كاتب الموضوع :
الساحره الصغيره
المنتدى :
القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
رد: اخوات ولكن
الفصل الخامس عشر
البعض نحبهم
لكن لا نقترب منهم ........ فهم في البعد أحلى
وهم في البعد أرقى .... وهم في البعد أغلى
والبعض نحبهم
ونسعى كي نقترب منهم
ونتقاسم تفاصيل الحياة معهم
ويؤلمنا الابتعاد عنهم
ويصعب علينا تصور الحياة حين تخلو منهم.
والبعض نحبهم
ونتمنى أن نعيش حكاية جميله معهم
ونفتعل الصدف لكي نلتقي بهم
ونختلق الأسباب كي نراهم
ونعيش في الخيال أكثر من الواقع معهم
( جبران خليل جبران )
بعد مرور شهرين على الاحداث
دبـــي 6:30 صباحا
ان يستقبل العام الجديد بهذه الحالة الكئيبة هذه اصبحت عاده ان يستقبل العام
الجديد بأعين حمراء ودموع تلمع بداخلها هذه ايضا عادة ان تصبح غرقتة
اشبه بالبوم صور في بداية كل عام هذه ايضا عادة
عادات كثيرة اكتسبها مؤخرا رغما عنه حتى استقباله للعام الجديد اصبح رغما عنه
ابعد الغطاء عنه وتنهيده غريبة صدرت منه وكأن الغطاء كان حمل ثقيل
عليه ، وكان الغطاء تحول فجأة الى جاثوم يطبق على صدره مانعا ايه من استنشاق الهواء
تحرك بملل مبتعدا عن سريره لتسقط عينيه على صورة من اثار الامس
صورة تجمعة بوصال ، صورة اخرجها بالامس مع العديد والعديد من
الصور ، صورة جعلته يتذكر ان اليوم هو اول يووم بالعام الجديد ، ان
اليوم هو ذكرى مجئ والدته على هذا العالم ، ذكرى مجئ ورحيل وصال
على هذا العالم هو ذكرى لاسوء يوم عاشه في التاريخ
ابعد الصورة عن انظاره وهو يقرأ الفاتحة بصوت منخفض رافعا راسه الى
اعلى انتهى من الفاتحة ليتبعه بدعاء بصوت منخفض
اللهم اجعلها ذخرا لوالديها، وفرضاً وشفيعاً مجاباً، اللهم أعظم بها أجورهما، وثقل بها موازينهما، وألحقها بصالح سلف المؤمنين، واجعلها في كفالة إبراهيم عليه السلام، وقها برحمتك عذاب الجحيم
مسح على وجهه ببطئ << الله يرحمك يا وصال <<
؛
؛
لحظات هي ما فصلت بينه وبين رحيله عن غرفته لحظات هي ما كان
بحاجتها ليعيد غرفته كما كانت ، ويتأكد ان كل شيء عاد الى مكانه الصحيح ان صور وصال عادت الى حيث تنتمي
ترك غرفته لتتلاشى انعاس صورته من المرآه .. خرج من غرفته بسواده المعتاد
ــ صباح الخير يا ماما
قالها وهو يميل على والدته مقبلا رأسها وبصوت لا يعرف ان كان وصل الى مسامعها ام لا وابتسامة هو متأكد من ظهورها كما هو متأكد ان لا معنى لها
ــ كل سنة وانت طيبة يا ماما
هي الاخرى ارغمت نفسها على ابتسامة كأبتسامة ابنها ابتسامة لا معنى لها ، هي الاخرى ارغمت صوتها على الخروج
ـ وانت طـ ـيب يا حـ ـبيـبـ ـ ي
جملة واحدة قالتها لتذكرها ان اليوم هو اول يوم في الالفية الجديده ، ذكرتها
انه قد مر اربعة عشر عام على رحيل وصال انها اتمت الان اربعة
وعشرون عام ذكرتها انها اليوم تخطت العام الثاث في العقد الرابع من عمرها وها هي في الاربعة والاربعين الان
جملة قالها وبجملة اجابته وكل جملة فيهما تعي الكثير من المعاني
مي : صباااااااااااح الخير ع الحلوين اللي زي ..... كل سنة وانت طيبة يا احلى لولو في الدنيا
هي الوحيدة التي خرج صوتها اليوم بوضوح هي الوحيدة التي تبتسم ابتسامة ذات معني
قبلت وجنتي والدتها واعتدلت واقفة لتقول بصوتها المميز والابتسامة لم تختفي بعد من وجهها
ـ كل سنــة وانت طيبة يا ماما
نظرة واحدة من خالد كانت كفيلة بأخفاض صوتها ، نظرة واحدة فقط كانت كفيلة بان تجعل ابتسامتها تذهب مع الريح وتطير بعيدااا
مي : احم .. احم ... صباح الخير يا خالد
هذه المرة ربما يكون صوتها قد سُمع وربما لا ارتفعت قليلا مقبله خده
تعلم ان اليوم هو اليوم الوحيد الذي يبتسم فيه اخيها صحيح انها ابتسامة لا معنى لها ولكنها تبقى ابتسامة
............................................................ .........
.................................................
( مــي )
اعلم ان عائلتي اليوم وفي هذا اليوم من كل عام تكون في حالة حداد
فامي تصيبها حاله لا معنى لها ، واخي يمتنع عن النظر لاي شخص خشيًا
ان نلمح لمعة دموعة التي تأبى النزول ، وابي يصبح شخص اخر لا اعرفه
كل هذا اعلمه .. ولكنٍ اعجز عن الشعور بهم ، اعجز عن فهم هذه المشاعر التي بداخلهم ، اعجز عن الاحساس بهم
فانا ببساطة لا افتقد وصال مثلهم ، فانا لا اعرفها حتى افتقدها ......
رفعت نظري الى خالد الجالس امامي وبجانب ابي الغائب من الناحية الاخرى
<< عذرا اخي فانا لا اعرف تلك الوصال ، لم نتسابق معا .. لم نخفي شيء عن والدتنا معا ...لم نتشارك في عمل دمية معا .. كل هذه الاشياء واكثر لم نتشاركها معًا
انا وهي لا ننتمي الى نفس العالم فوصال رحلت حتى قبل ان اعي انا هذا العالم
لهذا انا لا اشعر بها ربما احزن لاجلها ولكن عذرا اخي انا لا شعر بما تشعر به
تحولت بنظري الى والدتي الجالسة بجانبي وانت ايضا امي يكفيكِ حزنا لا
فائده منه فالحزن لن يعيد ووصال << فالميت لا يعود <<
تلك النظرة التي فرضت خروجها عن سيطرة والدتي تعني الكثير ... اشياء لا قدرة لي علي فهمها
اقتربت من امي وبصوت طفولي وابتسامة براءة لا تمت لي بصلة ترتسم على وجهي
ــ لولو حببتي .. انت زي العثل خليني اغيب النهارده .. ده انهارده عيد ميلادك وكل سنة وانت طيبة
لو كنت اعلم ان هذه الجملة ستمحي تلك النظرة مقابل هذه الدموع التي لمعت بعينها لما كنت قلتها
ــ ماما انت كويسة ؟؟
********************
( ليــلى )
لا اعلم يا بانتي ان كنت بخير ام لا ... فانا لا اقوى على قول هذه الجملة ..
هذه الجملة بحاجه الى قوة هائلة وانا قد خارت قواي منذ زمن بعيد ، هذه
الجملة بحاجه الى امرأة تستطيع ان تتخذ قرار صائب وانا كل قرارتي خاطئة
ـ الحمد لله يا حببتي انا كويسة
قبلت راسها وبحركة بسيطة من يدي هيجت خصلات شعرها ، كملي اكلك وانسي حكاية الغياب دي
مي : لولو حبيبي ده انهارده عيد ميلادك << وكل سنة وانتِ طيبة <<
ليلي : انسي مفيش غياب ولو عملتي ايه
مي : اصلا الامتحانات قربت ومبنخدش حاجه
ليلى : لا ... انت قلتيها الامتحانات قربت يعني دي فترة مراجعة فانسي مفيش غياب
مي : ياربي هو في ام كده ياربي ههههههههه
قالتها ضاحة غير منتبهه الى هذه التى ذهبت في رحلة الى الماضي .. غير منتبهه الى هذه التي اصبحت الان في عالم اخر عبر جملة ، فجملهتا هذه كانت تذكرة عبورها للماضي
...............................
.......................
...............
منذ اربعة عشر عام
ــ مااااااما يلا قومي باااااابا يلا قوم
جملة قالتها طفلة وهي تقفز على سرير والديها ، طفله لم تعش من العاشرة
سوا بضع ساعات ، تقفز عاليا لتسقط بين والديها وهي تصرخ من بين ضحكاتها
يلا يا ماما يلا يا ماما
ليلى : وصال خلاص بس بقى .... انت مش صغيرة
وصال : يلا قومي انهارده عيد ميلادي ... يلا يلايلا لم تهتم بكلمات والدتها
كثيرا فكل همها في هذا الوقت هو كيفة الوصول الى وجهه والدتها التي تحاول اخفائه تحت الغطاء
ـ يلا يا ماما ياربي هو في ام كده هههه لم تكل ضحكاتها لان هذا المسمى بوالدها امسك بها وبدء بملاعبتها
كمال: يا مفعوصة انت اسكتي هههه
وصال : يلا يا كوكو انا قلتلي امبارح انك هتخرجني مش كده وهتخليني اجيب حاجات كتير وهجيب بتاع زي اللي بتليسه ماما سميره وهي بتطبخ
لم تلاحظ نظرات والدتها فهي كانت مهتمة بعد الاشياء التي تريدها
كمال : خلاص خلاص هنجيب كل ده بس انت روحي البسي ..يلا يلا اجري
انزلها من فوق السرير فهذه هي الطريقة الوحيد التي ممكن ان توقف وصال وتنهي عذاب ليلى
خرجت من غرفة والدتها لتنهار هذه القوة المزيفة لوالدتها ، لينهار هذا القناع بالسعاده المرسوم على وجه ليلى
ليلى : مش قدره يا كممال مش قدره اعملها
كمال : خلاص خليها .. وانا هكون جنبك ليلى انت مش محتاجه توديها ليه
ليلى : هيخدها كده او كده القانون معاه بس بعد ميكون دمرنا انا مش مستعده اخسركوا كلكوا
ليصمت كامل رغما عنه فهو لا يسن\تطيع فعل شيء فالقانون لا يعترف به ابٍ لوصال
كمال : ماشي طب قوليلي يعني هيقدر يعمل ايه
هذه المره هي من امتنعت عن الكام هي من التزمت الصمت فاكثر ما
تخشاه ان تدخل كمال في مشاكل فهو اكثر رجل متهور عرفته على وجهه الارض
ليلى : يلا يا كال قوم عشان تلحق تلبس اكيد حسين مستنيك
كمال : بــ.....
ليلى : يلا يا كمال قوم
ابتعد كمال في نفس الوقت التي دخلت فيه وصال
وصال : يلا انا خلصت ... يلا يا بابا انت لسه مش خلصت
اسطتاعت بجداره ان تتحكم في دموعها وهي تفتح زراعيها لوصال لوصال : طب تعالي خليني اعملك شعرك
وصال : خدي بس اعمليه كويس مش تبوظيه
تعالت ضحكاتها لتمنع بهذه الحكة دموعها عن المجئ تعالت ضحكاتها وهي تجزب وصال ناحيتها
ليلى : مش عارفه لسانك الطويل ده اخره ايه
تعالت ضحكاتها مؤكده بانها استطاعت التحكم بدموعها غافله عن هذا الواقف هناك ، هذا الذي لم يستطع ان يتحكم بدمعه
ليدخل الحمام << اكرمكم الله << مسرعا لعل الماء البارد تطفئ من حراره جسده ، لعله يمحوا فكرة انه لا يستطيع فعل شيء لابنته
فهي ابنته رغما عن الجميع
0000000000000000000
0000000000000
0000
مي : ماما انت كويسه
ليلى : ايوه يا حببتي انا كويسه
انهيت جملتي لينضم كمال لنا وبنهض خالد مبتعدا عن الطاولة
من اي شيء تهرب يا بني<< من جمال ام من الماضي <<
************************
القاهرة 8:30
يوسف : صباح الخير ... كل سنة وانت طيب
وصال : وانت طيب ... دي عاشر مرة تقولي كل سنة وانت طيبة
اليوم يختلف عن نظيره من كل عام ، فاليوم لا تحتفل به مع اخوتها هي من الاساس لا تحتفل به ، هي ترفض ان تستقبله حتى تقبل ان تحتفل به
لهذا السبب اليوم مختلف
بحركة معتادة عقدت شعرها خلف رأسها وهي تتحرك بعكس اتجاه يوسف
وصال : هي الساعة كام
هتفت بها من داخل المطبخ لكي تصل الى مسامع يوسف الذي بدوره نظر الى الساعة القيمة التي بيده وتزيد من اناقته بالبدلة السوداء
يوسف : 8 وتلت
قالها واعاد نظراته الى المرآة ليرى انعكاس صورتة مرة واخرى ويتاكد ان اناقته لا غبار عليها
وصال : بس انت هتلحق توصل .. وبعدين ايه الشياكه دي كلها
يوسف : ههههه انا طول عمري شيك يا حببتي ، وبعدين انا مش رايح الشركة انا هروح مقابلة مع الشركة اللي اخدنا منها التوكيل امبارح
قال اخر جملة قبل ان يقرص خدها برقة ويلتقط اشيائه من فوق البار ومن ثم قبل خدها برقة وهو يهم بالرحيل
يوسف : يلا يا حبيبي عايزة حاجه انا ماشي
وصال : ايه ده يا يوسف انت هتمشي كده عادي يعني وكأنك معملتش حاجه
يوسف : خير عملت ايه !!!!
اختفت ابتسامته لتتحول بوضوح الى دهشة واعاد غلق باب الشقة
وصال : وكمان مش فاكر ... انا كنت متأكده انك مش هتفتكر اصلا
يوسف ( بنبرة قلق واضحة وهو يقترب من وصال ): متقوليلي يا بنتي فيه ايه
وسط قلقه ودهشتة لم ينتبه الى هذه الضحكة التي تحاول ان تعلن تمردها وتفلت من وصال لم يلاحظ ان وصال تعود للخلف ببطئ وكانها تريد الهرب
وصال : متقربش خليك مكانك .. يعني 3 شهور متجوزين ومخدش بالك بجد يا يوسف ان هتحرق دمي
يوسف : لو مقلتيش في ايه دلوقتي انا همشي ..
وصال ( ببراءة متناهيه ) : كده يا يوسف كده مترجعش الزبادي في التلاجه تاني ههههههههه
جملة واحدة قالتها لتختفي من امام يوسف فهي تعلم جيدا الى اي مرحلة قد وصل حنق يوسف منها وصوت ضحكاتها الذي بالكاد يصل الى مسامعها يعلن عن رحيلها
اما هو فكانت الصدمة كفيلة ان تشل حركتة واكتشافه ان هذا احد مقالب وصال جعل غضبه يصل الى اقصى حدوده
************************
علي الساعة 8:30 مش هتروح الشغل ولا ايه النهارده
جملة واحدة هتفت بها اخته جعلتة يهب واقفا وهو لا يصدق انه قد مر على ظهور الشمس اكثر من اربع ساعات
علي : الساعة كااااااااام ..... يا خبر ومحدش صحاني ليه .. ابعدي ابعدي خليني الحق
ازاحهها من طريقة بيده ليدخل الحمام <<< اكرمكم الله << الذي خلفها
؛
؛
؛
خمس دقائق مرت ليجد نفسه انتهى من كل شيء ، خمس دقائق فقط كانت اكثر من كافيه له لينهي تغيرملابسه
نظرة واحدة فقط الى انعاكاسه في المرأة ومن ثم خرج من غرفته ومن البيت بأكمله
<<< علي <<
لاول مرة اعجز عن فهم نفسي ، لاول مرة استقبل العام الجديد وان عاجز
عن اتخاز قرار ، لاول مرة اشعر وكانني مشتت وكان ما يحدث حولي لا يمت لي بصله
رفعت نظري الى المرآة التي تتوسط سيارتي منذ شهرين كنت اعلم جيدا ما اريد اما الان .....
عدت بانظاري الى الطريق مرة اخرى
هل ممكن ان يتغير تفكير شخص في شهرين فقط ، هل هذه المدة كافيه لتغير معتقدات اي ان كان
عدت للتركيز مرة اخرى في طريقي فهذه الافكار ستؤدي بحياتي ايضا
لحظات كل ما فصل بيني وبين مقر الشركة
ترجلت من سيارتي بعد ان تاكدت انها في المكان المناسب حملت حقيبة جهازي وبداخلها بعض الاوراق
اغلقت سايارتي وابتعدت عنها لتسقط انظاري على تلك من كانت السبب في تغيري
تلك التي غزت وبقوة ليس فقط تفكيري بل احلامي ، على تلك السما التي اصبحت لا تفارق مخيلتي
ابتسامة تحمل رائحة الماضي ... ماضي ليس ببعيد .... ماضي يحمل زمنين مختلفين احداهما منذ خمس سنوات والاخرمنذ شهرين او ما يزيد
عنها بقليل زينت وجههي وانا انظر اليها
000000000000000000
0000000000000
منذ شهرين <<<
علي : اسف على التأخير ...
قالها وكان سيتابع ولكن رؤيته لهذه الجالسه هناك انسته ما يود قوله ، انسته لما هو هنا من الاساس
كان على وشك ان يهتف باسمها ، كان على وشك ان يصرخ ان هذه الفتاة ابنة اكثر رجل يعشقة على وجهة الارض ، ان هذه الفتاة تعني له الكثير والكثير ، ولكنه لم ينبت ببنت شفاه فتوسلات عينها جعلته يصمت
>>ارجوك لا تتذكرني <<
هذا ما كانت تهتف به عينيها ، هذا ما كانت تصرخ به دون صوت
ليدعي هو جهله بها ويمضي قدما دون ان ينظر خلفه
ما قيل داخل الاجتماع لم يعي منه حرف لم يصل الى مسامعه من الاساس
كل ما كان يدور بعقله ان هذه ابنه الرجل الذي يعشقه
الرجل الذي جعله يعشق الارقام ، يعشق الالوان ، يتيه عشقا بالتصاميم
الرجل الذي جعله يعشق الهندسة باكملها
عقله يدور بهذا الرجل الذي كان اول الاسباب في دخوله الهندسة رغما عن والده
ربما يكون شاذلي من كان يتحدث ولكن لم يكن يصل الى مسامعه صوت حسين وهو يخبره ان لا عمل له في شركاته
وهو يخبره ان يذهب لينجح بمفرده ويصل الى المنصب الذي يتمناه وفي هذا الوقت سيعينه في منصب اكثر مما تمنى
شاذلي : علي في اي سؤال تحب تسأله لسما
على : ايه
شاذلي : في سؤال عايز تسأله
علي : لا لا خالص معنديش اسئله
جملته هي كانت اخر شيء يتذكره او اخر شيء يسمعه ليتيه عقله
مع هذه السما اخر مرة رأها كانت منذ خمس سنوات كانت مختلفه
ولكن اختلافها ليس بالكبير
000000000000000000
0000000000000
00000000
صوت سما هو ما اعاده للواقع
سما : صباح الخير
علي : صباح النور ...متأخرة ليه ههههه احنا هنهزر من اولها هههه
سما : متاخرة .... انا متاخرة دي يدوب نص ساعة ههههه وبعدين مديري
لسه موصلش يعني متاخرتش ولا حاجه هههه ... انت بس اللي بتحب تفتري عليا
علي : هههههه وحده وحده .. خدي نفسك بالاول المره دي هعمل نفسي مخدش بالي عشان تعرفي انا أد ايه طيب
سما : هههههه ما انا وخده بالي انت هتقولي
ضحكاتها زادتني حيرة على حيرتي ، فمن انت ايهتها السما ، هل انت تلك
الحزينة التي اراها ام انت ، ام انت تلك المبدعة الرقيقة ، ام انت هذه
المشاغبة الضحاكة التي تملئ المكان بروحها المرحة هل انت هذه الفتاه
التي اريد ان اكمل معها حياتي ام هذه التي لا استطيع الاقتراب منها
سما : بتفكر في ايه ... ومخليك سرحان كده ؟!!!
هل حقا تودين معرفة ماهية افكاري ام مجرد جملة لتريحي بها فضولك
هل حقا ستتقبلي كونك الفكرة الوحيده التي تدور في بالي الان ، وان كنت
ستتقبلي فانا لا اعرف من اين يجب ان ابدء سرد افكاري هل ابدء من لمحة الحزن تلك ام من كون اسمك لا يرتبط برجل برغم انه لم يتبقى لكِ الكثير على السادسة والعشري
هل ابدء م حيث اسم عائلتك الذي لا تودين البوح به ام من هذه الرسومات الرئعة التي تقبع بدرج مكتبك وترفضين الافراج عنها
فهل انت حقا مستعده للخوض في افكاري
ابتسامة لا روح فيها حلت مكان ابتسامة الماضي وهو يجيبها ببساطة
علي : مفيش بس مصدع شويه ونمت متاخر امبارح
بأنتهائه من هذه الجملة كان المصعد هو الاخر بدوره توقف امام الطابق المطلوب ليخرج علي اولا ثم تليه سما
علي : صحيح فين نهلة ؟!! اخيرا قررت ترحمني وتسيب الشغل
سما : هههههه لا سبقتني وانا ركنت العربية .. ولو سمعتك هتعرفك يعني ايه رحمة هههه
علي : ههههه هروح منها فين طالما موجوده في الشركه
ليهتف بنبرة مختلفة وابتسامة مكر ارتسمت على شفتاه لم تلاحظها لكونها خلفة
علي : اخبار باباكي ايه يا سما .. ؟ !!!
لتتوقف هي عن متابعة السير خلفه و الدهشة والقلق معا تقاسما ملامح وجهها وبصوت اقرب للهمس
سما : اخبار بابا ..........
***********
فاطيما : صبااااااااااااح الخير Happy New Year
قالتها وهي تضحك لتقول من بين ضحكاتها وهي تجلس بجانب صديقتها الغامضة الصامتة في نفس الوقت هذه هي ريناد بالنسبة لها
ـ شوفتيني وانا بكلم انجليزي هههههه عشان تعرفي ان صحبتك بتتكلم انجليزي حلو ههههه
ريناد : هههههه شوفتك يا اختي شوفتك اقعدي اقعدي .
فاطيما : ههههههه عشان متقوليش حرماكي من حاجه هههه
ريناد : ياربي القيها منك ولا من براء في البيت هههه ولا من جيلان
فاطيما : هههه ليه بيعملولك ايه تلاقيكي ظالهم .. ما انا عرفاكي
ريناد : هههههه براء طول النهار تغني وجيلان بقالها شهرين بتجرب مواهبها الجديده في الطبخ فينا وغصب عننا ناكل هههههه يا اما هتعلن الحرب ههههه وهتوقف الهدنه ههههه
لاول مرة تتحدث ريناد عن اخواتها بهذه الطريقة ، بل لاول مرة تتحدث معي من الاسا عن اخواتها فهي دائما تخشى الحديث عنهم معي ، وكأنها تخشى ان ارى ما تحاول ان تخفيه
فاطيما ( بمرحها المعتاد ) : هههههه طب ما انا بقالي خمس سنين بطلع مواهبي في الطبخ في اسلام من ساعة مجيت القاهرة في سنة اولى وانا بطلع مواهبي فيه هههههه
ريناد : ههههههه صعبان عليا اسلام ده مليش دعوه انا عايزه وصال ترجع عشان تطبخ تاني هههه
ما الذي حدث لكِ يا رفيقتي لتتحولي هكذا ، ما الذي حدث لكِ لتتحدثي عن اخوتك بأريحه كهذه ، فاي سر تخفينه هذه المره فاي ، ما هو السبب الذي جعلك تذكرين اخوتك امامي
ريناد : انهارده عيد ميلاد وصال واحتمال نروح لها عشان نشوفها .. مش عارفه اخد معايا هديه ولا اعمل ايه وخصوصا ان دي اول مرة هنروح بيتها من بعد مجوزت
كانت تتحدث وكأنها في عالم اخر ، لا تعي ما تقول او ربما تعي وتدرك ما يحدث حولها وتريد مني ان استمع ربما ... فهذه الفتاه الغامضة اقرب لي من نفسي وفي نفس الوقت هي ابعد ما تكون عني
ريناد : قومي قومي شكل المحاضرة بدأت
فاطيما : يلا خلينا نقوم .. بس مقولتليش هتجيبي ايه لاختك
ريناد : معرفش ... على رأي جيلان هجبلها عروسة هههههه
فاطيما : جيلان !!! ( وبصوت بالكاد يصل الى مسامعها هي ) ربنا يستر من التغير ده
ريناد : بتقولي حاجه
يسرا : لا ..خلينا نلحق المحاضرة
ريناد : يلا
**********************
يسرا : متأخرتش عليكي مش كده ههههههه
قالتها ضاحة وهي ترى نظرات جيلان الحانقة ولو النظرات تقتل لكانت يسرا في تعداد الاموات الان لتجيبها بتهكم
جيلان : لا خالص انا بس بقالي نص ساعة مستنياكي
يسرا : طب مش كتير ههههههه ( لتعدل عن رأيها وهي ترى ملامح جيلان ) خالاص خلاص sorry بس والله الزحمة
لتلتف حول الطاوله وابتسامة مكر تزينها وتنحني قليلا عليها لتطبع قبلة عكس رقتها المزيفة على خدها
جيلان : خلاص ابعدي مبحبش حد يبوسني
يسرا : هههههه ما انا عارفه هه بس بصلحك
جيلان : هههههه خلاص مسمحاكي بس اقعدي
لتجلس يسرا بجانبها وابتسامتها المعتاده التي قلما تختفي على وجهها وابتسامة نم نوع اخر تزين جيلان ، ابتسامة نادرا ما تظهر وان ظهرت تكون يسرا السبب
شهرين مروا على رؤيتها لهذه الفتاه ، شهرين فقط مروا على الصدفه التي جمعتهما معا ، شهرين فقط هي مده صداقتهم وبالرغم من هذا تشعر وكأنها تعرفها منذ اعوام
يسرا : طب يلا اطلبيلي حاجه اشربها اصلي مش معايا فكه هههههه
جيلان : على فكرة انا من ساعة معرفتك وانت نعكيش فكه هههههه
يسرا : هههه متظلمنيش بتخلص ع المكروباس هههههه
جيلان : على اساس انك بتركبي موصلات هههه يا ربي ألاقيها منك ولا من ريناد هههه
يسرا : ليه بتعملك ايه ريناد ... اكيد ظالماها زي ما ظلماني
جيلان : هههههه لا بس امبارح اتفقنا نروح لوصال انهارده يعني عشان عيد ميلادها ولقيت دي في وشي بتقولي عايزه 200 جنية فكة عشان تجيب هديه وصال ههههه
لم تنتبه لهذه المعة التي ظهرت في عين يسرا ، بم تلاحظ نبرة صوتها المهتمه عن ذكر تلك الريناد
فهي كانت ترى احداث الامس فعقلها يدور هناك وهذه الابتسامة هي اكبر دليل على انها ترى احداث الماضي
نهرت نفسها سريعا واعادت نفسها الى الواقع فما حدث بالامس هو بالامس ولا يوجد مكان له اليوم ، فهذا الرابط الخفي الذي يرطهم معا يرفض غرورها ان يعترف به
يسرا : يا حجه رحتي فين
جيلان : انا معاكي يا مزعجه هكون رحت فين
يسرا : هههه الممهم هتروحوا كلكوا ليسرا
جيلان : ايوه سما هتروح من برا برا هي ونهلة وانا هرجع ع البيت
وهنروح كلنا مع عمر ... وقبل ما تنطقي دي فكرة عمر ارتاحي
على عكس اختها فهي اخبرت عذع اليسرا كل شيء عن عائلتها او ربما
يسرا تكون هي من استطاعت اختراق حصون جيلان
او ربما تكون فاطيما على نفس القدر من الذكاء لتجعل ريناد تحكي لها عن عائلتها
يسرا : وباباكي هيروح
جيلان 0 ببرود قاتل وهي تنحني لتلتقط كوب العصير من امامها وبلا مبالاه منتهيه : بابا سافر من يومين او بمعنى اصح اختفى من على وش الارض هههه
انتهى الفصل الخامس عشر
|