لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > روايات عبير > روايات عبير المكتوبة
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

روايات عبير المكتوبة روايات عبير المكتوبة


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 19-02-12, 03:18 PM   المشاركة رقم: 21
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

ثم تحركت بده تلقائيا نحو كتفها الدافئة من جراء حرارة الشمس ، فإلتهبت وكأنها مسّت النار ،وفيما هما يتعانقان ، تمنت لو ان بإستطاعتها إقناع الشمس بالمغيب مثلما تمنت أن تمنع راسها من التحرك لأستقبال نظراته.
بدا ذلك كعقاب وتعذيب ، إلا أن رايان إنزلق في تيار المشاعر التي عصفت بهما ، وكانت يداهما تتحركان بشوق بالغ وكأنهما لم تلامسا ما يكفي.
قالت ليف وانفاسها تتلاحق، محركة راسها من جانب الى جانب:
" هذا جنون يا رايان ، كلا يا رايان .... لا نقدر... ماريا .... الاطفال يمكن ........".
" تعالي معي الى الشاطىء".
جاءت كلماته منخفضة ناعمة لإقناعها بلطف.
ثارت ليف وهي تحاول مقاومته ، وما لبثت ان هدأت ، وما كاد رايان يقف ليسير الى جانبها حتى ظهر رأس ماريا وهي قادمة من داخل المركب.
" ليف؟".
نادت بهدوء ، ثم توقفت حين رات رايان .
اصيبت ليف بالذعر مما فعلت ، فقامت تسوي ملابسها وقد شحب وجهها حين شعرت كم هي ضعيفة وغير قادرة على مقاومته .
قالت وأنفاسها تتلاحق ، وشعرت بالإحمرار يغزو وجنتيها :
" أنا هنا يا ماريا".
أحست ماريا بالخجل حين رأت وجه ليف الأحمر وفم رايان المشدود.
إلتفت رايان هامسا كي لا تسمعه ماريا ، وأصابعه تفرك يدها الممسكة بحافة المركب:
" تعالي معي يا ليف".
نظرت الى التعبير المثير في وجهه ، فتلاحقت خفقات قلبها ثانية ، ثم سارت نحو ماريا من دون أن تنظر خلفها مرة ثانية.
كان رايان يوشك على الذهاب ، وتحرك ليأخذ صنارة الصيد .
قالت ماريا وعيناها تتطلعان نحو ليف ورايان:
" قمت بتحضير الشاي ، هل تود ان تشرب فنجانا من الشاي؟".
كاد يتجاهل سؤالها ، لكنه تنهد ووقف بسرعة قائلا:
" كلا ، شكرا يا ماريا ، ساعود من حيث اتيت".
ثم إلتقط الصنارة من دون التطلع نحو ليف ، إلا أن عيناها رافقتاه ، قبل أن تبع ماريا الى داخل الغرفة.
قالت ماريا بعدما أصبحتا وحيدتين :
" آسفة يا ليف ، آمل ان لا اكون قد قاطعتكما ".
أجابت ليف وهي تتصنع المرح:
" بالطبع لا ، اين فنجان الشاي الذي كنت تتحدثين عنه؟".
وقفت ماريا تحدق في صديقتها ، فأطرقت ليف محاولة التهرب من نظراتها.
قالت ماريا بهدوء:
" لا تتهربي مني يا ليف ، فأنت ما تزالين تحبينه ، أليس كذلك ؟".
إلتفتت ليف غاضبة لتواجه ماريا ، إلا أن التعبير العاطفي البادي على وجهها أزال غضبها ، فقالت بهدوء:
" انت مخطئة يا ماريا".
" لا تحبينه ؟ لكن يبدو لي أنكما كنتما في وضع يشير الى الحب ".
أشاحت بوجهها لتخبىء الحمرة التي غزت وجنتيها وقالت:
" الحب ؟لم يكن حبا يا ماريا ، بل مجرد رغبة قديمة".
ضحكت ماريا قائلة:
" إن ذلك مثير حقا !".
أطلقت ليف زفرة حادة بضيق وقالت بياس:
" كان يجب ألا ارافقكم في هذه الرحلة يا ماريا ، لأنني عرفت ان ذلك سيحدث".
ثم جلست الى الطاولة وهي ترتجف متابعة:
" كما أنني لم أشعر بالراحة منذ أن عاد رايان".
قالت ماريا وهي تجلس قبالتها:
" لكنك كنت تعلمين أنه سيعود عاجلا أم آجلا ".
" لم افكر في ذلك مطلقا ، أتمنى ...".
توقفت ليف عن الكلام وهي تغمض عينيها بشدة على ذكريات تلك الدقائق التي قضتها معه .
" ألا تعتقدين ان بإستطاعتك خوض التجربة معه ثانية ؟ فالأمر يستحق المحاولة إذا كنت تشعرين بشيء نحوه".
هزت ليف راسها قائلة:
" كلا ، إن رايان دانيسون الذي وقعت في حبه ليس موجودا خارج مخيلتي ، علمت ذلك منذ ثماني سنوات ، تخيلته رجلا عظيما ، ولم يخطىء حين أخفق في التصرف كرجل عظيم ، لكنه لم يحاول حتى .... ان ...... لم يكن يريد أن يتزوجني في البداية....".
" لكنه تزوجك.....".
قالت ليف بمرارة:
" تزوجني لأن والده ووالدي أرغماه على ذلك".
" لم يكن ليتزوجك لو لم يرغب في ذلك يا ليف ، فهو آخر من يدفعه احد للقيام بمثل هذه الخطوة بالقوة ، حتى ولو كان الموت هو البديل".
وحين لم تعلق ليف على هذا الكلام ، وقفت ماريا وسارت بإتجاه المطبخ وهي تقول:
" سأحضر الشاي".
جلست ليف مكتئبة دقائق قليلة ، ثم قامت وهي تتنهد لتحضر فنجانين ، وفيما هي تنهض عن الطاولة ، داست بقدمها على طرف خريطة بدا أنها سقطت سهوا ، فإنحنت لإلتقاطها وإعادتها الى مكانها وهي تعتقد أنها الخريطة التي كان رايان ومايك يدققان فيها ، دفعها فضولها الى النظر اليها ، كانت تتوقع أن تجد خريطة بحرية ترشد الى المواقع المحلية ، لكنها كانت مخطط عمل ، القتها ليف على الطاولة ووضعت السكّرية على احد جوانبها لتبقى مفتوحة ، وقد اثارتها الكلمات المطبوعة في الأسفل:
شركة رايان دانيسون ، مع عنوانه في أوكلاند ، نيوزيلندة.
كانت الخريطة مخططا لسلسلة من الأبنية الصغرى ترتبط ببعضها البعض لتشكّل مستوطنة كاملة.
مشت ماريا خلف ليف تتطلع من فوق كتفها.
" ما هذا؟".
قالت ليف وهي تنحني أكثر:
" لست ادري ، وجدت هذه الخريطة تحت الطاولة ، يظهر أنها نوع من ..... سلسلة من الشاليهات ، إنظري هنا ، يبدو ان كل بناء هو وحدة متكاملة ، هنا توجد بركة سباحة ... وهنا ملعب كرة المضرب ، يبدو أن هذا مخطط منتجع سياحي".
إنحبست أنفاسها فإلتفتت الى ماريا ودهشتها تعكس ما تشعر هي به.
" إفتحيها جيدا".
قالت ماريا وهي تبسطها على الطاولة لتنظرا الى صورة المشروع ككل وتابعت:
" ربما تكون جزيرة كرافن ، لكن االجزء الأسفل إقتطع منها".
ولدى البحث في الخرائط الخرى ، وجدت ليف جزء الخريطة التي تريدها ففتحتها امام ماريا لتتحقق منها.
قالت وهي تكاد لا تصدق:
" إنها الجزيرة ! لكن ما الذي يفعله رايان بهذه الخطط التي تشير الى بناء منتجع في جزيرة كرافن؟ من المفروض ان يمتلك الجزيرة كي.....".
سالت ماريا وهي لا تصدق:
" ليف ، ها ذلك معقول؟".
أومأت ليف براسها وقالت:
" لا اصدق ذلك .... إذ كيف يستطيع شراء الجزيرة؟ وكيف إستطاع أن يقنع السيدة كرافن ببيعها له، في حين كانت ترفض أية عروض يتقدم بها والده؟".
" إن رايان بارع في إستخدام اساليب الأقناع الفعالة ، وربما إستمال السيدة كرافن وأقنعها ببيع الجزيرة له ، اعتقد ان دانيسون الاب ايضا شريك في الصفقة".
" لا ، انا متأكدة تماما أنه لا يعرف شيئا عنها ".
ثم تركت طرف الخريطة وهي تتمنى لو أنها لم تعثر عليها.

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
قديم 23-02-12, 06:22 PM   المشاركة رقم: 22
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

6-لقاءات لا تعرف النسيان

عندما إستيقظ الأطفال ، نزلوا الى الشاطىء يجمعون الحطب للشواء الذي كان رايان إقترحه في الليلة الماضية ، ولم يمض بعض الوقت حتى جمعوا ما يكفي من الأغصان الجافة ، بعدئذ ظهر الصيادون الذين حصلوا على صيد وفير ، فقاموا بتجهيز النار لشواء السمك.
أخذت عينا ليف تبحثان عن رايان الذي عكست عيناه الزرقاوان ذكريات لقائهما بعد الظهر ، لكن القسوة الباردة ظهرت على محياه قبل ان يشيح بنظره عنها ليشعل النار ، عشرات الأسئلة كانت تجول في خاطرها ، أسئلة عن نيّته الإقامة الدائمة في المنطقة ، واسئلة عن مشاركته في خطط إعمار جزيرة كرافن.... غلا أنها لجمت فضولها ولم تنطق بأي منها .
كان السمك شهيا ، فأكلوا حتى التخمة فيما بدات الشمس تنزلق وراء الأفق تاركة لونا قرمزيا يغطي صفحات المياه المتراقصة.
منتديات ليلاس
أضاف مايك مزيدا من الخشب الى النار ، فجلسوا يستمتعون بدفئها ، عاد روكو الى المركب واحضر الغيتار ، حيث قاموا جميعا بإنشاد الأغاني حتى دب النعاس في جفون الأطفال ، فقررت ليف وماريا إصطحابهم للنوم.
" عودي حين ينام الأطفال يا حبيبتي".
قال مايك وهو يتمدد على الرمال الدافئة ، بينما حملت ماريا صوفي الصغيرة وإتجهت نحو المركب.
وعندما حاولت ليف أن ترفع ميلي النائمة، تقدم رايان وأخذ الطفلة الصغيرة منها قائلا:
" ساحملها أنا ، هل ما يزال لوك مستيقظا ؟".
" نعم".
اجابت وهي تضع ذراعها حول كتفي غبنها ، بينما امسكت دينو باليد الخرى.
إنتظر رايان حتى غطت ميلي وقال:
" بإستطاعة لو كان ينام في الغرفة العليا".
بعد ذلك ساعده على الصعود قائلا له:
" يوجد سلم هنا لتنزل عليه إن اردت ، سابقى النور مضيئا في المر ، أراك في الصباح يا بني".
ربت رايان على كتفه بينما هز لوك رأسه وقد غلبه النعاس.
بدأ الألم يتسرب الى قلب ليف ، فإلتفتت بحدة نحو الغرفة الرئيسية تتبعها خطوات رايان الرشيقة ، ثم قالت بعدما إنضمت اليهما ماريا:
أود البقاء على متن المركب لأكون الى جانب الأطفال إن هم إستيقظوا في الليل".
قال رايان:
" أنهم تعبون ولن يستيقظوا بسرعة".
" حسنا ، لا اريدهم ان يسيروا بحثا عني ، ومن ثم يتعثروا ويقعوا".
قالت ليف وهي ترفض العودة الى الشاطىء الحالم ، وخاصة الى جانب رايان الذي يثير ذكرياتها.
قالت ماريا:
" سأبقى معك يا ليف".
نظر رايان نحوها وهو راسه قائلا:
" حسنا ، كما تريدان ، سأطفىء النار ونعود جميعا الى متن المركب".
قالت ماريا:
" ليس هناك ما يدعو الى ذلك".
" وأي سهرة ستكون هذه بجانب النار الرومنطيقية بعيدا عن نسائنا؟".
أجاب رايان وعيناه تستقران على ليف ، ثم توارى في الظلام.
كان الوقت متأخرا حين عاد الجميع وهم يرغبون في إطالة السهرة.... فالنسيم العليل وتأرجح المركب البطيء وغناء روكو الساحر وهو يعزف على الغيتار ، اثار روحا حالمة تبعث على الإسترخاء في هذه الجزيرة الخلابة القابعة وسط المحيط.
أحست ليف بالحسد من السعادة التي تجمع بيم ماريا ومايك ، كان راس ماريا يرتاح على كتف مايك وذراعها تمتد نحو عنقه .
جلست ليف بمفردها وإنتظرت بتوتر أن يتحرك رايان ويجلس بجانبها ، لكنه بقي مكانه ، إذ إختار أن يبقى وحيدا مثلها.
كانت تسترق النظر اليه ، فيما كان ممددا يراقب روكو وهو يمسك بغيتاره ويعزف الحانا شجية ، كانت تلك النظرات السرية كافية لأثارتها ، فتلاحقت خفقات قلبها وتهدجت أنفاسها ، فشعرت بحنين عميق ، إذ كانت دائما تميل اليه ، منذ ثماني سوات ، هامت به كفتاة مراهقة ، وهي الان تهيم به كإمراة ناضجة ، إن قوة الإنجذاب التي شعرت بها نحوه ملأتها رعبا ، رعبا منه ومن نفسها.
نعم ، لم تعد تلك المراهقة الساذجة ، فهي الان أكبر وأكثر نضجا ، إنها تعرف مدى الألم والإضطراب الذي يمكن أن يسببه لها رايان ، وعدت نفسها بالا تسمح له بالإقتراب منها وأخذت تقاوم العواطف المتصارعة داخلها ، يجب ان تضع نفسها تحت المراقبة الدقيقة ، فاذا كان رايان يعتقد ان بإستطاعته النيل منها بسهولة مثلما فعل منذ ثماني سنوات ، فإنه ينبغي عليها ان تبرهن خطا ذلك الآن ، لكن ماذا بشأن ما حصل على متن المركب قبل بضع ساعات ؟ سأل صوت من داخلها ، إنها بالكاد تلام ، أجابت نفسها ، إذ أنه أفقدها صوابها ، فقد كانت نائمة ، وبالتالي غير واعية تماما ، وهي لن تسمح له بالإقتراب منها ثانية.
بعد ذلك بدأت الخريطة التي إكتشفتها صدفة تقلق تفكيرها ، فهل يمكن أن يكون رايان المالك الجديد لجزيرة كرافن ؟ بدا ذلك مستحيلا ، لكن إسمه موجود في أسفل الورقة والأهم من ذلك ، كيف يقوم بمثل هذا العمل من دون إطلاع والده؟
كان رايان يعلم مثلما يعلم الجميع مدى رغبة دانيسون الأب في إمتلاك جزيرة كرافن ، لذلك ، فإن سلبها من تحت أنفه من قبل إبنه ربما تكون ضربة قاضية له ، فكرت ليف أن ما أقدم عليه رايان غرضه القضاء على والده ، إلا أنها طردت تلك الفكرة من رأسها ، فهي تعلم أن رايان لا يمكن ان يكون حاقدا ، وبالتالي لم يخطط منتظرا لحظة الثار ، ومهما يكن ، فإن شراءه لجزيرة كرافن سيجعل الهوة تتسع بينه وبين أبيه.
كانت ليف تعلم منذ البداية أن والد رايان لم يكن مطمئنا لإرتباطه معها ، ليس لأنه يشعر بشيء ضدها شخصيا ، بل كان ضد انوثتها ، كما أن وجودها لم يكن واردا في المخطط الذي وضعه لأبنه الأكبر ن فالزواج بالنسبة لرايان كان يجب أن يتم في وقت لاحق ، ومن إبنة أحد شركائه بحيث تستطيع أن تحافظ على مركزه الإجتماعي.

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
قديم 23-02-12, 06:25 PM   المشاركة رقم: 23
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

إن الفتاة البالغة السابعة عشرة من العمر ، إبنة الصياد الذي يعمل لدى دانيسون الأب ، لم تكن مناسبة ، كما ان والدها كان يشعر بنفس الشيء نحو رايان.
عندما إلتقت ليف برايان في الحفلة ، منذ ثماني سنوات ، وبعدما أوصلها الى البيت ، رن جرس الهاتف في منزلها ، فردت وهي لا تدري من الذي يمكن أن يتصل بها ، أصابتها الدهشة لدى سماعها صوت رايان ، الذي سالها الخروج معه في نزهة قصيرة.
عادت الى ذاكرتها صورة تلك الشابة التي تسرع في إرتداء الجينز الأزرق والقميص الملون، والتي تسرّح شعرها بالفرشاة لتعود وتكتب رسالة موجزة لوالدها ، بعدها تقضي خمس عشرة دقيقة في الإنتظار الشاق وهي تفكر فيما إذا كان يجب ان تهرع نحو سيارة رايان فور وصوله أو تنتظره حتى يقرع الباب.
فتحت ليف الباب لحظة طرق عليه رايان ، وحين رآها ، اضاءت إبتسامته الساحرة وجهه الأسمر ، كان يرتدي الجينز ايضا ، وقميصا أزرق ، بعد تلك النزهة الرائعة ، إعتاد رايان على لقاء ليف ، حيث كانا يتنزهان في اغلب الأحيان في مكان يشرف على شاطىء البحر.
وبالطبع ، كان يقترب منها ويعانقها ، وما تزال ليف تتذكر تفاصيل تلك اللحظات ، فقد علّمها رايان أن المعلومات التي تبادلتها مع الصبية القلائل الذين هم في سنها غير مجدية ، لا بد أنه سخر من قلّة خبرتها ، ولكن في أحد الأيام ، وفيما هي تسير في شارع القرية الرئيسي ، توقفت سيارة الجكوار الحمراء الى جانبها ، وإنحنى رايان يفتح الباب من دون أن يضطر الى دعوتها للصعود.
كان ذلك قبل اسابيع قليلة من إكتشاف والدها علاقتها مع رايان دانيسون ، لم تكن ليف تقصد إخفاء الأمر عنه ، لكنه حين علم بالأمر ، وقع أول خلاف بينهما ، إذ عدّد بصوت مرتفع أخطاء رايان، فهو يكبرها بكثير ، كما أنه مهمل ولا يتحمل اية مسؤولية ، وهو بالتأكيد يقضي وقته معها في سبيل التسلية......
بعد ذلك ، تدبرت أمر لقاء رايان بعيدا عن المنزل ، وكان والدها حين لا يلاحظ ذلك ، يتجنب ذكره امامها ، كان لقاؤهما يزداد حرارة مع مرور الأيام ، الى أن مرت ليلة وضعت علاقتهما في مأزق.
ففي تلك الليلة ، تناولا عشاء رومنطيقيا في احد المطاعم ، وفي طريق العودة الى المنزل ، أوقف رايان سيارته الى جانب الخليج ، كانت اللقاءات السرية مع رايان تعذب ضمير ليف وتقلقه ، لكنها في هذه الليلة إلتقته من دون شعور بالذنب ، إقترب رايان منها ، وفجأة أحست ليف انها تكاد تنهار ، الأمر الذي ملأها خوفا ، فأبعدته عنها بكل قوتها ، كانت تظن أنه سيحاول الإقتراب منها ثانية ، إلا أنه بقي مكانه يتنفس بهدوء وراء مقود سيارته ، شعرت بالألم والياس ، ثم قالت بهمس متقطع:
" آسفة".
إلتفت رايان الذي بدا وجهه شاحبا تحت ضوء القمر ، وقال معتذرا:
" آسف لأنني أخفتك.... فقد نسيت نفسي ، نسيت كم أنت صغيرة و .... من الأفضل أن نعود الى البيت".
بعد ذلك مضى أسبوع من دون أن يتصل بها.
لم تعلم كم من مرة أمسكت بسماعة الهاتف للإتصال به والدموع تنهمر بغزارة على وجنتيها ، وحين دعاها اخيرا لمرافقته الى حفلة يقيمها أحد أصدقائه ، بكت ليف فرحا ، إذ كانت تريد البقاء الى جانبه مهما كلّف الأمر ، ثم وصلت بطاقة دعوة مذهبة من دانيسون الأب تدعو السيد تشارلز جانسن وإبنته اوليفيا الى عيد ميلاد إبنه الأصغر جويل ، وبعدما قرا والدها البطاقة ، رماها بإهمال على الطاولة وقال بحزم:
إرسلي له إعتذارنا لعدم قدرتنا على المجيء".
قالت ليف برجاء:
" ارجوك يا والدي ، إن جويل لطيف جدا ، ومن الوقاحة أن ترفض دعوته".
" أظن أنني اخبرتك أن تبتعدي عن ىل دانيسون ، فهم ليسوا اهلا لك".
" إن كل اصدقائك سيكونون هناك".
" حسنا ، ربما يجب ان أذهب وأعود بسرعة لكي لا اثير غضب السيد دانيسون ، لكن لا أريد أن أراك بصحبة رايان !".
حين إقترب موعد الحفلة ، إرتدت ليف ثوبا جميلا ذا أكتاف مكشوفة ، وتركت شعرها اللامع ينسدل على كتفيها.
أما والدها ، الذي لم يشعر بالراحة وهو يرتدي بدلته الجديدة ، فقد قطب حاجبيه لدى رؤيتها ، لكن ليف دفعته للإسراع قبل أن يتسنى له الضغط عليها كي تبدل ثوبها ، كادت أنفاس ليف تنقطع دهشة حين وصلت الى منزل آل دانيسون ، كان المنزل مضاء بأضواء براقة بحيث بدا كأنه سفينة ضخمة تطفو على صفحة الماء ، ظنت ليف أنها تحلم بأشياء مذهلة ، فلم تصدق ما رأت ، إلا أن دهشتها إصطدمت بسخط والدها الذي قال:
" هنا آل دانيسون ذوو المظاهر ، بيتهم كبير وأموالهم كثيرة ومشاريعهم أكثر".
فتح الخادم توماس لهما الباب وقادهما الى الداخل حيث كان جويل يستقبل المدعوين ، وحين رآها ، اسرع وهو يبتسم مرحبا:
" مساء الخير يا سيد جانيسن ... شكرا لتلبية دعوتي".
أجابت ليف :
" شكرا لدعوتك لنا ، أتمنى لك عيدا سعيدا".
" هل أستطيع ان اصطحب اجمل فتاة في المنطقة؟".
سألها جويل حين إبتعد والدها ليتحدث مع دانيسون الأب ، حكت ليف وضعت يديها على كتفيه.
" إن بلوغك الحادية والعشرين لا يخولك حق عناق كل فتاة يا أخي الصغير".
قال رايان وهو يضع يده حول ليف وتابع:
" وخاصة هذه الفتاة بالذات".
لم تعد ليف تقوى على الوقوف ، فتركت عينيها تنهلان من أناقته ، كان يرتدي بدلة زرقاء وقميصا كحليا رائعا.

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
قديم 23-02-12, 06:28 PM   المشاركة رقم: 24
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

قال رايان وهو يتقدم لمصافحة والد ليف:
" كيف حالك يا سيد جانسن؟".
بعد ذلك وصل المزيد من الضيوف ، فإبتعد السيد جانسن لينضم الى مجموعة من الرجال الذين تحلقوا حول دانيسون الأب ، بينما إتجهت ليف للحديث مع عدد من الشبان الذين سبق لها أن تعرفت عليهم.
ولخيبة أملها ، لم يبحث رايان عنها كما كانت تتوقع ، فبدأت السهرة تفقد روعتها ، لكن حين بدأ العشاء ، وقف رايان الى جانبها وذراعه حول خصرها ، ثم قال بلطف بالغ وانفاسه تداعب أذنها:
" هل اخبرتك أنك تبدين فاتنة جدا الليلة يا آنسة جانسن؟".
لم تقل ليف أي شيء ، بل إكتفت بالنظر اليه بعينين حالمتين لتسمعه يردد:
" إستمري في النظر الي لأطير بك الى حيث لا يوجد احد يا صاحبة العينين الزرقاوين ".
كان العشاء فاخرا ولذيذا ، مكث رايان خلاله بالقرب منها ليشربا نخب جويل ، وحين فرغ الجميع من الطعام ، إنقسموا الى جماعات ، فذهب الشبان الى غرفة الرقص ، فيما بقي الكبار يتجاذبون أطراف في غرفة الجلوس.
خلع رايان سترته وفك أزرار قميصه العليا ليرقص وعيناه تبدوان أكثر لمعانا وجاذبية مما الهب مشاعر ليف ، وفيما هما يرقصان ، سار بها نحو غرفة جانبية وهو يقول :
" كنت اريد ان أفعل ذلك منذ بداية السهرة".
لكن فتاة وشاب دخلا ليقطعا عليهما خلوتهما ، فأمسك بيدها وخرجا من المنزل.
" الى اين نحن ذاهبان؟".
قال ضاحكا وهو يتجه الى الشاطىء وقد اضاء القمر طريقة:
" الى حيث لا يزعجنا احد".
ثم أردف قائلا:
"..... تخلصي من حذائك".
رفست ليف حذاءها العالي أسوة برايان.
اخذا يقفزان ويداهما متشابكتان وكالأطفال تسابقا على الشاطىء ، فيما كانت أصوات الموسيقى ورنين الضحكات تتلاشى في الظلام وراءهما.
" تمهل يا رايان ! لا أستطيع اللحاق بك".
وقفت ليف مسمّرة في مكانها وهي تقول:
" أظن أنني أكلت كثيرا".
تخلص رايان من قميصه تاركا النسيم البارد يلفح بشرته الدافئة، ثم قال :
" لم أكن أعلم ان المكان دافىء في الداخل ! إن ما نحتاجه هو القليل من السباحة".
لمعت عيناه كالفحم الأسود وهو يتابع سائلا:
" ما رأيك يا ليف؟".
ضحكت قليلا وقالت:
" كلا ، لا أستطيع ذلك....".
" هيا بنا ، لن يرانا أحد".
لمعت أسنانه تحت ضوء القمر وهو يبتسم لها.
" يجب ألا تسبح".
قالت ليف بسرعة ، فتركها قائلا:
" أراك فيما بعد على الشاطىء"
ثم القى بنفسه في المياه.
وقفت ليف مسمّرة في مكانها حائرة وهي تخشى عليه من الغرق ، ثم ، وبجرأة مفاجئة ، وقبل ان تسمح لنفسها بتغيير رأيها ، سارت الى الأمام وهي تشعر بمزيج من الإثارة والرعب غطست في المياه الباردة التي أجفلتها لأول وهلة ، وما لبثت أن إعتادت عليها ، سادها شعور بالحرية لدى وجودها وحيدة في البحر المضاء بالقمر المنساب كالحرير.
لكن يجب أن لا تبقى وحيدة ، يجب ان يكون رايان الى جانبها ، بحثت عنه بعينيها واللم يتسرب الى نفسها ، اين هو الان؟ إرتجف إسمه في حلقها حين إلتفّت ذراعاه حولها لترفعاها ثم تلقيا بها في الماء ، أخذت ليف تسبح وراءه من مكان لآخر ، فيما كان يختفي من أمامها ليظهر من ناحية أخرى ، الى ان إستطاعت الإمساك به ليعودا الى الشاطىء وهما يضحكان بمرح.
بدا القمر أكثر توهجا في تلك اللحظة ، فإلتفت رايان بعينيه نحوها ، ثم غرقا سويا في الرمال حيث يتجاذ المد والجزر الرغوة الاتية اليهما ، لم تستطع أن تقاوم سحره ، بل رغبت ان يقترب منها أكثر مما فعل ، وحين راودتها الفكرة ان ما تفعله خطأ ، القت بهذه الفكرة جانبا وهي تحدّث نفسها بأنها تحب رايان وستبقى كذلك الى الأبد ، ولن يدخل في حياتها غيره.
وفجأة شعر رايان بالدموع تنهمر من عيني ليف ، فضمها الى صدره بقوة وقال وهو يمسح دموعها:
" آسف يا حبيبتي".
هزت راسها وقالت:
" انا بخير... أحبك يا رايان".
لمست وجهه وتطلعت اليه والحب يملأ عينيها ، ثم اخذت تفكر... هل خيّبت آماله ام أنها أحرجته؟
قال رايان بحنان:
" أرجوك يا ليف، لا تبكي ، أنت لا تحتقرينني بقدر ما أحتقر نفسي ، صدقيني".
قالت وهي ترتعش:
" انا لا أحتقرك يا رايان ، ليس الخطأ خطأك".
" كان يجب أن لا أفقد السيطرة على نفسي...".
فكرت ليف مليا بكلماته ، فهل يعني أنه لو كان في وعيه الكامل لما رغب في الإقتراب منها؟
قالت بهمس:
" ألا يعني ذلك شيئا لك؟".
ابعدت راسها عنه ، إلا أنه أمسك بها واصابعه تنغرس في ذراعيها ، ثم إحتضن وجهها بكفه وقال بصوت أجش:
" بالطبع يعني ذلك شيئا لي ، لكن كان يجب ان لا أدع شيئا يحدث ، فانت صغيرة جدا".
قال ذلك بلطف ثم اردف :
" لكن هذا ليس ما افكر به".
جاء عناقهما أقل حرارة هذه المرة ، حتى إستغرقا في النوم وهما متعانقان على الرمال ، لم يشعرا بمرور الوقت ، ولم يسمعا الجلبة التي اثارها الجميع بحثا عنهما ، الى أن أضاء مشعل مكانهما.
إستيقظ رايان وهب واقفا وقاد ليف التي كانت تغالب النعاس الذي طغى عليها ، وما لبثت أن إستفاقت مذعورة لدى رؤية شخصين يقفان امام المشعل ، ثم وقفت بهدوء وهي تحمي نفسها به ، لم ينطق رايان باية كلمة.
" هل وجدتهما؟".
إنطلق صوت والد ليف عبر الأمواج وهو يسرع للإنضمام الى الشخصين.
" نعم ، إنهما هنا".
جاء صوت دانيسون الأب رزينا ، ثم تطلع نحو إبنه الأكبر وقال غاضبا:
" تماديت كثيرا هذه المرة يا رايان".
إتجه جويل نحو ليف قائلا:
" ليف ، هل أنت بخير ؟".
قالت بخجل:
" نعم ، أنا بخير طبعا".
" ما الذي يجري هنا ؟".
جاء صوت تشارلز جانسن مضطربا واضاف :
" كنا في غاية القلق عليك يا ليف ، إذ وجدنا حذاءك على الدرج".
وبعدما رأى شعرها المبلل قال:
" ليف؟ هل كنت تسبحين؟".
قال رايان بجفاء:
" لنذهب الى البيت ، لن نستفيد شيئا من الوقوف هنا كل الليل ".
قال والدها بإصرار :
" ليف ، ما الذي يجري هنا ؟".
" سنتحدث فور عودتنا الى البيت يا جانسن".
قالها دانيسون الب فيما كانوا يتهيأون للسير ، والهدوء المؤلم يخيم عليهم جميعا.

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
قديم 23-02-12, 06:30 PM   المشاركة رقم: 25
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

7- أثر على الوسادة

إنكمشت ليف حين راودتها تلك الذكريات ، ولمعت في مخيلتها صور المشهد الذي اعقب تلك الحادثة ، وفيما كانت مستلقية على سريرها في مركب رايان ، لفت ذراعيها حول نفسها كي تشعر بالإطمئنان أزاء تلك الذكريات المؤلمة.
إلتزم والدها الصمت بعدما علم بكل ما جرى ، وما لبث ان بدأ مع دانيسون الب يوبخان رايان ويتهمانه بالطيش ، فيما وقف رايان الذي إكتسى وجهه بتعبير جاف ، صامتا كأبي الهول.
فقدت ليف السيطرة على نفسها ، ولم تستطع تحمّل المشادات ، وهنا وضع جويل ذراعه حولها ليهدىء من روعها ويمسح الدموع المنهمرة على خديها.
نظرت ليف الى عيني جويل المليئتين بالحنان ، وإرتاحت عندما رأت وجهه يعكس ما تعانيه من ألم وخيبة ، ثم هدات قليلا وإنتقلت بها الذاكرة الى الوقت الذي طلب فيه من رايان أن يتزوجها فورا ، لكن رايان رفض الزواج بحجة أنه غير مهيأ له وان هناك أمورا يجب أن ينجزها قبل ان يتحمل عبء هذه المسؤولية ، تجمدت عروق ليف عندما سمعته يرفض الزواج منها ، وإلتفت والدها نحوه وتهيا للإنقضاض عليه ،وقد بدا وجهه شاحبا من الغضب لكن صوت دانيسون الب حسم الموقف ، إذ قال:
" يجب أن يتزوج رايان من ليف ، وان يواجه مسؤولية ما أقدم عليه ، ثم يغادر المنطقة من دون ان يأخذ شيئا بإستثناء ما يستطيع حمله ، وبعدها لن تكون هنا اية معونة إقتصادية له ، لكنه سيتزوج ليف.... وهذا هو المهم".
عادت عينا ليف تنظران الى رايان وهو يواجه غضب والده ، لكن الأسوا من ذلك كانت الطريقة المشينة التي إبتعدت بها عيناه الزرقاوان عن عيني ليف المتوسلتين.
كان إحتفال زواجهما هادئا عل عكس الإحتفالات الصاخبة التي كانت تحييها عائلة دانيسون ، خرج رايان بعد ساعة من الإحتفال ، ولم تعد ليف تراه على إنفراد كما في تلك اللحظات الحالمة التي قضتها معه على الشاطىء ، وحينما تشابكت أصابعهما بينما كان يلبسها الخاتم ، شعر كل منهما وكأنه يلامس النار.
لم تعد ليف تراه إلا حينما فاجاها منذ ثلاثة اسابيع ، وفي الواقع ، لم تسمع عنه شيئا إلا عندما بلغ طفلاها عامهما الثاني ، وقتئذ نصحها البنك باخذ النفقة التي كان يرسلها الى حسابها كل شهر ، لكنها لم تمسها خلال تلك السنوات ، إذ لم تكن تريد شيئا منه.
شعرت ليف بالدموع تبلل وسادتها ، فإنتابتها موجة من الأسى ، كلا ، لم تكن تريد منه شيئا ، لكنه منحها أثمن هدية ...طفليها الجميلين.
منتديات ليلاس
لم تستطع أن تتخيل الحياة بدونهما ، رغم انها لم تحس بطعم الحياة ، فبعد رحيل رايان ، مكثت ليف في منزلها وحيدة تتطلع الى البحر او تتمشى على الشاطىء ، وإبتعدت عن كل من يحاول التقرب منها ، حتى والدها وجويل ، وضعت لنفسها قفصا زجاجيا وهميا بحيث لا تستطيع ان تلمس احدا ولا أحد يلمسها ، لم يخطر ببالها قط أنها يمكن ان تكون حاملا ، لم تكتشف ذلك إلا بعدما لاحظ والدها معالم المرض البادية عليها ، فإستدعى الطبيب الذي أكّد حملها ، تلقت النبأ من دون أي إنفعال ، إذ أنها لم تكن تدري أتريد أطفالا ام لا تريد؟
كان والدها شديد القلق عليها ، وحاول جويل إخراجها من صمتها ، حيث بقي الى جانبها يتحدث اليها ساعات طويلة من دون جدوى ، فإتهمها بالأنانية وعدم الإهتمام بالآخرين.
وبرغم هذا الإتهام ، إستمر جويل في مساعدتها كي تتجاوز المحنة التي المّت بها ، ولما بدات الحياة الجديدة تنمو في احشائها ، إستعادت ليف توازنها تدريجيا ، وعاد كل شيء الى حاله الطبيعي ، وتحول الحب الكبير الذي منحته لرايان نحو الكائنين اللذين لم يولدا بعد ، نعم ، كان جويل سبيلها الى الخلاص ، حبث جاهد طويلا من أجل إنقاذها بعد ان كانت على شفير الهاوية ، كان من السهل جدا أن تقع في حب جويل خلال السنوات الماضية ، إلا أنها كانت تعلم أن هناك شخصا ثالثا يحول دون ذلك.
لم تكد ليف تستغرق في النوم حتى شعرت بيد تلامس كتفها بلطف ، فإستفاقت تنظر في الظلام الى الوجه الذي علمت بوجود صاحبه.
قالت وهي تمسك بالغطاء لتحمي ذراعيها:
" ما الأمر؟ ماذا تفعل هنا؟".
قال رايان وهو يمسك بالغطاء:
" علي أن ينام هنا لأن روكو ينام على المقعد في الغرفة الرئيسية ، إنني لا ارغب في النوم على الأرض ، بينما أكون مرتاحا اكثر هنا".
" تكون مجنونا لو إعتقدت انني سأدعك.....".
" أخفضي صوتك كيلا يستيقظ النائمون".
" لن تنام هنا".
همست ليف بإصرار بعدما إلتقت عيناه بعينيها ، ثم تساءلت ساخرة فيما كان قلبها يخفق بشدة:
ما الذي جرى للنجوم في السماء؟".
" لو توقفت عن الكلام لكان بإمكانك الإستماع الى المطر".
أنصتت ليف الى المطر المنهمر على متن المركب ، فيما كانت تسترق النظر الى رايان.
أحست بالتوتر ، وقالت:
" وماذا بشأن السي؟".
" أنها نائمة في السرير الواقع تحت سرير لوك ، لقد جاءت لتنام هناك بعدما بدات السماء تمطر ، والآن تحركي ، فانا متعب وأريد أن اخلد للنوم".
رفع رايان الأغطية وإنزلق تحتها لينام.
تقلص السرير المريح المتسع وأصبح ضيقا جدا ، فإلتصقت ليف بحائط الغرفة وقد توترت حواسها ، اطفأ رايان الضوء وإستلقى مديرا ظهره اليها .
بقيت ليف هادئة وعيناها مفتوحتان ، تنهد رايان قائلا:
" إهدئي ، إكراما لله".
إزدادت ليف إلتصاقا بالحائط بعدما سمعت صوته.

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
لينس ستيفينز, لو لم تسافر, lynsey stevens, روايات, روايات مترجمة, روايات مكتوبة, روايات رومانسية, روايات عبير, روايات عبير المكتوبة, روايات عبير القديمة, ryan's return, عبير
facebook




جديد مواضيع قسم روايات عبير المكتوبة
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 04:56 PM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية