لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > روايات عبير > روايات عبير المكتوبة
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

روايات عبير المكتوبة روايات عبير المكتوبة


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 12-03-12, 02:22 PM   المشاركة رقم: 16
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

ربما كانت الأمور أقل تعقيدا مما تصورت ، الم تقرر تجاهل بويد ، والإحتفاظ بهدوء أعصابها امامه ؟ فلتتعامل مع فريزر بالأسلوب نفسه ، وتتغاضى عن غروره الطائش ، ولتجد طريقة معقولة للتفاهم مع مارك ، إنه يختلف عن الآخرين ، وهي لا ترغب في إيذاء مشاعره.
نظرت الى مارك وهو يغرق في صمت عميق ، كان صمته ينبىء بتوتّر دفين ، وأزمة حادة تضج في فؤاده ، ما اصعب هذا الموقف ، إنعقد لسانها فلم تنطق بكلمة واحدة.
تمنت ان يزول التوتر مع صباح اليوم التالي ، فلتذهب الى الخيمة الآن ، وتاوي الى فراشها قبل غيرها ، إستدارت وتوجهت صوب خيمتها.
" والى اين تذهبين ؟".
رنّت الكلمات في أذنيها ثقيلة ، مخيفة ، كان فريزر يقف وراءها بقامته الشامخة.
قالت بعجلة :
" الى الفراش".
" اعتقد أنك تسيرين في إتجاه خاطىء".
أجابت بحذر:
" لا ، لا أظن ، هل نسيت أن هذه هي الخيمة التي أتقاسمها مع مارك وبويد وبيتر؟".
خالت كوري أنها في كابوس رهيب وهي تصغي الى جوابه:
" أنا لا أنسى شيئا ، تلك كانت خيمة كولن ، وليست خيمة كوري".
بدا فريزر في تلك الظلمة الداكنة شبحا مخيفا ، يبيّت نوايا خبيثة ، إن كلماته المبطنة تنذر بخطر داهم ، ولكن لن تدعه ينجح في تنفيذ خطته ، عليها الإحتفاظ برباطة الجأش ، وإفشال مؤامرته الجديدة.
سالته بهدوء:
" هل لديك خيمة أخرى؟".
" نعم".
" أية خيمة؟".
تعمد تأجيل جوابه ، ليختلق جوا من الترقب والقلق ، جمدت في مكانها ، مصممة على عدم التفوه بحرف واحد لئلا تحقق مأربه.
وما لبث أن قال بسخرية لاذعة:
" خيمتي بالطبع".
أجاب بوقار وكياسة:
" شكرا على تلطفك وكرمك".
وجلجل مقهقها :
" تلطفي وكرمي؟".
" لا شك أنك تضحي كثيرا عندما تقرر النوم مع الآخرين، وإخلاء خيمتك من اجلي".
بلغت سخريته حدا لا يطاق :
" يا عزيزتي كوري ، من قال لك انني أنوي التخلّي عن خيمتي ؟".
إصطكت أسنانها ذعرا:
" لأنك ..... لأن المسألة واضحة ، أنت قلت....".
قال بعنجهية:
" انا قلت أنك ستنامين في خيمتي ، وسأكون أنا هناك ايضا ".
وصاحت بإضطراب:
" كلا".
فردّ بلهجة الآمر الناهي:
" نعم ".
" لا ، لن أنام في خيمتك".
حاولت أن تفر منه وتلجأ الى مارك ، صديقها الذي سيدافع عنها ويحميها .
قبضت على معصمها اصابع فولاذية ، وخالتها تكاد تمزق جلدها الطري وهي تنتفض محتجة:
" دعني وشاني".
" ستاتين معي".
تملكها الغضب الشديد ، ولم تعد تبالي بشيء ، فصاحت:
" لا يمكنك إجباري على الذهاب".
فشدّ على معصمها بقوة:
" يمكنني إجبارك على فعل أي شيء ".
وراح يجرّها من يدها ، فلم يعد أمامها غلا طريقة واحدة لإنقاذ نفسها ، سيهرع مارك الى نجدتها إذا ما صرخت بأعلى صوتها ، وكذلك بيتر ، وربما بعض الرجال الآخرين.
همّت بالصراخ ، ولكنه أحبط محاولتها ، مطبقا بيده الغليظة على فمها الصغير ، والحّ قائلا:
" هلا اتيت معي بهدوء؟".
هزت رأسها بعنف ، فعلّق واجما:
" سأجبرك بطريقتي الخاصة ، وإياك ان تحتجي بعد ذلك".
أرخى قبضته عن معصمها ، وإنحنى يرفعها عن الأرض كدمية خفيفة ، كان مفتول العضلات صلب الصدر ، عريض المنكبين ، أصيبت كوري بالدوار من الرجولة الخارقة، وسحر البطش الماحق ، ولم تلبث ان إستردت وعيها ، مدركة معنى ما يجري.
فتحت فمها مرة اخرى تهم بالصراخ ، ولكنه خنق صوتها بقبضته العنيفة السريعة ، قاومته بكل قواها ، راحت تلكم بيديها ، وترفس يقدميها دون فائدة ، شدّها الى صدره ، فهبط قلبها في داخلها ، وهي تراه يهصر جسمها الطري هصرا ، وكأنه يريد أن يؤلمها ويعانقها في آن معا.
وتمكنت أخيرا من عضّه ، فصاح:
" يا لك من قطة شرسة!".
امسك اطرافها بإحكام وحملها الى خيمته الغارقة في العتمة ، أغمضت عينيها وجلست مذهولة لا تقوى على الحراك ، القى بها ارضا ، كخرقة ممزقة ، وسمعته يقول:
" حقا إنك إبنة جون لايتمر ، تصارعين حتى النفس الأخير ".
إرتسمت إبتسامة شاحبة فوق شفتيها:
" لا أعتقد أن والدي نال شرف عضك مثلي".
أجاب بمرارة:
" لا لم يعضّني باسنانه ، لكن لسانه عضّني مئات المرات ، لم يكن يتراجع عن رأيه حتى ولو أدرك أنه مخطىء".
إرتسمت أمام كوري ، لبرهة خاطفة ، صورة والدها الهزيل ، تحيط به كتبه ، لقد فاته القطار الان ويعجز عن مواجهة رجل شاب قوي ، يفور نشاطا هكذا ترسخت قناعتها بضرورة تنفيذ مهمتها .
قالت:
وانا لا أتراجع عن رايي كذلك!".
فكر فريزر مليا ، ثم إنحنى ورفعها على قدميها ، وصاحت:
" دعني وشاني".
" سمعا وطاعة ، ولكن بعد أن اوضح بعض الأمور".
قرات في صرامة صوته عقلية لا تقبل أقل من الخضوع التام ، إنها تدرك مدى تطفّلها ، وفرض نفسها على شخص لديه مفاهيم محددة حول دور النساء ، ولكن لا يحق لفريزر إهانتها على هذا النحو ، لا لن تدعه يدوس على كرامتها ، وأكدت له:
" أريد الحصول على صور الرسوم مهما كلف الأمر".
" لا مانع لدي ، هذا إذا ما حسّنت سلوكك ... وإذا كانت الرسوم الصخرية موجودة".
شمخت بأنفها:
" أنا متأكدة من وجودها ".
" لا شيء يثبت وجودها سوى عناد والدك ، وشهادة أحد عابري السبيل".
" إن والدي يثق بعابر السبيل ، الرسوم الصخرية موجودة ولن أعود قبل تصويرها".

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
قديم 12-03-12, 02:24 PM   المشاركة رقم: 17
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

قال بإمتعاض :
" إنك اسوأ من والدك ، كم هو عمرك يا كوري؟".
" إثنان وعشرون عاما".
" أكبر مما توقعت".
وسالته وقد هدأ روعها قليلا:
" إذن لديك فكرة عني؟".
وإستانف لهجته الساخرة:
بكل تأكيد ، أعرف عنك الشيء الكثير يا كوري لايتمر ".
قضمت شفتها حائرة ، ها هو يعود الى الغمز واللمز ، لتغيّر مجرى الحديث :
" كنت تنوي مناقشة مسالة معينة معي؟".
ضحك هازئا :
" أناقش؟ ليس عندأي مناقشة يا كوري ، بل مجرد أوامر ، أوامر نافذة ، نهائية".
قالت بمرارة:
" تعتقد أنك تستطيع معاملتي كيفما تشاء".
فإنفرجت اساريره :
" بالضبط ، إصغي اليّ جيدا يا كوري لايتمر ، والويل لك إذا رفضت ، سأعاملك مثل أي شخص آخر ، لا يهمني انك أنثى كما سبق لي القول ، وسوف تدعين رجالي وشأنهم ، وهو ما قلته لك أيضا ، إياك إستغلال عواطفهم ، يكفي ان مارك وبويد يتنافسان عليك".
فضّلت تجاهل إستفزازاته:
" ألهذا السبب نقلتني من خيمتهما ؟ لا شك أنك مهتم بسلامتي؟"
فإستطرد ساخرا:
" لا تكوني ساذجة ، إن لهما مطلق الحرية ، ولن اتدخل في شؤونهما الخاصة ، إن فتاة تلتحق برحلة كهذه لا تستحق تأمين سلامتها ".
لاحظت أنه يتعمد جرح كبريائها بإستمرار ، نظرت اليه متعجبة :
" ماذا إذن ؟ ما هو مبرر إخراجي من الخيمة؟".
" إنتظر قليلا وقال:
" لم أكن مهتما بسلامتك ، كل ما يهمني تامين راحة رجالي ، علي إتخاذ الإجراءات اللازمة قبل أن ينفجر الوضع بين بويد ومارك".
ردت بإستهجان :
" انت لا يمكنك تخيّل رجل بدون غرائز وضيعة مثل غرائزك ".
" غرائز وضيعة ؟ لا يا عزيزتي ، إنها غرائز الرجولة ، وكلنا سواسية الحمد لهل".
إلتهب الغضب في جوارحها :
" أنت ابغض رجل رايته في حياتي ، ولا توجد قوة في الأرض تجبرني على النوم في خيمتك الليلة".
هدّدها بفظاظة:
" تعرفين ان لا فائدة من عصيان أوامري".
" لا ، ليس هذا صحيحا".
خطت الى الوراء مذعورة ، عازمة على الفرار ، سدّ باب الخيمة ، لا مجال للهرب ، قال لها:
" لا مانع لدي ، من إثبات رأيي ثانية".
كانت هذه المرة على اهبة الإستعداد عندما تقدّم نحوها ، قاتلت بشراسة القطة المحاضرة ، خمشت ، خدشت ، وكشفت عن أنيابها ، ولكن دون فائدة ، ظل كالطود الشامخ ترتطم فيه موجة ضعيفة .
وسالها :
" لماذا تقومين هكذا ؟ انصحك بالرضوخ وإطاعة اوامري ".
فصاحت رافضة:
" آه كم أكرهك ".
" تكرهينني ؟ ما هذه المسرحيات ؟ هل عدنا الى عالم الأزياء ؟ أهكذا كنت تتصرفين مع أريك هوغن؟".
رمت كوري براسها الى الوراء:
" أريك ؟ من أخبرك عن أريك؟".
" إن صحف مدينتكم ليست غريبة عليّ رايت بعض الصور المثيرة لكما معا".
بلعت كوري ريقها ، إذن لقد رأى صورتها مع اريك ، في المطعم ، كم كانت حياتها آمنة آنذاك ، يا لسخرية الأقدار كيف تبدّل كل شيء ! وظل فريزر يحملق في عينيها وهي في حالة من الإرتباك الشديد.

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
قديم 12-03-12, 02:25 PM   المشاركة رقم: 18
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

6- لمحت في وجه فريزر جمودا رهيبا ، كانت عيناه مسمّرتين على يدها وهي تلامس ذراع مارك ، اساء فهم دوافعها ، ومع ذلك ، شعرت بغبطة خفية.

سألته كوري بفارغ صبر:
" اين سأنام الليلة؟".
" ستنامين هنا".
وصرخت بحدة:
" إذن أنت تنام مع الآخرين".
رد فريزر باسلوبه المعتاد:
" لا ابدا ، لقد أوضحت موقفي ، ولكن إطمئني ، إنك في أيد أمينة ".
تكوّمت كوري في الزاوية ، وتلحفت بما توفر من الأغطية والبطانيات ، وتظاهرت بالنوم ، لن تخلع ثيابها قبل أن تتأكد من غرقه هو الآخر في نوم عميق.
ظل فريزر صامتا ، ثم سمعته يتنقل في الخيمة ، فخالته يستعد للنوم ، كانت قد أدارت ظهرها متحاشية النظر اليه أو رؤية وجهه المتعجرف وملامحه القاسية ، إنها لحظات مؤلمة ، تمزق قلبها المعذب ، وتقتل كل شعور بالصداقة والإخلاص في النفس البشرية.
تاكد لها ان فريزر لا يعاني من أي عذاب أو صراع ماثل ، أخذ يصفر الحانا مختلفة وهو يطوف في الخيمة ، وكأن كل شيء على ما يرام.
توقعت ان يبادر الى التمني لها( بليلة سعيدة) أو ( اراك في الغد إن شاء الله) ولكن توقعاتها ذهبت سدى.
ما هي إلا لحظات حتى اخذت تشف أذنيها بشخيره البطيء الثقيل يملأ ظلام الخيمة ،غرق في نوم عميق ، تاركا إياها مسهدة كأنها تستلقي على فراش من الشوك والجمر ، وبدأت تكشف في قلب تلك العتمة المخيفة مدى سيطرة فريزر على حواسها ومشاعرها ، كان يملك سحرا عجيبا يجذبها اليه ، يؤرقها ، ويقلب كل مفاهيمها التقليدية بصدد الحب والزواج ، تلك المفاهيم التي تلقتها منذ نعومة أظافرها .
وترامت الى مسمعها أصوات مبهمة ، متقطعة من الجانب الآخر من المخيم ، ثم بدأت الأصوات تزداد وضوحا ، إنها اصوات الرجال يتوجهون الى خيمهم ، وتبينت صوت بويد يتلفظ بإسمها وإسم فريزر.
كان صوتا متهكما ، يرن بقهقهة لئيمة ، لم تسمع كل كلمة قالها ، ولكنها فهمت مغزى حديثه وإصراره على الطعن بسمعتها ، تنهدت بإمتعاض وهي تتمنى لو تنشق الأرض وتبتلعها.
وإضمحلت الأصوات ، ساد الصمت داخل الخيمة وخارجها ، وفجأة مزق هدوء الليل زئير متواصل ، ترددت أصداؤه في جنبات الصحراء.
منتديات ليلاس
إنه أسد ، غرزت كوري أظافرها في لحم كفها ، تصاعد الزئير من مكان قريب ، ولا بد ان الأسد يطوف الآن حول المخيم ، إرتعدت فرائصها ، وفطنت الى وجود فريزر معها ، فهدأ روعها قليلا ، إنه رجل متعجرف ، متحجر ، وسليط ، ولكنه سيؤمن لها الحماية في هذه اللحظة الحرجة ، مرت دقائق مشحونة بالتوتر ، تتقاذفها مخاوف رهيبة ، ولا تلبث أن تطمئن الى سلامتها وهي تفكر بفريزر ومدى صلابته وجرأته.
وإستسلمت اخيرا للنوم ، عندما فتحت عينيها كانت خيوط الفجر تتسلل من فجوة ضيقة في الخيمة ، فركت جفنيها وكأنها في حلم مذهل ، تزاحمت في ذهنها أحداث اليوم الفائت ، فهزت رأسها تحاول طرد أشباحها.
كانت الخيمة خاوية ، لا بد أن فريزر إستيقظ قبلها ، ترى هل رآها تغط في نوم عميق؟ سرت في وجنتيها حمرة الخجل ، وتسارعت نبضاتها.
وما أن أصبحت في الخارج حتى رأت المخيم يموج حركة ونشاطا ، كان الرجال قد إرتدوا ملابسهم الكاملة ، وبدوا حليقي الذقن ، أنيقي المظهر ، وهو تطور جديد ، عرفت كوري انها مسؤولة عنه بعد إكتشاف هويتها كأنثى ، ثم لاحظت أن الجميع يتوقع منها إعداد وجبات الطعام ، لم تعترض ، إنها تهوى طهي الطعام ، وطالما أبدت اسفها لإنشغالها بأمور أخرى ، ومع أن وسائل الطهي ومواد الأكل لا يمكن مقارنتها بما يتوفر في المدينة ، فإن كلمات الشكر والثناء التي اثارتها وجباتها المرتجلة جعلتها تنسى أية صعوبة أخرى.
وعلّق فريزر ، وهو يمضغ لقمته الأخيرة:
" إنه فطور شهي".
كانت هذه الكلمات الوحيدة التي سمعتها منه بعد أن احداث الليلة الفائتة في الخيمة ، وتسارعت نبضات قلبها ، وقف قربها بقامته الشامخة ، أسمر الوجه ، تموج عيناه بصفاء البحر الهادىء ، يدل مظهره أنه قضى ليلة هنيئة ، ولم يكن لوجودها في خيمته أي أثر يذكر على اسلوب حياته.
قالت مبتسمة:
إذن للنساء بعض الفائدة؟".
مط شفتيه متهكما:
" أنا أول من يوافق على ذلك".
فإمتعضت قليلا:
" بالله عليك ما هذا الكره الدفين؟".
رد بإعتدال :
" لا تتظاهري بالبراءة ، من يقرع الباب يسمع الجواب ، ولا تفكري برد بارع الان ، كنت تعرفين رايي مسبقا".
راقبته يبتعد عنها ، طويلا ، خفيف الحركة ، ثابت الخطى ، تمنت لو تستطيع إرجاع عقارب الساعة ، وتبديل كل قراراتها.
حمل مارك صحن الطعام ، وجلس بجانبها ، ظل لحظة صامتا ، بدا متوترا شارد النظرات ، وفطنت الى أن مزاجه السيء يرتبط بشيء فعلته، كانت تبحث عن أسلوب ملائم لكسر حاجز الصمت بينهما عندما بادر الى القول:
" ماذا جرى ليلة أمس؟".
" لا شيء البتة....".
ونظر اليها بعينين حادتين:
" لا ضرورة الى التظاهر بالبراءة يا كوري ، إن فريزر ملوري يحب اللهو مع النساء ".
قالت كوري بخفة عفوية:
" هذا إذا وجد رغبة لدى النساء".
أصيب مارك بالحرج :
" لم أقصد.... لا اعني...".
قالت بلطف ، يؤنبها ضميرها:
" أعرف انك صادق النية ".
" هل انت متاكدة أنه لم يحدث أي شيء؟".
لم يحدث أكثر من تصدع في عالمها خاطبت كوري نفسها ، وأصبحت كالركن المتداعي ، ولكن ذلك لن يثير إهتمام فريزر في شتى الحوال ، ولا يجوز لها إلقاء التبعة عل كاهل مارك ، فأجابته بصوت عال:
" أنا متأكدة تماما".

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
قديم 12-03-12, 02:26 PM   المشاركة رقم: 19
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

تبدلت لهجته
" كوني حذرة يا كوري".
وعدته ، مدركة معنى عبارته:
" سأكون حذرة كل الحذر ".
وإستطرد:
" إن فريزر قائد جيد ، ولكنه صعب المراس أيضا ، ستتعرضين لمتاعب كثيرة إذا ما وقعت في غرامه".
لمست كوري مدى أسى مارك وإنزعاجه ، وضعت يدها بلطف على ذراعه ، وقالت مبتسمة :
" لا تقلق علي ، لا مبرر لقلقك إطلاقا".
ون صوت فريزر يناديها :
" كوري".
فإستدارت قائلة:
" نعم؟".
" أريد منك إنجاز بعض الأمور المستعجلة".
وردت :
" سمعا وطاعة".
إختارت كلماتها بدقة ، وتمعن ، لمحت في وجه فريزر جمودا رهيبا ، كانت عيناه مسمرتين على يدها تلامس ذراع مارك ، واساء فهم دوافعها ، مع ذلك، شعرت بغبطة خفية ، لا بأس من إكتوار فريزر ببعض الغيرة ، ربما كانت هذه نقطة ضعفه ، شمخت بانفها ، وإرتات إثارته أكثر:
" لينظف الصحون احد سواي".
مع ذلك نجح في إلهائها بشؤون اخرى ، قضت معه أكثر من ساع يبحثان شجون التصوير والمهمات المترتبة عليها ، كرهت في البداية طريقته الفظة في إصدار الأوامر ، ولكنها تناست حنقها وهي تزداد إنهماكا في عملها الشيق.
قال فريزر وهما في طريق العودة الى المخيم:
" ألم أحذرك من العبث مع الرجال؟".
عرفت كوري ما الذي يشغل باله ، إنه سينحو عليها باللائمة في كل ما تفعله ، إذن ، لا فائدة من إطلاعه على الحقيقة حول ذلك المشهد الذي رآه بام عينه.
إبتسمت مستفسرة :
" أنت تغار من مارك؟".
عض شفتيه إمتعاضا ، وبقبضة صلدة طوّق معصمها:
" يا لك من إمراة شريرة ".
واظبت على إغاظته :
" أنت تتهرب من الإجابة على سؤالي".
فرد بإزدراء :
" تعرفين جوابي ، لماذا أغار؟ أنت لا تختلفين عن أية إمرأة أخرى".
كان غروره لا يطاق ، ولكنها اصرت على رايها :
" أنت غيور".
ضغط باصابعه على معصمها:
" إن ذوقي ارقى مما تتصورين ، ولا أجد مبررا لتبديد وقتي على عذراء مثلك ".
إنه لا يكف عن إهانتها ، قالت بصوت خفيض:
" ليتني بقيت في المنزل ولم أشاهد وجهك في حياتي".
قال يزيد نيران غيظها وقلقها إضطراما:
" إن رأيك مشابه لرأيي ، احذرك ثانية يا كوري ، إياك وإثارة المتاعب بين افراد البعثة".
احست بضعفها وأنوثتها الغضّة في آن معا :
" لم أفعل شيئا غير لائق مع مارك أقسم لك".
اجابها بصوت مخيف :
" هذا هو رأيك ، ولكن يجب أن تعلمي أن مارك على وشك الوقوع في غرامك".
صاحت مستنكرة ، وهي تدرك في قرارة نفسها صدق كلمات فريزر:
" هذا هراء ، إن مارك مجرد صديق ودود".
وإسترسل:
" طبعا ، غير ان صداقة كهذه مليئة بالأخطار ، ولن يدرك ذلك إلا بعد فوات الأوان".
وقالت بعفوية :
" وهذا ما يوجد بيني وبينك أليس كذلك؟ مجرد صداقة ".
أجاب بتمهل:
" إن الأمور تحت سيطرتي المباشرة ، ولذلك لا خطر علي ، أستطيع البقاء معك أو التخلي عنك ساعة أشاء".
ادركت ان الإعتصام بالصمت خير وسيلة تتبعها مع هذا الرجل المتعجرف، ولكن كلماته الأخيرة افقدتها صوابها ، فقالت متحدية:
" ألست من لحم ودم مثل الآخرين؟".
طوّقها بذراعيه القويتين ، وشدها اليه بهصرها هصرا ، هل يريد عناقها أم إيذاءها ؟ وكادت تصرخ ألما عندما دفعها بعيدا عنه ، فسقطت أرضا ترتعد من الخوف ، نظر اليها بإزدراء قاتل ، تضج في صدره غرائز سافلة ، وفي عينيه بركان مزمجر ، نهضت تهمس بدعة:
" لماذا فعلت ذلك؟".
فقال بصوت أجش:
" لثبت لك انني من دم ولحم كأي رجل آخر ، ولكنني استطيع السيطرة على نفسي عندما يحلو لي ، أما أنت فلا تملكين إرادة أو أي شيء ، إنك اسيرة غرائزك".
إنفجرت غضبا:
" يا لك من وحش ضار ".
وبدأت تبتعد عنه حائرة ، مضطربة الأعصاب ، إنها انثى جميلة القوام والوجه ، تعيش بين مجموعة من الرجال وسط صحراء مقفرة ، ومن الطبيعي ان تلفت الإنتباه ، وتخلق اجواء غير طبيعية ، ماذا تفعل ؟ لم تجد جوابا شافيا ، كل ما تريده الآن تجنّب فريزر ملوري وكل ما يمثله من غرور ، ورجولة وجاذبية ، إنه يكاد يدمر طمأنينة نفسها التي لم تفقدها في كل مراحل حياتها.
لم تنبس ببنت شفة وهي تتابع سيرها ، وحتى عندما سمعته يحذرها مجددا من مغبة التورط مع مارك.
تنفست كوري الصعداء عندما تركها فريزر وشأنها ذلك اليوم ، وشغلت نفسها بعد الغداء مع بعض الرجال ، متلكئة في إلتقاط الصور الى ان رأت الشمس تتوارى وراء الأفق ، وأخذ الجميع يستعد لإستقبال الليل.
فقد ظلام الصحراء سحره ، خالت النجوم المتناثرة في الفضاء الشاسع باهتة ، تبعث على الرهبة والحزن ، حتى زئير الأسد بات قصة عتيقة تدعو الى التثاؤب عوض التيقظ والترقب ، ستنطفىء النار بعد قليل ، ويأوي الرجال الى الفراش ، وستجد نفسها وحيدة في الخيمة مع فريزر ملوري ، ورغم تصميمها على صده ، وعدم السماح له بمسها او التحدث معها ، توجست شرا وسرت في شرايينها قشعريرة مخيفة ، إن مجرد التفكير في فريزر يقلب كل حساباتها ويحوّلها الى ريشة في مهب الريح.
ترى هل ينتظر فريزر تقدم الليل ؟ خاطبت نفسها ، رأته يتحدث مع بيتر ، ولم تتمكن من سماع الحوار ، ولكن بدت عليه إمارات الود والغرتياح ، أدركت انه لا يعير إهتماما لقلقها واوهامها ، فاصيبت بخيبة أمل.
رفع فريزر عينيه وحدّق اليها كأنه أحس بها تراقبه ، وإلتقت نظراتهما برهة عبر السنة النار ، كانت برهة قصيرة خالتها دهرا ، إذ تراءى لها أنه لا يوجد احد سواهما في هذه الصحراء ، تجمّد الدم في عروقها وهي تشيح بوجهها صوب الأفق المظلم.
وتنبهت فجأة الى قرارها السابق ، لتذهب الى الخيمة لتوّها وتأوي الى النوم قبل أن يدركها فريزر ، إن مشاعرها الرقيقة لن تقوى على خوض تجربة مريرة جديدة وربما اشد غرابة.

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
قديم 12-03-12, 02:27 PM   المشاركة رقم: 20
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

7- قررت الإبتعاد عنه حتى لو إضطرت الى عصيان أوامره ، ولم يخطر لها أن هناك رجلين آخرين يتنافسان عليها بكل ما أوتيا من قوة.

وهكذا مضت كوري الى الخيمة ، تاركة مارك في خيبة وإرتباك ، لكنه بقي في مكانه قرب النار مدركا عقه التحدث اليها في هذا الوقت بالذات.
اخذت تستعد للنوم ، مطمئنة الى وجودها وحيدة ، وإنشغال فريزر بأمور أخرى ، وما ان سمعته يقترب من الخيمة حتى إستلقت متظاهرة بالنوم العميق ، أحست به يعاينها ، ويتمعن في وجهها ، وجدت صعوبة في المحافظة على تنفسها الطبيعي المنتظم وقد راح قلبها يخفق كالمطرقة ، هل إنطلت عليه الحيلة ؟ ليس من السهل خداع رجل حاد الملاحظة مثل فريزر ، خاطبت نفسها وهي تترقب خطوته التالية.
بدا أنه غير مكترث كثيرا بوضعها ، ها هو يبتعد قليلا ويباشر بخلع ملابسه ، كادت أن تفتح عينيها قليلا وتختلس النظر ، ثم إستقر رايها على تحاشي أي خطأ قد يورطها في مماحكات مؤلمة ، ومهاترات باتت تعرف عواقبها.
منتديات ليلاس
وبعد لحظات معدودة كان شخيره البطيء يملأ أرجاء الخيمة ، إنه لم يبالغ عندما أكد لها قدرته على التحكم بعواطفه ، والسيطرة على نزواته الطارئة ، تمنت لو كانت تملك قوة إرادته وبرودة أعصابه.
إستلقت متململة في الظلام ، محاولة التركيز على أي شيء آخر ، إنها لن تسمح لفريزر بالإستيلاء على مشاعرها ، والإنزلاق في هاوية غروره وتصرفاته الفظة ، وإلا قضي عليها كإنسانة حرة طليقة.
نهضت في صباح اليوم التالي متاخرة ، وبعد أن غادر فريزر الخيمة ، وإتجهت الى نار المخيم فإختارت مكانا بعيدا عنه قدر الإمكان ، إلتفتت بدون تعمد فرأته يراقبها ، إلتقت نظراتهما لحظة طويلة، لو كان فريزر رجلا آخر لما ترددت كوري في الإبتسام له وإلقاء تحية الصباح عليه ، لكنه فريزر ، ولا تليق به تحية الصباح العادية.
وقبل ان تشيح بنظرها بعيدا عنه ، لمحت كوري في عينيه تلك النظرة الساخرة المتهكمة ، كادت تسحق فنجان قهوتها وهي تحتسي رشفة حارة ، لا فائدة من التظاهر بالهدوء، ما أن يقع نظرها عليه حتى يكتسحها إضطراب هائل لا يقاوم.
قررت الإبتعاد عنه باي ثمن ، حتى لو إضطرت الى عصيان أوامره ، إن غروره الوقح لا يترك مجالا للتفاهم معه ، أو الإقتراب منه بحرية وعفوية.
قضت كوري صباحها تلتقط الصور مع مارك ومجموعة من زملائه ، وكان يتحين الفرصة ليتبادل معها بعض الكلمات ، طلب منها ان تتنزه معه في المساء ، وبعد الإنتهاء من العمل ، وافقت كوري مع معرفتها لتحذير فريزر وإعتراضه ، كان مارك رجلا يوحي مظهره بالثقة ، وما أعذب تلك الإبتسامة تحوم على شفتيه وهو يرمقها بإعجاب خفي ، وإزدادت قناعة بتقديرها له وإرتياحها الى رفقته، كان فريزر حذّرها من مارك ، ووقوعه في غرامها ، ربما كان ذلك صحيحا ، مع انها تمنت ألا تصل الأمور بينهما الى هذا الحد ، إنها لا تتمنى أكثر من بناء صداقة متينة ، مؤهلة للإستمرار والنمو زمنا طويلا.
لم تعثر على اثر لفريزر ، ظنت كوري انه منهمك في التنقيب عن موقع جديد ، تنفست الصعداء لغيابه ، وزال توترها الدائم الذي يلازمها مع وجوده بجوارها.
وكم كانت مخطئة ، ها هو شبحه يطاردها ، ويسكن أفكارها ، إستشاطت غيظا وهي تلمس ضعف إرادتها وهشاشة عزيمتها ، الم تقرر تجنبه والإبتعاد عنه؟ نعم إن الإبتعاد عنه جسديا مسالة سهلة ، ولكن ما الذي تفعله بعقلها ومشاعرها وعواطفها؟
حان وقت تناول الشاي ،وجدت نفسها تتحدث الى الرجال الآخرين بإندفاع منقطع النظير ، الأمر الذي اثار دهشتهم ، ولفت انظارهم .
عادوا الى المخيم عند الظهيرة ، ودنا منها فريزر وهي تلتهم طعامها ، كان يريدها أن تعمل معه بعد الظهر ، إزداد وضعها سوءا ، خانتها إرادتها وغمرتها احاسيس غريبة وهي تتأمل قامته الطويلة ووجهه الصارم.
خرجت الكلمات من فمها بشق النفس:
" آسفة ، لا أستطيع العمل معك اليوم".
فتقوّس حاجباه:
" لا تستطيعين ؟!".
تمتمت متلعثمة:
" إنني مشغولة بإنجاز بعض الأمور في الموقع الآخر ، ولا يمكنني التوقف الآن ".
لم يجبها ، أخذ يتمعن في وجهها صامتا ، إحمرت وجنتاها خجلا وقالت بصوت مخنوق:
" إنني مشغولة ، هل انت أصم؟".
ضحك بملء فمه ، وإقشعر جسم كوري ، أدركت أنه يخترق معاني كلماتها ، ويفهمها على حقيقتها ، لا بأس ، لتحتفظ الآن برباطة جاشها ، وتهيء نفسها لمواجهته في وقت لاحق ، لا فائدة من الرد عليه وهي في حالة يرثى لها ، لا تحسن إخفاء مشاعرها ، ولا تعرف كيف تتلقى عجرفته الطاغية ، أغمضت عينيها ، ودفت رأسها بين راحتيها.
إرتفع صوته هازئا ، مغريا:
" كوري ، سأتساهل معك اليوم ، لأن ذلك لن يضيرني ، ولكن لا يمكنك تجنب العمل الى الابد".
وأدركت كوري ان إنتصارها الذي حسبت أنها حققته كان إنتصارا هشا ، سريع الزوال.
وجدت صعوبة في التركيز على عملها ، تعثرت أكثر من مرة ، وكادت آلة التصوير ان تهوي من يدها ، وتتحطم شظايا ، وترامى اليها صوت مارك متسائلا:
" ما بالك يا كوري؟ هل أنت على ما يرام؟".
نظرت اليه ، فرأته يستبد به القلق ، إن بينه وبين فريزر هوة شاسعة ، وكأن السيد ملوري لا يعرف معنى للقلق ، أو الإهتمام بما يصيبها ، والح مارك:
" كوري ، ما بك ؟".
حامت على ثغرها إبتسامة شاحبة:
" أنا بخير ، إطمئن".

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
desert dream, روايات, روايات مترجمة, روايات مكتوبة, روايات رومانسية, روايات عبير, روايات عبير المكتوبة, روايات عبير القديمة, رواية الواحة, روزماري كارتر, rosemary carter, عبير, قلوب عبير, قلوب عبير القديمة
facebook




جديد مواضيع قسم روايات عبير المكتوبة
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 04:25 PM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية