لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > روايات عبير > روايات عبير المكتوبة
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

روايات عبير المكتوبة روايات عبير المكتوبة


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 01-03-12, 04:58 PM   المشاركة رقم: 16
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

إستعادت ألانا في ذاكرتها ما قاله لها ذات يوم ، أن من تشتد آلامه ويتعذر شفاؤه ، يجب ان يترك له خيار الموت ، ولصغر سنها في ذاك الوقت لم تناقش رايه مطلقا.
وعلى الرغم من القناع القاسي الذي كان يتقنع به ، كانت تدرك انه حزين من اجل امه ، شديد التأثر لما اصابها ، وتأكدت من ذلك ، عندما سمعته يقول لماكس:
" لقد كانت تعاني آلاما لا تحتمل ، ولذا تقبّلت موتها بصبر ، ليس مهما ما اقاسي من الم لفقدها ، ولكن المهم ان الموت جاء راحة ورحمة لأمي".
يتألم.... رددت ألانا تلك الكلمة في نفسها ، وإستمرت في النظر اليه ، وآليا هزت راسها ، وهي تلاحظ خطوط القسوة عميقة في وجهه وعينيه الباردتين الجامدتين ، خاليتين من كل عاطفة ، وتساءلت : اهكذا بتالم؟
كان كونون يلوي شفتيه ، إذا قال شيئا لا يعجبه ، يلوي شفته بسخرية ، إيماءة الترفع علامة تميزه ، إنه الإحتقار ، تمنت ألانا ان تجد صفات أخرى تنعته بها.
جلست على الريكة وإتكات الى الخلف ، واخذت تنعم النظر فيه ، تفكر في التمثال الحجري البارد الذي تراه ، تمثال من زمن اليونانيين القدامى ، وجهه خال من العواطف ، والخطوط المنحوتة فيه تدل عل القسوة والخشونة.
جلس كونون وماكس ايضا ، أما الخادم فقد كان يحوم عند الباب ، لما سمع سيده يصفق ، اسرع ليستجيب ، ولكنه بقي واقفا عند الباب ، ومن الواضح أنه كان يخشى ان يقطع على سيده النقاش ، تركه كونون حيث هو يقف وينتظر ، وإستمر يتابع حديثه مع ماكس.
شعرت ألانا بالنار تتقد في جوانبها ، فإرتفعت حرارتها ، ولم يمكنها ان تمنع ذلك ، إنها تعلم أن المسالة لا تخصها ، ولكن معاملة كونون للرجل بهذا السلوب ، هو الذي جعل الدم يغلي في عروقها ، وتساءلت : بأي حق يتصرف على هذا المنال؟ ولكنها إحتفظت بالسؤال في نفسها ، ولم تكن تملك غير الصمت.
وأخيرا ، وبعد طول إنتظار ، شمل الرجل بنظرة ، وأمره بقسوة قائلا:
" اخبر كاتينا أن ياتي الى هنا".
" حاضر ، سيد كونون ، انا....".
" وليكن الغداء جاهزا في الواحدة ".
" حاضر ، سيد كونون ".
كان الرجل يهم بمغادرة الغرفة عندما تكلم كونون ثانية :
" ولتكن الغرف جاهزة ".
" حاضر ، سيد كونون ".
كتمت آلانا غضبها في صدرها ، فجملة – حاضر ، سيد كونون- اثارت إشمئزازها ، فوق جميع الأسباب الأخرى.
على اية حال فقد حولت ألانا نظرها نحو ماكس تستوضحه بسكينة ، فهز كتفيه وفتح يديه بإذعان ، إضطرت ألانا ان تسأل :
" هل سنبقى هنا ؟كنت أحسب اننا سنعود الى المدينة للإقامة في الفندق".
إلتفت اليوناني اليها بعينيه الداكنتين وقال لها بصوته الهادىء:
" ولكنني افضل ان تكونا ضيوفي".
وجال بنظره في الغرفة ، وعله بذلك كان يقصد ان يلفت نظرها الى فخامة المكان الذي يستضيفها فيه ، وجالت آلانا بنظرها معه ، كان كل ما في الغرفة من اثاث يدل على الذوق الرفيع ، ألانا تعرف من قبل انك ونون قد زار عواصم أوروبية ، حيث كان يجمع قطعا نادرة تتناسب مع اثاث بيته ، فالشمعدان الفضي الرائع العالي كان من صنع ألمانيا ، أما السجاد فقد كان من السجاد العجمي ، وهناك كثير من التماثيل الثرية وتحف أخرى واخرى لا حصر لها.
وبعد لحظات تكلم كونون:
" كاتينا سيكون هنا على الفور ليقودكما الى غرفتيكما".
عيناه عادتا للنظر الى ألانا ، فأحست ان الإحمرار بدأ يسري بطيئا في وجنتيها ، وايقنت من ذلك مما بدا من رضى في عيني كونون الضيقتين وإلتواء شفتيه القرمزيتين ، وشعرت بالألم يوجع قلبها ، ولكنها مع ذلك توقعت أنها ستعتاد على ذلك أثناء إقامتها في هذا البيت.
وتمنت ألانا ان يتم البيع بسرعة ، حتى تستطيع هي وماكس ان يلحقا بالمركب الذي سيقلع في الساعة الثانية من بعد ظهر اليوم التالي ، فليلة واحدة تحت سقف بيت كونون ، كانت اكثر من كافية وأكثر مما تحتمل.
الغرفة التي خصت لها كانت جميلة ومريحة للغاية ، وان اقل ما يمكن أن يقال فيها ، أنها كانت مفروشة بمنتهى الذوق ، مزينة باجمل الزخارف ، امامها شرفة تطل على البحر.
كان أول ما فعلت انها خرجت الى الشرفة تتنشق الهواء الطلق بعد هذا اللقاء المقيت ، والذي تمنت الف مرة لو أنه لم يحصل على الإطلاق ، لتبقى ذكرى كونون جميلة في مخيلتها.
وقفت هناك تتنفس بعمق ، ثم اخذت تمتع النظر بمرأى مياه إيجه الزبرجدية ، الى الشمال كانت تقع جزيرة ليروس ، بينما إنتثرت جزر صغيرة هنا وهناك بعضها لا يزيد عن صخور ناتئة ، تبدو على شكل حيوانات غريبة رفعت رؤوسها من أعماق البحر تنشد الهواء.
الى جهة اليمين كانت ترتفع الجبال عظيمة ممتدة ، لكنها مجردة من الأشجار ، بينما المنحدرات تموج وتزهو بأشجارها وشجيراتها واعداد لا تحصى من الازهار الفاتنة ، وهناك على الروابي تمتد الجنائن بجمالها الخلاب.
بساتين من الليمون والبرتقال تملأ مساحات واسعة تمتد على طول لجهة الجنوبية من الفيللا ، بينما من الجهة الأخرى حديقة ورود تتوسطها بركة مزخرفة ، يندفع منها الماء في نافورة ، ما عدا العديد من التماثيل الرخامية ، قائمة هنا وهناك ، وترتفع وراء الحديقة أشجار السرو الشامخة تشكل حاجزا في وجه هواء البحر.

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
قديم 01-03-12, 04:59 PM   المشاركة رقم: 17
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

أما وراء الفيللا ، فهناك مرج فسيح ، مخملي ناعم أزرق ، يمتد بعيدا نحو حافة ضخمة من الصبّار ، تكوّن حدودا ثابتة للحدائق ، وبعد ذلك تمتد البراري الوعرة ، والقفار ، الى الجهة الشمالية من الجزيرة ، حيث القصر العظيم الرائع الذي سبق ورأته ألانا وأعجبت به ، يقف حارسا على حافة صخرة شاهقة.
كل ما رأت كان خارقا في جماله ، إلا كونون ، فهو كالنغم الشاذ في أغنية عذبة حلوة ، وتساءلت ألانا في نفسها : ترى ما الذي حدث له ؟ ما هذا التغيير الغريب الذي لا يصدق ؟ ما الذي حل بهذا الرجل الذي كان في غاية الظرف والكياسة ، في غاية اللطف والرقة؟ كان مرحا سعيدا ، فما الذي أصابه ؟ لم تستطع تعليل ما حدث ، ولكنها أحست بألم مفاجىء ، وأسف شديد لهذا التحول ، وشعرت انه لا بد ناتج عن صدمة أليمة وتعاسة عميقة.
هزت كتفيها وقد نفد صبرها من كثرة ما اعملت التفكير في شأن كونون ، وذهبت الى الحمام العاجي لتغتسل ، وايقنت أنها لن تصل الى نتيجة مهما أعملت التفكير في حظ مضيفها التعس على مر السنين ، وأنه من الحكمة ان تطرد هذا الأمر كليا من ذهنها....
وبعد أن خرجت من الحمام ، سرّحت شعرها الذهبي وتركته ينساب على كتفيها ناعما لامعا ، وإرتدت ثوبا قطنيا متموجا وعادت الى غرفة الجلوس ، تماما في الوقت الذي كان ماكس يغادرها مع الخادم الذي يرافقه ليريه غرفته.
" إجلسي ألانا...".
كان صوته ناعما رقيقا وهو يدعوها الى الجلوس ، وتابع:
" فلدينا دقائق قليلة يمكننا التحدث فيها منفردين".
ومع كلماته كان الباب يغلق وراء ماكس.
وأضاف كونون:
" لقد كبرت يا ألانا...".
وأخذ يتاملها وعيناه تنظران في عينيها ،وهو يكمل حديثه بقوله:
" نعم كبرت....... ولكن ليس كثيرا".
إستدارت ألانا لتجلس ، ولكن قبل ان تفعل ، أمسك كونون بمعصميها بيد ورفع ذقنها بالأخرى ، فاجفلت وإرتجفت فقد أمشك بها بشدة.
" زواج!".
لفظ تلك الكلمة ببطء وخشونة مخيفة ، ثم سار بها نحو الأريكة وقال:
" إجلسي ! قلت لك إجلسي".
أطاعت وهي ترتجف وعيناها عالقتان بالباب راجية ان يعود ماكس .ولكن ماكس لم يعد.
واضاف كونون بلهجة الآمر:
" اخبريني عن زواجك".
وقف حيالها كالقاضي وأمامه المتهم ، وهو يتابع:
" هذا...... هذا الحيوان الذي فضلته علي؟ قلت لك اخبريني عنه ".
تعابير وجهه كانت تنبىء بالشر ، عيناه تلتهبان في محجريهما ، وعضلات وجهه تتلوى في خطوط عميقة ، ذاك الوجه الذي وصفته الانا في يوم من الأيام بانه أجمل رجل رأته في حياتها ، أو من الممكن أن تراه....
هل يمكن أن يكون زواجها هو الذي أوصله الى هذه الحالة ؟ هو الذي احدث فيه هذا التغيير الكامل في طبيعته ومظهره؟
إرتجفت ألانا ثانية ، فهناك في صدرها لوعة عميقة وندم يجب ان يبقيا في سرها ، حتى يأتي الوقت المناسب.
فردت عليه بطريقة ملتوية:
" زوجتك .... أين هي الان؟".
" ماتت! قتلت مع خليلها....".
خرجت من صدره آهة حرّى ، وعيناه رشقتا الانا بنظرات لا معنى للرحمة فيها ، ثم أضاف:
" العدالة تمت ! ولكن الأمر لا يهمني ابدا ، فأنا سألتك سؤالا اريد عليه الجواب!".
كان لكونون قوة سحرية عجيبة ، جعلتها تتكلم:
" كان رجلا غنيا ، حيث...".
" انا مدرك تماما أنه كان ثريا ، وأنت حسبت أنه أكثر مني ثراء ، فهل هذا هو سبب زواجك منه وبعد اسابيع قليلة فقط من رفضك الزواج مني ؟ فقط بضعة اسابيع بعد ان اقسمت أنك لن تتزوجي بآخر ، أليس كذلك؟".
" هناك اسباب مختلفة تماما........".
إبتدأت الحديث تريد ان تبرر موقفها ولكنه قاطعها:
" لقد اخفتك ، أليس كذلك ؟ ولذا تحاولين الكذب...".
قاطعته بحزم :
" أنا لست بحاجة الى الكذب".
ثار غضبها ، وتساءلت : ترى بأي حق يسألها هذه الأسئلة ؟ وتذكرت أسلوبه القديم المليء بمعاني التملك والذي سبق وخاطبها به ، وتمر السنون عديدة ، ويعود الى مخاطبتها بنفس الأسلوب....
ولكنها أجابت بثبات:
" زواجي يخصني وحدي ، وأنك تغيظني باسئلتك هذه التي لا شان لك بها".
ضاقت عيناه الداكنتان وقال:
" ليس الإستياء ما تشعرين به وإنما الخجل ، على ما اظن".
صعد الدم الى وجنتيها وقالت:
" سيد كونون ، هل تمانع في إقفال هذا الموضوع ؟ جئت أنا ورئيسي الى هنا في عمل ، ومن الأفضل ان لا تنسى ذلك ، والآن أرجو ان تسمح لي...".
وتابعت وهي تقف وتبتعد عن ذاك الشخص المتسلط:
" أحب أن أعود الى غرفتي ريثما يحين موعد العشاء".
خيم الصمت على المكان ، تحركت ثانية ، ولكن قوتها خانتها ، ورفضت ساقاها أن تحملاها.
" تعالي الى هنا ، ألانا".
قال ذلك بلهجة ىمرة ، عندما كانت قد بلغت الباب ، ووضعت يدها على المقبض لتفتحه.
كرر كونون أمره:
" تعالي الي....".
أحست باللون يفر من خديها وكأن قلبها توقف عن الخفقان ، وقالت تتعثر بالكلام:
" أنا.... أنا أريد أن أذهب الى غرفتي...".
توقفت عن المتابعة ، عندما تقدم نحوها بحركة سريعة كالنمر ، وأمسك بمعصمها ، وقرّبها منه ، وضمّها اليه ، وهو يقول:
" لقد أمرتك أن تأتي الي......".
كان وجهه قريبا من وجهها ، فاحست بانفاسه حارة على خدها.
وتابع يقول:
" لقد كنت اريدك وانت بعيدة ، أكثر من تلك الأيام التي كنت فيها قريبة مني".
كان صوته مضطربا يحترق بلهيب الغيرة ، وألانا لم تستطع ان تفلت من بين يديه ، فهمس قائلا:
" حسنا الانا ، أنت لي ، أنا أريدك الان أكثر من أي وقت مضى ، ستكونين لي ، هل تسمعين ؟ سوف تكونين زوجتي".

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
قديم 01-03-12, 05:54 PM   المشاركة رقم: 18
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

3- المصيدة فتحت شدقيها ، وألانا هي الفريسة مرة أخرى ، يجب ان تكتشف السر الذي سرق النوم من عينيها حتى قبل أن تعرفه......

لم تكن ألانا تعرف كيف يمكنها ان تؤمن لنفسها جوا من الهدوء ، ولكنها فعلت ذلك عندما عاد ماكس الى الغرفة بعد ما يقرب من عشرين دقيقة ، كان يبدو أكثر جاذبية ببدلته الرصاصية الداكنة وقميصه الأبيض.
اخذ ماكس ينقل الطرف بين الانا وكونون ، من غير ان يطرأ أي تغيير على تعابير وجهه ، ثم راح يتحدث الى كونون ، والانا تراقبه وهي تحس بقلبها يكاد ينفجر من شدة الخفقان بسبب تلك الطريقة الموجعة الوحشية التي أمسكها بها كونون ، حتى انها لم تستطع أن تحبس دموعها....
إلتفت اليها كونون وعلامات الفرح والإنتصار بادية في عينيه ، من الخوف الذي سببه لها والإضطراب الذي بدا عليها ولم تستطع إخفائه .
قرع الخادم الباب ، وفتحه بهدوء ، وقال :
" العشاء جاهز ، يا سيد كونون".
" سنكون هناك على الفور".
" حاضر ، سيد كونون ".
إنسحب الرجل ، وألتقت عينا ألانا بعيني كونون ، فرأت نظرات الإحتقار فيهما ، وتذكرت كيف كان يعامل الخدم فيما مضى ، بتلك الطريقة المليئة بالمودة والإبتسام ، كيف إنقلبت الى هذا الأسلوب من القسوة والإحتقار ؟ لا تدري ، لعل المرارة والوهم اللذين يعيش فيهما غيّرا جميع طباعه ، وجعلاه يفقد كل معاني الإنسانية.
كان كونون وماكس يتحادثان أثناء الطعام والانا تسرح بأفكارها الى الماضي البعيد ، ولم تستطع أن تنكر انك ونون في ذاك الحين كان كالنجم المتألق ، يحوم حولها اينما إتجهت ، وإن أنصفت ، كان مدعاة للفخر ان يكون زوجها حيث العيون تحدق بها من كل جانب ، ومع ذلك فإنه لم يكن لديها أي ميل للزواج مهما كان نوعه ، كانت قد إتخذت قرارها بعدم الزواج ولن تلغيه لأي سبب من الأسباب ، غير ان ماكس كان يؤكد لها دوما ، انك ونون لو عاد وكرر طلبه ، لغيّرت رأيها وقبلت به.
وإن كان الأمر كذلك وهناك أية نتيجة من التكرار لأدرك كونون ذلك ، ولحق بها الى أنكلترا ليلح عليها بطلبه ، وتساءلت ألانا : هل كان لدى كونون أمل في ان تقبل به يوما ؟ إذن لماذا لم يتبعها ؟ هل هناك من سبب منعه من ذلك؟ زواجها مثلا ؟ الحقيقة أن زواجها حدث بسرعة بعد عودتها ، غير انه كان هناك الوقت الكافي ليلحق بها قبل ذلك....
مرت هذه الأمور في مخيلة ألانا ، وعند هذه النقطة بالذات وقفت بعصبية متسائلة ..... هل حقا كانت رغبتها أن يتبعها ؟ كتمت أنفاسها عند هذه الفكرة وقطبت جبينها ، يجب أن تعرف ما في اعماقها ، يجب أن تحدد طريقها وفي الحال.
رفع كونون حاجبيه مستفسرا ، إحمر وجهها ، وغزا الألم قلبها ، أكثر مما حصل حدث قبل وقت قصير بينها وبين كونون ، خفضت عينيها ونظرت في صحن طعامها ، وبصورة طبيعية ، ضحك كونون ضحكة قصيرة ، قبل ان يعود ليتابع حديثه مع ماكس.
حاولت الانا أن تستمع الى ما يدور بينهما من حديث ، فسمعت بعضا منه مثلا ، الأرض جيدة وتعطي عنبا من اجود الأصناف ، وتساءلت لماذا إذن يريد كونون أن يبيعها ؟ وبثمن رخيص؟
ثم سمعت ماكس يشير الى أن المبلغ الذي يعرضه عليه هو ثمن محصول العنب لعدة سنين ، وانه يمكن أن يستثمر هذا المبلغ على الفور ، مما جعل كونون يلوي شفتيه ، ويقول:
" لعلك نسيت أنني لست بحاجة الى مال لأستثمره ".
" ولكنك قلت في رسالتك أنك ترغب في البيع ، وإلا لما وجدتني هنا ، أليس كذلك؟".
كان ماكس يتكلم ، ولكن عيني كونون كانتا تنظران الى ألانا التي إتسعت حدقتاها لما تسمع ، فإبتسم ونظر بعيدا.
منتديات ليلاس
وتساءلت ألانا : هل من المكن أن يكون كونون قد عرض الرض على ماكس ، ليحضره الى هنا من اجلها؟ وإن كان كذلك ، فلأي غاية؟
هناك في داخله شيء اعمق من أن يتصوره أحد ، كرهها له أخذ يتزايد ، وكل ما كانت تبغيه هو أن تكون بعيدة عنه ، لأنها تعرف ان قوته تدعو الى الخوف ، أحست أن هناك في داخلها شيئا يحذرها من المستقبل ، وغن لم تستمع لهذا التحذير فإنها ستقضي بقية حياتها في لوعة وندم .
نظر كونون الى ماكس نظرة الواثق من نفسه ، وقال :
" أنا اعلم ان طبيعة عملك تضطرك الى السفر في كثير من الأحيان ، وقد تكون الرحلة عديمة الجدوى احيانا !".
حاول ماكس ان يخفي إمتعاضه وقال :
" ارجو ألا تكون هذه الرحلة بالذات عديمة الجدوى ".
إبتسم اليوناني إبتسامة شاحبة وقال:
" لك ، أم لي؟".
نظرت الانا اليه بحدة ، كانت اهدابه الطويلة تظلل عينيه ، فلم تستطع ان تقرأ ما فيهما من معنى .
أجاب ماكس:
" ربما تكون مريحة لكلينا ، فأنا أنوي أن اشتري كل شبر أرض يمكنك ان تبيعني إياه ".
قال كونون وهو يبتسم:
" لا أظنك تريد ان تشتري نصف الجبل مثلا ، جبلا أجرد مثل هذا؟".
رفع ماكس حاجبيه وقال :
" طبعا لا يا سيد كونون ، أنا لست راغبا بشراء الجبال ".
" إذن ما قولك بالأرض التي تريد انت أو عميلك ، أن تبني عليها فنادق؟".
" فنادق أو فيللات كما تسمونها في اليونان ".
" لا شك أن بلادنا مليئة بالسواح ، وستستفيد عندئذ من ذلك".

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
قديم 01-03-12, 05:56 PM   المشاركة رقم: 19
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

لم تعد ألانا تسمع من مناقشتهما شيئا فقد شردت افكارها ومرة أخرى ذهبت الى الماضي البعيد ، تفكر في كونون بلطفه ، رقته ، كرمه وحبه .... ولكنه اصبح الآن الرجل الذي قاده قدره الى سوء السبيل ، وصار ضحية لأخطائه ، تزوج زواجا فاشلا ، زواجا ترك جروحا عميقة أليمة في نفسه ، جروحا لا تلتئم.
فهو يلومها ، ولماذا يفعل ؟ ألأن خطأه....
كان صوت ماكس عاليا قطع عليها افكارها وأعادها من تأملاتها ، وسمعته يقول:
" آمل أن تعقد ولو صفقة واحدة على الأقل ، سيد كونون".
" هناك إحتمال كبير يا سيد ماكس".
فجأة غدا كونون المضيف اللبق وهو يتابع:
" سوف نكمل حديثنا هذا المساء .... بينما تاخذ السيدة قسطا من الراحة".
إحمر وجه ألانا ولكنها لم تقل شيئا.
اجاب ماكس بجفاء:
" إن سكرتيرتي تبقى عادة معي ، عندما أقوم بأي عمل ، وأنا أفضل هذا ، إذا لم يكن لديك مانع ".
لمعت عينا كونون ونظر نظرة غريبة نحو ماكس واجاب:
" وأنا افضل أن يكون حديثنا للرجال فقط ، أعني ان العمل الذي اريد ان أبحثه معك يخصك وحدك".
ثم توقف عن الكلام ، واخذ ينظر الى الانا ، جف ريقها ، وشحب لونها ، واحست أن شهيتها للطعام قد زالت ، ولكنها لم ترغب أن يلحظ مضيفها ذلك ، فرفعت الشوكة الى فمها.
" سوف تأوين الى فراشك بعد العشاء".
كان أمرا ألقي من قبل كونون ولكن بطريقة لطيفة ، ولم تجرؤ ألانا ان تعصي ، على اية حال فإنه من المفرح والمريح ان تبتعد عنه ، فهو يريد ان يهزمها ، وان يسيطر عليها ، أن يتركها لا حول لها ولا قوة.
خرجوا الى الفناء الواسع ، جلسوا حول الطاولة ليشربوا القهوة ، كانت الأزهار جميلة في احواضها ، أخاذة بأشكالها وألوانها ، رائحتها تشرح الصدر وتنعش الفؤاد ، ولكن الانا لم تلتفت لكل هذا ، وكان همها أن تسرع في شرب قهوتها ، متلهفة للذهاب.
مما لا ريب فيه أن ماكس كان حانقا ، مغتاظا بينه وبين نفسه ، ولكنه لا يملك إلا الإذعان لما يمليه كونون ، فقد جاء لغرض معين وليس من مصالحه أن يعادي الرجل الذي يامل ان تتم معه الصفقة ، ولذا ، فإنه لم يعترض ، عندما وقفت الانا ، وقالت تصبحان على خير ، ثم تركته وحيدا مع كونون.
بعد أن أمضت الانا ما يقرب من الساعة وهي تمشي في غرفتها جيئة وذهابا ، عزمت على الخروج والسير في الهواء الطلق ، عله يصلح من حالها ، او على الأقل يبعد عنها القلق الذي يساورها ، ويساعدها على النوم .
وعلى الفور خرجت ، وسارت في الممر الذي يؤدي من الفيللا الى حديقة الورود ، تستنشق عبيرها الذكي ، وتمتع ناظريها بجمالها الساحر .
كانت هذه الجزيرة حقا قطعة من الجنة ، نظرت الانا نحو الجبال العالية ، راتها وقد سلب جوالمساء اللطيف خشونتها ، تبدو ناعمة ، قبالة صفحة السماء المتألقة بنجومها الوضاءة.
أضواء تطل بفضول من هنا وهناك ، تنبىء بوجود منازل تسترخي بإرتياح على سفوح الجبال.
أشجار الزيتون قديمة ، قديمة ، ولكنها لا زالت تزدهي بأوراقها الفضية اللامعة وكأنها في عناق دائم مع شعاع القمر الذي إختلس طريقه اليها ، خلال أشجار السرو العالية.
جلست الانا على حائط منخفض ، حيث احست بغتة بالسلام ولأول مرة منذ مجيئها الى هذا البيت الفخم الرائع ، يملكه الرجل الذي كان يمكن أن يكون زوجها في يوم من الأيام ، رجل تبدل كثيرا وكثيرا جدا ، حتى أنها لم تستطع ان تميزه للوهلة الأولى..
أجفلت ، وسمعت دقات قلبها الذي علا وجيبه ، فإلتفتت لترى خيال إنسان آت نحوها من جهة المنزل ، إنه كونون !
هبت من غير ثبات ، تريد أن تهرب من الخيال الذي رأت ، لو إستطاعت ، ولكن قدميها سمرتا في مكانهما ، ثم بدل ان تمضي عادت الى حيث كانت تجلس ، فسار كونون نحوها ، طويل القامة ، يرتدي بدلة سوداء.
" هكذا لدينا بضع دقائق اخرى نقضيها منفردين".
صوته كان منخفضا ، وأحست بيده باردة كتلك التي في القبور ، عندما تناول يدها.
جاهدت ألانا لتتحرر من يده ، ولكنها تعثرت فأمسك بها ، الرجل الذي بدات تكرهه.
" دعني أذهب ! اين ماكس ؟ سوف املأ الدنيا صراخا ، إذا لم تتركني حالا".
هز رأسه ، وكأنها تطلب المستحيل ، وقال :
" ادعك تذهبين ! لقد تركتك مرة ، ألانا ، ولكن لن يتكرر ذلك مرة اخرى ، أنت الآن أسيرتي ، وستبقين كذلك حتى يفرّق الموت بيننا".
وضمّها اليه يعانقها.
" أنت مجنون ، مجنون ، هل تسمعني؟".
ولكنه لم يابه لكلامها ، فعادت تقول وهي تحاول الإفلات من بين يديه :
" مجنون .... هي ايضا قالت لك ذلك....".
ذهبت هذه الكلمات بكل شوقه ورغبته ، وصاح فيها:
" هي؟ من هي؟".
" زوجتك".
إرتفعت يده كأنه يريد أن يصفعها ، يسكتها عن الكلام ، ولكنه تمالك نفسه وأنزل يده الى جانبه ، وقال بصوت خشن:
" أنا لم أتّخذ زوجة أبدا ! انت التي كان يجب ان تكوني زوجتي ، وسوف تكونين ! لقد كانت زوجة الوهم ، وليست لي !".
قالت بإضطراب :
" أنا.... آسفة ، كونون.....".
ضحك بخشونة وقال:
" أمن أجلي ؟ شفقتك لم يعد لها نفع الآن ، لقد إستغنيت عنها ! دعي الشفقة لنفسك ، فسوف تحتاجين اليها عما قريب ".

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
قديم 01-03-12, 05:57 PM   المشاركة رقم: 20
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

أحست ألانا بالخوف ، وإرتجف جسمها ، ولكنها قالت بلطف:
" كونون دعني اذهب ، أنا لا الومك على أي شيء فعلته مع زوجتك".
ولكنه بدل أن يتركها ، سأل بخشونة :
" لماذا تزوجت؟".
" لقد أخبرتك ، انني كنت مرغمة.... ولم ارغب في الزواج مطلقا ....".
" لكنك تزوجت ، تزوجت وتقريبا مباشرة.......".
قاطعته الانا قائلة :
" ليس مباشرة ، وعلى أية حال كان هناك سبب هام لزواجي.....".
" طبعا سبب هام ! لقد بعت نفسك للأكثر ثراء".
رشقها بنظرات حادة متفحصا وتابع:
" كيف عملت مع هذا الرجل ماكس نيولاند ، انا لا استطيع ان أفهم ، ايمكن أن يكون كل تخطيطك قد إنتهى الى العدم ، فلم يترك لك زوجك شيئا في وصيته؟".
" هذا من شأني وحدي".
كان قلبها يخفق أملا ، ولكنها حاولت أن تبدو هادئة باردة ، لعله يطلق سراحها ، ومن الغريب أن ألانا كانت تخلق له المعاذير لكل ما يفعل ويقول ، بينما تعلم منطقيا أن لا عذر له.
قال كونون وفي صوته شيء من السخرية :
" لم يترك لك شيئا ، وإلا لما كنت هنا الآن ".
كانت تريد ان تنتزع نفسها من يده وتسرع راكضة نحو المنزل ، ولكنها قاومت هذه الرغبة ، مخافة أن حركة مثل هذه قد تثير غضبه من جديد ، فتذرعت بالصبر وقالت بلطف:
" كونون ، إنني متعبة جدا ، أرجوك دعني اذهب".
بقي واقفا من غير حركة ، ينظر اليها نظرات شاملة ، ثم قال بلهجة الواثق مما يقول :
" ستكونين زوجتي ، ولا مفر من ذلك ، وسيتم هذا في غضون أسبوع".
قالت بحدة :
" إنك تتكلم قبل ان تفكر ، انت تعلم أنه لا يمكنك ان تجبرني على ذلك ، ومما لا ريب فيه انني لن أتزوج منك بإرادتي".
وقف أمامها مطبقا فمه بحزم كان كرجل يحمل سلاحا سريا ، سلاحا يوجهه الى أعزل ليس له حماية.
" سوف نرى ، يا ألانا الحلوة ، نعم ، سوف نرى".
كان صوته مليئا بالثقة ، وتعابير وجهه تدل على النصر الأكيد ، ولكنها كانت ترى غير رايه ، وتحسب أن كلماته كلمات رجل لا يعرف ما يقول ، اما أنه غير صحيح العقل فهذا ليس حقا ، ولو أنها نعتته بالجنون ، ولكن يبدو أن الحقيقة هي انك ونون لا يزال يريدها زوجة له ، هذا ما تراه واضحا ولذا فهي آسفة لأجله.
" أين ماكس ؟".
سألته اخيرا ، وتابعت:
" هل ذهب الى الفراش؟".
أحنى كونون راسه:
" نعم ، لقد ذهب حالما إنتهينا من عملنا".
كان كنون ينظر أمامه ، ونسمات من البحر تداعب شعره السود ، الأشجار تنشر طلالها في ضوء القمر ، وكلما لامست هذه الظلال وجه كونون ، كانت الانا ترتعد ، كانت ترى معالم شيء شرير ، شيء يحثّها على الهروب ، الهروب بسرعة وفي تلك اللحظة ، قبل أن يجرها الى الأسفل .
ولكنها قالت تتابع الحديث:
" لقد ذهب مبكرا ".
" قال انه متعب".
" هل اعطى سببا لتعبه؟".
منتديات ليلاس
تعجبت الانا من سماعها أنه متعب ،فهي تعرف ماكس ، وتعرف جيدا انه شديد القدرة على العمل والتحمل ، لا يكل ولا يمل ، كثير النشاط والمهارة ، خاصة عندما يكونان على سفر ، فهو لا يتوقف عن العمل مطلقا ، حتى يستطيعا العودة بأسرع ما يمكن ".
وبعد برهة من الصمت اضافت وهي مقطبة الجبين:
" مثله لا يتعب".
نظر اليها ومن غير تحذير رفع يده الى جبينها ليزيل التعبير الذي بدا عليه ، وقال :
" لا تفعلي ذلك ، فالجبين المقطب لا يناسبك".
إبتعدت عنه ، فلم يحاول ان يوقفها ، ولكنه بقي واقفا بينها وبين الممر الذي يجب أن تسلكه إذا عادت الى المنزل.
" أرجوك ، لا تلمسني ".
ولكنه مرة اخرى إقترب منها وحاول أن يعانقها عنوة وهي تجاهد للتخلص منه ، فقال :
" الأفضل ان تعوّدي نفسك على لمسات يدي ، لأنك ستشعرين بها حتى آخر يوم في حياتك".
" أنت إنسان قلبك مليء بالحقد والكراهية ! كم انا سعيدة لأنني كنت حكيمة بما يكفي ، حتى انني لم أتزوجك ، ما هذه التصرفات المشينة التي تصدر عنك ؟ هل تظن أن بإمكانك أن تجبرني على الزواج منك؟".
" أنا لا ألقي الكلام عبثا".
قال ذلك بسرعة ، ووقف أمامها باردا ، جامدا ، قاسيا ، كتمثال عظيم من الرخام ، وقف بعيدا عنها ولكن بقيت عيناه تنطقان بروح السيادة المطلقة.
شعرت حياله أنها صغيرة تافهة ، وإعتراها خوف شل تفكيرها ، ولكنها إستجمعت قواها ، وقالت:
" ولكنك فعلت هذه الليلة ، لقد قلت الكلام عبثا.".
قاطعها بلطف:
" لا يا عزيزتي ألانا ، سوف تعرفين قريبا جدا أنني اعني كل كلمة قلتها ".
تضاعف خوفها ، وكان سهما اصابها ، إلتفت اليها حيث إستطاعت ان ترى وجهه جيدا في ضوء القمر ، كان صارما قويا مليئا بالثقة ، حتى انها لم تعد تستطيع ان تقنع نفسها بالنجاة ، فاحست وكان الدماء تقف في عروقها وقاربت على الأغماء ، فامسكت بشيء قريب منها حتى تقي نفسها من السقوط ، وقالت :
" أريد أن أذهب".
كانت عيناها الجميلتان تتوسلان بالرغم من أنها كانت تعرف أن عليها أن تبدي شيئا من الكبرياء والغضب من الطريقة التي عوملت بها ... ولكنها تابعت :
" إنني متعبة".

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
anne hampson, آن هامبسون, flame of fate, روايات, روايات مترجمة, روايات مكتوبة, روايات رومانسية, روايات عبير المكتوبة, روايات عبير القديمة, عبير, ضحيّة, قلوب عبير, قلوب عبير القديمة
facebook




جديد مواضيع قسم روايات عبير المكتوبة
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 04:28 AM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية