كاتب الموضوع :
قمر آلحجآز
المنتدى :
القصص المكتمله
أسفه لو حدث وأن أزعجتكم بالبارت الفائت ........
وأسفه ايضا لآضطراب مواعيد تنزيل البارتات .......
الكل والجميع ارفعوا ايديكم معي ....وأدعوا لملاك الصمادي وبقايا معلمة امهات المستقبل......بولادة ميسرة واطفال اصحاء...
بسم الله الرحمن الرحيم...
البارت الخامس عشر ..
انا لو مارقيتك ياجبل ضاقت بي انفاسي
اشرف فيك وارد النفس وافرج الضيقه
بعد ماطالت الغربه رجعت لـ غربة احساسي
انا مالي وطن ما دام جمع الشمل تفريقه
حبيبي مثل سيفٍ لا تركني ولا قطع راسي
عروقي حار فيها الدم ليت الصارم يريقه
ذبحني قبل يذبحني غرام اللين القاسي
وصاله صعب لا شك التجافي كيف باطيقه
.......
من فوق وساده مبلله بدموع عذراء
آآآآآآآآآآآآآآآآآآهـــ شهقت بقوه وكأنما لم يعد في صدرها متسع للهواء... .......كانت ستقف من على السرير بسرعة لولا أن استحالت مفاصلها الى ماء زلال.....
أبعدت شعرها عن عينيها وهي ترتجف متجهه لباب غرفتها ......
كانت ترى نفس المنظر لولا أن من كان يعطيها ظهره هو مشاري .........أنهارت جالسه على الارض وتكاد روحها تخرج لبكاء صدمه وحزن .........همست لهم ولم يكونوا ليروها لولا صوت شهقاتها المتعالي ...."سهل .........سهل أيش فيه ......"
ألتفت مستغربا للكائن الباكي خلفه ....... وقفت تلك الام مذعورة على حالتها الغريبه لتتقدم أليها مؤازة ...........تقدمت منها وهي تحاول تهدئتها ........الا ان تلك صابتها نوبة هستيريا........وحاولت النفاذ من حظن امها المصر الا مشاري كي تستفسر منه وتطمئن قلبه الصغير .........."سههههههههههههل سهلل ايش فيه ........"
وبمحاوله فاشله لنزع جسدها من أمها ........"سهل مامات مامات انتم كذابين ..........سهل طيب ...سهيل مامات ........"كانت ستلطم وجهها بألم لولا أن امها حدتها عن فعلها .........وأستكانت تلك الضعيفه باكيه محطمة بحظنها ............"يمممممممه يمممممه سهيل يممه وغبني وغبني آآ÷ياقلبي رااااح ......"
عادت لهيجانها ....
......."راح الغالي راح ...أبيه أبيه بشوفه ودوني له ......"وكأنما تنادي بعيدا ....."سههلل سهلل .......ابي سهل أبي سهل" قالت أخر كلماتها ...وهي تفقد نور الصاله الخافت شيئا فشيئا..
.
........................................
قبل ثلاث اسابيع...
طوال عمري كنت وحيدا غريبا ...لاجىء وغامض ...لكن فقط منذ لحظة غيابها عني ...بدا هذا مؤلما وموجعا حتى الفناء........
لااء لااء لن يحدث شيء سأغيب كعادتي و أختفي عن الانظار وأعود أجلد وأقوى ...جرحتني امرأه لا أحبها لزمني 12 سنه حتى أعود...........وجرحتني انثى الهيام ........متى سأعود.......
أطرق برأسه الحيرة تملئه حتى تفيض...أحس بأنه في غرفه مظلمه كئيبه وسوداويه ....ونور خافت مسلط عليه لايحمله ان يبصر شيئا........
وقف عندما سمع نداء الرحلة الا ان استوقفه هاتفه يرن بأصرار كان سيغلقه قبل قليل لكنه نسي وشائت الاقدار....
كان الرقم المتصل لسهل ....رد مسرعا وهو يبطيء من مشيته ...كان الصوت غريبا مهلا انه ليس بصوت ابن عمي .........احس بصاقعه عندما سمع مطلب المتصل...........كان عيسى ..."ألو السلام عليكم وافي مافي وقت بسرعه قابلني في مستشفى أبها العام ....بينقلون سهل من هناك للحرس الوطني في الرياض ......."
أحس بأن جسمه لا يستطيع ان يحمل ثقل تضارب التوقعات في عقله وعاد الى طريقه هو متجه لمواقف المطار.........وهمس بتجلد "اللحين بجي لا تنقلونه الا لين جيت وش صار ؟؟"
أخذ عيسى نفس وهو يحاول رفع حمله الثقيل بأن يكون هو من سيبلغ اهله ...."قبل 8 ساعات كانت مداهمتنا على استراحه كبيره واللواء سهل انصاب قبل 6 ساعات في كتفه وفخذه الايسر ووو ......."
أحس وكأن ماتحمله انصال جليديه وليس دما ........."وأيش.؟؟..أنطق.."
اخذ ذاك المثقل نفسا صعبا ........وهو يتأمل دم سهل على لباسه......وعلى اطراف انامله ...." جاته ضربه على راسه حددها الاطباء غيبوبه .......كمان نزف كثير ومؤشراته الحيويه شبه معدومه..."
ركب سيارته ومازال بابه مفتوح ........وتسائل بتحقير حاقد...."منصور هو السبب............"كان سيهدد ويوعد لولا ان قاطعه عيسى ...
"منصور السبب لكن .......... منصور مات ........."
اغلق الهاتف وهو ينتقل مسرعا الى طريق المشفى .......
...................................
الزمن الحالي ....
الساعه الرابعه عصرا .....
كانت تجلس متكتفه في الممر أمام غرفة ابنتها كانت ميداء ترافقها في الداخل ...
حتى ميداء لا يبشر وجهها بخيرا حتى عندما أسئلها عن وافي تغير الموضوع او تبدي ضيقا..
ايعقل ماتحمله هذه الصغيره في قلبها لابن عمي...أترى عاد الزمان نفسه لتتعلق ابنتي به..اترى دار الزمان لألد له من بين العذروات خليله ...لربما كان طيش الشباب ...ولكن الطيش هو مادفعنى لانجابها ...
لو كان طيشا لما كانت الان ترقد على ذا السرير الكئيب منهاره...
...............
لمحت قدوم الرجل الصغير من أخر الممر...كم يبدو متعبا وقد ازدادت ملاح محياه سنينا ....مهما كان فسهل بمقام ابيه...................
... جلس بجانبها بهدوء وهو يهمس........"كالعاده ابوي مارد..."
التفتت اليه متسأله..."مادق عليك غير المره الاخيره ........."
هز رأسه بالنفي ..."المشكلة لو بروح ألمانيا من وين بطلعه ....لكن عيسى دق علي وقال لا انتهت هالقضيه على خير بيروح وياخذني ........حتى أمي .........."سكت متألما لبرهه..
...."أمي انمسكت بهالقضيه ....واخاف انه بتتدبس فيها قضية ترويج وقصاص............"
تنهدت بهمها وهي تربت على كتفه .........."اعوذ بالله تكالبت علينا هالمصايب هالبنت طايحه تعبانه وامي الله العالم بحالها وافي منقطع كأننا بناكله وسهل اه ياسهل للموت اقرب من الحياه ......."وكأنها تذكرت شيئا..."وافي في ألمانيا ..............وسايب سهيل في الرياض.؟؟.."
نظر الى وجهها يغطيه النقاب ونظرة وجله من عينيها .......
.....وبنبرة حيره رد"ابوي نقل ابوي سهل لألمانيا ..........."
أخذ نفس وبألم" قالوا انه مامنه رجا ...
.."حارب دمعه "وبأن كذا ولا كذا بعد ثلاث شهور بيسحبون منه الاجهزه غيره اولى ..........فأخذه ابوي هناك على حسابه .................عيسى خبرني"
ارتاعت وانتفضت اطرافها..........."ليه هو مو ميت دماغيا ...مجرد غيبوبه ..........وبعدين الاطباء مايعلمون بالغيب ويحددون متى بيصحى........................."تنهدت..."أأأهـ مسكين وافي اللحين عذرته هالشرده والغيبه من خوفه على سهيل .........."
كان سينطق لولا ان قطعهم جسد ميداء يقف بوهن على الباب ....كانت تهم بالكلام .................ما أن انهارت بضعف وتساوت مع الارض..........
.........................................
بعد مده.......
متكتف ويسند جسمه بميلان على النافذه ....لقد تغير جذريا نمت له لحيه عشوائيه يشوبها شعيرات رماديه ...وشعره نمى لأسفل رقبته ....
انتصف الشمس الافق.......تأمل حديقة المشفى الخضراء وبها طفال يلعبون وأسر صغيرة مجتمعه .....تتسرب ضحكاتهم اليه احيانا ....
ألتفت الى صديق وحدته ....وقد تحول تماما اصبح نحيلا ...واصفر ...بارد واقرب الى جثة تحتضر...........اكتسى رأسه باللون الرمادي .......والهالات تحت عينيه تكاد تحتل وجهه .........مضت 4 شهور وهو بحالته هذه........الميت الحي ..
.
اقترب منه وجلس على كرسيه المعتاد في اعلى يمين رأسه.....اقترب بالكرسي قليلا ...
اطرق برأسه ....................وهمس"شلونك؟؟...........مايحتاج اسأل انا مقابلك طول الوقت أكذب عليك لو قلت لك انك جالس تتحسن ........."
تأمل وجهه بحزن ........كان يغمض جفنيه بسلام ...ويخيل للرأي ابتسامة راحه على شفتيه ...
...أكمل "أدري انك عاتب علي انقطاعي عن الاهل ...بس انا مو مستعد اواجه احد ...سهيل انت كنت كل شيء ...وفجاءة بدون مقدمات ..تسير كذا ...فاهمني ياخوي انت كنت من يسأل ويهتم يقابل ويغطي ويسهر ويفكر والكل مرتاح .....ربيت وساندت كبرت وعقلت ...بسألك متى عشت ....كل الانانيه اللي انت نبذتها متأصله فيني ...أنت تفكر بغيرك لدرجة انك ماتزوجت ...وانا افكر بنفسي لدرجه اني بعد كل شهر مع وحده ...تفكر بغيرك لدرجة تربي ولدي...وانا افكر بنفسي لدرجة اني اتبرى من ولدي.........تفكر بغيرك لدرجة انك متزوج شابه ومخبي عليها لجل لا تكسرها ...وانا افكر بنفسي لدرجة اني استغل وحدة بريئه واغصببها علي ............كلااااام كثير انا نقيضك تماما انت كامل ياسهل والكامل وجه الله .......بس ذا مايمنع ان غيرك ينقص مايزيد..."ربت على كتفه بهدوء......"عيسى يبلغني بكل صغيره وكبيرة خصوصا انه على اتصال بمشاري هه بدال ما اوثق علاقتي معاه بوقت زي ذا اهرب منه ..................طب ليه ماكون اهرب منها ..........من اللي ولدتني من جديد ...من ..من اللي مالها بهالدنيا مثيل ......................."سرح بنظره للجدار امامه وقد ارتسمت عليه بأشعه الشمس انكسارات متداخله ............"شايف وش كثر انا اناني اللي حتى بمرضك مارحمتك وشكيت لك...........الدكتور قالي اكلمك طبيعي عشان تحس بتواصل وانا جالس انكد عليك لا أكثر .........."
.................................................. ................................
عمرك جربت شعور الفقد ........شعور الضياع ...وتغير جذري في الذات ...عمرك كنت بموقف ...
رردت فيه مقنعا نفسك هذا ليس انا هذه ليست حياتي انا اتقمص دور احدهم لا غير .........نظرت للمرأه وسألتها من تكون؟؟ ...من أكون؟؟ ...من هم؟؟ ...ماللذي يحدث؟؟....
هل مازالت هناك عضلة تنبض يسار صدر..........هل مازالت هناك كتله تعقل في رأسي....
هل مازال هناك سائل يروي شرايني وتجاويفي..........هل انا حي...
غريب الصورة على المرأه تشبهني .......لكنها كئيبه ...تبدوا وكأني أنا بعد زمن بعيد ...
أيعقل بأن روحي لم تزل حره ...........أم ان هناك كلابات فولاذية تغلغلها بعنف..........
.
.
.
.
.
وسؤال ......................يميتني ويحيني ...............أترى سيعود حبيبي؟؟
.................................................. ...........................
تجلس في مكانها المعتاد بوضعيتها المعتاده ........ومنظرها المعتاد.............حبيبي اين انت ....
....ورود قريتنا تفتحت ....حبيبي اين أنت موسم المطر في قريتنا اقترب .........أثمرت اشجار الرمان ...
.....أتى الناس من كل مكان ......................سعداء بجمالها..........
ألا انهم لم يروها بأبهى حلتها وانت تقف على مشارفها .........
نضرة بعينهم ....محتضره بعيني...............فهي لا تحتظني أنا وأنت .....
تأملت صورته في شاشة هاتفها وقد انعكست على سطحه دمعه......
رفعت عينيها الى سماء صيف قريتها ..................كان يلمع وحيدا ........أنفا وشامخا وسيدا على قومه ..........همست بصوت مبحوح ......"لمحت سهيل في عرض الجنوب........."
.................................................. ......................................
شددت من قبضتها على كم عبائتها .......
...وهي تستمع للحكم ......"وقد حكمت المحكمة بما أنزل الله وشرع وبسنة نبيه الامين محمد سيد المرسلين...بأن المتهمه ...عذيب بنت حسان الــ..........مذنبه والحكم عليها بالسجن لمدة 17 سنه على ماقترفته من أعمال منافيه للدين ............"أكمل القاضي اصدار الحكم .....
............وهي تشعر بـ,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,
,,,,,,,,,,,,,سعاده ...تحرر........ولاده ..........ونور غريب يغشي قلبها ....همست باقتناع .........."ولسوف يعطيك ربك فترضى ..."
عادت من حيث أتت ......أبتسمت في وجه الحارسات وهي تدخل غرفتها ..........جلست على سريرها بهدوء انت ياغرفتي الرماديه الكئيبه وسريري القاسي القديم ...........ونافذتي العاليه ..............ويامصحفي وسجادتي ...أنتم جنتي ..........أنتم جنتي ......
مسحت على وجهها بتقوى وهي تستمع لأذان الظهر يصدح في الافق ............وبسعادة ولذه لم تذقها يوما طوال 35 سنه ............رددت الأذان ............توضت ووقفت بين يدي ارحم الراحمين ..........وهي تدعي ان ربي ارحمهما كما ربياني صغيرا ...............خبر موت زوجة ابها أثر فيها كثيرا وكان دافع لها للتوبه ....موت منصور ...أشياء كثيره ..............الا انها كانت متعمده الانقطاع عن وافي ومشاري ....فليتحررا كما تحررت.............فبقربي تعذبا كثيرا...
.................................................. ...................................
عندما تموت روح تحمل روح ............قتلني وافي وها أنا أحمل ابنته ..........ابنتي ...مايطمئني في الوقت الحالي هو انقطاعه التام عنا ........الا انا اخباره تصلنا عبر طريق عيسى .........
حسنا لأكن منصفه أنا أفتقده ..............يخونني عقلي أحيانا ويسرقني فكري أليه ............أفتقد حظنه ....همساته أخر الليل حنانه القاسي...ولسانه السليط................قبل أسبوع فقط علمت بقصة زواجه الاولى ...........سامحته عذرته .........ولكن لم أزل أكرهه انا لست هي.........
كل حركه واستكانه من أبنته تذكرني فيه ...........لربما فرحت بعدم علمه بحملي فقط لكي أأمن ردة فعله فهو غريب الاطوار................لكنه كان في يوما ما حبيبي..........
.................................................. ...........................................
هذا وقد كان بحمد الله البارت الخامس عشر...................ولي عوده يوم الجمعه..........
|