لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > روايات عبير > روايات عبير المكتوبة
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

روايات عبير المكتوبة روايات عبير المكتوبة


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 15-02-12, 07:45 PM   المشاركة رقم: 26
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

إستمرت في عركها خائرة القوى ، تشعر بألم حاد في رئتيها ،ضاعفت جهدها للإفلات منه ، وأدركت فجأة أن ما بدأ كلعبة مسلية تحول الى حلبة قتال ليثبت ثيو تفوقه عليها ، وليس من الناحية الجسدية ، فهو أقوى منها حتما ، كان يبارزها ليؤكد أنه السيد المطلق.
أصابها رعب شديد ممزوج بغضب هائل ، حاقد ، حاولت السيطرة على أعصابها ، معللة نفسها بعدم قدرة ثيو على البقاء تحت الماء طويلا ، سيضطر للتوقف والتنفس بعد قليل ، فلتصبر وتتحمل ما دام ذلك ممكنا.
ولكنها لم تعد تملك قوة على اصبر ، وهو يمعن في جذبها نحو القاع ، فتضيق أنفاسها ، ويضج رأسها ألما ، وتخال أنها تكاد تنفجر كالقنبلة ، وكانت قبضته تمسك بها بقوة حديدية ، لا تستطيع الإفلات منها مهما تلوت ، تمعجت ، وركلت.
يا له من وغد مجرم ، فكرت كريستينا ملتاعة ، إنه لا يسمح لأحد بعصيان أوامره ،وهو الآن يعاقبها بكل دناءة لأنها رفضته ، عصت اوامره ، ولم تركع ساجدة أمامه كما يتوقع من الجميع.
أخذ يشدها بكل قواه ، ويطوقها بوحشية هائلة ، فأطلقت صرخة الم حادة ، وتدفقت المياه في فمها كتيار جارف ، غمرتها ظلمة قاتمة ، وأخمدت أنفاسها.
كانت تتقيأ كل ما في أمعائها، وهي تحس بقبضة متينة تضغط على ظهرها ، وتدفع الماء من فمها ، فتحت عينيها متاوهة ، كانت مستلقية عل حافة الحوض، ورئتاها تقذفان الماء خارجا ، حاولت إكتشاف هوية صاحب اليدين التين تضغطان عليها ، سمعت ديفلين يقول بصوت هادىء:
" لا تتحركي ، ستكونين بخير قريبا".
ثم تكلم هيو:
" كريستينا ، كريستينا ( ثم إرتمى أمامها ) أعذريني ، لم أقصد إيذاءك ، كانت مجرد لعبة ".
كان صوته يقطر ندامة ، ولكنها لمست في نبرته مسحة من الإبتهاج بالنجاح أيضا ، وأدركت كريستينا أنه يحاول تلقينها درسا لن تنساه ، اغمضت عينيها لتحجب مرآه عنها.
إنحنى ديفلين يساعدها على النهوض، ثم حملها بين ذراعيه ، شعرت بإطمئنان غريب ،وهو يمضي بها الى غرفتها ، وإستلقت على سريرها ، كانها في حلم من تلك الأحلام التي تختلط فيها لحظات اليأس والذعر ، بقبس الأمل والرجاء.
جلس ديفلين على حافة السرير ،وحدّجها بنظرة معاتبة :
" هل تسبحين دائما بهذا الأسلوب المحموم؟ لو لم أصل في اللحظة الحاسمة ، لكنت في وضع سيء للغاية".
كان صوت في داخلها يحثها على قول حقيقة ما جرى ، والإرتماء في أحضانه ، والتنفيس عن لواعجها ومخاوفها ، لكنها ترددت ، وهي تدرك نتيجة خطوة كهذه ، غمغمت بإعياء :
" كنا نلعب في الماء ، ثم تطورت الأمور ، إنها غلطتي منذ البداية".
قال بعذوبة:
" لا شك في ذلك ، ربما يكون من الأفضل الإحتراز قليلا عندما تمارسين ألعابا كهذه ، أو على الأقل التريث في إختيار من تلعبين معه".
أطرقت براسها :
" ربما كنت على حق ، يبدو أن علي أن أشكرك ثانية".
صمت قليلا ، ثم نهض واقفا وهو يقول:
" سيجلبون لك الشاي في أية لحظة الآن ، أرجوك أن تعتني بنفسك ، والإصغاء الى نصائحي".
هزت براسها ، يهدها التعب ، غمرتها رغبة جامحة لتغرق في نوبة من البكاء والنحيب ، ولكنها لن تسمح لنفسها بالظهور بمظهر الضعف أمام ديفلين ، يجب عليها ، ومهما كانت الظروف ، الإحتفاظ ببعض كرامتها وإحترامها ، لم تنظر اليه ثانية ، وسمعت وقع خطواته يهبط سلم الحديقة ، ثم إضمحل الصوت نهائيا ، فتدحرجت على خديها دموع كالجمر الحارق.
مسحت دموعها ، متأهبة لإستقبال السيدة كريستوف التي ستحمل اليها أبريق الشاي في أي وقت ، راتها تدخل بصحبة السيدة براندون التي هتفت فور دخولها:
" كريستينا ! ما الذي جرى؟".
حدقت فيها كريستينا مليا وهي تتناول فنجان الشاي ، وأحست بقشعريرة باردة تنفذ الى عظامها رغم جو الغرفة الدافىء ، إقتربت السيدة براندون من السرير بعد أن أشارت على السيدة كريستوف بالخروج ، قالت العجوز بشفتين مرتجفتين:
" يا له من حادث مؤسف ! كدت تغرقين في الحوض لولا أن أسرع ثيو لإنقاذك ".
إنحنت كريستينا الى الأمام:
" أهذا ما قاله لك ؟ لولا وجود ثيو هناك لما كنت في حاجة الى الإنقاذ يا سيدة".
تأوهت العجوز منكمشة في كرسيها ، اخرجت منديلا ومسحت به جبينها:
" اعرف أنك منهوكة القوى يا عزيزتي ، ولا تدركين معنى كلامك ، خذي قسطك من الراحة الآن ، وسنتحدث في وقت لاحق".
ردت كريستينا بأسى:
" أنا أدرك تماما معنى كلماتي ، ناقشت موضوع الزواج مع ثيو ، ولم تعجبه آرائي ،ولذلك قرر ان يعاقبني ، هذه هي الحقيقة المرة".
حاولت السيدة براندون تملقها:
" يجب أن تراعي شعور شاب مثل ثيو ،، وتتفهمي مدى خيبة امله".
ردت كريستينا بمرارة:
" آسفة لجهلي ، لم تخطر في بالي مسألة بديهية كهذه ، ولكنك تعلمين أنه يستحيل علي البقاء هنا بعدما جرى ، اود أن أرحل بأسرع ما يمكن....".
تأوهت العجوز:
" لا ، لا".
ولاحظت كريستينا بإرتياع إضطراب السيدة براندون ، إذ كانت تتنفس بصعوبة وإجهاد وتضغط بيدها على صدرها .
قفزت كريستينا من سريرها صائحة:
" سيدة براندون ، هل انت بخير؟".
وسمعتها تتمتم:
" اقراص الدواء ... محفظة يدي....".
فتحت كريستينا المحفظة ووناولتها علبة الدواء ، إبتلعت قرصا ، ثم لم تلبث أن هدأ روعها ، وإستعادت بعض حيويتها ، قالت تخاطب كريستينا بلهجة قاسية:
" هل تدركين الان كم انا عاجزة ؟ مع ذلك لم أتعرض لنوبة كهذه منذ مجيئك ، إنني اعول عليك كثيرا يا إبنتي".
قالت كريستينا بإحتجاج:
" ولكنني لم افعل شيئا".

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
قديم 15-02-12, 07:47 PM   المشاركة رقم: 27
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

مدت السيدة براندون يدا مرتعشة:
" ولكنك أدخلت الأمل الى قلبي يا إبنتي ، شارفت حياتي عل نهايتها ، ولا أتمنى أي شيء سوى رؤيتك تعيشين مع ثيو في بيت واحد ، أنت وحدك قادرة على إسعاد ثيو وإسعادي".
جحظت عينا كريستينا:
" إستمعي الي جيدا يا سيدة براندون ، لن أتزوج ثيو ، الان او في أي وقت آخر ، وانوي الرحيل عن سانت فيكتوار والإستقرار في أنكلترا ، سواء قبلت ام رفضت".
إغمضت العجوز عينيها:
" نعم ، ربما كان ذلك أفضل حل ، سأحجز لك مقعدا على الطائرة من المارتينيك ، ولكن ليس الآن ، أرجوك يا كريستينا ان تتكرمي علي وتساعديني في الإعداد لعيد ميلاد ثيو الأسبوع المقبل ، وبعد ذلك لك مطلق الحرية ، وساقدم كل مساعدة ممكنة".
جلست كريستينا على سريرها ، تتجاذبها آراء متضاربة ، اقنعت نفسها أن بقاءها بضعة ايام أخرى لن يغير شيئا طالما أن السيدة براندون رضخت للأمر الواقع كما يبدو ، قالت متنهدة:
" حسنا ، سابقى ثم ارحل فور إنتهاء الحفلة".
راحت تتقلب متململة في فراشها تلك الليلة ، حائرة ، غاضبة ، تتقاذفها اصابع القدر الخفية ، وصورة مستقبلها الغامض ، لماذا قررت البقاء ؟ هل لأنها أشفقت على السيدة براندون وأرادت الحفاظ على ذكرى صداقتها القديمة مع عمتها غريس؟
دفنت راسها في الوسادة ، هتف صوت داخلي يهزأ منها ، إن عدم رحيلها مباشرة يتعلق به هو ، إنه السبب الرئيسي وراء بقائها ، وأملها في سماع كلمة واحدة تغير مجرى حياتها ، ومهما كان تعلقها به وحبها له ، فكرت يائسة ، ما الفائدة من هذا الإنتظار ؟ آن لها الإقتناع بطبيعته وإستهتاره ، إستغل يولالي ، وهو يريد إستغلالها لا أكثر ، هذا هو الواقع الأليم ، ولكن عليها مواجهته كما هو ، إن ديفلين رجل شرير عليها الإبتعاد عنه.
كانت لا تزال كئيبة ومتعبة عندما إستقبلت أنوار الصباح ، إرتدت ملابسها بسرعة، وتوجهت لتوها الى جناح السيدة براندون ، إعترضت يولالي طريقها قائلة:
" إن السيدة براندون لا تزال مرهقة ، وقد إستدعينا الطبيب لمعالجتها ، ولا ترغب في رؤية أحد".
عادت كريستينا أدراجها ، كانت تلقت تعليمات واضحة بالإعداد لحفلة ثيو ، عمدت الى إرسال كل بطاقات الدعوة ، ثم توجهت للتداول مع السيدة كريستوف ،وجدتها متجهمة الوجه ، تبدي تافها من الحفلة وهموم إستقبال الناس والإهتمام بهم، فقررت أن تتحدث الى الطاهية مباشرة.
كانت كريستينا في حالة يرثى لها ، عندما سمعت هدير سيارة خارج المنزل ، ولمحت السيدة كريستوف تفتح الباب لزائر أتى للإطمئنان على صحة السيدة براندون ، لكن اصابتها الدهشة وهي ترى لورنا مينارد تدخل الى غرفة المكتبة فلحقت بها ، وتهللت اساريرها:
" لورنا ! يا للمفاجأة السارة ، ماذا تفعلين هنا؟".
ردت لورنا تتكلف إبتسامة باهتة:
" إستدعتني السيدة براندون هذا الصباح ، ويبدو أن علي مساعدتك في شؤون الحفلة ، خاصة وانك ستصبحين سيدة المنزل عما قريب".
حملقت كريستينا مندهشة:
" ماذا تقولين ؟ هل أصبحت حديث الجزيرة؟".
أجابت لورنا بعفوية:
" إنك على كل شفة ولسان ، ولم تعد القضية سرا ، أليست الحفلة من اجل إعلان الخطبة؟".
قالت كريستينا ببطء:
" لا ، إن الحفلة من أجل عيد ميلاد ثيو لا أكثر ولا اقل ".
نظرت اليها لورنا بإرتياب :
" كنا نتوقع زواجك من ثيو منذ أن وطئت قدماك أرض سانت فيكتوار".
قالت كريستينا مستاءة:
" يا لخيبة الأمل ، أطمئنك يا لورنا انني ساقفل عائدة الى أنكلترا الأسبوع المقبل ، ولن يرى وجهي احد من عائلة براندون بعد ذلك".
إرتسمت إمارات الغبطة على وجه لورنا :
" هل انت جادة ؟ يا له من خبر سار ! ولا اخفي عنك مدى كراهيتي لهذا الصبي الأناني المدلل ، إن زوجي كلايف لا يقل كرها لثيوعني ، يا له من ولد خسيس، كلما وقع نظري عليه ، اخال انني ارى أبليس اللعين".
نعم ، فكرت كريستينا ، هذه هي الحقيقة التي فاتتها ، حقيقة غطرسته،وحبه للسيطرة والإستبداد ، وفظاظته ، كانت تظن ان تحذير العراف ينطبق على ديفلين ، ولكنها كم كانت مخطئة ! الآن تعرف من هو أبليس الحقيقي.
إستطردت لورنا:
" ولكن كيف ستغادرين هذا المكان؟ إن عائلة براندون لا تتخلى عن غنائمها بسهولة".
"وعدتني السيدة براندون امس بمساعدتي على الرحيل فور إنتهاء الحفلة".
حدّجتها لورنا مستغربة:
" يبدو لي أنها خدعتك ، وإلا ما معنى أخذ الخاتم الى الصائغ لتنظيفه وتصغير حجمه ، وطلبت منا الإستعجال".
علقت كريستينا:
" هكذا إذن ، كانت السيدة براندون تريد وضعي تحت الأمر الواقع في ليلة الحفلة معتقدة أنني لن أجرؤعلى رد طلبها أمام اصدقائها".
سالتها لورنا برقة:
" وهل ترفضين طلبها في وضع كهذا؟".
تنهدت كريستينا :
" إنه موقف حرج ، ولذلك علي الفرار بأسرع وقت ، متى يبحر المركب من الميناء؟".
" الساعة الرابعة بعد الظهر ، ولكن كيف ستصلين الى هناك؟".
تراقصت عينا كريستينا:
" سأطلب من لويس نقلي بالسيارة ، سأختلق عذرا ملائما ، فاقول له انني أريد مقابلة فرقة موسيقية لإكتشاف إمكانية إستئجارها ليلة الحفلة.
سالتها لورنا:
" وماذا عن أمتعتك ؟ كيف ستحملينها معك بدون إثارة الشكوك؟".
رمت كريستينا يديها متأوهة:
" لا بد من العثور على وسيلة ما".
قالت لورنا:
" أحزمي أمتعتك ، وضعيها في مكان أمين ، ثم آخذها معي الى بيتي وأحتفظ بها حتى تتدبري أمرك فأرسلها اليك ".
" شكرا يا لورنا ، لا أدري كيف أعبر لك عن عرفاني بالجميل".
تنهدت لورنا:
" والان لنعد الى الحفلة وتدبير شؤونها".

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
قديم 15-02-12, 07:48 PM   المشاركة رقم: 28
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

تناولت كريستينا طعام الغداء بسرعة ، ثم تسللت الى غرفتها لحزم أمتعتها ، وكانت انهت إعداد كل الترتيبات اللازمة للحفلة ، ومن كل النواحي ، ظل شبح ديفلين براندون يطاردها ، ويلقي بينها وبين مستقبلها ستارا غامضا مليئا بالتساؤلات ، عقدت العزم على نسيانه ، وإعتبار شعورها المتأجج نحوه مجرد نزوة عابرة لن تلبث ان تتغلب عليها ، وعلاوة على ذلك ، تابعت افكارها ، لم يبدر منه ما يشجعها ، ويمنحها بعض الأمل لتقع تطور إيجابي حقيقي في موقفه.
ألقت نظرة اخيرة حزينة حولها ، ثم حملت حقائبها عبر السلم الخلفي ، ومضت الى طرف الحديقة ، وأخفت الحقائب تحت شجرة مورقة بإنتظار مجيء لورنا لنقلها في الوقت الملائم .ثم اقفلت عائدة الى غرفتها ، وهبطت الى الدور الأرضي حيث كانت لورنا تتوقعها بلهفة مع السيدة كريستوف ، وقالت لورنا بهدوء:
" إن لويس ينتظرك في السيارة ، لقد اخبرته عن ضرورة ذهابك الى المدينة لمقابلة فرقة موسيقية".
شكرتها كريستينا بإبتسامة ذات معنى ، وسارت نحو الباب الأمامي ، فرأت لويس يتمشى امام السيارة مترقبا قدومها ، وهرول يفتح لها الباب بكل لباقة وإحترام.
إنطلقت بها السيارة تترنح صعودا وهبوطا فوق الطريق التي ألفتها ، وبقي لويس صامتا ، يصفر ألحانا ناعمة ، نظرت كريستينا من النافذة الى الحقول ، غارقة في تفكير عميق ، كان عليها ان تدبر مكانا ما للسكن، وفضلت ان يكون هذا المكان غرفة في فندق، حيث تعرض على صاحبه بعض الخدمات مثل الغسل أو الكنس أو أي شيء آخر مقابل سكنها مجانا ، وما أن تستقر حتى تعمد الى كتابة رسالة مفصلة تشرح فيها مشكلتها للسيد فريث.
ولاحظت فجأة أن السيارة تزداد ترنحا وتارجحا ، ورأت لويس ينحرف الى جانب الطريق ، ويتوقف ، خرج من السيارة ، والقى نظرة على العجلات ، وصاح:
" لا بد من تغيير العجلة الأمامية ، يبدو أنها مثقوبة ".
ولم تعد تذكر كم إستغرق تغيير العجلة اللعينة ، لكنها إنتظرت مدة طويلة ، ونفد صبرها ، ولويس كان لا يزال منكبا على العجلة يفكها بجهد النفس ، ولا يجد سبيلا الى وضع عجلة أخرى مكانها.
وأخيرا نجح لويس في إنجاز عمله ، فداخلها بعض الإطمئنان ، وإنطلقت بهما السيارة نحو الميناء.
ترجلت كريستينا من السيارة، واشارت على لويس بعدم إنتظارها ، فرفع قبعته قائلا:
" كما تشائين يا آنسة".
وأدركت كريستينا أن لويس هو الاخر سمع بإقتراب زواجها من ثيو ، وأخذ يظهر لها إحتراما يليق بربة عمله في المستقبل .
أسرعت الخطى عبر الشوارع المزدحمة التي عرفتها جيدا اثناء وصولها من المارتينيك ، تفقدت ساعة يدها لتتأكد من عدم تأخرها عن موعد إبحار المركب ، وما هي إلا لحظات حتى رأت الميناء أمامها ، والمركب يرسو قرب رصيفه ،وكان الناس يتجمعون حوله ، فإعتقدت أنهم يستعدون للسفر والإبحار.
ومر أمامها احد راكبي الدراجات فتقدمت منه مستفسرة عن حقيقة ما يجري ، ومعنى تجمع الناس بهذه الكثرة ، اجابها بعجب:
" الم تلاحظي تلبد الغيوم في الفضاء ، إن العاصفة على وشك الهبوب ، ولن يبحر المركب نتيجة لذلك بإنتظار تحسن الجو يوم غد ، إنه الإعصار الرهيب يا آنسة".
تراجعت كريستينا تجر أذيال الخيبة والفشل ، أين تذهب الآن ؟ لا يمكنها العودة الى آرك إينجل ، وليس من السهل العثور على مكان تأوي اليه حتى موعد الإبحار الثاني.
كانت تسير ببطء فوق الرصيف ، تضرب أخماسا باسداس ، عندما أحست بقبضة عنيفة تطوق يدها ، وأعلن ثيو براندون مبتهجا :
" يا للصدفة العجيبة! ماذا تفعلين هنا يا عزيزتي ؟".

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
قديم 16-02-12, 05:20 PM   المشاركة رقم: 29
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

8- إبتسامة خلف الغيم

إرتمت كريستينا فوق مقعد سيارة ثيو ، تجيل النظر في الطبيعة بمشاهدها المتدافعة كشريط سينمائي، كانت في طريق العودة الى آرك أينجل.
بدا ثيومختالا ، معتدا بنفسه ، كأنه حقّق إنتصارا باهرا ،ولم تحاول اللجوء الى حجة الإتصال بالفرقة الموسيقية لتبرير وجودها قرب الميناء ، فإكتف بكلمات غامضة ، مركزة إنتباهها على تلبد الغيوم السوداء ، ووميض البرق فوق الأفق.
وبعد فترة من الوقت ، تمتم ثيو:
" لا أجد تفسيرا لهذا التصرف يا كريستينا ، كيف تسمحين لنفسك بالرحيل على هذا النحو وقبل إعلان خطبتي بايام ، إن الحب بالنسبة الي مسألة ثانوية ، لا تشغلي نفسك بها ، إن الزواج هو الذي يحل كل مشكلة ، ولا أخفي عنك أن زواجي منك ليس مجرد شغف صبياني بجمالك وأنوثتك".
صاحت كريستينا:
" كفى ! يبدو انك فقدت عقلك".
نظر اليها ثيو بتمعن:
" لا يا كريستينا ، إنك لا تفهمين معنى كلامي ، إن زواجي منك يعني أنني سأرزق بصبي يرثني بعد وفاتي ، وهكذا أحول بين ديفلين وسيطرته على آرك إينجل ، وأنت أفضل فتاة للقيام بهذه المهمة النبيلة ، خاصة وأن جدتي خططت كل ذلك فور وفاة عمتك".
أخذت كريستينا تتلمس باب السيارة ، محاولة فتحه ، وجدت أنه أوصده بإحكام ،وبجهاز خاص يصعب حل لغزه ، أرادت أن تقفز خارج السيارة عندما يبطىء ثيو السرعة وهو يقترب من منعطف في الطريق ، فشلت خطتها ، فحدقت فيه بمرارة:
" يا لك من إنسان قليل الحياء ، إن عمتي غريس لم تتفق مع عمتك على أي شيء من هذا النوع".
رد ثيو بهدوء:
" هذا صحيح ، كل ما في الأمر أن عمتك كتبت رسالة الى العمة مادلين ، أخت جدتي ، وذلك عندما كنت تعيشين معها ، وأخبرتها عن مدى سعادتها بك ، وتم الإتفاق على عقد قرانك ، لتكوني زوجة ديفلين يا عزيزتي ، عثرت جدتي على الرسالة بين أوراق عمتي مادلين بعد مأتمها ، فأخفتها ، والعمة مادلين هي التي كانت صديقةعمتك غريس وليس جدتي".
منتديات ليلاس
أغمضت كريستينا عينيها ، تشعر بدوار عاصف ، حبست الدموع المترقرقة في عينيها وهي تفكر في مصيرها المشؤوم ، أنها تحب الرجل الذي إختارته لها عمتها ، وهي الآن لا تجد اليه سبيلا.
إستطرد ثيو:
" تتلقى عمتي جريدتها المفضلة من أنكلترا ، تماما كما كان يفعل جدي ،وعندما قرأت عن وفاة عمتك غريس ، قامت فورا بالسفر الى أنكلترا بحثا عنك ، ولو إكتشفت أنك قبيحة المظهر أوغير ملائمة لأسباب أخرى ، لما كانت تابعت مساعيها".
هتفت كريستينا ملتاعة:
" أتمنى لو كنت أقبح فتاة في الكرة الرضية".
إنفجر ضاحكا:
" ولكنك لست كذلك ، كفي إذن عن هذا الهراء".
وفجأة ضاعف ثيومن سرعةالسيارة، وإنعطف نحو حافة تلك الصخرة الشاهقة التي تذكرها جيدا ، إرتعدت فرائصها وجلة ، خائفة، نظر اليها ثيو ساخرا:
" ما بالك يا عزيزتي ؟ إطمئني ، هذه المرة سنموت معا ، وتحضننا الأمواج في عناق أبدي".
عادت تحاول فتح الباب وهي تتوسل قائلة:
" بحق السماء يا ثيو ، أوقف هذه السيارة قبل أن يصيب أحدنا أي مكروه".
أعاد ثيو السيارة الى وسط الطريق ، وظل يتارجح بها يمينا ويسارا ، كان الظلام يزحف بعتمته الداكنة ، وإزداد تلبد الغيوم المنذرة بعاصفة غضوب ، تبينت كريستينا أمامهما شجرة كبيرة ، تمتد أغصانها كانها رماح تتلظى شوقا لخوض معركة دموية ، وتذكرت لتوها تمثال آرك إينجل برمحه المسنون.
أمعنت في البحث عن وسيلة لفتح الباب ، وفجأة إنفتح بقوة ، فامسكت به تأهبا للحظة ملائمة ، وكان ثيو يقهقه كالمجنون ، وهو يقود السيارة في إتجاه الشجرة الكبيرة ، أدركت أنه يمارس لعبة قذرة ، ولن يجرؤ على تنفيذ أي شيء ، وسيتجنب الإصطدام مباشرة ، وينحرف عن الشجرة.
مدت يدها ، وقبضت على المقود ، مصوبة السيارة نحو جذع الشجرة مباشرة، أخذ ثيو يلعنها ويحاول الضغط على دواسة السيارة لإيقافها ، قفزت بسرعة من الباب ، فتهاوت فوق الحشائش بجانب الطريق.
ظلت مستلقية على ظهرها برهة قصيرة تعاني من بعض الألم ، ثم نهضت قليلا ، وببطء شديد ، تتحرى مصير ثيو وسيارته ، رأت السيارة مصطدمة بجذع الشجرة ، وقد تحطم جزء من غطاء المحرك ، لم تبدر أية حركة من داخل السيارة ، فمشت متثاقلة نحوها.
كان ثيو منبطحا فوق المقود ، وإعتقدت للوهلة الأولى أنه يرقد ميتا ، الى أن أحست نبضه فتنهدت الصعداء لبقائه حيا ، خطت الى الوراء وهو يئن متأوها ، وقررت ان تبتعد عنه باقصى سرعة ، وقبل أن يستعيد كامل وعيه.
أطلقت ساقيها للريح ، هائمة على وجهها ، كانت تركض بكل قوتها ، وبدون ان تعرف في أي إتجاه تحملها قدماها.
مرت دقائق معدودة وهي تمضي راكضة ومهرولة ، ثم تلألأت وراءها انوار السيارة ، فإنتابها ذعر شديد ، وهي تفكر بوقوعها ثانية فريسة سهلة بين يدي ثيو اللعين ، إرتطمت بحاجز خشبي ، فقزت فوقه بحذر ، ورات البحر يمتد تحتها ، مزبدا مرغيا ، وسمعت هدير محرك السيارة يقترب منها ، فإنزلقت فوق صخرة ناتئة ببطء ، وإختبات وراءها ، وتابع ثيو طريقه متجها الى آرك إينجل ، لا يلوي على شيء.
رفعت راسها قليلا ، تجيل النظر حولها ، رات في البعيد نورا خافتا ، فداخلها الشك والأمل في آن معا ، وكانت العاصفة على وشك الهبوب.

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
قديم 16-02-12, 05:21 PM   المشاركة رقم: 30
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

هبطت الى الشاطىء ، وراحت تسير بخطى ثابتة في إتجاه ذلك الضوء ، ولاح امامها كوخ ديفلين يربض جميلا ، آمنا واعا.
كان التعب يهدّها هدا عندما وقفت أمام باب الكوخ ، وإنهالت عليه بقبضتها ، قرعت الباب أكثر من مرة ، فلم تسمع أي جواب.
وقفت صامتة يمزقها اللم كالطير المذبوح ، همت أن تعود ادراجها ، عندما إنفتح الباب على مصراعيه ، تفرس في جهها مدهوشا ، ثم جذبها من يدها الى الداخل ، وأوصد الباب ، صاح غاضبا:
" ما الذي تفعلينه هنا أيتها المجنونة ، وفي هذا الطقس؟ إن الإعصار سيهب في اية لحظة ، وما الذي جرى لك ، يبدو أنك مشعثة الشعر ، ممزقة الثياب؟".
قالت بصوت مرتعش:
" كنت أخوض معركة حياة أو موت ، وكدت أهوي فوق إحدى الصخور".
اجاب مهدئا من روعها :
" إذهبي الى الحمام وإغسلي وجهك ويديك ، وخذي قميصا نظيفا من خزانتي وإلتفي به.
ظل يراقبها من بعيد ، الى أن نفذت أوامره ، وجلست على حافة السرير ، إقترب منها ببطء مستفهما:
" والآن ما هي قصتك بالضبط؟".
قالت متلعثمة:
" كنت على حق ، إن عمتك تريدني أن أتزوج ثيو ، وأعدت كل شيء لوضعي تحت الأمر الواقع ، لذلك قررت أن أهرب الى المارتينيك ، لكن المركب لم يبحر بسبب الإعصار ، وكان أن عثر علي ثيو واعادني بسيارته".
فهم لتوه ما تعنيه رغم كلماتها المتقطعة المقتضبة، سالها:
" واين ثيو الآن؟".
بلعت ريقها:
" أتوقع أن يكون في آرك إينجل الان ، كان يمارس إحدى ألاعيبه القذرة لإختباري ، فأخذ ينحرف بالسيارة يمينا وشمالا ، ويوهمني أنه سيصعد فوق المنحدر الصخري ، قبضت على المقود ، فإرتطمت السيارة بجذع الشجرة ، فقد ثيو وعيه ، لكنه لم يصب باذى ، قفزت واخذت أركض الى ان وصلت الى هنا".
صفق بيديه:
" يا لها من تجربة مروعة ، الحمد لله على سلامتك".
ردت بخفر:
" لست أدري ما الذي وسوس بعقله ، قال لي أنه يريد الحفاظ على إسم عائلة براندون ولذلك سيتزوجني غصبا عني ".
هز ديفلين براسه:
" إطمئني يا كريستينا ، إن ثيو لا ينتمي الى عائلة براندون ، لا أدري مدى معرفتك بتاريخ العائلة وربما لا تدركين أن عمتي عاقر لا اولاد لها ، ولذلك كانت تكره أمي ، وعندما كبرت ودخلت المدرسة بدات أشعر بالحرج أزاء تصرفات عائلتي ، واخجلني أننا كنا نملك العبيد فأخذت اتحدث عن ضرورة تغيير أسلوب معيشتنا عندما يصبح آرك إينجل ملكا لي ، وكم كنت مغفلا ، إذ ماأن إنتهت إجازتي وعدت الى المدرسة ، حتى بادرت عمتي الى إبراز ثيو ، وتدّعي أنه الإبن اليتيم لأحد أقربائها الذين لا نعرف عنهم شيئا في المارتينيك ، واعتقد أن السيدة كريستوف هي الوحيدة التي تعلم حقيقة ثيو ، ولكنها تكن الولاء التام لعمتي".
" ولكن لا يمكنها أن تجعل من ثيو الوريث.....".
منتديات ليلاس
اقنعت زوجها ، عمي تشارلز ، بتبني ثيو ، وكان آنذاك ولدا صغيرا ، ولم يعلنا أنهما والداه بل صورا للناس بأنه حفيدهما ، وإستطاعا أن يربياه كما ييدان وفق مبادىء عائلة براندون الشهيرة ، فيتزوج عندما يبلغ سن الرشد ويمنعني من الحصول على آرك إينجل ، ثم توفي عمي تشارلز ، ولحق به كل من أبي وأمي ، فإستأثرت عمتي بكل شيء ، وشب ثيو تحت رعايتها ، بذلت جهودا متواصلة لعقد قرانه على فتاة من العائلات التي تعرفها هنا ، فجوبهت بالرفض القاطع بسبب غموض اصله ، عندئذ صممت على البحث في مكان ىخر".
وتمتمت كريستينا :
" وعثرت علي ، يا ألهي ، عثرت علي".
وإغرورقت عيناها بالدموع ، فوضع ديفلين يديه على كتفيها مربتا:
" ولكن خاب ظنها ، ولم تنجح في ترويضك ، فقرر ثيو كسر عنادك وتحطيم إرادتك بأسلوبه القذر".
ولمع بريق خاطف ، ثم دوى قصف الرعد ، وإنهالت الأمطار بغزارة تطرق سطح الكوخ كأنها اقدام جبابرة ، أحست كريستينا بقلبها يهبط في داخلها كالعصفور الوجل ، إحتمت بصدر ديفلين ، وهي تشعر ببعض الطمأنينة .
قال بهدوء:
" لا تجزعي ، ليست هذه هي المرة الأولى التي يتعرض فيها الكوخ للإعصار ، وظل صامدا لا يتزحزح ، وما أن يطل الفجر حتى تنقشع الغيوم ، وتهدأ العاصفة".
حدقت فيه متوترة الأعصاب ، ما الذي يعنيه ؟ هل يتوقع منها أن تبيت ليلتها هنا؟".
قالت بتمهل:
" أتمنى أن يخف سقوط المطر بعد قليل ، علي الذهاب قريبا.....".
قاطعها :
" لا لن تذهبي قبل ان يهدأ الإعصار تماما".
أوت الى الفراش بحياء وبعض القلق ، ولاحظت أن ديفلين يجمع بعض البطانيات من خزانته ، ويمضي الى الغرفة المجاورة.
كانت منهكة خائرة القوى ، فلم تلبث ان غلبها النعاس ، وغرقت في سبات عميق.
وما هي إلا لحظات ، حتى إنهالت طرقات متوالية على الباب الخارجي ، يتخللها عويل الرياح الحاد ، خالت أنها في حلم مزعج ، فتحت عينيها قليلا ، وترامى الى اذنيها صوت ديفلين يتبادل الحديث مع كلايف مينارد.
ثم دخل ديفلين غرفة النوم صائحا:
" إستيقظي يا كريستينا وإرتدي ملابسك ، علينا الذهاب الى آرك إينجل لأمر مهم وعاجل".
إستفسرت متثائبة:
" ما الذي جرى ؟ هل ألمّ مكروه بالسيدة براندون؟".
قال متاففا :
" لا ، لا ، إنه ثيو".
اسرعت تنضم الى كلايف مينارد في سيارة الجيب ، وجلست قرب ديفلين.
كانت المصابيح الكهربائية تضيء المنزل عندما توقفا امام السلم ، ولمحت كريستينا سيارة ثيو مهشمة تهشيما رهيبا ، وقد إرتطمت بإحدى البوابات الحديدية أمام المدخل.

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
الملاك الحارس, devil at archangel, دار الكتاب العربي, روايات, روايات مترجمة, روايات مكتوبة, روايات عبير, روايات عبير المكتوبة, روايات عبير القديمة, روايات عبير رومانسية, سارة كريفن, sara craven, عبير, قيد الوفاء
facebook




جديد مواضيع قسم روايات عبير المكتوبة
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 11:34 AM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية