لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > روايات عبير > روايات عبير المكتوبة
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

روايات عبير المكتوبة روايات عبير المكتوبة


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 25-02-12, 02:55 PM   المشاركة رقم: 36
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

دخلت غرفتها وخلعت حذاءها بسام ، ثم تحركت نحو المرآة حيث أزالت زينتها ولاحظت كم كان وجهها شاحبا وعيناها ذابلتين.
إتجهت الى سريرها بكسل والألم يعصف برأسها ، كانت بحاجة الى فنجان من الشاي الساخن ، فإستجمعت قواها ونهضت كي تحضره ، غسلت وجهها بالماء البارد قبل أن تضع الماء على النار ، وهي ترفض أن يتوقف تفكيرها عند تلك الأمسية أو على وجه رايان البارد حين غادرته.
حملت فنجان الشاي ، الذي كان البخار يتصاعد منه ، الى غرفة الجلوس ، وإرتاحت على كرسيها المفضل وإحتست الشاي الدافىء ، كانت تشعر بضرورة اللجوء الى النوم، لأن ماريا ستعود بالطفلين في الصباح الباكر ، لكن الإستحمام وتبديل الملابس يحتاج الى بعض الجهد ، فأراحت رأسها وهي مغمضة العينين.
إستفاقت فجأة لدى سماعها صوت إنغلاق باب سيارة ، ظنت في البدء أنه مارتن ، لكن قبل أن تصل الى النافذة ، رات المرسيدس الفضية قابعة على جانب الطريق ، تلمع تحت ضوء القمر ، كانت متأكدة منذ الدقيقة التي تركته فيها أنه سيلحق بها .
لكن حين قرع الباب ، وقفت ليف مشدوهة من دون أن تحدث أي صوت ن لكنه اعاد الكرة ، وبعنف:
" إفتحي يا ليف ! ".
قال بنبرة آمرة ، فوجدت نفسها في الممر سائرة نحو الباب .
" إفتحي الباب يا ليف ، او اقسم أنني سأخلعه!"
إرتجف صوت ليف وهي تقول :
" رايان ، إن الوقت متأخر ، وأنا على وشك الذهاب الى النوم ".
" ليف...".
جاءت الكلمة هادئة رزينة ، ففتحت الباب على مضض .
كان يتكىء بيد واحدة على طرف الباب وقد خلع سترته وربطة عنقه ، وكان قميصه مفتوحا قليلا ، وشعره مشعثا .
إعتدل رايان ، فيما إنتحت ليف جانبا ليدخل قبل ان تغلق الباب وتلحق به الى غرفة الجلوس ، قررت أن تبادر الى الهجوم لكي تدعه يعرف أنه لن يستطيع إرهابها.
" هل تسمح بقول ما تريد ، ومن ثم تنصرف ؟ فانا متعبة وليس لي أي مزاج لتبادل الإهانات معك".
إبتسم ساخرا ويداه على خصره:
" اليك ما اريد قوله ، انت شخصية فذة ، وهذا ما لم اكتشفه منذ ثماني سنوات ".
" ربما لم تحاول ان تكتشف ذلك ".
حدّق بعينين ضيقتين واجابها :
" ربما نعم وربما لا ، كنت أحسب ان مارتن ويلسون هنا ، لكنه كما يبدو ذهب".
تغيّرت لهجته ليبدو بريئا .
قمعت ليف فورة غضبها بصعوبة بالغة ، ثم قالت:
" اوصلني مارتن الى البيت وغادر فورا ، إذ شعر أنني مرهقة ".
" أظن أنه في طريقه الى النعيم بعدما إنفتح له بابها ثانية !".
سالت بإيجاز:
" ما الذي تقصده من قولك هذا؟".
هز كتفيه بغرور وتطلع عبر النافذة :
" كفى تفكيرا بهذا التافه ، انا أعرفك يا ليف ، إن مارتن لا يناسبك ، حتى ولو بعد مليون سنة".
" هل هذه ملاحظة دقيقة ام أن كبرياءك الجريحة تكلم".
سالت بإزدراء ، فيما رفع رايان رأسه وحدّق في وجهها ثانية ، وعيناه تلمعان بخطورة.
تجمّدت ليف في مكانها مثل حيوان وديع بين يدي حيوان مفترس ، وإرتجف قلبها خوفا عندما سمعته يقول:
"
" إنني اتساءل ، هل انت حقا شجاعة مثل كلماتك يا سيدة دانيسون؟".
" من السخف ان تنتقد مارتن ، فهو رجل رزين ويمكن الإعتماد عليه".
تساءلت ليف عما إذا بدت له الكلمات فارغة مثلما بدت لأذنيها ، قال رايان وبسمة ساخرة ترفع إحدى زوايا فمه.
" بمعنى آخر ، إنه يتحلى بمزايا لا أثر لها عندي ".
ثم إختفت الإبتسامة من فمه وتابع :
" لكن اخبريني يا ليف ، هل يبعث فيك الإثارة مثلما أفعل انا ؟ اقصد ، علينا فقط أن ننظر الى بعضنا البعض حتى تتحول نظراتنا لهيبا ، هل يمكنك ان تنكري ذلك ؟ هذا ما شعرنا به في الماضي ، وهذا ما سنشعر به دائما وإذا ما لمستك الان ، أستطيع أن ارى الحقيقة في عينيك".
تراجعت ليف خطوة الى الوراء ، فإختفت الإبتسامة الساخرة عن فمه وقال :
" هل عقدت علاقة معه يوما ما ؟".
إحتقن وجه ليف أزاء الصدمة التي سببتها كلماته الوقحة واجابت:
" كلا فأنا .... لماذا ....".
بلعت ريقها ثم أضافت :
" إن كنت أقدمت على ذلك ، فالأمرلا يعنيك ، وغن إخترت الإنضمام الى فريق كرة القدم ، لن أطلب الإذن منك !".
حالما لفظت تلك الكلمات ، التي تركت في فمها طعما مرا ، شعرت ليف بالرعب وهي تراقب وجه رايان الشاحب ، خطا خطوة نحوها وسأل غاضبا:
" ما الذي تريدينه يا ليف ؟ توسلات عاطفية من أجل حب لم يمت ؟ تعابير ساحرة تفرح قلبك الحزين ؟ حسنا ، إن ذلك ليس من طبعي ، فأنا رجل واقعي ، لا أؤمن إلا بالوقائع الفعلية ، وربما هذا ما تريدينه ايضا".
صرخت ليف باعلى صوتها قائلة:
" آه ! أنت بارع في تحقيق هذا ، اليس كذلك ؟ إن هذا ما يهمك ، الوقائع الفعلية ، أن تأخذ ما تريد ، حسنا ، هناك ما هو أهم من الجانب المادي يا رايان ، فالعلاقة تحتاج الى أكثر من ذلك لتبقى حية وإن كنت لا تفكر إلا بذلك فأنت على خطأ ".
قال في نفعال:
" ن هذا ما افكر به ، صدقيني ، كلما كنت بجانبي ، لا أستطيع إلا أن أفكر بذلك".
إقترب رايان منها وضمها بقوة الى صدره .
أزاحت رأسها هربا منه وهي تقول:
" إتركني يا رايان ! إنك تدفني الى الجنون ! إبتعد عني".
" وماذا تعتقدين أنك فاعلة بي في كل دقيقة من اليوم ؟ إنك كالجرثومة يا ليف ، كلما فكرت أنني إقتلعتك من جسمي ، تعودين الي ثانية".
تحركت يده عبر شعرها الحريري ، وأمسك براسها وضمها اليه بشوق بالغ.
" يا الله ، أنت أكثر جمالا ، أكثر .... ليف....".
لم تؤثر به مقاومة ليف له ، وما لبثت أن شعرت بنفسها تغرق هي ايضا في بحر المشاعر المثيرة.
" رايان ، ارجوك ! كف عن ذلك الآن ".
بذلت ليف جهدا اتسكت النيران التي اشعلها في داخلها ، وأضافت تقول :
" قبل أن يصبح لدي المزيد من السباب لأكرهك !".
ضحك رايان بخشونة وقال :
" هل تتعلمين أنني أول من يكره نفسي ؟ لكنني لا استطيع إنقاذها ".
نظر اليها بياس وتابع:
" لن أستطيع ذلك حتى لوهبطت السماء!".
لكنها بقيت مسمرة في مكانها تحدق اليه ، حيث سيطرت عليها النار المتوهجة المنبعثة من عينيه الزرقاوين.

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
قديم 25-02-12, 02:56 PM   المشاركة رقم: 37
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

10- هل تعودمعنا؟

تحركت ليف محاولة ان تتمطى وحين إستفاقت ، تحركت بصعوبة وإرتفعت عيناها الى الراس الأسود وإلتقت بعينيه الزرقاوين.
حدقا ببعضهما عدة دقائق ، فإحمرت وجنتاها بعدما تدفقت في مخيلتها ذكرى الليلة الماضية ، فما الذي حدث منذ ساعات قليلة؟
إنكمشت ليف امام ضعفها ، ووبّخت نفسها لأنها دعت ذلك يحدث ، قفزت عن السرير وإرتدت ثوب الحمام ، ثم ربطت الحزام بشدة على خصرها .
" اعتقد أنه من الأفضل أن تذهب يا رايان".
سال رايان بجفاف:
" ماذا ، أأذهب من دون تناول الفطور ؟ حتى الرجل المتهم يحصل على وجبة طعام"
" اريدك فقط ان تنهض وتخرج".
أرتفع صوت ليف أكثر ، ثم تنفست بعمق وجذبت نفسها من الحافة التي كانت تشرف بها على الجنون.
قالت وهي تتحرك بعيدا عنه :
" لا أريد أن أراك ثانية !".
" آه ! لا تريدين أن تريني ثانية ؟".
كرر بصوت منخفض هادىء ، بينما كان صوتها مرتفعا ، مضطربا.
قال لها بوقاحة:
" الجاذبية بيننا شيء متبادل ، كوني صادقة مع نفسك ، ليف.... إنك تريدينني بالقدر الذي أريدك فيه ، فلماذا تثورين ؟ انت تنافقين كي تبرري تصرفاتك"
صرخت قائلة:
" كم انت كريه ! إكراما لله ، إذهب".
وقف يتطلع اليها بإحتقار قبل ان يقول ببطء:
" أنت لم تعرضي في البقاء الى جانبي يا سيدة دانيسون !".
" هل لك أن تخرس وان لا تتحدث عن الليلة الماضية؟ فأنا لا اريد سماع أي شيء عنها".
لكنه إبتسم ببرود ساخر:
" ليس هناك شيء في العالم يستطيع منعي من تحقيق ما أريد إذا كنت أريد ذلك ، لذا ، كفي عن تصرفاتك السخيفة ولنتصرف كالراشدين الواعين".
ثم تركها تذهب ، بينما كانت يده تعبث بشعره.
" تعتقد أنك لا تقاوم ، أليس كذلك يا رايان دانيسون العظيم ؟ يجب ان يستجيب الجميع الى ما ترغب انت به".
" كلانا يريد نفس الشيء ".
قال وهو يجذبها اليه كي يعانقها ، وحين بدأت تلين قليلا ، تخلى عنها بإبتسامة ماكرة ، فإرتفعت يدها وصفعت خده بكل قوتها ، وتردد صوت الصفعة في أرجاء غرفة النوم".
تجمّد فكّه بتوتر ، وبرز أثر يدها بوضوح على وجهه.
" يجب ان أجلدك ، لكنني بدأت افكر أنك لست أهلا لأن اتحمل مشقة ذلك".
إستدار على عقبيه واغلف باب الغرفة بقوة وراءه ، مما جعل ادوات الزينة ترتج على المنضدة.
" يمكنك ان تجديني في المركب حين تعودين الى رشدك ".
" عليك ان تنتظر طويلا يا رايان ".
قال بصوت أجش وهو يفتح الباب:
" ربما كنت على صواب ، فالوقت حان كي اضع هذا المكان ورائي الى الأبد .... ولا تتوقعي مني أن أعود ثانية".
منتديات ليلاس
توقف كلاهما لدى رؤية التوامين يقفان على الدرج وقد شحب وجهاهما بينما اسرعت ماريا الى الداخل لترى ما المشكلة ، إستطاعت ليف ان ترى من خلال عينيها المرتعبتين أنهما سمعا صوتيهما العاليين.
" وداعا يا طفلي".
هدا صوت رايان قليلا وهو يخطو امامهم بسرعة قبل ان يتمكن احدهم من الحراك.
أعاد ها بكاء ميلي الى الواقع ، ثم وضعت الفتاة ذراعيها حول خصر أنها وضمتها اليها بقوة.
قالت ماريا والإهتمام باد على وجهها:
" آسفة يا ليف ، لقد خرجا من السيارة بسرعة قبل أن أعرف.... قبل أن أستطيع إيقافهما".
" إن هذا ليس خطأك ، فانا لم اشعر أن الوقت أصبح متاخرا".
إحتضنت ليف إبنتها وتابعت:
" لا تبكي يا حبيبتي ، ليس هناك ما يدعو للبكاء ".
قالت ميلي وهي تجفف دموعها :
" لماذا كنتما تصرخان انت ووالدي ؟ كنا نعتقد انا ولوك انكما تحبان بعضكما وأننا سنصبح عائلة حقيقية".
إلتفتت ماريا بعينين مليئتين بالعطف نحو ليف:
" إنظري يا ميلي ، يختلف الكبار احيانا حول بعض الأمور ، فيناقشون تلك الأمور فيما بينهم ، تماما مثلما يحدث بينك وبين لوك".
قالت ميلي وهي تبكي:
" لكن يا امي كنت تبدين غاضبة جدا ، كما انني لا اعتقد ان والدي سيعود".
قالت ليف مطمئنة:
" آه يا ميلي ! عن حدوث مشادة بيني وبين والدك لا يعني انه غاضب منك ومن لوك".
قالت ميلي وهي تغص بالبكاء:
" لكننا لا نريده ان يكون غاضبا منك".
" هدّئي روعك الآن وتوقفي عن البكاء ، ما رايكما ان تشكرا خالتكما ماريا لرعايتها لكما ليلة الأمس؟".
قالت ليف وهي تحاول ان تاتي نبرات صوتها مرحة:
" شكرا لك يا خالتي ماريا"
قال الإثنان ، فيما بقيت ميلي متعلقة بأمها ، ونظرات لوك التائهة تتركز على وجه امه.
قالت ليف بحيوية :
" اقدم لك شكري ايضا يا ماريا ، كانت أمسية رائعة بالنسبة لرايان".
اجابت ماريا وهي تكاد تتعثر بكلماتها:
" هذا جميل ، حسنا ، ساعود إذا كنت متأكدة انك على ما يرام ، إن لدى مايك عطلة قصيرة اليوم ، وبهذه المناسبة، قررنا أن نهيء عشاء عائليا خاصا ، كنوع من التغيير".
جلس التوأمان يتناولان طعام الفطور بهدوء ، وضعت ليف الملعقة من يدها بعد ان اصبحت غير قادرة على تحمل ذلك الصمت المريب ، ثم نظرت بثبات نحوهما .
" لوك ، ميلي ، آسفة لأنكما سمعتما المشادة التي حصلت هذا لصباح بيني وبين والدكما ، أريد منكما ان تحاولا ألا تقلقا من ذلك ، فأنتما تعرفان ان والدكما وأنا لم نر بعضنا منذ فترة طويلة جدا ، ونحتاج الى فترة من الزمن قبل أن نعتاد على بعضنا ، أنتما تختلفان ايضا في بعض الأحيان ، ولا تتفقان حول امور كثيرة".

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
قديم 25-02-12, 02:57 PM   المشاركة رقم: 38
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

نظر التوأمان بكآبة نحوها ، وتابعت:
" لكن المشادة التي تحدث بيننا ليس لها اية علاقة بكما أنتما الإثنين ، ولا تغير من حقيقة اننا نحبكما كثيرا جدا".
وبصراحة سال لوك:
" لكنما لا تحبان بعضكما البعض ، اليس كذلك؟".
" ربما لا نحب بعضنا بطريقة ملائمة".
سالت ميل مقطبة الجبين :
" إذن لن ياتي والدي كي يعيش معنا؟".
" كيف يمكنه أن ياتي ويعيش معنا إذا كان سيغادر المنطقة ؟".
قال لوك لأخته وهومقطب الجبين ، فيما بدأت الدموع تنهمر على وجنتيها ثانية.
ثم أضاف متنهدا:
" اعتقد اننا سنبقى نحن الثلاثة كما كنا في السابق".
" أعتقد ذلك".
قالت ليف وهي تتمنى لو أنها تستطيع السماح لدموعها أن تنهمر مثلما تفعل ميلي.
إستيقظت ليف فجأة وهي تشعر بالإرهاق الشديد بسبب الإستنزاف النفسي الذي حصل في الليلة الماضية ، وفيما كانت في فناء البيت الخارجي ، بحثت عن التوامين ، لكنها لم تجدهما ، عندئذ ، نادت مخترقة بصوتها الصمت المخيم على المكان ، غلا أنها لم تسمع جوابا على ندائها من احد.
إرتعدت مندهشة ، وبدأت تتجول في الحديقة وهي تصرخ بصوت مرتفع:
" ميلي.... لوك.....!".
بعد خمس دقائق ، تاكدت ليف أن لا اثر لهما في داخل البيت او في فنائه الخارجي ، تحول نظرها الى مياه البحر الممتدة أمامها ، وكادت خفقات قلبها تتوقف هلعا ، لا ! لا ، فهما لا ينزلان الى الماء بمفردهما ، وهذا شرط فرضته عليهما من دون أي تردد ، لكن اين يمكنهما الذهاب ؟ اخذت تحدق الى جانبي الخليج ، لكن الشاطىء كان مقفرا.
ربما ذهبا لقيادة دراجتيهما ، وهرعت الى المرآب ، فلم تجد الدراجتين هناك ،، لكن إرتياحها الوجيز تبعه إرتياب شديد ، فهما لا يذهبان الى أي مكان من دون إعلامها ، ربما لم يرغبا في إيقاظها .
بدأت عيناها تبحثان عنهما في الطريق ، إلا أن الطريق كانت خالية أيضا.
أجبرت نفسها على الهدوء ، وحاولت أن تحدد المكان الذي يمكن ان يقصداه ، عائلة كوستيللو ؟ إن هذا هو المعقول ، هرعت الى الداخل وأدارت قرص الهاتف على رقم آل كوستيللو ، لكن جرس الهاتف رن دون ان يستجيب احد ، بعد عشرين دقيقة ، اصبحت ليف في أقصى حالات الإضطراب ، فإتصلت بجميع أصدقائهما الذين تتذكرهم ،ولكنها لم تحصل على أية نتيجة.
جويل ، طبعا ! ربما ذهبا لرؤيته ، ستلقنهما درسا قاسيا حين تمسك بهما ، إلتقطت سماعة الهاتف وإتصلت بمنزل آل دانيسون:
" توماس ؟ أنا ليف ، هل جويل موجود؟".
" كلا يا سيدتي ، ليس هناك احد في المنزل ، خرج السيد جويل بصحبة السي دانيسون والسيد مالوري في نزهة حول المنطقة قبل ساعتين تقريبا".
إنقبض قلب ليف ثانية:
" هل رايت التوامين؟".
" كلا يا سيدتي ، فهما لم ياتيا الى هنا".
ألقت ليف السماعة من يدها وهي تكاد تنهار كليا ، كيف تتصرف ؟ من يستطيع ....؟رايان ، ستتصل به ، ربما لم يغادر المنطقة بعد ، أنهمرت الدموع بغزارة على وجنتيها عندما ادارت قرص الهاتف متصلة بالمرفأ:
" جيم ؟ انا ليف دانيسون ، هل ما يزال مركب رايان راسيا في الخليج؟".
" إنه موجود هناك ، لقد احضره رايان في الصباح الباكر".
قالت برجاء وأنفاس متقطعة :
" هل تعلم ما إذا كان رايان على متنه؟".
" كان هناك منذ قليل ، لكنه قدم الى الشاطىء بعد الغداء وإتجه نحو إيرلي ، هل تودين أن اخبره شيئا حين ألقاه؟".
" آه ! لا يا جيم ، ليس هناك شي مهم".
غطت ليف وجهها بكفيها ، عليها ان تفعل شيئا ، يجب أن تصعد الى سيارتها وتنطلق للبحث عنهما .
كان خيالها يرسم صورا مختلفة عما يمكن ان يحدث لهما ، فاسرعت تركض خارج الباب الأمامي وكان لها أجنحة ، وحين رات رايان يترجل من سيارته ، فقدت ليف السيطرة على نفسها ، فطارت وحطت بين ذراعيه وهي تكاد تشرف على الجنون.
قال وهو يهزها بعنف:
" إهدئي يا ليف ! إهدئي واخبريني ما الذي حدث ".
قالت بشفتين مرتعشتين :
" لم أجد التوامين ، لقد ذهبا ، إتصلت بجميع اصدقائهما ، لكن لم يرهما احد ، آه يا رايان ، الى اين يمكن ان يذهبا ".
" تماسكي الان ، تعالي الى الداخل لنعمل من هناك".
أعاد هدوءه اليها بعض الإتزان.
" الم يرهما مايك وماريا؟".
هزت راسها نفيا:
" إتصلت بهما في البدء ، لكنهما لم يكونا موجودين في المنزل".
" ما هو رقم هاتفهما ؟ سأحاول الإتصال بهما ثانية".
لم يكن هناك من يجيب ، أعاد رايان السماعة الى مكانها ، وما كاد يفعل ذلك حتى رن جرس الهاتف بإصرار ، فقفزت ليف على قدميها بوجه شاحب.
" هنا رايان دانيسون".
" جيم فيرغسون من المرفا ، يسرني أن أجدك هنا يا رايان ، اخبرني احد الأولاد أنه رأى طفلين في مركبك منذ دقائق قليلة ، كما أنني وجدت دراجتين خلف غرفتي ، وهما تخصان التوامين ، فشعرت أن من واجبي ان أتحقّق مما إذا كان لديكم علم بذلك".
" شكرا لإتصالك بنا يا جيم ، سناتي حالا ، إنتبه للمركب جيدا ، إذا سمحت ، الى أن نصل ".
" بالتأكيد يا رايان".
" هل وجدهما ؟ هل هما بخير؟".
" هما في المركب".
" في المركب ؟ آه يا رايان !".

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
قديم 25-02-12, 02:58 PM   المشاركة رقم: 39
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

شهقت ليف ، بينما ربت رايان على كتفها فتابعت :
" وهل هما بمفردهما ؟".
" يبدو ذلك ، هل تودين الذهاب معي؟".
ارخى يده وتركها تقف بمفردها:
" نعم ، نعم ، أنا بخير ويمكنني الذهاب".
" حسنا ، لنذهب".
لم يكن هناك أي اثر للحياة على المركب ، إلا أن جيم أكّد لهما أن لا أحد غادر المركب منذ أن إتصل بهما ، ساعد رايان ليف في القفز الى المركب ، ثم تطلع الى متن المركب وهو ينادي :
" لوك ؟ ميلي؟".
لم يجبه أحد ، فتسرب الخوف والرعب الى قلب ليف من جديد .
" سأنظر في الداخل".
هبط رايان الى الغرفة الرئيسية ، تتبعه ليف .
" إنتظري هنا".
ثم بحث في الغرفة الأمامية وعاد يهز راسه وهو يمر بها ويتجه الى القسم الخلفي ، طال غيابه أكثر هذه المرة ، وما لبث ان عاد وهو يمسك التوأمين بذراعيهما بقسوة.
ركعت ليف وإحتضنت ولديها:
" حمدا لله! لوك، ميلي .... كدت افقد صوابي قلقا عليكما !".
تدفقت دموع الفرح على وجهها ، فإنفجر الطفلان بالبكاء اليائس.
قالت ميلي وهي تنتحب:
" إنتابنا الخوف الشديد ، كنا نظن أن والدنا سيعود ، لكنه لم يفعل ، فإختبانا في الداخل".
سأل رايان لوك بلطف حازم:
" لماذا لم تقولا لوالدتكما انكما آتيان يا لوك؟".
قال لوك بصوت متهدج ، ناظرا بخجل الى الأرض.
" كانت امي مستغرفة في النوم ، كنا نفكر أننا إذا هربنا وإختبأنا في مركبك ، وحين تبحر وتجدنا ، سيتوجب عليك العودة بنا الى امي ، وبعد ذلك لا تتركنا وتسافر".
إنقطع صوت لوك ، فأحاطه رايان بذراعيه ، حتى توقف عن البكاء ثم قال لأمه:
" لم نقصد ان نسبب لك الذعر والخوف يا أمي".
إتجه رايان نحو الحمام وأحضر منشفة وهو يقول مداعبا :
" هل تكفي هذه المنشفة لتجفيف دموعكما؟".
أطلقت ميلي ضحكة قصيرة نابعة من صميم قلبها حين بدأ والدها يمسح وجهها ، ومن ثم وجه لوك.
" ما قولكما في تجفيف دموع أمكما؟".
سال ثم وضع يدا خلف راس ليف ومسح باليد الأخرى عينيها برقة ، تاركا المنشفة الناعمة تنزلق على خدها الرطب.
لما إلتقت عيناهما ، خفق قلب ليف بسرعة ، بينما جذبا رايان رأسها الى كتفه وعانقها عناقا طويلا قبل ان يتراجع.
قال مخاطبا التوأمين:
" أراهن انكما تشعران بالجوع ، فهل نتناول طعامنا هنا أوفي البيت؟".
" إذا عدنا الى البيت ، هل تعود معنا ؟".
سالت ميلي ، فيما لم ينطق رايان أو ليف بأية كلمة .
سال لوك أيضا:
" ألا تعود معنا؟".
تطلع رايان الى ليف والإضطراب يملأ عينيه الزرقاوين ، وسالها بصوت أجش وبنبرة لم تسمعها منه قبلا:
" هل اعود يا ليف؟".
" نحن نرغب في عودتك".
قالت ليف اخيرا ، وكأن عبئا ثقيلا أزيح عن صدرها ، وتوقفت مرارة سنوات الفراق في تلك اللحظة.
لم يمض بعض الوقت حتى كان التوأمان في سريرهما.
وحين اصبحا على إنفراد ، إنقبض قلب ليف هلعا ، حيث كان هناك الكثير من الكلام بينهما ، والوقت حان كي تبدأ بالحديث .
نظرت اليه عبر أهدابه لتجده محدقا بها ، ثم قالت محاولة إخفاء إرتباكها:
" لم يتسن لي ان اسالك لماذا عدت بعد ظهر اليوم؟".
إبتسم رايان وأجاب:
" الإعتذار الذي كنت انوي تقديمه تلاشى من تفكيري لحظة اتيت الي ، وأحسست انني امتلك الدنيا كلها آنذاك".
ضحكت ليف وقالت:
" رايان ، كن جادا".
" آه ، أؤكد لك أنني جاد ، لم أكن أكثر جدية في حياتي مما انا عليه الان".
سار عبر الغرفة ووقف امامها ، ناولته فنجان القهوة وقلبها يخفق بشدة ، وضع فنجانه جانبا وجذبها نحوه وقال:
" كل شيء تافه حولي ، ولا معنى لحياتي من دونك".
قال ببساطة ثم إنحنى ونظر الى عينيها وهو يبتسم نادما واردف:
" في الليلة الماضية ، صدرت مني كلمات بذيئة غير متوازنة... حسنا أشعر الآن بالسام الشديد من الحياة العابثة ... أعذريني ، فأنا لا اجيد إختيار الكلمات المناسبة ، وكل ما أريد قوله أنني احبك ، وأنني أحببتك في الماضي وسابقى احبك".
" آه يا رايان ! انا احبك أيضا".
تدفقت الدموع من مآقيها ، فيما إمتدت ذراعاها نحوه بحركة لا شعورية.
وقفا متعانقين بعض الوقت ، قبل ان يخرجا الى الفناء الخارجي حيث جلسا على كرسي مريح ، تنهد بإرتباك وتمتم قائلا:
" سيقتني المرارة يا سيدة دانيسون ، آمل أن تكوني خجلة من نفسك"
وبّخته ليف بلطف قائلة:
" أنا من سقيتك المرارة؟ أنت أوثقتني بحبل منذ كنت في السادسة من عمري".
ضحك وقال:
" لكنك أخفيت هذه الحقيقة جيدا خلال الأسابيع القليلة الماضية ، لم أشعر انك ما زلت تحبينني إلا حينما أضمك الى صدري".
إنتظر قليلا ، ثم ضمها الى صدره ليعيد تلك التجربة ، وحين إبتعدا عن بعضهما ، قالت ليف ضاحكة وهي ترتعش:
" وهل كنت شفافة الى هذا الحد؟".
قال بإنفعال:
" لم تكوني شفافة مطلقا ، كدت اموت غيظا واتحرق غيرة عندما كنت تنظرين الى مارتن".

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
قديم 25-02-12, 03:05 PM   المشاركة رقم: 40
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

تفحصت عيناه وجهها وقال :
" لكن الآن استطيع ان أشعر بالإطمئنان ، ألا أستطيع ذلك؟".
أومات ليف براسها إيجابا ، ثم أمسك بها بقوة وقال بهدوء:
" اتيت بعد ظهر اليوم كي أطلب منك الرحيل معي حين أغادر البلاد ، إذا كنت تودين مغادرة المكان حيث توجد ذكريات تعيسة ، فبعد تلك الليلة ، أنا...".
أخذ نفسا عميقا وتابع حديثه:
" امضيت اليوم التالي وأنا انعت نفسي بشتى الصفات السيئة ، إتهمت نفسي بالطيش والأنانية ، ليف ، لا استطيع الإبتعاد عنك وعن التوأمين أبدا ، كنت سيئا في البداية ، لكن الآن يستحيل علي الرحيل وحيدا ، بعد ظهر اليوم كنت أنوي أن اطلب منك البقاء الى جانبك ".
ثم صمت يتذكر حزنه والمه ، فقالت:
" لم يكن عليك أن تفعل ذلك ، رايان ، كنت يائسة جدا حين رحلت ، أعتقد أن السنوات التي مرت جعلت طبيعتي تزداد عنفا ، بعد ذلك عدت من دون سابق إنذار ، فإنقلبت حياتي رأسا على عقب ، تأكدت انني ما زلت أحبك مثلما كنت دائما ، وكنت اخشى ان اتالم ثانية ، ولم أكن أريد تجربة الأشهر الأولى من رحيلك مرة أخرى ".
أغمض رايان عينيه وقال:
" لو تعلمين فقط كم تمنيت أن تذهبي معي ! تركتك فور زواجنا لأنني أدركت أنني لن اقوى على الرحيل إذا ما رايتك ثانية... هذه هي الحقيقة".
" لكن لماذا لم تأخذني معك ؟ أتعلم أنني كدت أصاب بالجنون بعيدا عنك ؟".
" ظننت أنك صغيرة جدا ، وأنك ما زلت مراهقة ولن تستطيعي العيش معي ، كرهت نفسي لأنني فقدت السيطرة عليها ، فتسببت لك بالإهانة في تلك الليلة ، ولم يكن من الصعب على والدي أن يقنعني بأنني غير مسؤول عما حدث بينا ، وأنه من الأفضل أن ارحل لألتقاط خيوط حياتي بعيدا عنك ، أنني صدقت أقواله حينذاك ".
" آه يا رايان ، تمنيت لو أن أحدا سالني ما الذي أريده ، الى اين ذهبت ؟ لم يذكر لي أحد شيئا عنك".
" ذهبت الى كل مكان ، لم أكن متوازنا في البداية ، بل كنت متهورا إذ صدقت الصفات التي وصفني بها والدي ، وبالتالي تصرفت طبقا لذلك ، أمضيت سنتين من العبث والطيش ، لجأت الى شتى أنواع اللهو كي أنساك ، وكان ذلك مستحيلا ، شعرت بك تسرين في دمي وفي كل نفس اتنشقه".
تحركت يده بلطف على ذراعها ، ثم تابع:
" إنزلقت أموالي من بين اصابعي ، الى أن حالفني الحظ فجأة ، إذ كسبت كمية كبيرة من المال ، لا أدري كيف إستطعت أن أفوز وأكسب في ذلك النهار ، وبينما كنت في طريقي الى الفندق ، حاول احدهم النيل مني ، هنا إلتقيت كيم سوكونا ، كان يمر صدفة مع روكو ، فهرع لمساعدنتي ، فأنقذني من الموت".
إرتعبت ليف وقالت:
" وهل أصبت بأذى".
قال وهو يحط من قدر نفسه:
" لم يصبني إلا ما أستحقه ، أمضيت بعض الوقت مع كيم ، ومن ثم قررت العودة الى بلادي".
تطلعت ليف نحوه بدهشة وقالت:
" وهل عدت الى هنا ؟ لكن... لكن لم يخبرني أحد ، إنك لم تعد من أجل أن تراني ".
قال محددا:
" أنت سبب عودتي ، جئت كي آخذك معي لتشاركيني المنفى ".
ضحك بمرح وهز رأسه متابعا:
" لكن لحسن الحظ ، أول من إلتقيت به فور وصولي من المطار كان جويل ، وأول صدمة تلقيتها حين قرأت الذعر في عينيه ، كنت في حالة مريعة ... مرتديا بدلة متسخة ، مشعث الشعر ، غير حليق الذقن".
قاطعته ليف:
" كان يجب أن يخبرني جويل ".
لكن رايان وضع اصبعه على شفتيها.
" كلا يا ليف ، لم يكن عليه أن يفعل ذلك ، فأنت لا تعلمين سوء حالتي آنذاك ، تحدثنا ، ووبّخني بعنف مما جعل والدي فخورا به ، اوقفني ومنعني من المجيء اليك متذرعا بأسباب منطقية ، وفي إحدى المراحل ، هدد بأن يوثقني ويرمي بي الى المرفأ إذا ما حاولت الإقتراب منك".
منتديات ليلاس
هزت ليف برأسها وقالت:
" أكاد لا أصدق ذلك لأن جويل لا يخفي عني شيئا ، اعتقد انج ويل هو من أخبرك بوجود التوأمين".
بدا رايان مرتبكا قليلا:
" هل تذكرين ظهر ذلك اليوم الذي تركت فيه التوامين مع جويل كي تزوري ماريا في المستشفى حين كانت تجري عملية جراحية لإستئصال الزائدة؟".
هزت ليف رأسها إيجابا ، فتابع:
" إستدعاني جويل وعرّفني بالتوأمين شخصيا ، اصابني الذهول ، إن ما عذّبني فيما بعد هو لقائي بهما ، وحين راقبتك تصلين وتغادرين المنزل ، شعرت انني تركت قلبي معك".
توقف رايان ثم عاد وتابع حديثه:
" إنهما طفلان رائعان يا ليف".
ضحكت ليف وهي ترتعش:
" اعرف ذلك ، هل تعتقد أننا نستطيع ان نعيش مع ثلاثة اولاد في المرحلة القادمة؟".
ضحك رايان وأجاب:
" هذا إقتراح جيد يا سيدة دانيسون".
" وهو كذلك يا سيد دانيسون ".
" آه يا ليف ، إذا نظرت الي هكذا ، لن استطيع أن أقول لك ما يجب قوله".
ثم شدّها اليه قبل أن يتابع كلامه:
"إكتفيت من رؤية التوأمين اخيرا ، كنت اعلم أن علي الرحيل وعدم العودة إلا بعدما أكوّن نفسي ، كنت كالسجين تماما ( لمس وجهها بأصبعه بنعومة ) فهل تغفرين لي لأنني تسببت لك في كل هذا الشقاء ؟ ولأنني رحلت وتركتك تواجهين أعباء الحياة بمفردك؟".
قاطعته ليف عندما رأت الألم باديا في عينيه :
" كل ما اريده هو البقاء الى جانبك ، ومن حسن الحظ ان الله عوّضني حينما رزقني التوأمين".
" أخبرني جويل كم كنت متألمة حين رحلت ، فلم أرض ان أثير حزنك مرة ثانية ، فغادرت فجأة مثلما وصلت ، ومنذ تلك اللحظة ، وعدت نفسي وعدا قاطعا: تذكرت جزيرة كرافن ، وتذكرت أحلامي القديمة فيها ، فعملت جاهدا لتحقيق هذا الحلم في السنوات الست الماضية ، ومع ذلك ، ما زلت أشعر أنني تأخرت كثيرا......".
أنهى حديثه بهدوء ، قالت ليف:
" كنت حزينة للغايةعندما ظننت انك إشتريت جزيرة كرافن بهدف إغاظة والدك ، وتخيّلت أنك تريدنا ثانية لإنجاز الصفقة مع السيدة كرافن".
تنهدت ليف وأضافت:
" كنت خائفة جدا من ان أترك نفسي تثق بك ، وتحوّل خوفي الى غضب ، كنت .... كنت أريدك أن تعاني بعض العذاب الذي عانيته أثناء غيابك ، معتقدة أنكما زلت متهورا وغير مبال وهذا ما منعني من القيام بما كنت ارغب فيه".
" وبماذا كنت ترغبين ؟".
ولعبت إبتسامة صغيرة حول زوايا فمه.
" ان أكون معك".
ضحك قائلا:
" يا للصدفة كنت اسعى أيضا الى نفس الشيء ".
عانقها بحنان بالغ وسال:
" هل تذكرين تلك البقعة الخضراء فوق التلة التي إشتريتها من السيدة كرافن؟ هل تودين العيش عليها ؟ تمنيت لو أننا نستطيع هندسة وبناء منزلنا معا هناك ، ما رأيك في ذلك؟".
قالت بصدق :
" رايي أن ابقى الى جانبك اينما كنت".
" هذه الكلمات كالموسيقى يا حبيبتي".
التعبير العاطفي في عينيه أزال المرح من كلماته ، فرفع يدها قائلا:
" الان حصلت عليك يا ليف، ولن أدعك تبتعدين عني ثانية ".
تنهد رايان بعمق وسألها بعينين متوهجتين :
" هل ستطردينني الليلة أيا ؟ أعني هل تعتقدين أن ميلي ستثور غضبا إذا ما وجدتني معك في الصباح؟".
أجابت ليف والإبتسامة تتراقص على فمها :
" يوجد سرير في مرسمي ، يمكنك ان تنام عليه".
قال رايان مداعبا:
" أنت إمرأة صعبة المنال يا ليف دانيسون!".


تمت

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
لينس ستيفينز, لو لم تسافر, lynsey stevens, روايات, روايات مترجمة, روايات مكتوبة, روايات رومانسية, روايات عبير, روايات عبير المكتوبة, روايات عبير القديمة, ryan's return, عبير
facebook




جديد مواضيع قسم روايات عبير المكتوبة
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 03:13 AM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية