كاتب الموضوع :
قمر آلحجآز
المنتدى :
القصص المكتمله
بسم الله الرحمن الرحيم
البارت الثمن عشر
وأنت البداية في كل شيء ...ومسك الختام ...
وعدتك أن لا أعود ...وعدت ...
وأن لا أموت إشتياقا ....ومت...
وعدت بأشياء أكبر مني ...فماذا بنفسي فعلت ...
لقد كنت أكذب ...من شدة الصدق ..
والحمد لله ...
أنني كذبت ...
..........................
كانت غير مصدقه للفكره تماما فهي الانسانه اللتي لازمة امها كظلها المكان الوحيد اللذي تذهب اليه حره هو المدرسه والكليه ....في كل مكان كانت أميي معي .......الخروج للسوق لوحدي كانت تراه اعظم الخطايا فما بال السفر وحيده .....كما أن هذه هي مرتي الاولى بالتاكيد خارج البلاد أي سحر يحملها خالي وافي حتى حدها على الموافقه..........حاليا أني أشغل تفكري بأشيأء عد ودقيقه حتى لا أجن وأموت من التفكير في اللذي تزوجته وانا ذاهبة اليه ...........ماللذي سأفعله أن رأيئته ....لكم أحبه ذاك الغائب البعيد...
.................................................. ....
كانت تساعد أبنتها على حزم أمتعتها بصمت ...وفي أرخ الغرفه تجلس تلك الاخرى ......نظرت اليها بحنق وهي تمد رجليها وتضع عليه علبة شوكولاته ..........وبغضب الام"أنت خلك كذا كلي من ذا الحلو وبعد ماتولدين شوفي جسمك كيف بيصير بتاكلين كلي شيء مفيد ......."
درت عليها وهي تتحير أي قطعه ستأكل..........."اقول يمه مافي شئ منسيني اللي فيه الا هاللحلو ...وبعدين الشوكلاته تجلب السعاده........"قالتها وقد تغيرت ملامح وجها وتذكرت تلك الاتصلات والرسائل اللتي دمرت هاتفها وهي تتجالها وقلبها يأن .......وضعت العلبه و وقفت بتثاقل فهي في نهاية السادس...همست بحزن "بنزل لجدتي ...."كل شيء تغير فيها جسمها ملامحها مشيتها وبطن متضخمه تحمل طفلة بريئه وجاهله ألا أن من تحملها هي أبراء منها .........
خرجت من الغرفه واغلقت الباب بهدوء......... نزلت مع الدرج بصعوبه حتى وصلت لجدتها اللتي همست لها مأنبه "ياوليدي مايصير كذا هدت حيلك هالدرجان ....اجلسي لك بمكان .."
جلست تلك الاخرى بصعوبه وبحركة بطيئه على الكرسي....."عادي ياجده خليني اتسلى شوي لين ماربي يفرجها لو بجلس بمكاني بنجن..."
مسحت على خصلها الخجريه وهي تبتسم ..."أنا أشهد أن وافي صبر ونال ..."تغيرت ملامح وجهها وبدت عليه الضيقه ....ليت ذاك الصخري يراني بالعينان التي تريني فيها ........."والله سهل هو الي صبر ونال ....الله يقومه لنا سالم....."
تغيرت ملامح تلك العجوز وهي تتنهد..."واغبني على سهيل طول عمرنا وهو اللي شايل حملنا يالغالي مكانه بقلوبنا خالي ....."
أبتسمت محاوله تغيير الموضوع"طللع مو هين هذا السهل متزوج من وراي.."
ضحكت ميداء وانخرطتا في أحاديث كثيرة كل واحده منهن يحمل قلبها الجرح وتخففه عن الاخرى......
...............................................
جلست بهدوء على السرير وهي تراقب ابنتها وهي تعيد ترتيب الفستان في يدها للمرة الالف وعينياها تسرح في ملكوت أخر.......جرت الفستان من يدها لكي تأبى بها .......أبتسمت لها ........"ربي بيكتب لك الخير في زواجتك من سهل .........."
أستغربت وهي تجلس بجانبها متسائله"أش معنى ........"
تأملت أبنتها بحب لقد تحسنت نفسيتها كثيرا منذ علمها بالزواج ......."سبحان الله ربي يقدر الامور من حيث لا نعلم وقوف سهل معاي عشان اتزوج أبوك و ولادتك ورجعتي واعمامك كل هالامور كانت تسير لصالحه ولصالحك ...واللحين ربي بيختبركم بس سهل بيقوم وبيطيب وذاك اللحين ياخزاري ان كنتي انتي ذهب فسهيل ألماس لا تضيعنه من يدك ولا تكدرين عليه ........"
هزت رأسها بالأيجاب والدموع تشتت تركيزها...دفنت نفسها في حظن أما بقوه وهي تهمس ..."الله يخليك لي يمه "
.................................................. .........................
مازالت على سجادتها بعد أن أنتهت من صلاتها ألتفت الى سريرها كانت عليه حوريه تغط في نووم عميق ومريح مسكينه هذه الفتاة تتعب كي تنسينا همنا بينما خلق الهم ليلازمها .......رن هاتفها ففزت له مسرعه حتى لاتقطع نوم تلك الحوريه ........ززرت بهمس لقد كان وافي وبعد السلام والسؤال أخبرها بموعد رحلة مشاري وخزاري الساعه التاسعه والنصف ليلا من هذا اليوم ألا ان قبل ان تغلق الخط همس لها على استحياء.........."كيفها ........؟؟ميداء "
أستشاطت غضبا ....."تسألني أنا ياوافي كيفها بنيتي أنا بعرف انت وش مسوي فيها ؟؟"
غضب ذاك الاخر......الا انه استعلم بخوف.."ماسويت فيها شئ هي وش قالت لك......؟؟"
تنهدت ........."اضنك عارف بأخلاقها مو بزر هي وبتجي تتشكى لي بس أنا أم هاه وترى كتمانها وصبرها طول هالشهور مو مخبي علي الألم اللي ساكنها...حرام عليك تراها خذت من دنياها اللي مكفيها .......انت اخوي ياوافي على راسي لكن هاليتيمه اللي بغلط عليها بقطع بأسناني .............وراضها ياوافي لآن لا فات الفوت ماينفع الصوت وكل ما تأخرت بمراضتها بيدوم معاك المها الحين لأخر العمر............"
همس متكدر ........."أنا مضطر أسكر"
اغلقت هاتفها بقوه "قلعتك....."
ألتفتت لها كانت مستيقضه وقد حجبت حدقتيها الرماديه دموعها .......وبصوت مبحوح....."يمه مابيه قوليله لا يرجعني مابيه انا ابي بنتي وبس ......اصلا مافي شئ خلى حملي يكون مرتاح الا بعده والله لو انه لسى عندي كان مداني طقيت من زمان....."
هلعت أمها وهي تقترب منها ........"يابنيتي قوليلي يأذيك يغلط عليك .......حسبي الله عليه مافتكينا من ناصر جانا هو .."
هزت رأسها بنفي ......"لااء يمه ماكان يأذيني ولا يقصر علي ............بس كان يأذي هذا ......"قالتها وهي تشير على قلبها ..........وأكملت .."والله يايمه يأن جرحه ....جرح الجسد عنده ولا شيء......"
شددت من احتضانها لها وهي تهمس بنحيب......"ياني أكرهه كره........."
.................................................. ...............
وبعد الوداع وطول التوصيات وبعض الدموع الخائنه لمحاجرها توجهت السياره بخزاري ومشاري الى مطار أبها ..........
كانت تحس بغربه وهي تجلس في مقعدها بجانب ثلاث نسوه ومشاري في مكان قريب منها .......ستهبط الطائره في الرياض لساعتين ثم ستكمل طريقها الى برلين .....
.................................................. ...................
بعد أسبوع .....
لم تتعود بعد على كشفها لوجهها لسبحان الله على فطرة جبل هذا القلب عليها ........تظن الكل ينظر أليها ...حتى مشاري تستحي من أن ترفع عينها في وجوده .....مابال ذاك الشاب ياترى منذ أن رأى سهل وهو غريب متغير الحال ازداد همة وحزنه اضعافا كن رفيقا بقلبي يا أرحم الراحمين .......
كعادتي عندما أتوتر اقضم اطراف اضافري.....أحسست بطعم ليس بغريب في فمي ....أبعدت يدي عن شفهاهي وكان الدم يحيط بأحد اضافري مسحته على استحياء بعدما أنتبه الي خالي........الغريب القريب......همست له اضيع الصمت ....."خالي متى بشوف سهل.؟؟....."
ترك الكتاب من يده وهو يتنهد بملل"اليوم العصر ........."
تهللت أساريرها وتوردت خديها .........."صدق........"كأنما سيراني أو يشعر بي هذا الميت الحي..........تغيرت ملامحها للحزن...."العمليات طول هالاسبوع كانت لأيش؟؟"
رفع حدقتيه اليها ببرود يغطي حزنه ........"عشان يطلعون الاسياخ من أماكن الكسور.....وأخر عمليه برأسه......"
همست برقة الانثى المتوجعه ......"ياحبيبي..........."
رفع عينيه وتأملها مطولا سبحان من خلق الاناث بلسم ......لكم أحسد ذاك السهل عليها .....أطال التأمل في وجهها ......تحمل القليل من محيا تلك الغائبه القاسيه .....الا أن أنثاي نادرة .........وجعه قلبه لمحادثة الاخيره مع نجمه .... "وراضها ياوافي لآن لا فات الفوت ماينفع الصوت وكل ما تأخرت بمراضاتها بيدوم معاك المها الحين لأخر العمر............" كانت هذه الجمله تتردد في مخيلته بأصرار مفزع ........همس متسأل............"خزاري كيفها ميداء....؟؟"
كانت ملامحها اقرب للتحجر منها للبرود....انها تحمل طفلك...."لا تسالني ياخالي ...........كل اللي اعرفه انها مجروحه وتتمنى فراقك اليوم قبل بكرا......"
اقتربت حاجبيه حتى كادت تلتصق من مقاومة الالم في قلبه ..........."هي قالت كذا ؟؟"
بلعت ريقها ...........لكم اتمنى لكم خيرا شفع لي رؤية تغير خالي وخيوط ضعف تبدر منه احيانا عند ذكرها عرضا في الحديث .....مدت يديها واحتضنت كفه على الطاوله ......أبتسمت له بحنان......"خالي راضها ....انتم انخلقتوا لبعض صدقني هي قالت لي زمان...... اول زواجكم انها تحبك وانك عوضتها كثير....."
شدد من قبضته وهو يتذكر ماعانته منه تلك الصغيره .....مايندي القلب ويجن العقل بأنها تحبني.....هز رأسه بالأيجاب وهو يهمس واقفا ....."هيا نرجع البيت باقي كم ساعه ونروح للمستشفى خلنا نرتاح شوي ........."
وقفت معه وهي تحمل حقيبتها اقتربت منه و عانقت عضده بيديها.....رفعت رأسها اليه وابتسمت ......بادلها ابتسامه جانبيه وهما يتوجهان لبوابة المقهى .........هاتين الصغيرتين محورن فكرتي عن الاناث .......فهن الاطهر والانقى ولهن قلبا آآآه لو استطيع لمسه ........عمهم السكون وهم يقطعون الطريق مشيا للذهاب الى منزله .........وقفا قليلا عند قارعة الطريق ينتظرون اشارة المرور تأذن لهم بالمرور تأملت المراكب أمامها تأتي من نقطة وتختفي في نقطه همست له ......."أللحين بروح أنام ....."
أستغربها ........"دوبك قبل ساعه صاحيه ..........بعدين هالاسبوع كله راح نوم......"
رفعت رأسها أليه وبأبتسامة طفله ......."بنام عشان يجي العصر بسرعه ..."
أبتسم قليلا ...وأتسعت الابتسامه حتى تجرأت واصبحت ضحكه تمثال لها صوت .......... لمس طرف أنفها بسبابته وهمس....."يازين البنات ........."تأملها مطولا..........وببوح غريب..."أتمنى اللي بيني أنا وميداء يدوم وتجيب لي بنت قمر أحب البنات الصغار ........."
مثلت الغضب..."والبنات الكبار مو حلوين ...."
هز رأسه نافيا .......همست هي بفرح ..."الله بيرزقكم ببنوته قمر......"
"أمين "صدرت منه ولم ينتبه الى تلميح تلك الصغيره وهو يتحرك ليقطع الطريق.............
في هذا الاسبوع جمعت بين هذين المتعذبين صداقه وطيده فكلاهما يتشاركان الاهتمام بذات القلوب......
.................................................. ....................................
شددت على ضغطها على فكها وهي تضغط على أسفل بطنها بكفيها همست ........"بدري ياماما لا تستعجلين لسى حنا بالسابع اصبري لا تسيرين عجوله......."نفثت هواء وهي تأن ............"يالينتي مت قبل هذا ....."
جسمي يتشقق بعشوائيه من الداخل ........دخلت عليها أمها ......وهي متوتره .......جلست بجانبها ......."حالتك طبيعيه ومستقره .........لكن بنجلس بشقة أبها ............لآن الدكتورة تقول يمكن تولدين طفل خديج......."
تغيرت ملامحها للفزع........."لاااااء يمه انا مالي الا اسبوعين بالسابع كيف أولد .........مايسير كذا ........"
اقتربت اليها أمها ......"انت قولي يارب ربي بيهونها ..........."
قاومت احدى التقلصات وهي تهمس"ونعم بالله ......"
.................................................. ......................................
كانت تتأمل الباب الرمادي العريض بشرود مسك المقبض وفتح القليل وهمت بأن شددت على قبضته ...........همس لها بالقرب من أذنها ......"سهل يحتاجك قويه خزاري سمي وأدخلي ......."
عندها رفعت يديها عن قبضته وهي تأخذ نفسا مشبعا بروائح غريبه ...........دخلت ألتفت خلفها هز رأسه لها بالأيجاب وهي يغلق الباب ويدعها وحيده في الغرفه الكبيره كانت الشمس تحتلها ........وسرير أبيض بعيد حوله أجهزه عملاقه ......أحست بأنقباض في جميع أحشائها .....شددت من يدها على على طرف معطفها لما درجه الحراره مترفعه هكذا ..........وبمحاولة ان تكون طبيعه وتجاهل مستميت لمن يرقد بأخر الغرفه ......نزعت معطفها ووضعته على على كرسي قريب نزعت شالها الزرعي ووضعته على كتفها وحررت شعرها .........تغاضت عن النظر الى السرير وهي تقترب أليه .......حتى اصطدمت به .........كانت ترقد على طرفه كف مغطاه بأسلاك و أشياء غريبه ........مدت كفها ببطء واحتظنتها حينها انهمرت عينيها بلا هواده ...................وشهقات مؤلمة تقتل صمت المكان .......مسحت دموعها الحزينه المصره صعقت ........احتضرت ...تلاشت .............يبدو .................يبدو .............."مــــــــــــــــــيـــــــــــــــ ـتــــــــــــــــا"
أبيض كالملائكة هاديء كالتماثيل .........حزين كنسمات الخريف.........ومبتسم كالمؤمنين .........
أقتربت منه بعدم تصديق ............كان شعر رأسه خفيفا قريبا لأن يكون أصلع .....ألا أنه مازال وسيما كعادته تغير جذريا من عنوان الانفه والجاذبيه لطفل محتضر هاديء............
أقتربت من وجهه حتى ألتصق جبينها بجبينه البارد....شهقت بهدوء وهي تهمس بعد أن حاوطت وجهه بكفيها ........."حبيبي ............شلونك؟؟"
كانت مجنونه عندما انتظرت الرد مطولا.......شهقت بضعف...."كذا يالشين تتركني بدون لا تودعني حتى .........وبعدين ليه ماقلت لي اننا متزوجين .........يخسون رجال الكون يكونون مثلك" .........تبعت رسم حاجبيه بأناملها .........همست "وحشتني عيونك فتحها لي دقيقه بس ............بشوفها ابيها تطمني..........ولا اقلك ارمش بها بس وانا اكتفي ......."طبعت قبلتين مطوله على كلا جفنيه ...........تنهدت........"سهل قوم الله يعفيك انا بدونك ولا شيء انا اضيع .....انت اللي خليتني
أجن واسوي اللي عمري ماكنت راح اسويه جلست معاك لحالنا كلكتك على الجوال ....."صرت منه ضحكه حزينه.........."وقلت لك اني احبك ......أنا مو بس أحبك أنا أعشقك أنا كلي لك ........بس لا صحيت احلم اني اقولك هالكلام.......لمست شفتيه المتقشره وتأملتها بألم ........."شكلهم ما يعطونك مويه ....طيب جعلهم للماحي واذا ماتاكل ولا تشرب وعايش على المغذيات يبلونها لك على الاقل ............"لفت بعينها على الغرفه كانت توجد براده في احدى اركانها توجهت لها وملئت كوبا ورقيا بالماء البارد......شربتها دفعه واحده رمت الكوب وتوجهت اليه........اقتربت منه..........والتصقت به........همست بلطف الانثى وكمالها ......."هذه لك حبيبي....."ولثمت شفتيه .....ابتعدت قليلا كانت مرتي الاولى ......تبدو غريبه كرفره فراشه او ملمس ورده .........أعادت شفتيها واستكنت على شفتيها مرة أخرى ........رفعت جسدها بصعوبه وتمددت بجانبه ......دفنت رأسه في نحرها وأحاطته بيدها وهمست وهي تقبل جبينه........"انت اللحين في حضني وبتصحى وانت في حضني..................انت لي "
سلمت روحها للأمان وهي تغفي بهدوء.........
.................................................. ..............................
بعد ساعتين .........عاد ليرى ماحصل.........تقدم من الغرفه ودخلها حجب مكان مروره وقوف ثلاث ممرضات يتهامسن بلغه ليست انجليزيه او المانيه .........نظر الى ما كان يأسر عنيهما .........كانت تمام بسلام وهو دافن رأسه في حضنها وبفعل تربيته وبيئته احس بضرورية الخصوصيه.......
همس بأنجليزيه مهذبه........" I'm sorry butte we should let them alone "
ألتفت اليه احداهما كانت تبدو كدميه خزفيه.......وبأنجليزيه غريبه ....."sooo sweeto "
أبتسمت الأخرى ......وبكلمة يسمعها للمره الاولى "kawiiiii"
خرجن وهي يحرسهن بعينيه بغرابه ........همس وهو يهز كتفيه"يمكن يابانيه......."
توجه الى السرير وهو يحمل معطفها في يدها وقبل أن يهم في أيقاضها شده شيء أغرب.........
......................................
.................................................. ................................
|