صباحكن ....ارق مقطوعات العازفين .....
هذا البارت اتوقع بأنه اكثر من مرضي وهو اهداء للي ماعندهم خرجه يوم الاربعاء ....ويوم الخميس بيجلسون يذاكرون اربع ملازم من مادة مصطلحات تخصص للعلم جبت في الاختبار الاول 12من 15 شاطرة يارب يحفظني....
بسم الله الرحمن الرحيم
لمحت سهيل في عرض الجنوب ...
البارت الخامس والعشرون....
أقول في نفسي وأنا أعايد الناس :::::متى بشوفك تكمل أفراح عيدي
أجامل وربي عليم ٍ بالإحساس ::::::: وشهو شعوري وأنت عني بعيدي
اللي خذاني لك على سهو هوجاس ::::: حسيت نفسي وسط ربعي وحيدي
لو حسوا بما بي يقولون لاباس ::::::: بدال قولة على عيدك سعيدي
لاصرت عندي وقتي أعياد وأعراس:::: حتى ولو إني وسط سجنٍ حديدي
عاشرت خلان وتخالطت بأجناس::::: محدٍ سواك أهديته القلب بيدي !!
من تحت ما طا الرجل لي هامت الراس:::: كلش هويته فيك والله شهيدي
لقيت بك ذوقي وأنا قاطع الياس:::::: ومعك بدا يحيا الأمل من جديدي
..
..................
بخور...تكبيرات مسجد القريه تأتي مع صدى بعيد...يغطي عليها تكبيرات الحرم المكي تصدر من التلفاز....أمي تشعر وكأنها في جنه كل مابها يبتسم حتى رموش عينيها....بعد ان قضت كل تلك الاعياد وحيده ....
انا وهي تعلمنا معنى العائله....تعلمنا معنى ان نكون بين احظان شخص يحبنا لاننا ملك له ....فرحة العيد في امي اللتي تفاجئت عند وصولها امس بوجودي في القريه أنستها العتب علي ....تلقفت مني جوزى وضمتها بحنان ...وهي تذكر أسم الله عليها ...
مشاري ذاك الرجل الصغير ايخيل بأني ارى له جناحين يكاد يطير بهما ....
حتى وافي وهو يجادل امي على ابنته وينزع عنها طبقات لباسها الشتوي الثقيله وهو يردد..."بتموتون البنت مكتومه..."
......
وخزاري التي انتبذت من المجلس مكانا بعيدا لا يراها فيه احدهم سوى انها في مرمى نظري انا وحدي.....ملصقه هاتفها بأذنها وتبتسم خجله بصمت ....
جدتي تتأملهم تارة..... وتارة تدعي للمتوشحين بالبياض على شاشة التلفاز....
الان فقط فهمت وتعلمت ....ماهو العيد ...انه يوم مهدى من السعاده الالهيه....
........................
رأيت خزاري تغلق هاتفها وتركض مسرعه لأعلى ...بينما دوى صوت سهل..."ياولد طريق .....امسكوها هاذي لاتخلونها تشرد بنشوفها وش يصبرنا.....كله من عمتي..."
ردت عليه امي وهي تشير لي بأن ابتعد ...."تعال تعال .....عمتك وانت قدي ...تعال زمان ماتضاربنا مع بعض...."
دخل بهيبه كاسحه ....واختبئت انا ورى الحاجز ي مكان خزاري قبلي....سمعته يثني على ابنتي...محبة الكل لها تجعلني الاكثر سعاده على وجه الارض...." ياسلام هالقمر هنا ........وش جايبه حرام منزلين امها تعبانه ...."
لم يستوعب بعد وجود نجمه .....رد على صوت ميداء..."كل عام وانت بخير يابو خالد...."
بود..."وانتي بصحه وسلامه يام جوزى ....وش منزلك انا داري ذا المخفوف جارك ..."
لا رد من سيد البرود....فقط نظرة خاطفه ثم عاد للعلب في يد ابنته ...
جلس بجانب امه وقبل رأسها ...."كل عام وانتي بخير يالغاليه ..."
احتضنت كفه "وانت بصحه وسلامه" ...
.التفتت في الغرفه ..".الا نجمه وين بعيد عليها ...."كان سيكمل جملته لولا ان طاحت عينيه عليها .....
سكت لبرهه لم يرها منذ ان كانت بالـخامسه عشر ....تغيريت كثيرا باتت أجمل بملامح انضج ...أبتسم لها وبهمس ..."ماشاء الله..."
لمح في عينها شيء من زوجته ....لقد نسي ملامحها تماما ..... لقد ورثت خزاري كل هذا الجمال من حسن حظة انها ستكبر مثل امها....
...................................
كان يوجد معهم بجسده غارق في مكان أخر بفكره ....وكعادة ابيه من قبل ثم مارس سهيل احيائها بتفاني واخلاص.... فطور يوم الوقفه ....يفتح المجلس للجميع والكل من كل فئة وكل جنس ...يجتمعون على سفره واحده ...يعيدون ربط اواصرهم ...
يومها دخل شيوخ القبيله ....بثيابهم ناصعة البياض ومعاطف رسميه بألوان متفاوته ولفة عمائمهم المميزه والمجندات بنقوش جنوبيه تحمل افخم الخناجر والمسدسات....
دخل اخرهم يبدو ذو ملامح غريبه له عينان تقناص المكان كصقر حر وحاجبين ضد الجاذبيه....ودرجة سواد شعره اللذي يطل من تحت لفته الجنويه وببشره بيضاء كالاموات ...يختلف عنهم بثوبه الاسود..ولفة عمامته البيضاء...والمجند الجلدي الخالي من أي نقوش يشتد بهيبه على عضلات صدرة البارزه من تحت الثوب...ويتبعه ولدين احدهما في 15 والاخر في ال13 ....يرثان نفس النظرة الغريبه ....
لا يبدوا مألوفا لي البته....رغم أن له دم اعيان القبيله ...ترحيب الكل به يظهر بأنه من النادر وجوده كيف أراه لأول مره وانا مواظب منذ 5 سنوات على القدوم كل يوم "وقفه"...أقترب من سهل على يميني وسلم عليه بحراره كنت ابادل السلام مع احدهم وانا مشغول بمحاولة سماع مايقولانه....
كان سلام محمل بالحماس والضحكات يبدو ان بينهم علاقه ...
كان يشد على يد سهل وبيده الثانيه يحتظن عضده ايخيل لي بأنه اضخم من سهل ...
سهل بترحيب..."نور المجلس والله زمان عنك يارجال ماشفناك بالله لك كم سنه ماجيت ..."
رد ذاك بخجل يغطيه الاعتذار.."والله حدي بالمجلس على حياة ابو وافي رحمة الله عليه..."
شاركتهم بالترحم على ذاك الرجل الشريف ...أبي...
أكمل سهل بتأنيب...."كله من ذا الشغل اخذك مننا ..."
أبتسم ..حتى في أبتسامته مهيب ..."أي والله عطوني اجازه اجباريه شهرين ...ملو مني والمدير قال هذا افضل وقت لاخذ اجازه ...عاد نزلت من ابها مخصوص للفطور"
هز سهل يده..."ذكرني احب خشم المدير ...."......
شاركه الابتسامه ..."عاد والله وقتك حللو اقدر احضر زواجك.....اخيرا بتنسجن بالسجن الذهبي..."
ابتسم ..."أي والله اخيرا عقبالك..."
بكلمه تبدي الارتياح ..."على يدك ...دور لي ..."كان سيقول في موضع اخر ولدت لاكون حرا ولكن الان يضحي بحريته مع استعمار ها حياته...
نظر الى عينيه..."رجال يابو تركي وكل هاللي بمجلس يتمنونك قريب..."
والتفت للكائنين خلفه...
وبأحترام ..."ماشاء الله تركي و مشعل ساروا رجال..."
ورحب بهم برجوله....
انتقل الرجل الى وهو يلتفت لسهل..."كبروني..." وسلم علي برسميه ...."أكيد ابو مشاري.؟؟.."
هزيت رأسي برسميه اكبر لاول مره اعجب بشخصية احدهم لهذا الحد وانا على رأي سهل ذو الاطوار غريبه "أي نعم الله يسلمك ما تعرفنا..؟؟."
رد فخور بنفسه ولا بأس ان خالطة المرجله بعض منه..."ابو تركي ...رافد بن زيد الــ"وتبع اسمه بلقب شيوخ قبيلة قريتنا لقد تذكرته فهو ابن شيخنا السابق الوحيد....ان اسعفتني ذاكرتي فهو طيار ...
هززت يده .."والنعم والله ..."
وهو يرد..."تسلم ماعليك زود..."انتقل يسلم على مشاري بجانبي واقترب ابنه الاكبر مني....
.........
.
بت ارقبه طوال فتره المجلس له شخصيه أخاذه واسلوب يجذب حتى انم شاري مال علي واشاد به وصدقا حتى مع ان من رباه سهل فهو له طباعي ....
انتهت الجلسة وأنسحب الكل وهو يشكر ويترحم على والدينا ....
...........................
وجودي في بيتها مكان كان يضمها مثل هذا اليوم قبل سنين خلت عرفت من تكون نجمه ...المرأه اللتي تزوجت ابنة خالي وانا اندب اطلالها ....ساحره هي بشعرها الاسود اللذي يغطيها حتى فخذيها طويله بجسم كحوريه البجار السبح وبشرة كالالماس المصقول ....وعينان تنتظر العشاق يؤلفون بها المعلقات ...كانت كألف ليله وليله بلحظة ...فكيف ببقية العمر معها ....
دخلت الى بداية المجلس ثم خرجت كان يوجد ب هانا وابي وابو وافي ....لم ينتبه لدخزلها الا انا وابي اللذي نكس رأسه بينما احتضنت عيناي مطلعها ....اذكر كيف وكزني ابي بعصاته ولم انتبه له حيث احسست بنفسي يضيق عند خروجها وبأن الروح سلبت تحرسها ...
...................
خرج الكل وبقيت أنا وابنائي وثلاث من اعمامي واهل البيت حيث اصرار سهل بأني لن اخرج مبكرا اليوم..
..تقدم مني وجلس بجانبي وهو يعود مرحبا بصدر رحب ....كريم هذذا السهل بما تبخل به انفس الاخرين يبعث لك الراحه وعيناه محبه للكل لكن لديه حده مع الاشخاص الغرباء..
..بينما ذاك الوافي يقترب ببرود لاول مره اعجب بشخصية احدهم يبدو مغرورا وصامتا لكن لابد من القليل منها الاكتمال الرجوله .........
بدا الوقت مناسبا لافتح معهم موضوعي ....
عدلت في جلستي ...وشددت قامتي"سراحه يابو مشاري ولا يهون أبو خالد .....أنا طالب القرب منكم والامر بيدكم لكن انتم الكل والكل يسهد رجال والكل يطمع في قربكم ............؟؟"
شهد برجولتهم اعمامه اللذين ينظرون اليه بفخر...
....في هذه اللحظه تبددت رجولتهم وهم ينظران لبعضيهما بغباء مصحك ويتبادلان نظرات مستفسره ...
..قراء مافي عينيهم ....واكمل بعقل ..."انا من يومي وانا طمعان بأني اخذ بنت مشاي الـ الله يرحمه ..."
..... سهل من غير عادته عندما تتعلق الامور بعائلته ...ترك دفة الامور لوافي اللذي نطق بوضوح واثق..."والله انت يابو تركي رجال والنعم فيه ...واختي بنشورها وان شاء الله بيجيك علم زين ..."
..............................
منذ هذه المقوله حمل وافي تعقيد فكرة موافقة نجمه ....اصلي لحدوث معجزة تجعل منها ترضى بما يطلبه ذاك الرافد فهو رائع بمعنى الكلمة ومن رجال يندر وجودهم "اشباه سهل.."
...................
عاد الى مجلسهم حيث كانت ضحكاتهم تغطي المكان ...تأملها بأتقان منذ ان بداء اليوم وهو يتأملها يحاول ان يفسر لها اقتناعه برافد كيف يفسره وهي لاتعلم شيئا اصلا ....تبدوا وكأنها خلقت له ....
نظر اليها مشاري بأعجاب......."والله ياعمه متغيره مره ...احسك صغرتي..."
هنا تغضنت جبين جدته بغضب..."الا والله قلبت جنيه وش زينها يومها على خلقة ربها ..."
دافع سهل ..."اشبكم على عمتي انتم خلوها تعيش شبابها يمكن يجيها عريس ونفتك منها ...احسها بتبداء شغل حموات علي..."
أتسعت حدقتيه منذرا لسهل الا تقترب من الموضوع حتى بدعابه فهي حساسه بهذا الصدى ......
......فاتح امه بالموضوع يومها رحبت بالفكره ورفعت بيديها لعرش الرحمن بحنان الام.....لكنها توجست خيفه من رد نجمه فطلب منها وافي بأن تدع الموضوع له...
......................................
يوم العيد في الليل.....
دخل غرفته وهو مرهق لقد كان يوما شاقا .....راقبها تجلس بسرحان امام المرأه وكأنها تناجي عفوا في حياه اخرى....كم تبدو اجمل مما تركتها لكن عيناها متعبه فهي لم تكمل شهرا منذ ولادتها وأتت الى هنا وستعود الى ابها يوم الفرح ثم تعود الى هنا ...اشفق عليها عشقا فهي تحاول ان ترضيني بأي طرقه ...
اقترب منها ووقف خلفها وضع كفه على كتفها ...وكأنها يؤازها في طلبها العفو ويشفع لها حكما عادلا....
أبتسمت له بدفء وهي تسحب كفه وتحتضنها ....همست له بحب...وهي تتأمل انعكاس صورتيهما وابنتها مستكنه على سرير صغير بزكرشات ورديه طفوليه...
......"أحس انه حققت كل احلامي ...فيك وفي بنتنا...ربي كان يخبي لي خير كبير في جيتي ابها كان يخبي لي رجال لو الف العالم كله مالقى مثله ...زمان كنت جسد مظلوم ينضرب كل يوم ...ويداوم وراسه في الارض مو عشان على ولا عشان هرب لاء عشان ينسى للحظات نفسه ويسرح وهو يحس بالامان انه مو في أي لحظة راح تنهتك كرامته...."
حبست دمعه ..."كان كل مااندق باب الفصل بقوه افز احسبه جايني ...بيضربني ولا بيرمي كلام سم ....كانت امي توحشني مافتح حلقي اقول ابي اشوفها اجلس بالشهر وشهرين ماقابلها الا احيان تجي تخجني من المدرسه وترجعني وقت الصرفه طلاقي كان صعب صعب كله من عمامي اللي رموني عشان جيوبهم ....لكن لكن كان في واحد اسمه وافي حررني خلاني احس اني انسانه لي مقام ....مو خدامه و اداة تنفيس غضب.... "
مثلت قوة رباطة الجأش وعينيها تلمع بشفافيه"وافي تعرف كيف شكرتك ....بأني اعطيتك قلبي حتى لو كنت اناني واحيانا تكدرني وانا في عز نشوتي ....لكن انت اعطيتني حضنك بدون مقابل ....حتى لو كنت اشر الناس انا احبك..."
مستحيل ان يستوعب يوما بأن هذا المخلوق قد يضرب ...تذكر ثورتها امام العقال تلك المرة القبيحه كره فعلته الرعناء وندم عليها ملايين المرات فكيف بذاك الفاني يعذبها يعذب من تأسر قلوب الجبابره بصمتها وتعذب قلوب المتكبرين بهمسها .....
......حاوطها بكلتا ذراعيه بقوه ...انت هنا تنتمين لهذه المنحوته الصخريه المدعوه قلب...دفن وجهه بليلها الغجري اللذي يحب وطبع قبلها عن عنقها ...."انتي اللي خليتي هالوافي يحس ...........................واللي رفع هالسما بليا عمد......أحبك حب لو ادري اني قلبي بيحب بيوم هالقدر ...ماكان افنيت لحظة بعمري بدونك....."
أنتفضت بموجه بكاء مفرح من اعترافه ...تكاد اللارض تسع فرحتها فهل السماء ترحب بها .....سعيده هي حتى تكاد تجزم انها تسمع دقات قلبها تنتظم في تلحين ما يجود به عقلها من كلمات.....