كاتب الموضوع :
زهرة منسية
المنتدى :
سلاسل روايات احلام المكتوبة
9 - لبوة فى الأسر
ـــــــــــــــــــــــــــــ منتديات ليلاس
لحسن الحظ أن الصحون التى أستخدمتها غير قابلة للكسر . أن أحنمال حمل غريس لاب د أن يأخذ الأولية عن أى موضوع آخر . لكن الشئ الوحيد الذى أستطاعت أن تفكر فيه هو زوجها الذى خلد إلى النوم بعد أن سهر طوال الليل
قال لها أنه متيم بامرأة أخرى , لكن بايبر هى المرأة التى تزوجها والأن ترك لها الحرية بأن تنضم إليه . كل ما عليها فعله هو أن تتقدمبضع خطوات من المطبخ إلى الحجرة وهنام تستطيع أن تستلقى بين ذراعيه وتغدق عليه حبها إلى أن يصبح لارس خلف القضبان . لِمَ لا ؟
لقد تعبت من الكفاح . سوف يذهب نك فى طريقه وتذهب هى فى طريقها ربما ليس من المقدر لكل توائم عائلة داتشس أن يبقين مع أزواجهن و يؤسسن عائلات . لابد أن حبها لـ نك سيحول دون وقوعها فى حب رجا أخر وستبقى هذه الليلة على الأقل فى مخيلتها . دخلت بايبر (منتديات ليلاس) إلى الحجرة باحثة عنه بتصميم . كان نك مستلقياً على السرير العلوى وهو يرتدى سروالاً رياضياً . حين دخلت بايبر الحجرة أدار رأسه نحو الباب . رفع نك جسمه على مرفقه وسألها بصوت خفيض :
-هل تنضمين إلى هنا أم أنزل أنا إلى السرير السفلى ؟
-أولا . علينا مناقشة أمر هام
ابتسامته الرائعة أذابتها من الداخل فيما أجاب :
-ماذا لديك ؟
-لا أريد أن أصبح حامل . علينا توخى الحذر
أندفع نك قائلاً :
-لــــمـــاذا ؟
أذهلها سؤاله لكنها أجابت :
-أنت تعرف السبب
بعد صمت وجيز قال :
-لو كنت أعرف ما سألتك
-بعد طلاقنا . أنا لا أنوى رؤيتك مجدداً إلا فى إجتماعات العائلة مرة فى السنة تقريباً
علت الظلال تعابيره الأخاذة . تمعن نك بها للحظة ملؤها التوتر ثم قال :
-حتى لو توخينا الحذر لا شئ يضمن أننى لن أجعلك حاملاً . بما أنك حددت هدفك الرئيسى فأنا لن أجرؤ على لمسك . يحتاج الطفل إلى والدين يحبان بعضهما
بعدئذ أضاف :
-أيقظينى عند الساعة الثالثة . أتوقع أن تكون الحرارة أرتفعت فنستطيع أن نسبح معاً
فى السنة الماضية رفضها نك مدعياً أنه فى فترة حداده والآن ها هو يبعدها عنه متذرعاً بسبب لا تستطيع أن تتناقش فيه
-فيما تنام سأقوم برحلة أستكشافيه
-البلدة جميلة جداً . يمكنك الأستمتاع بوقتك بما أنك لست وحيدة
إستدار نك إلى الجانب الأخر مشيراً بذلك إلى إنتهاء الحديث
أخذت بايبر حقيبتها وغادرت الحجرة متسائلة كيف تمكنت من مواصلة التحرك وهى تشعر بمثل هذا الألم الفظيع
أرسى نك القارب على مسافة قريبة من الشاطئ بحيث تستطيع أن تلف سروالها الجينز على ساقيها وتتمشى على الشاطئمن دون أن تبلل ثيابها
حملت بايبر حذاءها الرياضى بيديها وحين جفت قدماها أزالت عنهما الرمال وأنتعلت حذاءها ثم توجهت إلى البلدة
أنتابها شعور غريب لمعرفتها إنها ملاحقة وان هناك من يراقبها ونك منذ أن وصلا إلى نيس . من دون شك تطلب ذلك تناوب العديد من الرجال
بعد أن أكتشفت بايبر الممرات الرائعة فى تروبيز أمضت بضع ساعات فى متحف أنونسياد بعد أغادرت المتحف قادتها رغبتها بأن ترسم لوحة خاصة بها إلى شرأء ورق خاص بالرسم . لذلك زارت مجدداً أماكن من أختيارها كى تنقل الصور إلى الورق
حين ظهر نك فجأة أمام ناظريها رائعاً كالمعتاد فى قميص بنية رياضية وسروال أبيض فضفاض أطلقت شهقة صغيرة وألقت نظرة إلى ساعة يدها . لم تصدق أن الساعة تجاوزت الخامسة مساء
تسارع نبض بايبر فقفزت عن المصطبة وقالت:
-أنا أسفة غفلت عن الساعة
تناول نك دفتر الرسم وتصفحه . ثم أجاب :
-مسامحة . هذه الرسومات مذهلة
جالت نظراته الباحثة على تعابير بايبر ثم أضاف :
-أنا جائع . هل أنت كذلك؟
أصبحت بايبر غير قادرة على التنفس . فردت قائلة :
-نعم -ثمة مطعم صغير رائع على حافة المياه أعرف أنك ستحبينه . هلا ذهبنا إلى هناك ؟
دست بايبر حقيبتها ودفتر الرسم تحت إحدى ذراعيها ومشت معه فى وسط الأزقة الخلابة إلى أن وصلا إلى مقصدهما
أثناء تناولهما وجبة المأكولات البحرية لاحظت بايبر النظرات المليئة بالحسد الموجهة إليها من قبل النساء الأخريات .هذا حين يتوقفن عن التنحقيق بزوجها . بدا نك غافلاً عن تلك النظرات فيما تبادلا حديثاً متقطعاً
عندما عادا إلى اليخت مجدداً كان الظلام قد حل والحرارة قد أنخفضت . وبالتالى فات الأوان عليها كى تسبح لكن ليس على نك الذى بدل ثيابه وأرتدى ثوب السباحة فيما سمعته بايبر وهو يغطس فى المياه أستعدت للخلود إلى النوم وصعدت بايبر السري السفلى . كانت متعبة أكثر مما تصورت فغفت قبل أن يدخل نك الغرفة
حين أستيقظت فى الصباح التالى شعرت ينأرجح اليخت اللطيفة , فأدركت أنهما فى البحر مجدداً
نهضت من السرير ثم أستحمت وأرتدت سروال جينز نظيف وقميص قطنياً
كان نك يرتدى سروالاً قصيراً وقميصاً بالأضافة إلى نظارة شمسية مما جعل أمر تخمين حالة مزاجه صعب للغاية
-هل من أخبار من السيد بارزينى ؟
-لا
حسنا ! هذا يوضح كل شئ . أضافت :
-إلى أين نتجه اليوم ؟
-نستطيع أن نتوقف عند أى مرفأ تريدينه لكن كلما ذهبنا شرقاً كلما أرتفعت الحرارة . الأمر يعود إليك
أستطاعت بايبر أن تخمن مزاجه . بدأ واضح أنه غير ودود ومتحفظ
-حين كنا أنا وأختاى نخطط للرحلة ذكرت غريس الأسيو كأحد الأمكنة التى يجب زيارتها
هز نك رأسه بالإيجاب وقال :
-أختيار ممتاز الأسيو بشاطئ رملى أبيض ومناظر خلابة . تستطيعين أن ترسمى هناك الكثير مما يحبه قلبك
فركت بايبر كفيها على وركيها وهى تشعر بالأحباط وسألته :
-هل تود الذهاب ؟
-هذا مؤكد
فكرت فى سيرها أن لاشئ مؤكد عندما يتعلق الأمر به
-هل تناولت الفطور ؟
-نعم . كنت لأطلب منك أن تنضمى لى لكنك كنت تنعمين بنوم هادئ ففكرت فى أننى سوف أبدو فجاً لو أزعجتك
كياسته هذه جعلتها تشعر بالتشتت . قالت:
- سأذهب لأتناول الطعام إذاً
لم يعلق نك بأى كلمة
أختفت بايبر فى الأسفل بالرغم من أنقطاع شهيتها لكنها أنتشلت خوخة طازجة قبل أن تصعد للسطح مجدداً وسكبت لـنك كوب قهوة إشارة إلى لأرساء السلام بينهما . إذا لم تنته لهذه الحرب الباردة بينهما سوف يتحول الوضع إلى صراع عنيف
همهم نك حين أعطته بيابر الشراب الساخن :
-شكراً
-على الرحب والسعة
بدأ وكأنه يتمنى لو يبقى بمفرده تمشت بايبر نحو مقدمة اليخت وغرقت فى أحد المقاعد كى تستمتع بمنظر الشاطئ الخلاب
فى منتصف فترة بعد الظهر أرتدت ملابس البحر وغطست فى مياه شاطئ الأسيو . بعد قليل ألقى نك المرسأة وأنضم إليها . بعد ذلك التمرين المنعش بدلت ثيابها كى يستطيعا الذهاب إلى البلدة ويتناولا العشاء فى مطعم أحد الفنادق المطلة على الشاطئ . لكنها أدركت أن التواجد فى الجنة مع رجل تحبه هو أسوأ من الوحدة إذا كانلا يحبها
حين عادا إلى متن السفينة توجهت بايبر مباشرة إلى السرير مصطحبة معها كتاب لتقرأه . يبدو إنها أستغرقت فى النوم بسرعة لأنها لم تتذكر دخول نك إلى الغرفة مطلقاً . مر اليوم التالى تكراراً لليوم الذى سبقه
بما أنهما كان قريبين من سأنك تير أقترحت بايبر أن يقصدا مونتيروسو وهو المكان الذى خططت فيه هى وأختيها أن يسبحن خلال ليلتهن الأولى على متن يخت البتسيونى
حين أدار نك وجهة السفينة سألته بايبر :
-هل يعمل هاتفى الخلوى من هنا كى أتصل بأختىّ ؟
-نعم لكنى لا أريدك أن تتصلى بهما
أندفعت بايبر تقول :
-لِمَ لا ؟
قد يتساءلون لماذا تحاولين الأتصال بهما وأنت فى شهر العسل
-رأيتك تتكلم على هاتفك
-مع السيد بارزينى فقط
بدأ لاوضع مستحيل
فجأة قالت بايبر :
-نك...! أبحرت فى هذه المياة طوال حياتك لابد أنك تشعر بالضجر
-إطلاقاً . أحب البحر . الفترة الماضية كانت فترة مليئة بالعمل فى المصرف . لذا أود أن أستمتع بفترة الراحة هذه قبل أن أعود إلى العمل . أنا أسف لأنك لا تشعرين بالشئ نفسه
-أنت تعرف أننى أستمتع بالأمر أيضاً لكن إذا كان من شئ أخر تود فعله....
-بما أنك تسألين , أود أن أقيم علاقة حميمية مع زوجتى . باستثناء ذلك ليس لدى أى أحتياجات أخرى فى هذه الأونة
آلم....آلم....آلم.....!
مع ذلك قالت :
-ماعدا أن تكون مع المرأة التى تحبها فعلاً . قل لى الحقيقة
كافحت بايبر كى تبقى صوتها على وتيرة واحدة فيما أكملت :
-أهى كونسويلا مانور ؟
-لا
-سألته غير قادرة على لجم نفسها :
-إذا . أهى امرأة متزوجة ؟
-نعم
-حالتك مستعصية إذا !
-تبدو كذلك
كورت بايبر يديها الأثنتين فى قبضتين وقالت :
-حين تحل هذه المسألة وتعود إلى مزاولة حياتك الطبعية مجدداً ستتمكن على الأقل من إيجاد امرأةأخرى
التوى فمه بطريقة وحشية وأجاب :
-لا أريد امرأة أخرى
-هل تبادلك الشعور ذاته ؟
-نعم
-إذا لماذا لاتفعل شئ حيال هذا الموضوع ؟
أجابها :
-لانى سببت لها الأذى
-هل عملك لا يغتفر ؟
-إذا لم تأتى بملء إرادتها فلا أظن أننى سأتمادى أكثر
هزت بايبر رأسها فى أرتباك وقالت :
-إن كان هناك أمل طفيف فى أن تكون معاً فلِمَ أقترحت علىّ أن نحول زواجنا إلى زواج فعلى ؟
تصلب فك نك وأجاب :
-لأننى تعبت من الأنتظار . لم يكذب الكاهن حين قال أننى أكبر فى السن . الخطئية الكبرى فى الحياة هى ألا نعيشها أبداً . ألا تظنى ذلك ؟
-أهذا شعورك الفعلى ؟ ألم تعش حياتك بعد ؟
شعرت بايبر بالذهول لكلامه هذا
-ليس بالطريقة التى يعيشها أبنا عمى اليوم
أو أختاها اللتان لم تشعرا بالسعادة الحقيقة فى حياتهما بقدر ما هما الآن
-بحسب ما قال طبيبى ما من شئ يضاهى الحب الحقيقى . هو يؤمن أن ثمة عشرين شخص على الأقل مناسبون لأى شخص كى يغرم بهم . تبقى المشكلة هى أمكانية أن يلتقى بهم . بما أنك نشأت على الأتزام بالواجب لم تسنح لك الفرصة كى تفتش عن عروس لك . سوف تكون إمكانية القيام بذلك ممتعة للغاية
بعد تلك الملاحظة أخذت بايبر الكوب الفارغ من نك وتوجهت إلى مطبخ اليخت كى لا يتمكن من رؤية التاثير الذى تركته عليها حقيقة عدم رغبته فى إيجاد امرأة أخرى
بقيت فى الأسفل . رتبت السريرين ثم نزعت خاتمها من إصبعها كى تنظف المطبخ والمرحاض . أرادت أن تفعل أى شئ لتبقى بعيدة عن نك . عندما تأكدت من أنه ألقى المرسأة أرتدت سروال جينز آخر وقميصاً قطنياً كى تتجول فى البلدة
حين صعدت على السطح مجدداً وجدت نك ممداً على أريكة وعيناه مغمضتان بغية الأستمتاع بأشعة الشمس
-نك أنا ذاهبه بعيداً عن الشاطئ ولن أعود إلا عند المساء على الأرجح
سألها نك من دون أن يفتج عينيه لينظر إليها :
-ألا تريدين أن أرافقك ؟
-إذا كنت تحب ذلك....لكننى على الأرجح سأرسم طيلة الوقت
-فى تلك الحالة سأجدك حين أشعر بالضجر
الضجر من نفسه.....الضجر من حياته
بعد نصف ساعة وصلت بايبر إلى وسط البلدة و بدأت ترسم . هذا ما ساعدها على أن تحافظ على سلامة عقلها خلال ساعات النهار . حوالى الساعة السادسة شعرت بالجوع وقررت أن تتوقف كى تبتاع بعض الطعام قبل العودة إلى السفينة
ما أن وصلت إلى منعطف صغير لطريق مؤد إلى المرفأ حتى سمعت أحدهما يناديها . هى متأكدة إنه ناداها بأسم أوليفيا
-أنتظرى !
حين نظرت فوق كتفيها رأت رجل أشقر الشعر فى منتصف العشرينات يتوجه نحوها . سألها بلكنة بدت لـ بايبر ألمانية أو أسترالية :
-ألا تذكرينى ؟
-أخشى أننى لا أفعل
-أنا أريك
قامت عيناه الزرقاوان الباهتتان بتفحصها على مهل ثم أضاف :
-كنت لأقسم أنك المرأة الأمريكية الشقراء التى لعبت معى ومع أصدقائى لعبة الفريزبى على الشاطئ فى أحدى الأمسيات فى الصيف الماضى . شعر صديقى لارس بالغضب الشديد حين لم تأت المقهى للرقص معنا
لارس ؟ !
أبتلعت بايبر ريقها بصعوبة . هذا هو المكان الذى ذكرته أوليفيا أنها رأته فيه . قالت إنه كان مع مجموعة من الألمان والكرواتيين
|