لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القسم العام > المنتدى العام
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية


الفقر الحلال سناء كامل أمين مصر

(الفقر الحلال) سترك ياربى ،كان هذا يوما عصيبا00بل من المستحيل تصديقه ،فهل من المعقول أن أدور وأدور بمدينة

إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 25-02-12, 05:48 PM   المشاركة رقم: 1
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Feb 2012
العضوية: 236400
المشاركات: 3
الجنس أنثى
معدل التقييم: سناءكامل أمين عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 10

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
سناءكامل أمين غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

المنتدى : المنتدى العام
افتراضي الفقر الحلال سناء كامل أمين مصر

 

(الفقر الحلال)

سترك ياربى ،كان هذا يوما عصيبا00بل من المستحيل تصديقه ،فهل من المعقول أن أدور وأدور بمدينة كاملة كى أبحث عن شيئا معقول السعر من الملابس لأشتريه لأولادي في العيد 00ألم يعد هناك شيئا معقول في هذا الزمان ؟ ألم يعد هناك شيئا أقدر على شرائه ؟ يبدو إنه لم يعد لدينا إلا الفقر00الفقرالمشرع ..هل زاد الغلاء إلي هذا الحد ؟!!هل من أجل أن يكتسى أولادي بملابس جديدة فى العيد يصل بى الحد إلى الجنون ؟!.. يا إلهى ....لو يعرف صغارنا كم نعانى من أجل أن نطعمهم ونكسيهم فقط ........... لقد قمت بالاشتراك مع عشرة من زميلاتى وزملائي فى العمل لعمل جمعية ...........وهى أن ندخر مائة جنيه كل شهر من مرتباتنا لكى يحصل كل واحدا منا نحن العشرة على ألف جنيه في كل شهر لمدة عشرة شهور ،ومن الأفضل أن نكون عشرة فى العدد ،ولابد أن تمر عشرة أشهر حتي يستطيع كل واحدا منا الحصول على نصيبه .........ولابد ..ولابد .. إننى منذ سنوات طوال أحاول فك لغز عجيب ،وهو ..كيف يفى المرتب بمتطلباتنا وهو لا يتحرك ، والغلاء جارف ، وأمواجه عالية ولا تتوقف عن الإرتفاع ...يا ربى ..أكاد أجن ..........ماذا أرى ؟!! ما هذه الخيالات ؟ إننى أرى نساء كثيرات يرتدين ملابس بيضاء ،وتحمل كل واحدة منهن بيدها سكينا أسود ، إنها تلوح به .....لا ،بل جميعهن يلوحن به لبعضهن البعض ..لا..لا ..هناك واحدة قتلت زميلتها ، كانت واقفة أمامها ثم سقطت .. الدم يسيل منها غزيرا ...يا إلهى ..ماذا أرى؟ هل كل هذا يحدث ويجرى أمام عينى ؟؟ لا ..لا ..أين أنا ؟ إننى فى الفراش أستعد للنوم ، ياربى إننى أهذى ،لا .. لا إنه حقيقى ، أنا أسمعهن الأن .. نعم ، هناك واحدة تصرخ ...لا ..لا..لا..لو كان هذا حقيقى لسمع زوجى هذا الصراخ ، لكن أين زوجى ؟ آه ..إنه كالعادة أمام التلفاز ،إلى هذا الوقت المتأخر من من اليل ..نعم أنه رجل مشغول حقا بقضايا العرب ، وما يحدث بفلسطين ، ولبنان ، والعراق وماذا سيحكى غدا أمام زملائه فى العمل إن لم يلتهم التلفاز كل ليلة وما يحتويه من أخبار ...ويا حبذا لو لعبت إسرائيل لعبة جديدة في فلسطين ، سيكون هذا الموضوع غدا من أجمل الأحاديث التى سوف يتناولها بالشرح والتحليل . إنهم رجالا حقا ،فهم وأمثالهم ينتظرون نهاية كل شهر ليتسلموا مرتباتهم ، ثم يقذفون بها بين يدى زوجاتهم وبعدها يرفعون أيديهم صارخين ..هذا كل ما لدينا ...وتبدأ الزوجات رحلة المستحيل ...عندما تتخبط بين الحواجز ، وتلاطم الصعاب وتتجرع المشيب فى عز شبابهن من أجل بضعة جنيهات ، كيف توازى فى المعادلة بينها وبين ثمن اللقيمات التى من المفترض أن تعينهم على العيش بين أهوال الفقر الحلال ..هذه هى رحلة المستحيل ..منذ زمن بعيد فى زمن الماضى لقد كنا عبيدا للقمة العيش ، ولكن اللآن لم تعد موجودة ..هذه اللقمة ..إذا ماذا سنعبد ؟ يبدو أن الحل الوحيد هو أن نصير عبيدا لأصحاب لقمة العيش ، إذ ربما يرمون لنا بفتافيتهم لنطعم صغارنا ........... ماذا نفعل ؟ ماذا نفعل مع هذا الغلاء الجارف الذى يزداد كل يوم ويستفحل أمره حتى أصبح الغول الحقيقى لهذا الزمان ..............والآن وأخيرا ، عرفت من هى (أمنا الغولة) التى كانت مصدرا لإرهابنا منذ زمن بعيد ، في زمن الماضى الجميل ...... كان لايوجد ، شيئا يخيفنا أو يجعلنا نستمع لألى أمرنا إلابشئ مجهول أو مبهم ،ولكن الآن فى هذه الأيام ، صرخت بوجه أولادى كى يرحموننى من متطلباتهم ، وقلت لهم : إن لم تستمعوا لى جيدا ، سوف أجعل (أمنا الغولة) تأكلكم ، فضحكوا كثيرا وقالوا لى ..ومن جعلها أصلا (غولة) ؟ ولماذا وصلت إلى هذه الدرجة من التوحش؟ وقالوا لى أيضا ...لا تنسي يا أمى (أبو رجل مسلوخة ) فمن سلخها ؟ّّّّ!! وضحكوا كثيرا وسخروا منى ، ولم أجد ردا غير أننى ضحكت معهم على نفسى ولم يوقظنى من حالة الهستيريا التى انتابتنى إلا قطرات ساخنة تساقطت فوق وجنتى الذابلتين ، وتركتهم وانسحبت من بينهم ولاحظوا إنسحابى ، ولكنهم ظلوا يضحكون . يا إلهى سيلغون الدعم .. من أين سأحصل على سلعى الضرورية بثمن معقول ؟ كنا نقدر على دفع ثمنها بالكاد ، ماذا سيحدث لو أنى لم أجد طعاما لأولادى ، ليتنى تعلمت السرقة بدلا من هذا اليسانس الذى لا فائدة منه ، حتى إننى لم أعمل فى نفس تخصصى ........لكن ما يهمنى حقا هو ماذا سنفعل بمرتباتنا هذه أمام هذا الغلاء المبالغ فيه ، ونحن كثير وجميعنا نعانى ...نعم أنا لاحظت هذا وتأكدت منه ..........
أننا كثير !! ألا يوجد حل ؟ هم جميعا يعيشون فى صراع دائم مثلى . إن حالتى تزداد سوء كل يوم ، ولا أمتلك ثمن الذهاب إلى طبيب نفسى ، ولا أمتلك الجرأة لأداوى نفسى بنفسى ، بل كل ما أستطيع عمله هو الاستسلام لما أرى من خيالات وأسمع من أصوات كل يوم ، حقا أصبح هذا هو الحل الوحيد لأهرب من مشاكلى ، ولكنى أشعر فى قرار نفسي إنه لا خيار لي في العودة ، وكما أن الجميع مثلي تترائي لهم الخيالات الجميلة ونستمع معا لهذا الزيف ، ونتفاعل مع ما نسمع ونري .. فعلي الدنيا السلام ...... . والآن هن قد عدن من جديد ولكن هناك اختلاف هذه المرة ، فالنساء يتسابقن أمامي من فيهن ترقص أفضل من الأخرى ..لكن ما أجمل هذه الموسيقى ..الله إنني أستمتع بما أسمع وأرى .. ياالهي .. هل هذا حقيقي في هذه المرة ؟ لكن أين زوجي ؟ مازال أمام التلفاز !! ليته يأتي ويستمتع أكثر معي ............................ وفجأة : صرخت طفلتي ، تريد أن تشرب الماء فالتفت إليها لأسقيها الماء ونظرت حولي فلم أجدهن ، إذا كان هذا خيالا .. يا حسرتي ، إنني لم أستمتع منذ سنوات طوال .. ليتك لم تبك يا ابنتي .. من المؤكد بعدما تنام فسوف يعدن من جديد .. يا الهي .. هل جننت حقا ؟ مؤكد هذا هو الجنون ، لكنه مريح .. أشعر أننا جميعا نعاني من الغلاء .. الغلاء .. من هذه المشكلة المستحيل حلها .. لكن بعد الرحيل إلي هذا العالم المريح حقا ........ أولادنا كيف سيكون مصيرهم ؟ هم مختلفون عنا جميعا ، وما يرحني أنهم حقا مختلفون ، فهم لا تستوقفهم الأشياء مثلنا ..لا يبكون مثلنا .. هم أجيال أخري مختلفة عنا تماما في طباعهم وتصرفاتهم وردود أفعالهم ، وهذا ما يطمئنني فهم حقا أقوياء ؛ لأنهم ولدوا في هذا الزمن البغيض .. هم حقا أشداء ؛ لأنهم ليسوا أبناء الزمن الجميل مثلنا ، وطالما لا يبالون بما حولهم ، فهم لا يخشون (أمنا الغولة ) ويسخرون من أبو (رجل مسلوخة) .. إذا هم الأمل ونحن علينا السلام .................................. . ها هن عدن من جديد .. الله .. الله.. إنهن يلعبن مع الطيور .. إنهن يلوحن لي ..يريدونني معهن ، سأذهب معهن .. الله .. الله .. ما أجمل هذا الإحساس المريح ............................................................ . الله .. الله ..أنعي إليك الأمس .. أنعي حاضري حتى غدي .......................... دوما وإن أبدى اعتذاره .. يا جرم تاريخ طويل .. باعنا لحما رخيص الشأن في زمن الجزارة ........... حريتي ..أرجوك لا تترفقي بالجرح .. لا تترفقي .. بل مزقي بالمنهج الشرعي أدران أخطايا .. .............. حتى وإن كتبت جروحي بالدموع الهطل .. ألاف الوصايا .. حتى وإن أوجعتني .. لا تجبني .................. وتكفني أجسادنا بيدك في ثوب المنايا .... في ثوب المنايا ......................................................... إن الحقيقة صرخة عجماء ضاعت في دهاليز الرؤى ......... هامت تدق وجوهنا .. تبحث تفتش عن صدى لكنها عادت وسفه حلمها .. صفعات أرباب العبارة .....آه أقول وجيعتي وفجيعتي ........................... إني رأيت عيوننا ........ وأذاننا ........ وقلوبنا .. صاروا جميعا من أدوات التجارة ............................. بل إنني عنوة .. رأيت الحق يرجم بالحجارة ............................................................ ........ . أولادي الثلاثة مازالوا يضحكون ... لا .. بدأت أصواتهم تهبط ... وبدأوا يتناقشون .... ترى في ماذا يتحاورون .. ؟ إنهم أمام جهاز الحاسب الآلي .. يتراسلون على ما يسمى الفيس بوك ....... هل أقتحم عليهم خلوتهم ؛ لأعرف في ماذا هم منشغلون .. أشعر أن هؤلاء الشباب لديهم ثقة في أنفسهم كبيرة ، بل زائدة عن الحد ......... هل هذه الثقة هي نتاج سنوات الضيق والفراغ الخانق الذي يدورون فيه ولا يستطيعون الخروج من دائرته ؟ هل هي ثقة أم عدم مبالاة بما يجرى حولهم ؟ لكنى أراهم رافضون لهذا الواقع الأليم ..... وجميعهم هاربون إلى عالم آخر ذو فضاء واسع قد وجدوا فيه مبتغاهم ... وجدوا من خلاله الحرية في الكلمة ، والرأي والحب وكذلك في الأحلام .......... لديهم حرية الحلم ، والتخطيط لتحقيقه .. لكن أراهم لا يخرجون عن حيز هذا الفراغ ، فهم مازالوا جالسون أمام جهاز الكمبيوتر ..........
فهل يا ترى ستظل هذه هي حياتهم فقط ؟ ! أم أنهم سوف يستسلمون لليأس والإحباط مثلنا .. نحن العجائز.

أم من الجائز أن تنفجر بداخلهم الرغبات ويثورون على هذا الواقع الأليم الخانق ... لا أعرف , أراهم حقا مختلفون عنا .. أراهم رافضون لواقعنا ، لكن في صمت .. فهل يأتي يوم وينفجر هذا الصمت ... هذا الرفض ؟! أم أنهم مازالوا صغارا ؟! أراهم صغارا ، لكن متمردون وفي صمت ، فهل هم حقا صامتون ؟ أم أنهم هم من سيغيرون واقعنا .. لكن متى ؟ أمن الممكن أن يحدث ذلك؟ هل يفعلها الصغار ؟! هل يأتي اليوم الذي تتوحد فيه قواهم وينفجر شبابهم رافضا لهذا الزمن المقلوب مغيرا مساره .. موجها دفته رافعا أعلام الحرية والسلام ؟ ربما لا .. ولكني على يقين أنهم مختلفون وهذا ما يجعلني أشعر أنه لابد أن يحدث شيئا ما !! حقا لا أعرفه ولا أتخيله .. لكني أراهم مختلفون وهذا ما لا أخطئه ......... . وفجأة : صاح أحمد : أمي .. فقالت : نعم .. ماذا بك ؟ أحمد : أراك شاردة الذهن دائما .. الأم : لا عليك يا حبيبي .. هل تريد شيئا ؟ أحمد : أريد أن أعرفك شيئا ، حتى لا تفاجئين وتنزعجي ......... الأم : ماذا يا طالب الثانوية العامة ؟ أحمد : في حزم ......... سوف نخرج غدا بإذن الله .. 25 يناير /لهذا العام 2011م الذي نراه مختلفا ، مع باقي الشباب والشابات في احتجاجات كبيرة ضد ما يحدث في مصر هذه الأيام من غلاء وفساد وكبت للحريات ، ومطالبة باحترام الإنسان وعد انتهاك كرامته و....... الأم مقاطعة : يا ربي .. هل هذا هو ما كنتم تتناقشون فيه طوال الأسابيع الماضية أمام الكمبيوتر؟ أحمد: نعم يا أماه .. وقد قرر الشباب الخروج غدا وقد حددنا ميدان التحرير للوقوف فيه والتعبير عن مطالبنا . الأم : يا ولدي هذا جد خطير ، أنتم صغار ولا تعرفون شيئا عن هذا النظام وجبروته ، وأمن الدولة !! أنتم لم تجربوا الدخول عند أمن الدولة ..... أعرف زميلة لي ، دخل زوجها عندهم نتيجة اتهام باطل لم يرتكبه حتى ، ولم يعد حتى الآن ، ولم تعرف عنه شيئا منذ ثلاث سنوات . أحمد : كفانا يا أمي جبنا .. كفانا صمتا .. كفانا يأسا .. لقد فاض الكيل ، ولابد أن نعبر عن مطالبنا مهما كلفنا ذلك .......... الأم : يا ولدي أنت مازلت صغيرا .. أرجوك ابتعد عن هؤلاء الشباب الثائر .......... أحمد : لا يا أمي لقد اتفقنا وعزمنا وتوكلنا على الله .... ولا تنسي أن الله معنا .. لأن الله دائما مع الحق وناصره . الأم : يا صغيري الموضوع كبير والنظام قوي ، ولن يسمحون لكم بفعل أي شيئا ، وسوف يسحبونكم كالماشية إلى مقار أمن الدولة ، وهناك ستهان كرامتكم وسيعذبونكم كما نسمع ونرى بطريقة لا إنسانية ومهينة جدا ، وساعتها ستفقدون كرامتكم وإنسانيتكم ولن تستفيدون شيئا من كل هذا ........... . أحمد : بإصرار .. من أجل هذا وأكثر .. من أجل ما نعرف وما لا نعرف .. لابد من وقفة ولابد لليل أن ينجلي .. ولابد لهذا النظام أن يرى بعينيه القبيحتين أن في مصر .. رجال ونساء لا يقبلون الذل أو المهانة .. لا يقبلون الفساد ، ولا ولن يصمتوا بعد اليوم .. فالساكت عن الحق شيطان أخرس .. اتركونا يا أمي نفعل شيئا .. دعونا نصرخ بأعلى صوتنا إذ يسمعنا العالم أجمع ، نحن لسنا أقل من دولة تونس التي هي الشرارة التي لابد من أن نبدأ من حيث انتهت ، كفانا انتحارا ، كفانا إذلالا ، ولابد من وقفة نقول فيها لا .. لا .. للظلم ، ولا للفساد ولا للكبت والحرمان ، لا للفقر ولا للبطالة ، ولا للخنوع ولا للضعف .. لابد من الحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية ... لماذا لا تطالبين يا أمي بالعدالة الاجتماعية ؟ هل مازلتى تنتظرين الفرج من هذا النظام الجشع الذي أكل كل ثروات مصر في بطنه العفن ... ؟ لماذا لا تطالبين بحد أدنى للأجور ؟ هل يكفي مرتبك كل احتياجاتك الضرورية أو حتى ربعها ؟ مع العلم أن الحاشية التي حول الرئيس يتقاضون ملايين الجنيهات في الشهر الواحد .......... هل هذا معقول .... ؟ هل تعلمين أن هناك موظفون بالحاشية التي حوله يتقاضون ما يسمى بدل ولاء للرئيس ؟ وهناك الرشاوي والمحسوبيات ، عبارة عن فيلات وقصور وأراضي مملوكة للدولة ... أتعرفين أن هذه العطايا من ثروات مصر ودماء أبنائها .. ينهبونها قلة قليلة حول الرئيس ... ونحن أهل مصر نعاني من أجل رغيف خبز ملوث .. نعاني ونمرض من شربة ماء ، تصيبنا بالفشل الكلوي ، أو السرطان .. نعانى في كل شيء ، وهم يملكون كل شيء .. فأين إذا العدالة الاجتماعية ؟! أين الحق فيما يفعلون ؟ أين نحن ممن هم فيه غارقون ؟!! ......... صدقيني يا أمي .. لابد من وقفة ، ولا تخافي فلن يحدث لنا شيئا أسوأ مما نحن فيه غارقون ..................... . وسكتت الأم ، وبدأت تحاول استيعاب ما سمعته من ولدها الصغير ، وانفجر سؤالا واحدا بداخلها هل هذا معقول ؟ هل هؤلاء الشباب الصغار يستطيعون قول .. لا .. و لمن ؟ !! لهؤلاء الطغاة الجبابرة ، وهذا الرئيس الذي لا يجرؤ أحد ممن حوله علي معارضته أو مناقشته في أمرا ما .. فما بالنا بهؤلاء الشباب الصغار الذين يظنون أنهم قادرون علي الوقوف في وجوههم القبيحة ، التي لا تعرف السماحة أبدا ....... الولد يتحدث في أمورا أراها أكبر من سنه ، ولكنه يتحدث بثقة الواثق من نفسه .. فهل هؤلاء الشباب حقا واثقون من أنفسهم إلي هذه الدرجة التي تجعلهم يواجهون الفرعون .. هذا الرئيس الذي يهابه كل الشعب المصري ما عدا هؤلاء الشباب الذين يرفضون الذل والمهانة . فهل حقا هم شجعان إلي هذه الدرجة التي تجعلهم يخرجون غدا ويعتصمون في ميدان التحرير أولادا وبنات ، مسلم ومسيحي .. إخواني وسلفي .. يا الله .. هل ما سمعته من ولدي حقيقة أم خيال ؟ يا الله يبدو أنني لم أعد أقدر علي تمييز الأمور ، ولم أعد أعرف ماذا يحدث معي من كثرة ضغوط الحياة ... ليتك يا ولدي تكون واقعيا ، ولا ترمي بنفسك إلي التهلكة .
آه الألم في رأسي يكاد يقتلني ، لابد أن أستريح قليلا .. أين دوائى كي أنام .. أريد أن أنام كي يتوقف عقلي عن التفكير أو التخيلات ، وغدا يفرجها ربي إن شاء تعالي . وأغمضت عينيها وراحت في نوم متألم .. لكنها في النهاية غابت عن الوعي ، وعن الواقع المؤلم الذي تعيشه . وبعد ساعات قليلة استيقظت علي صيحات وهتافات في الشارع ، وخطوات صغيرة قادمة من الحجرة المجاورة لحجرتها وصوت ابنتها .. اصحي يا أمي .. استيقظي ، أحمد رأيناه في التلفاز مع المعتصمين والثوار في ميدان التحرير . وفجأة صرخت .. ياربي .. ولدي، هل كل ما دار بيننا الليلة الماضية كان حقيقي ؟!!
ابنتها : يا أمي .. أنت مازلتى تتسائلين ؟ ألم يخبرك أبي هو الأخر ؟
الأم : ماذا ؟ ماذا فعل أباك هو أيضا ؟ ابنتها : لقد ذهب خلف أحمد ، وبدون تردد . ا لأم : ماذا .. أباك ذهب أيضا مع الثوار ؟!! ابنتها : نعم ، ولكننا لم نراه في التلفاز ، لكننا رأينا أحمد والمذيعة تسأله .. لماذا تعتصمون ؟ ! فقال لها: شعارنا هو (كرامة ..حرية ..عدالة اجتماعية ) ............................................ الله يا أمي لو رأيتهم .. شباب وفتيات كثريين .. فرحين .. ليتنا نذهب معهم يا أمي .. الأم : ومازالت المفاجئة تعقد لسانها .. لكنها أسرعت وجلست أمام التلفاز لتشاهد وتسمع .. كانت الدعوة ليوم الغضب قد بدأت بمبادرة من بعض الحركات الاحتجاجية ، والقوي السياسية المعارضة ، بعد ثورة تونس ، واستجاب للدعوة جماعة الاخوان المسلمين ، وحركات كفاية وشباب 6 أبريل ، والاشتراكيين الثوريين ، وعدد من الاحزاب وبدأ المتظاهرون احتجاجاتهم قبل الظهر من التحرير وبلاق الدكرور ، وميت عقبة ، وأرض اللواء ، وإمبابة والمطرية وشبرا وميدان مصطفي محمود بشارع جامعة الدول العربية ، وكورنيش النيل بالقاهرة . وشهدت محافظات الغربية والشرقية ودمياط والإسماعيلية والدقهلية والبحر الأحمر وأسيوط وبني سويف وأسوان والقليوبية والفيوم وشمال سيناء والسويس وكفر الشيخ والبحيرة ........ مظاهرات مماثلة .
وانتشرت منذ الصباح الباكر سيارات الأمن المركزي ، والسيارات المصفحة وعربات الإطفاء وسيارات الإسعاف في معظم الميادين والشوارع الرئيسية بأنحاء الجمهورية ، وتم إغلاقها بالحواجز الحديدية ، وقوات الأمن. وانتشرت الآلاف من رجال الأمن بالزى المدني والعسكري وأحاطوا بالمتظاهرين في بداية اليوم،ثم بدأوا في تفريقهم باستخدام خراطيم المياه ، والقنابل المسيلة للدموع ،ووقعت اشتباكات محدودة في بعض المناطق بالقاهرة والمحافظات ، انتهت بإصابة عددمن المتظاهرين واعتقال أخريين ، كما أصيب عدد من رجال الأمن . ورغم التواجد الأمني الذي قدرته المصادر الأمنية بنحو 30 ألف شرطي في مناطق وسط القاهرة وحدها ، فإن المتظاهرين نجحوا في غختراق الحواجز الأمنية في عديد من المناطق ، أبرزها أمام دار القضاء العالي والمهندسين وميدان التحرير . الذي تحول في ساعة متأخرة من نهار الثلاثاء ،25يناير إلي ساحة تجمع فيها المتظاهرون ورابطوا في الميدان وسط حصار أمني كثيف ، حتي الفجر من اليوم التالي للثورة . وردد المتظاهرون هتافات ضد النظام الحاكم منها (تونس هي الحل )و (مصر زي تونس )و(يسقط كل ظالم ) و( لا للفقر لا للجوع لا للبطالة لا للغلاء) . وهكذا انطلقت مظاهرات (يوم الغضب ) في المحافظات وخرج الآلاف للتعبير عن رفضهم الأوضاع السياسية وارتفاع الأسعار ، وقلة الأجور ورفعوا لافتات تطالب برحيل الحكومة ووزير الداخلية (حبيب العادلي ) ومنع التعذيب في أقسام الشرطة ، وإلغاء جهاز أمن الدولة ، وإلغاء نتائج انتخابات مجلس الشعب ، ومنح الحرية للمواطنين ، كما رفعوا لافتات تندد بالتوريث ، وإلغاء قانون الطوارئ . كما رددوا هتافات ( تونس .. تونس ..شدي الحيل .. خلي حكومة مصر تفوق .. التغير مشروع ... مشروع ... ضد الفقر وضد الجوع ) . وعاشت الأم مذهولة بضعة أيام تساوي عمرها كله .. عاشتها أمام التلفاز تشاهد ما يجري لحظة بلحظة وانقطع اتصالها بزوجها وولدها .. لكنها لم تحزن وكانت تشعر أن السعادة قادمة سوف تدق بابها مع انتصار هؤلاء الشباب الثوار الشجعان ، وقد قررت الذهاب إلي ميدان التحرير مع ابنتها الكبيرة وتحمل طفلتها الصغيرة علي كتفها ، وتحمل معها سنوات الألم والفقر وقررت أن تقذف بها في ميدان التحرير لتدهسها أقدام الثوار الشجعان الأحرار .. هذا اللؤلؤ الذي فار وانفجر في الميدان وأضاء وهجه مصر بل والعلم أجمع . وبعد 18يوما انتصرت الإرادة الشعبية بمساعدة الجيش المصري الوطني .. الحبيب الغالي ، وبمساعدة إلهية لهذا الشعب الذي عاني طوال حياته من كثرة الحروب ، ومن بعدها تسلط الرؤساء ، ولكن جاء اليوم الذي انتبه فيه العلم في حضرة الشعب المصري ، وسقط نظام فاسد وسقطت أعوام حالكة ، وليرحمنا الله ويرحم شهدائنا الأبرار الذين سالت دمائهم الطاهرة لتنقذ مصر الحبيبة من فقرها .

 
 

 

عرض البوم صور سناءكامل أمين   رد مع اقتباس

إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
أمين, الجمال, الفقر, سناءكامل
facebook




جديد مواضيع قسم المنتدى العام
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 10:54 PM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية