كاتب الموضوع :
اماريج
المنتدى :
روايات احلام المكتوبة
لكنها تقوم بالعمل الصحيح. اليس كذلك؟ فهي تضع اكبر مسافة ممكنة بينها وبين اليخاندرو، لان هذا هو المطلوب منها. ليس هناك من مستقبل لهما معا. ليس هناك اي شيء لهما معا. الذهاب معهما في اسبانيا، والاستمرار في رؤية اليخاندرو، والاستمرار في القيام بدور عمة ميشيل، لن تساعد اي منهما.
اصبح ميشيل مرتاحا جدا مع والده الان، ولم يتحدث عن اي امر اخر طوال الايام الاربعة الماضية. كما انهما يتحدثان معا بسهولة وسعادة الان. هذا ما راته بروني ما ان رمشت بعينيها لتبعد الدموع، وتنظر اليهما عن بعد.
منتديات ليلاس
يبدو بوضوح انها الوحيدة التي تشعر بعدم الارتياح بتواجدها قرب اليخاندرو، لانها تحبه لدرجة انها تشعر بالالم من جراء ذلك، وهي لا تستطيع النظر اليه من دون ان تشعر بالخوف من ان يشع ذلك الحب من عينيها.
بروني لا ترغب في الابتعاد عن ميشيل! علم اليخاندرو ذلك، وهو يساعد ابنه في جمع اصداف البحر. انها ترغب في الابتعاد عنه، وهي لا تستطيع ان تتحمل البقاء في اي مكان قربه. الم يتراجع هو نفسه بالطريقة ذاتها منذ اربعة ايام؟ قرار اتخذه، وبدا الان يندم بعمق عليه. اعترف بذلك، وهو يشعر برغبة جامحة بالاحتفاظ ببروني بجانبه. يريدها ان تكون موجودة لاجله ليتحدث اليها، ليعود الى المنزل لاجلها، ليعانقها ويبادلها الغرام.ليلاس
بعد اربعة ايام لم يتمكن خلالها من ابعادها عن تفكيره، ادرك انه يريد الاحتفاظ ببروني له وحده. لكن بروني اظهرت بوضوح كلي انها لا تريد البقاء معه، وانها فعلا تريد الابتعاد عنه غدا، ومن دون اي نية بالعودة ثانية.
كيف يمكن له ان يسمح بحدوث ذلك؟ هل لديه اي خيار اخر؟
***
_هل اتصلت بوالديك؟
نظرت بروني عبر الشرفة الى اليخاندرو، وانحبست انفاسها في حلقها، بسبب جاذبيته ووسامته الطاغية، وهو يرتدي بذلة سوداء رسمية وقميصا بيضاء كالثلج. ما زال شعره رطبا من الاستحمام قبل العشاء.
منتديات ليلاس
عشاء كانت تفضل الا تنضم اليه، لكنها تعلم انه سينعتها بالجبن من جديد، ان حاولت ان تعتذر وتجد سببا لعدم الحضور. قالت وهي تسير عبر الشرفة لتصل اليه:
_اجل!
بدت هادئة وانيقة، وهي ترتدي ثوبا قشدي اللون، يصل الى ركبتيها، ويظهر سمرة بشرتها، التي اكتسبتها خلال الايام المنصرمة.
سكب لها اليخاندرو شرابا باردا، قبل ان يرفع نظره اليها ويسالها:
_هل شعرا بالسعادة لعلمهما بعودتك غير المتوقعة؟
اجابت بصدق، وهي تجلس:
_ لم اخبرهما بذلك .ليلاس
قد يحتاج الامر الى شهور وربما لسنوات، حتى يتقبل والدها موت طوم وجوانا، لكنهما بدوا افضل بكثير عندما تحدثت اليهم في وقت سابق عبر الهاتف. اكد لها والدها ان امها انهت علاجها الان، وانها تفكر بالعودة الى عملها في المكتب، حيث عملت سكرتيرة في السنوات العشر الاخيرة.
بدا الحديث معهما مطمئنا وايجابيا جدا، لا سيما بعد ان اكدت لهما ان علاقة ميشيل بوالده تطورت فعلا، وهكذا لم تحاول ببساطة ان تخبرهما انها سترجع الى بلادها في الغد.منتديات ليلاس
في الواقع، لم تكن قادرة على التعهد لنفسها انها ستغادر بالفعل عندما يحين الوقت لتفعل... وان تترك اليخاندرو.
ضاقت نظرة اليخاندرو وهو يحدق بها بقوة. انها تبدو هادئة وبعيدة في ثوبها الانيق. شعرها مرفوع الى الاعلى، وهذا ما يزيد اناقتها وتحفظها. انها لا تشبه ابدا المراة المتحررة الدافئة التي تركها فجاة منذ اربع ليال.منتديات ليلاس
رفع كتفيه، وهو يسالها:
_ هل تعنين بذلك انك بدلت رايك؟
|