لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > روايات عبير > روايات عبير المكتوبة
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

روايات عبير المكتوبة روايات عبير المكتوبة


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 01-03-12, 06:11 PM   المشاركة رقم: 31
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

لم تقل ألانا شيئا أكثر من انها أحنت رأسها ، فأضاف:
" هل كان تأخرك لأمر هام ، الانا؟".
نظرت اليه نظرة شاملة ثم غيّرت إتجاه نظراتها ، قال :
" الاحظ أنه كذلك ، فاين إعتذارك ؟".
تمتم بالكلمات الأخيرة ونظره عالق بها ، رفعت ذقنها بكبرياء وقالت :
" كنت أتمشى ، مستمتعة بما أرى من مناظر خلابة ، ويبدو أنني إبتعدت أكثر من المعتاد ، ولذا فأنا لا اشعر أن هناك ضرورة لأي إعتذار ".
" عادة يكون ضروريا عندما يتأخر المرء ، وعندما يكون هناك من ينتظره ، إن طباعك ينقصها الكثير حتى تصبح مقبولة".
قال ذلك ثم لاذ بالصمت عندما لم يسمع جوابا ، نظرت الانا اليه مستاءة من موقفه ، كان يبدوعليه كأنه غاضب من نفسه لأنه لم يطور المسألة الى أبعد من ذلك ، كان في داخله صراع ، ولما كانت ألانا لا تريد ان تتفاقم الأمور بينهما ، غيّرت الموضوع واخذت تتحدث عن المشاهد الجميلة التي راتها في هذا الجانب من الجزيرة خاصة ، واضافت عندما لم يعلق على حديثها:
" إنها جولة ممتعة حقا ، ألم تذهب مرة الى نهاية الجزيرة؟".
" لقد فعلت".
أجاب بإختصار ، مظهرا انه ليس راغبا في الحديث ، ولكنها لسبب ما لم تعرف له تفسيرا ، إستمرت بالكلام:
" ما اروع ذلك القصر ، يبدو كأنه في خطر من الإنزلاق عن تلك الصخرة الشاهقة الى أعماق البحر".
تحركت عيناه وضاقتا قليلا ، ثم قال:
" إنه في أمان".
كان هذا كل ما قاله ، ولكن هذا لم يثنها عن الإستمرار في الحديث ، وقالت:
" أظن أن المرأة التي تسكن هناك إنكليزية الأضل".
أحنى كونون رأسه وعندما تكلم كان التوتر قد بدا على وجهه :
" إنها متزوجة من رجل يوناني".
صمت لحظة ، تابع بعدها:
" إننا لا نكلم بعضنا مطلقا".
لحظة اخرى من الصمت ، ولكن فضول الانا كان أكثر من رغبتها بألا تغضب زوجها ، وسألته عن السبب الذي يجعلهما لا يكلمان بعضهما ، وأضافت:
" أن هذا يبدو لي غريبا ، وأنتما جاران".
ضحك كونون فجأة ، ضحكة خشنة مرتفعة ، وتابع:
" إنه لمن المضحك حقا ، ألا يرضى عن تصرفاتي وهو الذي يحمل على كتفيه ذلك الماضي".
" الماضي؟".
كان كونون لا يزال ينظر اليها عبر مائدة الطعام التي تفصل بينهما ، وقال:
" لقد أرغم فتاة على الزواج منه".
شملته ألانا بنظرة ، والسؤال باد في عينيها.
رددت كلمته تلك غير مصدقة ، وأضافت:
" هل ارغمها عن طريق التهديد مثلما فعلت ؟".
لم يمح سؤالها روح الدعابة ، بل على العكس فقد زادها ، وأطلق ضحكة أخرى قصيرة ، ثم قال:
" شيء من هذا القبيل ، على ما أعتقد ، لم أكن أسكن هنا في ذاك الحين ، ولكن الجزيرة صغيرة وليس فيها أسرار ، لقد تزوجته لتنقذ عائلتها من الدمار".
قالت ألانا بجفاء:
" يبدو أنكم جميعا متشابهون ".
" لا ، ليس الجميع ، انت فقط تعيسة الحظ ! ".
" هل تخرج الفتاة من القصر؟".
" لا شك ، في مثل حالتهما يكون الزواج موفقا عادة...".
قطع كلامه وأطلق ضحكة اخرى ، ثم أضاف:
" يقال انهما مثاليان في تعاملهما ، مجنونان في الحب !".
كانت جملته الأخيرة ممزوجة بالسخرية.
" في الحب ! هل تعني أن كل شيء سار سيرا حسنا في النهاية ؟".
" كل النساء يحببن أن يسمعن النهاية ، إنهما يعيشان ان بسعادة دائمة لا مثيل لها ".
بقي شيء من الدعابة في نغمات صوته ، ولكنها ممزوجة بشيء من الإحتقار .
" أنت يا ألانا ، لن تكوني محظوظة الى هذا الحد ، لأن دونيس لوسين كان يحب الفتاة طيلة الوقت ، بينما أنا أكرهك.... لقد كرهتك منذ اللحظة التي رفضتني بها".
بدا على وجه الانا شيء من الغضب والإنفعال ، غير أنها قالت :
" بل منذ اليوم الذي فشلت في زواجك".
سكتت الانا ولكن سكوتها جاء متأخرا ، فقد تغير لون كونون وصار قرمزيا ، وثارت ثائرته:
" زواجي ! الم أقل لك الا تذكريه على الإطلاق... وحق السماء ايتها الفتاة لسوف اقتلك إذا ذكرته مرة اخرى ! هل تفهمين ! ".
شحب لونها وإزدادت ضربات قلبها :
" إنني آسفة....".
لقد ندمت على زلة لسانها ، وتمنت لو أنها لم تفه بتلك الكلمات على الإطلاق ، تلك الكلمات التي لا تثير غضبه فقط وإنما تسبب له كثيرا من الآلام ، فإنها تذكره بماساته .... بفقدان ولده.... ورددت :
" إننس اسفة حقا ، كونون".
بدا صدق شعورها في نبرات صوتها ، وفي نظرات عينيها ، ولكن كونون كان كمن فقد عقله ، وهو ينظر اليها نظرات فارغة كالمجنون ، نظرات بعيدة جدا كمن يعيش الذكرى ، يجتاز تلك المرحلة المروعة في حياته ، عندما اخبروه أن ولده قد مات ، وأن مسؤولية موته تقع على زوجته .
" آسفة !".
تنهد من أعماقه ، ووقف كنه مدفوع ان يفعل ذلك ، صفق بيده ، حسبت ألانا أن الرجل قدجن فعلا ، جنونا مليئا بالغضب والحزن ، وصاح:
" سوف أجعلك تاسفين في دقيقة واحدة ن تعالي الى هنا ! ".
قفز نحوها وهو يتكلم ، ولكن ألانا كانت أسبق منه حيث قفزت من النافذة تركض على الشرفة نحو الدرجات التي تؤدي الى الممر المرصوف ، شعرها على كتفيها يتطاير في الهواء ، اسرعت بإتجاه الطريق الطويل ، لقد أدهشها انها وصلت البوابة من غير أن يمسك بها زوجها من الخلف ، وهناك إلتفتت إلتفاتة سريعة الى الوراء ولكنها لم تر لكونون أثرا.

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
قديم 01-03-12, 06:16 PM   المشاركة رقم: 32
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

صفقت ألانا لذلك فرحا ، وجلست على الحشائش وراء البوابة تفكر ، اسرعت خفقات قلبها ، وأحست بآلام تجيش في صدرها ، وفكرة الهروب تراود عقلها ، لقد خشيت على سلامتها بين يدي رجل مجنون كهذا الذي هو زوجها ، وأيقنت انه في ذات يوم يستبد به الحزن ويستبد به الحزن ويشتد به الغضب الى درجة مرعبة لا يعرف معها ما الذي يفعل.
وبعد فترة وجيزة إستطاعت الوقوف ، وسارت بإتجاه القرية ، والذعر لا يزال يسيطر عليها والتساؤل يلح ، ترى أي حياة هي هذه؟ وتدفق الدمع من عينيها ...
فهناك هوارد بيومونت يرغمها على الزواج منه بالتهديد ، تهديده بأن يرسل أخاها الى السجن إن لم تفعل ، والان جاء كونون ، بعد أن تحررت من زواجها الفاشل ، جاء هو ايضا يهددها ، بتدمير الرجل الذي تدين له بحياتها إن هي لم تتزوج به !
كثيرا على إمرأة أن تتحمل كل هذا ، إحتجاج مرير كان يغلي في صدرها ضد ما يفعل بها القدر...
إستمرت الدموع تفيض من عينيها وهي تسير ، ظهر من الإتجاه المعاكس رجل يركب حمارا وكلبه يعوي بجواره ، تسير زوجته وراءه تتشح بالسواد ، إمرأة متعبة تحمل ذكريات موجعة تبدو في تجاعيد وجهها الأسمر.
حياها الرجل وردت التحية من غير ان تنظر اليه ، حتى لا يرى الدموع في عينيها ، والمرأة أيضا حيتها بإبتسامة ، ومرا بها نحو الطريق المؤدية الى سفح التل حيث يسكنان في بيت ابيض صغير يستكن بين اشجار الزيتون والليمون .
لقد حسدتهما الانا ، إنهما يعرفان الأمان ، يعرفان تماما طريقهما في الحياة ... في مملكتهما الصغيرة الخاصة .
تساءلت ألانا ، ترى الى أين كانت ذاهبة ؟ فليس لديها مال ولا ثياب ، بالإضافة الى أنه اصابها تعب شديد لدرجة لم تعد تقدر على المسير ، ولن تعود الى كونون فهي ليست آمنة معه ، وصرخت من غير أن تشعر أنها كانت تصوغ افكارها في كلمات :
" يا ألهي الى أين يمكنني ان أذهب من غير مال ...".
خبا صوتها ، وإرتجفت شفتاها ، فقد أحست بوقع اقدام وراءها ، إنه كونون ! إنها خطواته فهي تعرف وقعها أينما كانت ، عاد الذعر اليها ، إستدارت وقد فر اللون من وجنتيها ، ولم تعد لها قدرة على التفكير ، أو الحركة ، وسمرت مكانها كالأرنب المذعور امام الذئب ، وقلبها يخفق بجنون بين جوانحها.
" هل سمعتك تتحدثين عن المال يا عزيزتي ؟".
كان زوجها يتمتم بهذه الكلمات ، فهزت راسها كمن لا حيلة له وقالت:
" لا.... نعم...".
" لماذا تريدين المال يا عزيزتي ؟ وماذا ستفعلين به في مكان كهذا ؟".
كان يقف بجانبها طويلا مخيفا ، ولكن علامات الغضب زالت من وجهه ، وعيناه لم تعودا تشعان ببريق الجنون ، ومع ذلك فإن الانا لم تستطع أن تتكلم ولا أن تحرك ، حتى تناول كونون ذراعها يساعدها ، ووجدت نفسها تطيع بلا مقاومة ، تم الأمر بلا كلام ، يجب عليها أن تعود معه الى المنزل.
" كونون أنا لا أريد الدخول ، إنني افضل البقاء هنا في الحديقة".
توقف كونون ،وتعبيرات غامضة بدت على وجهه الأسمر وهو يقول:
" لماذا كنت تبكين ، ألانا؟".
" شعرت بالتعاسة ".
" من أي شيء ؟".
" من حياتي هنا ".
" لقد كنت سعيدة جدا مع زوجك الأول ، اليس كذلك؟".
" ماذا تأمل أن تربح من إجابتي على هذا السؤال؟".
هز كتفيه وسحب يده من ذراعيها ، وأجاب:
" لا شيء ، فقد كنت فضوليا ، هذا كل شيء ".
بقيت الانا صامتة ، ولكن كونون قال وقد تغيرت نبرات صوته وبدا فيها شيء من الرقة واللطف :
" إذن انت غير سعيدة وتريدين الهرب ، الى اين يا عزيزتي تريدين الذهاب ؟".
" لا أعرف .... فقد أريد ان أذهب بعيدا عن هذه الجزيرة ".
" لكنك لا تستطيعين الذهاب من غير موافقتي ، وإذا حاولت السفر على أية سفينة تقلع من هنا ، فسوف يطلعونني قبل أن ترحلي ".
" لقد عملت مسبقا ضد رحيلي؟".
" إنني أحبط جميع المحاولات التي يمكن أن تؤثر على حياتي ".
" انت لست ملك الجزيرة ، فالى متى يمكنك أن تمنعني من الإبحار ؟".
" الى الأبد ، فإن السلطات المسؤولة ستعلمني حتى لو حاولت شراء بطاقة سفر ، وهكذا ترين يا جميلتي ألانا ، أنه لا مفر لك ، أنت هنا سجينتي ، وستكونين اكثر
سعادة لو انك قبلت هذه الحياة التي إخترتها بنفسك".
" أنت تعرف انني لم أخترها بنفسي ، تعرف أنك أكرهتني عليها ".
" على أية حال أنت التي إخترت ، والآن وبما انك زوجتي ، فمكانك هنا معي ".
تناول ذراعها ثانية ، وصعدا الدرجات الواسعة الى باب الفيللا الأمامي ، حيث صرخت وهي تفلت من يده :
" دعني أذهب ، لن أدخل المنزل ".
إنسكبت الدموع من عينيها ، وكونون ينظر اليها ويهز رأسه ، ثم سأل :
" انت خائفة مني؟".
" اليس هذا ما تريد ؟".
" أظن أن هذا ما أريده بالضبط ، هذا الخوف الحقيقي ،ولكن من أي شيء تخافين؟".
وفجأة تغير صوته وصار أكثر رقة ، وبدا القلق في عينيه الداكنتين .
أخذت الانا تنظر اليه بحيرة وإرتباك ، فقد زالت من وجهه الملامح المخيفة ، وبدا أمامها كأنه الرجل الذي كانت تعرفه في يوم من الأيام ، الرجل الذي إنجذبت اليه فعلا ولكنها لم تتزوجه لأنها كانت قد قررت ألا تتزوج على الإطلاق.
كونون عاد يسأل:
" من أي شيء أنت خائفة ، ألانا؟".
كانا يقفان عند الباب على درجة رخامية بيضاء ، الهدوء والسكينة يكتنفان المكان ، والحديقة تلمع تحت أشعة شمس يونانية ، بأزهارها من كل شكل ولون ، رائحتها تعطر المكان ، ووراءها تشمخ الجبال ، بعض غيوم بيضاء رقيقة تزخرف زرقة السماء ، النخيل يتماوج مع السروالأهيف النحيل ، ومن الجهة الأخرى أشجار الليمون والبرتقال تضيف خضرة وجمالا الى تلك الصورة الأخاذة.
" كنت خائفة منك".
جاء الجواب متأخرا ،ولكنه كان ينتظره بصبر ، ينظر الى الجديد في تعابير وجهها ، يحاول أن يقرأها ، وكمن يحدث نفسه قال:
" خائفة...".
" ألم يكن هذا متوقعا ، بعد تصرفاتك تلك ؟".
إحنى كونون راسه ، عيناه كئيبتان ، قاتمتان ، فيهما كثير من الغموض ، ولدهشتها إستدار الى الجهة الخرى كأنه يريد ان يخفي عواطفه ، وبعد وقفة قصيرة ، سار بعيدا نحو البساتين ، وتركها نهبة للخوف والألم ، وأحست أنه شعر بشيء من الندم لأنه أخافها الى درجة الرعب ، الى درجة تريد معها ان تهرب منه.
أي رجل غريب غامض هو هذا ! رجل حياته هدمت بسبب فشل زواجه ، وفقدان ولده ، وها هو الآن يحملها مسؤولية كل ذلك ، ويقول في نفسه انها لو قبلت الزواج منه ، لما حصلت كل هذه المآسي ولكان زواجهما ناجحا ، لأنه كان يحبها وهي معجبة به.
وتساءلت ألانا في نفسها :
" ترى لماذا تقع في مثل هذه الأخطاء الفادحة ؟".
كانت عيناها الكئيبتان تتبعان زوجها ، حتى إختفى عن ناظريها بين الأشجار ، ثم تابعت الحوار مع نفسها :
" كنت غبية بلهاء ، لأنني خشيت مما حدث لسالي وماجي ، ما كان يجب ان اتاثر بما وقع لهما ، فلكل أمرىء حياته الخاصة كيف يشاء.
ولكن فات الأوان ، كونون لم يعد الرجل الذي تستطيع أن تحبه ، فهو إنسان آخر غير الذي كنت تعرفه ، إنسان يعرف فقط كيف يكره ، لأنه عرف كيف يحب في يوم من الأيام ، رجل أصبح كل همه من الزواج هو الإنتقام....

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
قديم 02-03-12, 04:29 PM   المشاركة رقم: 33
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

6- الإنتقام حلو كما يقولون ، ولكن مع الزمن يصبح المرء اقل رغبة بالحلاوة ، ومع ذلك لا تصدق أن هذه البداية ممكنة ...

مرّ اسبوعان ، قضيا فيهما ساعات هادئة في الحديقة والسير على شاطىء البحر ، أو التسوق في بوثيا العاصمة ، كونون لم يعد يتحدث بحدة مع ألانا او يتصرف معها بخشونة ، كان يبدو لها أن هناك صراعا يعتمل في داخله ، ولكنه لم يحاول أن يظهر أي رغبة في علاقة صداقة بينهما ، اما ألانا فقد كانت تمتعض حتى من مجرد التفكير أنها قد ترحب بصداقته إن فعل ، أو تشعر بأن الحياة قد تكون مريحة أكثر إذا إستطاعا أن يكونا رفيقين .... من غير أن يدخل الحب الى حياتهما .
بعد ظهر يوم من الأيام ، كانت تجلس في الفناء الجميل المزدان بالأزهار تقرا في كتاب ، فجاءها كونون يطلب منها ان ترافقه الى ميرتليس ، وهي مدينة تقع على خليج الشاطىء الغربي من الجزيرة ، حيث كان يملك فندقا هناك.
قبلت بشوق أدهشها ، بالقدر الذي أدهشه.
" إنني أحب ان ارافقك".
قالت الانا ذلك ، وهي تقف في الحال وتلقي بالكتاب على الطاولة ، ثم أضافت :
" هل انت على إستعداد ؟".
احنى راسه علامة الإيجاب وقال :
" لن تحتاجي الى معطف ".
" لا ، ولكنني أريد أن أغسل وجهي ويدي ، هل تنتظرني بضع دقائق؟".
" سأفعل".
قال ذلك وجلس على الكرسي الذي كانت تشغله.
هل هذه خطوة لحياة جديدة اكثر بهجة لكليهما ؟ هذا ما سألت ألانا نفسها متعجبة ! غسلت وجهها واخذت تسرح شعرها الذهبي وكأنه إختلس لونه من اشعة الشمس التي كانت تتسلل من النافذة ، زينت خديها بقليل من الحمرة وكذلك شفتيها ، وإرتدت ثوبا أبيض بسيطا أنيقا ، ثم وقفت قليلا أمام المرآة ، فإقتنعت بما رأت .
كانت لحظات الإنتظار تلك طويلة بالنسبة الى كونون فقام من كرسيه ووقف الى جانب حوض من الأزهار ، وإلتفت عندما سمع وقت خطوات خلفه ، كانت الانا طبعا ، شملها بنظراته التي إستقرت على وجهها ، فبدت الكآبة في عينيه وتنهد من أعماقه ، وقال:
" هل أنت مستعدة؟".
ثم غيّر إتجاه نظراته فترة ، وقادها الى السيارة ، وفي الحال كانت تنطلق بهما.
منتديات ليلاس
كان كونون صامتا كئيبا ، لا تسمح حاله بالحديث، ولذا فإن الانا لاذت بالصمت ايضا ، وسألت نفسها ، ترى لماذا كل هذه الكىبة الان ؟ اهو نادم على ما فعل ، نادم على هذا الزواج ؟ هل وصل الى المرحلة التي يسال فيها نفسه عما ربحه من كل ذلك ؟ الإنتقام حلو كما يقولون ، ولكن مع الزمن يصبح المرء اقل رغبة بالحلاوة ، ولا شك أن كونون الآن لم يعد يحس بالسعادة من جعل حياتها مريرة الى هذا الحد.
الحقيقة أن الأشياء البغيضة التي يقوم بها تبدو اسبابها مقنعة له ، وهي تحس أنه لن يستمر في هذا الأسلوب الهمجي في معاملتها ، فها هي تصرفاته بدات تتغيّر ولو قليلا ، وأصبح يبدي شيئا من اللطف في سلوكه معها ، حتى أنها لم تكن تصدق أن هذه البداية للتحول ممكنة الحدوث...
" هل تريدني أدخل معك ؟".
سألته الانا عندما سارا في الطريق الطويل الذي ترتفع الاشجار على جانبيه ، المؤدي الى الفندق ، وأضافت :
" أو أتجول في المدينة ثم أعود اليك؟".
" يمكنك ان تأتي إذا كنت ترغبين؟".
" حسنا".
إبتسمت له راغبة ان يرد عليها بإبتسامة ولكن خاب أملها ، فقد كان وجهه مقنعا بقناع قاتم خال من اية تعابير .
كان الفندق من أفخم الفنادق التي رأتها عينها، بالقرب من شاطىء غاية في الروعة والجمال.
سالت ألانا:
" هل يعود الفندق عليك بالربح الوفير؟".
" لا شك في ذلك وإلا لما اقيم".
كان يستمع اليها وهما جالسان في غرفة الإستراحة المخططة باللون الأزرق والأبيض ، وكانا ينتظران الشراب الذي طلبه كونون ، ثم قال :
" الحقيقة أن دخل الفندق قليل جدا ".
نظرت ألانا اليه بدهشة مستفسرة :
" ألم تكن لديك فكرة قبل بنائه ، أنه من الممكن ألا يكون مربحا؟".
" لماذا تكون لدي مثل هذه الفكرة؟".
" لأنك رجل اعمال ، ومعظم رجال الأعمال يقومون فقط بتلك المشاريع التي يعرفون انها مريحة".
" هل الربح هو كل ما يهم ؟ هل المال هو الشيء الوحيد المهم في الحياة؟".
تنهدت الانا من الأعماق وقالت:
" لقد أسات فهمي ، انا لا يهمني شخصيا إن كان مربحا أم لا ، فليس لذلك أي فارق عندي...".
قاطعها كونون قائلا:
" سيكون هناك فارق عندما أرحل عن هذا العالم ، فكلما جمعت مالا أكثر ستصبحين أكثر ثروة عندما يأتي الوقت الذي ترثينني فيه".
" كونون ، ما هذا الذي تقول ؟ فأنا لا تهمني اموالك ولا يهمني أن أرثك".
قالت آلانا ذلك بإستنكار شديد ، أما هو فقد عادت إبتسامة السخرية الى شفتيه ، وقال :
" هراء ، لقد تزوجت الرجل الأول لهذه الغاية....".
" كيف عرفت؟".
قاطعته بحرارة ، ثم اضافت:
" ليس لديك أي اساس لتبني عليه حكما كهذا!".
" إنه واضح كنور الشمس".
هذا كل ما إستطاع ان يجيب به ، ثم جاء المستخدم بالشراب ، فقال له كونون :
" شكرا ، سنتناول العشاء
مبكرين ، في الساعة السابعة تقريبا".
" حاضر ، سيد كونون".

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
قديم 02-03-12, 04:30 PM   المشاركة رقم: 34
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

إنحنى الرجل أمام كونون وأخذ المنحة التي أعطاه إياها ، ومضى .
كانت الانا ترغب في ان تذكر لكونون ، أنه كان في إمكانها ان تطعن في الوصية لو كان لديها رغبة في المال ، ولكنها احست بكبريائها أن ترفض ان تبرىء نفسها أمامه ، وإذا كان كونون يريد أن يفكر فيها بهذه الطريقة ، فليفعل ، فإن رايه ليس له مثل هذه الأهمية عندها ، كما أخبرته مرة.
أخذ كونون ينظر حوله وعلامات الكآبة لا زالت بادية على وجهه ، وتجاوزت ألانا تجريحه لها وعادت للحديث لتنهي حالة السكوت المملة :
" ألا يمتلىء الفندق بالنزلاء أبدا ؟ فإن شاطئا كهذا يجتذب السياح في كل وقت من اوقات السنة".
" لا يوجد أي سبب يمنع من ان يكون الفندق مليئا بالنزلاء دوما ، وأنا أوافقك على ذلك ، ولكن كما قلت ، هذا الفندق بالذات أرباحه قليلة".
نظرت اليه بإستغراب ، وقالت:
" أظن انك كنت تعرف قبل ان تبنيه انه لن يكون مربحا ، أليس كذلك؟".
" توقعاتك صحيحة".
إبتسم كونون بشيء من الدعابة ، بينما قطبت ألانا حاجبيها متعجبة ، كانت تريد أن تعرف السبب ، فسالت:
" لماذا بنيته إذن؟".
" احيانا تكون هناك حاجة لفندق فخم من الدرجة الأولى ، يقدم جميع أنواع التسلية وأسباب الرفاهية لأولئك الذين يحتاجون لأشد أنواع المواساة والتسلية ".
" كونون ، لست واضحا في إجابتك".
" الحقيقة انه من الممكن أن يكون لدينا بعض السياح بوجود شاطىء جميل كهذا".
وأشار بيده بإتجاه النافذة التي تطل على البحر بصورته الجميلة ، وتابع كلامه:
" وهؤلاء الناس الذين لا يجدون ما يطلبون من أسباب الراحة والرفاهية من الدرجة الأولى ، عزمت أن اقدم لهم ما يريدون".
" حتى مع انك تعرف أنه ليس مريحا ؟".
" اتا لا اقول أنه لن يكون مريحا على الإطلاق ، فمن الممكن أن يكون في المستقبل ، على اية حال فهناك اناس كثيرون يفضلون الأماكن الهادئة غير المحتشدة ، وهذا المكان واحد منها".
" بالتأكيد فهو كالفردوس".
" الفردوس! ".
ردد كلمتها بشيء من الدعابة واضاف:
" ما كنت أتوقع أن تشبهيه بالجنة ، فهو اشبه بالجحيم ! ".
" كنت أتحدث عن الجزيرة الخلابة والشاطىء الأخاذ ، ولم أكن اتحدث عن حياتي".
أحست الانا ببرودة تتسلل الى أوصالها ، لهذا لتغيير الذي بدأ يطرا على محادثتهما ، خصوصا وأنهما يحاولان تخفيف العداء بينهما.
وسأل كونون :
" أحياتك جحيم؟".
بريق لم تتوقعه شع من عينيه ، ورات على الفور أنه عاد الى حالته الأولى ، يجد متعة في أي ألم يستطيع أن يسببه لها ، وعجبت من هذا الرجل المتلون المزاج الذي يسمح لنفسه أن يكون في كل دقيقة بلون ، وبعد لحظة من التفكير قالت :
" لم أقصد ذلك بالضبط ، فالحياة في الأسبوعين الماضيين كانت أفضل من البداية ، ويبدو أنني بدات اعتاد على أسلوبك".
" الى أي شيء تريدين ان تصلي؟".
وقبل ان يترك لها مجالا للرد ، إستمر في حديثه محذرا ، حتى لا تكون واثقة الى هذا الحد بأن الأسبوعين الماضيين قد يرسمان صورة أفضل لمستقبل حياتهما.
" انا إنسان مزاجي ، ويمكن أن أتحول من صورة لأخرى من غير إنذار ، فأنا تزوجتك فقط كي اجعلك تدفعين ثمن ما عانيت في حياتي ، وسوف تدفعين ، إياك ان تظني غير ذلك".
لاذت ألانا بالصمت ، وأحست انه كان يجبر نفسه على تكرار هذا الكلام ،وأن الأمور ستسير على ما سارت عليه في الأسبوعين الماضيين على الأقل.
ولكنها سرعان ما ادركت خطأها ، فإن كونون صمم ألا يضعف من موقفه ،وعاد مرة أخرى لسلوكه الفظ ومعاملته الخشنة ، غير أن ألانا كانت تحتمل ظنا منها انها سحابة ثم تنقشع لمعرفتها بمزاجه المتقلب ، ولكنها في هذه المرة أخطات في ظنها.
وفي ذات مساء ، كان قد ابدى وحشية في معاملتها ، فقالت له:
" كونون ، انت عدو نفسك ، ولن أبقى معك في اية حال من الأحوال ".
كان كونون يقف بجانبها يمسك بذراعها بقسوة ، فحاولت ان تفلت من قبضته ولا تدري كيف إستطاعت ،وإبتعدت عنه وقد شحب وجهها وإرتجف جسمها وسرى الخوف مسرى الدم في عروقها ، وتذكرت هوارد زوجها الأول ، فبالرغم من حقارته لم تلق معه مثل هذا الخوف.
لم يحاول كونون أن يقترب منها ، ولكنه ايضا لم يذهب ، بل قال :
" لديك كل ما تحتاجين اليه ، فلماذا إذن هذا التهديد بالرحيل؟".
" لدي كل ما أريد ؟ ألا يكفي انني فقدت حريتي ؟".
" فعلت ذلك بكامل رغبتك".
" لم يكن لدي خيار ".
" ليس بالقدر الذي كان لديك في المرة الأولى على ما أظن ، كنت حينئذ تتمتعين بحرية الإختيار .... وإخترت الرجل الذي يملك مالا أكثر ، ورفضتني ، لأنني كنت فقط وريث والدي ، ولن أصبح غنيا طالما هو على قيد الحياة ".
وفجأة ضحك تلك الضحكة الهمجية ، والتي سمعتها مرات عديدة من قبل ، ثم توقف عن الضحك وتابع كلامه:
" لم تعرفي في ذلك الحين ان الأمور قد تنعكس كما حصل ، ولو أنك تزوجت مني لكنت في حالة مادية أفضل بكثير".

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
قديم 02-03-12, 04:32 PM   المشاركة رقم: 35
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

نظرت اليه في صمت خشية على سلامتها ، كان الشر يطل من عينيه القاتمتين ، ووجهه الداكن المتجعد ، وشكله الضخم في ثيابه السوداء.
" تعالي الى هنا".
قال ذلك وهو ينظر اليها نظرات مخيفة ، فهزت رأسها وحاولت أن تتجاوزه الى الباب ، ولكنه أمسك بها بعنف ،وهو يصرخ في وجهها :
" تذكري انني زوجك يا ألانا ، وعليك أن تطيعيني ".
فتحت ألانا عينيها ، وكان الفجر قد بزغ من وراء الأفق يداعبه بلمسات لطيفة ، وكان بدء يوم جديد ، سرت رجفة في جوانبها وهي تنظر الى الوجه الداكن الغارق في النوم الى جانبها ، وإنسلت بهدوء تقصد الحمام لتغسل وجهها وهي تحدث نفسها ، أن كونون لا يمكنه أن يبقيها هكذا أسيرة ، فلماذا لا تذهب الى الشرطة وتخبرهم بمخاوفها ؟ وهم لا شك سيعالجون الأمر ، علهم يدبرون امر سفرها ، فهي إنكليزية ومن واجبهم مساعدتها ،وشعرت أنها تستطيع أن تهجر كونون من غير أي إحساس بالذنب ، فهذا ما يستحقه.
بعد تناول الفطور ، خرج كونون من المنزل ، إنها فرصتها للرحيل ، وهكذا فقد خرجت هي أيضا ، تسير على الطريق التي سبق وسارت فيها مع كونون بعد مراسيم زواجهما في مدينة كاليمنوس ، كانت الطريق طويلة والمسافة بعيدة حتى الى اقرب قرية ، ولكنها سارت بسرعة وهي تمني النفس بحل مشكلتها ، ولو أنها كانت تتمنى لو ان الظروف غير هذه الظروف ، حتى تستطيع أن تستمتع بتلك المشاهد التي لم تر أجمل منها ،وذاك النسيم الذي يعبث بشعرها أرق منه.
منتديات ليلاس
وصلت ألانا الى القرية ، وأوقفت شابا مارا وسألته عن سيارة أجرة ، ولكن الشاب رفع كتفيه ، قائلا:
" لا يوجد هنا سيارات اجرة ، فتلك السيارات موجودة فقط في المدينة ! ".
أفترت شفتاه عن إبتسامة مرحة فبدت أسنانه بيضاء كاللؤلؤ ، وعيناه البنيتان كانتا تشعان بالمرح ، وصوته لطيفا مليئا بالود.
وأضاف الشاب قائلا :
" لكن أخي لديه سيارة ، وهو لا شك سيطحبك إذا اردت".
نظرت الانا اليه بإمتنان وأجابت:
" هل يفعل ؟ يجب ان اصل الى الميناء ، أعتقد أن هناك قاربا سيقلع في غضون ساعتين ".
" تماما ، تعالي معي ، فأنت في عطلة على ما أظن ، جئت لزيارة جزيرتنا ".
ولما سارت الى جانبه ، اضاف:
" أظن انك أحببت جزيرتنا ، اليس كذلك؟".
" بالتأكيد".
إبتسم لها وقال :
" الان عدت من سفينتي ، فانا غواص اجمع الإسفنج".
" اأنت غواص إسفنج؟".
لقد سمعت الانا من قبل عن غواي الإسفنج في مدينة كاليمنوس ، رجال يخاطرون بارواحهم وهم يغوصون في أعماق البحار ، يبحثون عن الإسفنج الذي ينمو على الصخور.
وبعد تريث قليل تابعت:
" لقد سمعت أنها مهمة خطرة جدا ".
" نعم إنها خطرة ، ولكنني احب أن أغوص في أعماق المياه السحيقة ، واشاهد المخلوقات الصغيرة التي تعيش هناك".
توقف قليلا ، ثم نظر اليها وقال يعرّفها بنفسه :
" إسمي أندونيس ، وانت ما إسمك؟".
" ألانا".
" الانا ؟ لقد إلتقيت بفتيات أنكليزات كثيرات ، عندما كنت اعمل في فندق في رودس ، أنت تعرفين رودس أليس كذلك؟".
" نعم لقد نزلنا من الباخرة هناك ، ثم جئنا الى هنا بالقارب".
" في رودس كما قلت ، إلتقيت بفتيات كثيرات ولكنني لم أسمع بإسم ألانا".
" ليس الإسم شائعا".
سارا في طريق ترتفع الأشجار على جانبيها ، تبدو أزهارها الجميلة وكأنها سرقت لونها الأفر الذهبي من الشمس، والبيوت البيضاء تظهر من وراءها تحيط بها الجنائن المفروشة بالأزهار يعطر أريجها الأجواء ، ويحيط بهذه الحدائق سياج كثيف من اشجار الصبار الفخمة.
" هذا بيت اخي".
اشار أندونيس بيده الى البيت ثم فتح البوابة العريضة المصنوعة من الخشب المزخرف ، دخل ونادى بصوت عال حاد بجمل قصيرة ، وكل ما إستطاعت أن تفهمه ألانا كان إسمي ستيلا ، وبيتروس ، أما بقية الكلام فكان باليونانية.
ظهرت فتاة يضارع جملها سحر عينيها اعين الظباء ، خجولة لا تفارق البسمة ثغرها ، قدّمها على أنها أخته ، ثم أخذ يتكلم باللغة اليونانية .
" أخوك ليس هنا ، أليس كذلك؟".
لم تكن بحاجة لتسأل هذا السؤال ، فقد عرفت ذلك من الملاحظة ، ومع ذلك فقد أخبرها أندونيس أنه ذهب بسيارته قبل دقائق معدودة، وغاص قلبها بين جنبيها وبدا الإرتباك على وجههها ، وحارت فيما تفعل ، ولما قالت أنها ستسير الى القرية الثانية ، اعلمها أنها لن تجد طلبها هناك أيضا ، فزادت حيرتها ، وخشيت مغبة ما فعلت ، حيث ستضطر الى العودة الى بيت كونون ، لتتعرض لألف سؤال وسؤال.
ثم إقترح أندونيس عليها ، قائلا:
" نتناول بعض المرطبات ، ثم نفكر بطريقة ما توصلك الى الميناء ".
هزت كتفيها وهي تنظر الى ستيلا ، التي كانت تقف خجلة جانبا تتطلع الى ألانا من الراس حتى القدم .
" لا اظن انني أستطيع ذلك".
" ولكن يجب أن تفعلي ، اختي تريد ان تقدم لك شرابا صنعته من الرمان".
" شكرا لكما ولكن...".
قاطعها قائلا:
" لا يمكن ان ترفضي ضيافتنا ، لم يفعل هذا احد من قبل ".
" حسنا".
كانت الانا تتبع بنظراتها الفتاة التي تحركت نحو الباب المفتوح وهي تومىء لها.
فقال اندونيس:
" إنها لا تتكلم الإنكليزية ، فعندنا الصبيان فقط هم الذين يتعلمون ".
" ولماذا لا تتعلم الفتيات لغتنا أيضا ؟".
" لأنهن لا يحتجن الى ذلك ، فالرجال يحتاجون اللغة في أعمالهم ، وخوصا ان الكثيرين منهم يذهبون الى استراليا ، اما النساء فلا يعملن إلا في بيوتهن وتربية أطفالهن ".

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
anne hampson, آن هامبسون, flame of fate, روايات, روايات مترجمة, روايات مكتوبة, روايات رومانسية, روايات عبير المكتوبة, روايات عبير القديمة, عبير, ضحيّة, قلوب عبير, قلوب عبير القديمة
facebook




جديد مواضيع قسم روايات عبير المكتوبة
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 08:53 AM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية