السلام عليكم و رحمة الله و بركاته ...
البداية .. بهذر شوي .. و اللي ماله خلق يطوف المقدمة الظويلة ويخش دقري على الجزء ..
*
*
أشتقت لكم و الله الشاهد أن النت مارد إلا اليوم و ما قدرت أنزل لكم الجزء في وقته اللي وعدتكم فيه و ها الشي ذكرته بتويتر بنفس اللحظة اللي أكتشفت أن النت أنقطع .. و لكل اللي قرروا يشجعوني و لو من خلف الكواليس أنا لكم شاكره و أدري أن صعب أحيانا القارئ يلقى تعليق ينصف استيعابه و مدى استمتاعه عشان جذيه الأغلبية تتابع بصمت .. و لكل اللي يتابعون و يشجعون و يشاركون أنتم دايما لي حافز على الكتابة.. شكرا ..
ثانيا ... تكفون لحد يوترني و يسألني متى تخلص الرواية ها الشي جدا يزعجني لانه يحسسني أني ممله و يمكن أكون ممله بس ماله داعي أحد يرددها علي لاني أتسلى باالكتابة و للحين ما مليت و لله الحمد .. وبعدين تعالو تراني للحين في الجزء السابع و العشرون ما يمديكم مليتوا لو حتى قربت على السنه ^_^ ..
ملاحظة صغيرة .. " وشايات المؤرقين " أنزلها شخصيا في ******* و في منتدى ثاني بس لان المنتدى الثاني ( اللي أحبه واااااجد و واااايد ) يسجلني و يرد السيستم يطردني فا أنا حاليا أعتذر أن الأجزاء القادمة راح فقط تكون **** لين ينحل الخلل اللي أخذ الكثير من وقتي أو أن أحد يتبرع و ينزله بدالي بعد ما يعطيني خبر .. و جدا جدا آسفة و الله غصبا عني ...
و خلصت هذرتي و أتمنى تستمتعون با الجزء و منكم السموحة .. **
*
الجزء السابع و العشرون :
*
*
*
الحب لا يكفي لنمضي معا ..
*
*
*
سلمته علي الصغير الذي تعلق في رقبتي متقوقعا في عالمه الذي أمثل فيه جذع لشجرة تعود على تسلقها , لينظر لي ساري من دون أن ينطق بكلمة تاركا نظراته العاتبة لتؤنباني ..
و على ماذا يستند في تأنيبه .. و أي حق يملك ..
هل يؤنبني على كسر القيد و التحرر من عاطفة كبلني بها ؟ ..
أم يؤنبني على استهواء الأنانية و المضي قدما من دونه ؟!!
و أي كان سببه .. لا يهم .. فا ها أنا أتقدم بعد أن توقفت في نفس المحطة لأعوام أنتظر ما لم يوجد على جدول الرحلات ..
و هكذا تركته و انسحبت من حياة علي الصغير من دون ندم , غير مبالية ولا مودعة لأي من ساكني ذاك البيت الذي ضاق بي , لأنزل الستارة و أختم المسرحية .. ليغادر الكل إلى الأبد ..
و إلى الأبد أكون بذلك عدت ! ..
عدت لكنف أخوتي و عادت لي روحي , لتتغير أبسط خطواتي و ينقلب روتيني ليصبح بعفويته مخطط سعادة , أستيقظ مبتسمة و أسبق الشمس لأوقظ الكل , لأحلق في أرجاء المنزل لأتأكد أن كل شيء بمكانه و أني ما زلت هنا !
*
*
*
كانت حقيبة أبني هي آخر الأمتعة التي ازدحمت بها الحافلة المستأجرة , كنت لآخر لحظة أتمنى أن تتمسك وضوح بعلي و أن ترفض تسليمي حقيبته حتى أترك علي بأحضانها على أمل أن تحن لأحضاني أنا و تعود و لو بعد عام من البعاد , لكن قطعت بتخليها عن علي آخر ما تبقى من خيط الرجاء الذي مددته بيني و بينها ..
و هكذا غادرنا المنزل الذي لم نعرف غيره و كل منا غارق بحزنه الخاص , أبي هو الوحيد الذي نأى بحزنه و هرب قبل الكل نحو المنزل الصغير الذي استأجرنا , و أنا كلي يقين أنه الأكثر حزنا و انكسارا و الخاسر الأكبر بيننا , هو الرجل المغامر الذي كان يحلم با الغنى ليجد نفسه على مشارف الكهولة مفلس من دون بيت يركن له في كِبَره ..
*
*
*
رفضت أن اسمع كل الوعود التي رددها والدي و أنا أسلمه مرغمة مفاتيح سيارتي ليبيعها و يبحث لنا عن مأوى نداري به خيبتنا ..
جردنا والدي من كل ذكرياتنا و أمانينا و كل أحلامنا التي كنا نصبو لها , با عنجهيته و استفراده في البت با القرارات المصيرية و مغامراته الغير محسوبة فقدنا أبسط ما تحتاجه العائلة و هو المنزل الذي يجمعهم , نعم فقدناه لشملان منذ أعوام لكن كان هناك أمل خفي تضمه قلوبنا أن صكه سيعود باسمنا مُلّاكا له , لكن ماتت الأماني بنفس الوقت الذي ولدت فيه عند غيرنا ! ..
فا لبيت الجيران عادت الحياة .. عاد علي و ليستيقظ الأموات !! ... عادت الحياة لشملان و وضوح و من قبلهم أصيل .. و حتى خالي أصبحت الحياة تنبض في عينيه و كأنه عكس عقارب الساعة ليولد من جديد , ليطلق عمتي و يتركها بعهدتنا حمل ثقيل لا مفر لنا من حمله .. لنرحل قبل أن يصرح جيراننا بأمر الرحيل , فا يكفي رحيل وضوح كا إشارة بوجوب سرعة المغادرة , و ها نحن نمتثل للأمر الواقع و نجر الخطى مغادرين ..
حقيقة .. لم أدرك مدى تعلقي با منزلنا إلا عندما رأيته خاويا من مقاعدنا الوثيرة و مدفئتنا التي نحلق حولها في ليالي الشتاء القارصة , و جدرانه التي تركنا أنا و هند بصماتنا عليها آلمتني با صداها المودع لنا , و حتى بيت الدرج مكاني المفضل الذي خبأت به دفاتر ذكرياتي و ألعابي المشتركة مع هند أصبح موحش و لم يعد يضم إلى ثريا متهالكة رفض ساري أن نحملها معنا ..
غادرنا منزلنا لتتصاعد العبرات لمجرى الدمع و تفضح حزني الذي خيم في قلبي و أنا أردد كلمات الوداع كأني أفارق عزيز أبت الحياة إلا أن أفارقه ! ..
*
*
*
ساري الذي ينزل أمتعة عائلته يوجه حديثه لوالدته : الله يخليج لي يا يمه تكفين لا تزيدين همي هم ..
أم ساري بتعجب و هي تنزل صندوق يضم أكوابها الثمينة : و ش سويت يا غناتي ..
ساري يتناول كف أمه ليقبلها : استريحي تكفين .. و لا تكابرين أنا أدري أنج موجوعة ..
أم ساري تمسح على رأس أبنها الوحيد : وش يوجعني و أنت معاي و كل اللي أحبهم حولي .. يا أبو علي يا غناتي البيت مو جدار و سقف البيت عائلة و أنتم بيتي ..
ساري يبتسم بألم : و أنا يا يمه بيتي ناقصه عامود ..
أم ساري بتعاطف : الله يعوضك يا غناتي ..
ساري كأنه يخاطب نفسه ليهمس : مابي فيها عوض.. وضوح تسوى عندي ها الدنيا كلها ..
أم ساري بأسى : اللي جبر قلب عمتك يجبر قلبك ..
ساري بحزن : أن صرت مثل عمتي يا عزتي لي ..
*
*
*
عتمة كل ما أرى مدجج با الظلمة ..
عيناي تؤلماني و جفناي من الجفاف تأبيان أن تطبقا , و هذا الحزن الذي رافقني لعشرون عاما قرر اليوم أن يعزف النزف الأخير ..
غادرنا المنزل الذي ولدت به و ترعرت فيه و نبض قلبي با الحب لأول مره تحت سقفه , ذاك المنزل الذي كنت فيه ابنة و أخت و من ثم زوجة و أم و عمة محبوبة , و السبب أنا من دون أن يوجه أحد أصبعه نحوي متهما , لا .. أخي أبو ساري ليس السبب الحقيقي , بل جريمتي البشعة التي دفع الكل ثمنها كانت المسبب الحقيقي لخروجنا من منزلنا ..
و ليس المنزل أول ثمن أدفعه لجريمتي , بل آخر خسارتي في سلسلة بدأت بخسارتي لمن خسرت قلبي له ليعلقني بحبل الأماني أعواما طالت , كانت كوابيسها طلاقي و أجمل أحلامها لحظة التلاقي , لتنتهي قصتنا بطلاق و فراق أبدي أدمى قلبي الذي أشعر بنبضاته سكاكين تجبرني على مواصلة الإحساس ليمتد الألم و تتبعه ديمة أبنتي الوحيدة في الرحيل إلى الأبد ..
فا ديمة التائهة لم تجد فيني ما يغري , لم أكن أما تحارب الأشباح التي سكنت خيالاتها طفلة , و لا أما ذو خبرة تطمئنها أن أعوام المراهقة قصيرة و منها يوما ما سوف تضحك , و لم أكن أما حكيمة تعود لها مستشيرة بقرارات مصيرية تتعلق با مستقبلها الذي نحوه تنطلق ..
كنت دوما لها خيبة و علامة استفهام عملاقة حيث الأجوبة بعدها مرعبة ..
و ها هي جريمتي تطول بظلها حياة أبناء أخي و ترهقهم بمستقبل مزعزع ... لأجد نفسي مكبلة أبحث عن ما يخفف من حملهم و يزيدها علي ....
*
*
*
أنفال بتعب : يا عمتي ريحي نفسج ما أنتي عارفه له ..
العمة أم ديمة تحتضن علي الصغير و تبتسم : خليه معاي بتعود عليه و يتعود علي و أنتِ قومي ريحي عشان مشوارج باجر مع ديمة ..
أنفال بنبرة شك : انتِ عارفه ديمة و ين تبي تاخذني باجر ؟
العمة بهدوء: عارفة .. تبي تروح معاج لأم عذبي عشان توظفج ..
أنفال و علامات التعجب تطغى على ملامحها : و أنتِ يا عمتي شايفه الموضوع عادي ؟! ..
العمة تمد كفها لتمسك بكف أنفال لتحثها على الجلوس بجانبها :
الدنيا تقدم لنا الفرصة لمرة وحدة و أن ضيعناها ممكن نخسر عمر قربي يا أنفال و اسمعي قصة خسارتي اللي بدت من اللحظة اللي فيها تزوجت خالج ..
*
*
*
.......... قبل أعوام في الشهور الأولى من حمل أم ديمة ..........
*
*
*
أم عذبي المخدوعة بغضب لم يخفي ألمها : شلون هنت عليج و أنا اللي عديتج أختي الصغيرة .. من وراي أتفقتي معاهم و تزوجتي أبو عيالي بسر!!
أم ديمة التي لم تتعد الثامنة عشر حينها : أخت ! .. قصدج مثل بنتج يا العجوز .. و أي نعم دللتيني و كل شي أبيه لي جيبتيه . .ليش ؟ .. لأنج عارفه أني خطر عليج من شاف فيني ولد عمي الأنثى اللي ما شافها فيج .. و قلتي في نفسج أملي عينها لين ما عاد تقدر تحطها في عيني و أضمن ولائها غصب ..
أم عذبي تغلق عينيها و تتنفس بعمق لتفتحها و تبدأ من جديد : شلون بتعيشين ؟ .. شلون بتربين ها الطفل اللي بعد كم شهر بيولد في الفقر .. و إلا نسيتي أني أنا اللي شايله ها لبيت ..
أم ديمة بسذاجة : زوجي حبيبي هو سندي و ذخري ...
أم عذبي باستهزاء تحمله نبرتها الغاضبة : أبو عذبي حتى ثوبه اللي عليه ما يملكه عشان يقدر يوفر لج بيت يلمج أنتِ و أهلج ..
أم ديمة تطلق ضحكة مستهترة : يا حراااام .. تكسرين الخاطر .. عرفتي أنه راح يتخلى عنج و يترك عالمج و يبني له عش ما يدخله إلا أنا و الجاي بطريق .. وجيتيني تخوفيني عشان ما تخسرين ..
أم عذبي تبتسم بثقة : لا يا صغيرة عيدي حساباتج .. و خلينا نتفق إن محد فينا يخسر .. لان حتى لو أبو عذبي أتبعج و رضى با الفقر و التعب بيخسر أكثر لما أحرمه من عياله ... و راح يجي اليوم اللي يهده فيه الفقر و قتها ما يعزيه جمالج اللي بيذبل مع العمر .. تخيلي حياتج وقتها ..
أم ديمة بتهكم : لا تحاتين حياتي يا أم قلب كبير .. عن ابو عذبي ما راح أتنازل أنا أحبه و هو يحبني أكثر ..
أم عذبي مقاطعة : أنا بعرض عليج اتفاق , بتربحين منه أكثر من ربحي ... بحط لج مكان في بيتي و بمشي لج و لأهلج معاش و الجاي بطريق بيتربى مع عيالي بشرط ما تحطين أبو عذبي في موقف يختار فيه بينج و بين عياله.. و لا تعطيني رد اللحين .. أخذي وقتج با التفكير و شاوري أهلج ...
أم ديمة بعناد : ما راح أشاور أحد و لا راح أقول لأحد أنج عرفتي و أخليلج الحرب و الضرب و أنا بحط رجل على رجل و أنطر حبيبي لين يخلص إجراءات طلاقه منج ..
أم عذبي بحزم : أجل أخذيها مني وعد أنج راح تكونين متعلقة طول عمرج و أنتي تشوفيني آخذ كل من تحبين منج واحد ورى الثاني ..
*
*
*
أم ديمة تعود من سرد ذكرى أول مواجهة : أم عذبي ما ظلمتني و حتى لما ظلمتها و خنتها عطتني فرصة ثانيه و مدت لي أيدها بس أنا بقلة خبرتي و بغبائي رفضت و خليت قلبي و عقلي يراهنون على أبو عذبي , و با الأخير لما حسيت أني بخسر كل شي و عرفت أن أم عذبي فازت با الحرب اللي أنا بديتها تهورت و تماديت با الخطى و النتيجة كلكم تعرفونها و ذقتم مراراتها معاي.
أنفال : يا عمتي الرازق الله و الفرص حنا اللي نصنعها و ما وقفت حياتنا على أم عذبي .. أنا ما راح أروح مع ديمة لها و أترجاها و أكسر نفسي ..
أم ديمة برجاء : انفال فكري بمصلحتج و خلي كرامتج على صوب
أنفال : و ها الكلام ليش ما قلتيه لساري .. هذا هي أعرضت عليه كذا فرصة و خالي بعد حاول فيه بس لما اتخذ موقفه و رفض محد جادله ..
أم ديمة تبتسم لأنفال : و أنتِ تعتقدين ساري بيرفض الفرص اللي انعرضت عليه كرها في أم عذبي أو ثار لكرامة , ساري كان يداري خاطر وضوح خاف يخسرها لو اقترب من بيت خالج ..
هذا كل الموضوع .. الكل يدور على مصلحته يا أنفال .. دوري على مصلحتج و لا تهتمين لأحد ..
أنفال بقسوة : و أنا كنت أسأل نفسي ديمة ليش صارت أنانية و ما يهمها إلا نفسها !
أم ديمة بحزن : ديمة مو أنانية , ديمة ما تبي أحد يشيل همها حتى لو كنت أنا .. هي اللحين ما تحتاجني و أنا اللي احتاجها و أنا عارفه أن كل اللي تخطط له و تمشي فيه هدفه حياة كريمة لها و لي ..
*
*
*
تأثير الجينات في سلوكنا ساحر و كنت اعتقدها تقتصر على ما نرثه في كريات دمنا و أشكالنا التي تشي بصلة قرابتنا , لم تعش ديمة تحت جناح عمتي و عاشت حياة طويلة تحت ظل ردينة لتصبح نسخة من عمتي و لا تشبه ردينة بشيء !
إذا هذه عمتي التي لم أعرفها , عمتي التي طمرها الذنب حتى أستصعب علينا من قبل رؤية شكلها الحقيقي , عمتي الغيورة التي أرادت أن تمتلك كل شيء , عمتي الخائنة و الحقودة و التي تتساهل بكل شيء من إيمانياتها التي تشكل قيمها إلى نبضات قلبها التي تشكل أحاسيسها , حتى تصل لهدفها الذي رسمته على بيوت الآخرين كانت مستعدة لفعل أي شيء !! .. , و ها هي تنال العقاب العادل تكفيرا إلزاميا لم تحسب حسابه , فقدت عمتي منزلها كما أرادت أن تهدم منزل ردينة , و أمي و أبي المشاركين لها برسم الخطة انزلقوا معها في نفس الهوة الخاسرة ..
و من المضحك أني الآن أرى الصورة من زاوية أخرى , ديمة لو أصبحت نسخة من ردينة أو في أحسن الأحوال أخذت من صفاتها لكانت امرأة حكيمة لا ترغمها العاطفة عن التخلي أو التهاون في قيم تؤمن بها .
ردينة أمام من حسبت أنهم معنى لنقاء تبدو الآن ماسة قيمتها لا تنبع من شكلها بل من أصلها ...
............................................................ ..........
*
*
*
كاد أن يهوي قلبي مع انزلاق الكوب من يدي , و هذه ليست المرة الأولى فا في الآونة الأخيرة لم يعد ذهني يسعفني لتدارك أخطائي !
نعم يبدوا قلبي متطرفا ليهوي مع كوب كاد أن يتهشم على أرضية المطبخ اللامعة, لكن لهذا الكوب معزة .. فقدت أعتدت كل مساء أن أحتضنه في كفي قبل أن أغسله و أتأكد من وضعيته على الرف العلوي بجانب كوبي لعله يخطف من قبله و يصبح ملكا له !
*
*
*
أصبح من الصعوبة علي أن أدخل أي غرفة من غرف المنزل من دون أن أتردد , لا أريد أن ألتقي بها و أنا على يقين أنها تتحين الفرصة للقائي صدفة ..
نعم أتجنب صورها و صوتها و حتى رائحتها , لا أريد لقلبي أن يتعذب مرتين فا الحياة قصيرة و أنا عدت لأعيش و ليس لأموت فيها !
*
*
*
شملان : شفيك يا علي , يا طالع مع أصيل يا حابس نفسك با الديوانية , معقول حتى غرفتك ما تبي تنام فيها ..
علي بضجر وبلغة جديدة : شملان تعرف أني اكره أعلي صوتي عليك .. تكفي خلني و لا تزيدها علي ...
شملان بمزاح محاولا به استعادة أخيه الغاضب منه : شلون أخليك و أنا ما عندي غير اخو واحد ..
علي مقاطعا بغضب : أنت مو سويت اللي براسك و جبت وداد .. خلاص أجل خلني براحتي ..
شملان بإصرار : أنا أبي تفكر و تقرر مو تنخش هني و تهرب من المواجهة ..
علي : مو أنت صعبت الموضوع عليها و علي , أنا كنت بطلقها ..
شملان مقاطعا : جذاب لو كنت تبي أطلقها جان ما ترددت ..
علي : ترددي له سبب بعيد عن السبب الوحيد اللي تفكر فيه ..
أنا مو قليل مروءة أطلقها و أخليها بليا سند ..
شملان بعد تردد يوجه دفة الحديث لوجهة أخرى غير بعيدة عن وداد : علي تبي تعرف السبب الحقيقي اللي مأخرني في استخراج الأوراق الرسمية اللي تثبت انك حي ..
علي بتوجس : في سبب غير أنك زورت وفاتي ؟
شملان بما يشبه الهمس : أبو سالم هو اللي أندفن بأسمك ..
علي يقفز من محله و يقترب من شملان ليمسكه من كتفه : شلون مات .. لا تقول أني ذبحته .. تكفى شملان لا تقول أني ذبحته ..
شملان يخلص نفسه من علي و يبتعد لزاوية : أنا السبب .. أنا اللي جبته ينام في بيتنا هذاك اليوم .. مو ذنبك أنك في لحظة جنون شبيت النار في البيت و احترق أبو سالم فيه ..
علي و دموعه تدافعت على وجهه : يا الله ... يا كبر ذنبي ... يا الله .. لو تدري وداد راح تكرهني ..
شملان يسارع له و بلهجة متحكمة : لا تفكر حتى تلمح لها .. وداد و سالم تجاوزوا غياب أبوهم و عاشوا .. لا تقسي عليهم با حقيقة تردهم لضياع .
علي بقهر يصرخ بأخيه : تبيني أجذب و أزور مثلك ؟!! .. تبيني أتلفت وراي و اشك في الكل و تمادى با الجذب و أخطي في اليوم ألف ألف مره على من أحبهم و اسمي الحقيقة ضياع .. ضياااع يا شملان ؟!!
متى الحقيقة كانت ضياع .. لو ما أعرفك قلت أنك تبي تحمي نفسك بس أنا أعرفك تعتقد محد راح يحبك إلا إذا جذبت !
شملان بألم : بعض الحقايق من بشاعتها تعلمنا الجذب .. بس أنا ما أجبرك تجذب .. أنا يا علي ما عاد تهمني نفسي هذا أنت رديت و وضوح ردت معاك و فينوس ابتعدت للأبد, أنا أنجزت مهمتي .. و أنت سو اللي تشوفه صح ..
*
*
*
انطلقت أجري في أرجاء المنزل باحثا عنها أريد أن ارتمي تحت قدميها و أطلب المغفرة من دون الفوز بالصفح , أن أقرب لها هاتف المنزل وأطلب لها رقم الشرطة حتى يقتادوني بجريمة قتل والدها لتأخذ العدالة مجراها و أقتاد لمصيري و أتخلص من ذنوبي لعل في الجنة أكون زوجا لها !
*
*
*
لا أعرف كيف أصبح أمامي وأنا في الطريق لطابق العلوي الذي هجر كل الطرق المؤدية إليه هربا مني , لذا عندما استوقفني ذهلت حتى أنني شككت للحظة أني أتخيل وجوده , كانت شفتاه ترتجفان و الدموع لها مجرى على خديه واقف على بعد خطوات مني يتأملني لأقترب فزعة أطلب منه أن يخبرني إن كان سالم بخير و لم يصبه أي سوء !
*
*
*
علي بعد أن قدم لها الماء البارد : يا بنت الحلال هذي ثاني مره أحلف لج سالم ما فيه إلا العافية و نايم بفراشه .. سمي و أشربي الماي وهدي نفسج ..
وداد بعد أن ارتشفت من كأس الماء الذي قدمه لها: أجل شفيك ؟ .. صاير شي .. متعبك شي .. أروح أنادي لك شملان ..
علي يجلس بجانبها : خليج معاي .. و قولي لي .. منو تحبين بعد سالم ؟
وداد المرتبكة بعفوية مصطنعة : ردونة .. يا الله شنو اشتقت لها ..
علي بخيبة تملكت نبرته : كنت اعتقد بتقولين أنت ..
وداد تبتسم بخجل : أنت ! .. أنت مفروض ما تسأل و لا تحط نفسك قبل و لا بعد أحد ..
علي برجاء : إذا تحبيني قوليها .. خليني أسمعها لأول و لآخر مره .
وداد و دمعه طفرت من عينها على حين غرة: ما راح تكفي مره و أنا اللي في قلبي أكثر ..
علي بإلحاح : زين قوليها .. قوليها تكفين و هونيها علي ..
وداد بخوف : أنت تخوفني .. علي .. قولي شا اللي صاير ؟
علي الذي يأس من أن تنطق وداد بما يتمنى أن يسمع بدأ بسرد القصة من ذاكرة لم تتعافى كليا ...
*
*
*
كان يتوقف لثواني ليعتصر الذاكرة من ثم يسرد ما لا يمكن جمعه , ليتوقف و حيرته تطغى على ملامحه ليفاجئني بعينيه تتأملاني باحثة عن ردة فعل لم أتبرع بها , تركت ملامحي مسترخية و أنا أستمع لاعترافاته متأمله ملامحه التي تنطق بصدق , كم هو حنون و يملك أروع صوت , في بحته أجد وطن و في ابتسامته الصادقة متسع لحياة رغدة أودع فيها الحزن الذي لسنوات كان ظلي الوفي !
*
*
*
علي يختم اعترافه : و ما بقى من بيتنا إلا رماد و جثه وحده ظن الكل أنها لي ...
وداد تقاطع علي : خلاص أرتاح .. و لا أتعب ذاكرتك .. كل شي دونته با مذكراتك و أنا قريته ..
علي المفاجأ : مذكراتي ..
وداد بعفويتها المعتادة : سالم أخذ مذكراتك في اليوم اللي هربنا فيه .. قالي بعد مده أنه تخلص منهم بس كان يجذب علي عشان يحميني من الحقيقة .. تبيني أجيب مذكراتك عشان تكمل اللي خانتك ذاكرتك في جمعه ؟
علي بتردد : ما أبي أقرأ شي .. أنا راضي با اللي بقى من ذاكرتي و معترف بذنبي ..
*
*
*
غادرت ما إن انتهيت من اعترافي , لأضع رأسي حيث كانت تجلس و أجهش ببكاء مر لا يليق برجل .. ليصل أنيني لوضوح التي تلقفت حزني و رتلت على مسامعي آيات من الذكر الحكيم لأستكين بأحضانها مرددا " يا ربي سامحني " ..
*
*
*
انطلقت نحو غرفتي لاهثة يدفعني حبي لعلي و أمل بمستقبل يجمعنا , سارعت لدولابي و أخرجت دفتره الذي دسسته بين ملابسي كا تاريخ أريده أن يختفي تحت كومة الأيام , فا منه عرفت مصير والدي الذي مات من عقب سيجارة عرضها على علي الذي رفض استنشاقها ..
كتب علي ..... ( خنقني الزائر المدعو با أبو سالم المفروض وجوده من شملان , لم تكن هذه المرة الأولى التي يجلبه شملان للمنزل ليضمن حضوره لجلسة من جلسات قضاياه المتتالية , لكن هذه المرة ضقت ذرعا به و أردت أن أطرده كما طردت أصيل , أريد أن أبقى في منزلي لوحدي لأصرخ و أحطم كل ما حولي من دون أن يكون هناك من يردد مجنون قيدوه و أعطوه المهدئات ليستريح و يريح ... و كيف أرتاح و من عشقت مزقت قلبي و ارتمت بأحضان من لن يحبها بقدر ما أحببتها .... تبا لها .. لتخرج من ذاكرتي إن كانت تأبى الخروج من قلبي ... نعم .. نعم أبو سالم ... كنت في طريقي لسلم لأجده في منتصف الطابق متأملا الديكور و اللوحات و عندما نبهته لوجودي رحب بي قائلا "يا مجنون كم كلفتكم كل هذه التحف ؟ .." , توجهت له مسرعا أريد أن أقذفه خارجا بأسرع وقت لأجد سيجارته النتنة أمامي يعرضها علي كا عربون صلح قذفتها لتطير و رائي ليأخذ أبو سالم بتأنيبي لقلة تهذيبي و نسي أنه من قلة الأدب أن يتسكع الضيف بين غرف النوم , و بعد جدال قصير انتبهت لنار التي اشتعلت بستائر لأسارع في إطفائها بكل ما تقع عليه يدي و أبو سالم ورائي مرددا يا مجنون لنخرج من هنا قبل أن نموت لينقطع صوته بصرخة أطلقها عندما وصلت النار له قبل أن تصلني .... ليغيب عقلي من جديد و يعود لي مرتعدا بين حاويات القمامة خائفا أبكي متسائلا أين أنا لتمتد لي كفان أعرفهما كما أعرف كفاي عارضة علي انتشالي من الضياع, لأتوقف عن البكاء حالما اكتشفت أن المنقذ هو شملان و أن عقلي لم يكن يخدعني ) ..
كانت هذه المرة الوحيدة التي ذكر بها علي أبي و كانت كافيه لأعرف أنه كان يعنيه هو و ليس شخصا يحمل نفس اللقب , حتى أخي سالم عندما واجهته أسر لي بأنه يعتقد أن من ذكره علي في دفتره لابد أن يكون والدي , و هذا ما جعلنا نفهم دوافع شملان و مصدر اهتمامه و لما أصبحنا جزءا من حياته رغما عنا !
موت أبي كان حادثا مأساويا و ليس على شملان أو علي أن يحملان عبأ الذنب و يطلبان العفو, و ليس علي أنا و سالم أن نعاقبهما أو نكره أي منهما , قد يكون ما حدث رحمة لنا , فأبي لم يكن فارسنا ذو الدرع الحديدي و لم تسوء حياتنا برحيله و رضائي بقضاء الله و قدره واجب و حبي لوالدي لم تقهره النيران الذي مات فيها شهيدا !
*
*
*
قضينا الليل بأسره نقرأ مذكرات علي مره بصوته المتعب و مره بصوتي المحمل با الندم و مره بصوت أختنا المتعطشة لمعرفة كل ما فاتها من حياتنا ...
*
*
*
كنت ألتهم الكلمات كا طفلة مهووسة با القراءة ووقعت بين يديها رواية مليئة با لإثارة تدور أحداثها في عالم آخر و أبطالها لهم ملامح شرقية تكاد أن تقسم أنها لمحتها فيمن تحب , , حاول كلاهما أن يثنيانِ عن القراءة و يقنعاني بأخذ استراحة لكني رفضت اقتراحهم و هربت با الدفتر لغرفتي لأنفرد با قراءته طوال الليل ....
بعض ما كتبه علي بدا طلاسم و غير مفهوم و يمكن أن أعزي ذلك إلى عواصف الجنون التي كانت تهب على عقله و هو يقاوم خسارته , و في بعض ما كتب كان يسرد ما تبقى من ذاكرته , بدا انه يكتب بذهن صافي حتى يمرن عقله على البقاء , أما ما وجدته شاعريا و لامس شغاف قلبي هو حديث قلبه الذي أرخه , من بداية التلاقي إلى آخر ما أستقر في قلبه من عاطفة خاصة لها ....
*
*
( لأن عقلي يغيب لزمن لا يمكن لي حسابه أجد من الصعب أن أحدد اليوم الذي تأصل شعوري بها .. لا أعرف إن كان إحساسي مرده لجفاف أيامي و كآبة كل ما يحيطني أم هي استثنائية و تستحق أن ينشغل عقلي الواعي بها ) ..
.
.
( لا يبدو أنها واعية لنور الذي يتلصص من خلفها و يجرد لي محاسنها , لم أخجل من أفكاري بل وجدتها مضحكة لأني تخيلت ردة فعلها إن علمت أن النور تحالف معي ضدها و هي من توصد الأبواب بيني و بينه بمفاتيحها التي تثقل بحملها أناملها ) ..
.
.
( يبدو أنني في لحظة غياب عقلي أرعبتها , ويبدوا أنها قررت أن تستعمل القسوة منهاجا في التعامل معي , وددت أن أخبرها أن الدور لا يليق فيها , فملامحها الأخاذة و هي عاقدة حاجبيها ستجعلني أدمن القسوة و أتلذذ بإثارة غضبها ) ..
.
.
( لم أراها منذ زمن , و عندما سألتها أين كانت أخبرتني بنبرة حنونة أني أنا من غادر لأيام , لحظتها شعرت بعبرة تتكور في مجرى التنفس و وددت لحظتها لو أن لي المقدرة في الانقضاض على عقلي وتهشيمه لأنه سلبني وقتا لا يعود برفقتها .. نعم تأكدت من آثارها من حولي أنها كانت هنا برفقتي تحمل الأسلحة و الدواء بجانبها .. تحرسني و تحترس مني )
.
.
( اليوم على غير عادة لم تنطق بحرف و اعتصمت خلف الصمت , كانت تنظف بآلية مكاني و ترفض المسافات التي تقربها مني , و كنت أبعد تلقائيا عن المكان الذي أخمن أنها تريد تنظيفه .. شعرت بغصة و بكبريائي يتعاظم و أنا أرى منها الصد , و السبب كله في سؤالي البريء الذي تجرأت على طرحه " هل أحببتِ مثلي من قبل ؟ " ..)
.
.
( لأيام حاولت أن أقترب و اشرح مضمون سؤالي , حتى لو سببت إحراجا لنفسي .. فمعاملتها الصامتة تقتلني ببطء .. نعم ضمنت سؤالي ماضي قلبي حتى ارفع الحرج عنها و عني .. حتى أشعرها أنني لا أتسول حبا و أني لست منهزم و فلبي اعتاد المغامرات العاطفية و لي المقدرة على تخطي الرفض ! )
.
.
( يتقاتل النور و الظل على البقعة التي انزويت فيها في معتقل وحدتي , متسائلا هل وداد حقيقة أم هي من نسج المخيلة ... هل هي من العالم الذي أرفضه أم من العالم الذي يرفضني .. أي كانت الإجابة فا مشاعري لها حقيقة لا تحتاج لعقل واعي ليقر أن القلب ينبض كلما مر طيفها .. ) .
............................................................ ..
*
*
*
ملتصقة في فراشي و مزيحة الغطاء الذي خنقني و مترصدة لباب الغرفة أرسم ما يحدث خلفه , أتخيل أنه يقف هناك مترددا يريد أن يستأذن بدخول تارة و تارة أخرى يريد أن يقرر أحقيته في المكان و صاحبته من دون أن يستأذن , فا منذ أن قرأت أفكاره التي دونها في دفتره و أنا أتمنى أن ألتقي به مره أخرى لأجعله يتأكد من مشاعره و عندما أعطيته الدفتر هذه الليلة لم يكن هدفي الأوحد تخليصه من الذنب بل أردت أن أحقق أمنية أخفيتها في صدري لشهور مضت, أردت أن يتذكر مشاعره نحوي و يتفحصها و يقرر هل أنتمي لعالم يرفضه أم لعالم يرغب ببنائه معي ...
*
*
*
كنت أعيش حلما لذيذا كانت فينوس بطلته حتى قطعه علي موقظا لي ...
علي الذي لم يستطع أن يتوقف عن الضحك : قوم يا شملان وصل ركعتين أحسن لك و استغفر ..
شملان بخجل : أذن الفجر ..
علي مازال يضحك : لا .. بس قوم تهجد ..
شملان بقهر : فارق و خلني أنام يا مزعج ... و يا ليت تطلع من غرفتي كلها ما أكثر من غرف البيت ..
علي مبتسما : زين بطلع بس أبي أقولك أني باجر بخطب وداد من سالم ..
شملان يجلس على فراشه : تخطب زوجتك ؟!!
علي يغمز له : هي زوجتي بقرار منك يا الشايب العزوبي .. أنا لا خطبتها و لا ملكت عليها بوعي .. و الحين أبي الأمور تاخذ مجراها الطبيعي .. أبي أخطبها و أنتظر ردها و يااارب توافق و أملي ها البيت عيال ..
شملان بصدق : اللهم آمين .. بس با الأول خلنا نحل موضوع أوراقك الرسمية لأنها تحتاج وقت .. و إلا تبي أخوك يضيع مستقبله ؟
علي بعاطفة أخوية صافية : أبي لك اللي أبيه لنفسي يا اخوي ..
*
*
*
عدت أطبق عيني و أنا أحلم أن أكون مكان علي , أن أستعد لخطبة من تعلق قلبي بها و أخطط معها لإنشاء عائلة .. الحلم مجالي لتحقيق الأماني بعد أن خسرتها في واقعي .
*
*
*
أردت أن يرى شملان أن الكل يمضي في حياته إلا هو , أنا سأتزوج و أخطط لإنشاء عائلة و هو متقوقعا على نفسه في أحلامه , شملان جعل أنجاب الأطفال حجر عثرة في استمرار حياته مع فينوس , اتخذ قراره و أرغمها على قبوله من دون أن تعرف سببه , و تغاضى شملان عن حقيقة أن المرأة أكثر إخلاصا لمن تحب , و أنها في سبيل من تحب تختلق الأعذار و تخلق من المحن فرص .
*
*
*
علي يطرق باب وضوح قبيل الفجر : شكلي بطبع نسخ من دفتري و أبيعه و أستفيد .. و يمكن بعد يسوون فيلم عني و أصير مليونير .
وضوح تبتسم : بس لا تنسى تقسم الأرباح بينك و بين بطلة القصة .
علي يدخل الغرفة مطلقا ضحكاته الرنانة : لا تخافين أنا مخطط لكل شي و عن قريب جيبي و جيبها بيصير واحد .. شرايج في عقلية أخوج التجارية ..
وضوح تحارب دموعها التي باغتتها : يا الله يا علي شنو أشتقت لك
علي يحاوط بذراعيه وضوح : تكفين و ضوح مو كل ما قعدت معاج قلبتيها فلم هندي ..
وضوح تمسح دموعها و تسلمه الدفتر : خلاص وعد ما عاد أبجي قدامك ..
علي : لا تكفين .. إذا تبين تبجين أبجي قدامي و خليني اواسيج و لا تبجين من ورانا ..
وضوح تمسح دموعها و تعاود الابتسام : خلك مني و قولي شنو قررت ..
علي مبتسما : قررت أخطب وداد و أمشي با الموضوع بترتيب .. و أنتِ شنو خططتي له ؟
وضوح : تواصلت با الإيميل مع مستشفى با لندن متخصص با معالجة الحروق و ..
علي بفرحة : و أنا اللي بوديج ..
وضوح : لا يا المعرس انا ماراح يروح معاي ألا شملان و لي أهداف ثانيه غير العلاج ..
علي بفرحة : تبينه يزور طبيب مختص بعلاج العقم ..
وضوح بحرج : هذا موضوع حساس ما اقدر أفتحه مع شملان , أنا أبيه يروح معاي لندن لأني عرفت أن فينوس بتروح لندن تاخذ لها دورة .. يمكن أقدر أجمعهم مره ثانيه ..
علي بعد صمت قصير : زين .. شاورتي ساري ؟ .. تراه للحين زوجج ..
وضوح على عجالة و هي تغلق دفتر علي : ساري يدري با الموضوع , لا تحاتي ..
علي بإصرار على متابعة الحديث : و علاقتج فيه ..
وضوح منهية الحديث : بتنهيها الأيام .. أنا ما راح أجبره يطلق بس راح أخليه يتقبل حياته من دوني بتدريج ..
*
*
*
تعتقد وضوح أن طريقها لتشافي يبدأ من انفصالها عن ساري , لما و كيف وصلت لهذه النتيجة يصعب علي الإجابة , هي فقط من لديها كل الأجوبة .. و كل ما أتمناه أن لا يكون طريقها التي قررت أن تسلكه هدفه الثأر لكرمتها ..
............................................................ .............
*
*
*
لم يغمض لي جفن و لا يبدوا أن أحدا منهم زاره النوم , لكن الوحيد الذي صرح بإحساس الوحشة و عدم مقدرته على التأقلم مع مكانه الجديد الذي عليه أن يتعود على النوم فيه هو علي الصغير .. فا بكائه و صراخه شرخ سكون الليل و تركنا مرتبكين , من أحضان عمتي لأحضان أمي لأتلقفه أنا با المقابل ليجيء دور ساري و علي الصغير مستمر بصراخ و العويل ... و لقلة حيلتنا نحن النسوة بكينا لتكون دموعنا ظاهرها تعاطفا مع علي و في حقيقتها مراسم حزن نقيمها في أول ليلة نقضيها كا غرباء في هذا المسكن الموحش ...
هربت منهم عندما فشلت بإيجاد دور مفيد لي , لا أعرف التعامل مع علي الصغير ولا يمكن لي التخفيف عن أمي , وجدت نفسي ألجأ لكمبيوتري المحمول و أسارع لأرض الغرباء أبحث عن خاطرتي الأخيرة لأزيد عليها جرحا جديدا .. لأجد ردا صعقني و شل أصابعي عن متابعة الكتابة ...
الرد من كبير الغرباء .. ( للحب .. السند موجود مادامت المشاعر صادقة وليست محاولة لتلاعب , و ليس في عالم المحبين مجال لمثل هذا الخطأ و كل ما دونه .. غفرانه وارد .. سوء فهم و مواقف عدة تشوبها الشوائب , لكن المحب يجد للغفران سبيل و يسلك له كل طريق , و نعم الدانة جدا محبوبة و من قريبتها الماسة جدا شبيهة.. ووعد لن يقف السند مره أخرى حاملا الدانة في طابور المخابز .. ) ..
*
*
*
أغلقت كمبيوتري على عجل و قفزت من مكاني قاصدة فراشي لأندس تحت الأغطية ... حلم . .بل كابوس .. نعم أنا أتخيل بل أتوهم فا هذا البيت ملعون !
............................................................ ........
*
*
*
خضعت لتحقيق من وضوح عن مسيرتي القادمة و أخبرتني سرا أنها تنوي أن تعاود علاجها في لندن و أن علينا أن نكون على تواصل , لم أسالها من سيكون مرافقها و أنا أحاول أن أستبعد أسمه
فأنا الأخرى في طريقي لرحلة علاج من نوع آخر تبدأ من نسيان أسمه ..
*
*
*
أبو عذبي : جهزتي كل أغراضج ..
فينوس بسعادة : كل شي جاهز .. بس تمنيت ناخذ ديمة معانا تغير جو ..
أبو عذبي بعتاب : تبيني أكافئها على رسوبها ؟
فينوس التي شعرت با الحرج : لا بس ..
أبو عذبي مقاطعا : خلينا من ديمة و فكري معاي بعروسة لأصيل ..
فينوس بدهشة : أصيل يبي يتزوج ؟!!
ابو عذبي بنبرة عدم رضا : ما تعرفين أصيل .. بكل شي يبي يقلد علي ..
فينوس بخيبة : أي .. يعني الموضوع تقليد .. اجل أنا طلعوني من الموضوع ... ما أبي أكون سبب في تعاسة أحد .
............................................................ ........
*
*
*
لشخوص التي من ورق تكتب النهايات
حيث كل عقدة تنتهي بحل ..
و شخوصنا التي لم تسارع با الحلول .. قد تنتهي حياتها قبل أن تعيشها !
............................................................ ........
إلى اللقاء في الخميس القادم بإذن الله ..