كاتب الموضوع :
نيو فراولة
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
همست بكلماتها الى ماريا:
" علي أن أخبر التوأمين في الحال".
" لم لا تفعلين ذلك في حضور رايان ؟ عندئذ يمكنكما التحدث اليهما معا ، فقبل أي شيء ، يجب ان لا تقع المسؤولية على كاهلك فقط".
" لست أدري إن كنت أستطيع البقاء هادئة".
قطبت ليف حاجبيها لدى دخول رايان ، وأخذت تراقبه وهو يسير في إتجاههما بكل قوة وثقة ، وإعترفت في قرارة نفسها أنه من الصعب مقاومة الجاذبية التي يفرضها على الجميع.
قال رايان وهو يتمدد على الرمال بجانب ليف:
" يجب أن نعود في وقت مبكر ، إن منظر السحب المتجمعة هنا لا يسرّني ، خاصة وأن التقرير الجوي يشير الى أن البحر سيكون هائجا بعد الظهر ، لذلك أرى أنه من الأفضل ان نذهب خلال نصف ساعة لكي لا يشعر احد بالإنزعاج ، آسف لأن عليّ إختصار هذا النهار".
شعرت ليف بالإرتياح ، إذ كانت تتمنى أن يمضي الوقت بسرعة لكي تنتهي النزهة بسلام.
وصل الجميع الى شورت هاربر قبل أن يبدأ البحر بالهياج ، وعندما أحضرت ليف متاعها إستعدادا للعودة مع ىل كاستيللو إعترضها رايان قائلا:
" سأوصلك الى البيت يا ليف".
قالت بهدوء:
" سأعود مع مايك وماريا ، بإمكانهما أن يوصلاني في طريقهما الى المنزل".
توقف يحدق بها وعيناه تخبرانها أنه يود أن يهزها بعنف .
قال بإصرار:
" سأوصلك الى البيت ، هنالك أمر أود أن أحدثك عنه".
ثم تابع طريقه.
حين إنتهى رايان وروكو من توضيب الأشرعة والتأكد من أن كل شيء على ما يرام ، كان آل كوستيللو غادروا المكان ، مكثت ليف تائهة في افكارها وهي تنتظر أن يوصلها رايان الى المنزل ، إلا انه كما يبدو لم يكن على عجلة من أمره ، فشعرت بالإضطراب الشديد ، كان التوأمان سعيدين يحاولان إلتقاط سمكة ملونة كانت تسبح في المياه الزرقاء ، حتى أنهما لم يرضخا بسهولة لأوامر رايان بوضع صنارة الصيد جانبا لكي يعودا الى البيت.
فتحت ليف باب منزلها ، فتسابق التوأمان نحو الباب الخلفي ومن ثم نزلا الى الشاطىء ، وضعت ليف حقائبها في غرفتها وهي تشعر بتوتر أعصابها ، ثم تبعت رايان الى الغرفة الخلفية حيث كان واقفا يراقب ميلي ولوك.
وقفت ليف بدورها تراقب رايان متسائلة عما يجول في خاطره ، وهو يراقب التوأمين ، هل يشعر بالندم لأضاعته سبع سنوات بعيدا عنهم؟
سألت بجفاف:
" ما الذي تريد أن تقوله لي؟".
ظنت لدقيقة أنه لم يسمعها ، حيث مكث مكانه ثم إلتفت وقال بنبرة حادة :
" اريد منك ان تقدمي لي خدمة".
سالت وهي تراقبه بحذر:
" ما نوع تلك الخدمة؟".
" تعالي ندخل ".
أفسح لها الطريق لتسير أمامه، وما ان وصلا الى المطبخ حتى قرع الجرس ، ذهبت ليف لتفتح الباب وهي تشعر بنجدة مؤقتة ، لكن مشاعرها لم تدم طويلا ، لأن مارتن ويلسون كان من قرع الجرس.
" مساء الخير يا أوليفيا ، كنت أخشى ان لا أجدك هنا".
ثم إلتفت نحو سيارة رايان المرسيدس الفضية المتوقفة أمام المنزل.
" أرجو ان لا أكون قد اتيت في وقت غير مناسب".
" اهلا بك يا مارتن".
جاء صوت ليف متهدجا وهي تحاول إختلاق عذر ما لإبعاده قبل أن ياتي رايان.
" أنا... لقد وصلنا لتونا ، وأنا...".
" من الطارق يا عزيزتي؟".
جاء صوت رايان من ورائها ، فجمدت إزار النبرة العاطفية التي يحدّثها بها.
ضاقت عينا مارتن وهو يحدق في الرجل الواقف وراء ليف ، وحين إمتدت يد رايان لتطوّق خصرها بأسلوب اليف ، إنتقلت عيناه نحو ليف وهو يكاد لا يصدق ، عجزت ليف عن الكلام ، بينما مد رايان يده الأخرى ليصافح مارتن :
" كيف حالك؟ اقدم لك نفسي ، رايان دانيسون ، زوج ليف".
" هل ذلك صحيح يا أوليفيا؟".
قال مارتن متجاهلا يد الرجل الاخر الممدودة لمصافحته ، هز رايان كتفيه وقال:
" دعنا نرى ، انت مارتن ويلسون بالتأكيد ، لقد أخبرتني ليف عنك".
أجاب مارتن وهو يكاد لا يصدق:
" صحيح؟".
" ارجوك يا رايان".
إخيرا إستطاعت ليف أن تتكلم.
" إتركني مع مارتن دقيقة على إنفراد".
القى رايان نظرة فاحصة على مارتن قبل أن يهز كتفه ثانية .
" ساذهب وأبدا في تناول العشاء".
قال بحسن نية وإختفى داخل الطبخ.
وعلى الأثر نظر مارتن الى ليف قائلا:
" ما الذي يجري هنا يا اوليفيا ؟ هل هذا هو زوجك؟".
" نعم ، هذا هو زوجي ، لكن لا... آه يا مارتن ، ليس ما تفكر به صحيحا".
قالت ليف بسرعة وهي تتنفس بعمق قبل أن تكمل حديثها:
" آسفة يا مارتن ، كنت أود أن أخبرك بذلك عندما إتصلت بي هاتفيا ، لكن...".
" هل كنت تبحرين معه في مركبه؟".
" نعم ، ولكن..".
" منذ متى عاد؟".
" منذ ثلاثة أسابيع ، ولكن...".
" ثلاثة أسابيع؟".
إحمرت وجنتاه لدى سماعه ذلك ، ثم قال:
" أقدّر ذلك ، حسنا ، سأتركك الآن ، أعتقد أنني غاليت في تقديري لك ".
"مارتن ، إنتظر!".
وضعت ليف يدها على ذراعه ، نظر اليها وأزاحها عنه وسار مبتعدا ، اخذت ليف تراقبه وهو ذاهب ، فشعرت بالذنب نحوه ، ثم ذهبت الى المطبخ لتصب جام غضبها على رايان.
كانت ميلي تقف على كرسي تراقب رايان يحرّك حساء زكي الرائحة ، بينما كان لوك يهيء المائدة بفرح ، رغم أنه في العادة يكره القيام بهذه المهمة ، قال لأمه:
" إن الرجال يجهزون العشاء الليلة".
إلتقت عينا رايان بعينيها ، وبراءته الرقيقة تزيدها غضبا ، لكنها أمسكت لسانها لأنها لا تريد ان تزعج الطفلين.
" ان العشاء جاهز".
قالت ميلي وتطلعت الى رايان تساله:
" هل أنت متأكد أنه شهي؟".
" أنا أكفل ذلك لأنني ملك في إختيار المآكل والمشروبات الشهية ".
تابع رايان وهو يبتسم لها:
" لنجلس ونبدأ في تذوّق الطعام".
ضحك التوامان وجلسا في مكانيهما ، بينما أخذ رايان يقدّم الطعام ، جلست ليف بهدوء في مقعدها وهي تشعر انها ستكره الطعام ، لكنها فوجئت حين وجدته لذيذا.
" أليس ذلك عظيما يا أمي؟".
قال لوك وهو يضع شوكته وسكّينه في الطبق الفارغ وتابع:
" والان جاء دور الفتيات لتنظيف الأطباق ، هذه هي الأصول".
" هذا عدل".
قالت ليف وهي تنظر الى ساعة المطبخ ثم أكملت :
" لقد حان وقت الإستحمام والذهاب للنوم ، لقد قضيتما نهاية اسبوع مرهقة ، وغدا ستذهبان الى المدرسة ".
عندما ذهب الطفلان الى النوم ، وقف رايان في الممر وتمنى لهما ليلة سعيدة ، كان عليها ان تحدّثه بشأن معاملته القاسية لمارتن ، لكن يبد أن غضبها تلاشى ، فتبعته الى غرفة الجلوس وهي تشعر بزوال ثقتها به وبنفسها.
|