عرضا والدا نك أن يوصلا صديقيهما إلى المنزل . رافقهم نك إلى الفناء ليعود بعد لحظات إلى داخل البهو . أقفل الباب وأمسك بـ بايبر
-نك.....أتركنى....! ماذا تفعل ؟
أخذ نك يتمايل بها بشكل دائرى وكأنهما فى باحة للرقص . أخيراً رفعها فوقه فيما راحت عيناه تضجان بالسعادة
-لقد نجحت ! مازال أبى وبينيتو يتحدثان إلى بعضهما . فى الواقع أشعر أنهما سيقربان من بعضهما أكثر من أى وقت مضى . لا يستطيع تحقيق إنجاز رائع كهذا إلا إحدى توائم عائلة داتشس . تعالى إلىّ يا قلبى
بدت بايبر خفيفة كالهواء بالنسبة إلى نك
سألته بايبر فيما توجها إلى القسم الآخر من الفيلا :
-إلى أين سنذهب ؟
-سنعقد موتمراً نضع فيه أستراتيجيتنا القادمة
-أين ؟
-فى المسبح
منتديات ليلاس
-الطقس بارد هناك
-لن أقبل بكلمة لا جواباً . ثمة مكافأة تنتظرك إذا هزمتينى فى المنافسة
-وخدعة إذا لم أفعل
أطلق نك تلك الضحكة الرجولية العميقة التى تسربت إلى كل ذرة من كيان بايبر . ما دفعها إلى تغير ملابسها وإرتداء ثوب سباحة بسرعة
كان نك يحرك قدميه إلى الأعلى وإلى الأسفل فى المياه المتلألئة الدافئة فى بركة السباحة حين ظهرت بايبر على السطح بعد أن غطست إلى القعر
-لو لم تعترفى بحبك أمام العائلتين لفجر خبر زواجنا حرب المئة عام على الطريقة الأسبانية
-أنا سعيدة لأن كل شئ جرى بشكل جيد ولأن والديك لم يبقيا بعيدين بعد ما حصل . بدأ أقترح أبيك بأن أرسم والدى نينا ملهاماً
قال نك بصوت خشن :
-لكن ملاحظاتك بدت إطراء واضحاً . لم بعد أمام بينيتو أى مجال للتحدى لأن كلام زوجتى اللطيفة بدأ كأنه نابع من قلبها مباشرة . حتى أننى صدقتك
أجابت بايبر بنبرة جامدة :
-هذا جيد
وأردفت :
-أنا مستعدة لعمل أى شئ كى أمنع وقوع جريمة قتل قد تدمر عائلتينا معاً إلى الأبد
أخذت أبتسامة نك تتضاءل وعلق قائلاً :
-لن يحصل أى مكروه لكلينا
أنقلبت بايبر فى دورة كاملة فى الماء كى تضبط أعصابها . وحين بانت على السطح كى تأخذ نفساً عميقاً وجدت نك بجوارها مباشرة
همس :
-هل من خطب ؟
-كاميلا هى العنصر الخطير رأيت الطريقة التى تنظر بها إليك هذه الليلة
تساقطت قطرات المياه من ذقنه المربع القوى فيما قال :
-بدا من الصعب قراءة أفكارها لكنك تعاملت معها كمحترفة لا يمكن لأحد أن يشك بأنك تعرفين شيئاً عن مخططات أبيها لها
فيما كان نك يتكلم جالت نظرته خفيفه على ملامح بايبر وإنحناءاتها قبل أن تجول على طول أطرافها . إنه يتكلم عن كاميلا وكأنها قضت عليها تماماً !
تظاهرت بايبر إنها لم تلاحظ الطريقة التى ينظر بها إليها . فى النهاية نك هو الآن رجل متزوج وقد قال لها أنه يرغب فى أن يحول زواجهما إلى حقيقة إذا كان ذلك ما تريده . والآن شعرت بايبر بجسده يتوق إليه . فخشيت أن تقع فى خطر إعتزازها بنفسها فتستسلم لمشاعرها .أن فعلت سوف تستيقظ فى الصباح على حقيقة أنه يحب امرأة أخرى . لا شئ سيغير تلك الحقيقة القاسية .
إستدارت بايبر لتستلقىعلى ظهرها دافعة نفسها إلى الأمام بركلات قوية إلا أن نك ظل بجانبها
-بايبر !
حين سمعت أسمها توقفت عن السباحة وعن رش الماء تسارعت نبضاتها وسألته :
-ما الأمر ؟
و أضافت :
-هل أشتم رائحة خدعة ما فى طريقها إلى ؟
-أبتسم نك وأجاب :
-ليست خدعة . حين أوصلت العائلتين إلى السيارة دعوتهما لتشهدا مراسم زفافنا فى كنيسة البلدة نهار غداً عند المغيب
شعرت بايبر بالرعب لكنها أجابت :
-حسنا
قام نك بإخبار السيد كارلسون على مسانعها بأن هذا ما سوف يحدث إلا أن بايبر لم تظن أن الأمور ستصل إلى هذا الحد !
سبحت إلى حافة المسبح حيث رفعت جسمها عالياً نحو الآجر لحق بها نك بسرعة البرق وأمسك برجلها ظنت فى البدء أنه سيسحبها إلى الماء مجدداً لكنه بدلاً من ذلك قام بحركات دائرية لطيفة بإبهامه على مشطى قدميها . خافتى بايبر من أن تجرفها حركته تلك فتفضح مشاعرها
-هذا جزء من الخطة التى وضعها السيد بارزينى يجب أن نحتفل بزفافنا وفق شعائر الكنيسة الأمر الذى سيؤدى إلى أقتناع العائلتين أن زواجنا هو ثمرة حبنا أما أختاك فلن تتوقعا أقل من هذا
لطالما كان نك منطقياً لكن كل دقيقة تمضيها بايبر معه تعلقها به بطريقة لا مفر منها. حين يأتى وقت الفراق كيف ستتمكن من تحمل ذلك ؟
-هل تريدين أن أتصل بهما الآن وأدعوهما إلى حضور المراسم أم أتصب بأبنى عمى ؟
تراجعت بايبر عن الحافة قليلاً فارضة عليه أن يترك قدميها وأجابت :
-سأتصل بهما بنفسى
رفع نك نفسه على الآجر حتى بان جسده الجذاب بأكمله و قال :
-بينما تتصلين بهما سأستخدم هاتفى الموجود فى مكتبى لأكلم الكاهن وأعد الترتيبات الضرورية . هيا ! يمكنك أن تستحمى أولا ً
أسرعت بايبر إلى الداخل كى تقوم بما طلبه منها . أرتجف جسدها فيما وقفت تحت مرشة الماء لكنها كانت ترتجف من الخوف لا من البرد .غداً فى مثل هذا الوقت ستكون زوجة نك أمام الله والكنيسة . فى الواقع تجاوز الدور التى تلعبه حدود السيطرة
بعد أن جففت بايبر جسمها أرتدت ثياب النوم ورداءها . تناولت هاتفها من الخزانة وأتصلت بـ غريس أولاً بدأ ذلك جنونياً لكنها قامت به على أى حال
-مرحباً !
-مرحباً غريس هذه أنا
-الحمد لله ! منذ أن عدنا من المطعم ونحن جالسون على شرفة منزل لوك ننتظر أتصالاً منك أو من نك تخبراننا به عما حدث الليلة . ماكس ولوك يشعران بالتوتر وأوليفيا تخشى أن تكون هنالك مواجهات حامية كتلك التى حدثت فى الصباح
-أخبريها أن كل شئ سار بشكل جيد . رحلت كاميلا باكراً وحدها لكن والد نك والسيد روبلز ذهبا إلى المنزل معاً برفقة زوجيتهما . كما قال نك لقد تفادينا وقوع الحرب
-هذه أخبار رائعة
-نعم أوافقك الرأى
-أعطينى دقيقة كى أعلم الجميع بآخر الأخبار . فهم يتحرقون شوقاً إلى معرفى التفاصيل
قبل أن تعود غريس إلى هاتفها مجدداً , أرتجفت بايبر لمجرد تفكيرها بالموقف الرهيب فيما لو سارت الأمور بالأتجاه المعاكس
-مرحباً . لقد عدت . يقول لوك إن حبكما القوى واضح جداً للعيان . العم كارلوس سوف يلاحظ ذلك حتى ولو كان قلبه مصنوعاً من الحجر
لابد أن نك هو المخادع الأكبر ما دام تمكن من خداع غريس . أجابت بايبر :
-السيدو روبلز هى التى كسرت الجليد فكانت أول من عانقنى
-أنت صانعة السلام بايبر . عرفت أنك قادرة على النجاح وعلى كسب مودة هؤلاء الناس . أنا سعيدة جداً لكما . والآن من المؤكد أن أوليفيا تشعر بتحسن
-أرجو ذلك . فأنا أتصل بك لسبب محدد سوف نقيم مراسم زواجنا فى الكنسية غداً مساءاً أنا ونك
-هذا خبر رائع ! سنسافر إلى ماربيلا فى الصباح ونساعدك لتكونى جاهزة . هل لديك ثوب زفاف ؟
أشتدت قبضة بايبر على الهاتف ثم اجابت :
-فكرت أن أرتدى الفستان الأبيض المصنوع من قماش الشيفون الذى أرتديته من قبل
ردت غريس بنبرة خشنة :
-لا . بايبر هذا ليس جيداً بحق زوجك سنذهب للتسوق غداً ونبتاع لكِ الفستان الأروع على سطح الأرض . سيصاب نك بالذهول حين يرأك تتوجهين نحو المذبح
أخذت بايبر نفساً عميقاً يجب أن يكون مغرماً به كى يصيبه الذهول ! لكنها لم تتفوه بذلك أمام غريس . ليس الآن على أى حال
-بالطبع أحتاج إلى المساعدة
شعرت بايبر أنها تكاد تختنق بدموعها . فى الواقع أشتاقت إلى أختيها كثيراً منذ شهر آب الماضى . أضافت :
-أتحرق شوقاً كى أمضى وقتاً أضافياً معك ومع أوليفيا
-نحن أيضاً . لم يكن من المجدى لك أن تعيشى فى نيويورك . الكل للفرد والفرد للكل . أتذكرين ؟
ضحكت بايبر بالرغم من دموعها وأجابت :
-هل يمكننى أن أنسى ؟
-حين نجتمع يمكننا التحدث أكثر ومعرفة ما حدث بالتفصيل . نريد أن نعرف كل شئ عن ردة فعل كاميلا
-نعم. ثمة القليل للتحدث عنه فى هذا الشأن
-آهـ....أشك فى ذلك ...إذا...
عادت غريس إلى نبرة صوتها العادية فقالت :
-والآن بعد أن علق دون جوان عائلة باسترانا الساحر بين يديك , ماذا تشعرين حيال مسؤوليتك هذه ؟
ليت ذلك صحيحاً !
-ما زالت مصدومة نوعاً ما
-أعرف ما الذى تقصدينه . أحياناً حين أنظر إلى ماكس وأدرك بحق أنه زوجى لا أصدق هذا أنا أيضاً . هل قلت لك إننى أحبه أكثر من أى وقت مضى ؟
-آهـ ! لابد أن ماكس يقف بجانبك تماماً
-هو كذلك . عليك أن ترى مدى لطافة لوك مع أوليفيا لا سيما أنها حامل الآن . حين ألتقينا به على متن البتسيونى هل تخليت انه سيأتى يوم تناديه فيه أوليفا حبيبى ؟
-لا تجبرينى على التكلم غريس...
تنحنحت بايبر وأجابت :
-....ليس أكثر من قدرتى على التذكر أنك كنت تنادى ماكس الزنجى الأكبر
-همممممم...لا يزال يستحق اللقب أحيانا
-هل قلت لك أننى بدأت بتصميم روزنامة جديدة تحت عنوان "حيوانات مفترسة من البحر الأبيض المتوسط " ؟ ثمة قرش كبير أسود أسميته ماكسيميليانو على لوحة شهر تموز . كل أسماك القرش الإناث مولعات به . لكنه لا يكف عن السباحة حول الدلفينة الشقراء المراوغة المسمأة بـانسى أيز وهذه الأخيرة ترفض أن تقضى وقتاً معه
ضحكت غريس فى سرها قبل أن تسمعها بايبر تخبر الأخرين بالأمر ثم قهقه الجميع
حين عادت غريس قالت :
-يشعر لوك أنه مهمل
-أخبريه أنه ليس عليه أن يقلق . أخترت لشهر آب الأخطبوط لوكاس موناغاسك ذا المجس المجروح تتقاتل جميع الأخطبوطات لكى يحظين بإهتمامه أما هو فكل أنتباهه منصب على الدلفينة الشقراء لارشيقة ذات العينين الزرقاوين التى تسبح بسرعة فائقة مقارنة به .
-أنا متحمسة جداً لأرى رسوماتك . أنتظرى دقيقة واحدة
هذا ما قالته غريس كى تخبر الجميع أيضاً بما سمعته أخيراً . ثم سُمعت ضحكات أخرى
سمعت بايبر صوتاً أجش بالقرب منها يقول :
-أأنا وارد فى مفكرتك أيضاً ؟