لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > روايات عبير > روايات عبير المكتوبة
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

روايات عبير المكتوبة روايات عبير المكتوبة


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 23-02-12, 06:32 PM   المشاركة رقم: 26
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

قال وهو يلتفت نحوها قليلا:
" ليف قلت ان ميلي تنام في السرير المجاور ، وليس علي ان ادفعك للقيام بما لا ترغبين بالقوة ، وإذا كنت أود الإقتراب منك ، فلا ينبغي على اللجوء الى القوة ، نامي بهدوء لأنه ليست لدي اية رغبة في ذلك".
ثم إستدار وإستغرق في النوم.
أجبرت ليف نفسها على الإسترخاء تدريجيا حتى إستطاعت أن تخلد الى النوم ، وكانت تلتفت خلال اليل نحو رايان ، فياخذ ذراعها ويلفها حوله ، وحين فتحت عينيها ، كان النهار إنبثق متوهجا من النافذة الواقعة فوق سرير ميلي التي كانت ما تزال مستغرقة في النوم ، عادت ذكريات الأمس تراودها ، فتطلعت الى حيث كان ينام رايان ، لكنها لم تجده ، فهل كانت تحلم؟
لا! إن أثر راسه ما يزال واضحا على الوسادة.
نهضت ليف ونظرت من النافذة الى السماء الزرقاء الصافية ، كان المطر قد توقف تاركا الجزيرة تبدو أكثر نضارة ونقاوة ، قرع رايان الباب بلطف ، ثم دخل يتبعه لوك ، كان كل منهما يحمل كوبين من الشاي ، وضع لوك كوبه وكوب شقيقته على الطاولة وجلس بجانب ميلي التي كانت تفرك عينيها الناعستين.
ناولها رايان فنجان الشاي من دون ان ينطق باية كلمة ، ثم جلس الى جانب السرير ورشف الشاي وعيناه تتحركان نحو وجهها.
قالت السي وهي تدخل الغرفة وتجلس قرب التوأمين :
" آه ، الجميع هنا ، يبدو انك تحبين النوم".
قالت ليف وهي تتطلع الى الشاي:
" لا ، لكنني امضيت ليلة مزعجة".
" إنه لأمر مؤسف ، أظن أنك غير معتادة على تحركات المركب ".
قالتها آسفة ثم أكملت:
" لقد ولدت في مركب ، فإعتدت على البحر منذ صغري ".
سالت ميلي امها وهي تنظر الى لوك:
ألم تحلمي حلما مزعجا يا أمي ؟".
تطلعت ليف نحو رايان الذي إبتسم بسخرية واجابت:
" راودني شيء يشبه ذلك".
" حسنا ، تعال يا لوك لنرمي شباكنا ونرى إن كنا نستطيع إصطياد الزبدة أو الجبن للفطور".
وقف رايان ، وقفز لوك بحماس من السرير.
سالت ميلي:
" هل استطيع المجيء أيضا؟".
قال لوك محاولا إبقاءها:
" لم ترتدي ملابسك بعد".
فأجابته وهي تفكك ازرار قميص النوم :
" بإستطاعتي إرتداء ملابسي بسرعة".
" إصعدي حالما تنتهين".
قالها رايان فيما كان يختفي في الرواق يتبعه لوك والسي.
نهضت ليف من سريرها لتساعد ميلي في إرتداء ملابسها وأفكارها تجول حول تلك الفتاة الفيجية التي كانت تتبعه وتبتسم له ، إنها شفافة جدا مثلما كانت ليف تماما ! فهل يمكن ان تكون هناك اية علاقة بينهما؟ إن كان ذلك صحيحا ، فلماذا يقول رايان انه يريدها ويريد الأطفال الى جانبه؟
إنتابتها موجة من الغيرة ، وملأ الياس قلبها عندما إلتفتت الى السرير ،وقاومت بصعوبة الرغبة الجامحة في وضع رأسها على الوسادة التي كانت تحمل آثار راسه.
كم كانت عمياء وحمقاء ! إنها تحبه مثلما كانت تحبه في الماضي ، وربما أكثر ، لأنه اصبح رجلا واقعيا وليس رجلا خياليا كما تصورته لنفسها طيلة السنوات الماضية ، لقد إختفى الخيالي وحل محله الواقعي بأخطائه ، وبإمكانها ان تحبه رغم تلك الأخطاء ، فهو لا يزال متهورا ، ويسعى لتحقيق كل ما يريد ، وإذا ما علم ما تكنّه له من مشاعر ، لإستغل ذلك ، وفي أي حال ، يجب ان لا يعلم بحبها له ، كما يجب ان تبقي مسافة بينهما.
قال لوك بحماس:
" إن الفطور جاهز يا أمي ، لقد إصطدنا بعض الأسماك ، حتى ميلي إصطادت واحدة".
كانت الوجبة رائعة ، إلا ان ليف لم تتحدث خلالها ، جلس الكبار الى الطاولة في الغرفة الرئيسية ، بينما جلس الأطفال الى طاولة اخرى.
قالت ماريا:
" أعتقد أنني شعرت بهطول المطر خلال الليل ، هل شعر أحد بذلك ام أنني كنت اتخيل؟".
اجاب روكو:
" لقد امطرت قليلا ، وهربنا من المطر بعدما تبللنا ، ونمت هنا في هذه الغرفة ، أين نمت الليلة يا رايان؟".
" لقد وجدت مكانا رائعا".
قال مبتسما ، في حين ضحك الجميع والقت ماريا والسي نظرات فاحصة على وجه ليف المحتقن.
إستلقت ليف وماريا تتشمسان على الشاطىء ، وهما تراقبان الأطفال يلعبون في الماء.
" يقول مايك أن رايان إشترى جزيرة كرافن وان لديه خططا جاهزة لإعمارها ، إن أفكاره العظيمة ستلاقي نجاحا لا مثيل له ، كما أنها ستوفر العمل للسكان المحليين".
" ليس هناك أي شك في أن النجاح هو حليف رايان في أي مشروع يقدم عليه".
لم تستطع ليف التخلص من الألم المسيطر على نبرات صوتها ، فنظرت اليها ماريا بحدّة.
تنهدت ليف ثم قالت:
" آسفة يا ماريا ، يجب ان لا أوجه سخطي اليك ، لا استطيع إلا ان أكون عدائية نحوه".
قالت ماريا بهدوء:
" ربما انت التي تدبرت لنفسك التفكير على هذا النحو يا ليف لأنه سبّب لك الأذى".
هزّت ليف رأسها وهي لا ترغب في التفكير بأن هناك بعض الحديقة في كلمات ماريا ، إن اسلوب والدها لم يساعدها ، لا سيما أنه كان لا يتحدث عن رايان إلا بالسوء ، كما أن دانيسون الأب لم يتحدث ابدا عن إبنه الأكبر ، إن عليها أن تلطف من تصرفاتها إكراما للطفلين كي لا تهتز صورة الوالد في نظرهما ، كل ذلك يعيدها الى المشكلة الرئيسية وهي التحدث الى الطفلين عن رايان.

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
قديم 23-02-12, 06:35 PM   المشاركة رقم: 27
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

همست بكلماتها الى ماريا:
" علي أن أخبر التوأمين في الحال".
" لم لا تفعلين ذلك في حضور رايان ؟ عندئذ يمكنكما التحدث اليهما معا ، فقبل أي شيء ، يجب ان لا تقع المسؤولية على كاهلك فقط".
" لست أدري إن كنت أستطيع البقاء هادئة".
قطبت ليف حاجبيها لدى دخول رايان ، وأخذت تراقبه وهو يسير في إتجاههما بكل قوة وثقة ، وإعترفت في قرارة نفسها أنه من الصعب مقاومة الجاذبية التي يفرضها على الجميع.
قال رايان وهو يتمدد على الرمال بجانب ليف:
" يجب أن نعود في وقت مبكر ، إن منظر السحب المتجمعة هنا لا يسرّني ، خاصة وأن التقرير الجوي يشير الى أن البحر سيكون هائجا بعد الظهر ، لذلك أرى أنه من الأفضل ان نذهب خلال نصف ساعة لكي لا يشعر احد بالإنزعاج ، آسف لأن عليّ إختصار هذا النهار".
شعرت ليف بالإرتياح ، إذ كانت تتمنى أن يمضي الوقت بسرعة لكي تنتهي النزهة بسلام.
وصل الجميع الى شورت هاربر قبل أن يبدأ البحر بالهياج ، وعندما أحضرت ليف متاعها إستعدادا للعودة مع ىل كاستيللو إعترضها رايان قائلا:
" سأوصلك الى البيت يا ليف".
قالت بهدوء:
" سأعود مع مايك وماريا ، بإمكانهما أن يوصلاني في طريقهما الى المنزل".
توقف يحدق بها وعيناه تخبرانها أنه يود أن يهزها بعنف .
قال بإصرار:
" سأوصلك الى البيت ، هنالك أمر أود أن أحدثك عنه".
ثم تابع طريقه.
حين إنتهى رايان وروكو من توضيب الأشرعة والتأكد من أن كل شيء على ما يرام ، كان آل كوستيللو غادروا المكان ، مكثت ليف تائهة في افكارها وهي تنتظر أن يوصلها رايان الى المنزل ، إلا انه كما يبدو لم يكن على عجلة من أمره ، فشعرت بالإضطراب الشديد ، كان التوأمان سعيدين يحاولان إلتقاط سمكة ملونة كانت تسبح في المياه الزرقاء ، حتى أنهما لم يرضخا بسهولة لأوامر رايان بوضع صنارة الصيد جانبا لكي يعودا الى البيت.
فتحت ليف باب منزلها ، فتسابق التوأمان نحو الباب الخلفي ومن ثم نزلا الى الشاطىء ، وضعت ليف حقائبها في غرفتها وهي تشعر بتوتر أعصابها ، ثم تبعت رايان الى الغرفة الخلفية حيث كان واقفا يراقب ميلي ولوك.
وقفت ليف بدورها تراقب رايان متسائلة عما يجول في خاطره ، وهو يراقب التوأمين ، هل يشعر بالندم لأضاعته سبع سنوات بعيدا عنهم؟
سألت بجفاف:
" ما الذي تريد أن تقوله لي؟".
ظنت لدقيقة أنه لم يسمعها ، حيث مكث مكانه ثم إلتفت وقال بنبرة حادة :
" اريد منك ان تقدمي لي خدمة".
سالت وهي تراقبه بحذر:
" ما نوع تلك الخدمة؟".
" تعالي ندخل ".
أفسح لها الطريق لتسير أمامه، وما ان وصلا الى المطبخ حتى قرع الجرس ، ذهبت ليف لتفتح الباب وهي تشعر بنجدة مؤقتة ، لكن مشاعرها لم تدم طويلا ، لأن مارتن ويلسون كان من قرع الجرس.
" مساء الخير يا أوليفيا ، كنت أخشى ان لا أجدك هنا".
ثم إلتفت نحو سيارة رايان المرسيدس الفضية المتوقفة أمام المنزل.
" أرجو ان لا أكون قد اتيت في وقت غير مناسب".
" اهلا بك يا مارتن".
جاء صوت ليف متهدجا وهي تحاول إختلاق عذر ما لإبعاده قبل أن ياتي رايان.
" أنا... لقد وصلنا لتونا ، وأنا...".
" من الطارق يا عزيزتي؟".
جاء صوت رايان من ورائها ، فجمدت إزار النبرة العاطفية التي يحدّثها بها.
ضاقت عينا مارتن وهو يحدق في الرجل الواقف وراء ليف ، وحين إمتدت يد رايان لتطوّق خصرها بأسلوب اليف ، إنتقلت عيناه نحو ليف وهو يكاد لا يصدق ، عجزت ليف عن الكلام ، بينما مد رايان يده الأخرى ليصافح مارتن :
" كيف حالك؟ اقدم لك نفسي ، رايان دانيسون ، زوج ليف".
" هل ذلك صحيح يا أوليفيا؟".
قال مارتن متجاهلا يد الرجل الاخر الممدودة لمصافحته ، هز رايان كتفيه وقال:
" دعنا نرى ، انت مارتن ويلسون بالتأكيد ، لقد أخبرتني ليف عنك".
أجاب مارتن وهو يكاد لا يصدق:
" صحيح؟".
" ارجوك يا رايان".
إخيرا إستطاعت ليف أن تتكلم.
" إتركني مع مارتن دقيقة على إنفراد".
القى رايان نظرة فاحصة على مارتن قبل أن يهز كتفه ثانية .
" ساذهب وأبدا في تناول العشاء".
قال بحسن نية وإختفى داخل الطبخ.
وعلى الأثر نظر مارتن الى ليف قائلا:
" ما الذي يجري هنا يا اوليفيا ؟ هل هذا هو زوجك؟".
" نعم ، هذا هو زوجي ، لكن لا... آه يا مارتن ، ليس ما تفكر به صحيحا".
قالت ليف بسرعة وهي تتنفس بعمق قبل أن تكمل حديثها:
" آسفة يا مارتن ، كنت أود أن أخبرك بذلك عندما إتصلت بي هاتفيا ، لكن...".
" هل كنت تبحرين معه في مركبه؟".
" نعم ، ولكن..".
" منذ متى عاد؟".
" منذ ثلاثة أسابيع ، ولكن...".
" ثلاثة أسابيع؟".
إحمرت وجنتاه لدى سماعه ذلك ، ثم قال:
" أقدّر ذلك ، حسنا ، سأتركك الآن ، أعتقد أنني غاليت في تقديري لك ".
"مارتن ، إنتظر!".
وضعت ليف يدها على ذراعه ، نظر اليها وأزاحها عنه وسار مبتعدا ، اخذت ليف تراقبه وهو ذاهب ، فشعرت بالذنب نحوه ، ثم ذهبت الى المطبخ لتصب جام غضبها على رايان.
كانت ميلي تقف على كرسي تراقب رايان يحرّك حساء زكي الرائحة ، بينما كان لوك يهيء المائدة بفرح ، رغم أنه في العادة يكره القيام بهذه المهمة ، قال لأمه:
" إن الرجال يجهزون العشاء الليلة".
إلتقت عينا رايان بعينيها ، وبراءته الرقيقة تزيدها غضبا ، لكنها أمسكت لسانها لأنها لا تريد ان تزعج الطفلين.
" ان العشاء جاهز".
قالت ميلي وتطلعت الى رايان تساله:
" هل أنت متأكد أنه شهي؟".
" أنا أكفل ذلك لأنني ملك في إختيار المآكل والمشروبات الشهية ".
تابع رايان وهو يبتسم لها:
" لنجلس ونبدأ في تذوّق الطعام".
ضحك التوامان وجلسا في مكانيهما ، بينما أخذ رايان يقدّم الطعام ، جلست ليف بهدوء في مقعدها وهي تشعر انها ستكره الطعام ، لكنها فوجئت حين وجدته لذيذا.
" أليس ذلك عظيما يا أمي؟".
قال لوك وهو يضع شوكته وسكّينه في الطبق الفارغ وتابع:
" والان جاء دور الفتيات لتنظيف الأطباق ، هذه هي الأصول".
" هذا عدل".
قالت ليف وهي تنظر الى ساعة المطبخ ثم أكملت :
" لقد حان وقت الإستحمام والذهاب للنوم ، لقد قضيتما نهاية اسبوع مرهقة ، وغدا ستذهبان الى المدرسة ".
عندما ذهب الطفلان الى النوم ، وقف رايان في الممر وتمنى لهما ليلة سعيدة ، كان عليها ان تحدّثه بشأن معاملته القاسية لمارتن ، لكن يبد أن غضبها تلاشى ، فتبعته الى غرفة الجلوس وهي تشعر بزوال ثقتها به وبنفسها.

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
قديم 24-02-12, 05:19 PM   المشاركة رقم: 28
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

8-الأب....

وقف رايان امام النافذة قائلا وعيناه تحدقان في الظلام:
أما بشان تلك الخدمة يا ليف...".
" كيف تجرؤ على طلب الخدمة مني بعد تلك المعاملة التي واجهت بها مارتن؟ عليك أن تنسى ذلك كليا".
" إن هذا المتزمت التافه لن يوفر لك السعادة يا ليف ، بل ستسأمين معه حتى الموت ، إنني لا أقول سوى الحقيقة".
" ليس الخطأ فيما قلته ، بل الطريقة التي تحدثت بها ، إنني احتقر تدخّلك فيما لا يعنيك".
" هل كنت تنوين الزواج منه حقا؟".
كان من السهل أن تجيب بنعم ، لكنها تعلم في قرارة نفسها انها لم تكن تنوي الزواج منه ، حتى ولو لم يعد رايان ، إنه على حق ، فمارتن سوف يسبب لها السأم والضجر.
قال واثقا :منتديات ليلاس
" لا اعتقد ذلك".
جلست ليف وهي تشعر بالإرهاق من جراء الحديث ، ثم قالت ببساطة ، وهي تتمنى لو أنها بقيت واقفة تمشيا مع الموقف المتأزم:
" رايان ، أنا متعبة ، اخبرني فقط بما تريد ثم إذهب".
لم يجب رايان ، فتساءلت عما إذا كان مترددا في إختيار الكلمات المناسبة ، لكنها طردت تلك الفكرة من رأسها ، لأن ذلك ليس من طبعه.
قال أخيرا دون اية مقدمة:
" إشتريت جزيرة كرافن".
" أعرف ذلك".
قالت ليف بتردد ، ثم تابعت:
" لم أصدق ان السيدة كرافن باعت الجزيرة ، كيف إستطعت إقناعها بذلك؟".
" لقد جئت اليها في الوقت المناسب وبالسعر المناسب".
حدّقت ليف في وجهه وقد راودها شعور أنه غير صادق ، وتساءلت كيف إستطاع أن يجمع تلك الثروة.
إبتسم رايان بمكر وكأنه يقرأ افكارها:
" لقد تم ذلك كله وفقا للقانون ، إذ حالفني الحظ وإستطعت شراء الجزيرة بسعر منخفض".
ثم تجوّل في غرفة الجلوس الصغيرة ، فوقع نظره على لوحة معلقة على الحائط ، فقال:
" هل هذه إحدى لوحاتك؟".
" نعم ".
" إنها جميلة".
" شكرا ، إنني أجيد الرسم".
اوما براسه ، وإلتفت نحوها وقال:
" ساقيم حفل عشاء في فندق إيرلي وأريد منك أن تكوني مضيفة".
نظرت ليف اليه وهي تكاد لا تصدق.
" وما الغاية من هذا العشاء؟".
" إنه بمناسبة إفتتاح مشروعي الجديد على جزيرة كرافن ، دعوت بعض الشخصيات في المنطقة ممن يمكن ان يكونوا مع أو ضد إقامة المشروع ، حتى أطلعهم على خططي ، وبذلك أستطيع معالجة أي إحتجاج قبل ان يبدأ ، فالتحسينات التي ساجريها في جزيرة كرافن هي إبتكارات حديثة ، والناس لن يهتموا بأي نوع من التغيير الذي يحدث هناك ، سأحدثهم عن إقامة منتجع سياحي فريد من نوعه".
" حتى وإن كانوا ضد إنشائه؟".
قال مؤكدا:
" لن يكونوا ضد المشروع بعد إنتهاء الحفلة".
" وماذا يعني كوني مضيفتك؟".
" عن وقوفك الى جانبي ، بروعتك المعهودة ، سوف يساعدني على إقناع من لا يقتنع بكلماتي".
" ولماذا يجب علي أن أقوم بهذه الخدمة لك؟".
تطلّع اليها رايان بسخرية:
" يمكنك ان تعتبري ذلك وسيلة من أجل الوصول الى غاية ، فحالما ينتهي الحفل ، أبتعد عنك نهائيا".
جاءت كلماته القاسية كالضربة القاضية ، لكنها تدبرت أمر الإحتفاظ برباطة جاشها وقالت:
" كنت اعتقد أنك ستبقى هنا".
" من يدري؟".
قال بإبهام ، ثم نظر اليها والحيرة تملأ عينيه :
" رايان ، لماذا رجعت ؟ هل تريد ان تثبت شيئا لوالدك ؟ ذلك ما يفكر به هو ويفكر به الجميع".
" لا اهتم بما يفكر به الجميع ، إن سبب عودتي لا علاقة له بوالدي ، فلماذا أريد أن أثبت له شيئا بعد كل هذه المدة؟ ربما في البداية......".
ثم هز كتفيه وتابع:
" لكنني تخليت حتى عن التفكير برأي والدي بي ، فهو لم يستطع أن يفهم طريقتي في الحياة ، كان يهاجمني ، وهو يعلم أنني لا أرضخ ابدا ، أما بالنسبة الى خطتي الإعمارية في جزيرة كرافن ، فإنني سأناقشها معه قبل العشاء ، وفي أي حال ، كان بإستطاعته أن يدفع الثمن الذي دفعته ، إلا أن السيدة كرافن إختارت ان تبيعها لي لأنها أعجبت بالأفكار التي قدمتها لها".
إنحنى رايان غير مكترث فوق المقعد وقال:
" بالإضافة الى ذلك ، عدت لأحاول ان أفعل شيئا بشان زواجنا ، الموضوع الذي تنفرين منه ، إن هذا الأمر خارج عن إرادتي ، والكرة هي الآن في ملعبك".
" أنا سعيدة هكذا ، كما أخبرتك سابقا".
قالت ليف وهي تتمنى لو أنه يلاحظ أنها تقول هذه العبارة من غير إقتناع.
" إذن ذلك من حقك ، لكن يجب أن أطلع التوأمين على الحقيقة".
وقفت ليف غاضبة:
" كيف تتوقع ان أدعك تأخذهما مني ساعة تشاء؟ فربما تتخلى عنهما غدا ، كلا يا رايان ، لا أظن أنها فكرة ملائمة".
" هل تريدين ان تشاركيني الحياة معهما؟".
" ان ما تقوله جدير بالإزدراء!".
" وهل تعتقدين أنه من العدل أن تمنعيني من التعرف الى طفليّ ؟ إنظري يا ليف، عندما إكتشفت وجودهما ، لم يسمح لي وضعي المادي أو العاطفي بالعودة ، ففي ذلك الوقت ، كنت سأتسبب بالمزيد من الضرر ، لكن الأمر يختلف الآن ، وبإمكاننا أن نكون أكثر تفاهما".
" اكرر ثانية ، لا أريد أن اجرح مشاعر الطفلين ، فمجرد وجودك سيؤثر فيهما".
صمتت ليف قليلا ، ثم تابعت:
" أخشى أن يعرف الطفلان بالحقيقة من الآخرين .....".
" إذن ، علينا أن نخبرهما بأنفسنا".
" اعرف ذلك ، لكن...".

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
قديم 24-02-12, 05:22 PM   المشاركة رقم: 29
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

وضع رايان يده على راسه مفكرا ، ثم قال :
" علي أن اغادر الى بريسباين ، تعالي لتناول العشاء على متن المركب مساء الجمعة ، ومن ثم نخبرهما الحقيقة معا".
توقفت ليف وهي لم تقرر شيئا:
" يجب أن يتم ذلك يا ليف ، مهما كنت كارهة له".
قالت وهي تزفر:
" حسنا".
" سأمر لإصطحابكم في حوالي الساعة السادسة والنصف ، اما بشان الخدمة....".
اضاف وهو يتناول محفظته ويخرج منها بعض المال :
" فخذي هذه النقود وإشتري بها ثوبا يناسب الحفلة".
" لدي الثياب المناسبة يا رايان".
وتجاهلت المال الذي يمسك به.
" أعرف ذلك".
قال بغضب ، ووضع المال على الطاولة متابعا:
" دعيني هذه المرة فقط اشتري لك الفستان تقديرا مني للمساعدة التي سوف تقدمينها لي ، يمكنك إصطحاب السي إن رغبت ، إذ أنها تتميّز بذوق حسن".
ثم نظر بسرعة الى ساعته وأضاف:
" يجب ان اعو دالان ، فأنا اتوقع مكالمة هاتفية بشان العمل بعد عشرين دقيقة".
مشى نحو الباب قائلا:
" أراك يوم الجمعة القادم".
بعدما تلاشى صوت سيارته ، جلست ليف تنظر الى المال الملقى على الطاولة ، وترددت قبل أن تلمسه لأنها لم تقتنع أن من حقها أن تستخدم ماله من اجل شراء ثوب لها ، أما بالنسبة للإستعانة بألسي من اجل شراء الثوب ، فقد كان هذا آخر ما تفكر به ! وإن هي رغبت في إستشارة أحد ، فستكون ماريا".
مضى ذلك الأسبوع ببطء شديد ، رغم أن ليف كانت تود أن ينقضي بسرعة ، خلال ذلك ، أنجزت ليف لوحتين كانت وعدت بتسليمهما قبل عودة رايان ، وإستقبلت جويل الذي حمل اليها نبأ شراء رايان لجزيرة كرافن على النحو التالي:
" ما زلت لا استطيع أن أصدق انه إشترى الجزيرة ، اعني أنه كان دائما يتحدث بهذا الشأن في الماضي ، لكن والدي لم يكن يصغي اليه ، وهذا ما كان يثير غضب رايان ، ولما لم يعد يتحدث عن ذلك الموضوع ، أعتقدت انه نسي الأمر كله".
" وكيف تلقّى والدك ذلك النبأ ؟".
" بهدوء ، اصابته الدهشة في البداية ، لكنه الآن صامت لا يقول شيئا ، إن ما يقلقني هو أن والدي يعتقد أن رايان إشترى الجزيرة كي يضيفها الى ممتلكات العائلة ، هل أطلعك رايان على مخططاته؟".
" كلا، إلا أنه يريدني ان أكون مضيفته اثناء حفل العشاء ، أود أن أعرف لماذا ، ربما كان هناك شيء ما وراء ذلك".
" اعتقد ان علينا الإنتظار حتى يتّضح لنا كل شيء ، فمن المثير أن نرى كيف ستكون ردة الفعل عند الجميع".
كانت ليف في طريقها الى المنزل بعدما مرت بىل كوستيللو حيث إصطحبت التوأمين اللذين كانا ينتظران مساء الجمعة بفارغ الصبر ، لم تفكر ليف بما ستقوله لهما ، بل كانت تتهرب من ذلك ، لأنها لم تعرف حتى الآن الطريقة الفضلى التي ستباشر بها الموضوع ، وبرغم أن لوك لم يعد يسال اية أسئلة ، وأن تصرفاته ازاء رايان تغيرت كليا ، إلا أنها كانت قلقة حول ردة فعله عندما يعلم ان رايان هو والده ، اما بالنسبة لإبنتها ، فلم تجد ليف أية مشكلة لن ميلي أعجبت برايان منذ أول لقاء.
" أنه وصل يا امي".
قالت ميلي بصوت مرتفع بينما كانت تجري نحوه قائلة:
" إن أمي جاهزة تقريبا".
سرحت ليف شعرها بعصبية وربطته الى الخلف بعد أن كانت إرتدت بدلة خضراء وسترة طويلة الأكمام .
تحولت نظرات رايان نحوها حين إنضمت اليهم ، فتوقفت عيناه على شعرها قبل أن يلتفت ويتبع التوأمين الى السيارة ، كادت تقول له أنها ربطته الى الخلف بسبب الهواء الذي سيتلاعب به ويزعجها ، وليس لأنه يفضل أن تتركه ينساب على كتفيها بحرية ، لكنها احجمت عن ذلك ، وسارت بصمت خلفه وهي مأخوذة باناقته وجاذبيته ، كان عليها أن تبقى هادئة ورزينة هذه الليلة كي لا يشعر التوأمان بقلقها وآلامها.
قال رايان وهو يفتح لها باب السيارة:
" إهدئي ودعي القلق ، فهما طفلان ذكيان ، وسيتفهمان الأمر بسهولة".
أجابت وهي ترتعش:
" اتمنى لو كنت اكثر ثقة بنفسي".
لم يكن المركب راسيا قرب الرصيف ، بل كان داخل الخليج ، لذلك ذهبوا اليه بواسطة قارب صغير ، كان النسيم باردا والبحر هائجا قليلا ، ولما تطلعت ليف بقلق الى السحب ، قال رايان بصوت مرتفع:
" ربما تمطر قبل الصباح ، لكن طبقا للرصد الجوي ، سيكون الطقس جيدا غدا".
عادت ليف بافكارها الى المرة الخيرة التي قضتها على متن المركب حيث هطلت الأمطار الإستوائية ، فإرتعشت تلقائيا ، لكنها الليلة ، ستبقى على متن المركب لبضع ساعات فقط.
" اين روكو ؟ إنني ارغب في سماع عزفه على الغيتار".
سال لوك وهو يراقب رايان يجذف بسرعة ، بينما سألت ميلي وهي تنظر اليه بإعجاب:
" هل ستحضر لنا العشاء بنفسك؟".
شعرت ليف بالألم يعتصر قلبها ، فقد كانت أصغر من ميلي حينما نظرت اليه نفس النظرة.
أجاب رايان بإرتياح :
" طبعا سأحضر العشاء ، آمل أن يعجب الجميع بالأكل الصيني".
كان العشاء الذي اعدّ رايان معظمه لذيذ جدا ، إنطلق التوأمان يتحدثان بمرح الى رايان عن المدرسة وعن كرة القدم وعن دروس الرقص التي تتلقاها ميلي ، وبالطبع ، كانت ميلي تمسك بيدها المضمدة وهي تخبره عن تفاصيل الحادثة التي تعرضت لها قبل ايام .
بقيت ليف صامتة تستمع بقلق وهي تتخيّل الموقف المؤلم الذي سيتبع هذه اللحظات المرحة.

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
قديم 24-02-12, 05:25 PM   المشاركة رقم: 30
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

تقبل رايان مجاملات الطفلين حول مهارته في فن الطبخ بإعتزاز ، ثم إلتفت نحو ليف وسالها:
" ما رايك ؟ هل أعجبك العشاء؟".
" نعم ، شكرا ، كان لذيذا جدا ، اين تعلمت الطبخ؟".
" تعلمت قليلا هنا وقليلا هناك".
سألت ميلي :
" عندما كنت تبحر حول العالم؟".
قال ضاحكا:
" نوعا ما ".
قال لوك:
" اراهن أنك قمت بمغامرات كثيرة ، هل تحطمت سفينتك ذات مرة مثل روبنسون كروزو؟".
اجاب باسف:
" كلا !".
تنهد لوك خائبا وقال متابعا إستجوابه:
" ولا مرة ؟ ما هي أكبر مغامرة قمت بها؟".
" حسنا ، لم تكن مغامرة بالمعنى الصحيح ، لكن أسوأ لحظة مرت بي هي حين هبطت بالطائرة الصغيرة على إحدى الجزر ، عندما بدأ المحرك يضطرب ، تمكنت أن أهبط بها ، إلا أنني نزلت على بعض الصخور فإنفجرت إطاراتها ووقعت على مقدمتها".
سال لوك :
" وما الذي حصل للطائرة ؟ هل تركتها على الشاطىء؟".
سألت ميلي:
" هل تقود الطائرات أيضا ؟ يبدو أنك تجيد القيام بكل شيء".
نظر الى ليف ساخرا :
" لا استطيع قول ذلك يا ميلي ، هناك كثير من الأشياء لا استطيع فعلها ، كالرسم مثلا...".
قال لوك في إعتزاز :
" امي تجيد الرسم ،حتى انها رسمت صورا لنا واعطتها الى جدي ، هل تحب أن ترسم واحدة لك؟".
قال بجفاف وهو يرفع حاجبه:
" وهل سيكون ذلك رهانا؟".
أجابت ليف:
" لست اهوى رسم الأشخاص ، إنني أفضل رسم المناظر الطبيعية".
" لوك يرسم جيدا أيضا مثل أمي".
قالت ميلي ، ثم اضافت بأسف:
" لكنني لا أستطيع ذلك".
قال لوك:
" انت تجيدين القراءة افضل مني ، يقول جدي ان كل إنسان يجيد أشياء محددة ، فإذا قام كل إنسان بما يجيد ، فإن كل شيء سيكون على ما يرام".
ثم تابع مفكرا:
" إن جدي دانيسون هو والدك ، اليس كذلك؟".
سؤاله هذا اذهل كلا من ليف ورايان.
أجاب رايان ببساطة:
" نعم".
" ولماذا ذهبت بعيدا ؟ هل كنت عاطلا عن العمل مثل والد صديقي داني الذي كان عليه السفر الى غلادستون بحثا عن العمل".
" كلا ، لكنني أردت العمل لحسابي الخاص ، وهذا ما لم أستطع تحقيقه هنا ، هل تفهم قصدي؟".
أومأ لوك براسه بسرعة وكأنه يفهم نفسيته ويستجوبه :
" هل انت متزوج؟".
إحتقن وجه ليف ،وشعرت بعيني رايان تنظران اليها قبل ان يجيب .
" نعم ، انا متزوج ".
إلتقط لوك شوكته ، ثم القاها ثانية وبدا وجهه الصغير جادا عندما قال بهدوء:
" هل أنت حقا والدنا؟ ".
" لوك ، قلت انك لن تتحدث بالأمر كيلا تنزعج والدتنا ".
منتديات ليلاس
همست ميلي بينما كانت تلتفت نحو والدتها لترى إن كان ذلك صحيحا.
بعد أن ألقى السؤال الذي كان يناقشه رايان مع ليف ، إختفت مظاهر الشجاعة من وجه لوك الصغير ، وأصبح رقيقا حساسا ، وكان طفلا يطأ بترددعالم الكبار.
سأل رايان بهدوء :
" وهل تنزعج إذا اخبرتك انني والدك؟".
قالت ميلي بحنان:
" أشعر انك ستكون أبا لطيفا".
إبتسم رايان لها وإلتفت يحدق في إبنه ، ثم قال :
" ما رايك يا لوك؟".
" أظن أن الوضع سيكون على ما يرام معنا ، إن كان كذلك بالنسبة الى امي".
نظر الى والدته التي لم تستطع كبت دموعها ، ثم سأل :
" ولكن لماذا تركتنا؟".
" لوك....".
بدات ليف لكن رايان اسكتها بإيماءة من رأسه .
" هذا سؤال جيد ، كانت لدي اسباب تدعوني للذهاب في ذلك الوقت ، لكن من الصعب ان أشرح لكما ذلك الآن ، فالكبار يخطئون ايضا ، وهم يقولون ويفعلون اشياء من الصعب ان يفهمها الأطفال".
" وهل تشاجرت مع أحد؟".
" تقريبا.....".
" وهل ستبقى هنا الان ؟".
" لا أدري ، ولكن أود أن نصبح اصدقاء طالما أنني هنا ، وأن نتعرف جيدا على بعضنا البعض ، ما رأيك في ذلك؟".
" إلتفت لوك نحو والدته قائلا:
" أمي ، هل يناسبك ذلك الوضع؟".
" طبعا ! ".
" إذن لن نكون الطفلين الوحيدين في الصف من دون أب".
قالت ميلي مبتسمة ، فيما تطلعت ليف بعينين يملاهما الألم الى إبنتها ، فهي لم تكن تعلم ان التوأمين يعرفان الحقيقة.
أما لوك ، فقال بوجه محتقن:
"لم يكن وضعنا سيئا ، بعض الآباء يعامل أطفاله بقسوة ، وكان العم جويل معنا دائما ، إنه انسان رائع حقا".
مر المساء بسرعة وبهجة ، ولم يلاحظ الطفلان اللحظات المتأزمة التي كان الكبيران يواجهانها ، وحين لاحظت ليف أنهما يتثاءبان ، أعلنت أنه حان وقت النوم ، وبالتالي ضرورة العودة الى المنزل ، كانت تشعر انها إستنزفت عاطفيا بعدما إنتهى كل شيء ، ثم ما لبث ان إنهمر المطر بغزارة ، عندئذ فتح رايان باب الغرفة ليعود ويغلقه بسرعة قائلا:
" سنتبلل خلال ثوان قليلة إذا ما غادرنا الآن ، علي أن أغطي مركب التجذيف كي لا يمتلىء ويغرق".
ثم أسرع الى الغرفة الواقعة في مؤخرة السفينة ليعود مرتديا بدلة السباحة.
سألته ليف:
" هل تحتاج الى أية مساعدة ؟".
" لا ، شكرا ، سأعود بعد قليل ".
عندما رجع ، كانت السماء تمطر بغزارة أكثر ، فناولته ليف منشفة ليجفف نفسه ، قال وهو يفرك شعره:
" يبدو أن المطر لن يهدأ الآن ، لماذا لا نبقى على متن المركب الليلة ؟ يمكنك النوم مع ميلي في الغرفة الخلفية ، وأنا أشارك لوك الغرفة الأمامية".

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
لينس ستيفينز, لو لم تسافر, lynsey stevens, روايات, روايات مترجمة, روايات مكتوبة, روايات رومانسية, روايات عبير, روايات عبير المكتوبة, روايات عبير القديمة, ryan's return, عبير
facebook




جديد مواضيع قسم روايات عبير المكتوبة
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 10:56 PM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية