كاتب الموضوع :
أوراق~
المنتدى :
القصص القصيرة من وحي قلم الأعضاء , قصص من وحي قلم الأعضاء
الورقة الأولى
الصرخة الأولى .. والأخيرة!
كان مشهداً مؤلماً شاب في مقتبل العمر تجره قوات الأمن أو كما نسميها قوات سلب الأمن على الأرض وهذا يركله وهذا يضربه بالهروات كان صراخ أهله يعلو ليخترق صمت الحارة ولكن كان لصراخه وقعاً خاص
كان صراخه أول صرخة تزلزل عروش الظالمين
لم يكن صراخه عويلاً
لم يكن جزعاً ولم يكن خائفاً
كان يصرخ بصرخة تخترق آفاق السماوات السبع :الله أكــــبر
وكانت آخر صرخة يصرخها ..!
هدوء مزعج وصمت غريب
لم يستطع أحد النطق وحتى القوات الغجرية بعد أن فعلت فعلتها لاذت بالفرار اخترق الصمت صراخ والدته الثكلى:نور عيني أيمن
ركضت لتصل إلى جثة وليدها
احتضنته .. قبلته .. شمته ولآخر مرة
كانت لحظات وداع مريرة
بكت .. صرخت
لا يستطيع أحد إسكاتها أو لا يتجرأ أحد على إسكاتها
أم فقدت فلذة كبدها
تعجز الألسن عن النطق
كانت الأعين مُنصبّة عليها ينتظرون منها الخطوة التالية
خضبت نفسها من دمائه وقالت:اللهم تقبّل منا هذا القربان
كان أول قربان يقدم من أجل الوطن ولكنه لم ولن يكون الأخير
حمله الرجال على كتوفهم وهم يرددون : لا إله إلا الله الشهيد حبيب الله
كان هتافهم يتغلغل في قلب الأم الجزعة
لم يخطر في بالها أن تودع ابنها في عز الشباب توقعت أن يكون هو من يحمل جثمانها إلى القبر ولكن ها هي تزفه إلى مثواه الأخير
نادت بحرقة قلب : حبيبي أيمن في وداعة الله .. في وداعة الله يا فلذة كبدي .. في وداعة الله يا نور عيني ..
ودعت جثمانه الطاهر ولكنها لن تودع روحه فهي تشعر به يمسح دموعها يقبل يداها يبتسم ابتسامته المعهودة
كان التشييع مهيب حضر فيه القاصي والداني حضر كبار السن النساء الأطفال
حضروا ليودعوا الشهيد ويواسوا أمه
كانوا يرددون شعارات الوداع وشعارات تواسي أم الشهيد
كان الشعب في أوّج غضبه
شاب في مقتبل العمر يُقتل بدم بارد بلا رحمة
لكن رأس النظام الفاسد يقتل القتيل ويقتل الذي يشيعه
قُمِعَ التشييع بوحشية
لم يراعوا حضور العجائز والنساء والأطفال
كان المرتزقة يتعمدون إطلاق الرصاص المطاطي على المشيعين
امتلأ الجو بالغازات المسيلة للدموع
فلو كنت حاضراً لن تسمع إلا صراخ النساء والأطفال وصوت القنابل الصوتية التي حولت القرية إلى ساحة حرب
الكل يريد الفرار ولكن إلى أين ؟
لا يرون أمامهم من الفزع
الموت يحيط بهم من كل جانب أينما يذهبون يرون الطلقات أمامهم
توغل رجال سلب الأمن في المنطقة واعتقلوا كل من يروه أمامهم
كان الوضع مرعب
أما الموت وأما الاعتقال !!
أصحاب المنازل القريبة فتحوا منازلهم
ولكن تسع من !!!
الأعداد كبيرة
أطفال ضائعة
رجل يختنق
شاب مصاب
نسوة مفجوعة
حقاً .. حكومة غجرية بامتياز !!
|