لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > روايات عبير > روايات عبير المكتوبة
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

روايات عبير المكتوبة روايات عبير المكتوبة


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 13-02-12, 08:52 PM   المشاركة رقم: 6
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

2- تحذير العراف

فتحت كريستينا مصراعي شباك غرفتها ، وخرجت الى الشرفة تستنشق الهواء المنعش ، وتتمتع بحرارة الشمس الدافئة ، وأخذت تراقب الفناء الداخلي لفندق الذي يتوسطه حوض سباحة ذو الوان تتلألأ زرقة مخضرة كالفيروز .
إستاءت السيدة براندون من تأخر طيارتها الى المارتينيك بعد ظهر ذلك اليوم ، لكن كريستينا لم تشعر باي اسف ، لم تكن في عجلة من امرها لركوب الزورق والإبحار الى جزيرة سانت فيكتوار الصغيرة ، لا باس من قضاء بعض الساعات في المارتينيك والتمتع بمناظرها.
اوت السيدة براندون الى غرفتها ، وأشارت على كريستينا بالمثل لكنها لم تعبأ بنصيحتها ، إنها لم تستوعب بعد كل هذه التطورات ، ولم تزدها رحلة الطائرة إلا شوقا لأكتشاف هذا العالم الجديد.
لم تكن تعرف الشيء الكثير عن المنزل المزرعة حيث ستعيش بعض الوقت ، كل ما تعرفه أن الأخت مادلين وزوجها لقيا أجلهما عندما غرق مركبهما قبل سنوات قليلة ، وبدون أن تلم بتفاصيل هذا الحادث.
تأكدت من شيء واحد ، أن السيدة براندون ، تماما كما قالت ، حادة الطباع ، سريعة الغضب ، إكتشفت ذلك اثناء التبضع في لندن ، وعبر أسلوبها في التعامل مع موظفي الفندق ، ولم تدع احدا يفلت من لسانها وأوامرها عندما توجهتها الى المطار للإقلاع الى المارتينيك.
منتديات ليلاس
مرت نصف ساعة وهي تفكر في حياتها الجديدة ، المقلقة ، وها هي تهبط سلالم الفندق العريضة ، حيث خلعت بذلتها التي إرتدتها أثناء الطيران ، وإرتدت تنورة قطنية قصيرة قرمزية اللون ، وقميصا أبيض عقدت أسفله حول خصرها ، وارخت شعرها فوق كتفيها ، فبدت أكثر نضارة وأصغر عمرا ، ان السيدة براندون إقترحت عليها إرتداء ملابس صيفية ، وشجعتها على شرائها عندما مرتا بلندن ، وها هي تنفذ أوامرها.
إشترت كريستينا دليلا سياحيا ، وأخذت تطوف في الشوارع ، تجيل النظر في البيوت ذات الهندسة العجيبة ، وتتوقف قليلا أمام كاتدرائية شاهقة ، او حانوت من حوانيت العطور او اللعب والدمى ، وإشترت دمية صغيرة تزينها أزياء المارتينيك التقليدية.
ولاحظت ان الأزهار تنتشر في كل مكان ، وتتدلى من الشرفات بألوانها الصاخبة المرحة ،وتدافع الباعة يعرضون عليها باقات الزهور المختلفة...
تابعت السير الى أن شعرت بالجوع ، تمنت لو تدخل مطعما لتناول بعض المآكل التي كانت تترامى رائحتها الذكية الى أنفها ، تذكرت تحذيرات السيدة براندون المتكررة وضرورة تناول الغداء في الوقت المحدد ، فقررت العودة الى الفندق ، أوهكذا خيل اليها.
سرعان ما إكتشفت صعوبة ذلك ، لم تعد تعرف طريق العودة ، لو تذهب عبر هذا الشارع وتنعطف يسارا عند تلك الزاوية ، أم تسير في الشارع المحاذي ؟ وأخذت تخرج من شارع وتدخل في آخر ، وتحولت الشوارع الى أزقة ضيقة ، واقل جمالا ونظافة.
وتحولت رحلتها السياحية الى كابوس رهيب ، ابطأت الخطى وهي تحدق حولها مرتابة ، سمعت صوت طفل يبكي برتابة وحدة ، وكانه يمزق جوارحها المتعبة ، وإرتفع وراءها وقع أقدام المارة ، فإطمأنت قليلا ، إنها عثرت أخيرا على احد تسأله عن طريق العودة الى الفندق ، وحتى بلغتها الفرنسية المحدودة.
ولكن ما ان إستدارت حتى تجمدت الكلمات في حنجرتها ، كانوا ثلاثة صبية ، رأتهم يتوقفون ليراقبوها ،وعلى بعد خطوات قليلة منها ، إبتسموا بصمت ، وأدركت كريستينا مدى ذعرها عجزها لأول مرة في حياتها.
إنها حرب أعصاب ، خاطبت نفسها مرتاعة ، فكرت أن تطلق ساقيها للريح ، ثم عدلت عن الهرب ، وهي لا تستطيع التراجع إذا ما فاجأتها نهاية ذلك الشارع شبه المعتم ، وفجأة تقدم احدهم ورماها ارضا ، أغمضت عينيها مذعورة ، وإنطلقت صرخات إستغاثاتها تدوي في الشارع المقفر.
فتحت عينيها ثانية ، فأحست بصمت رهيب يخيم حولها ، وإستدارت ليقع نظرها على رجل طويل القامة يقف وراءها ، أرادت أن تشكره ، وقالت عوض ذلك :
" لقد ذهبوا ! ".
قال بهدوء :
" طبعا ، هل انت مستاءة؟".
كانت لغته الإنكليزية سليمة لا عيب فيها ،وبدون لكنة أو لهجة غريبة ، سالها :
" ما الذي تفعلينه في هذا الحي ؟ هل يعرف أهلك أين انت ؟".
ردت تتحداه :
" انا لست طفلة ، إنني هنا مع ربة عملي".
تمعن في قسماتها قليلا :
" ربة عملك ؟ المعذرة ، لم أعتقد أنك في سن يسمح لك بالعمل ، دعيني أحزر ! هل انت ممثلة أم عارضة أزياء؟".
كان يخر منها ، هكذا إفترضت كريستينا ، فاسرعت بالإجابة :
" انا أعمل سكرتيرة ، ويجب ان أعود الآن ، ثمة من ينتظرني ".
قال بجفاف :
" بدون شك ، ماذا تفعلين بالضبط كسكرتيرة ؟ هل تضربين على الآلة الكاتبة؟".
إزدادت حيرة ، لماذا يتصرف بهذا الأسلوب الفظ ؟ هو الذي بادر الى مساعدتها ، ولم تطلب منه إنقاذها ، قالت :
" قليلا ، نعم أجيد الطباعة قليلا ".
" قليلا ؟ إذن لا بد ان مواهبك تبرز في أمور أخرى ".
صاحت وهي تلقي نظرة على ساعتها :
" يا للويل ، داهمني الوقت ، هل تستطيع ان تدلني على طريق العودة الى فندق بوهرنيه ؟ لقد ضللت سبيلي كليا ".
قال هازئا :
" كيف ستعودين بدون محفظة يدك ؟ لقد نهبوها ، كل ما كانوا يريدونه منك بعض النقود لا غير ".
إزداد هلعها ، فحاولت إخفاء مشاعرها :
" لا باس ، هل تدلني على طريق الفندق من فضلك؟".
أمعن في سخريته :
" سيري في إتجاه الأحياء الغنية ، فانت على مقربة منها الان ، إنعطفي يسارا ثم يمينا وستجدين نفسك في الشارع الرئيسي ، حاولي تجنب الأزقة ، فهي غير آمنة إجمالا ".
إنحنى قليلا ، وإبتعد عنها ، ظلت كريستينا تراقبه حتى توارى عند الزاوية المحاذية ، وكم كانت سعادتها عظيمة عندما إكتشفت دقة توجيهاته ، حيث وجدت نفسها امام مدخل الفندق بعد دقائق معدودة ، فاسرعت الخطى لتنضم الى السيدة براندون قبل أن تفقد صوابها وينفد صبرها.

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
قديم 13-02-12, 08:53 PM   المشاركة رقم: 7
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

وما أن همّت بدخول قاعة الفندق حتى لمحت مجموعة من السياح يتجمعون في ناحية من الرواق يتابعون شيئا ما يدور هناك .
تغلب عليها فضولها فقررت إكتشاف الحدث الهام الذي يستحوذ على إنتباه الجميع ، تقدمت قليلا الى أن تبينت زنجيا يجلس مقرفصا على الأرض ويرمي عظاما يابسة في الهواء ، ثم يلتقطها وهو يتمتم كلمات تنذر بالويل والثبور ، انه عراف يقرأ البخت ، خطت خطوة الى الأمام ، ووقفت أمامه مدهوشة ، رات رجلا ينقده بعض الدراهم ، ثم يشكره ، ساد صمت مزعج ، لم يتقدم زبون جديد ، فلتجرب حظها ، عساها تتبين ملامح مستقبلها الغامض ، إلتقت عيناها بعنيني العراف ، ووجدته يباشر قذف أصداف براقة ، ويومىء لها لتجلس قربه ، أطاعت أوامره وكأن قوة سحرية تجذبها الى سماع كلماته ، تململ قليلا ، فرك جبينه ، وما لبث ان قال :
" عليك الإحتراس والحذر يا آنسة ، إنني أرى شرا ، كوني حذرة من ابليس آرك إينجل اللعين في آرك إينجل ".
ثم نهض بغتة ،وجمع الصداف والعظام ، وغادر مسرعا ، متجاهلا إحتجاجات الجمهور ، وقفت كريستينا
محمرة الوجنتين ، مضطربة ، تركض كالمجنونة نحو مدخل الفندق ، وكلماته تزن في أذنيها : كوني حذرة من ابليس.
كانت تعاني من صداع رهيب عندما شدّت الرحال في اليوم التالي للذهاب مع السيدة براندون الى جزيرة سانت فيكتوار ، وهي لا تزال تتذكر عبارات هذه العجوز اللاذعة ، وتانيبها لها لتاخرها وتعرضها لمشكلات كانت في غنى عنها.
وإستعادت أحداث يومها الفائت ، وخاصة مقابلتها لذلك العراف وقراءته لبختها لا بد أنه يتناول المعلومات مع احد موظفي الفندق حول النزلاء ، ولا شك أن السيدة براندون اشهر من أن تعرّف ، فكرت كريستينا ، الكل يعرف اين تسكن وإسم منزلها ، وشاهدوها معها ، فكان من السهل معرفة مكان توجهها ، إنها مسألة في غاية البساطة ، ومع ذلك ، كيف تفسر كلماته ؟ ما الذي عناه بالتحديد؟
واخذت تتساءل بقلق عن الدافع الذي حمل السيدة براندون للسفر الى انكلترا والبحث عنها ، فصحتها سيئة ، وتعاني من إلتهاب المفاصل ، ولا تكف عن إبتلاع أقراص والمسكنات ، مما يعني أن قلبها في حالة سيئة أيضا ، وإذا كان هذا هو الوضع ، تابعت كريستينا سلسلة افكارها ، فلماذا لم تكلف احدا غيرها للقيام برحلة طويلة ، مضنية كهذه ؟
وتمنت لو تستطيع إقناع نفسها بعاطفة السيدة براندون الجياشة ، وإنسانيتها المفرطة ، ولكنها لا يمكنها ان تصدق كل ذلك بعد أن إختبرتها عن كثب.
إذن هناك سبب ملح دفع السيدة براندون الى رؤيتها شخصيا ، مع أنها لا تعرف ما هو هذا السبب الملح .
يا لبؤس حياتها ، وطئت ارض المارتينيك تمور حيوية وغبطة ، وتخال أنها تعيش اسعد لحظات حياتها ، وها هي تجلس في هذا المركب حزينة ، مشوشة الأفكار ، تلمح جزيرة سانت فيكتوار فلا تترك في نفسها إلا إنطباعا مغلفا بالسرار والحيرة .
همّت بالترجل من المركب ، محاولة تعزية نفسها ، وتعليلها بمفاجأة سارة جديدة ، قررت ان تشاؤمها لا يليق بها ، وربما كان إحساسا خاطئا لا صحة له ، فتنتظر حتى تنجلي الأمور أكثر .
كانت تنتظرها على رصيف الميناء سيارة فخمة ، يجلس وراء مقودها رجل أسود يرتدي بزة رسمية ، ولاحظت تبدل طبيعة السيدة براندون ، وظهور دماثة لطيفة في تصرفها إزاءها ، وهما تتوجهان نحو السيارة ، ورأت السائق يرفع قبعته ويتوجه صوبهما بإبتسامة عريضة :
" الحمد لله على السلامة يا سيدة ، ويا آنسة ".
أعطته السيدة براندون عصاها ، وصعدت الى المقعد الخلفي قائلة :
" شكرا يا لويس ، باركك الله".
ولاحظت كريستينا السائق يلف بطانية حريرية حول ساقي السيدة براندون رغم رطوبة الجو الحار.
وجلست كريستينا في المقعد الأمامي كما اشارت عليها ربة عملها ، واقلعت السيارة ، وهي تشعر بالحر الخانق ، لكنها لم تفه ببنت شفة ، تمنّي نفسها بحمام ماء بارد وبعض المرطبات فور وصولها.
لم تجد ما يلفت النظر في منطقة الميناء سوى مجموعة من المباني الواطئة المسقوفة بالواح من الحديد المضلع ، وبعلو معظمها الصدأ والغبار ، وكانت الشوارع المتفرعة من الميناء ضيقة ومزدحمة بالدراجات ، ولاحظت كريستينا ان الأرصفة تتكدس فوقها أكشاك الفاكهة والخضار ، وتغص كل بقعة بالأولاد والصغار وشتى الحيوانات ، وأبدت إعجابها بمهارة لويس وهو يشق طريقه عبر هذا ازحام.
وما هي إلا لحظات حتى وصلوا الى طريق عريض ، مستقيم ، لا يعكر صفوهدوئه شيء ، فتنفست الصعداء ، ثم تبيّن لها أن هذا الطريق ليس اكثر كم درب ترابي تتخلّله الحفر ، فتهتز السيارة يمينا وشمالا ، رغم مهارة لويس في القيادة .
وبعد ان قطعوا بضعة أميال صعدت بهم السيارة الى طريق مرتفع ، وتراءى البحر لكريستينا في البعيد ، بلونه الأزرق العميق ، يكاد يعانق الأفق بعفوية اخاذة ، نظر اليها لويس مؤكدا :
" سوف تشاهدين مناظر أكثر جاذبية ".
ومضت بهم السيارة في طريق تتوسط حقولا زراعية ، يعمل فيها عدد من الأشخاص ، ورأتهم كريستينا يلوحون بايديهم ، وتصورت ، بدون ان تلتفت وراءها ، السيدة براندون تهز براسها لرد التحية ، وفطنت انهم الآن على أطراف المزرعة التي ذكّرتها لها ربة العمل .
كانت حقولا شاسعة ، تمتد الى مسافات بعيدة ، ترصعها مجموعات من المساكن لإيواء عائلات العمال ، كما إفترضت ، كأنها عالم صغير وسط عالم آخر ، وإرتابت كريستينا من ضخامة هذه المزرعة ، لم تعرف في حياتها سوى الريف الإنكليزي وجماله الوديع ، وها هي تصطدم بالحر اللاذع ، والتربة الظامئة ، والأشجار والنباتات الغريبة الشكل والبراعم ، احست انها في برية موحشة لم تروضها الحضارة بعد.

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
قديم 13-02-12, 08:54 PM   المشاركة رقم: 8
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

تناولت منديلا من محفظتها ومسحت تصبب عرق جبهتها ووجهها ، وكانت السيارة الآن تجري بمحاذاة الشاطىء ورماله الفضية، وأمواجه المتهادية بنعومة ، يلامسها نسيم البحر العليل ، ولكن الحر داخل السيارة كان يخنقها ، وهي لا تجرؤ على فتح النافذة خوفا من السيدة براندون التي تعشق الحر ، مهما كانت درجته ، لا بد أنهم إقتربوا من نهاية الطريق ، علّلت كريستينا نفسها..
إسترخت في مقعدها ، مغمضة عينيها ، ومحاولة تجاهل محنتها ، وإرتجاج السيارة فوق الطريق الوعر ، وما أن همّت بالطلب من لويس للتوقف ، حتى وجدته يخفف سرعته ، وينعطف فوق طريق بدا لها ناعما كالحرير بعد أهوال الميال السابقة ، فتحت عينيها قليلا ، وإكتشفت انهم يمرون تحت قوس من الأشجار الخضراء المنعشة .
وهتف لويس وكانه أحس بضيقها :
" سنصل بعد لحظة قصيرة ".
وإنعطفت السيارة فوق طريق منحدر ، وها هو المنزل يتراءى امامهم ، تظله الشجار الوارفة ، كان مطليا باللون الأبيض ، ويتكون من طبقتين كبيرتين تحيط به مصطبة عريضة ، وترتفع فوقها شرفة يزينها درابزين حديدي امام الغرف العليا ، توقفت السيارة أمام درجات المصطبة ، ولمحت كريستينا إمرأة طويلة القامة تنتظر عبد الباب الأمامي للترحيب بهم ، ويدل فستانها الأسود ومئزرها الناصع انها مدبرة المنزل ، تنفست كريستينا بعمق وهي تحس بتوترها يتلاشى تدريجيا ، نظرت الى مدبرة المنزل وإبتسمت بحياء ، لكنها لم تجد أي تجاوب.
وتوكأت السيدة براندون على عصاها ،ومشت بتمهل وهي تهتف :
" سيدة كريستوف ، هل كل شيء على ما يرام ؟".
ردت مدبرة المنزل بصوت خفيض:
" كل شيء على ما يرام ، لا توجد أي مشكلة ".
وقفت السيدة براندون فوق المصطبة لأستعادة نفسها ، ثم اومات نحو كريستينا التي كانت تسير وراء لويس وهو يحمل الحقائب:
" اقدم اليك الانسة بينيت ، سيدة كريستوف ، هل تلقيت برقيتي؟".
قالت السيدة كريستوف وهي تتفحص زائرتها الجديدة :
" اعددت لها غرفة ، أهلا بك في آرك إينجل يا آنسة ".
وتوجهوا جميعا الى الداخل ، كانت القاعة الأولى فسيحة مربعة الشكل مبلطة بألوان زرقاء وخضراء ، وبدا لكريستينا أن جميع الغرف الرئيسية تفتح أبوابها على هذه القاعة، وتبين لها ان الطبقة العليا تأخذ شكل صالة عرض واسعة ، وإنتصب عند اقدام السلم اللولبي تمثال رخامي لشاب في ريعان الصبا يعتمر درعا معدنيا ، ويمسك برمح طويل يهم ان يطعن به حيوانا مجنحا يرتمي عند قدميه ، وكان الشاب إياه يمد جناحين رائعين مخضبين بالذهب.
تقدمت منها السيدة براندون شارحة :
" هذا هو ملاكنا الحارس يا آنسة ، والذي تحمل المزرعة إسمه ، آرك إينجل او الملاك الحارس".
أجابت كريستينا ببرودة:
" ألم اقل ل كان وراء إسم المزرعة قصة طريفة؟ إنها تعود الى القرن السابع عشر عندما بنت أول عائلة هنا وشرعت بزراعة السكر ، كانوا يستخدمون العمال العبيد في تلك الأيام ، كما تعرفين ، وجلبت مجموعة من العبيد أحد الأمراض ، وإنتشر المرض في كل الجزيرة ، كإنتشار النار في الهشيم، كان مرضا كالطاعون ، وأخذ الناس يموتون كالذباب ،وهكذا تضرع سكان الجزيرة، وهم في مرحلة اليأس ، الى هذا الرمز – الأنجل ".
وسألتها كريستينا :
" وهل نفعت صلواتهم ؟".
أجابت السيدة براندون بإنزعاج :
" زال الطاعون بعد مرور أسبوعين ، وظن الأهالي أنها كانت أعجوبة ، ومنذ ذلك الحين ونحن ندعو المزرعة آرك إينجل ، إن التمثال قديم جدا وجلبته العائلة معها من فرنسا كعربون وفاء ، ( وفجاة تبدل صوتها ) إصعدي الى الطابق الأعلى ، وستدلك السيدة كريستوف على غرفتك ".
شكّت كريستينا في كل كلمة سمعتها ، إنها قصة خرافية ، خاطبت نفسها ، ثم مشت وراء قامة مدبرة المنزل المنتصبة عبر البهو ، وممر تعلوه قنطرة ، وإكتشفت ان الممر يؤدي الى جناح خلفي ، وتوقفت السيدة كريستوف قبل نهاية الرواق أمام باب مزدوج من الخشب ،وفتحته .
أخذت كريستينا تجول بنظرها في الغرفة وهي لا تكاد تصدق عينيها ، كان السقف مطليا بلون عسلي مشع ، وكذلك الحيطان ، أما السجادة والستائر الحريرية فكانت ضاربة الى الصفرة ، وأدركت لتوها ان هذه الزخرفة الفخمة فوق مستوى موظفة قد لا تمكث مدة طويلة ، لاحظت السيدة كريستوف دهشتها ، فقالت :
" ألا تعجبك الغرفة يا آنسة؟".
أجابت ببرود :
" على العكس تماما ، إنها أجمل غرفة رايتها في حياتي ، ولكن هل تنوي السيدة براندون تخصيصها لي؟".
نظرت اليها السيدة كريستوف وكأنها توبخها :
" إنها تترك هذه التفاصيل لي، ولكن اؤكد لك أنها ستوافق على إختياري ، لقد جلب لويس حقائبك ، سأطلب من يولاي لتساعدك على فتحها ( ثم حدّجتها هنيهة قبل ان تغادر مرددة ) لكن الظروف تتغير ، اليس كذلك ؟ ربما كان
من الأفضل لك الإستعداد لأي طارىء يا آنسة".
أوصدت الباب بهدوء ، تاركة كريستينا في سيطرة تامة على ممتلكاتها الصغيرة ، وكان أول ما فعلته الإستحمام ، وترتيب ثيابها في خزانة الحائط العريضة .
ثم بدلت ملابسها ، وخرجت الى الشرفة حافية القدمين ، ولمحت عن يسارها سلما حديديا يؤدي الى الحديقة ، وبركة سباحة طويلة مستطيلة الشكل، وإمتدت في كل النواحي مروج خضراء تختلط بعد مسافة شاسعة بشجيرات مزهرة ونباتات برية كثيفة الأوراق ، وبعد ذلك يبدو البحر منبسطا ، جميل المنظر.

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
قديم 13-02-12, 08:55 PM   المشاركة رقم: 9
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

لم تمر دقائق معدودة حتى سمعت رنين الهاتف في غرفتها ، فاسرعت ترفع السماعة قائلة :
" الو ، كريستينا بينيت ".
سمعت زفيرا وأصواتا خافتة ، ولكن لم يجبها أحد ، صاحت بحدة:
" نعم ؟ من هناك من فضلك؟".
سمعت ضحكة مكبوتة وكأن صوتها المذعور أدى الى النتيجة المرجوة ، إزداد توترها:
" هل تكف عن هذا المزاح وتخبرني ما تريد ! ".
ثم سمعت نقرا خفيفا على الباب ، إستدارت مرتاعة ، فرات الباب ينفتح ببطء ، دخلت فتاة تناهزها في العمر ، بدت بالغة الجمال بشعرها الداكن وعينيها السوداوين ،وبشرتها الضاربة الى السمرة ، كبشرة السيدة كريستوف ، لا بل أن كريستينا خالتها صورة مصغرة للسيدة كريستوف عندما كانت في مثل سنها.
إبتمست الفتاة إبتسامة بريئة ، عفوية كاشفة عن اسنانها البيضاء السوية :
" تفضلي بالنزول الى المكتبة لأحتساء الشاي ، أو ربما تفضلين أن أجلب صينية الى هنا؟".
قالت كريستينا بعجلة :
" كلا سانزل بنفسي ، لا بد أنك يولالي؟".
برقت عيناها متسائلة ، وهي ترى سماعة الهاتف في يد كريستينا :
" نعم أنا يولالي ، ولكن هل تحبين شيئا آخر؟".
أحست كريستينا بحرج شديد:
" لا ، ولكن رن جرس الهاتف ولم يجبني أحد ".
إستأذنها يولالي لتدعها تتحرى الأمر بنفسها ، وضعت أذنها على السماعة لحظة ، ثم إستدارت صوب كريستينا :
" لا يوجد أحد الآن يا آنسة، هذا هاتف المنزل الرئيسي ، ومن السهل ضرب رقم مغلوط ".
لم تقتنع كريستينا :
" ولكن لم يقولوا ذلك ، لم يكن هناك أي صوت ، إنه تصرف بغيض".
قالت يولالي ببرودة:
" ربما اخطات الظن ، لا يوجد احد في هذا المنزل يتصرف هكذا ".
ومشت نحو الباب ، متوقعة من كريستينا السير وراءها ، ولم يخب ظنها ، لحقت بيولالي عبر الممر ، متجهة الى السلم الرئيسي ، وهي تبحث عبثا عن موضوع ما لتحدث اليها ، كان وضعها في المنزل غامضا ، إنها الآن مجرد ضيفة ، ولكنها أتت الى هنا لتعمل ، هل أساء تصرفها الى احد ؟ فكرت كريستينا ، لم تتعرف إلا على لويس والسيدة كريستوف ، ويولالي ، لا يمكنها تصور احد من هؤلاء يعمد الى ممارسة الآعيب بغيضة ضدها في يومها الأول.
بلغتا أسفل السلم ، وحدّقت كريستينا في التمثال مرة أخرى ، وفوجئت بإكتشاف شكل جديد للحيوان المستلقي عند قدميه، لم يكن تنينا كما خالته سابقا ، بل يشبه شكلا بشريا ، وقررت انه قبيح المظهر ، يثير الإشمئزاز.
عبرت يولالي القاعة ، تنتظر بفارغ الصبر امام الباب في الجهة المقابلة ، وضعت كريستينا يديها في جيبي تنورتها ، وقالت مستفسرة :
" قولي لي من هو هذا السيد الذي تدوسه القدام ؟".
وقبل ان تفوه يولالي بكلمة ، إرتفع صوت آخر مالوف ، هز كيانها هزا :
" إنه إبليس يا عزيزتي ، إبليس نفسه ".
رات صاحب الصوت يقف عند المدخل المامي ، وعرفته رغم ملابسه الجديدة ، أن عينيه لا تزالان تتماوجان بذلك اللون الفضي الذي لفت نظرها ،وهو يقف هناك في ذلك الزقاق الضيق بعد تعرضها للهجوم ، قال بلطف :
" هل كنت تتوقعين ان يكون كائنا آخر؟".

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
قديم 13-02-12, 08:57 PM   المشاركة رقم: 10
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

3-الحذر من إبليس

تسمرت كريستينا في مكانها ، تتأجج إرتيابا وحيرة ، وتبحث عن عبارات تنطق بها ، ظلت معقودة اللسان ، لم تكن تتوقع ان تراه ثانية ، لا بل تمنت ألا ترى وجهه في حياتها ، خاصة بعد تلك الحادثة المؤسفة ، واسلوبه في معاملتها ، ألم يؤنبها بعد أن اقفر الشارع من المارة ، وأعتبرها مجرد طفلة صغيرة ضالة ؟ الم يعتبرها سيئة النوايا لا هم لها سوى إستغلال إمرأة طاعنة في السن ؟ الم تشكره على مساعدته ، ومضى كل منهما في سبيله ، فماذا يريد الآن ؟
هتف هازئا :
" ما هذا الصمت ايتها السكرتيرة البارعة ؟ آمل أنك لم تتعرضي لمزيد من المصائب منذ لقائنا الخير ".
شمخت كريستينا بأنفها ، يدل مظهره ، وطريقة مظهره ، وطريقة دخوله المنزل أنه احد الزوار الدائمين ، وعرفت أن من الأفضل لها إخفاء عدائها له ، ولكن كلماته تجرح مشاعرها ، وتغيظها الى ابعد حد.
قالت بتافف :
" شكرا ، كل شيء على ما يرام".
ؤفع حاجبيه :
" هل أنت في طريقك الى المكتبة لتناول الشاي ؟".
كادت تنكر كل شيء ، وتنسحب الى غرفتها ، ولكنها قاومت نزوتها العابرة ، وهي ترى يولالي منتصبة قرب باب المكتبة تصغي الى تبادلهما العبارات المثيرة بدهشة ، لا ، لن تتصرف بحماقة ، خاطبت نفسها ، ومشت بخطى وثيدة صوب المكتبة .
كانت غرفة المكتبة جميلة للغاية ، مربعة الشكل ، واطئة السقف ،مفروشة بسجادة عجمية ، وتمتد رفوف الكتب فوق ثلاثة من جدرانها ، وتزين الجدار الرابع نوافذ فرنسية مشرعة لإستقبال النسيم العليل ، ولمحت مقاعد جلدية امام النوافذ ، مع طاولة صغيرة في الوسط ، ووضعت هناك صينية ، يتوسطها أبريق شاي فضي ، والى جانبه فنجانان فاخران ، وادركت كريستينا لتوها أن الشاي معد لشخصين فقط.
التفتت وراءها ، وهالها ان تراه يهم بإغلاق باب المكتبة ، نظر اليها مبتسما وكانه يقرأ افكارها.
ثم قال ساخرا :
" أفضل الشاي مع بعض الحليب ولكن بدون سكر من فضلك ".
إحمرت وجنتاها ، واسرعت تظهر إنهماكها بإبريق الشاي ، بدا قديما وثقيلا ، وأحست بإرتعاش يدها حيث إندلق بعض الشاي فوق الصحن والصينية ، عضت شفتها اسفا ، وأخذ رفيقها المتطفل يهز رأسه تشفيا :
" ما هذا أيتها السكرتيرة البارعة ؟ عليك ان تتلقي يعض الدروس قبل ان تصبي الشاي لعمتي ، انها لا تتساهل ابدا حول مسائل كهذه ، وتبدي رايها بصراحة ، الم تلاحظي ذلك ؟ ".
ارخت كريستينا ابريق الشاي بإضطراب ، تنبهت الى كلمة واحدة نطق بها :
" تقول عمتي ! هل أنت .... هي...".
قال بهدوء :
" هذه هي الحقيقة المرة ، اعتقد أن الأوان حان لتقديم نفسي ، أنا ديفلين براندون ، إبن اخت ربة عملك ".
ردت كريستينا بعد لحظة مليئة بالدهشة :
" هكذا إذن ! ".
أخرج ديفلين براندون علبة سكائر من جيب قميصه ، واشعل واحدة منها ، وعلق ببرودة :
" أعرف ان وجودي مفاجأة غير سارة ، هل يهدأ بالك لو قلت لك ان ردة الفعل كانت متبادلة ؟".
أجابت بإمتعاض :
" وكيف ذلك؟".
إبتسم بخبث :
" لأنك لم تشبعي فضولي حول حاجة عمتي الى خدمات سكرتيرة مثلك! ".
تمالكت كريستينا أعصابها ، وصبت الشاي في الفنجان ، وحملته اليه رابطة الجأش :
" الا تعتقد ان سؤالا كهذا يوجه الى عمتك ؟ وكف عن مناداتي بهذا اللقلب ! ".
أشار بأسلوبه اللاذع :
" لا يمكنني ان أناديك بغير ذلك ! لن يكون ذلك لائقا ".
قالت وهي تشعر بالإعتزاز :
لم أتصور أن اللياقة تهمك كثيرا يا سيد براندون ".
ظل محافظا على هدوئه ، مسترخيا في المقعد الجلدي ، وإبتسامة ساخرة تعل ووجهه :
" ان للهرة الصغيرة مخالب إذن ، أنصحك بعدم إظهارها ، لا يتسع هذا المكان لأكثر من لبوة واحدة ، وكما ستلمسين ذلك بنفسك ، وإنني انتظر".
" ماذا تنتظر ؟".
" أنتظر لأسمع إسمك وماذا تفعلين هنا ".
منتديات ليلاس
ترددت كريستينا ، كان قلبها يحثها لفهامه أن هذه الأمور لا تعنيه لا من قريب ولا من بعيد ، ولكن ربما كانت مخطئة ؟ أنه من عائلة براندون ، ولا تعرف ما هو مركزه في العائلة بعد.
واخيرا قالت بجفاف :
" إسمي كريستينا بينيت ، وإستخدمتني السيدة براندون لأكون سكرتيرة ومرافقة ".
اجاب بعذوبة :
" هل هذا صحيح؟".
حدجته بنظراتها :
" يبدو... يبدو أنك لا تصدقني ، هل يوجد أي مبرر آخر لوجودي هنا؟".
اطفا السيكارة في المنفضة :
" هذا ما تبادر الى ذهني ، وحتى الان لم أحصل على اجوبة مقنعة ".
أعادت كريستينا فنجانها الى الصينية ، فصلصل قليلا ، وقالت بحدة :
" إنك تثير السخرية !".
لوى فمه :
" ماذا ؟ إسمعي يا آنسة بينيت ، إلتقيت بعمتي ، ويمكنك ان تحكمي بنفسك ما إذا كانت تحتاج الى مرافقة".
طوت كريستينا أصابعها تبدي إستياءها :
" اعتقد ان ذلك يتوقف على ما تتوقعه من خدمات ".
ومطّ بشفتيه يسالها :
" وما هي الخدمات التي يمكنك تقديمها؟".
إضطربت قليلا :
" لم نناقش هذا الموضوع بالتفصيل...".
صاح بإزدراء :
" هذا هو الصدق بعينه ، قولي لي يا ىنسة هل سبق لك أن قمت بعمل مشابه؟".
قالت تتحداه:
" نعم كنت اعمل مع... مع عمتي ولعدة سنوات في هذا المجال ".
أجابها بفتور :
" وتعتقدين ان ذلك يؤهلك للعمل مع عمتي ، أنك إما بالغة السذاجة أو خارقة الذكاء يا آنسة ، ولا ادري ايهما".

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
الملاك الحارس, devil at archangel, دار الكتاب العربي, روايات, روايات مترجمة, روايات مكتوبة, روايات عبير, روايات عبير المكتوبة, روايات عبير القديمة, روايات عبير رومانسية, سارة كريفن, sara craven, عبير, قيد الوفاء
facebook




جديد مواضيع قسم روايات عبير المكتوبة
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 02:11 PM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية