الحرية الحمراء زارت اكثر من وطن عربي ولكن تلبست بثوب السواد حدادا على ارواح الكثير
فشوقا لحرية تلبس ثوب السلام الابيض
شوقا للحرية البيضاء
هل كُتب عليك يا وطني أن تئن تحت صخور الجور لتُخرس فيك كل آه
وبين مخالب الزوابع الحانقة تُمزقك لتَصرخ وتُطلق ألف آه وآه
هل كُتب عليك أن تُنكس رأسك تحت سيوف الرهبة والوعيد
وعندما ترفعه ليطال النجوم الساطعة
تنهال عليك فؤوس غادره لا تدري من أين ولا لماذا ؟
وتُكَبل الأحلامُ خلف جُفون ترنو إلى ساحات قد أعَلنت مُولدك الجديد
وتُنصب مشنقتك على أشجار نمت لتُظلك من صَيف ألهبك
لتتدحرجَ النسمات الباردة بعد قيظ إلى مُنحدر الكيد
وتَخنق رياح السَموم أنفاساً مُتلهفة تعدو لتلحق بمَواكب الأحرارَ
فلماذا عادت تُسكن بيوت الظلام أجساد الحيارى نهارا ؟
تتسألُ من أسدلَ الستائر على نوافذ الإشراق
و لتُرعدَ فجأة غيمةً سوداء تَسكب من الدموع والدماء شظايا
تَنغرس في خاصرةِ زهوك وعُنفوانك
ليُشعل القلق أرواحا زارها طيفا من السكينة سرا
تَشعر بالغُربة من إرتحال سُفن الأمان عن موانئ الأمل
وتشوه أيدي النقمة وجوها تزينت ببسمةٍ تقول أصبحَتُ حراً
لتَقف على الشفاه بوجُوم وخجل
وترسمُ متاهةً أمام قدميك التي بدأت تتلمسُ الى النورِ الطريقَ
فتغوصَ أزهارُ الربيع في رمالٍ مُتحركة من جنونِ الحريةٍ المقيت
اااه يا وطني الغالي قلبي يتلظى ألماً وروحي تشرئب شوقاً
لطمأنينةٍ تستريحُ على جبينكِ المُضيء
فهاهو تأريخُك يُربت عَلى كَتفي و تَفوح منه عِطر صفحاتٍ
من طيوب الأمجاد تنثر عبير حضارات لأستنشق منها ذاكرة السيادة
وترن في أذني نايات تُحيك تحت أقدامكَ
منصةَ وقوفك المرتفعة دائما كتيجان الأقحوان
يُحلقون حولك شباب مؤمن سَيحرق كل هشيم حزنك
ليزرعوا سنابل العزم في حقول عزتك مرددين نشيدك كتراتيل أذان
فهيا يا وطني ها قد بَلغت القمم فلن تَحجب بصيرتَك سُحب الضَباب
ولن تُعرقل مَسيرتك حِجارةً ستتهاوى خلفك وتختفي في غياهب الظلام
وسَتستبدل الحُرية الحمراء ثوبها الأسود وتُزف إليك في ثوبِ السلام
ملاك
لاتحرموني أرائكم الغالية ونقدكم