كاتب الموضوع :
زهرة منسية
المنتدى :
سلاسل روايات احلام المكتوبة
5- ما هى إلا البداية
ـــــــــــــــــــــــــــــــ منتديات ليلاس
تتميز ماربيلا بمناخها الخاص الذى يجعل شتاءها معتدلاً مليئاً بالأيام المشمسة أكثر من أى بقعة على القارة
كانت الساعة الثالثة ظهراً حين إستدارت الليموزين التى أتيا فيها من مطار مالاغا نحو المياه . من خلال أوراق الشجر الكثيفة رأت بايبر منزلها المؤقت الجديد . إنه عبارة عن فيلا ضخمة متألقة ذات مزيج من الهندسة المعمارية الإسبانية والأسلامية وسرت فى عروقها رعشة من جراء ذلك المنظر الساحر
ساعدها نك لتترجل من السيارة أستقبلهما زوجان جذابان هما باكيتا وجايم اللذان يعيشان هناك وهما مسؤولان عن الموظفين حين أخبرهما نك أن بايبر هى عروسه الجديدة رحبا بها بلغة أنجليزية جيدة وبحرارة مدهشة وتصرفا كما لو أنهما يشعران فعلاً بالسرور من أجله
أهتم الزوجان بنقل الأمتعة وأستطاع نك أن يلاحظ الأبتهاج الذى يغمر بايبر فى هذا المحيط...أصطحبها فى جولة سريعة على أقسام الفيلا التى بدت تحفة هندسية بحد ذاتها . قادها إلى الغرف الخالية من الجلبة المفتوحة للهواء الطلق عبر الأروقة التى تحملها الأعمدة وممرات النسيم . أما المدخل فتزينه الحديقة وهناك شرفة خاصة بكل غرفة نوم كلها مزدانة بالأزهار والأشجار .
شهقت بايبر بدهشة حين أكتشفت الدرج المغطى بالآجر المؤدى نزولاً إلى مسبح مستطيل تصطف حوله أقواس تمتد على طول الفيلا . هذا الدرج يمتد ليلتقى بالشاطئ الرملى البعيد للبحر الأبيض المتوسط
هذه المنطقة الجنوبية من إسبانيا هى جنة حققية على الأرض إلا أن قلة من الناس يتمتعون بحق الدخول إلى تلك المنطقة الرائعة المشابهة لمنطقة عائلة باسترانا بإستثناء أولئك الذين ولدوا فى عائلات ذات أمتياز ملكى كأبناء عائلة فارانو فيما كانت بايبر تقف مدوهشة أمام ذلك المشهد الذى خلا من رجال الأمن والخطر الداهم ظهر نك من غرفة النزم الرئيسية مرتدياً سروال سباحة أبيض اللون . بدأ مظهره فاتناً جذاباً جداً مما جعل بايبر تشيح بناظريها عنه
-تعالى وأنضمى إلىّ فى المسبح ما من وسيلة تريح الأعصاب أكثر لاسيما بعد الرحلة فى الطائرة
قالت بايبر بقلب متألم :
-أظن أننى سأوضب أغراضى أولاً ثم أستعد لملاقاة ضيوفنا
-لن تصل عائلة روبلز قبل الساعة السابعة ونصف مساء . لدينا الكثير من الوقت لنضيعه
أخذت بايبر نفساً طويلاً وقالت :
-فى هذه الحالة أود أن أتصل بـ دان لأعرف آخر أخبار مشروعنا الأخير
أطبق نك جفنيه قليلاً ثم قال :
-كما تريدين . هذا بيتك الآن أعيدى تنظيم أغراضى كى توضبى أغراضك حبيبتى
تمنت بايبر أن يتوقف عن مناداتها بحبيبته . أنه لقب محبب لا معنى له فى حالتهما مثل كل الألقاب الأخرى التى يستخدمها .أضاف نك :
-يمكنك أن تفعلى ما تشائين
هى تود أن تهرع لمعانقته فلا تتركه مطلقاً لكنه بالطبع لن يفتح لها ذراعيه....لا! عليها أن تشكر أبنى عمه لأنهما سبب أختيارها لهذه المهمة وإلا لكانت كونسويلا مانور هنا الآن بدلاً منها , لتبقى زوجة له مدى الحياة
-شكراً
-رتبت الأغراض فى مكتبى لتشاركينى فيه . ستجدين هاتفاً خلوياً على طاولتك
-كنت أخطط لأشترى وأحد . شكراً
-على الرحب والسعة
رفع نك حقيبتها ووضعها على السرير الملكى أما بالنسبة إلى السرير وترتيبات المنامة.....فذلك موضوع أخر عليهما مناقشته
حين أدركت بايبر أن نك مازال واقفاً هناك غمغمت قائلة :
-أستمتع بالسباحة
-إذا غيرت رأيك سأكون بإنتظارك
لم ترد على تعليقه لكن كلماته جعلت جسدها يرتجف
بعد أن أفسحت بايبر مجالاً لأغراضها فى أدرج منضدة الزينة وفى الخزانة سمعت صوت رشاش الماء فى المسبح . أستطاعت أن تتخيل جسد نك القوى البنية يقوم بدورات مثل الطوربيد عند أنطلاقه . بما إنها أرادت أن تحافظ على مسافة التى تفصلهما , سارعت إلى إعادة أغراضها إلى مكانها وأتجهت إلى داخل الفيلا نحو مكتبته لتتصل بـدان
بدأ مكتب نك الخاص مختلفاً عن بقية غرف المنزل فالغرفة الكبيرة مرصوفة بالكتب من الأرض حتى السقف بحيث تصل إليها عبر سلم
مرّ وقت من دون أن تشعر بايبر وهى تتمعن بعشرات الكتب المطبوعة بلغات يتقنها نك فقد أنتشرت المخططات والخرائط فى كل مكان . أخيراً حين تذكرت سبب وجودها هناك جلست على المقعد الخاص بطاولة تنفيذ تصميماتها المزودة بمصباح من الأسفل . وضعت الطاولة والمقعد أمام إحدى النوافذ كى تستفيد من الضوء بأكبر قدر ممكن
تناولت بايبر هاتفها الخلوى ووجدت تحته ورقة عليها رسالة مكتوبة بخط مطبعى جميل عرفت إنها من نك
"بايبر !
هذا هو رقم هاتفك الجديد وضعت عليه رقم هاتفى فى البداية يتبعه رقم غريس وأوليفيا ......"
بعد أن عبثت بايبر بهاتفها لمدة دقيقة كى تكتشف كيفية عمله أتصلت بـ نيويورك إلا أن المجيب الآلى هو الذى رد عليها فتركت لـ دان رقم هاتفها الجديد وقالت إنها سوف تعاود الأتصال به فى الغد
خاب أملها حين لم تُجب أختاها على أتصالها أيضاً ترركت لهما رقم هدفها الجديد قبل أن تقفل الخط وفى طريق خروجها من المكتب جلت حول منطقة عمل نك امام نافذة أخرى
لفتت أنتباهها صورة صغيرة موضوعة فى إطار هى الصورة الوحيدة على الطاولة يظهر فيها نك وأبنا عمه وهم يمتطون فرس حمل الأثقال بدأ لها أنهم لم يتجاوزوا العشرين من أعمارهم فى تلك الصورة بلحاهم النامية وشعرهم طويل جداً بدأ أبناء عائلة فارانو كأنهم يعيشون فى الجبال بعيدين كل لابعد عن التحضر لفترة , كما بدأ أنهم يحبون طريقة عيشهم هذه !
حملت بايبر الصورة تتفحصها عن قرب لسعها ألم شديد حين فكرت بكل هولاء النساء اللواتى عرفن نك وأحببنه على مر السنين . كانت بايبر لا تزال فى الرابعة عشر حين التُقطت هذه الصورة .
هل رأتها أختاها ياترى ؟ من الواضح إنها تعنى الكثير لـ نك وإلا لما أحتفظ بها فى مكتبه
-تم التقاط هذه الصورة فى الاسكا كنا نبحث عن الذهب
حالما سمعت بايبر صوت نك الخفيض وضعت الصورة مجدداً على الطاولة وأستدارت إلىالناحية الأخرى شاعرة بالخجل لأنها تمتع عينيها بصورته
سخرت منه قائلة :
-وكأنك لا تملك ثروات كافية !
وأضافت :
-لكننى أظن أنك تستحق المديح على محاولتك إيجادها بعرق جبينك . هل نجحتم فى ذلك ؟
فى تلك اللحظة فحسب أستطاعت بايبر أن ترفع عينيها نحوه لتلاحظ أنه يرتدى سروالاً أصفر وقميصاً أحمر اللون . ابتسامته الرائعة غيرت وتيرة تنفسها
-لا تسبب البرق فى أجفال الحصان الذىكان يحمل عدّتنا فهرب منا فى أسفل الجبل . قضينا يومين ونحن نفتش عنه . بعدئذ ساءت حالة الطقس أكثر فأضطررنا إلى المراوحة مكاننا وبغيب لاطعام لابد أننا خسرنا الكثير من وزننا
ضحكت بايبر وعلقت :
-لا عجب إذا أن تحتفظ بهذه الصورة للذكرى . أحيانا نحصل على أجمل الذكريات حين يسير كل شئ فى مسار خاطئ
أمال نك رأسه وسألها :
-أهذه طريقتكة لتقولى لى إن رحلتك على متن البتسيونى لم تكن كارثة بالنسبة لك بعد كل الذى حصل ؟
أجتاحت الحرارة وجه بايبر فأنتفضت لتخبئ حقيقية قراءته لأفكارها بدقى رهيبة . ثم سألته :
-أى رحلة ؟ أتعنى تلك الرحلة إلى السجن الأيطالى من دون عودة ؟ أم حينا أُختطفنا وأُحتجزنا فى حجرة سفينتنا ؟ أم تعنى ذلك اليوم الذى هربنا فيه على الدراجات التى كان علينا أن ندفع ثمنها بالكامل لنجد أنفسنا منقولات بالعربة إلى الرصيف البحرى ؟
هز نك كتفيه العريضتين وأصر قائلاً بصوت ناعم :
-تلك كانت قرارتكن . كنا مستعدين لتحقيق رغباتكن . لِمَ لا تعترفن بإن مطاردتنا لكن أستهوتكن بقدر ما أستهوتنا ؟
حدقت بايبر به وأجابت :
-هل أنت مجنون؟ لقد أرعبتموننا ! هربنا لننقذ أرواحنا ! لكن عليك أن تكون امرأة كى تفهم (منتديات ليلاس) وبما أنك لست......
قهقه نك ورد قائلاً :
-لا يا امراتى ! أشكر الله كل ليلة لأننى لست امرأة
بإمكان بايبر أن تراهن على ذلك لا سيما أنه يريد أن يستخدمها كتغطية له فيما يبدأ بمواعدة المرأة التى أحبها والتى لم يستطع تزوجها حسب قوله
شعرت بايبر إنها غر قادرة على تحمل فكرة علاقته مع كونسويلا أو أى امرأة أخرى فهمت بالتوجه نحو الباب
-إلى أين أنت ذاهبه ؟
-سأستحم وأغسل شعرى
-ستقدم باكيتا لنا وجبة الطعام على الشرفة حالما تصيرى جاهزة
-يمكنك تناول الطعام بمفردك فعلى الأرجح أن تجفيف شعرى سيستغرق منى وقتاً طويلاً
-سأجلب لك وصلة كهربائية للقابس
فيما وصلت بايبر إلى المرحاض كان نك قد نجح فى الأنضمام إليها . ربط الوصلة الكهربائية بالقابس ثم وجه نظرته البنية الخارقة إليها
شعرت بايبر بالضعف وهى تقف بجانبه . فى ذلك المكان الضيق فهرعت مجدداً إلى غرفة النوم لتجد فسحة أكبر حيث يمكنها أن تتنشق الهواء
نطقت بايبر فجأة :
بالنسبة إلى ترتيبات المنامة.....
أجابها صوته الناعم من خلفها مباشرة :
- نــــــعـــــــم ؟
-ما الذى علينا فعله كى لا يكتشف الموظفين حقيقة الأمر ؟
-سنخلد إلى السرير نفسه كل ليلة . لكننا لن نقيم علاقة حميمة
صارت بايبر شديدة الحساسية . كان ظهرها لا يزال يواجه نك فقالت :
-لم يكن ذلك ضمن أتفاقنا
-لا أوافقك الرأى . العلاقة الزوجية واردة ضمنياً فى الأتفاق منذ أن أصبحت زوجتى الشرعية . الكلام ينتشر هنا بسرعة حتى بين لبموظفين الأوفياء . مع ذلك أنا لا أمانع أرتداءك لثيابى الداخلية وثوبى الخاص بالتزلج قبل الخلود إلى السرير إن كان ذلك يجعلك تشعرين بالأمان
فى طريق خروجه من الغرفة توقف نك برهة فى الممر وقال :
-على الأعتراف أننى سعيد لأنك لا تشخرين . وحسب علمى لم تتذمر أولئك النساء القليلات اللواتى أقمت معهن علاقة بشأن شخيرى أيضاً
وجد نك باكيتا تكنس ممر النسيم فسألها أن تحضر صنية طعام إلى زوجته فى تلك اللحظة سمع هاتفه يرن . لم يضطر إلى التفكير فى هوية المتصل لأنه على الفور عرف أنه أبوه
علم نك من لوك أن والديه سافرا إلى ماربيلا بعد الحفلة ليلة أمس ولم يتفاجأ بذلك . بعد أن أدرك والده أنه تزوج وأنه لن يستطيع تغيير لاواقع . صعب عليه أن يبقى هادئاً
نقر نك الزر الأخضر وأجاب :
-مساء الخير بابا
-أنا فى طريقى إليك لأقنى إلى سيارتى سأصل إلى الساحة بعد دقيقتين
ثم أقفل الخط .
يعرف نك تماماً مدى الصدمة الرهيبة التى تلقاها أبوه ولو لم تكن بايبر تحتل قلبه وروحه لشعر بالرعب من هذه المواجهة معه ليس لأنه يخاف منه بل لأن المواجهة قد تسبب نفوراً دائماً بينه وبين والده العنيد
على مر السنوات قام نك بتلبية رغبات والديه على أكمل وجه لذلك لم يشعر بالذنب تجاه أهم قرار أتخذه بحياته . الشفقة هى الأحساس الذى ساوره أكثر من أى أحساس آخر بسبب الألم الذى يشعر به أبوه وعدم قدرته على الأسترخاء كما هو واضح
خوان كارلوس دى باسترانا رجل رائع لكنه متصلب فى رأيه تلقى تربيته على يد أب أكثر تصلباً فأكتسب تلك الصفة منه بقوة . مع مرور الوقت كان نك يعتمد على روح بايبر الفريدة التى تميز عائلة داتشس كى تكسب حب أبيه . لكن هذا لن يحصل بين ليلة وضحاها , وفى هذه الآونة يشعر والد نك بالغضب بالنيابة عن صديقه بينتيتو الذى ما زال يأمل بالمصاهرة بين العائلتين
بالرغم من ذلك حين خرج من الفيلا وصعد إلى سيارة أبيه كان عليه أن يعترف أنه لم يكن مستعداً بما يكفى لسماع ما سيقوله هذا الأخير
-أن لم تترك هذه المرأة فوراً فإننى سوف أتبرأ منكط كأبن لى
يتبرأ منه ؟!!!!
أضاف والده :
-لديك نصف ساعة من الوقت كى تقرر . أتصل بى حين تستقر على رأى
-أنت لا تعنى ذلك أبى ؟
لطالما كان نك ذلك الأبن المثالى الوفى لذا لم يتوقع منه أبوه أى تصرف معاكس الآن . لكن لسوء الحظ لم يكن أمام نك أى خيار آخر غير أن يتحداه داعياً إياه إلى تنفيذ تهديده....إذا كان ذلك تهديداً وإن لم يكن كذلك فهو يعنى أنفصالاً حقيقياً بينهما لأن بايبر أصبحت الآن أهم م فى عالم نك . من دونها ليس للحياة معنى . كرر أبوه بفكر عنيد وبنية صلبة كالدرع الذى كان يضعه أسلافه :
-سأمنحك بعض الوقت كى تقرر
-لا . لا أريد وقتاً باباب أتخذت قرارى مسبقاً
-إذن أريدك أن تكون خارج الفيلا وخارج حياتى صباح يوم غد
خارج حياته ؟ !!!
نظر نك إلى أبيه الذى رفض أن يبادله النظر وسأله :
-هل تعرف ماما عن هذا الموضوع ؟
- نعم
ولأن أباه لم يضف أى تفسير أدرك نك بدون أى شك أن أمه تشعر بالأحباط بسبب هذا القرار . وما من شك أيضاً أن أختيار نك لزوجته هو الصراع الجدى الوحيد الذى طرأ فى زواج والديه
-أان آسف حيال مشاعرك بابا أحبك كثيراً لكن بايبر ملكت قلبى
-أخرج من السيارة
-قبل أن أفعل ثمة أمر عليك معرفته . فى الواقع تمنيت ألا أضطر إلى إخبارك به أبداً
لن يكشف له نك الحقيقة كلها بل قدراً كافياً يجعله يفتح عينيه أكثر فقال :
-لم أحب نينا قط . فسخت خطوبتى بها فى اليوم الذى قتلت فيه بالضبط
حالما أدلى نك بإعترافه أستدار رأس أبيه ذو الشعر الأسود المائل إلى الرمادى بإندهاش كبير
ثم أردف :
-بعد محادثتنا غادرت نينا الشالية بعدئذ رأها لوك تهرع إلى ذراعى رجل آخر قبل أن تصعد الترام الذى أنهى حياتها . إن دل ذلك على شئ فهو يدل على أن محاولتنا تحقيق رغبات أهلنا لم تلق السعادة من أى طرف
بدأ أبوه الأعتراض لكن نك أكمل كلامه فقال :
-لست مجبراً على تصديقى أتصل بأبن أخيك الذى شهد الواقعة بالعين المجردة وسوف يقول لك أن هذا الرجل هو حبيبها . ليس هناك من تفسير آخر لشغفهما أو للطريقة التى تشبث بها أحدهما بالآخر
ساد صمت مطبق بينهما وأخيراً تكلم أبوه بصوت أجش :
-لا يبدو أنك تتحدث عن نينا التى أعرفها
شعر نك بالآسف الشديد حيال أبيه الذى لطالما أعتقد أن نينا مثالية إلى حد ما
-علاقتها مع رجل آخر كانت صدمة بالنسبة لى أيضاً . لو لم أعبر لها عن مشاعرى الحقيقية فى ذلك اليوم ولم يحدث ما حدث . من يدرى أن كانت ستكمل مراسم الزفاف ؟ ولأننى عرفت أن خبر علاقتها برجل آخر سوف يقتل بينيتو وإينيز , لم أتفوه بكلمة عن الموضوع ولم أنو حتى أن أخبرهما . لكن ما أقصده هو أن زواجى بـ نينا كان سينتهى بكارثة كذلك زواجى بـ كاميلا
أضطرب أبوه فى مكانه وهذا دليل على أن ذكر أسم كاميلا ضربه على وتر حساس . من الواضح أن هذا االحديث غير المتوقع سبب له صدمة عظيمة
-بالرغم من عدم الأفصاح عن الأمر كلانا نعرف أن بينيتو وإينيز يريدان أن تصبح كاميلا فرداً من العائلة
طاطا والد نك رأسه كأنه يقر من دون وعى بصحة ما سمع . أضاف نك :
-أظن أن واقع الأمر سيبدو ألطف عليهما إذا أكتشفا الليلة أننى وجدت زوجتى
تنشق والده نفساً عميقاً وعلق قائلاً :
-قد سبب هذا الخبر لـ بينيتو سكتة قلبية . هل أنت واع لذلك ؟
-أفترض حدوث أى شئ بابا لكن مهما كانت الحقيقة مؤلمة بالنسبة إليه هو لا يستطيع أن ينكر تكريمى لذكرى موت نينا أليس كذلك؟
مضى وقت طويل قبل أن يغمغم والده :
-نعم
-تدرك بايبر تماماً أنهما من أعز أصدقائك وهى تعرف أن المشاعر ستبقى مضطربة لفترة من الزمن لذا سوف تفعل ما فى وسعها كى تتعامل معهما ومع كاميلا بلطف
أضاف نك :
-إذا تجرأ بينيتو وإينيز أن يعبرا عن غضبهما تجاه زواجى بـ بايبر فسوف يخسران . لكن ثمة مؤاساة ما على الأقل إذا أختار أن يرحلا سيرحلان من منزلى لا من منزلك . سيلموننى أنا لا أنت
قام نك بمغامرة مدروسة حين أضاف :
-ستظل صداقتكم وطيدة لا سيما حين تعلن لهم أنك تخليت عن أبنك الوحيد وسيكون ذلك مؤثراً كثيراً لتهدئة بينيتو
بعد تلك الملاحظة الصريحة ترجل نك من السيارة وأقفل الباب وراءه .
|