كاتب الموضوع :
نيو فراولة
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
ثم تحركت بده تلقائيا نحو كتفها الدافئة من جراء حرارة الشمس ، فإلتهبت وكأنها مسّت النار ،وفيما هما يتعانقان ، تمنت لو ان بإستطاعتها إقناع الشمس بالمغيب مثلما تمنت أن تمنع راسها من التحرك لأستقبال نظراته.
بدا ذلك كعقاب وتعذيب ، إلا أن رايان إنزلق في تيار المشاعر التي عصفت بهما ، وكانت يداهما تتحركان بشوق بالغ وكأنهما لم تلامسا ما يكفي.
قالت ليف وانفاسها تتلاحق، محركة راسها من جانب الى جانب:
" هذا جنون يا رايان ، كلا يا رايان .... لا نقدر... ماريا .... الاطفال يمكن ........".
" تعالي معي الى الشاطىء".
جاءت كلماته منخفضة ناعمة لإقناعها بلطف.
ثارت ليف وهي تحاول مقاومته ، وما لبثت ان هدأت ، وما كاد رايان يقف ليسير الى جانبها حتى ظهر رأس ماريا وهي قادمة من داخل المركب.
" ليف؟".
نادت بهدوء ، ثم توقفت حين رات رايان .
اصيبت ليف بالذعر مما فعلت ، فقامت تسوي ملابسها وقد شحب وجهها حين شعرت كم هي ضعيفة وغير قادرة على مقاومته .
قالت وأنفاسها تتلاحق ، وشعرت بالإحمرار يغزو وجنتيها :
" أنا هنا يا ماريا".
أحست ماريا بالخجل حين رأت وجه ليف الأحمر وفم رايان المشدود.
إلتفت رايان هامسا كي لا تسمعه ماريا ، وأصابعه تفرك يدها الممسكة بحافة المركب:
" تعالي معي يا ليف".
نظرت الى التعبير المثير في وجهه ، فتلاحقت خفقات قلبها ثانية ، ثم سارت نحو ماريا من دون أن تنظر خلفها مرة ثانية.
كان رايان يوشك على الذهاب ، وتحرك ليأخذ صنارة الصيد .
قالت ماريا وعيناها تتطلعان نحو ليف ورايان:
" قمت بتحضير الشاي ، هل تود ان تشرب فنجانا من الشاي؟".
كاد يتجاهل سؤالها ، لكنه تنهد ووقف بسرعة قائلا:
" كلا ، شكرا يا ماريا ، ساعود من حيث اتيت".
ثم إلتقط الصنارة من دون التطلع نحو ليف ، إلا أن عيناها رافقتاه ، قبل أن تبع ماريا الى داخل الغرفة.
قالت ماريا بعدما أصبحتا وحيدتين :
" آسفة يا ليف ، آمل ان لا اكون قد قاطعتكما ".
أجابت ليف وهي تتصنع المرح:
" بالطبع لا ، اين فنجان الشاي الذي كنت تتحدثين عنه؟".
وقفت ماريا تحدق في صديقتها ، فأطرقت ليف محاولة التهرب من نظراتها.
قالت ماريا بهدوء:
" لا تتهربي مني يا ليف ، فأنت ما تزالين تحبينه ، أليس كذلك ؟".
إلتفتت ليف غاضبة لتواجه ماريا ، إلا أن التعبير العاطفي البادي على وجهها أزال غضبها ، فقالت بهدوء:
" انت مخطئة يا ماريا".
" لا تحبينه ؟ لكن يبدو لي أنكما كنتما في وضع يشير الى الحب ".
أشاحت بوجهها لتخبىء الحمرة التي غزت وجنتيها وقالت:
" الحب ؟لم يكن حبا يا ماريا ، بل مجرد رغبة قديمة".
ضحكت ماريا قائلة:
" إن ذلك مثير حقا !".
أطلقت ليف زفرة حادة بضيق وقالت بياس:
" كان يجب ألا ارافقكم في هذه الرحلة يا ماريا ، لأنني عرفت ان ذلك سيحدث".
ثم جلست الى الطاولة وهي ترتجف متابعة:
" كما أنني لم أشعر بالراحة منذ أن عاد رايان".
قالت ماريا وهي تجلس قبالتها:
" لكنك كنت تعلمين أنه سيعود عاجلا أم آجلا ".
" لم افكر في ذلك مطلقا ، أتمنى ...".
توقفت ليف عن الكلام وهي تغمض عينيها بشدة على ذكريات تلك الدقائق التي قضتها معه .
" ألا تعتقدين ان بإستطاعتك خوض التجربة معه ثانية ؟ فالأمر يستحق المحاولة إذا كنت تشعرين بشيء نحوه".
هزت ليف راسها قائلة:
" كلا ، إن رايان دانيسون الذي وقعت في حبه ليس موجودا خارج مخيلتي ، علمت ذلك منذ ثماني سنوات ، تخيلته رجلا عظيما ، ولم يخطىء حين أخفق في التصرف كرجل عظيم ، لكنه لم يحاول حتى .... ان ...... لم يكن يريد أن يتزوجني في البداية....".
" لكنه تزوجك.....".
قالت ليف بمرارة:
" تزوجني لأن والده ووالدي أرغماه على ذلك".
" لم يكن ليتزوجك لو لم يرغب في ذلك يا ليف ، فهو آخر من يدفعه احد للقيام بمثل هذه الخطوة بالقوة ، حتى ولو كان الموت هو البديل".
وحين لم تعلق ليف على هذا الكلام ، وقفت ماريا وسارت بإتجاه المطبخ وهي تقول:
" سأحضر الشاي".
جلست ليف مكتئبة دقائق قليلة ، ثم قامت وهي تتنهد لتحضر فنجانين ، وفيما هي تنهض عن الطاولة ، داست بقدمها على طرف خريطة بدا أنها سقطت سهوا ، فإنحنت لإلتقاطها وإعادتها الى مكانها وهي تعتقد أنها الخريطة التي كان رايان ومايك يدققان فيها ، دفعها فضولها الى النظر اليها ، كانت تتوقع أن تجد خريطة بحرية ترشد الى المواقع المحلية ، لكنها كانت مخطط عمل ، القتها ليف على الطاولة ووضعت السكّرية على احد جوانبها لتبقى مفتوحة ، وقد اثارتها الكلمات المطبوعة في الأسفل:
شركة رايان دانيسون ، مع عنوانه في أوكلاند ، نيوزيلندة.
كانت الخريطة مخططا لسلسلة من الأبنية الصغرى ترتبط ببعضها البعض لتشكّل مستوطنة كاملة.
مشت ماريا خلف ليف تتطلع من فوق كتفها.
" ما هذا؟".
قالت ليف وهي تنحني أكثر:
" لست ادري ، وجدت هذه الخريطة تحت الطاولة ، يظهر أنها نوع من ..... سلسلة من الشاليهات ، إنظري هنا ، يبدو ان كل بناء هو وحدة متكاملة ، هنا توجد بركة سباحة ... وهنا ملعب كرة المضرب ، يبدو أن هذا مخطط منتجع سياحي".
إنحبست أنفاسها فإلتفتت الى ماريا ودهشتها تعكس ما تشعر هي به.
" إفتحيها جيدا".
قالت ماريا وهي تبسطها على الطاولة لتنظرا الى صورة المشروع ككل وتابعت:
" ربما تكون جزيرة كرافن ، لكن االجزء الأسفل إقتطع منها".
ولدى البحث في الخرائط الخرى ، وجدت ليف جزء الخريطة التي تريدها ففتحتها امام ماريا لتتحقق منها.
قالت وهي تكاد لا تصدق:
" إنها الجزيرة ! لكن ما الذي يفعله رايان بهذه الخطط التي تشير الى بناء منتجع في جزيرة كرافن؟ من المفروض ان يمتلك الجزيرة كي.....".
سالت ماريا وهي لا تصدق:
" ليف ، ها ذلك معقول؟".
أومأت ليف براسها وقالت:
" لا اصدق ذلك .... إذ كيف يستطيع شراء الجزيرة؟ وكيف إستطاع أن يقنع السيدة كرافن ببيعها له، في حين كانت ترفض أية عروض يتقدم بها والده؟".
" إن رايان بارع في إستخدام اساليب الأقناع الفعالة ، وربما إستمال السيدة كرافن وأقنعها ببيع الجزيرة له ، اعتقد ان دانيسون الاب ايضا شريك في الصفقة".
" لا ، انا متأكدة تماما أنه لا يعرف شيئا عنها ".
ثم تركت طرف الخريطة وهي تتمنى لو أنها لم تعثر عليها.
|