقر .. بعد ان شعر بهدوئه ...ثم قال ...
بجديه ونبرة قويه ثابته ممزوجه بالتحذير المبطن : بو لافي ...
انت مثل ابوي الله يرحمه واحترامي لك مثل احترامي لعمي بوخالد ..
ولو ان ابوي او عمي مد ايده على بنت بوفيصل بوقف انا بوجهه ... وامنعه
رد بو لافي بغضب : انت ماشفت اشسوت بنـ
فرد صقر بغضب مكتوم : اللي سوته بنت عمي يلحق عمانها ... وقبل هذا زوجها ...
توسعت عينا بولافي ليستوعب الخبر ....فاطلقه صقر مؤكدا
صقر : صمود خطيبتي ... وقريب بتكون على ذمتي ...
مسح ابو لافي وجهه مستغفرا : استغفر الله واتوب اليه .... ياولدي ما قصدي اللي قلته وتربيتها نعم
التربيه بس الشيطان شب فيني النار....من اللي شفته ...
وانا عارف هالزيد الحقير..... بس صدمتي فيها ...
.%
سبحان الله وبحمده
عبير وغدير ينزلان بهروله من الاعلى ...
تكسوهما علامات الحيره والاستغراب والخوف ...مما تسمعان ومما تشاهدان
ام فيصل تقف في منتصف الصاله تستفسر من صمود بغضب ....
وصمود ثاائره بقوه .. حطمت كل ما حولها ...
ام فيصل : فهميني بس شنو كنتي تسوين ... بس فهميني خليني افهم
صمود وعيناها احمرت ... وآثار الكف الخشن مطبوعا على وجنتها الناعمه ... وشعرها المتناثر ملتصق على وجهها المبلل
صمود من بين دموعها تصرخ : ما ابي اقووول ... واللي تفكرونه فيني فكروووه ..... دام هذا ظنكم فيني ... فاي صح كل اللي تفكرون فيه صح صح
صرخت ام فيصل بالم : يا حسافة تربيتي فيج يا صميد
لترد صمود بالم أعمق واشد : دامج ربيتيني ليش تشكين فيني ...تصدقينه وتجذبيني ...
لو كنت ابي اسوي شي ما اسويه قدامكم ... وانا عارفه انج في المجلس مع صقر ..
ردت ام فيصل بعبره وغصه : زين فهميني قولي اشصار يا بنت خليني ادافع عنج ..
حركت الاخرى راسها بعنف ورمت بالتحفه على الارض لتدوى بضجيج يشبه ضجيج انفاسها ومن حولها
: مابي احد يدافع عني ... ومابي اقعد في هالبيت ... ماراح اقعد ولا دقيقه فيه
لو اموووت ما اقعد دقيقه فيه
رفعت ام فيصل اصبعها مهدده : صميد قصري صوتج واصعدي لغرفتج يلااااا
ضربت الاخرى الارض بقدمها : ماراح اقعد بروح لبيت عمي
صرخت ام فيصل : صموود
لتردد الاخرى نفس الكلمات بصراخ هستيري وصوت مبحوح من الصياح : ماراح اقعد انا قلتها ماراح اقعد في بيت شك فيني وفي تربيتي انا لي بيت عم يحميني ويثق فيني ..انا
مو يتيمه فاهمين مو يتيمه
غطت ام فيصل وجهها لتتهاوي على المقعد مجهشه بالبكاء ..
تهرع اليها غدير تحتضنها
بينما تتدخل عبير محتضنة ذراع صمود ومحيطه اياها بذراعها الاخرى : صمود يا قلبي امشي فوق وما يصير الا اللي تبينه
نفضتها صمود وهي تصرخ : ماراح اتحرك مني ... ابي اروح لبيت عمي ...
الكل بدا يعرف الحاله التي وصلت اليها صمود ... انهيار .... لن ينفع معها جدال ولا حوار
بل سيزداد الامر سوء كلما شد احد معها او تابع الحديث ..
همست ام فيصل من بين دموعها وعبراتها : بكلم خالتج الحين ... واكلم صقر ياخذج ... بس اصعدي جمعي ملابس ..
القلب وش خلاه مخنوق الانفاس
بين الضلوع العوج ينزف وريـده
الا الفراق وغربة النـاس للنـاس
وبعض السوالف والعلوم المكيده
ياقلب لا تحزن ولا يغلبـك يـاس
ارتاح واستبشر بلحظـه سعيـده
اقولها يا قلب لا بـاس لا بـاس
لاتقهرك سـود الليالـي العنيـده
سبحانك اللهم وبحمدك اشهد أن لا اله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك
|