بسم الله الرحمن الرحيم....
لمحت سهيل في عرض الجنوب....
البارت السابع والعشرون......
....................................
لعيونها بس لعيونها
قلبي سراب بدونها ..
قلبي سراب وعيني سراب
ما اقول أعشقها بعقل
مجنونها
البارحة مريت في أحلى الفصول
صيف وشتاء
وناظرتها
وقلبي يقول هذي العيون إلى متى
حبيبتي ياكثرها عيونك على هالليل
وين ما التفت اشوفها ..
حبيبتي يازينها عيونك على هالليل
سحرني برق سيوفها
ما أقول أعشقها بعقل
مجنونها
قمري يا شمس الذهب
سفري وراء عيونك تعب
قلبي تعب وصبري تعب
ومن الهدب لين الهدب
بحر ومراكب من لهب
أمواج تبحر برضاه
وأمواج تلعب بي غصب
............................
تنهدت براحه كمن انهى لتوه بكاء الفرح.....
اخذت نفسيا عميقا وفتحت عيينها يكسل ومقاومه ....لم تستوعب بعد اين هي ....نظرت الى ساعتها الذهبيه .....تشير الى الثامنه والنصف...أستغربت خطوط الحناء على اناملها نظرت الى يمينها بوجل تريد ان تأكد زيف الذكريات.....فعلا لقد كان موجودا يستلقي بهدوء......وضعت يدها على شفتيها تحمد اله بصدق....بأنه لم يكن اكمل احلامها بل حقيقه.....
لطالما طوال كل تلك السنوات من الحرمان استيقضت والتفتف الى جانبي الايمن ولم يكن يشغره احد...اليوم عندما اهملت النر كان يسكنه انبل الرجال....تذكرت تعامله الرقيق معها بالامس...أبتسمت بخجل وارتجفت اناملها ....سبحان الله هل يبو فعلا خاليا من أي عيوب بالنسبه لي ام يخيل لي فقط....
مازال يستلقي هادئا ونفسه منتظم وخصلات قصيرة سوداء مطعمه بالفضي تغطي جبينه.....
اقتربت منه أكثر ولمست صدره العاري كما تريد ان تتأكد من وجوده ماديا ....أبعدت خصلات شعره الرطبه البارده عن جبينه وقبلته ....دست نفسها في حضنه وجرت الغطاء على كليهما....
استكنت بهدوء.....الا انها سمعت صوته النعس متسائلا...."نجمة ...؟؟انتي هنا؟؟"
تلقفت كفه من اسفل الغطاء منهيه تسائله باليقين..."هنا يارافد..."
تنهد براحه وهو يشدد من احتظانها ويغط في نوم مابعد الانتصار....
أستنشقت عطرة وقلبها يهمس لها ....."من هم الرجال قبلك...؟؟"
احست بأنها فقط في هذا المكان وهذا الوضع عادت اليها انوثتها........
..............................................
كانت تجلس في غرفتها وتتوشح شالا صوفيا ثقيل.....ترتشف من فنجالها بهدوء ويستلقي هو على فخذها مغمضا عينيه يحارب امورا شتى تزعجه في الاونه الاخيره....
أي عار هذا اللذي احمله امي اللتي ولدتني مسجونه تحت مسميات قضايا يخجل العقل في التفكير فيها فما بال القلب.....ولكن ان كان يعني هذا راح هابي وامانه فلتظل اذن مسجونه للابد لا تهمني ولا القي لها بالا ربي هو من اقتص لي حقي منها عندما رمتني صغيرا محتاجا....ورمت بشرف ابي عرض الحائط.....
اختفت الهوجاء في رأسه وحل محلها السطينه عندما دخل والده مبتسما وهو يحمل اخته الصغيره....
استقام واقفا احترام له وقبل رأسه ببر واخذ اخته منه وشرع في تقبيل خدها الدافيء....
جلس بجانب امه بعد ان القى عليها التحيه وقبل يدها..........
وبتسائل"وش مصحيكم............؟؟"
نظرت اليه امه..."اللي صحاش صحانا.........."
برر لها وجوده ..."عشان جوزى صحت ........................"اكمل بغير عادته فلقد اصبح يعبر عن شعورة مؤخرا بدون حدود"خفت تزعج امها..."
انخرطا في حديث من أتى ومن لم يأتي واي القبائل قدمت عرضتها بوفاء اكبر....
بينما كان يلاطف يديها الصغيره وهي تحدق بأستغراب في المكان ويبهرها النور المتسلل من النافذه.....
سمع جدته توجه اليه امرا.."يالله يامشاري وديني لبيتي............."
أستغرب ...."ليه يمه ماتبن تقابلين سهل وخزاري قبل لا يروحون المدينه؟؟"
أبتسمت له..."خلاص عاد ياولدي ايش يبغون بي همه عرسان لا اشوف احد يجيني اللي يدق بيجي قوله امي رجعت بيتها وانا ومشاري بنرجع وانت انتبه لميداء لاتغثها ....سامع"
..................................................
......................................
وقفت في منتصف ساحة مسجده الشريف الاماميه........
تأملت المأذن تشمخ بالايمان..........وقلوب محلقه تمر من حولها .....
طيور الامان تحلق وتحتظن الارض بثقة .....
وصوت يجسد كيان المكان يجري بشرايين ابناء المدينه ....
ويغطي على همسات المصلين واصوات اطفالهم ...وصوت حفيف ارجلهم وهم يصطفون....بخشوع...
الله اكبر ... الله اكبر
الله اكبر ... الله اكبر
اشهد أن لا اله إلا الله
اشهد أن لا اله إلا الله
اشهد أن محمد رسول الله
اشهد أن محمد رسول الله
حي على الصلاة ... حي على الصلاة
حي على الفلاح ... حي على الفلاح
الصلاة خيراً من النوم ... الصلاة خيراً من النوم
الله اكبر ... الله اكبر
لا اله إلا الله
راقبته يقترب منها بحب وهاله غريبه تغطيه ....هل هذا رونقك ياطيبه ...
لقد مرت اسبوعان لهما كزوجان ....
جلس بجانبها بعد جلوسها همست له ..."زحممممه...."
هز رأسه بالأيجاب وهو يمد لها كأس من الراحه..."أشربيها كلها ....."
هزت رأسها له برضا.....وعادت تتأمل المأذن....
كانت محاطه بنور هي تشع به....أحست بأن روحها عقلت بها ....
احتقنت عينيها بدمعه فقد.....وتنهدت بتحسر مؤلم........"آآآهـ يالمدينه....."
لم ينتبه الى ماقالته لان صوت الاقامه ارتفع ....لحظات واذا بصوت الشيخ الحذيفي....ينطلق بأيمان .....
"سووا اقيموا الصفوف واعتدلوا ...وسدوا الخلل..........الله أكبر....."
....................................
دخل الى الصاله مبتسما لقد تغيرت شخصيته تماما واصبح ذو طبع هاديء وراحه واستقرار تعلو على وجهه.....
حتى عمله اصبح يخفف من جدوله ....واغلب رحلاته داخليه.....
كان سيهم بالكلام لولا ان امه اشارت لها بالصمت ووجهت سبابتها لمكان ما .....
تبع بنظرة مكان اشارتها........كانت نجمة تجلس على الارض في مكان سفرة الفطور....
وهي توجه الخادمه "خلاص شيلي هذا ....وهذا ....وحطي مويه على نار ذحين انا ييجي يسوي قهوه لاحد يسويها خلاص...."
هزت الخادمة رأسها بأذعان....بينما اكملت نجمة مكانت تقوم به ...وهو اجبارها نجمه الصغرى على الاكل.....
كانت توجه لها الاوامر بحنان....."خلاص جيجي حبيبتي ...اشربي هذا .....ايوه ...خلاص لقمه بس...."
بينما كانت تلك الصغير تمانع بتدلل .....ساعدتها نجمه على الوقوف وهي تنظف العالق على ملابسها من فتات....
غريزة الامومه هي مايسير نجمه في تلك اللحظه لم تفكر في شيء اخر سوى ان هذه الصغيرة تحتاجني....
"هيا روحي نامي اللحين طيب..."
هزت رأسها بالنفي ..."لااء لا لا انا دوبي ثحيت نث نقطه بث ثحيت..."
ضحكت نجمه ..."لا ياشيخه ونمتي نص نقطه كمان .....هيا نووووم.."
تأملها هل هي اكمل النساء فعلا ام يخيل له ثلاث اسابيع فقط كانت كفيله بكشف كل اوراقها امامه ....كم هي شفافه وبسيطه ...وتعطي أكثر مما تأخذ,.....
تركتها الصغيرة واتجهت الى ابيها.. مسرعه وقفزت في حضنه .....قبلها بعنف ...وبعثر شعرها .....
وقف في مكانها وانتبهت لوجوده اقتربت منه مبتسمه .....وجلست بجانب امه .....اللتي قضيت ليلتها نائمه هنا بعد قضاءها وبناتها ليلتهم هنا ...."شو يارافد ترها مانامت الا على الاذان وصحيت قبل الفطور بربع ساعه ...حرام شوف عيونها كيف..."
حاوط وجه ابنته بيديه...."اشوف...؟؟"
اتسعت حدقتيها وكأنها تثبت برأتها...."عيوني فينها ثئ؟؟"
ضحك بحنان ..."فينها ثئ....."وحملها فوق كتفه ....غاب عن نظرها وهو يلاعبها بحنان......
راقبته بتوجس....لو ان شكوكها تصدق ....من سيكون القادم بالنسبه له......
كيف سيتقبلونه اخوته قبل رافد ....
نظرت اليها مطولا وهي مازالت تقف سارحه في مكانها......."يمه يانجمه اجلسي..........."
وكأنها استيقضت من نوبه نوم عابره..."هاه .....لا يمه بروح اسوي القهوة............"
ربتت بيدها على الارض بجانبها ..."أجسلي يامش مو طايح نص شاذا ما سويتي القهوة قولي للخدامه تسويها...."
هزت رأسه بأذعان وهي تجلس بجانب امه........لمحت ام رافد الخادمه"يا ياتي سوي قهوه...."
غرقت في بحر سرحانها مرة اخرى......نظرت اليها بتوجس"يامش يانجمة تعبانه انتي رافد مزعلش ....لش مده وانتي مو عاجبتني ..."
من حولها لاحظ حتى امها وابنتيها لاحظن وهي تكذب نفسها ...."هاه لا والله يامي رافد مايقصر ولا شيء ....بس...."
اومئت برأسها تنتظر ما ستكمله...."بس ايش........."
وقفت وهي تعدل جلابيتها السوداء...."لاء مافي شيء...بس قلبي ياكلني على بنتي في المانيا...." ومشيت في عجله صاعده لغرفتها.....
فهمت تهربها الغير مبرر ابدا ولكن ليس من حقها ابدا ان تضغط عليه فهي امرأه واعيه.....دخل عليها حفيداها الذكور الوحيدان.....
.................................................. .......
دخلت جناحها واغلقت الباب .....كان غير موجود لابد بأنه في غرفة ابنته.....توجهت للخزانه وخلعت جلابيتها الثقيله واستبدلتها بقميص لؤلؤي طويل.....ورفعت شعرها للأعلى استعداد للنوم فهي في الاونه الاخيره كل ماتريده النوم........
مرت من أمام المرأة الا انها عادت مسرعه تكتشف مالذي دها جسدها .....وقفت امامها وعينها مركزه على جسمها.....
لقد حلت به تغيرات خفيفه طوال هه السنوات منذ ولادتي خزاري لم يصل جسمي لهذا الوزن ابدا....
شددت من الرداء على جسمها ....والتفت حتى واجهت المرأة من جانبها الايمن....حقا هناك تغير كبير ودال على ماتمر به الان....
ضغطت بكفها على اسفل بطنها....أحست بكيان صلب ما ....
ضغطت مرة اخرى لتتأكد ...راقب وضعيتها بأستغراب....أقترب منها حاوط خصرها اللذي يعشق بذراعيه.....ودفن رأسة في رقبتها....
نظرت الى انعكاسهم على المراءة ....بعينان يعتصرها الدمع....
طفل او طفله........... بعد كل هذه السنوات خزاري كانت اول واخر محاوله....مشاكلنا العائليه والمرضيه هي ماجعلت مني اكتفي بها.....
لكن ان احقق ماحلمت به مطولا ....ومن رافد.....
أخذت نفسا متقطعا وهي تحارب البكاء....
رفع رأسة ونظر الى عينيها في المرأة .....همست له"رافد ماتعسني تخنت"
مثل نظرة مهتمه هو يحاوط خصرها وكأنه يقيسه...."اممم ....شوي...."
كانت كلما تريد ان تهم بنطق جمله تموت الحروف على شفتيها ولا تعلم ماللذي تقوله او تصفه......"رافد ....انا يمكني.....حامل..."
أبتسم وهو يجلس على طرف السرير....."ادري...اصلا كنت شاك....من زمان يمكن من شهرين حسيت عليش...."
التقت حاجبيها بأستغراب بالغ.............."نعم....................رافد دوبك تقولي يعني انا كنت اكذب نفسي ...و...."تنهدت...."كيف حسيت؟؟"
ونظرت الى الارض بخجل.....
ابتسم ....وبجرأته المعتاده..."لاني حافظش بالمسطرة وادق التفاصيل....."
تنهجت وجلست بجانبه وهي تخفي حيرة وتوجسا....احتضنت كفه"رافد اخاف انه لو جبت طفل بيطلع مريض يعني انا كبيرة..........."
ازدادت حدة ملامحه..."نجمة حنا وبعدين مع هاذي السيرة .....انتي مالش الا سبع شهور من دخلتي الـ38 ...وبعدين صحتش حلوة وتقدرين تجيبين لي بنت حلوه مثل امها....واختها القشراء اللي كاني قاتل لها احد...."
أبتسمت على ذكرى خزاري ....وشعور غريب مفرح ومضيء يتفاقم بدواخلها............"ابيها تاخذ عيونك....."
تأمل محياها الناضج بعدم تصديق وضحك يخفي صوته وكأنه يقترف خطأ..."نجمة حامل مني....؟؟"
مثلت الفاجئ مسترسله في تمثيله المضحك ...اتسعت حدقتيها وغطت فمها بكفيها..."من جدك...."
ضحك الاثنان بأسراف ......فهما لو اعطيى الكون هديه ومن فوقه مجرات من الماس لن يسعدهم الامر ولن يهمهم مثل هذا الانجاز اللذي حققانه بعد 20 سنه وتزيدها سنه.... فراق....
.................................................