كاتب الموضوع :
نيو فراولة
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
قالت ضاحكة:
" إن الصبية يقضون وقتا ممتعا ، اعني الصبية الكبار".
إلتفتت ليف الى المقود حيث وقف رايان ومايك يرشدان لوك ودين والى طرق القيادة الرئيسية في المركب ، وبعد قليل، إستلم روكو القيادة بينما توار رايان ومايك عن الأنظار ليدققا في الخرائط.
جلست ألسي مقابل ماريا وليف وعيناها تتحركان بإبهام من واحدة الى أخرى ، وهي تبتسم:
" لم أعتقد ان في أوستراليا أماكن جميلة مثل فيجي!".
إعترفت ليف أنها فتاة جذابة ومثيرة بشعرها الأسود الأجعد وبشرتها الداكنة الناعمة.
" كان رايان يقول دائما ان المنطقة جميلة جدا ، إلا أنني لم أصدقه ".
اجابت ماريا بسرور:
" أجل ، إنها جميلة ، أنا سعيدة لأن مايك لم يغادرها بعد زواجنا ، إن معظم الشبان يفعلون ذلك أيضا".
هزت الفتاة الأخرى راسها:
" رايان فعل نفس الشيء ، منذ متى تزوجت انت ومايك؟".
أجابت ماريا ضاحكة:
" منذ ثماني سنوات ، بالرغم من ان هذه المدة تشعرني بكبر سني ".
أومأت ألسي برأسها ثم إلتفتت الى ليف قائلة:
" وماذا بشأنك؟ إسمك ليف ، أليس كذلك؟ إنه إسم غريب ".
قالت ليف وهي تبحث عن موضوع آخر تتهرب بواسطته من سؤالها:
" إنه إختصار لإسم أوليفيا".
إبتسمت ألسي وقالت:
" آه ، أوليفيا ، إسم لطيف جدا ، أعتقد أنك تزوجت في نفس الفترة ، إذ أن طفليك يبلغان السن ذاته ، هل يعمل زوجك في الملاحة أيضا؟".
وفكرت : من الواضح أن رايان لم يخبر صديقيه أي شيء عنها وعن التوأمين.
" كلا".
ثم أضافت من دون أن تنظر الى عيني ماريا وهي تشعر بالجبن مرة ثانية:
" لقد إفترقت عن زوجي منذ فترة طويلة".
" إن ذلك سيء للغاية ! هل أنت صديقة ماريا ؟".
" نعم نحن صديقتان منذ عدة سنوات".
" كنا جميعا أصدقاء قبل أن يغادرنا رايان".
توقفت عينا ألسي سوكونا على ليف ثانية ، إبتسمت ليف في أعماقها وهي تود لو ان لديها الجرأة للتاكيد لهذه الفتاة بان لا علاقة تربطها برايان لن تكون خطرا عليها.
" أرجوك يا امي ، اريد أن أشرب".
كان طلب ميلي فرصة مناسبة لمغادرة المكان ، فأمسكت بيد إبنتها ونزلت الى غرفتها ، إلتفت مايك ورايان بعيدا عن الخرائط التي كانا ينظران اليها اثناء مرور ليف وميلي.
" اريد كوب ماء لكي تشرب ميلي".
أجاب رايان وهو يعود لينظر الى خرائطه:
يوجد عصير في لثلاجة".
وفجأة ، اخذت ليف تتخيل رايان وهو يضم الفتاة الفيجية بذراعيه ، فاصابتها الدهشة ، فهل هي تغار منها ؟ تساءلت فيما كانت ميلي تتناول كوب العصير ، لا ! لن تغار من أحد بعد كل هذه المدة ، سار المركب ببطء ، فوقفت ليف متمسكة بالثلاجة كي لا تتعثر وتقع ، أخذت تسترق النظر الى رايان وهو منكب على الطاولة ، لم تستطع ان تحول عينيها عنه ، وفجأة لم تعد ترغب في ذلك ، فشعرت بالضيق ، وبتلبّد الجو بينهما ثانية.
إلتفت رايان صوبها وكأنه أحس بنظراتها ، فإلتقت عيناه الزرقاوان بعينيها ، وعادت بهما الذاكرة في تلك اللحظة الى الوقت الذي كانا يقودان الدراجة في المنتزه ، كانت عيناه جريئتين ، وكانت عيناها تضرعان ، ثم إلتقت عيونهما في رقصة إقترب خلالها ليخطف منها قلبها ، كانا يركضن على الرمال ، ويسبحان في المياه الزرقاء ويتسابقان على طريق الشاطىء بسيارة السباق والريح تكاد تقتلع شعرهما ، ثم يسيران جنبا الى جنب أو يتشاركان الغداء ، وكانا يلهوان تحت ضوء القمر ، غير عابئين بمرور الوقت أو بنتائج تصرفاتهما.
يا الله ! لماذا تهدّم كل شيء؟
إنهمرت الدموع من عيني ليف وظنت في تلك اللحظة ان الحزن واضح في عيني رايان.
أشاحت ليف بعينيها عن عيني رايان ، وراحت تغسل كوب ميلي وتعيد العصير الى الثلاجة ، كما عاد رايان ينظر الى خرائطه ، ولم يتطلع اليها حين مرّت بجانبه.
عاد رايان ومايك الى قيادة المركب حين إقترب من جزيرة كرافن ، هذه الجزيرة الإستوائية التي تتوسطها الأشجار الخضراء الوارفة الظل وتحيط بها الرمال البيضاء ، ومهما يكن الشخص الذي إشتراها من السيدة كرافن ، فإنه انجز بالتأكيد صفقة رابحة لأنها إحدى جزر الكمبرلاند الداخلية المحمية من المحيط الباسيفيكي بالجزر الشرقية الكبرى.
ولّت مجموعة من الطيور هاربة من الأشجار لدى ظهر المركب ، فقام روكو ورايان بإنزال الأشرعة بسرعة ، فيما تسلم مايد دفّة القيادة إستعدادا للرسو في الجزيرة.
هل ينوي رايان النزول في تلك الجزيرة؟
من الواضح أنه لم يعلم بعد أن الجزيرة لم تعد ملكا للسيدة كرافن ، وان هناك لوحة كتب عليها: املاك خاصة ، ممنوع الدخول !
حمل مايك الأطفال وناولهم الى رايان ، ثم إلتفت نحو ليف وماريا يحثهما على الإسراع والتنبه أثناء نزولهما الى اليابسة ، نظرت ليف نحو رايان وقالت:
" نحن ندخل أملاكا خاصة يحظر الدخول اليها".
فأجابها:
" لا ارى أي مسؤول عن تطبيق القانون هنا ، إضافة الى أن السيدة كرافن لا تمانع في مجيئي الى جزيرتها ابدا".
" لكنها باعت ممتلكاتها هنا ، لقد أخبرني جويل بذلك ، كما أن والدك......".
توقفت ليف عن الكلام حين شعرت أن الجميع ينظرون اليها .
" هل كان أبي غاضبا لذلك؟".
أنهى رايان كلامه من دون أي إنزعاج.
" يمكنني ان اتصور ذلك".
ثم تابع سيره مضيفا :
" يمكننا أن نسبح هنا ، فالمكان ليس عميقا".
ثم مشى بزهو أمام اللوحة الرسمية من دون أن يعيرها أي إهتمام.
وفيما هي واقفة على الشاطىء ، نظرت ليف الى ماريا التي كانت تبدل ملابسها ببدلة سباحة سوداء :
" إنها فكرة رائعة ، فالمياه تبدو صافية ومثيرة".
|