لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > روايات عبير > روايات عبير المكتوبة
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

روايات عبير المكتوبة روايات عبير المكتوبة


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 17-02-12, 09:22 PM   المشاركة رقم: 6
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2011
العضوية: 224624
المشاركات: 744
الجنس أنثى
معدل التقييم: fati_mel عضو ذو تقييم عاليfati_mel عضو ذو تقييم عاليfati_mel عضو ذو تقييم عاليfati_mel عضو ذو تقييم عاليfati_mel عضو ذو تقييم عاليfati_mel عضو ذو تقييم عاليfati_mel عضو ذو تقييم عاليfati_mel عضو ذو تقييم عالي
نقاط التقييم: 941

االدولة
البلدMorocco
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
fati_mel غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
Congrats

 

واااااااو

الرواية حلوة كثييييييييييير
وان شاء الله اكون من المتابعين معاكي

وموفقة في الكتابة والتنزيل

 
 

 

عرض البوم صور fati_mel   رد مع اقتباس
قديم 18-02-12, 05:57 PM   المشاركة رقم: 7
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

2- فراشة في قفص أبدي

شعرت ليف لأول مرة في حياتها أنها تكاد تنهار ، فإلتصقت بالحائط ترتجف من الخوف ، فكرت للحظة أن خيالها إستقدمه بطريقة سحرية ، لكن رايان كان حقيقة ، حقيقة واقعة.
" أعتذر لمفاجأتك".
كان الصوت نفسه بعمقه ورزانته ، فهي لم تنس نبرة واحدة من نبراته ، ذلك الصوت الذي فتح جراحا قديمة كانت تعتقد أنها شفيت.
" حسنا يا ليف، لقد مضى وقت طويل على فراقنا".
نظر رايان اليها بجرأته المعهودة ، وعلى الرغم من أن نظراته كانت تائهة ، إلا أن ليف كانت تشعر بها وكأنها تطوّق روحها.
منتديات ليلاس
أدركت أنها ترتدي رداء النوم القصير فشرعت تغطي نفسها بيديها.
" اليس الوقت متأخرا جدا للزيارة؟".
سألت ليف بجدية ، لكن رايان إبتسم وقال ساخرا:
" هل هذا كل ما تقولينه بعد غياب ثماني سنوات ؟ إنه لترحيب لطيف يا سيدة دانيسون !".
" أي نوع من الترحيب تتوقع بعد ثماني سنوات ؟ هل تريدني ان ارتمي بين ذراعيك ؟".
قالت ليف بمرارة وهي تكاد لا تصدق أن رايان يقف أمامها .
" في وقت مضى كنت ستفعلين ذلك بالتأكيد".
أجابها رايان مبتسما ثم توسل اليها قائلا:
" الا تدعينني للدخول؟".
يا الهي ! إن هي سمحت له بالدخول فربما يوقط التوأمين.
" كلا ! ".
تفوهت بهذه الكلمة ورددتها مرارا بعدما إستعادت رباطة جأشها.
" كلا ، لا أظن أن هذه الفكرة صائبة ".
نظر رايان اليها بهدوء ، وفجأة إقترب منها ، لم تكن ليف قصيرة القامة ، لكن كان عليها أن ترفع راسها قليلا كي تنظر الى وجهه ، وعلى الفور ، شعرت برغبة شديدة في إحتضانه وكادت يداها تصلان اليه ، لكنها أحجمت وتنهدت بعمق ثم قالت :
" يجب أن ترحل يا رايان ".
" آه ، هكذا !".
" إن الوقت متأخر ، ربما سألقاك غدا عندما اذهب الى القرية ، هل ستمكث طويلا هنا؟".
وضع رايان يديه في جيبي سرواله محدقا في البحر الممتد أمامه بينما كانت ليف تتامله محاولة إكتشاف ما تغيّر فيه ، كان شعره المسرّح بعناية أقصر مما كان في السابق ، أما كتفاه فإزدادتا عرضا ، وإستطاعت ليف أن تلمح عضلاته القوية تحت ضوء القمر مما يؤكد أنه لم يتخلّ عن العمل اليدوي الشاق ، ورغم أن وجهه فقد آثار الفتوة ، إلا أنه بالإجمال ، كما إعترفت ليف لنفسها ، لا يزال وسيما كما كان دائما.
" يبدو أنني تغيرت مثلما يتغيّر الجميع لأن الزمن لا يرحم احدا ".
همس رايان وكأنه أدرك ما يجول في خاطرها وتابع بصوت اعلى :
" ألا يمكنك أن تقدمي لي شرابا إكراما للماضي؟".
قالت ليف بتردد :
" حسنا ، إنتظر قليلا ريثما ابدل ثيابي".
" لا يهم ، إنني رايتك ، فيما مضى ، بملابس أقل".
قال رايان ناظرا اليها بجرأة بينما كانت ليف تعاني مشاعر متناقضة يمتزج فيها الحب والكراهية ، الحنان والحقد ، وخطر لها أن تهجم عليه كي تقطعه بأظافرها وأسنانها إنتقاما ، إلا أنها قالت بإزدراء:
" لم تتغير أبدا يا رايان ".
إقترب رايان منها وأمسك بذراعيها وقال بحزن:
" يظهر أنك تغيرت كثيرا ، يا ألهي ، هل يستطيع احد ان يتغير الى هذا الحد؟".
" دعني وشاني ، إنك تؤلمني ".
" ليف ، لا تبعديني عنك".
قال رايان بغضب ثم دفعها بعيدا عنه متنهدا بعمق ، وفيما لبثت ليف تراقبه صامتة ويداها تتفحصان الإحمرار الذي خلّفه إمساكه بذراعيها ، فوجئت به يسألها:
" من هو ذلك الرجل الذي كان عندك الليلة؟".
" رجل ؟ كيف علمت من كان هنا ومن لم يكن؟".
" كنت متوقفا بسيارتي قرب الشاطىء راغبا في رؤيتك على إنفراد ... هذا إذا كنت وحدك".
تضايقت ليف من لهجته الساخرة وقالت بغضب:
" إنك لا تزال تحكم على الأشخاص وتقيسهم بنفسك يا رايان دانيسون العظيم".
وبغضب مماثل ، قال رايان محذّرا:
" إنتبهي يا ليف ، أنا لا أعتقد انك توفرين الجو المناسب للطفلين ، طفليّ ، لأنك تخرجين مع رجل وتتركين آخر حاضنا لهم".
فرّ الدم من وجه ليف وسألت مندهشة :
" طفليك؟".
" أجل ! ظفليّ ، إنني أعرف كل شيء عنهما منذ كان عمرهما ثمانية اشهر".
" وكيف علمت؟".
" هل تهتمين بالأمر ؟ يكفي أني علمت ، كان بإمكانك أن تخبريني بنفسك ، لكنك لم تفعلي ، ألا يحق لي أن أعلم؟".
" يحق لك؟ يحق؟".
إرتفع صوت ليف مع إرتفاع حدة غضبها وأكملت:
" ليس لك أي حق في ذلك يا رايان".
وفجأة تلاشى غضبها بسرعة مثلما ثار بسرعة وتابعت قائلة بهدوء:
" انت لم تشأ أن ترتبط معي في البداية ، وانا لم أرغب في أن تكون هناك أية روابط فيما بعد ، وهذا ما جعل الأمر ينتهي بيننا ، إنني تعبة الآن وسأذهب الى النوم".
لكن رايان أمسك بها وشدّها اليه قائلا بغضب:
" أتظنين أن بإستطتعتك أن تمحي كل شيء بسهولة . حاولي أن تكوني صادقة مع نفسك ولو مرة واحدة ، كنت في السادسة عشرة من العمر ، كنت صغيرة جدا ولا يمكنك بالتالي ، الإرتباط باي كان ".
إبتسمت ليف وقالت :
" لكنني لم أكن صغيرة جدا بالنسبة الى الأشياء التي أردتها مني ، الأشياء التي أردتها فقط ، حسنا يا رايان ، إنك نلت مني ما أردت ثم رحلت بعيدا ، بعيدا جدا ".

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
قديم 18-02-12, 05:59 PM   المشاركة رقم: 8
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

لاحظت ليف انها آلمته كثيرا وتوقعت أن يبرر فعلته ، لكن رايان أمسك بها بسرعة وقال:
" مهما تكن الفكرة التي كونتها عني في عقلك الصغير ، إلا أنه من المؤسف أن أخيب ظنك يا سيدة دانيسون".
ضحك بقسوة وتابع:
" كلا ، لم أتغير كما تعتقدين ويجب أن اتاكد إذا كنت انت تغيرت".
وفجأة ، ضمها الى صدره بقوة ، وفي الحال ، لم يشعر أحدهما باللحظة التي حلت فيها العاطفة محل الغضب وخصوصا بالنسبة الى ليف التي ساءلت نفسها : كيف إستجابت له بعد كل ما حدث ؟ وكيف شعرت وكأنها فراشة مسجونة في قفص الحب؟
قال رايان مستنتجا :
" نعم ، أنت ايضا لم تتغيري ، فنحن ، كما كنا دائما ، زوجان مناسبان".
" دعني يا رايان ، دعني وشأني".
إبتسم رايان وقال ساخرا:
" سألتني كم سأبقى هنا ، عليك ان تعتادي المجيء الي لأنني سأبقى مدة غير محدودة ! ".
وفيما إنسحب خارجا من المنزل نظر اليها وقال :
" اراك يا ليف ، إن هذا وعد!".
أقفلت ليف الباب وراءه ، ولمست وجنتيها فوجدتهما مبللتين بالدموع ، من المؤكد انها شعرت بالخطر الذي إستحضره رايان بعودته ، فهل عاد كي يهدم حياتها المستقرة؟
أمضت ليف عدة سنوات حتى إستطاعت ترتيب شؤون حياتها بعد رحيل رايان ، لكنها تشعر الان ، بعد عودته ، بأنها تتخبط في أمواج العواطف المتأججة ، أفاقت من خواطرها القلقة حين إنطلق صوت إبنها لوك ، الواقف الى جانبها يتطلع اليها بعينين ناعستين ، متسائلا :
" ما بك يا أمي ، لماذا تبكين؟".
" أنا بخير يا لوك ، كل ما في الأمر أنني لم أستطع النوم ".
" تعالي ونامي بالقرب مني".
قال لوك ممسكا يد أمه بحنان فيما إنحنت ليف امامه وإحتضنته بقوة والدموع تتدفق من عينيها على الرغم منها ، ثم قالت ناظرة الى وجهه الصغير:
" آسفة يا لوك لأنني أيقظتك ، هل تريد أن تشرب قبل العودة الى النوم؟".
" أجل ، من فضلك".
شرب بنهم ، وسال أمه بقلق:
" أظن أنني سمعت أصواتا ، هل انت حقا بخير يا أمي ".
" نعم ، لا تقلق يا لوك ، اراك في الصباح".
في صباح اليوم التالي ، إستيقظت ليف من نومها العميق ، الذي خلدت اليه لفترة قصيرة ، على رنين الجرس ، فنهضت من سريرها وإتجهت صوب غرفة الجلوس حيث سمعت لوك يخاطب زائر اصباح قائلا:
" لا تزال امي نائمة يا عمي جويل ، أعتقد أنها كانت مريضة في الليلة الماضية".
لمح جويل ليف قادمة اليه فقال بعجلة :
" لا تؤاخذيني على إزعاجي لك فأنا قلق لما أصابك في الليلة الماضية إذ سمعت للتو أنك لم تكوني على ما يرام".
" لم اكن مريضة ، بل شعرت بقلق منع النوم عني حتى وقت متاخر".
قالت لبف ببرود ، ثم أضافت وهي تتثاءب:
" ما الذي كنت تريد قوله؟".
" ليف ، لا أدري كيف سأخبرك بالأمر ، لقد رايت أن من الأفضل ان أجيء اليك...".
تنهدت ليف وقالت :
" كف عن القلق يا جويل فإنني علمت بكل شيء.".
" هل علمت؟ وكيف ؟ من أخبرك ؟".
" إن الأخبار السيئة تصل بسرعة".
"لكنه وصل الآن فقط".
قالت ليف وهي تشعر بالامبالاة :
" بل وصل الليلة الماضية".
" الليلة الماضية؟ ولكن كيف......؟".
تردد جويل ثم تابع:
" تعنين أنه إتصل بك هاتفيا بعدما غادرتك ؟ وهل كان مارتن عندك؟".
أجابت ببساطة وكأن الأمر عادي جدا:
" كلا ، كان مارتن غادر المنزل وفي الواقع جاء رايان الي".
كان بمقدورها أن تقرأ ما يجول في خاطر جويل.
" جاء الى منزلك ؟ وكيف عرف مكانه؟".
" لا أدري".
" أنا آسف ، لم أفكر مطلقا انه قد يأتي فجأة ، إنني أفهم مشاعرك ، لكن يبدو أن رايان تغير كثيرا ".
" هل تعتقد ذلك؟".
" أجل ، الا تعتقدين ذلك أيضا؟".
" آه يا جويل ! إن قدومه كان صدمة قوية ، كم أود لو أنه بقي غائبا لأنني لا استطيع تحمّل هذا الواقع".
إنطلق صوت جويل مهدئا:
" لا تقلقي يا ليف ، يجب ألا تنهاري ، بإمكانك عدم رؤيته إذا اردت ذلك وبإستطاعتي التحدث اليه بهذا الخصوص".
ضحكت ليف ساخرة وقالت:
" هل يمكنك حقا التأثير عليه؟".
" ربما أستطيع ذلك".
" أنه يعرف كل شيء عن التوأمين أيضا ، لكنه لم يقل من الذي أخبره".
ساد صمت قصير ثم سأل جويل :
" هل ستخبرين طفليك ع حقيقة رايان؟".
" هذا ما يؤرقني ، أظن أنه ينبغي عليّ أن أخبرهما بكل شيء ، قال رايان أنه سيمكث هنا مدة غير محددة ومن المحتمل أن يجري حديث بهذا الشأن ، لذلك لن أدع الطفلين يعرفان الحقيقة إلا مني".
صمتت ليف قليلا ثم تابعت:
" كنت أعتقد أن الأمر إنتهى في الماضي ، أظن أن ذلك كان خطأ فالأمر لم ينته ، بل هو باق كي يتحكم فينا ويخيفنا مهما حاولنا إخفاءه".
تاثر جويل وقال بعطف بالغ:
" إهدئي الآن فربما سارت الأمور نحو الأفضل".
" لا أوافقك على ذلك ، إنك لا تقول اية كلمة ضده رغم أنه لا يستحق أخلاصك أبدا".
" ليف ، لا تتضايقي....".
" آسفة يا جويل ، إنني إعتدت عليك كثيرا لأنك متساهل جدا معي".
" دعينا من هذا الحديث ، لنفكر بأمر آخر ، هناك مباراة لكرة القدم سيشترك فيها لوك ، سأمر عليك غدا كي نذهب معا الى هذه المباراة التي ستنسينا همومنا".
" هذه هي الطريق التي يسلكها الجبان عندما يواجه مصاعب الحياة ، في أي حال ، ربما كنت مصيبا هذه المرة".
ضحك جويل وقال :
" ربمالا أكون دائما على حق ، لكنني لا اخطىء ابدا ، فأنت لن تستطيعي أن تبقي في هذه الظروف...... وحدك".

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
قديم 18-02-12, 06:03 PM   المشاركة رقم: 9
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

3-القط والفأر

فتح جويل أبواب سيارته الفخمة كي ينزل منها التوأمان بينما وقفت ليف تتأمل منزل آل دانيسون بالإعجاب ذاته الذي شعرت به منذ ثماني سنوات ، إن أول مرة رأت فيها هذا المنزل كانت بمناسبة عيد ميلاد جويل الحادي والعشرين حيث أصيبت بذهول شديد من روعته، كان المنزل مبنيا على مرتفع يشرف عل شاطىء خاص به ، شاطىء تحتفظ ليف بذكريات ممتعة عنه.
كان دانيسون الأب فخورا جدا بمنزله بقدر ما كان شديد الإهتمام بمنطقته ، مما جعل منه شخصية معروفة بين سكان المنطقة ، ومع أن طريقة عمله وتشبثه برايه لم يرق للكثيرين ، إلا أن الجميع كانوا معجبين بإصراره على حماية المنطقة ضد إستغلالها للأغراض الصناعية.
إعتادت ليف أن تأتي مع التوأمين لمشاركة دانيسون الأب عشاءه مساء كل يوم سبت ، حتى أصبحت تلك العادة أشبه بالطقوس الروتينية ، لم يكن ذلك لأن ليف كانت ترغب في المجيء ، وإنما لأن دانيسون الب كان يصر على رؤية حفيديه بإستمرار.
حين وضعت ليف التوأمين ، أصر دانيسون الب على قدومهم جميعا لعيش معه في منزله ، لكن ليف عارضت الفكرة بحزم والحت على البقاء في منزل والدها ، لم ترغب آنذاك في التواصل مع آل دانيسون إذ كان الجرح الذي سبّبه لها رايان لا يزال طازجا وعميقا ، مع مرور الزمن ، إستطاع دانيسون الأب ، بعاطفته الواضحة نحو التوأمين ، ان يحسن العلاقة مع ليف التي سمحت له برؤية حفيديه ، بعد ثلاث سنوات ، وفي أعقاب وفاة والدها ، جدد دانيسون الأب ضغوطه عليها كي تنتقل الى منزله ولكن ليف رفضت ذلك بإصرار.
كان جويل ينجدها دائما كلما تطرق والده الى هذا الموضوع ، لأنه تفهّم بوضوح حاجتها الى الإستقلال.
في هذه الزيارة ، كانت ليف تستعد لأمسية غير عادية حيث علمت من سلفها جويل ، حينما صعدت الى سيارته من منزلها ، أن رايان سيشاركهم السهرة.
فتح الخادم توماس باب المنزل مبتسما كعادته ، وبسرعة ، هرع التوأمان الى غرفة الجلوس لمقابلة جدهما بينما سألت ليف سلفها:
" هل علم دانيسون الأب بعودة إبنه ، أعني هل جاء رايان لرؤيته في الصباح؟".
تنهد جويل بحزن وقال :
" هل تتصورين ا ن ابي لم يعلم بعد ؟ نعم ، أعتقد أن رايان سياتي لرؤيته هذه الليلة بعدما إتصل به خلال النهار وتبادل معه حديثا وديا.
" كيف إستقبل نبأ قدومه؟".
" بهدوء وهذا ما أدهشني فهو لم يثر أو ينفعل ، بل إكتفى بهز رأسه والتوجه الى مكتبه للعمل".
أمسد جويل بيد ليف تسالها:
" وماذا بشأنك، هل أنت بخير الآن ؟".
نظر جويل اليها ليرى الألم باديا في عينيها ثم هز رأسه متعاطفا معها وقال :
" أرى أنك ما زلت منشغلة البال بشأن التوأمين؟".
"نعم يا جويل ، أنا شديدة الإهتمام بشعور التوأمين وسافعل كل ما بوسعي لحمايتهما ، وإذا كان ذلك يعني التحدي ، فإنني لن أتردد ابدا".
" أظن أنه لا لزوم للقلق".
أنهى جويل حديثه حالما دخل والده غرفة الجلوس .
" أوليفيا ، جويل ، ما الذي تخططان؟".
نظر دانيسون الأب بحدة الى زوجة إبنه وتابع:
" تعال يا جويل وقدم لنا الشراب".
جلس الجميع في البهو الفخم حيث قام جويل بتوزيع كؤوس الشراب.
" أخبرني لوك أن فريقه فاز بمباراة كرة القدم الأخيرة، لذلك فانا حزين للغاية لأنني لم أشاهدها".
"نعم ، كانت مباراة مثيرة".
قالت ليف وهي ترشف الشراب فيما كان ذهنها منشغلا بالحديث الذي تبادلته مع جويل.
إنتظرت ليف أن ياتي دانيسون الأب على ذكر رايان ، إبنه الأكبر ، لكنه لم يفعل ، وهكذا ، سيطر على الجلسة جو إعتيادي تمحور حول احاديث الطفلين ، وكان لدخول الخادم توماس المتكرر أثره في الشعور العام بالإرتياح ، ولكن ليس لفترة طويلة ، فما كاد توماس يطلب الحديث مع دانيسون الأب على إنفراد حتى قطب الخير حاجبيه ،وقبل أن يأتيه الجواب ، إنفتح الباب ودخل رايان .
لم ينطق بكلمة ، وفيما كانت عيون الجميع شاخصة نحو رايان ، وضعت ليف الشوكة والسكين بإعتناء أمام صحنها وقلبها يخفق بشدة.
لم يبد رايان يوما أكثر وسامة مما كان عليه اليوم ، وكادت ليف تركض اليه وتتعلق به ، إلا أنها حافظت على توازنها وحرصت عل إخفاء الإنفعالات الفورية وحفظها في الماضي ،حيث مكانها ، الى جانب الحب الذي أعطته إياه بسخاء فحطمه عندما نال مبتغاه.
كان رايان يرتدي قميصا قصير الأكمام ، ولحظة دخوله ، إكتسى وجهه بتعبير جاف وقلما لمعت عيناه وهما تتحركان متفحصتين كل فرد.
نظر جويل بلهفة الى والده ثم وقف على قدميه، لكن الأخير أعاده الى مقعده بإنزعاج من دون ان يتطلع اليه ، بل تطلع الى إبنه الأكبر وقال:
" حسنا يا رايان ، إن وجودك غير تقليدي كالعادة ، هل ستشاركنا العشاء أم انك ستبقى واقفا هكذا طوال السهرة؟".
أحنى رايان رأسه تاركا الباب يتأرجح وراءه.
" جهّز له طعامه يا توماس".
قال دانيسون الب وهو يشد رايان الى المقعد الفارغ أمام جويل ومقابل ليف.
" تناولت طعام العشاء ، شكرا لك يا توماس ، إنني أرغب في فنجان من القهوة".
" أجل يا سيد رايان".
كان التوأمان يراقبان الزائر الجديد بإهتمام متسائلين عن سبب الإضطراب السائد في الغرفة .
نظر دانيسون الب الى ليف والتوأمين ثم الى أبنه رايان وقال ببرود:
" أيها المبذر! اما كان ينبغي أن تخبرنا بمجيئك بدلا من مفاجاتنا؟".
"كفى يا أبي ، إن حب المفاجأة شيء ورثته عنك ، فأنت سيد الوسائل الفجائية ، رفع رايان حاجبيه قبل أن ينظر الى ليف قائلا وهو يشير الى الطفلين بعينين متحديتين:
" ألن تعرفينا على بعضنا البعض؟".
خاطبت ليف التوأمين:
" هذا هو رايان ، الأخ الأكبر لعمكم جويل".

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
قديم 18-02-12, 06:04 PM   المشاركة رقم: 10
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

ثم نظرت اليه وهي لا تعي التعبير الدفاعي في عينيها وتابعت :
" لوك ، ميلي".
إبتسمت ميلي وسألت بحياء:
" لم نرك قبل الآن ، أين كنت؟".
بقي لوك صامتا ، وبسرعة ، أدركت ليف أن عقل إبنها الصغير يتفحص المشكلة التي عرف انها قائمة ، لكنه غير قادر على فهمها جيدا.
"كنت اعمل في الخارج ، في فيجي ونيوزيلندة".
" نحن نعرف أين تقع نيوزيلندة ، إن التلميذ الجديد في صفنا قادم من هناك، كما أن معلم الجغرافيا أشار لنا الى موقعها على الخريطة".
قالت ميلي بإعتزاز ناظرة الى رايان الذي هز رأسه موافقا ثم قال :
"تقع فيجي شمال نيوزيلندة والى الشرق من هنا".
نظر جويل الى ليف نظرة ذات معنى ، وقبل ان تدرك قصده ، اخذ الطفلين الى الخارج كي يشاركهما اللعب بلقطار الكهربائي الذي كان أعده لهما.
إتجهت ليف صوب النافذة كي تتطلع الى المحيط ويدها تعبث بالسلسلة الذهبية المعلّقة حول عنقها ، وشعرت غريزيا أن رايان عبر الغرفة ووقف خلفها ، عندئذ ، خفق قلبها بشدة وخصوصا لما سمعته يقول بصوت ناعم وكأنه يعي ما يقول:
" لم أنس هذا المنظر أبدا ، لم انس الطريقة التي يتلاعب فيها ضوء القمر مع الماء والرمال".
" نعم ، إنه لمنظر جميل !".
حاولت أن تبقى هادئة وأن تعامله كصديق عادي ، لكنه ليس بالصديق العادي ، هكذا هتف صوت من أعماقها.
كانت عيناها شاخصتين الى الشاطىء وكان بإستطاعتها تحديد المكان حيث كانا يستلقيان معا ،أرادت ان تمزق عينيها لتتخلص من لك الذكريات ، لكنها بقيت مسمرة في مكانها بينما كان جسمها يلتهب بمزيج من الحياء والإنفعال.
" بالطبع هناك أسباب تجعلنا نتذكر هذا المنظر ، أليس كذلك يا ليف؟".
تدفق صوته حلوا كالعسل ، ناعما كالحرير ، لكنها عاندت نفسها كي لا تقع في لزاجته وإلتفتت نحوه وقالت متظاهرة بالوقار:
" من الأفضل أن تنسى ذلك يا رايان ، إنه لمن قلة الذوق وفساد الأخلاق ان تذكر الماضي".
ضحك رايان وقال بهدوء:
" هل يمكنك النسيان يا ليف، أنا لم أنس وما زلت أتذكر أدق التفاصيل".
" أستغرب ان تكون رصينا كفاية حتى تتذكر كل شيء ".
قالت ليف بمرارة قبل أن يفتح الباب ويدخل دانيسون الأب.
كان رايان يثور غضبا ، ولكنه إلتفت نحو والده ، لم تبد على وجهه اية ملامح وكأنه إرتدى قناعا.
شعرت ليف بالحاجة الى الصراخ ، لكنها قالت بهدوء:
" أظن أن علينا العودة الى المنزل حيث حان وقت نوم التوأمين، سأخرج وابحث عنهما".
" من الأفضل أن أذهب أيضا".
ثم تابع رايان ببساطة:
" سأوصلك الى البيت يا ليف".
" ليس هناك لزوم لذلك ، إن جويل يوصلنا بسيارته عادة".
إتجهت ليف نحو الباب محاولة الهرب منه.
" هل من الضروري أن يخرج جويل سيارته بينما تقف سيارتي أمام الباب؟".
قاطعه والده قائلا:
" أين تقيم يا رايان؟ يمكنك العودة الى المنزل إذا شئت".
" شكرا".
إلتفت دانيسون الأب يتأمل ليف التي شعرت بالخجل ، فهل يعتقد هذا العجوز أن رايان يقيم معها في بيتها؟
" لماذا لا توصلنا الى البيت كعادتك يا عم جويل؟".
سأل لوك بإمتعاض لا مبرر له وهو يراقب سيارة رايان المرسيدس ذات اللون الفضي ، إحمر وجه ليف بسبب تصرف إبنها غير اللائق رغم انها تشاركه مشاعره.
" السيد رايان عرض أن يوفر على العم جويل عناء إخراج سيارته".
أوضحت ليف الأمر لأبنها فيما كان جويل ينظر الى اخيه بحرج وتعاطف معا ، ومن دون أن يبدي أي إهتمام أو يلقي أية ملاحظة ، فتح رايان الباب الخلفي كي يصعد التوأمان الى السيارة.
نظر لوك بحدة الى رايان قبل أن يستقر في مقعده ، بينما صعدت ليف الى المقعد الأمامي من دون ان تتطلع اليه.
ساد الصمت خلال الطريق ولم تشعر ليف بهدوء اعصابها إلا عندما وصلت االى منزلها.
" شكرا لك لأنك أوصلتنا الى المنزل".
قال لوك بنبرة تتجاهل رايان بشيء من الوقاحة ، لكن الأخير رفع حاجبيه وقال :
" أراك في الداخل ، أود التحدث الى والدتك إذا سمحت".
أوقعت نظراته الثابتة لوك في الحرج ، فهز كتفيه الصغيرتين ودخل الى المنزل.
بقي رايان في غرفة الجلوس فيما أعدت ليف طفليها للذهاب الى النوم بعد أن تمنيا لرايان مساء سعيدا.
قالت ميلي وهي على وشك النوم:
" تصبحين عل خير يا أمي ، أليس أخو العم جويل لطيفا؟".
أغلقت ليف باب الغرفة وفكرت ان رايان لم يفقد تأثيره القوي ثم مرت بغرفة لوك الذي كان مستلقيا وهو مستاء.
" ما الذي يريد أن يقوله لك يا أمي ؟ ليس عليك التحدث اليه إن لم ترغبي في ذلك".
أجابت ليف وهي تنحني كي تحتضنه:
" لكن لم لا يجب ان أتحدث اليه ؟ كف عن القلق وإذهب للنوم الان".
لكن لوك قال عابسا :
" لم يرق لي ، ناديني إن أردت مني المجيء اليك".
" حسنا ، سأناديك إذا كنت بحاجة اليك".
كان رايان يحضر فنجانين من القهوة عندما سأل ليف:
" قهوة بالحليب ومن دون سكر ، أليس كذلك؟".
وتابع من دون ان ينظر اليها :
" أرايت انني ما زلت أذكر تلك التفاصيل الدقيقة؟".
" رايان ، بدأت أتعب من هذه التفاهات ، إنني لا أفهم لماذا تلعب معي لعبة القط والفأر ، فأنا لا أريد أن أكون طرفا في هذه اللعبة كما لا أريد أن أزعج التوأمين".
نظرت ببرود نحوه وهي تتعجب للسيطرة التي إستطاعت أن تمارسها على نفسها بينما قال رايان وهو يجلس الى الطاولة:
" إنني افهم ذلك".

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
لينس ستيفينز, لو لم تسافر, lynsey stevens, روايات, روايات مترجمة, روايات مكتوبة, روايات رومانسية, روايات عبير, روايات عبير المكتوبة, روايات عبير القديمة, ryan's return, عبير
facebook




جديد مواضيع قسم روايات عبير المكتوبة
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 12:12 PM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية