لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > روايات عبير > روايات عبير المكتوبة
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

روايات عبير المكتوبة روايات عبير المكتوبة


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 02-03-12, 06:34 PM   المشاركة رقم: 46
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

9- كيف إنخدعت به طيلة هذه المدة؟ قالت امها: لا تغتري بالمظاهر بل أنظري الى خفايا القلوب ، ولكن كيف يمكن للمرء أن يصل الى خفايا القلوب؟

" سيدتي ، هناك زائر في إنتظارك".
كانت كاتينا تقف في الفناء عندما وصلت ألانا الى المنزل ، فأخبرتها قبل أن تصعد الدرجات وأضافت:
" أنه الرجل الذي أتى برفقتك في البدء...".
"ماكس !".
نظرت الانا غير مصدقة ، وسألت بتعجب:
" هل هو من تعنين ، كاتينا ؟".
" نعم هو الرجل".
كان صوت كاتينا باردا وتبدو على وجهها علامات الإنزعاج ، وأضافت:
"أنه في الغرفة الصغيرة سيدتي".
ما الذي حدث يا ترى ، ماذا يريد مني هذا الرجل بعد الان ؟ سالت نفسها وهي تستغرب مجيئه ،وقالت:
" سوف ادخل على الفور ، هل انتظر طيلا ؟".
" منذ ساعتين ، سيدتي ".
توقفت كاتينا لحظة عن الكلام ثم تابعت:
" أرجو الا يزعج هذا الأمر سيدي...".
قطبت ألانا حاجبيها وهي تعبر القاعة الفسيحة نحو باب الغرفة حيث كان ماكس ، ومن قبل ان تفتحه إلتفتت الى كاتينا فرأت الدموع تنزل من عينيها ، فقالت:
" أنا لا أدري ما الذي جعلك تظنين ان سيدك سيتالم؟".
فتنهدت الخادمة وقالت:
" لأن الرجل قال انه آت لياخذك معه".
فتحت الانا عينيها بدهشة وقالت:
" لا تقلقي فسيدك لن ينزعج".
وبعد هنيهة كانت تواجه ماكس في الغرفة الصغيرة الأنيقة الأثاث ، تطل على بركة سباحة واسعة ومشهد الجبال.
وقفت ألانا شاحبة اللون وعلامات التساؤل على وجهها ، ووقف ماكس ومن غير أن يضيع وقتا أخبرها مباشرة عن السبب الذي جاء من اجله ، وهو انه آت ليصطحبها معه ، ليحررها من الرجل الذي من أجله اجبرت على الزواج منه.
أصغت اليه صامتة حتى أنهى كلامه ثم قالت بجفاء:
" هكذا أذن جئت تصحح خطا إرتكبته ، أليس كذلك ؟".
" لقد صدقت ذلك اليوناني عندما أخبرني انني سأحكم وأقاد الى السجن بالإضافة الى إعادة جميع الأموال التي قبضتها ثمن تلك الأرض ، فإكتشفت أن كلامه كان مافقا ، أنه شخص ماكر حاذق ، على أية حال ، أعتبري نفسك حرة الان ، وسترتب أمور الطلاق في بلدنا ، كما أنني قمت بجميع الترتيبات لأعود بك على الفور ، ومن حسن الحظ أن كونون غائب عن البيت ، علما انه لم يعد عندي فارق إن كان موجودا أو لم يكن ، فسوف أعرف كيف اخضعه".
" هل قلت انك وكّلت محاميا ليبحث الأمر؟".
قطعت الآنا كلامها عندما أوما بالإيجاب ، ثم تابعت:
" وذاك المحامي اكد لك ان كونون لا يستطيع ان يفعل شيئا؟".
" تماما ، كما قال أنني لا أخضع لقوانين اليونان".
أطالت النظر في وجهه ، وراته كما رأته في تلك الليلة المشهودة عندما جعلها تقدم نفسها ضحية بأسلوبه الملتوي وطرقه اللولبية ، حتى يتخلص من الإنتقام الذي كان يهدده به كونون.
إمتلأ صدرها بالغضب ، والإحتقار لهذا النوع من الرجال ، وقالت:
" ألا تشعر أنك جئت متأخرا؟".
كان صوتها هادئا متزنا ، قبل وقت قصير كانت سترحب بما يعرضه عليها اما الآن فقد جاء الأمر متأخرا ، وأضافت:
" لقد مضى شهران على زواجي !".
هز كتفيه ، وقد بدا نفاد الصبر في صوته.
" هذه الأمور لا يمكن إتمامها بسرعة، فهي تحتاج الى وقت ، فقد ذهبت الى المحامي فور وصولي الى لندن ، وكنت أهنىء نفسي على تلك السرعة التي تمت فيها جميع المعاملات".

" كان يمكنك أن تكتب لي تخبرني بذلك".
" في الواقع لم أكن ارغب ان أبعث فيك آمالا قد تنهار في النهاية ".
أطال النظر فيها ينتظر كلمة منها ولما لم تقل شيئا ، تابع يقول:
" لا ارى على وجهك علامات الترحيب بحريتك ، وعودتك الى وطنك ، الخادمة قالت أن كون في أثينا ، وهكذا يمكنك أن تجمعي ملابسك وتهيئي نفسك من غير إزعاج".
نظر الى ساعته ، وتابع:
" المركب يغادر في غضون ثلاث ساعات ، هل نتناول الطعام هنا ، أم تفضلين أن نرحل على الفور ، ونتناوله في كاليمنوس ؟ من جهتي أفضل أن نأكل هنا ، لأنني لا أرغب في رؤية تلك المطاعم الموجودة على الميناء".
وبقيت الانا صامتة وماكس يتكلم ويخبرها عن إفتقاده لها ، وسروره وفرحه لأنه سيستعيد سكرتيرته الجميلة مرة أخرى في مكتبها الصغير قرب مكتبه ، وأضاف:
" كما أنني لم أقطع الأمل في أن تكوني زوجتي ، فبعد هذه التجربة لا بد انك تحبين أن تتزوجي رجلا أكثر تحضرا وإنسانية ، وليس من المبالغة في شيء أن أسمينا كونون همجيا ، الا توافقينني على ذلك؟".
أصغت بهدوء ، فر اللون من وجهها ، بسبب وقاحته وجراته على التفكير في الزواج منها بعدكل الذي حصل ، عيناها الزرقاوان رشقتاه بنظرات الإحتقار والغضب ، وتراءى لها زوجها كونون ذاك الذي عانى الكثير...والذي احبها كثيرا من غير ان تدري ، حتى أنه إنتهج طريقة مجرمة ليجبرهاعلى الزواج منه.
قطب ماكس حاجبيه وسالها:
" ما بك ، بأي شيء تفكرين ؟ هل هناك ما يقلقك؟".
وأحست أن كل همه وكل ما يفرحه كان نجاته من السجن الذي كان يهدده ، وأخيرا سالت:
" ما الذي يجعلك تظن أن هناك
ما يقلقني؟".
كان صوتها هادئا ولكن حادا ، مما جعله يقطب جبينه أكثر فاكثر ، ويقول:
" أي امرىء يراك ، يظن أن فكرة حريتك لم تعد تعنيك .
" الحرية من أي شيء ؟".
سالته بإستهجان ، وأجابها بنفس الأسلوب:
" من هذا الجحيم ، طبعا".
" مدة شهرين لم تفكر في هذا الجحيم الذي تتحدث عنه ، وتركتني هنا حتى من غير كلمة مواساة!".

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
قديم 02-03-12, 06:35 PM   المشاركة رقم: 47
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

خفض عينيه ، ولاحظت أن علامات الشعور بالذنب بدأت تظهر على وجههه ، وقال:
" خجلت من نفسي ، شعرت انني كنت حقيرا ، صدقيني يا ألانا ".
أشاحت نظرها عنه ، تفكر ، تعجب كيف يستطيع أن يصف زوجها بأنه همجي ، ويتغاضى عن فعلته الشنعاء ، ترى كيف أمنت في يوم من الأيام أنه رجل شريف أمين ! كيف إنخدعت به طيلة هذه المدة ؟ وتذكرت كلمات أمها عندما حذرتها بقولها : لا تغتري بالمظاهر ، بل أنظري الى خفايا القلوب ، ولكن كيف يمكن للمرء أن يصل الى خفايا القلوب؟ على أية حال فلعل ماكس يكون قد تعلم درسا لا ينساه مدى الحياة...
" ألانا...".
كان صوت ماكس حادا ولكن فيه رنة ألم وهو يتكلم :
" ألانا ، كلميني ، لقد قطعت هذه المسافة الطويلة دون إضاعة دقيقة واحدة من الوقت ، لأزف لك البشرى ، وأنت تقفين هكذا دون أي كلمة ".
" دون أي كلمة شكر ، أليس كذلك؟ فهل هذا ما يغضبك؟".
" لست غاضبا".
" متعجبا إذن ، لماذا تبدو بائسا ؟".
كتم ماكس غضبه ، وتجاوز الجدل الذي لا يجدي ، وقال :
" ألا تستعدين للرحيل ، لأصطحبك الى بيتك؟".
إلتفتت اليه وشملته بنظرات ثابتة ، وقالت:
" هذا هو بيتي يا ماكس".
" بحق السماء هل تحاولين أن تقولي لي ، أنك تريدين البقاء هنا ؟ مع ذاك الهمجي ! ".
وأخذ يذرع الغرفة جيئة وذهابا والغضب يشع من عينيه ، ثم أضاف :
" حسنا ، أعترف أنني عاملتك معاملة شنيعة ، ولكنني الآن جئت لأصحح غلطتي ، والطلاق سيتم في غضون وقت قصير".
" الطلاق؟( كان صوتها باردا كالثلج وهي تتكلم ) ما اللذي جعلك تظن أنني أريد أن أنفصل عن زوجي؟".
دار ماكس على نفسه وأخذ يسير وظهره ب‘تجاهها ، وقال:
" هل جننت ؟ لا شك أنك جننت!".
" أنا بكامل قواي العقلية".
إتسعت حدقتاه ونظر اليها ، ولكن البريق الذي رآه في عينيها جعله يقول:
" إذن ، لقد وقعت في حب ذاك الرجل ، أخيرا!".
اخذت ألانا نفسا عميقا وهي تحس بخفقات قلبها ، وبرودة يديها ، وقالت:
" نعم ، ماكس......".
الكلمات جاءت بطيئة وبصعوبة ، ولكن واضحة ، صادقة، دون أدنى ريب في مشاعرها نحو زوجها ، لقد خرجت ألانا من دوامة الشك ، وعادت تقول:
" نعم ، ماكس ، كما قلت ، لقد وقعت في حب زوجي...".
" ولكن ماذا عنه هو؟ عن عواطفه؟".
قال ذلك مقاطعا إياها وهو يهز رأسه ، وكأنه لا يصدق ما يسمع ، ثم أضاف:
" لكنه لا يحبك ، فأي أمل لك في السعادة؟".
وفجاة ختفى غضبه وتحول ثانية الى إنسان لطيف وأخذ يقنعها بالعودة معه الى انكلترا وان تخرج كونون من تفكيرها الى الأبد.
وعندما توقف أخيرا عن الكلام ، تكلمت الانا بمنتهى الهدوء فقالت:
" إنك تضيّع وقتك سدى يا ماكس ، مكاني هنا مع كونون ، الذي بعد كل شيء تزوجته بمحض إرادتي ".
" لا ، ليس بمحض غرادتك ! كيف تقولين ذلك؟".
" أنا التي إخترت ".
" لقد اجبرت على ذلك".
بدت على شفتيها شبه إبتسامة ، فقد كان يبدو ان ماكس نسي انه هو وحده المسؤول عن القرار الذي إتخذته قبل شهرين ، على أية حال فقد وجدت أن لا فائدة من تحويل الحديث الى جدال ، ولذا عادت وأكدت له أنها باقية مع زوجها ولن تتخلى عنه ، وكان على ماكس أن يرضخ للأمر الواقع ويرحل ، فودّعها وهو يؤكد لها انها ستغير رايها قريبا ، وقريبا جدا.
وبينما كانا يعبران الفناء ، قال:
" عندما يأتي ذلك اليوم وتغيرين رايك فلا تتواني عن الإتصال بي ، وسوف ارسل لك ما تحتاجين من المال لعودتك ، وليعرف زوجك أنه لم يعد له أي سلطان عليّ ،وخدعته تلك قد إنكشفت ، وكذبه قد بان".
لماذا سمحت له ان يستمر في هذا الكلام لا تدري ، وكل ما في الأمر أنها لم تكن تبالي ، او لعلها لم تكن تصغي اليه ، وفي اللحظة التي ان يودعها سألته ألانا:
" هل جئت بسيارة أجرة؟".
" لقد إستأجرت سيارة من الميناء ، وقد أوقفتها بعيدا في الممر".
" لماذا أوقفتها هناك؟".
" اردت أن اصل الى البيت من غير أن يراني أحد ، وكنت أرجو ان أراك في الحديقة".
" تعني بذلك انك كنت لا تريد أن يعرف كونون بمجيئك ، وأن يتم الأمر بسرية كاملة ، أليس كذلك؟".
قطب ماكس حاجبيه ، وأجاب:
" طبعا لا ، لقد أخبرتك مسبقا أنني كنت مستعدا لمواجهة كونون ".
وصلا الدرج ، ولم يعد برغبتها أن ترافقه مسافة أطول ، فقالت:
" وداعا يا ماكس".
حدّق فيها طويلا ، ثم نظر الى يديها اللتين لا تزالان الى جانبيها ، وسأل:
" ألا تريدين أن تصافحيني ؟".
مدّت يدها ووضعتها في يده مصافحة ، فهزّها قائلا:
" كنت اتمنى أن تعودي معي يا ألانا ".
لم تعلق الانا بشيء ، فتابع يقول:
" هل انت حقا سعيدة بالحياة مع هذا الرجل؟".
" لقد عشت معه شهرين ".
" هذه ليست إجابة ، هل فكرت بالمستقبل؟".
" أنا أحب كونون ، ومستقبلي في هذه الجزيرة".
" ولكنه لا يحبك ، لقد تزوجك من أجل الإنتقام !".
" لكن ظني أنه تزوجني لنه يحبني".
" على الظن ؟ أنت إذن غير متأكدة ؟ لم يخبرك بذلك وهذا يبدو واضحا ".
" ماكس ، من فضلك ، دعنا نقول وداعا ، وضع حدا لهذه المناقشة غير المجدية ، آسفة لأنني لم أدعك لتناول الطعام ، ولكنني أظن انك توافقني على أنه من الأفضل أن نقول وداعا ، وكما نوّهت قبلا يمكنك ان تأكل في أحد المطاعم".
وبعد لحظات كانت تنظر وراءه وهو يمضي غاضبا في الممر الذي يؤدي الى الطريق حيث ترك السيارة.
ظنت أنه سيلتفت ويرفع يده للوداع الأخير ، ولكنها كانت مخطئة .
إستدارت وصعدت الدرج ، كان ذهنها صافيا الان ، وقلبها منيرا ، أكثر من أي وقت مضى في حياتها....

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
قديم 02-03-12, 06:36 PM   المشاركة رقم: 48
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

10- أنه هو الذي يحكم على نفسه بالتعاسة الدائمة ولا يحاول ولو محاولة بسيطة ان يخرج من احزانه ، حتى جدران غرفته تنطق بالمرارة....

مع تسليمها بأنها تحب زوجها ، لم تعد تطيق إنتظار عودته ، على أن الخوف لم يفارقها ، وهي لا تدري كيف يمكنها أن تزيل الصعوبات الكثيرة التي تسد الطريق الى سعادتها وسعادة كونون ، فهناك الحزن العميق الكامن في أعماقه ، المرارة التي يعيشها ، ذكرى ولده التي هي أقسى ذكرياته ، والعقبة الكبرى كيف يمكن أن تجعله يعترف بحبها ؟ الحب الذي إدّعت انه يحمله لها في قلبه ، من غير أن يعترف به ، وكيف يمكن أن يفعل وهو لا يزال يلومها ، ويحملها مسؤولية كل ما يعانيه من اسى وحزن؟ وفي لحظة ضعف ، تمنت لو أنها قبلت عرض ماكس الذي قدمه لها ، وهمست في نفسها:
" أنا وكونون لا نستطيع أن نتجاوز كل ما حصل ، ولو كان يحبني حقيقة ، فهو بالمقابل يكرهني ، فكيف لهذا الحب ان يتغلّب على الكراهية؟ ربما كان من الأفضل أن أعود الى أنكلترا ...
عند ذكر العودة ، احست ألانا بالهزيمة ، فكيف تقبل الهزيمة بعد أن تحررت من الشك وتأكدت من مشاعرها ؟ إذن عليها أن تحارب من أجل إنتصار هذا الحب ، وتزيل كل العقبات ، وتضيء طريق كونون ، فيزول الضباب وتنقشع الغيوم ، ويرى الحقيقة الدفينة في اعماق قلبه ، يرى أنه يحب ألانا ، نعم عليها ان تحارب من أجل سعادتهما ، تلك السعادة التي أصبحت تتمناها من أعماقها.
منتديات ليلاس
على الأقل يجب أن تحاول ، وتقبل الهزيمة فقط عندما يظهر لها ان كونون غير قادر على نسيان الماضي ، ولكنه سيفعل ، سيبدأ حياة جديدة ، فهو لا يزال شابا ، بالرغم من السنوات التي أضافتها عليه الهموم ، لقد كان جميل الصورة في الماضي ، ويمكن ان يعود كذلك عندما تزول عن وجهه إمارات الكآبة والحزن والكراهية ، لقد ضحك مرة ، وبإمكانه ان يفعل من جديد إذا حاول أن يضحك ثانية.
بعد ذهاب ماكس بدقائق معدودة ، رن جرس الهاتف ، وجاء صوت كونون حنونا عذبا على غير ما كانت تتوقع ، يخبرها أنه سيعود في الليلة التالية ، ردت ألانا عليه بلطف انها سعيدة لأنه انهى عمله بسرعة.
" سعيدة ! هل أصبحت مؤدبة ام دبلوماسية؟".
" لا هذه ولا تلك وأنما اقول الحقيقة".
مرت لحظات من الصمت والانا تنتظر ، ولكنها سمعت ضحكة سخرية قبل ان يقول لها:
" يجب ان يكون العشاء جاهزا في تمام الساعة الثامنة".
" سوف افعل".
واحست بشيء من القلق وهي تسمع سماعة الهاتف توضع مكانها ، وشعرت ان مثل هذه البداية لا يمكن ان تبشر بأمل ، على أية حال فهي لم تكن تتوقع نجاحا مباشرا هكذا ومن خلال الهاتف ، فهي تعرف أنه ليس من السهل ولا بهذه السرعة يمكن ان يعود زوجها الى طبيعته الأولى ، فإن لديها الوقت .... ولديها الأمل ايضا.
إغتسلت ألانا وإرتدت ثيابها إستعدادا للعشاء الذي لم يحن ميعاده بعد ولكن لأمر ما لا تعرف له تفسيرا ، سارت نحو غرفة نوم كونون ، دفعت الباب ، ودخلت للمرة الأولى ، كانت الغرفة قليلة الأثاث ، بسيطة جدا ، خالية من كل زخرف ، تنسدل على نوافذها ستائر داكنة اللون ، جالت ألانا بأنظارها في الغرفة وهزت راسها متعجبة من هذه القسوة التي يعامل بها كونون نفسه ، انه هو الذي يحكم على نفسه بالتعاسة الدائمة ، ولا يحاول ولومحاولة بسيطة أن يخرج من أحزانه ، حتى في غرفته الخاصة التي يأوي اليها ليرتاح ، ترى الكآبة تغمرها ، والمرارة تنطق بها جدرانها..
كان كتاب ملقى هناك على الطاولة ، وصورة من الممكن ان تكون قد سقطت منه ، وثار الفضول في نفسها ، تقدمت وإلتقطتها ، وشهقت وعلى شفتيها كلمة واحدة:
" الصبي...".
إنه أبن كونون ، طفل جميل جذاب ، بشعر أسود متموج ، وعينين رماديتين لامعتين ، يشبه أباه حتى في هذه السن المبكرة ، أخذت تنظر الى الصورة ولكنها إستدارت فجأة عند سماعها خطوات ثابتة هادئة خارج الباب ، تمتمت ألانا بفزع:
" أنت ! لقد عدت مبكرا ، لم أكن أتوقع قدومك الان".
" ماذا تفعلين؟".
سألها وعيناه تستقران على الكتاب الذي كان لا يزال في إحدى يديها ، ثم تحولت نظراته الى الصورة التي كانت تمسكها باليد الأخرى ، وأضاف:
" ضعي هذه من يدك".
" أنا آسفة كونون...".
تكلمت بصوت منخفض ، وهي تضع الصورة على الطاولة وأضافت:
لم أكن اقصد...".
قاطعها غاضبا:
" ماذا تفعلين هنا؟".
" لا شيء ، دخلت فقط ، فوجدت الصورة ملقاة على الطاولة ، وحسبت انها ربما سقطت من الكتاب ، فاردت إعادتها ، كونون ، لا يوجد سبب يثير غضبك".
ولكنه إقترب منها وأمسك بذراعها بقسوة ، صرخت ، ولما شدّد الضغط ، لم تستطع أن تحبس دموعها.
عندما رأى الدموع في عينيها تخلى عن ذراعها ، وتراجع عنها قليلا الى الوراء ، بعد أن أخذ الصورة من يدها ، ثم قال:
" أنها صورة ولدي".
كان صوته يحمل كل معاني الرقة والحنان ، ثم اضاف:
" انت تعرفين انه كان لي إبن ، أليس كذلك؟".
أحنت راسها بالإيجاب ، وعندئذ أراد ان يعرف كيف علمت بذلك ، ولما لم تكن تريد ان تقحم كاتينا في الموضوع ، اخبرته أنها عرفت الأمر من الذين يسكنون القصر.

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
قديم 02-03-12, 06:42 PM   المشاركة رقم: 49
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

أحنى رأسه وهو يحس بدوار نسي معه أن يلومها على ذهابها الى القصر في غيابه ، مع انه منعها من ذلك ، ولكنه تماسك وقال:
" نعم إنهم يعرفوون حكاية الطفل ، ولكنني لا اعلم من أين لهم ذلك ".
" كان طفلا جذابا محبوبا ".
تكلمت ألانا بلطف ، وتأثر عميق يشوب نبرات صوتها ، من اجل كونون الذي بدا أمامها رجلا عجوزا ، رجلا يتمنى أن ينهي حياته لو يستطيع.
أمسك كونون الصورة وحدّق فيها هنيهة ثم وضعها في الكتاب ، ومن غير ان يضيف اية كلمة اخرى ، ذهب الى الحمام.
بقيت الانا فترة واقفة هناك ، تهزها العواطف ، قلبها يخفق بشدة من جنبيها، وفي عينيها تترقرق الدموع ، ولما سمعت صوت الماء في الحمام ، إستدارت وذهبت الى غرفتها.
كان من سوء حظها أنها لم تخرج من غرفته قبل مجيئه ، ولكن على اية حال يكفي أنه علم بمعرفتها قصة ابنه.
خيم على العشاء جو من الكآبة والصمت المطبق ، ولكن بعد الإنتهاء منه ، اخذ يتكلم كعادته ونبرات السخرية تبدو في صوته:
" ماذا كنت تفعلين في غيابي؟ لا شك كنت تتمنين ألا أعود بهذه السرعة".
اجابت الانا بلطف وهي تنظر في عينيه:
" لقد أخبرتك على الهاتف انني كنت سعيدة ، لأنك أتممت اعمالك بسرعة ، وكنت اعني كل كلمة قلتها".
قطب حاجبيه ، وقال:
" هل تتوقعين ان أصدقك؟".
أمام عدم تصديقه ، سكتت قليلا ، كانا في ذلك الوقت يجلسان على الشرفة ، يطل عليهما البدر بوجهه الفضي ، يلقي على عتمة الليل وشاحا وضاء بين نسائم المساء الدافئة العليلة ، المحملة بأريج الزهور ، ليلة تهز العواطف الكامنة ، يطمئن اليها المحبون ، وينسون فيها جميع متاعب الحياة ، تلفتت ألانا حولها ، وسألت بلطف وعلى شفتيها إبتسامة عذبة:
" هل من الصعب عليك أن تصدقني؟".
كان اسلوبها يتناسب مع قرارها الجديد ، تحاول أن تقود زوجها في طريق أقل وعورة من تلك المسالك الشائكة التي يسير فيها منذ مدة طويلة ، ولكنها لم تر في عينيه إستجابة ، ومن الممكن أنه لم يلاحظ اية رقة في صوتها أيضا ، ولكنه بعد صمت قصير ، قال:
" من الصعب جدا أن أصدق، كما أنني لا أجد سببا يجعلني افعل ، أنا سألتك سؤالا فاجيبيني عليه".
" كنت أقرا كالعادة ، كما انني زرت جوليا ودونيس في القصر".
" الم أقل لك ألا تعودي لزيارتهما؟".
" لقد قامت بيني وبين جوليا رابطة صداقة ، انا سعيدة بها ، وأنني آسفة يا كونون ، فأنا لا أريد أن أقطع هذه الصلة".
" انت تفعلين فقط ما آمرك به".
تريثت قليلا لتحبس الغضب الذي ثار في داخلها ، ثم قالت بلطف:
" ما هو سبب عدم ميلك اليهما؟".
حول نظراته عنها ، ولاحظت ألانا ان ملامح وجهه غدت تبدو أقل قسوة ، ثم اجاب:
" إن أسبابي لا تخصك ، كل ما يخصك هو أن تلبي رغباتي فحسب ، أراك مختلفة هذه الليلة ، هل حدث شيء جديد في غيابي؟".
" أجل كونون...".
تسلل الإحمرار الى خديها ، وعيناها يشع فيهما بريق عجيب ، وعلى شفتيها إسترخت إبتسامة ساحرة ، وخرجت الكلمات بأكثر ما تكون الرقة وأعمق ما يكون الحنان عندما قالت:
" كل ما في الأمر ، كونون ، أنني إكتشفت أنني أحبك!".
هل تراها تسرعت بنقل مشاعرها اليه؟ وأن الوقت لم يحن بعد؟ ما كان عليها أن تطلعه على ما يجيش في صدرها ، ولذا تداركت ذلك بقولها :
" لم يحدث أي شيء يذكر ".
" لقد كذبت يا ألانا ، لقد حدث الشيء الكثير ولكن ..".
كانت ألانا تفكر بزيارة ماكس ، وتمنت ألا يعرف عنها شيئا".
أخذ كونون ينظر اليها ، تطل من عينيه نظرات عريبة لم تعرف ألانا لها تفسيرا.
وتساءلت ترى ماذا كان وقع كلمات الحب على نفسه؟ فهو لم يقل شيئا ولم يبد على وجهه أي تأثر... ولكنه اخيرا قال:
" هل أفهم من ذلك ، أنك إقتنعت أخيرا بأن الحياة افضل لو انك خضعت لسلطتي؟".
فر اللون من وجه ألانا ، وإرتجفت شفتاها ، اهذا كل ما عنده ليقول؟

" إضغ اليّ ، وصدقني مرة واحدة".
ولما لم يجب وقفت وهي تقول:
" إذن سنتحدث في صباح الغد".
لكنها توقفت ، فقد رات زوجها يهز رأسه ، وقد تبدلت ملامح وجهه واحست أنه يريدها أن تتكلم ، وان يصغي اليها ، فقالت:
" اتعني انك تريدني أن تكلم الآن؟".
" بدأت افكر أنه إذا تكلمنا ، فهناك الشيء الكثير ليقوله احدنا للآخر ، اليس كذلك؟".
وكانت المعجزة ، اخيرا يريدها ان تتكلم ، ويجب ان يسمعها ، يجب عليها قبل كل شيء أن تبرر له زواجها المشؤوم ذاك ، وسبب قبولها به ، ولكنها بدل ذلك أخذت تسمعه احاديث الهوى الكامنة في أعماقها ، كلماتها الرقيقة العذبة ، إنقطعت فجأة ، وصرخة رعب حلت محلها ، فقد إصطدمت وبحركة غير مقصودة بشمعدان كانت تقف بجانبه وسقط على الأرض.
لحق اللهيب باطراف ثوبها الطويل ، ومع أن كونون قفز نحوها لحمايتها غلا انها كانت أسرع منه ونزلت الدرج راكضة تبتعد عن الشمعدان .
تبعها كونون ، وهو يصيح:
" الانا... حبيبتي ! لا تركضي في الهواء".

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
قديم 02-03-12, 06:45 PM   المشاركة رقم: 50
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

حبيبتي ، يا الله ، لقد سمعته ينطق بالكلمة التي تنتظرها ، فإلتفتت بسرعة نحوه ، ولكنها في تلك الحركة داست على طرف ثوبها فتعثرت وإصطدم رأسها بأحد الأعمدة الرخامية ، رات النجوم عالية في السماء ، وكان هذا آخر ما رأت ، حتى إستفاقت لترى جوليا تقف الى جانبها ، فسألت والدهشة في صوتها:
" اين انا؟".
" في القصر ، كيف تشعرين الان؟".
رفعت الانا يدها الى راسها المصاب وتذكرت كل ما حدث لها وقالت :
" لماذا انا ها يا جوليا؟".
" زوجك هنا ، وسيخبرك بكل شيء".
" كونون ، هل هو أيضا هنا ؟ ما الذي حدث؟".
ولكن جوليا ذهبت ، والباب أغلق، وكونون إقترب من الفراش شاحب اللون ، مسود الثياب تفوح منها رائحة الحريق.
نظرت ألانا اليه ، وإلتقت عيناها بعينيه ، فرأت كونون الذي تعرفه منذ تسع سنوات خلت.
" ألانا عزيزتي ، يا حبيبتي....".
كان متعبا ، لا يريد أكثر من أن يكون قريبا منها ، جلس على حافة السرير ، وتناول برفق يديها بين يديه، وعانقها بحنان .
" كونون ، لماذا نحن هنا؟".
" لقد شبّ لحريق في البيت !".
" إحترق البيت؟ كيف؟".
فاخبرها ما حدث بإختصار ساعة كانت فاقدة الوعي وهو مشغول بإسعافها ، عن لهيب الشموع التي سقطت مع الشمعدان ، إمتد واشعل النار في مقدمة البناء.
سكت لحظة يحدّق فيها بشوق ، ثم أضاف:
" ولكنني لم أنتبه للنار التي تلتهم المكان ويرتفع لهيبها في العلاء ، فقد كنت مشغولا بك ، خائفا عليك ، ولولا أن دونيس وزوجته كانا راجعين من زيارة احد اصدقائهما ، ورايا اللهيب يرتفع من بين الأشجار ، وجاءا على الفور ، لأصبحت الفيللا جميعها رمادا ، ومن يدري ، كان من الممكن أيضا أن يذهب كلانا طعمة للنار".
ونظر اليها بعينين يشع فيهما بريق الحب وهو يتابع:
" المهم انت يا ألانا ، كيف أنت الآن ؟ لقد كنت طيلة مدة إغمائك تهذين".
" كنت أتكلم ؟ عن أي شيء؟".
تطلعت اليه والحب يملأ عينيها ، فإبتسم لها وقد إختفت من وجهه جميع التجاعيد التي حفرتها آلام السنين الماضية ، وقال:
" عن كل شيء ، عن زواجك الذي أجبرت عليه".
" آه لو انك تركت لي فرصة الكلام من قبل لوفرت علينا كثيرا من المتاعب".
" بالله ، كم عانيت يا ألانا".
نظر كونون الى وجهها الذي إصطبغ بحمرة الخجل ، وإقترب منها أكثر ورفع يدها الى شفتيه ، ثم أضاف:
ألانا ، لماذا لم تحدثيني عن زيارة ماكس؟".
" ألم تقل انني حدّثتك عن كل شيء ، وانا مغمى عليّ؟".
وضحكا معا ضحكة فرح مليئة بالسعادة ، ثم قال:
" وقد عرفت ايضا الحديث الذي دار بينك وبين كاتينا ، وانك عرفت منها سر مأساتي ، حكاية ولدي....".
وعند ذكر ولده ، مرت على وجهه سحابة الم وتوقف هنيهة عن الكلام ، ثم تابع:
" أريد أن أخبرك شيئا لا زلت تجهلينه ، ألانا ، فدونيس كان صديقا للطبيب الذي كان يعالج ولدي في حالات مرضه ؟، وعرف منه ان ابني كان سيعيش عليلا طول عمره لو بقي على قيد الحياة ، فهو كان يعاني من مرض في دماغه منذ الولادة".
" هل أنت متاكد من ذلك؟".
منتديات ليلاس
" نعم ، لكن الشيء الغريب ، انني كنت أشعر في البدء ان هناك علة ما في الطفل منذ الولادة ، ولكنني لم أستطع تحديد ما هيتها ، ولذا تغاضيت عن الأمر ويبدو ان دونيس كان يعرف ذلك طيلة الوقت ، ولم يخبرني سوى ليلة أمس ، لأن زوجته رجته أن يفعل من أجل سعادتنا أنا وأنت".
وتذكرت الانا عند هذا القول ، يوم اخفت جوليا عنها الحديث الذي دار بينها وبين زوجها وشعرت حينذاك أن دونيس منعها من الكلام ، لقد عادت جوليا اليها عندئذ وهي في غاية الإضطراب ، ولكنها لم تبح بأية كلمة، وها هي الان تطلب من زوجها ان يخبر كونون.
ولما لم تقل ألانا شيئا ، تنفس عميقا ، ثم قال:
" لقد كنت غبيا ، حمّلتك الأحزان كما فعلت ، وقسوت عليك كما قسوت على نفسي ، سامحيني ، قولي انك ستسامحينني".
إقترب منها فعانقها برقة فيها كل معاني الحب ، ثم قالت:
" لقد سامحتك يا كونون ، إنني احبك".
قالت تلك الكلمات بكل بساطة وطيبة ، واضافت:
" هذا ما كنت اقوله عندما سقطت تلك الشموع".
" اجل ، وقد قلت واعدت كل هذا عندما كنت تهذين".
" آه يا عزيزي ! هل تعرف أن ماكس إكتشف خدعتك؟.
" حقيقة كانت خدعة ، ولكن كان علي ان أفعل ذلك لتكوني زوجتي ، مع انني كنت أكرهك لأنك رفضت الزواج مني ولكن كرهي ذاك كان أقل بكثير من حبي لك".
إقتربت الانا أكثر فأكثر ، والقت براسها المجروح على صدره ، وتمتمت هامسة:
" اما الان فالحب فقط".
وكانت موافقته المفضلة:
" إنه الحب والحب وحده ، الآن وإلى الأبد".


تمت

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
anne hampson, آن هامبسون, flame of fate, روايات, روايات مترجمة, روايات مكتوبة, روايات رومانسية, روايات عبير المكتوبة, روايات عبير القديمة, عبير, ضحيّة, قلوب عبير, قلوب عبير القديمة
facebook




جديد مواضيع قسم روايات عبير المكتوبة
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 11:00 PM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية