كاتب الموضوع :
زهرة منسية
المنتدى :
سلاسل روايات احلام المكتوبة
10- إلى أن يفرقنا الموت
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
إنها الساعة الخامسة صباحاً وبايبر ماتزال مستلقية فى الظلام حزينة القلب . توقعت أن تنتظر أثنتى عشر ساعة إضافية قبل أن يأتى نك إلى الغرفة الخالية من النوافذ حيث تم أحتجازها
أضاء نك الأنوار مما دفع بايبر إلى سحب العطاء فوق رأسها حتى لا تلاحظ ملامحه الرائعة
سمعت صوت أرجل الكرسى تحف الأرض فيما أقترب من السرير
-لم تكن لدى أى فكرة ان السيد غالى سوف يحتجزك . أقسم بذلك !
-أرجوك.....أطفئ النور . أنه يؤلم عينى
بعد لحظة واحدة عاد الظلام يعم الغرفة . سألها نك بصوت هادئ خشن :
-أهذا أفضل ؟
أستطاعت أن تشعر أنه يجلس بلاقرب منها مجدداً
-نعم
- فى المرة الأخيرة التى حاولتن أن تغادرن إيطاليا أُعطى الأوامر بإحتجازكن قلنا له إننا نعتقد أنه تم أستخدامكن كى تأخذن المجوهرات الحقيقية إلى خارج البلاد ولم تكن هناك من طريقة ليعرف أن الأمور أختلفت كلياً منذ تموز الماضى
أنهمرت دموع حارة من عينى بايبر وأجابت :
-أنه يقوم بعمله بطريقة جيدة جداً
أرتجف صوته وهو يقول :
-وهو كذلك....لا سيما فى حالتك . الحمد لله !
-مرة جديدة حققت هدفك عبر منعى من مغادرة البلاد
-ليس هذا ما أتكلم عنه بايبر . كنت سألحق بك وأجدك حيثما تكونين . أنا أتكلم عن الشرطة التى ألقت القبض على لارس فى ردهة فندق سبلنديدو خارج باب غرفتك . قام لارس بضرب حارسك حتى غاب عن الوعى وكان على وشك الدخول إليك
تجمد جسد بايبر كقطعة من الجليد وأرتعدت خوفاً ثم قالت :
-أكان لارس فى الردهة ؟
-نعم . بعد أتصالك الهاتفى حذرت الشرطة ولحق بـ إريك إلى فندق صغير قرب لامحطة . بعد بضع دقائق رأيت لارس يغادر بالسيارة وكنت متأكد من توجهه إلى سبلنديدو ....
أضاف :
-بعد أن طوقت الشرطة الفندق تم ترحيل إريك إلى روما بالإضافة إلى بحار آخر كان يعمل على سفينة بريتانيا . بعدئذ أنتقلت إلى بورتوفينو بلامروحية لكننى واجهت تأخيراً عند الأقلاع بسبب عطل ميكانيكى وحين وصلت إلى سبلنديدو كان قد تم القبض على لارس وطُلب منى الحضور إلى روما
أرتجفت بايبر ودفنت رأسها فى الوسادة . تهدج صوت نك وهو يسألها :
-أجيبينى عن سؤال واحد . لماذا لم تقودى إريك إلى السفينة ؟ ألا تعرفين أنى كنت لأحميك ؟ هل ثقتك ضئيلة بزوجك ؟
رفعت بايب ررأسها مجدداً وـجبت :
-ليس الأمر كذلك . ظن إريك أننى اوليفيا . وحين قلت له أنه على الأرجح ألتقى شقيقتى التى أتت إلى مونتوريسو على متن غابيانو فى الصيف الماضى ذكر أن لارس حاول أن يجد تلك السفينة بعد عدة أشهر من تلك الحادثة . أنتابنى الخوف أن يرى السفينة أوليفيير ويلاحظ أنها السفينة نفسها . ماذا لوحذر لارس وهرب هذا الأخير مجدداً ؟ لذلك تظاهرت أننى فى رحلة عمل وأستقليت القطار إلى مكان أخر . أدعيت أننى بحاجة إلى الذهاب إلى بورتوفينو كى ألحق طلائع نور الفجر . بدأ لى أن إريك صدق قصتى . أقترح أن يلقانى هناك فى المساء التالى . قلا إنه سوف يطلب من لارس أن يأتى ويصطحب حبيبته معه
أردفت بايبر :
-لم أعرف إذا كانت كاميلا هى تلك الحبيبة . لكننى لم أتفوه بكلمة بلاطبع لم أعرف ماذا كان على أن أفعل غير ذلك
أكد لها نك قائلاً :
-فى ظل تلك الظروف لقد قمت بعمل رائع لكنك عرضت حياتك للخطر
-أنا سعيدة لأنه تم القبض على لارس . هذا ما يهم . والآن أستطيع أن أعود إلى نيويورك وإلى عملى
-لا . حبيبتى !
تشبثت بايبر بالغطاء فى يدها وقالت :
-ماذا ناديتنى للتو ؟
-ما كنت أناديك به طوال هذا الوقت باللغة الإسبانية....يا حبى , يا حبيبتى , يا زوجتى الساحرة , يا محبوبتى , يا قلبى , يا روحى
لمعت عينا بايبر وأجابت :
-أرجوك ! لا تفعل , نك......كفى !
-أوافق...لا مزيد من القنعة . لا مزيد من الألعاب . فى هذه اللحظة باللذات أنت وأنا فقط....كل على طبيعته...تجمعنا الحقيقة التى طالما سعينا إليها
أرتفع حاجباها وقالت :
-كلامك يبدو غريباً
-هذا لأنك تتكلمين مع رجل محطم
-نيكولاس دى باسترانا الجبار لا ينكسر أبداً
-هذا مجرد قناع أضعه كى لا يكتشف أحد حقيقتى
قالت بايبر غاضبة :
-كن جدياً نك
-لم أكن أكثر جدية فى حياتى كلها . نشأت فى عائلة باسترانا وتربيت على مبادئها وتعلمت فى وقت مبكر أننى أستطيع أن أحصل على كل ما أريده وأكون من أريد مادمت أطيع أبى وأنفذ رغباته
أضاف نك :
-المال, المركز, الألقاب , كانت كلها موجودة وبما أن أبنى عمى مُنحا السلطة ذاتها خولنا هذا الأمر أن نعيش حياة رائعة . لم أذكر قط أننى حسدت رجلاً أخر إلى أن طلب منى أبى تلك الخدمة التى ألقت بثقلها على حياتى
-أتعنى نينا ؟
-نعم
-لكنك أخبرتنى أنك عرفت أنك سوف تتزوج بها منذ كنت فى العاشرة من عمرك
-هذا صحيح . لكن ما لم اقله لك هو أننى لم أكن أنوى أن أحقق مطلبه
التفتت بايبر بإتجاه نك وقالت :
-إذا.....أنا لا أفهم
-ثمة سبب واحد لخطوبتنا . عانى أبى من قصور قلبى بسيط أو على الأقل هذا ما أعلمنا به أنا وأمى وفيما كانت حالته تتحسن قال أنه خائف من أن يموت قبل أن يرأنى متزوجاً بـ نينا يومها أخذنى الطبيب جانباً وقال لى أن أى توتر مفرط قد يؤدى إلى سكتة قلبية قاتلة وكانت تلك مجرد كذبة لا أكثر
بدت بايبر متشككة وسألته :
- هل كذب عليك الطبيب بشأن حالة والدك الصحية ؟
-أجبره أبى على ذلك . فى الواقع تم نقله بسرعة إلى المستشفى بسبب عسر حاد فى الهضم بعد أن أكل الكثير من الأصداف البحرية المفضلة لديه . بدت الأعراض مشابهة لأعراض الأزمة القلبية
ثم أكمل :
- وجد أبى العذر المثالى الذى أحتاج إليه ليجعلنى أفعل ما يريده وهو أن أصبح مخطوباً رسمياً إلى نينا وأن أحدد موعد الزفاف . وقعت فى أكبر حيلة فى العالم ونجحت الحيلة حتى اليوم الذى سألته فيه عن حالة قلبه وأن كان قد خضع لفحص عام . تصرف يومها بطريقة غريبة جداً فواجهت الطبيب الذى لم يستطيع أن ينظر إلى ثم عرفت ....
يصلب جسد بايبر وهى مازالت فى السري وقالت :
-لا أستطيع أن أتخيل أن أباك يفعل ذلك !
-أبى واحد من الأشخاص الغريبى الأطوار . حين أدركت ما فعل خططت لأن أسافر إلى كورتينا وأفسخ خطوبتىبـ نينا . عرفت أنها لم تحبنى أيضضاً لكنها كانت خجولة وطيعة جداً لتتجرأ وتصارح أباها المستبد
-لا أستطيع أن أفهم شيئا مما تقول
-لو ما أعش هذه التفاصيل لما فهمت شيئا أنا أيضا لكن علاقة نينا السرية بـ لارس بدت معقولة بالنسبة لى
أردف نك :
-حين قلت لها أننى لا أستطيع أن أتزوج بها حاولت أن تخفى سعادتها عنى لكننى عرفت أن فسخ خطوبتنا بعث الفرح إلى قلبها أما المأساة الكبرى فكانت أن من بين كل
الرجال الذين من المحتمل أن تحبهم نينا وقع أختيارها على لارس
سألته :
-كيف تمكن أبوك من تركك تخضع لفترة الحداد الرسمية مع علمه أنه خدعك لتصبح مخطوباً ؟
-فى الواقع هو لم يقل شيئاً أو يفعل شيئاً ليشجعنى
-ماذا ؟
-عرفت أنه يشعر بالسوء تجاه ما فعله بى وبالذنب الكبير بسبب موت نينا . فى الحقيقة المرأة الأخيرة التى أرادنى أن أتزوج بها هى كاميلا فهى ليست طيبة القلب مثل نينا . دخلت متعمداً فى فترة الحداد كى أجعله يظن أنه سوف يحصل على زوجة أبن لم يتمناها قط
-نك........!
-أنا رجل فظيع , بايبر ! لست فخوراً بتصرفى ذاك . فعلت ذلك لأرد له ما قام به تجاهى . بالنسبة لى أردت أن أكرم موت نينا . لو لم أطلب منها الزواج بى لما كانت ميتةالآن
تأوهت بايبر وقالت :
-لما كنتم ستعرفون لا أنت ولا أبوك ولا السيد روبلز أن نينا سوف تموت بسبب قاتل حر طليق
أجاب نك بصوت أجش :
-لكنها الشخص الذى لقى حتفه وأنا المسؤول عن ذلك
أحنت بايبر رأسها وقالت :
-أنا آسفة ! لم أخذ حدادك على محمل الجد
همهم نك بشراسة :
-بالله عليك لا تعتذرى !
وأكمل :
-حين أتيتن على متن سفينى البتسيونى وقعت فى حبك على الفور ولم أتمكن من السيطرة على ذلك الشعور . تغلغل حبك فى أعماقى بسرعة فلم أعد أعرف نفسى مطلقاً . فيما كان الحب يتغلغل فى قلبى أبنى عمى كان على أن أتظاهر أننى لا أشعر به. شعرت أننى مدين لـ نينا بتلك السنة تكفيراً عن ذنبى . فنذرت سراً أننى لن أقترب منك أو ألمسك حتى تمضى الأشهر الأثنى عشر...
ثم أردف :
-بايبر....حين تقربت منى بعد زفاف ماكس تمنعت عن رغبتى القوية فيك . كان على أن أعاملك بقسوة . لم يكن هناك من وسيلة أخرى كى أقاوم مشاعرى . حين سافرت إلى إسبانيا فى شهر آب وتزوج لوك واوليفيا أردته أن يكون زوجاً ثنائياً . لم تتخيلى كم رغبت فى تلك الليلة أن أخطفك من سيارة لوك وأجبرك على الزواج بى سوء بإرادتك أو بغيرها
ما سمعته بايبر بعث فيها الأرتياح والنشوة
-لا أعرف كيف تركتك ترحلين لكن ما طمئنى أننى رحت أعد الساعات حتى شهر شباط حين أستطيع أن آتى وأتوسل إليك أن تتزوجى بى . لكن ما إن رأيتك تجلسين خلف طاولتك وقد بدوت جميلة وبعيدة المنال حتى فقدت هدوئى لأننى عرفت أننى أذيتك إلى حد لن تسامحينى عليه . أوشكت أن أصاب بسكتة قلبية حين قلت لى أنك مخطوبة إلى دان
ثم أضاف :
-لو كان ذلك صحيحاً لأصابنى الجنون . كنت مستعداً لأن أحاربه حتى لارمق الأخير كى أحصل عليك
فى اللحظة التالية أنضم نك إليها فى السرير . دفعها إلى الوراء ثم قال:
-عرفت أن نينا قتلت وأستخدمتها بطريقتى الخاصة كى أتزوج بك
أنزلقت يد بايبر إلى وجه نك حيث تحسست بداية نمو شعيرات لحيته و همست فى أذنه :
-لم يكن عليك أن تذهب بعيداً إلى هذا الحد . حبيبى عرفت أنى أحبك وأننى لك أخيراً
-قوليها مجدداً بايبر !
صاحت بايبر بشغف :
-أحبك . أنا واقعة فى حبك
وأردفت :
-هل تظن أننى كنت لأوافق على أقتراحك المجنون بأن أتجسس لصالحك لو لم أكن اللحاق بك إلى أخر الأرض ؟
أخمدت الكلمات حين شعرت بايب ربـ نك يعانقها بشغف . بالرغم منه أنه عانقها من قبل إلا أنه عناثق لا يقارن بهذا العناق الذى ملأها بالنشوة كأنه يتوسل إليها أن تحبه بلا حدود
-نك....!
أخذت بايبر نفساً ملء رئتيها حين أفلتاه نك وقالت له :
منتديات ليلاس
-لا يمكننا أن نفعل ذلك هنا . ليس أن كنا سنقوم بذلك بالطريقة التى أشعر بها نحوك
جالت أصابع نك على ملامحها وعنقها وشعرها ثم قال :
-أعرف تماماً أن يجدر بنا أن نذهب . تعالى معى حبيبتى
|