لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > قصص من وحي قلم الاعضاء > القصص المكتملة (بدون ردود)
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية


موضوع مغلق
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 18-05-11, 09:13 PM   المشاركة رقم: 16
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو ماسي



البيانات
التسجيل: Sep 2007
العضوية: 41908
المشاركات: 1,602
الجنس أنثى
معدل التقييم: ضحكتك في عيوني عضو على طريق الابداعضحكتك في عيوني عضو على طريق الابداعضحكتك في عيوني عضو على طريق الابداعضحكتك في عيوني عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 333

االدولة
البلدKuwait
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
ضحكتك في عيوني غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : ضحكتك في عيوني المنتدى : القصص المكتملة (بدون ردود)
افتراضي

 


الجزء الخامس عشر :

*
*
*

تجهيز الضمادات فعل ينم على الذكاء
عندما يرصد الضعفاء السهم قبل الكل !

*
*
*

" الرقم المطلوب خارج الخدمة " ..

هذه الجملة التي ترددت على مسامعي طوال هذا الأسبوع و أنا
أحاول الوصول لديمة .. فانا أستحق تفسير .... أنا فقط أريد تفسير .. نعم أريده وأنا مستعده لسماعه من دون ملامة و لا تقريع ..
فا لا يمكن لي أن أصدق أن ديمة أصبحت بهذا القبح ..
نعم الكثير من سلوكياتها و تصرفاتها تغيرت بمرور السنين لكن من الصعب علي التصديق أنها انحدرت لهذا المستوى ..

*
*

هند التي وصلت في الصباح الباكر : لا تقولين سهرانه و بتنامين ؟

أنفال شاردة الذهن ارتعدت أوصالها بدخول أختها المفاجأ : نعم خير في شي ..

هند المستغربه : ما فيه إلا كل خير .. أبيج توديني السوق ملابسي ضاقو علي .. شكل ولد أختج بيصير من أصحاب الوزن الثقيل ..

أنفال : و سي السيد سمح لج تروحين معاي ؟

هند المتعبة تقترب من مقعد التسريحة : مثل ما أحرجني ووصلني لباب البيت كأني رايحه الروضة أحرجته قدام أمي و قلت له بروح السوق مع أنفال .. و أمي بعد عمري فهمت علي و قالت من أمس أقول لها ابيج تروحين مع أختج ما أبيها تروح بروحها و هي تقول بشاور خالد على أني قلت لها خالد ما يردج عنا ..

أنفال معقبة : يعني رقعت موقفج .. بس يا خبله ما راح يطوفها وبيطلع مراح السوق من عيونج ..

هند التي تملكها شعور ألا مبالاة : لو يرضيه شي مشيت برضاه بس هو أنسان معقد و بيعقدني معاه ..

أنفال المتوترة : زين مدام صرتي شجاعه ممكن تروحين معاي بيت خالي نزور ديمة ؟

هند برد عفوي : تبين يذبحني خالد ..

أنفال : توج طاقه برايه الطوفه و مو هامج ..

هند : لا عاد مو لهدرجة .. أنا بطلعتي معاج مستأذنه .. إذا تبين تشوفين ديمة واعديها بسوق ..

*
*

أوصلها اليوم و هو من لم يفعل طوال الأسبوع الماضي !
أيعقل أنه عرف با الأمر ؟!! .. لا .. لا أعتقد .. فا خالد مما عرفته عنه لا يمكن أن يتغاضى عن أمر بهذا الحجم .. لو عرف لاستجوب هند و بعثها لنا باكيه ..
أعتقد أنه حان وقت أخبارها .. فليس في التأخير أي منفعة .. فا ديمة ترفض التواصل حتى أحضى منها با تفسير و هند مع أي تأخير ستكون بدائرة الخطر القريب ..

فا الأمر لن يطوى لنسيان للأبد .. سيأتي اليوم الذي يتصافى الأخوان .. و لتقارب سيسرد سند كل ما فات أخيه من أحداث عنه كانت خفيه .. و خالد الذي أذنه لشر دوما مصغية سوف يكتفي بلسان أخيه سارد للأحداث كما رأتها عينه الناقصه ..
و عندما تتحقق مخاوفي ويصل من لسان سند لأذن خالد ما أخشاه ستكون هند أكبر المتضررين ..

لكن ..

هي حامل .. وتبدوا مرهقة نفسيا ..

أذا أين الحكمة من أخبارها ؟ ..

و أي حكمه من التسويف و تضييع الوقت في الخوف ؟!!

أن أخبرها أنا أفضل .. فا هي غير قادرة على مواجهة زوجها المعتوه و هي بموقف واضح فا كيف بها أن تواجهه با حقيقة لا تعرف تفاصيلها ..

أتمنى فقط أن لا أكون قد تأخرت ..

*
*

أنفال في منتصف اعترافها : تخيلي طلعت سارقه أداة اختبار حمل

هند بهتت ملامحها : لا .. لا أنفال ..لا يروح فكرج لبعيد .. ديمة من عمر تسرق .. هذا مرض .. و تسرق لمجرد السرقة أي شي ممكن توصل له من غير محد يلاحظها .. ديمة ما هي بصوره اللي تخيلنها

أنفال و التعجب يظهر في نبرتها : يعني هي حراميه .. و انتِ تدرين .

هند تصحح : هي مريضه .. كشفتها تسرق كذا مره من يوم كنا با المدرسة .. و سرقاتها أي شي تطيح أيدها عليه و با الغالب أشياء ما تستفيد منها .. و اعتقدت أني لما واجهتها و تكلمت معاها صحت على نفسها و خاصة أنها أكدت لي أنها تابت ..

أنفال بسخرية : أي تابت و الدليل فضحتنا قدام حماج سند ..

هند بذعر : سند !! .. شدخل سند با الموضوع ؟

أنفال تهدأ من روع هند : أول شي أذكري الله و هدي نفسج .. الموضوع أن أبو زيد راعي البقالة رضى فيه طرف محايد بينا بدال ما يطلب الشرطه و سند أول ما فتح جنطة ديمة طاح على اللي سارقته ..

هند و الدماء احتقنت في وجنتيها لتردد بهلع : حسبي الله عليها .. حسبي الله عليها .. أنا مو ناقصه مشاكل و تزيدها علي ...

أنفال : هند أنا خابرتج أقوى من جذيه ... مو أنتِ اللي تقعدين تولوين مثل الجهله .. أذكري الله و خلينا نفكر مع بعض و اللي كاتبه ربي بيصير ...

*
*

فكره تجر فكره و بعض الفكر تهاجم بعضها .. فا الحلول تتكاتف أحيانا و أحيانا تبطل إحداها الأخرى !

*
*

أنفال : قولي له .. هو بيدري اللحين و إلا بعد سنه .. تجي منج أحسن و اللي يصير يصير .. مو أنتِ اللي سرقتي عشان يعاقبج ..

هند بحزن منبعه خوف : إلا بيعاقبني و بيقول لا تماشين أختج ..

أنفال تهب دافعه : و أنا و شدخلني ؟ّ!!

هند : ها الكلام ما تقولينه لي ... تقولينه للي شاف و فسر .. سند أكيد يعتقد أنج و ديمة من نفس الطينة .. الناس يا أنفال مالها إلا الظاهر و اللي تقدر تشوفه ..

أنفال تقترب من هند : و هذي عاد مهمتج .. أنتِ اللي تخلينهم يشوفون الحقيقة .. وضحي له الموضوع ككل .. و برئيني ..

*
*
*

كيف و أنا المذنبة أمام كل حواسه ..

لا أنطق بكلمة حتى أجده يستمع لها بتركيز شديد قبل أن يجاوب أو يحاور كأني به يتصيد النوايا ليحشو بها كلماتي العابرة ..

فا كيف و أنا ألغي أمامه سيناريو نصه يشبه لنصوص خبير في فن الإثارة .. كيف أخبره تلك سارقه و تلك فقط مرافقه جاهله ..
حتى .. حتى و إن أخبرته الحقيقة و فضحت ابنة الخال و وصمتها بما لا تريد كشفه .. هل سوف يصدق شيئا مما أقول .. و النتيجة مرجومة و با العار ملطخة و ضميري الحي لن يقدر على التخاطب من جديد مع صديقة الطفولة ..


لو تعرفين أخيه أن ممكن لدفاعي أن يزيد في تشويهك بعد أن أكشف أمرها ..

*
*

هند بحزم : أمشي نروح لها ..

أنفال بتوجس : و خالد ؟

هند التي تحاول أن ترتدي درع الشجعان : المهم اللحين ديمة مو خالد .. خلينا نروح و نفكر معاها .. خلينا أحسن منهم كلهم ..

أنفال بخجل غشى عينيها الحزينة : أنا فكرت بس بنفسي .. مدري هذي بجيناتنا و إلا سلوك مكتسب ..

هند : بكل الحالات بيدنا نتغير ..

*
*
*

لهم من مكاني الكبير ركن خاص .. كأني بهم جوائز و كؤوس على ارتقائي بما احترفت ..

نعم .. أنا مدمنة على السرقة ... و لا أندم إلا إذا ضبطت با الجرم ..

فا نشوة سلب ما لهم تنسيني شدة العقوبة !

لكنها عقوبة تخصني أنا .. و أنا من أتحملها .. و لم أتخيل أبدا أن أكون سببا في جر أنفال للمستنقع الذي يلتهمني رويدا رويدا من دون أن يلاحظ غرقي أحد ..

الآن أنا في حيرة من أمري .. ما الذي علي فعله لإصلاح ما وقع مني و أنكسر ..

إغلاق هاتفي .. و الاختباء هنا بعيدا عن الكل ليس بحل ..

علي توضيح الأمر ! .. و تبرير تصرفي ..

و أي تبرير كان أعرف أن أنفال سوف تقبله .. كل ما علي هو أن أبدي أسفي و ندمي .. و كل ما عليها فعله هو مسامحتي و جعلي أقسم أن أتوب و لا أعود لمثل هذا الأمر .. .

أليس كل من كشفني قام بنفس الفعل ..

هو الحل الذي أستسهله الكل !

من هند .. لفينوس .. و عذبي .. و .. وصايف.. حتى أبي غض البصر و اكتفى بنهري و معاقبتي ثم الصفح عني ! ..
أما أصيل هو الوحيد الذي لم يكتفي بتمثيلية ندمي و جلعني أدفع ثمنا باهضا كلفني ضميري الذي مات .. ضميري الذي برر خيانتهم و جعلني سيف بيده ضدهم .. و أنا من أحبهم و دوما كنت في موضع الدفاع عنهم ! ..
و كم أنا خائفة أن تعرف الوحيدة التي يهمني أمرها ..
مهما غضبت منها و خيبت ظني بها إلى أنني لا يمكن لي أن أقبل رؤية خيبة الأمل في على محياها ..

*
*
*

حتى و إن خاب ظننا بها .. إلا أننا أتينا لنخبرها أننا نحبها مهما كان أتساع الرقعة التي انعكست عليها ظلال الشر في روحها ..

أتينا لنستعيد ديمة التي تربت معنا ...

*
*

ديمة تردد كا طفلة أخطأت و تستعطف من يحبها : أنا آسفه .. وعد .. وعد ما أعيدها .. أنا تبت ..

*
*

اكتفيت أنا و هند بتبادل النظرات و أعطيناها كل الوقت الذي ملأته بوعود نعرف و تعرف هي بفراغها من المصداقية ... و عندما توقفت و علقت نظراتها بنا لتستشعر النتيجة .. صدمناها ..

*
*

أنفال تلتفت لهند : تعتقدين ديمة بدت تجذب أول و إلا أبتدت بسرقة قبل ؟

هند تضع أناملها على خدها في تمثيل التفكير : أعتقد مو مهم لأن بكل الحالات هي ما تجذب إلا على نفسها ..

ديمة تنفجر با البكاء : يعني ما تبون تصدقوني .. خلاص ما عدت أهمكم ..

أنفال تنظر لساعتها : لو سمحتي لا اطولين بتمثيلية لأن ورانا شغل

ديمه تنتفض با غضب : محد ماسكم .. تبون تروحون روحوا .. و أنا مو آسفه ..

هند : و حنا مو جايين نسمع منج أسف .. حنا جايين بحل ..

ديمة بتهكم : حل لشنو ؟

أنفال جاوبت : بتقولين لخالي أنج مسجله معاي بدورة فوتوشوب في معهد قريب و بما انج محترفة جذب راح تقنعينه بسهولة و بعدها أنا وياج يوميا نراجع طبيب نفسي خاص و نشوف شنو علتج ..

ديمه تصرخ بهم : تبون تجننوني ؟!!.. تبوني أصير مثل علي ..

هند بجزع : الله يرحمه .. الطبيب النفسي مو بس للمجانين ..

أنفال : و حنا مو ناس متخصصين عشان نحل مشكلتج اللي مر عليها سنين .. و ما راح نوقف نتفرج لين تنصادين و يقطونج بسجن

*
*
*

هذه آخر جمله سمعتها ..

فا زيارة هند و أنفال التي لم نعتد عليها جعلتني أتجول با القرب من غرفة ديمة حتى أفهم ما الذي يجري ...

*
*

فينوس : يمه علامح واقف جذيه ..

ردينه تضع إصبعها على شفاتها في إشارة لفينوس أن تصمت ...

*
*

لم أصمت و اكتفي بمراقبة أمي و هي تمارس هوايتها با التنصت !

عادة قبيحة مارستها دوما و كادت أن تورثها لي قصرا لولا ممانعتي .. فا كم من مره حاولت أن تجعلني جاسوسه على أبي و كم من مره حثتني على التنصت على أي مكالمة تصل إليه !

و أخجل كثيرا من كونها والدتي عندما أدرك أنها أصبحت عجوز و هي ما زالت تمارس طبع لا يليق با مسلم .. لكنه طبع تمكن بها و تطبعت به و يبدوا أنها لا تريد أن تتخلص منه على الرغم من أني متأكدة ان ما عرفته و هي متنصته لم يجلب لها إلا التعاسة .. و لم تدرك أمي أن في التغاضي نصف الراحة .. و البحث و التقصي عما لا يريد الآخر أن يشاركه معها ما هو إلا أذى و الم نفسي لها !

و لا يجدي بها النصح مهما كررته ..

فانا مجرد مهزومة و هي من حافظت على مملكتها و أسرت زوجها
في عرينها ...

*
*

ردينه تبتعد بفينوس و توبخها : زين جذيه ما سمعت باقي كلامهم ..

فينوس : يمه مو حلو تنصتين .. ترى فشله لو تطلع وحده منهم و انتي أذنج على الباب .

ردينه : أجل تبيني مثلج أنام على اذوني و الناس تخطط من وراي .. قولي لي من متى بنات خالج يزورونا .. اكيد عمتهم الحيه دازتهم على ديمه .. شوفي شنو يخططون له ..

فينوس : يمه لو يبون يخططون ما يحتاج يخططون هني ... لزارتهم ديمة يخططون لين يشبوعون ..

ردينه سرحت بتفكيرها : اللي سمعته ما فهمته .. شنو يعني "ما راح نوقف نتفرج لين تنصادين و يقطونج بسجن " .. ليكون أختج مسويه شي أكبر من سواة وصايف ..

فينوس : وصايف كانت تشتغل با المؤسسة .. بس ديمة ما عمرها دخلت المؤسسه ..

ردينه : بس مكتب عذبي اللي في جناحه مفتوح بعد ما طست وصايف تقدر ديمه تدخله و محد يحس فيها ..

فينوس : يمه لا يروح تفكيرج بعيد .. يمكن أصلا أنتِ سمعتي غلط

ردينه : ما أقول إلا مالت على حظي . .عندي بنت وحده و قلبها مو على قلبي ..

*
*

كيف أكون على قلبها و هي تكره الكل .. و قلبي مهما حاول لا يعرف الكره .. حاولت .. حاولت كثيرا أن أكون بقوتها و لم أرى بقوتها إلا القبح ..

تصرفات أمي منفرة حتى و إن حفظت لها كرامتها و جعلت الكل يهابها .. لا أعرف كيفية الاقتراب منها أو الابتعاد عنها بمسافة كافيه تضمن لي هويتي التي رضيت بها و إن لم ترضها ..

و للأسف أجد نفسي أنجذب في طريق يحاكي إدارتها لمشاعرها لأحلل بإعجاب كيف استغنت بذاتها عن كل مشاعر الحب التي حرمها أبي منها !..

............................................................ ....

*
*
*
سأحرمها من راحة الباب إن لم تكن أمامي غدا ..

كلما تذكرت ما حصل هذا الصباح أختنق .. فكم هو مخيف اجترار كل ذرة هائمة لتنفس ..
لا أعرف من أين له هذه القوة فا عندما يهيم عقله و تتلبسه الأشباح
يصبح بقوة عشرة رجال تصعب على شجاعتي مغالبتهم .
و هذه الحالة لم تفارقه منذ أسبوع .. هذا الأسبوع الذي غابت به وداد .. وداد التي لم أعد أصدق أعذارها ..

ماذا تخطط له ؟!!

هل بدأت التعرف على حياة أخرى بعيدا عن العالم الذي خلقته لها ..
أم أنها وجدت من تلاعب في مخيلتها ليمهد لها طريق الهروب من علي له .. !

*
*

شملان مهاجما : أمس و اللي قبله مريضه و اليوم بعد ؟!! .. اعذارج مو مقبوله ..

وداد : أنت لا يكون تحسب أني رهينة عندك ..

شملان الغاضب : و أنتِ لا يكون فهمتيني غلط .. و اعتبرتي تساهلي معاج ضعف .. أنا يا وداد أقدر أقطج ورى الشمس ..

وداد التي خانتها عبراتها و ذابت في نبرتها : قلت لك مريضه .. تعبانه .. يعني ما اقدر آخذ إجازة لو أسبوع ..

شملان بحزم : بكره من الصبح تكونين موجودة ..

*
*
*

أغلق الهاتف بعد أن قرر عني ..

ليس هناك ما هو جديد فا الكل يقرر عني خطوتي القادمة و كيف سأقضي ساعاتي و على ماذا سوف ينتهي يومي ..

فا قبل أسبوع أمرتني أم عذبي با مرافقة طفلتهم التي تخلت عنها والدتها .. لأقضي ساعات طويلة برفقة هذه الصغيرة . .
أحبها نعم ..
لكني كرهت رائحة المستشفى .. و بكاء الأطفال المرضى الواصل لمسامعي كل ليلة عبر هذه الجدران التي في ظاهرها تتجلى الصلابة بينما في الحقيقة هي هشة أمام أناتهم المتألمة ...

وذاك .. المريض با الجنون خلفته ورائي بينما صدى أناته يتردد في صدري .. و شملان زاد في قلقي و هو يصر على تواجدي و أصر أنا في ترديد كذباتي .. أما أخي سالم .. فا وكلت مهمة العناية به لام سعيد بينما هو من تذمر و ردد .. ليس في غيابك ما هو غريب ..

*
*

..... من ذاكرة وداد القريبة .....

*
*

وداد تصرخ بسالم : أنت ما تبي تسمع و لا تفهم .. طلت شبرين حسبت أنك صرت أكبر ..

سالم : كبير و لا صغير مخي يشتغل و أعرف أني آخر همج ...

وداد : لا عاد مو تلبس ثوب المظلوم .. انا اللي دايما أتصل فيك و أسال عنك و أنت تهرب و حتى لفضيت نفسي كم ساعه عشان أقعد معاك ما ألقى منك إلا التأفف ..

سالم يصد برأسه و كأنه ينظر لشخص آخر با القرب منه : ما أبي تجذبين علي كأني جاهل ..

وداد بيأس : و ش جذبت فيه عليك .. حفيدة المعزبة مريضه و با المستشفى و أنا بنام عندها .. و أم سعيد بتفضي لك المقلط في بيتها تنام فيه يومين با الكثير على ما أرد ..

سالم الغاضب يواجهها من جديد : و أنا كبير أقدر أقعد في بيتنا بروحي مثل ما أنتِ كبيره و تنامين برى البيت بروحج ...

*
*
*

نغمته جديدة ..
يمارس رجولته مبكرا .. و يريد أن يشملني بعنايته بينما هو من يحتاج كل العناية .. و حواري معه ما هو إلا تعب ..فا ليس منا أحد للآخر مستمع ..

و با الأخير اخترت الحل الذي يرضيه و يرضيني .. فأنا لا أريد تجرديه من رجولته المبكره و أريد في نفس الوقت التمسك بحقي في رعايته على الوجه الذي أراه صحيح .. و خلصنا إلى أن أم سعيد و أبنائها سيكونون على اتصال معه للاطمئنان عليه في غيابي .. بينما ينام هو في منزلنا الصغير ..

فا ليس من السهل إقناعه بأنه قاصر يحتاج لرعاية الكبار بينما في المقابل أطلب منه أن يستوعب أسبابي كا الكبار !


............................................................ .........

*
*
*

منذ ولجنا لعالم الكبار و نحن نستصعب العبارات في التصريح بمشاعرنا .. فا في قلبي أنطقها ملايين المرات ..

أشتقت لك .. و أخاف عليك .. و أفتقد صوتك و مزحك و كل ما اعتدت عليه منك ..

علاقتي معه كا طفلة تختلف عنها كا امرأة .. قد لا يلاحظ من حولي ذلك لكني ألاحظه فا أنا المعنيه به .. فا لم يعد صديقي بل مجرد أخ يطبق أعراف العرب بما على الأخ فعله لملأ الدور !..

بينما لم يكن أخي فقط .. بل كان صديق طفولتي و معلمي ..

كنت به مغروره ..

شملان كان فارسي قبل أن أعرف ماهية الفارس في أحلام الفتيات .. و عندما أصبح فارسها و كل عالمها قتلتني الغيره عليه منها .. و عندما عرفت بخططه فرحت داخليا بل أقمت حفله تراقصت بها كل مشاعري .. و كانت " الأنا " الشريره تترقب اللحظة التي تشهد نهاية صديقتي بسيف فارسها ! ..

و كل فرحي تحول للعنه أصابتني .. و شعرت بما شعرت به هي ..
ما زلت اذكر نظرتها لي .. كأني بها تدعوا علي بضعف ما تلقى قلبها .. خذلتها و خذلت ذاتي الطيبة ..
و أكبر مخذول كان أخي أنا !

*
*
*

وضوح بعدما رأت سيارة شملان متوقفه أمام منزل عائلتها قررت التوجه لشقته لفتح موضوع تأخر الحديث به : شملان خل تلفونك شوي و رد علي ..

شملان يقلب هاتفه بين أنامله الغليظة : انتهى الموضوع ..

وضوح : ليش جذيه ؟!! .. عاد أنا كنت بصمم لمهرها صندوق خاص .. الله يخليك لا تقول وديته بظرف البنك ..

شملان يثبت عينيه بعيني وضوح : أنا أقصد ما في عرس ..

وضوح إلى الآن لم تستوعب : بكيفك لا تسوي عرس بس على الأقل نسوي عشى للعايله .. يعني فرصه نجمع الكل ..

شملان يعتدل بجلسته : وضوح أنا قصدي أنا و فينوس قصتنا انتهت و ما راح نرد لبعض ..

وضوح تشهق بخوف : ليش .. شنو اللي صار .. مو أنت تقول خطبت و عطوك . و ترميم ها البيت كله مو عشانها ؟!!

شملان بصوت متأثر أقرب للهمس : بس هي ما تبيني .. قالتها لي وجها لوجه ..

وضوح رق قلبها لملامح أخيها المتعب : ما عليه ترفض مره و مرتين و با الأخير بترضى ..

شملان يرفع حاجبه مستغربا : و ليش كل هذي الثقه ؟

وضوح تبتسم : فينوس مثل أي امرأة تبي تتأكد أن اللي صار ما يتكرر .. يعني مو معقول أطلقها من دون سبب واضح لها و تبي تردها بعد من غير ما توضح لها أسبابك .. أنا ما عندي شك في أنها للحين تحبك بس أنا متأكده انها مجروحة و مو سهل عليها تنسى ..

شملان يتعمق في عيني وضوح : يعني انتِ عارفه و فاهمه أسباب ساري ..

وضوح ابتسمت له : شاكي لك ساري من شي ؟

شملان يسترخي مره أخرى في مقعده : لأ .. بس ذكرت كلامه لما قلت له في ليلة عرسي الله يعيني و أشوف شي زين في وسط كل قبحها .. قالي وقتها إن كان قبحها في شكلها فا أمورك سهالات لكن لصار شكلها مقبح نفسها وتارك فيها تشوهات هذي عاد المصيبه ..

وضوح تقف بعدم أتزان : و أنت تشوف أن نفسي قبيحه ؟!!

شملان يمد كفه لكفها لتقترب : روحي لكل أهل بيتج و سأليهم .. شنو تشفون ؟ ..علامات الحروق و إلا تشوهي النفسي .. و أنا متأكد أنهم ينسون حروقج أحيانا و ما يذكرون إلا لما يفكرون في سبب كآبتج ..

وضوح تعود للجلوس : يعني تعتقد لو رديت أسوي العمليات الباقيه بترتاح نفسي و يرضى الكل علي ..

شملان : المشكله يا وضوح أنج تشككين في أهميتج عندنا كلنا .. يعني حنا و شا يهمنا و ش كان شكلج و ش صرتي عليه حنا أهم ما علينا أنج بينا سالمة .. و ساري عمره ما أعتقد أنج أجمل بنت شافها لين حبج ... إذا تبين تسوين العمليه سويها بس عشان ترتاحين نفسيا لان واضح أنتِ اللي مشككه في مشاعرج .. ما تبين تحبين أحد مره ثانيه و لا أحد يحبج .. حتى علي واضح أنج معاه حيل مرتاحه لأنه ما تعلق فيج و لا يهمه حبج ..

............................................................

*
*

كنت أنتظر أن يسدل الليل ستاره حتى أتوجه لديمة و أستفهم منها عما سمعت أمي ... فمهما كانت المصيبه التي أوقعت ديمة نفسها بها فانا متأكده أن هند و أنفال لا يمكن لهم المساعده .. أنا فقط من استطيع مساعدة أختي و حمايتها .. لأن مشاعري أتجاهها لم يخالطها مشاعر الصديق الذي لا يريد إغضاب صديقه مهما كان صريح ..

*
*

ديمة : تنصتين علينا ؟!!

فينوس : سمعت بصدفة و كنت راح أتدخل بس قلت ما ابي افشلج قدام بنات خالي ..

ديمة بخجل : انا أتفق معاهم .. أنا فعلا أحتاج علاج نفسي . . ما أقدر أسيطر على نفسي و ألقى أيدي تمتد على أي شي أقدر أطوله من غير محد يلاحظ ..

فينوس ابتلعت الصدمة : أبي تقولين لي السالفة كلها و من غير جذب إذا تبين فعلا المساعدة ..

*
*
*

نتأخر بينما نحن من عرفنا أولا أين خط النهاية ..

فا ذاتنا المهزومة تنازلت عن شرف المحاولة !

*
*
*

إلى اللقاء يوم السبت مساء بأذن الله ..

 
 

 

عرض البوم صور ضحكتك في عيوني  
قديم 21-05-11, 02:26 PM   المشاركة رقم: 17
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو ماسي



البيانات
التسجيل: Sep 2007
العضوية: 41908
المشاركات: 1,602
الجنس أنثى
معدل التقييم: ضحكتك في عيوني عضو على طريق الابداعضحكتك في عيوني عضو على طريق الابداعضحكتك في عيوني عضو على طريق الابداعضحكتك في عيوني عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 333

االدولة
البلدKuwait
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
ضحكتك في عيوني غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : ضحكتك في عيوني المنتدى : القصص المكتملة (بدون ردود)
افتراضي

 


الجزء السادس عشر :

*
*
*
نرهق ذواتنا بترقب ما نكره ....

بينما التدرب على قفز الحواجز استثمار للوقت .

*
*
*

لم تجدي توسلاتي الخيالية لشمس أن لا تغيب اليوم ..
ليأتي المساء و يقترب ما أخاف منه ..

كنت مرتاحه للفكره أكثر عندما كنت محاطة بتشجيع من أثق بهم و أحبهم .. أما أن تأخذ زمام الأمر أبنة تلك التي أمقت فا الفكره كلها اصبحت كابوس ..

*
*
غيبت نفسها هذا الصباح بشكل متعمد و كنت أردد في نفسي أستعدي لما هو قادم !

و عندما غربت شمس هذا اليوم و أقترب الموعد الذي حددته مع الطبيب النفسي ذهبت لها استعجلها .. فا وجدتها أمام المرآة متأففة تبالغ في وضع مساحيق التجميل التي لا تتقن استعمال أدواتها .. و عندما رأتني رمت ما بيدها على التسريحة لتلحقها بنظرة مستحقرة أرسلتها عبر المرآة على عجالة .. بينما كانت با الأمس فقط تتوسلني بنظرات ملأها الخجل و الندم !

لا اعرف كيف شحذت قوتها الزائفة و أي أفكار هي التي ساعدتها لكن من المؤكد أنني لن أجعلها تقصيني من حياتها و تنبذني في زاوية التجاهل . .فأنا أختها و عليها أن تعي هذه الحقيقة
فا قد تتغير علاقتها با هند و أنفال مع مرور الوقت لكن علاقتي بها هي المركز و المحور .. و كل ضرر يحصل ينعكس على كلينا " أنا و هي " ...

*
*

فينوس : يعني بتقعدين طول الليل تلوين وجهج و تختارين اللي بتلبسينه ؟! ..

ديمة : أجل تبيني أروح مبهذله .. أكيد وقتها الطبيب النفسي بيقول هذي منتهيه و ما في أمل أعالجها ..

فينوس : إذا بنمشي ورى الفرضيات أجل أفرضي أن أول ما يشوف مظهرج اللي مبالغه فيه بيقول جتني بكل اللي سرقته ..

ديمه بغضب رمت القميص الذي كان بيدها : تعايريني .. توج أمس تقولين بتساعديني .. و إلا أنا عارفه أنتِ ما فكرتي أصلا تساعديني إلا لما شفتي بنات خالي يبون يساعدوني .. قلتي أصير أحسن منهم و ما خليهم يغلبوني .. أنتِ مثل أمج ما تحبيني و لا تحبينهم بس تبين تقربين عشان تفرجين على تعاستنا اللي أنتِ خلقتيها ..

فينوس تبتلع كلمات أختها بمرارة و ترد بهدوء : كل اللي قلتيه ممكن يكون صحيح أو غير صحيح بس اللي أكيد أني أحبج و تهميني و أنا أعترف أني كنت جبانه و ما ساعدتج أول ما عرفت في مشكلتج .. و هند و أنفال بحلهم شجعوني أتخذ ها الخطوة .. أنا أقدر أشجعج تروحين معاهم بس ما في داعي ندخلهم في مشاكل هم في غنى عنها .. و لما تطلعين و تردين معاي بيكون الوضع عادي و مو غريب .. و إلا أنتِ شرايج ؟

ديمة تبتلع هي الأخرى كلمات أختها على مضض : رايي أن تأخرنا

*
*
*

لم أعد أقرأ الجرائد بتمعن إلا بعد غروب الشمس فا مع شروقها أكتفي با العناوين الرئيسة فا عذبي كعادته يأتي ليستحوذ على كل شيء و يجعله تحت يديه و ناظريه ! ..

لذا عندما دخل فجأة و على محياه كل تعابير البهجة لا إراديا وجدت يداي تمسكان بقوه على أطراف الصحيفة من خوف أن تسلب مني حتى بعد أن أصبحت أخبارها قديمه و غير مفيده !

*
*
*

عذبي : أبوي وينه ؟

أصيل الذي أستغرب من عذبي الذي لم يحدثه منذ تلك المواجهة : جاي بطريق من المزرعة ..

عذبي يقترب و يجلس ليهمس : حلو .. أجل قبل ما يوصل أسمع با الموضوع اللي بفتحه معاه ..

أصيل تأهب للإستماع : خير ؟

عذبي المبتسم : مسامح ال*** جاني اليوم يخطب .. ما تخيلت أبد يحصل لنا ها النسب ..

أصيل يترك الصحيفة من يده : ما عرفت لك .. توك قبل كم أسبوع تشيل و تحط تبي فينوس ترد لشملان و اللحين تبي تزوجها لمسامح ؟!!

عذبي يعقد حاجبيه : و شدخل فينوس با السالفة .. أنا أتكلم عن ديمة

أصيل بتجهم : ديمة البزر ؟!! .. مو هذا مسامح ينادونه أبو رحاب

عذبي : و ما عنده غيرها .. زوجته صار لها عشر سنين ما حملت و الرجال يبي عيال و زوجته موافقه ..

أصيل بغضب : و الله ها المسامح عليه وساعة وجه اللحين بيصك الأربعين و يبي وحده أصغر منه بعشرين سنه ؟!!

عذبي بغضب مماثل : أولا عمر الرجال مو مهم و كل ما كبر كل ما صار أتكن و لا يمكن تسأل عنه أحد و يقول لك فيه إلا كل خير .. و بعدين هو ما خطب ديمة با الاسم هو قال لي أنه يبي العرس و يبي يناسبنا ..

أصيل : خلاص أجل .. شاور فينوس يمكن بعد ما رفضت شملان تقبل في مسامح ..

عذبي بتسرع : خبل أنت .. أنت شايف أختك .. بيهج الرجال أول ما يشوفها .. فينوس ما يصلح لها إلا شملان لأنه قابل فيها ..

أصيل أشتعل غضبا : فينوس لو يوزنونها ما يكيلها زين الحريم كله .. فينوس يكفي روحها تزينها ..

عذبي مدافعا : و أنا ما عندي شك .. بس أنا و أنت أخوانها نشوفها بشكل ثاني عن الغير .. خلنا بس من ها الموضوع ... و ساعدني نقنع أبوي ..

أصيل : طلعني من السالفه ديمة أختك و أنت بكيفك فيها أنا مالي خص إلا با فينوس ..

*
*
*

كأني بدلو الذي كنت أتجنب المرور بجانبه يراق أمامي و أفشل في تجنبه ... لأسقط و كل ما بي يتوجع و انهر نفسي أن أتأوه ..
و قبل أن تنتهي اللحظة أقف بكبرياء لأبحث عن من كانت ترافقني
لأرى هل انتبهت أم أيضا هي تعثرت !
لأجدها لأول مره بجانبي تنظر لي و الدمعة على خدها تصلبت مرتجفة كأنها على سفح يهدد با الأنهيار ! ...

*
*

ديمة با صوت خائر : فينوس ..

*
*

هذا كل ما نطقت به قبل أن ترتمي بأحضاني وتبكي بهلع لترتفع شهقاتها و تجذب القاسيان اللذان تسببا بأذية قلبها اليافع ..

*
*

ارتعبت من الصورة ..

هل سمعت إحداهما أم كليهما استمعن لما دار من حديث بيننا ..
إن كانت ديمة من سمعت فا لا يهمني لكن أن تكون فينوس من سمعت فا أنا في مأزق .. قد لا تحدثني بعدها أبدا !

*
*

عذبي : خير شفيها الدلوعة ؟

فينوس بنظرة متهمة : أنت اللي شفيك .. شنو اللي صاير لك .. تمشي و تحطم ؟!! ..

عذبي يهاجم : الظاهر فيروس التنصت أنتشر .

فينوس : بدال ما تهاجمنا على الأقل يا أخي أعتذر ..

عذبي يواصل هجومه : أعتذر عن شنو ؟!! .. أني أبي لخواتي الخير مع رياجيل كفو ..

فينوس التي مازلت تضم ديمة الباكية : ما عاد فيه أحد فيه خير ..

*
*

غضبي نطق .. لكني لست مقتنعة بما قلت . .

لابد أن هناك خير عظيم في العالم و إن لم أراه .. لابد أن الخير لازال متواجد و إلا انعدمت الحياة على هذا الكوكب .. أنا فقط في بؤرة الشر أعيش و علي أن أخرج منها بأي شكل ! ..

*
*

اكتفيت بصمت فا عذبي الذي عليه الآن أن يدافع عن نفسه ..
فا أنا لم أنطق إلا بما هو خير بما يخص أختي الوحيدة التي أحب ..
لكن كلمات عذبي القبيحة لابد أنها آلمتها و إن لم يريد أن يخفف عنها و يعتذر سأقوم أنا بكل ما هو لازم ...

*
*

فينوس بعدما هربت من أحضانها ديمة منتحبه لتتوجه لغرفتها : أقول بعد عني بس ..

أصيل متعجب : ليش .. شنو سويت ؟ ..

فينوس تتجاوز العبرات التي تخنقها : اللحين تقول أن ديمة ما تهمك كأنها مو أختك و تقول ما سويت شي ؟!! .. أنت مو أحسن من عذبي في شي .. كلكم غلطتوا و كلكم لو تعتذرون مني لباجر مو مسامحتكم ..

أصيل : يعني تبيني أجذب .. أختج هذي ما تنطاق .. و على اني شوف عريس الغفله كبير عليها بس لوافق أبوي ما يهمني رضت هي و إلا لا و ما راح ازيف مشاعري ..

فينوس : الموضوع مو العريس و لا غيره .. الموضوع أنها أختك .. من أمك و أبوك و إلا بس من أبوك . . هي أختك ..

أصيل يزفر الضيق : يعني اللحين بتزعلين علي و توقفين معاها و هي اللي بنفسها سنين و هي تعايرج " طرفه و طرفه " كأنج عدوتها مو أختها ..

فينوس بتعاطف أخوي : صغيره و كأنها يتيمة محد مهتم فيها و تبي تلفت الانتباه فا كل شي تقوله مفروض ما يشكل مشاعرنا اتجاهها ..

أصيل : أنتِ عطيتيها الانتباه و حاولتي تقربين بس ماكو فايده العوج عوج ..

فينوس : سبحان الله .. ترى توك ما يمديك تنسى أن صار لك سنين ما تكلمني .. لسبب سخيف و تافه قدام مشاعر الإخوة اللي تجمعنا ..

أصيل بإمتعاظ : خلينا ما نتكلم في الماضي ..

فينوس : با الضبط .. و هذا اللي أطلبه منك لا تلتفت للماضي و عامل أختك زين .. تخيلها يا أخي فطوم .. ترضى لفطوم مصير مثل اللي يخطط له عذبي ..

أصيل : أنتِ و هي كبرتوا الموضوع و هو كله بيد أبوي اللي أكيد ما راح يرضى .. أنا أقول روحي طمنيها و روحوا مشواركم اللي كنتم طالعين له ...

فينوس بأرتباك : لا خلاص نأجل طلعتنا ليوم ثاني ..

أصيل بفضول : و طلعتكم هذي كانت لوين ؟

فينوس فكرت بأن ما حصل قد يصبح ورقة رابحه بما سوف يحصل
لتنطلق با سرد كل ما حصل منذ الأمس ...

*
*
*

الآن ..

لا يهمني إن غضبت فينوس ... فأنا الغاضب عن استحقاق !

*
*

أصيل : أن عتبتوا باب البيت كسرت رجولكم .. هذا اللي ناقصنا بناتنا يراجعون طبيب نفسي .. تبين تفضحينا ؟!!

فينوس مندهشة من ردة فعل أصيل : أنت آخر واحد اعتقدت أن تفكيره بيكون بها التخلف .. نسيت علي الله يرحمه .. نسيت مرضه النفسي اللي تطور .. مو أنت كنت تقول يا ليتهم ما يطلعونه من الطب النفسي و يخلونه يتعالج ..

أصيل ينهرها : لا تخلطين المواضيع .. أختج حراميه مدلعه هذا طبع مو مرض .. طراقين و تأديب و بتعض الأرض و لا عاد تعودها

فينوس محذره : يا ويلك يا أصيل أن مديت يدك عليها ..

أصيل الغاضب : تهدديني ؟!!

فينوس : أذكرك بس أنك مو أحسن من أحد و أي تصرف منك بيكون له ردة فعل ...

أصيل بتهكم : و ممكن أعرف مسبقا شنو ردة ها الفعل ؟!!

فينوس تبتلع التردد : بقول لأمي السالفة اللي صارت بينك و بين عذبي ..

أصيل مقرعا لفينوس : جاهل أنتِ .. " أعلم عليكم " ..

فينوس تبتسم بمكر تعلمته منهم : أعلم عشان أساعد أمي تنفذ اللي مخططته لك ..

أصيل بتوجس : و شنو اللي مخططته لي ؟

فينوس تبتسم منتقمة لديمة : سي السيد مسامح ما جا يخطب إلا لما خطبوا منه أخته الموقرة لسيادتكم ..

*
*
*

ماذا حصل لي .. كيف لم انتبه .. نعم .. لاحظت لكن من دون أن أعير الأمر أي انتباه .. و كيف لي أن استجمع أفكاري و أنا ركزتها لتصب في اتجاه وداد التي أصبحت بقربها كا مراهق ! ..

لكن .. لا .. أنا لست ديمة .. أنثى في مجتمع ذكوري كل تملك من قوة يتمثل في دموعها التي تجيد تصنيعها من أدوات الضعف !

*
*

ردينه ترتشف قهوتها بهدوء قبل أن تجيبه : و الله طلعت فينوس مو هينه .. تقول مو زين الواحد يتنصت و هي عندها كل العلوم ؟!!

أصيل : يمه خلينا من فينوس اللحين و جاوبيني .. انتِ خطبتي لي من غير ما تشاوريني ..

ردينه تضع فنجالها بتمهل : لا طبعا .. أنا بس حبيت أجس نبضهم قبل ما نخطب ..

أصيل : يعني من وراي تخططين ؟!!

ردينه : أصيل علامك ؟ .. مو أنت دايما تقول أنا من أيدج هذي لأيدج هذي ..

أصيل يحاول السيطرة على غضبه بحضرة والدته : إلا بمسألة الزواج قلت لج اللي يرضالي عليج مليون مره أنا ما أبي اتزوج .

ردينه تبتسم له بحب : قلنا خطبه مو زواج .. با الكثير ملكه ..

أصيل يعقد حاجبيه كعادته عندما يستصعب عليه الفهم : شلون يعني خطبه و ملكه من غير زواج ..

ردينه : يعني أنا محتاجه لهم حيل بصفقه اللي يبيلها تسهيلات بنكيه كبيره و حصيلتها بترفعنا فوووووق .. بتصير أمك في قائمة أغنى أغنياء العالم خلال سنه.. فا أنت عاد خلال ها السنه تنازل شوي أخطب بنتهم و أجل العرس .. هي للحين تدرس و أكيد هم بعد مو مستعجلين عليها ..

أصيل يجلس با القرب من والدته : و مسامح هذا اللي طلع لنا و يبي بدل .. شنو الحل معاه ؟ .. أكيد ما راح ينتظر سنه على الوعد ..

ردينه تعود للابتسام و ترتشف قهوتها التي بردت : هذي عاد جدا بسيطه .

*
*

الأمور البسيطة في مفهوم أمي هي من أصعب ما قد يمر على قلوب البشر ... ستزهق مشاعر و تختلط أحاسيس و يصبح الكل عاجز عن التعبير عندما تحل عقد ما هو في عرفها بسيط !

.........................................................

*
*

وافقت في لحظة تهور ..

لكني أيضا لم أركن للمجازفة و استعديت بما هو ممكن ..

فا هذه الحقيبه تحوي على أبرة مهدأة و حبل رفيع يمكن لي به تقييده بعد أن أغرزها في جسده .. و أقفال السيارة تم التأكد منها بحيث المتحكم الوحيد بها هو أنا ...

*
*

علي يطلق ضحكه : هذي زنزانه مو سياره ..

شملان الذي لتو أغلق باب السيارة : المكان و شكله يعتمد على نظرتك..فاختار النظرة الإيجابية لصحتك النفسية مو هذا كلامك ..

علي : هذا كلامي في زنزانتي .. بس انا اللحين أبي أذوق الحريه لو لوقت قصير .. تكفى شملان ودنا الحديقة العامه و خلنا نتمشى ..

شملان بخوف داخلي : خلنا ناخذها وحده وحده .. اليوم نتمشى بسياره و المره الجايه أوديك لمكان بعيد و نتمشى فيه لين تقول لي ردني للبيت ..

علي بأسى : البيت .. أي بيت ..

شملان : البيت اللي صارلك سنين عايش فيه ..

علي بأسى غلف صوته : أنت تعرف أني ما عشت فيه إلا لأن وداد مونستني فيه .. وينها يا شملان .. هي بعد بتقول لي كانت خيال ..

شملان يبتسم : وداد مريضه .. شرايك نروح نزورها في بيتها ؟

علي بلهفة بعثرته : مريضه .. أكيد بزورها .. ليش توك تقول لي ..

شملان بقلق يدقق النظر في عيني أخيه المتلهفة : علي أنت معاي ؟

علي بتركيز : أي معك يعني وين بروح ..

شملان الذي ما زال متوجس : أجل توكلنا على الله ..

*
*
*

ما أجمل أن يستيقظ الإنسان في منزله ..

لأول مره منذ سنين أشعر باني في مكاني الصحيح .. أحس هنا با الأمان و أتمنى لو أن لي القدرة المادية التي تكفيني هم العمل و البعد عن واجباتي المنزلية التي أعشقها ..
نعم أحب أن أستيقظ في الصباح الباكر و أعد طعام الإفطار لأخي سالم و أن أودعه و أنطلق في منزلي الصغير أنظفه و أرتبه و أجلس باسترخاء أمام الآنيه التي ملأها با الماء حيث تركها سالم با القرب من الشجرة العملاقة حتى ترتوي منها العصافير الظمأى التي اتخذت على أغصان الشجرة العملاقة أعشاشا لها ..

و كلما توهمت أن هناك من يتلصص علي أسارع لغرفتي لأستعد و ارتدي ملابسي البسيطة و أنا أرجوا أن تتمهل الدقائق و تتركني أنعم في دفئ غرفتي الصغيرة .. لكن ما إن يقترب صوت محرك سيارة السائقة العجوز التي تقلني يوميا لحيث علي حتى أجر قدماي مودعه منزلي ...

*
*

في الطريق اتصلت با العجوز المتقاعدة التي أوكلت لها مهمة إيصال وداد لحيث تريد و أخبرتها أني من سيقل وداد اليوم و يمكن لها أن تستريح .. و ما أن توقفنا حتى أدرت رأسي لعلي أتأمله و أتأكد أنه ما زال معي فا هو منذ انطلقنا لوجهتنا لم يتحدث بأكثر من جملتين .. و قبل أن أنطق خرجت وداد تتعثر بعباءتها التي لا أعرف إن كانت تستخدمها لأهميتها الدينية أم محيطها فرض عليها كيف تظهر في العلن .. بكل الحالات وداد طفلة لا تعرف كيف تتأنق أو تتستر .. هي ضائعة بين مفترقين !

*
*

تفاجأن برؤية سيارة شملان لكن ما إن اقتربت بتردد و بانت لي ملامح من يجلس بجانب شملان حتى صعقت ! ..

علي .. لِما هو هنا .. وكيف أخرجه شملان من دون إن يفر من بين يديه بين الطرقات ليهيم من دون وجهة ؟!! ..

*
*

ملامحها التي خبأتها وراء ساتر شفاف يفضح أكثر مما يخبأ كانت تنم عن الدهشة .. لا يمكن لي لومها .. لكن من يمكن له أن يرى ابتسامة علي الشفافة و يتردد في الاقتراب .. فا عزمت أمري و ترجلت لأحثها على الإسراع ..

*
*

وداد : هذا علي اللي معاك ؟

شملان : أي .. يله خلصينا أركبي قبل ما الجيران يلاحظون ..

وداد : مدام علي ما فيه شي و شكلك أنت ما عندك شغل خليني أرد أقعد في البيت و أنتم توكلوا على الله ..

شملان يزمجر غاضبا بهمس : اللحين علي بنفسه جايج و أنتِ تعززين .. خلصينا أمشي .. و إلا أنزله و ندخل البيت ..

وداد بذعر : لا .. لا .. لا تنزله أنا أركب و روح معكم ..

*
*
*

كنت منذ الصباح أتخبط بين الحارات أحاول أن أصل لمنزلها ..
لفضول قاتل تنامى في داخلي لينبت عشرات الأسئلة ..
بدأ ب أين تعيش .. و من معها غير أخيها الصغير .. و لما أمام كل الإغراءات المادية التي عرضناها ما زالت تمانع في المجيء كل صباح لمنزلنا ..

و لماذا بدت الأسبوع الفائت قلقه برغم أنها دوما كانت على اتصال بأخيها للاطمئنان عليه .. من غيره يهمها أمره و تترقب اتصاله ؟!! .. لما دوما كانت تهرب بعيدا كلما أفزعها الرقم الوارد ؟! ..

ما الذي تخفيه هذه الوداد .. ما الذي يعكر صفو صدقها
و يجعلها تتعثر بكذبات صغيره كلما واجهناها با الأسئلة؟!

و ها أنا هنا أبحث عن الأجوبة ...

*
*
*

من منا الصادق في مدى فضوله ..

المتلصص عمدا .. أم المنصت لكل شاردة ؟!

*
*
*

نلتقي بأذن الله يوم الأثنين على الموعد و بجذيه نرد لموعدنا الأسبوعي ..

 
 

 

عرض البوم صور ضحكتك في عيوني  
قديم 23-05-11, 04:16 PM   المشاركة رقم: 18
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو ماسي



البيانات
التسجيل: Sep 2007
العضوية: 41908
المشاركات: 1,602
الجنس أنثى
معدل التقييم: ضحكتك في عيوني عضو على طريق الابداعضحكتك في عيوني عضو على طريق الابداعضحكتك في عيوني عضو على طريق الابداعضحكتك في عيوني عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 333

االدولة
البلدKuwait
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
ضحكتك في عيوني غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : ضحكتك في عيوني المنتدى : القصص المكتملة (بدون ردود)
افتراضي

 

الجزء السابع عشر :

*
*
*

لا تكون الحقيقة كاملة عندما نخلق نحن أحد أركانها
فا وضوحها يكون أطهر عندما لا نهتم بمن زيفها !
*
*
*

كل الاتجاهات تعاكست و مفارق الطرق تحولت لسدود عالية
كأني مؤمن في قرية ملعونة .. يحاول الخروج من المتاهة التي دخلها فقط لأنه أراد الحقيقة .. ليجد الطوفان يحاصره و يهدد بالتهامه ليفر متبعا قلبه حيث يقوده للمخرج الآمن ..

و عندما وجدت المخرج ترددت ثم أعدت التفكير ..

هل اخرج من هنا قبل أن أفهم ؟

*
*
*

أصيل عاد أدراجه ووقف في باب منزل وداد يطرقه من غير هواده
حتى توقف أحد الماره يراقبه من مسافة قصيرة ليبدأ السلام ثم السؤال : ها البيت مسكون و إلا مهجور ؟

الفتى بفضول مزعج : تبي تشتريه .. ترى في بيوت أحسن منه في الحاره .. أقدر أدلك على ..

أصيل مقاطعا : لا ماني شراي .. أنا جاي أنشد عن عرب لنا معاهم صلة قرابه ..

الفتى متكرما با الأجوبة : إذا تبي أبو سالم .. الله يرحمه توفى من سنين .. ما في ها البيت إلا سالم و أخته بس ما أنت محصل أحد في النهار .. ما يردون إلا آخر الليل ..

*
*

أعقبت جوابه بأسئلة متلاحقه كل منها يرمي لجمع أكبر قدر من المعلومات عن تلك الوداد .. و ما خلصت إليه أنه بعد وفاة والدها اختفت بأخيها و لسنين غابت و لم تعد إلا قبل شهرين .. و لا أحد يعرف أين كانت ! ...

............................................................ .........

*
*
*
الصامت بتجهم بجانبي انفرجت أساريره منذ أن ركبت وداد السياره
و لم تتوقف عيناها عن مراقبتها من خلال المرآة العاكسة .. يبستم لها حينا و حينا آخر يغدق عليها بكل ما يحفظ من معلومات تخص البيئة !

*
*

وداد الضجره من حديثه : علي أنت كنت تحلم تكون مذيع لنشرة الجوية ..

علي : لا أنا طموحي كان أكبر ..

وداد بفضول لمعرفة كل تفاصيله : و شنو كان طموحك ..

علي يصمت ليسرح ليجاوبها شملان : علي كان له با الهندسة كلها .. من هندسة الكلمة لين هندسة الجينات .. كان شاطر جدا في المدرسة و تخرج بمجموع عالي و دخل الكليه للي بيها و تخرج منها بعد ..

علي يبتسم ليلقي نظرة سريعه على أخيه : تذكر لما قلت لك أسمع .. الناس حولنا يوشوشون هذا المجنون صار معاه شهادة بعد !

وداد تفاجأهم و تطلق ضحكه تحاول بها تشتيت التوتر الذي بان على وجه شملان الذي لمحة جانبه : يعني اللحين أنا زوجة المهندس

علي يعقب ضاحكا : المفلس ..

شملان : علي أنا تعبت من الفراره بردك البيت .. شقلت ؟

علي يغمز لوداد من خلال المرآة العاكسه : مدام معاي وداد ودني أي مكان و أنا راضي و ممنون ..

*
*

ها هو علي بشخصيته التي أعرف .. مغازلا بمفرداته المنمقه .. و المضحك أنه و لسنوات لم يطبق أي من الذي يمرره لي في عينيه
و مفرداته المعسولة .. حتى بدا لي أن علي يكرر مفردات سمعها يوما من لسان أحد المغازلين المحترفين لأحد الحسنوات !

*
*

علي بعدما وصلوا للمنزل و دخل زنزانته : يعني ردينا على طير يا اللي ..

وداد من وراء الباب : علي أنا موجوده معاك بينا باب أو بس الهوى
..شنو اللي يفرق ؟

علي : محتاج لدفى أنسان .. معقول أنا و أنتِ سنين مع بعض و لا مره حطيت راسي في حضنج ..

وداد : ثواني يا علي و بتبعدني عنك .. يمكن لو ألمس اللحين أيدك تنفضني لين أطير فوق السطح ..

علي يطلق ضحكه عميقه منكسره تخص صوته : ذكرتيني با السطوح .. مشتاق أنام فيها و أشوف النجوم فوقي .. لما كنت صغير أنا و وضوح كنا نركب لسطح و هي تمثل أنها أمي و تحط راسي في حضنها و تغني لي لين أنام و لما كبرت كانت تقول لي راسك صار ثقيل و ما ينفع لك هوى السطوح .. قفلوه عني يا وداد .. أنا المجنون .. و من السطوح لين ها الغرفه .. و يا خوفي باجر يحطوني بسرداب و ما عاد اسمع صوتج ..

*
*
*

و غاب .. غاب بعد أن لان قلبي و كدت أتجه للقفل حتى أفتحه و أتلقف رأسه بين أحضاني و أعده با الأمان ...

الأمان .. الذي يمكن أن يخلق من ضعيفين يحتاج كلاهما للآخر

............................................................ .....................


*
*
*

أخلق ما قد يلهيني لأطرد كل ما يعتريني من مخاوف ..

لا أريد أن تنبت في رأسي نخله لتثمر بما لست مستعده لقطفه ..

لكن تجهمه و إنطوائه ينذر بشر !

*
*

هند مقتربه و تردد بهمس : خالد .. خالد ..

خالد المغمض عينيه : خير ..

هند : الخير بوجهك .. ما أنت قايم ؟

خالد يفتح عينيه ببطء : قصدج ما أنت ذالف ؟

هند بردة فعل تلقائية : لا حشى .. مو هذا اللي قصدته .. بس مو عادتك تغيب عن الشغل و تنام لنص النهار .. فيك شي ؟

خالد ينهض ليعتدل جالسا على سريره : طلعي لي ملابسي بتسبح ..

هند : زين ما رديت علي .. شفيك .. حاس بتعب و إلا مكدر خاطرك شي ..

خالد ينهرها : أنا أكره ما علي المره الفضوليه اللي تقعد فوق راس زوجها لين يعطيها كل علومه ..

هند بدهشة : اللحين لما الوحده تسأل زوجها شنو اللي مضايقك تصير فضولية ؟!! .. يعني انا لصرت متضايقه ما راح تجي و تسأل علي .. تبين لي انك مهتم و ضايق من ضيقي ؟!!

خالد يتمتم بعبارات الذكر ليستعيد هدوءه : يا بنت الحلال لو أبي أقول لج ما يحتاج تجين تسأليني .. و بعدين ما في إلا العافيه .. أرتحتي اللحين ..

هند تجلس على طرف السرير : يعني تبي تفهمني أن لما تضايق من شي و إلا تحتار بمسألة ما تفكر بشخص معين تروح له و تشكي له

خالد : الشكوى لغير الله مذله ..

هند : و نعم با الله .. بس معقول ما في أحد قريب منك تحب تقول له اللي في خاطرك و اللي مزعجك ..

خالد يصمت لدقيقه ليتأملها ثم بصوت أقرب للهمس : و هذي هي .. لما أبي أعرف منو مني قريب أطالع فيه بس و يفهمني و ما يحتاج أنطق و أفسر ..

هند فهمت أنه يريد أن يخبرها كم هي بعيده و هي ستحاول أن تخبره با العكس : في ها النقطه معاك أختلف ..

خالد يبتسم بعد طول تجهم : شلون يا ست الحسن ..

هند لا إراديا غمرها شعور الخجل : أقولك بس قوم با الأول تريق معاي ترى ما اكلت شي أنتظر حضرتكم ..

خالد يتعكر مزاجه مجددا : هند لله يهداج .. تراج تحملين روح بتصومينه يعني ؟!!

*
*
*

طبعا لم أفرض على جنيني الصيام بل أطعمته مع زغزغة العصافير الجائعه هذا الصباح ... لكن أنا بت أعرف ما يجعله حولي متأهبا ليغدق علي باهتمامه .. خالد يترقب ولادة هذا الطفل على أحر من جمر .. يريد أن يراقب نموه و يحرص على توفير ما يسعدني ليسعده هو !

*
*

خالد بعد أن أنتهت هند من تناول طعامها : ما أكلتي شي ؟

هند تبتسم : إذا كثرت اللحين ما راح أقدر أتغدى ...

خالد يتناول الجريده من أمامه ويهم با القراءه ليتوقف لدقيقه ..

هند : شفيك أطالعني جذيه ؟!!

خالد : بشنو تختلفين معاي ؟

هند : أنت تعتقد اني بعيده عنك بس أنا أعتقد أني قريبه .. مدامني لاحظت أنك متضايق فمعناها أنا أحس فيك حتى لو ما تنبأت بشنو مضايقك و طبعا التنبأ حرام و مستحيل ..

خالد : التوقع او خليني نقول الاستنتاج مو حرام .. و انتِ ما تحسين فيني أنتِ بس تعرفين سلوكي و نمط عيشتش و روتينيو لما كسرت دائرتي لاحظتي ..

هند لم تستطع أخفاء الحزن في صوتها : زين مو الاستنتاج يحتاج معادلة .. و انت في أبتعادك حارمني من تفاصيلك .. يعني شلون تبيني أستنتج و انت ما تكلمني بشي يخصك ..

خالد بدهشخ غمر نبرته : أنا اللي مبتعد .. مو أنتِ اللي ماده البوز أربع و عشرين ساعه و لجيت لمكان قمتي منه .. أنتِ يله تقابليني على الوجبة اللي طبعا تعذرين فيها عشان ما تكلمين و لا تسمعين ..

هند مهاجمه : لكل فعل ردة فعل .. و البادي أظلم ..

*
*
*

أنسحبت بعدما فرضت الأنتصار على الرغم من أننا لم نبتدأ من الأساس ... كيف لي أن أتخاطب معها و هي تريد فقط أن تلبس ثوب الضحيه لتذكريني بخطأي الذي لا يغتفر ... يكفي أني هنا بأختيارها هي و ليس أنا ..

يكفي ان هذا المنزل الذي يخنقني هو سبب ما حصل با الأمس ..

*
*
*

................ من ذاكرة خالد ..................

*
*

خالد : يمه مو كنتِ موافقه ..شنو غير رايج ؟

أم خالد : لا ما كنت موافقه .. قلت خلني أفكر ..

خالد : الله يطول لي في عمرج ما في شي مهم يحتاج كل ها التفكير

سند الذي كان منزوي بصمت أنفجر : يعني حنا مو مهمين و انت المهم .. انت ولدها و حنا ما جينا من بطنها ؟!!

خالد : لا حول و لا قوة إلا با الله .. انت اللحين من كلمك ..

أم خالد تنهر أبنيها : عيب عليكم تناحرون قدامي ..

سند : ما تشوفينه يمه يقول ما في أحد دونه مهم !!

أم خالد : كلكم عيالي و كلكم مهمين عندي ..

خالد بمهاوده : زين أنا عندي حل .. خليج أسبوع عندي و اسبوع عندهم ..

أم خالد تنظر لخالد بعمق لتمد كفها لكفه : أنا يمك عجوز مالي غير مكاني .. و هذا أنت كل يوم عندي و شبي بعد ..

خالد يغمز لها بتحبب : أنا أعرض عليج التقاعد .. تقعدين في وسط البيت تامرين و تنهين و باجر أن شاء الله بيشرف حفيدتج و ما في أحد غيرج بيسنعه .. أنا ما أبيه يصير مثل عيال ها الوقت .. أبي تربيتج ...

أم خالد تبتسم سارحه في الخيالات حتى دمعت عيناها : متى يا خالد متى أشوفه بين ايديني .. الله يجيبه متعافي و تقوم أميمته با السلامة

سند يسارع با الاقتراب ليرمي رأسه في أحضان والدته : أفا يمه أشوف ولد خويلد أخذ الغلا و هو توه ما شرف ..

خالد قبل أن تجاوب أمه : إذا تغليني يمه تجين معاي على الأقل ها الأسبوع ..

أم خالد : أفا يا خالد و الغلا يا أمك ينقاس ..

خالد : يمه طلبتج تعالي معاي لبيتي ..

أم خالد : هذا بيتك يا امك أما هذاك بيتها هي ..

خالد الذي صعق بجواب أمه : يمه أنتِ اللي حنيتي علي أأجر لها في المكان اللي هي طلبته .. و اللحين تعايريني ؟!!

أم خالد : انا حنيت عليك لما شفتك متشفق عليها و على ضناك .. أنا ما ابي أحرمك منهم و أنت يا ضناي لا تحرمني من عيالي و بيتي .

*
*
*

و أنا ..

أبزواجي انتهى دوري كأبن .. ألا أستحق وجود أمي في حياتي أم علي أن أفاضل بين امرأتين لا تجوز المقارنه بينهما !!

و كلما مر الوقت علي هنا أستشعرت الظلم .. و بدأت أشكك بأرباحي و هل تستحق ... أنا لست مرتاح أو سعيد .. بل مشتت و حزين .. و عقابي كان اشد من ذنبي .. نعم ضربتها و انتهى الوجع بأيام معدودة بينما جررت لهنا بابتزاز ليطول عقابي في مده مفتوحة
لا يمكن لي أن أعد أيامها متأملا في قرب لحظة الإفراج ..

............................................................ ...............

*
*
*

منذ أن جرني ساري للمنزل في محاولة إدعاء بحق ليس له و أنا غاضبه .. فا من أين له الجرأة في إدعاء دور الأخ المهتم ؟!!

و من المضحك أني بمواجهته لم أجد إلا شخصا متنمر يريد فقط أن يقوم بدور أعجبه و علينا كلنا أن نسايره ..

*
*

أم ساري : و قص اللسان .. قصري حسج و إلا قصرته لج ..

وصايف : كل هذا دفاع عن ولدج ..

أم ساري : أنتِ اللحين جايتنا مثل عجة أبليس تصارخين و تهددين و بعد لا تردون علي ...

وصايف تحاول أن تنظم عملية تنفسها لتسترخي : يمه أسمعني .. اللحين يرضيج مره طول بعرض أم عيال ينوخذ منها تلفونها بدون حتى ما تنعطى سبب ..

أم ساري : يمه يا جورج يا وصايف .. اللحين ساري ماخذ تلفونج من غير سبب .. ما اخذه إلا من سين فعولج ..

وصايف تتقافز الدموع في مقلتيها : ليش شايفين علي شي .. مكلمه فلان و مغازله علان ..

أم ساري : إلا مكلمه طليقج و هو ما يحل لج ..

وصايف : اللحين المسج صار كلام .. و بعدين كا اللي كتبته له جيب عيالي يزوروني يومين ..

أم ساري : أي و يجي عذبي في عيالج ويقول لساري جبتهم على حسب طلب أمهم بس يا ليت التواصل ثاني مره يكون بيني و بينك و رقمي ينمسح من تلفون أم عبد الله ..

وصايف بهتت : هو قال جذيه .. الحقير ...

ام ساري : و ساري يا بعد قلبي جاني ضايق يقول خلتني بنتج بنص هدومي .. فشلتيه و بعد ما تبينه ياخذ تلفونج ..

وصايف تجهش با البكاء : الله ياخذني و ترتاحون ..

أنفال التي كانت إلى الآن فقط مستمعه : وصايف تعوذي من الشيطان و لا تدعين على نفسج .. إلا ربي يخليج لعيالج و لنا .. و عذبي الحقير ما سوى ها الشي إلا من حر ما يونس .. خليه يولي و لا تشغلين بالج ..

*
*
*

لا يوجد في هاتف وصايف ما يدعوا للخجل .. حتى الرساله القصيره اللي أرسلتها لعذبي كانت جدا مختصر و لها هدف واضح
لو أنني غير موجود و أبي الحاضر الغائب غير مستعد لتواصل مع عذبي .. من كان سوف يتواصل معه أفضل من فينوس بما يخص أبنائها .. لا .. لا من المعيب لها أن تتواصل مع غريب .. نعم هو غريب حتى لو كان اب أبنائها و ابن الخال .. الخال .. نعم .. هو من يجب أن يكون همزة الوصل بينها و بين عذبي بما يخص اطفالها ..

أطفالها ...

لكنها تخلت عنهم له .. و لما الآن تريد أن تستعديهم تدريجيا لعالمها
أم تريد من غير وعي أن تستعيده هو !

لا .. وصايف أقوى .. لا يمكن لي أن أتخيل أنها خرجت من زواجها بأبشع طريقه حتى تعود له في تذلل .. و لو كانت تريد العوده فقد طلبها و هي من رفضت .. إذا ما قام به عذبي فقط انتقام مني و منها با الأخص .. هذه عادته عندما لا يستطيع امتلاك اللعبه يحطمها حتى لا يصل إليها أحدا من بعده ...

*
*
*

ساري يمد الهاتف النقال لوصايف : أخذيه و أنا آسف . .لحظة غضب و أنتش مالج دخل ..

وصايف تناولت هاتفها : و انا آسفه حطيتك بموقف محرج .. بس ما توقعت بيصير جذيه .. من تطلقنا اصلا و هو لبغى شي يخص عياله دز لي رساله .. يعني مو بس انا .. للأسف مسحتهم كلهم و إلا جان خليتك تحطهم في عينه عشان يتسحي على وجه الحقير ..

ساري : حصل خير .. و أنتِ إذا تبين شي أفضل تقولين لي وأنا اكلم خالي .. لأن عذبي صاير ما ينطاق و صعب معاه التفاهم ..

وصايف : ما أبي شي .. و عياله هو ادرى بمصلحتهم .. بس اكد على خالي انهم على الاقل يزوروني كل أسبوع ..

ساري : خلاص صار ...

وصايف بعد أن طال صمت ساري من دون أن يتحرك من مكانه : في شي ثاني بخاطرك تقوله .. قوله ترى عادي ما أظن با أنصدم من شي بعد اللي صار اليوم ..

ساري : أنا ملاحظ أنج صايره مثل وضوح ..

وصايف بإستغراب : مثل وضوح ؟!! ..

ساري : أي .. تعرفين شنو اللي يشوه نفسيتج و ترفضين العلاج متعمده ..

وصايف : و شنو اللي يشوه نفسيتي ؟

ساري : أنتِ طول عمرج نشيطه و مشغوله .. ردي أشتغلي و أستعيدي ثقتج بنفسج .. أصلا أنتِ ما تصيرين أجمل إلا لما تد\خلين دائرة التنافس ..

وصايف تبتسم بمتعه تتخيلها : فعلا أنا مشتاقه لجو العمل و التنافس .. فعلا احس أني ميته بين اربع جدران بدون هدف بس مقابله أمي تهاوشني و ازعل ..

ساري يطلق ضحكه عميقه : أنتش و أمي عاد لجتمعتوا تسون حفله ... ها شقلتي .

وصايف : بشنو ؟

ساري : أكلم لج خالي يردج الشغل ؟

وصايف مصدومة : أنت من صجك ؟ .. شلون .. خالي ما يسوي شي إلا بموافقة ردينه و عاد ردينه اللحين تكرهني كره العمى .. خاصه أني بقيت أبوقها ..

ساري : و أنا وياج نعرف شلون تفكر ردينه ...

وصايف التي ألتقطت الفكره : خل أعدائك الأقرب .. بس بعد يمكن ما توافق وأكون فشلت نفسي ..

ساري : بكلم خالي يجي الأقتراح منه و ما راح يبين أنه منج .. و إذا رفضت بتكون رفضت أقتراح ابو عيالها مو أنتِ ..

وصايف بخبث سبح في عينيها : يا أن عذبي بيموت من القهر إذا رديت توظفت با المؤسسه ..

ساري : إذا نجحنا و رديتي أبي تردين بروح جديده و طموحه و ما أطالعين ورى .. و بعدين اختياري للمؤسسة جدة عيالج جاي من حرص عليج في بيئة العمل .. انا أعرف أنج بتكونين مرتاحه هناك فلا تصعبين الأمور على نفسج ..

وصايف تطمأنه : خلاص لا تشغل بالك أنت بس كلم خالي و إن شاء الله يقدر يساعدني ..

............................................................ .........

*
*
*

تعتصم في غرفتها الذي دوما اتخذتها ملجأ لها منا !

على أن أمي دوما كان تردد أن غرفتها متسع لنا من شرورها !
و لم أفهم يوما أي شرور يمكن لأختي الصغيرة أن تحمل فا عينيها البريئتين لا تنطق إلا با الحزن ..

الحزن الذي حاولت عنها تخفيفه و منعتني حتى من الاقتراب منها لتجفيف الدمع ..

و ها أنا أعاود محاولاتي كل ساعة لتصدني بكلماتها الجارحة ... كأنها لم تكن معي هناك عندما تلقيت بألم نفس الكلمات ..
لِما تعيدها علي ؟ .. أهي فعلا شريرة أم أنها فقط تحاول أن تحاكي ما يعرض أمامها ..

*
*

أم عذبي تنقل نظرتها المتفحصة بين وجه فينوس و بما تحمل بين يديها : ما أنتِ متغديه معانا ؟

فينوس تنظر لصينية الطعام التي تحملها لتعود بنظرها لوالدتها : لا ها الغدى مو لي .. لديمة .. بس عيت ما تبي تغدا ..

أم عذبي تأخذ الصينيه من فينوس : هاتي الصينيه و أنا بقنعها ...

فينوس مندهشة : انتِ ؟!!

أم عذبي : أي أنا .. و من غير مطرود روحي أشرفي على تحضير السفره على ما اجي ..

فينوس تريد الأعتراض : يمه ..

أم عذبي تقاطعها : من غير و لا كلمه .. مو تبين أختج تاكل و ترد طبيعيه أنا أعرف شلون أقنعها .. يله روحي ..

*
*
*

لم اعد قادرة على إنتاج الدمع فا بؤبؤ عيني تصلب و الجفاف له تسلل و جفناي أصبحا بثقل جبل .. لكن ما هو العمل بهذ الحزن و القهر .. أين له من متنفس غير الدمع الذي مني مل و هرب ؟

لم أكاد أن أطبق عيناي استسلاما لنوم حتى عادت لتطرقه ..

جدا مزعجه .. ألا تفهم .. لا أريد أن أتحدث لأي أحد .. أريد فقط أن أنسى هنا حتى أموت من الجوع و يأكلني الدود ..

*
*

أم عذبي : هذي أنا مو فينوس .. يله أفتحي ..

ديمة بفزع : ردينه ؟!! . .شتبين .. ما راح افتح لج أنتِ بذات ..

أم عذبي : عاد أنا بذات اللي بردج لأمج ..

ديمه تقفز من فراشها لفتح الباب : شلون ؟

أم عذبي تتجازوها لتدخل : سكرلاي الباب وراج و قربي ..

ديمه تغلق الباب و تقترب بتوجس : يله تكلمي .. شعندج ..

أم عذبي تتلاعب بديمه : أمج نفسها عزيزه و لما من سنين أقترحت على ابوج يجيبها تعيش في الملحق أرفضت و قالت مالي إلا بيت أخوي و بنتكم عندكم .. لأنها ما تقدر تاخذج و تفرض وجودج في بيت أخوها و عندهم بعد ولد تخاف تضيق عليه بوجودج ..

ديمه مقاطعه : و بعد ها الديباجه شنو ؟

أم عذبي تبتسم بإمتعاظ : بعدها يا قلبي مالج إلا تزوجين و يصير لج بيت و تاخذين أمج معاج .. و تفكينها من منة الناس ..

ديمة ارتدت للوراء متفاجأه من الإقتراح : و من قال لج أمي بتروح معاي ذا تزوجت .. أكيد بعد بتقول ما أبي أضيق على ولد الناس في بيته ...

أم عذبي : إذا تزوجتي واحد عنده بيت ثاني و انتِ شارطه عليه بيت بأسمج و مستقل تقدرين وقتها تقنعين أمج .. خاصه لما تقولين لها أخاف أقعد بروحي .و بتجيبين لها أحفاد و وقتها لا يمكن تهدج ..

ديمه باسى : يعني بتحب أحفادها أكثر من بنتها الوحيده ..

أم عذبي تغمز لها : ما أعز من الولد إلا ولد الولد .. فكري با الموضوع و بتلقين ربحج يفوق خسارتج ..

ديمه تضحك بتهكم : و أنتِ طبعا بزواجي أكيد رابحه ..

أم عذبي : أكيد راح أتخلص من وجودج في " بيتي " .

*
*

نعم هذا منزلها .. هي .. و ليس منزلي مهما طالت به إقامتي ..

محقة ...

بزواجي أضمن لي منزل يضمني طوال العمر من غير تحكم أحد حتى و إن تطلقت سيظل المنزل لي .. و أمي يمكن أن تحن عندما تجدني وحيده و بالأخص عندما أرعى بمفردي طفل .. ..

المنزل ليس المسألة الوحيدة .. و حتى المصروف ..

نعم النقود التي يغدق بها أبي علي و يحثني على إعطاء أمي منها بينما ترفضها هي بعزة .. من أين مصدرها ؟.. أليس من هذه العجوز الشريرة ..
بزواجي سأتخلص من تحكمها بي و با أمي .. و يمكن حينها .. يمكن لأبي أن يتحرر منها .. و يعود .. و تعود .. و نصبح عائلة واحده نعيش في منعزل عن كل هؤلاء الأشرار ..

لما لم أفكر بهذه الطريقة من قبل ؟! ..

هل كنت فعل أحتاج لرؤية ردينه الشريرة .. ألم يكن بمقدروي التفكير بمصلحتي من دون توجيه و نصيحه من خبيثه ؟!! ..

............................................................ ................

*
*
*
وصلت منهكا كأني كنت اجري بسباق المليون ميل !

و كل ما كنت أفكر به .. من ستكون عليه وقع المفاجأة بهول ما كانت علي ..

و وجدتها ..

تبدوا قلقة و هي غارقة في أفكارها ..

إذا كيف ستكون بعد دقيقه من أخبارها بما رأيت و اكتشفت ؟

*
*
*

فينوس : أنت متأكد انه شملان ؟ ..

أصيل يرفع طرف حاجبه مستنكرا تشكيكها : تبيني أجذب عيوني ... صح أنا كنت بعيد بس لا يمكن أغلط في زول شملان و بعدين السياره سيارته أنا متأكد ..

فينوس تدعي عدم مبالاة : زين و ركبت معاه مره متغطيه .. شنو الغريب في الموضوع يمكن موكله عنده و جاي ياخذها من بيتها ..

أصيل يزفر بملل : أولا المحامين مو سواويق .. ثانيا المره المتغطيه اللي أركبت بسيارته أخذها من قدام بيت وداد المربية ..

فينوس و كل حواسها تتأهب : وداد .. و أن وشدراك انه بيت وداد .. و اصلا شموديك بيتها ..

أصيل لم يحسب حسابه للإجابه على مثل هذا السؤال ليصمت قليلا تحت نظرات أخته المستنكره ليعود بإجابه صنعها بحرفيه : يا طويلة العمر أنا كنت رايح الموقع المشروع الجديد و من بعيد شفت سياره فخمه داخله ها المنطقه الشعبيه و شبهت عليها بسيارة شملان و الفضول أخذني وراه و لما ركبت المره بسيارته نزلت أنا و سالت واحد بشارع منهو بيته اللي كانت واقف قدامه .. و عرفت ..
و ما تخيلين شلون انصدمت .. خاصة أن طلعت وداد عايشه فيه مع أخوها سالم بروحها ..

فينوس المبعثره : مو شي جديد نعرف أن وداد يتيمه و عايشه بس مع أخوها ..

أصيل : أي بس أنا أحسب ان أم سعيد البيعاه تقرب لها و عايشه معاهم طلعت القصه غريبه .. وداد توها من شهرين راده تعيش في بيتهم يعني بفترة قريبه من تعيينها عندنا .. و الجيران يقولون أن من مات أبوها و هي مختفيه ! .. و آخر شي شملان قدام بيتهم ؟!!
و أصلا أنا شاك أن المره المتغطيه اللي أركبت معاه هي وداد ..

فينوس شعرت باالأختناق فا نهضت للبحث عن متنفس ليلحق أصيل بها : وين رايحه ؟

فينوس با أنفاس لاهثه : أنت اللحين و ترتني بمعلوماتك الجديده .. بروح أدور رقم أم سعيد و أسال عن ها الوداد .. اشوف من أي مصيبه جابتها ..

أصيل : لا يا خبله .. العصر ما بقى عليه شي و بتلقينها مشرفه على الموعد .. خلينا نقعد لها و نتكتك .. و لما تجي نهاجمها با الأسئله اللي ما يمديها تألف لها أجوبة ..

فينوس تنفجر : خبله و قبيحه و ضيف عليها هبله ما بقى فيني شي ممكن أحد يعجب فيه ..

أصيل يمسك بذراع أخته قبل أن تهرب : أبلعيها .. واياني و أياج تبجين عليه ..

فينوس تخونها الدمعه تصرخ به : و من قالك أني أبجي عليه .. يخسي ..

أصيل بحنيه : و الله مو مخربط كيانج إلا هو ..

فينوس يعتريها الخجل لتنفض كفه عن ذراعها بكل ما أوتيت من قوة : أنتم كلكم خربطتوا كياني .. بعد عني ..
*
*
*
*

كل منا له طريقته في الوصول للحقيقة ..
مره كانت أم حلوه بكل ما فيها ..
و المحظوظ منا ينالها من دون طمس ذاته و محو كل ما فيها ..

*
*
*

على خير بأذن الله نلتقي ..

 
 

 

عرض البوم صور ضحكتك في عيوني  
قديم 31-05-11, 12:09 AM   المشاركة رقم: 19
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو ماسي



البيانات
التسجيل: Sep 2007
العضوية: 41908
المشاركات: 1,602
الجنس أنثى
معدل التقييم: ضحكتك في عيوني عضو على طريق الابداعضحكتك في عيوني عضو على طريق الابداعضحكتك في عيوني عضو على طريق الابداعضحكتك في عيوني عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 333

االدولة
البلدKuwait
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
ضحكتك في عيوني غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : ضحكتك في عيوني المنتدى : القصص المكتملة (بدون ردود)
افتراضي

 

الجزء الثامن عشر :

*
*
*

تعيسه تلك الحياة التي تنتهي بانتهاك قلبك بتصريح منك !

*
*

لم أكن أفارق مرآتي حتى مع نداءات أخي الغاضب و المتوعد لي با العقاب .. لم أكن أتأمل جمالي بل كنت لنفسي أتحدث و أكثر الأسئلة
... لِما عن تلك الإناث أبدوا مختلفة ؟!!

لِما ابدوا مهرة متمردة و في عيني الخيلاء ارتسمت بينما هن كا الخيل الأصيل .. قوي و لصاحبه في منتهى الطاعة !! ...

لِما يتضخم بي الغرور و الأنفة و أردد أنا بينما هن من يحق لهن كل ما أنا عليه من غرور ؟! ... نعم يحق لهن و أكثر .. تلك بأخوتها الرائعون و تلك بثروة طوّعت لها الكل حتى أصبحوا لها عصبة !

لكن رأيتهم دوما يجاهدن في إرضاء الكل.. أم أنهن لنفسهن يحققن الرِضا ؟! ...
و عندما استعصت الأجوبة فضلت استنساخ الأسئلة ! .. لتصبح تلك مهمتي .. أن أرضي من حولي فا قد أرضى يوما عن نفسي ! ...
و في أول تنفيذ لِما قررت .. هزمت نفسي و خسرت ما كنت أنا
... لم يرضى عني أحد و لم ارضي نفسي .. وفقدت السعادة إلى الأبد ... فا زواجي منه كانت بداية التعاسة لمهرة فيني قد ماتت بعد أن احتضرت على صدره و صوته يهدهدني أن لا تخافي !

و ها هو صوته المتجعد بآثار ما كان و ضحكاته المتعبة تتردد صدى في أقصى الكينونة التي جردتني أنا ..

*
*
*

أم ساري تتجاوز أم ديمة لتطفأ الموقد : الله يهداج يا فاديه .. علامج بقيتي تحرقينا ..

أم ديمه تستفيق من غيبوبة الماضي : أعوذ با الله من الشيطان ..

أم ساري بتعاطف : هذا أبوها هني ما هو بطالع إلا لما يكلمها و يعلمها السنع ..

أم ديمة تهب مدافعة عن أبنتها : لا يا بنت الحلال خليها على الأقل قريبه من أبوها مدامها بعدت عني ..

ام ساري تهم في إعداد أواني المأدبة : خلاص خليج من أخوي أنا بكلمها تجي تقعد عندنا يومين تستانس مع البنات و تونسنا ..

انفال تقتحم المطبخ و تنطلق با العتاب : الله يهداكم ما تعرفون تصحوني من النوم اعاونكم ..

أم ساري : و شتعاونينا فيه .. بتطبخين أزين من طباخ عمتج ..

أنفال تنظر لعمتها : مو عمتي بسرعه ملت من تعليمي فمالي إلا أتطفل عليها لين أتعلم ..

أم ديمه تبتسم بمحبه : إلا شرايج تشترين كم كتاب لطبخ و تخلينا انا وياج نتعلم شي جديد ..

أم ساري تضيف : و ثمنهم علي .. و من باجر تروحين أنتِ وديمه تشترون الكتب و الأغراض اللي تبونها ..

أنفال بحماس : صار .. بروح أكلم ديمة ..

أم ساري : أول تعالي ودي السفره للمجلس ..

*
*
*

في المجلس توسطنا ليغدق علينا بقصصه الطريفة .. منذ زمن بعيد لم يزر هذا المجلس و لم يكن بهذا الاسترخاء ! ..
أم .. منذ زمن بعيد لم يوجه له أحد الدعوة ليستريح بيننا ..

*
*
*

أبو عذبي : أكرمكم الله ..

ساري : هني و عافيه ..

شملان ما إن أتجه عمه للمغاسل حتى عاجل ساري بسؤال : وين أبوك ؟

ساري : يقول ماله وجه يقابل خالي ..

شملان يبتسم مستنكرا : هذا أنا مقابله ..

ساري : عاد أبوي حساس مو مثلك وجهك عريض ..

شملان : لا يا أبو علي مو هذي السالفه .. عمي يعرف أني على حق و اللي أنوخذ با الحيله ما يرد إلا با الحيله ..

ساري متأففا : قصر حسك و خلنا من ها الموضوع القديم و لا تخرب علي موضوعي الجديد ..

شملان يتأهب : أنا قلت ها العزيمة وراها شي ..

ساري يلتفت للباب ليتأكد من أن خاله مازال بعيدا و بهمس : لما أفتح معاه الموضوع بتعرف و كل اللي أبيه منك المسانده و لما أغمز لك يعني أسكت و فكني من شرك .. و إلا أنسى أساعدك في سالفتك ..

شملان يرتشف ما تبقى في كأس اللبن ليغمز : صار يا ولد عمتي ..

............................................................ ......

*
*
*

لا أعرف كيف اطرق باب الحديث و كل ما يستحق الحديث به تنهار أمامه كل سبل التفاهم .. لكن .. أرفض أن يفرض علي ما علي تجنب الحديث به و ما علي أن أتحدث به ..

*
*

خالد : و أنا مو من أهل البيت ..

هند : انا ما قلت جذيه .. هي يعني مو عزيمة كبيره .. خالي متغدي عندنا و بس حتى عياله مو حاضرين ..

خالد : بس الشيخ شملان موجود .. انا شفته داخل بيت أهلج مع خالج ..

هند : شملان و ساري ربع و بعدين أنت معقول تبي تقعد مع خالي و انت شاق راس ولده ...

خالد : الخطى ما كان مني و قصه و انتهينا منها ..

هند تسارع في غفل الموضوع : فعلا قصه أنتهينا منها و مو مهمه .. خلني أجهز غدانا و نعين من الله خير ..

خالد ينتفض في محله : انا بروح أتغدى مع أمي و أخواني و انتِ روحي تغدي من ذبيحة أهلج ..

هند تتبعه : خالد الله يهداك لا تكبر الموضوع ..

خالد : اللحين أنا اللي أكبر المواضيع و إلا أهلج اللي خلوني جار لهم با الغصب و لا قدروا على حق الجيره ...

هند : خالد و بعدين معاك بتعلم أهلي السنع .. ذبيحه و إلا مو ذبيحه الغدا ما عليه إلا أهل البيت و أنا و أنت لنا بيتنا ..

*
*

تجاوزني متجاهلا ليخرج كا إعصار تولّد من دون مصدر ليفسد يومي و يجعلني في مهمة جمع ما تبعثر ...

*
*

أم ساري بنبرة متهكمة : نعزمه غصب ؟!

هند : أنا ما قلت جذيه .. بس يعني شنو بيضر ساري لقاله حياك على الغدا .. ترى يمه فشله يعرف أن عندنا غدا و هو مو معزوم عليه ..

ام ساري : يا حبج أنتي و رجلج لتكبير السوالف ... اللحين من عزمنا حنا ؟! .. مغير خالج و شملان كل جمعة يتغدى عندنا ..

هند : يا يمه مو سالفة خالي و إلا شملان السالفة أن ما يصير شي لقال ساري لخالد حياك على الغدا لو هي مره ..

ساري الذي دخل مع عمته مبتسما لهند : شعليج يا هنوده عمتي جايبتني لحد عندج أتاسف منج ..

هند : محشوم يا أبو علي .. أنا بس أتشره عليكم من غلاتكم عندي ..

ساري يقبل رأس هند : أبوي الله يهداه رفض يجي يتغدا معانا و تعذر بشغل ماله سنع و ما حبيت يجي خالد و يفطن أن الأمور بين أبوي و بين خالي مو زينه .. فهمتي علي ..

هند تطأطئ برأسها : و الله أنا فاهمه بس اللي عندي نفسه ضيقه ..

ساري : أي و الله نفسه ضيقه ها النسيب .. المشكله لتقهوى عندي و دخل علينا شملان كأن داخل علينا الشيطان .. ما عرفت شلون أتعامل معاه يعني مو معقول بطرد ولد خالي من ديوانيتي عشانه و هو اللي خيره مغطينا و إلا ها النسيب ما جى من وراه إلا عوار الراس ..

هند تخنقها العبره : خلاص أنسى الموضوع ..

ساري يزفر بضيق : وين المبخر صار لي ساعه أنطر ..

هند تهم با الخروج : هذا أنا بجيبه لك ..

ساري يمسك كفها قبل أن تغادر لا يا بنت الحلال أنتِ أستريحي ماتشوفين نفسج يله تمشين ..

*
*
*

رخيصة جدا و ليست على ذائقتي ... لا أعرف لِما أهداها لي فا هو لم يهديني يوما من المجوهرات شيئا ! ..
غير ما اشتريته من مهري لم يكن بحوزتي أي شيء غالي أهداه لي .. كان دوما يغدق علي با الورود و الشموع التي تنتهي على مائدة رومانسيه من إعدادي بمجهود مبالغ وضعت به كل طاقتي حتى أخبره كم أنا له شاكره على ما أهداني !

و الآن يفاجئني بقلادة من الذهب لا أتخيل أن أتباهى بها أمام أي أحد .. و المشكلة أني لا أعرف كيف أشكره عليها غير أني أتقلدها حتى يراها في عنقي كلما أرسل لي نظره ..

و كم أتمنى ان أعرف الهدف من هذه الهدية لأعرف كيف أتعامل معها ! .. هل هي عربون صداقه أم رسالة شكر على كل جهد بذلته مع أبنه الصغير علي .. و كم أود أن أخبره أنها لا تكفي بل أراها زادت من امتعاضي منه ..

فا أنا أراها سطحيه أمام عمق جرحه ليَّ ...

*
*
*

أنفال التي لاحظت السلسة التي تحاول إخفائها تحت قميصها الحريري : ورينا اللي خاشته ..

وضوح بانتباه : تكملين عن شنو ؟

أنفال و عينيها على ياقة قميص وضوح : السلسة اللي تلمع في رقبتج .. طلعيها خلينا نشوفها ..

وضوح تمد أناملها لسلسة : أييي قصدج هذي ...

وصايف تنطلق منها ضحكه مرحه : وضوح شنو هذي .. من وين شاريتها ..

وضوح بخجل تحاول مداراته : هذي هديه ..

وصايف : هديه ! .. ويييييه تكفين ما ماتو اللي ذوقهم جذيه ..

وضوح بعصبيه : تفاولين على أخوج ..

أنفال تسبق وصايف : أسم الله على أخوي ..

وصايف لم تكف عن الضحك : و من متى الأخ يشتري ذهب ..

أنفال مدافعه : يعني أنتم يا الحريم إن جاب الرجال ما عجبكم و أن ما جاب بعد ما يعجبكم .. دوروا لكم حل ..

وصايف : ما قلنا شي .. يبي يهدي يشاور .. ياخذ زوجته تختار اللي في نفسها أو ياخذ وحده من خواته تشور عليه بشي الزين .. مو يروح يشتري قطعة ذهب مبين أنها مستعمله و يمكن صاحبتها ماتت عن عمر يناهز المئه ..

وضوح هنا من انطلقت بضحكات مكسورة : لا و بعد تلقين ساري مكاسر فيها و متعب نفسه .. يله عاد حلوني شسوي فيها برقبتي و كم المدة اللي أخليها علي و تحسب لي مجاملة ..

ساري الذي كعادته يقتحم المكان من دون آن يشعر بخطواته أحد : وين المبخر .. ثلاثتكم في المطبخ عشان تشبون فحم ؟!

وضوح قفزت من مكانها محرجه لتسارع وصايف بإعطائه ما طلب : تعرفنا حريم لجتمعنا ننسى اللي بين يدينا .. تفضل يا أبو علي و منك السموحة ..

وصايف ما إن غاب : تهقون سمع ..

وضوح التي أوصالها ما زالت ترتعش تحاول طمأنة نفسها : ما بين انه سمع .. وجه كانت تعابيره عاديه ..

أنفال : إلا أكيد سمع .. لو ما سمع بيكون أصغه .

وضوح تتمادى في التبرير : يا ليت يكون سمع عدل لأنه واضح أن كنا نمزح .. صح كان واضح أن نمزح ؟..

أنفال بصدق : لا و الله ما نمزح إلا نتمسخر على ذوقه ..

وضوح تضع كفيها على خديها اللتان اصطبغتا با اللون الأحمر : أول مره يجيب لي هديه ذهب و يطيح علي اتمصخر عليه ..

وصايف تهون الموضوع : عادي قولي له الحقيقه .. الهديه شكلها مو حلو بس انتِ مقدره انه فكر فيج و جاب لج هديه ..

أنفال تقلب الطاولة : عمرج قلتيها لعذبي ؟

وصايف : الحق ينقال عذبي ذوقه حلو ما عمره شرى لي إلا الشي الزين قيمه و شكل ..

أنفال : يعني ذوقه حلو ؟

وصايف بغرور تحاول فيه إغاضة أنفال : طبعا ذوقه حلو مو أختارني و إلى الآن يبكي على الأطلال ..

أنفال : صج أنج مقصه .. أسالي ديمه منو كان يشتري لج هدايا الرضاوة يا مغرورة ..

وصايف بغضب : و ليش أسألها قولي لي أنتِ يا أم ألسانين ..

أنفال : لو اني أم ألسانين جان وقتها قلت لج و خربت عليج فرحتج .. بس اللحين أبي نفسج تطيب و ما تخلين أي أحد مستقبلا في مقارنه معاه ..

وصايف بنفاذ صبر : أنفال تكلمي .. شقالت لج ديمة ..

أنفال : أم عذبي توقع الشيك و تعطيه فينوس تشتري لج أغلى و أحدث ما نزل في السوق و هو لرد من سفرته و راق قالوا دق عليها و دز لها السايق و لا تنام إلا و هديتها في يدها ..

*
*
*

تمنيت أن أنفال لم تفعل .. كسرت وصايف أمامي و هو ما لم أحب رؤيته .. و ليس هكذا تكون النصيحة .. لِما لم تدعها مع ذكرياتها حتى و أن كانت كلها خيالات و أكاذيب .. فا على الأقل كانت ستحدث نفسها بأن يوما كان هناك من عشق روحها و لم يراها مجرد جائزة تمناها الكل و هو بها من حظا ...

*
*
*

أعلم .. أقسم أنني أعلم .. و في قرارة ذاتي كم وبخت نفسي على الرضى باستغبائي .. لكن ما كان في اليد حيله و لا في النفس من مقدرة على التحرر من الحماقة .. أعرف يقينا أنه كان بإمكاني قتل قلبي و التنازل عن خيالات الحب مع عاشق مل مني قبل مرور شهر من زواجنا ... لكن أنفتي و عزتي أجبرتني أن أتحايل على نفسي و استمر حتى لا ألتفت لعيون لاحقتني لترمي لي با الحقيقة
التي تردد صداها في عقلي الذي كان يأبى التوقف عن توبيخي ... كيف أتبعتي من تعالى عليكِ و تركتي كل من كانت السعادة تغمره كلما بقربه كنتِ !


............................................................ .

*
*
*

لا أعرف من أين أنشق هذا السؤال لكني نطقته بعفوية ليجاوبني هو بعفويه مماثله ...

*
*

علي : وصايف .. معنى السعادة ...

وداد بنبرة أنبرت فيها الدهشة : منو هذي وصايف ؟

علي : من اللي أتذكره .. بنت عمتي و خطيبتي .. أو با الأصح من كانت خطيبتي قبل ما تهج و تاخذ ولد عمي .. أي صح ولد عمي بس أيهم ؟!!

وداد تشوشت أفكارها : وصايف .. وصايف ...

علي كأنه ينطق با المرادف : .. و كل وصف للحسن فيها ..

وداد أستفزها غزله أمراه لا تعرفها : أنت فاصخ حيا .. تغزل في مره أجنبيه عنك قدام زوجتك ..

علي من وراء الباب بنبرة عابثه : إلا فاصخ عقل .. و ما على المجنون حرج ..

وداد الغاضبه : زين يا مجنون ما عليك شرها .. الشرها علي أنا اللي قاعده أعطي و آخذ معاك أنت مالك إلا اللي يسفهك و يخليك تكلم الطوفه ..

علي يقفز من مكانه ليلتصق با الباب : وداد تعالي .. لا تروحين .. مو أنتِ وعدتيني ما تخليني ..

وداد التي كانت تهم في المغادرة حاولت أن تستعيد هدوئها : أنا على كل حال لازم أروح وراي شغل .. باجر أن شاء الله أجي ..

علي بأعلى صوت : ودااااد .. تعالي أعلمج شلون في ها السجن فهمت شلون كنت أحبها ..

وداد تعاود الاقتراب من الباب و بفضول تسأل : كنت ! .. يعني اللحين لا ..

علي : لا .. أكيد لا .. الأعمدة وحده بس هندستها حنا اللي نبتكرها ..

وداد بحيرة : ما فهمت .. شنو تقصد ؟

علي يرخي رأسه على الباب الموصد : يعني يا أنثى مهما أختلفتي مو مهم ما يهم إلا أحساسي فيج ..

وداد بغضب أعتراها : و احساسي مو مهم .. يا غبي .. أكرهك ..

علي يطلق ضحكاته لخترق الباب الموصد من جديد : و أحساسج منو يصنعه غيري .. فهمتي .. مو مهم .. ما يهم إلا إحساسي أنا ..
لا تتعبين نفسج ..

وداد تناولت عبائتها لتنطلق لباب الشارع غاضبه تردد : أنا المجنونه .. انا الغبيه .. أنا اللي أحساسي مو مهم .. مو مهم ..


............................................................ ..............

*
*
*

لا أعرف ما هي مشكلة ساري .. حقق ما يريد و أقنع عمي من دون صعوبة بل عمي هو من تمادى و رسم المخططات التي لم أعلم يوما بإجادته لها ! .. و الآن عندما حان دوري و سهلت الصدف لي ما عجزت عن توفيره قفز ساري أمامي متبرعا بخدماته !

*
*

أبو عذبي : بس يا عيال بطيتوا راسي .. خلاص انا بتصل في أصيل يجي ياخذني ..

ساري : لا يا عمي إلا أصيل أن درى بمجيك بيوقف لنا ..

أبو عذبي : أي صحيح معاك حق ..

شملان يتقلد ذراع عمه: يله يا عمي خلينا نمشي مو زين وقفتك تحت الشمس ..

ساري : شملان و بعدين معاك خالي ضيفي و انا اللي بوصله ..

أبو عذبي : انتم علامكم تناقرون .. خلاص أثنينتكم وصلوني للمؤسسة و أنا مناك أروح لأهلي ..

شملان متفانيا في الكرم : مالك لوا يا عمي أنا أوصلك لباب بيتك .. و بعدين أحسن يشوفوني معاك عشان تضبط الخطة ..

أبو عذبي : أي معاك حق .. خلاص أجل توكلنا على الله ..

*
*
*

محامي و لي صولات و جولات في ميادين التخطيط و تلفيق الحجج .. لكن أمام عمي و في هذه القضية التي تؤرقني أجد نفسي طالب قانون يصارع أمام شبح الإنذار الثالث للفصل النهائي ..

*
*

يختفي المحامي الخبيث ليعود ذاك المراهق الخجول الذي دوما يتفانى من أجل راحة كل من حوله .. لم يكن شملان دوما قاسي و غير مبالي و عقله دوما في الخطط يعتمل ... بل كان فخرا لأخي الأكبر الذي كان دوما به يتباهى بقدر ما كان من علي خائب و متخوف ..

و متى تغير شملان و أصبحت أنا منه متخوف و للخيبه دوما متأهب ؟!

*
*
*

أبو عذبي بهدوء : اصفط السياره يا شملان و قل اللي مشغلك لا تعدمنا و تعدم خلق الله ..

شملان يمتثل لأمر عمه ليتوقف و ينطلق بما أسره : أنا شاريها يا عمي .. تدلل علي با اللي تبي ..

أبو عذبي : ما تبي إلا تعرف و شا اللي خلاك أطلقها فجأة من دون سبب و لا تقول أمها تراها مو مقتنعه با ها السبب ... لأنه ما زال موجود ..

شملان عذبي يقدم نصف الحقيقة : طلبتك يا عمي اللي بقوله لك ما يوصل إلا لها .. كانت تلح علي بمسألة العيال و في وقتها كان عندي مشكله و تعالجت منها بعد طلاقي لها .. عطيتها حريتها عشان ما اظلمها معاي .. و لقيت نفسي ظالمها و ظالم نفسي ..

أبو عذبي بعد صمت حاول به أستيعاب ما فاجأه به شملان : أكيد يا شملان تعالجت ؟

شملان يتمادى في الكذب من غير أن يرتب أفكاره : أي .. تعالجت بس أكيد ما أضمن بنفس الوقت ان نجيب عيال .. بس اللحين انا ما فيني شي ..


*
*
*

لا يصرح الرجال بما يعيبهم و با الأخص ما يستنقص من قدرهم اجتماعيا .. فا كيف برجل كا شملان .. المسألة حساسه و افهم لِما أخفى عنها و عنا الحقيقة .. لكن لِما علي أن أثق به حتى و إن وثقت بحبه لها ..

*
*
*

أبو عذبي : و الأوراق اللي تثبت موجوده ؟

شملان يبتسم لعمه و يمد يده لدرج المجاور له : و هذي هي كل الأوراق ..

أبو عذبي : خلاص أجل ما بقى إلا تاخذ العلم من راسها ..

*
*
*

زورت با الكثير من القضايا التي آمنت بعدالتها و لم تكن الأدله التي أملكها تكفي لإحقاق الحق .. و قضيتي هذه عادلة فلما لا أزور بضع وريقات تجلب لي و لها السعادة ... فما أهمية أطفال لم يولدوا بينما نحن أحياء و تباعدنا من أجل قدومهم ! ... أنا موجود لأعشقها و هي أيضا على الأرض حيه تتنفسني فلِما نجعل التلاقي فقط من أجل ميلادهم ! ..

............................................................ ..............

*
*
*

كا أمراة تصارع الخوف و تعد بين طلقة و أخرى تقربها من موعد ولادتها العسرة ...

ها هو حاله منذ أن طلب مني الصبر و الجلوس بهدوء بينما هو من وتر الجو و هو يأتي و يذهب حاملا في يده كأسا بارد من العصير أو جريده لعناوينها الكبرى يردد ..

*
*

فينوس : أنا مليت .. يمكن لاحظت سيارتك و عرفت أن كشفناها و ما راح تجي ..

أصيل الذي توجه لنافذة مراقبا : لا هذي عادتها ها اليومين تأخر .. مدري شعندها ..

فينوس : خلاص أنا بروح غرفتي إذا جت نادني ..

أصيل : بتخليني بروحي معاها ؟

فينوس مستغربه : ليش هي لهدرجة تخوف ؟!!

أصيل يحاكي ضحكة المتهكمين : دمج صاير ثقيل .. أنا بس مالي خلق تقعد تبجي و اسكت فيها .. انا أقول خليج موجودة على الأقل إذا ما قدرت اطلع منها بشي تقدرين أنتي بهدوء تحاصرينها ..

فينوس : خمس دقايق إذا ما وصلت ما راح اتعب نفسي بقول لأمي تعطيها باقي أحسابها و نخلص من مغثتها ..

أصيل الواقف أمام النافذه ا لمحها تهم باتجاه باب الخدم : هذي هي وصلت بروح أجيبها ..

*
*
*

تركت علي بصداع يكاد يفتت جمجمتي و أكملتها الشمس بحرارتها القاسيه التي تذكرني بكم أنا مقصره بحقوق ربي علي .. يااا كيف سأحتمل حر نار جهنم و أنا أنصهر بسهولة تحت أشعة شمس الربيع !

*
*

أصيل : أنتِ يا بنت ..

وداد ألتفت له لتعيد النظر للخلف لعلها تلمح البنت الذي يصيح بها أصيل : وينها البنت اللي تنادينها ..

أصيل : أنتِ البنت .. تعالي هنيه ..

وداد متفاجأه من أسلوب أصيل : خير ؟!

أصيل : فينوس تبيج بصالة البيت تعالي يله وراي ..

وداد متخوفه من علامات التجهم الباديه في محيا أصيل : خير شصاير ؟

أصيل : بلا سين و جيم .. قلت تعالي وراي تجين وراي و بس ..

*
*
*

مصيبه .. من المؤكد هذا ما ينتظرني و إلا لما لم تنتظر فينوس دخولي للمنزل لتطلب من أحد الخدم أن آتي لمحادثتها .. لِما أصيل هو ساعي البريد و الخادم الذي يوصلني لسيدته ؟!!

*
*
*

فينوس بوجه شرير لم يعرف عنها : بلا لف و دوران .. شنو علاقتج بشملان ؟

وداد التي بدأت التنفس بصعوبة و تحاول تذكر تحذير شملان من إفصاح حقيقة علاقتها به لأي شخص في مقابل رضاه أن يتركها تمارس حياتها بعيدا عن ذاك السجن : ششش .. ششملان .. شملان كان محامي أبوي الله يرحمه ..

فينوس : و هذا أنتِ قلتيها كان ... شنو اللي يجيبه لبيتج .. تكلمي ..

وداد طفرت من عينيها الدموع : هو ..

أبو عذبي ينادي فينوس : وينكم .. ما في أحد في البيت ..

فينوس بأرتباك تخبر أصيل : بروح اشوف أبوي شيبي وراجعه ..

أصيل : ما عليه روحي و أنا باخذ مكانج ..

وداد قفزت من مقعدها : و أنا لا يمكن اقعد معاك بروحنا بنفس المكان ..

أصيل يقبض على ذراعها با القوة : أقول أستريحي يا شريفة مكه ..

وداد تصرخ بأعلى صوتها : بعد عني يا حقير ...

أبو عذبي يتجاوز فينوس التي كانت تتجه نحوه ليبحث عن مصدر الصوت ... ليصل و ذعر يحتل وجهه لترتجف به أطرافه : شصاير .. شفيك .. و شفيها ..

فينوس من وراء والدها : ما فيها شي بس أنا و أصيل نبي نعرف شنو علاقتها با شملان ..

أبو عذبي يردد با استغراب : شملان ؟!! ..

وداد المنهارة ببكاء : مالي علاقة فيه هو .. أنا زوجة أخوه و بس ..


............................................................ .......

*
*
*
*

كأني بصقيع الشتاء يحتل كل ركن في وجهه الدافئ .. دخل علي متجهم ينظر لكل الأماكن إلا لوجهي الذي أختنق با الذنب ..

*
*

وضوح بتردد : مشكور على الهدية على أني ما عرفت شنو المناسبة ..

ساري ترك ما في يده و توجه لها لتخطف كفه السلسلة من عنقها : مناسبتها أني غبي و أكاسرج في اللي قيمته ما تستاهل عندج ..

وضوح ارتفعت أناملها لرقبتها التي جردت من هديته : يعني إذا كانت ردة فعلي ما ناسبت خيالك بكل بساطة ترد تاخذ هديتك ؟!!

ساري يبتسم بقهر : ما عندي ذوق و بخيل و تعاملي رخيص شنو بعد كنتِ تبين تقولين و ما سمعته ؟

*
*
*

لم تسمع .. و لن تسمع .. فقد ذبل كل مكان يزهر لك لتشيخ فيني الأماني .....

............................................................ .....

*
*
*

لا يتعسنا الأشخاص بل ما بالغنا به من أمانينا !

*
*
*

إلى اللقاء في موعدنا القادم ..



 
 

 

عرض البوم صور ضحكتك في عيوني  
قديم 11-07-11, 01:19 AM   المشاركة رقم: 20
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو ماسي



البيانات
التسجيل: Sep 2007
العضوية: 41908
المشاركات: 1,602
الجنس أنثى
معدل التقييم: ضحكتك في عيوني عضو على طريق الابداعضحكتك في عيوني عضو على طريق الابداعضحكتك في عيوني عضو على طريق الابداعضحكتك في عيوني عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 333

االدولة
البلدKuwait
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
ضحكتك في عيوني غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : ضحكتك في عيوني المنتدى : القصص المكتملة (بدون ردود)
افتراضي

 


السلام عليكم و رحمة الله و بركاته ..

اختنقت و عدت لتنفس ببطء و بعد شهر عدت للهرولة في عالم القصص من جديد ..
و على الأكيد لهذا المكان و لكم اشتقت ..

*
*

عبق الرياحين و عذرا يا قلب ..
رادين ورى بعض و ثنتين من الوزن الثقيل في مجال الرد على القصص .. لا احسد نفسي .. شكرا لتواجدكم ..



waxengirl

مدري من وين ابتدي أحسج أصعب شخص رد على قصتي .. و اعنيها بشكلها الإيجابي .. تعليقاتك كانت شاملة و فيها قراءه واضحه و أستمتعت أنها كانت بااللغة العربية الفصحى .. و الصورة اللي مع الرد فاجأتني .. مدري و الله شقول لج بس أتمنى لو رديت عليج بنفس اللحظة اللي قريت ردج يمكن كنت راح أعبر بشكل أفضل .. شكرا من القلب ..

*
*
*

الخاشعة و الهدف و وردة حائرة أعتبركم الثلاثي المواظب .. شكرا لتواجدك الداعم ..

*
*

الجزء اليوم طوووويل و أتمنى ما تحسون با الملل لأن بطبعي أحب المختصر بس ها المرة استرسلت با الحوارات في محاولة تطوير .. أتمنى طبعا تكون للأفضل .. و نلتقي بأذن الله الأسبوع القادم في نفس الموعد .

............................................................ ..........................................................


*
*
*
الجزء التاسع عشر :

*
*
*

من يؤذينا غير مآقينا ؟! ..لنرتد مهزومين نفتش في مهمة تعب عن من ترك خلفه بعثرة و هرب .. هكذا نحن .. مجرد بشر .. نسعى و نمل في لمح البصر !

*
*
*

لا يهدأ و لا يستقر في موضع وجهها الذي يطغى على كل طيف للأحبة يمر و يعبر .. و ها هو صوتها يحارب كل ذره من الهواء الذي يحمله ليقتلني أنا .. كنت هنا أنتظر .. و أطرافي من صقيع الخوف تلتهب .. أريدها أن تقترب من دون أن تسأل .. فقط .. تستسلم و تغفل عن كل مسببات الألم !

عذبي هكذا تبلور صوتها مناديا و كم تمنيتها تعنيني أنا !

*
*

هرولت خلفه أطلب منه أن يتمهل في قذف ما يعتمر في صدره ..
فما علمنا به يحتاج لتحليل لا لردة فعل ..
و إن كنا بصدد إلغاء التهم من دون أدلة و خارج المحكمة فأنا الأّولى و الأحق في رفع دعوى لضرر ... فكل حقيقة سوداء نسجها ذاك المريض أرتديتها أنا حزنا على نفسي .. أنا .. من شرعت النوافذ له و تمتمت كل الأدعية لعل طيفه يواسيني في فجرا جديد يحمل فيه الفرح لقبي المنهك .. أنا .. من تركت قبلاتي على كفيه أطلب الصفح عن شيء لا أعرف متى اقترفته و لِما ! .. أنا من كان يبعدني و يقربني و يلعب بكل إحساس ملّكته له .. لذا أنا و ليس أحدا غيري يستحق أن يدير الآن المعركة !

*
*

عذبي من بين أسنانه التي تصطك بغيض : ردي داخل ..

فينوس التي تمسك بذراع أخيها : لا تواجهه بشي مو متأكدين منه..

عذبي بابتسامه متهكمه : للحين تظنين فيه خير .. شنو بنكتشف بعد ؟! .. جذب عليج و طلقج بشي مالج خص فيه .. و بقول ولد عمي و للحين شاريج و بنسامحه .. بس .. هذيك الغريبه أنا مصدقها لو جذبتيها بقلبج الغبي .. و في هذي ما اقدر أسامحه ..

فينوس برجاء : خلك من سالفتي معاه .. أما وداد أنا مصدقتها أحلف لك مصدقتها .. على أن كل اللي قالته كأنه فيلم.. بس مصدقتها ..

عذبي : أجل شتبين ؟ .. تبين نتجاهل شره و نطبطب عليه و نقول أكيد عندك سبب أرجوك فهمنا لأنك طيب و لا يمكن تضر أحد ؟!!

فينوس : لا .. أبيه يطيح بشر أعماله .. أنت بس أدخل معاي و خلني أقول لك اللي في بالي ..


*
*
*


كنت محلقا مع الأماني أعد الدقائق لأسمع ما تمنيت لسنوات ..
" ستعود لك " .. يهديها عذبي لي و أنا أتغلفها و أطير من جديد ..
فقد كان قبل ساعة يرحب بي في صدر ديوانه بينما عمي ذهب
في مهمة تتوقف عليها حياتي .. و عندما مرت الدقائق علي ببطء و ذهب عذبي مستفسرا ليغيب هو أيضا حتى بدأت الهواجس بمهاجمتي و أولها سؤال مخيف جلب العتمة لقلبي .. هل يعقل أن يخبر عمي عذبي بسري ..نعم عذبي يريد أن تعود فينوس لعصمتي لكن إن علم بأني كذبت عليه بشأن أسبابي لن يكتفي بفضحي بل سوف ينتقم مني من خلال فينوس .. يمكن لي أن أتصور إلى أي مدى قد يتمادى في قسوته ..أعرف و أنا على يقين أنه سيتعمد أن يحرق قلبي لينتهي رمادا في ليلة زفافها من غيري ! .. و هذا هو الكابوس الذي أرقني لسنوات .. خطأ .. كان من الخطأ أن أطلب منه التقصي .. و ها هو يغيب خلفها و أنا ها هنا أعاود جمع و طرح الظنون!

*
*
*

وجوده فاجأني و السبب غمرني با الفرح .. أردت أن يعود لها و أن تعود مجددا لتعيش بسعادة ! .. و عندما تأخر والدي ذهبت و أنا عازم على هزم أي سبب تخلقه كرامة أختي العاشقة .. لكن ما إن دخلت المنزل حتى تعثرت بما يشبه العزاء ! .. الكل صامت و في وجهه علامات الغياب .. كل منهم يحمل الحزن في عينيه و يبدو عاجز عن نطق العبرات .. والدي بين يدي فينوس و أصيل اللذان برجاء يطلبون منه أن ينطق و أن يخبرهم انه بخير !
و ما إن لمحني حتى نطق ! .. و أنا الذي لم اعرف الخوف من قبل كما عرفته في هذه اللحظة هرولت في اتجاهه و أنا أطلب منه أن ينسى شملان و طلبه و أن لا يحمّل نفسه فوق طاقتها .. فا نحن لا يمكن لنا أن نفقده !

لكن ما أخبرني به والدي أفقدني توازني .. حي .. هكذا ردد .. علي أبن عمي حي يرزق و لم يمت و لتو كانت تلك الغريبة التي أتت من حيث لا نعرف بصحبته بل كانت معه تعيش طوال تلك السنين التي مضت و نحن هنا نعتقد بموته ! .. كيف .. و لِما .. و كل الأسئلة التي أجوبتها فقط بحوزته !
و عندما تركتهم لأستفهم بل لأحاكمه بما تأكد لي حتى استوقفني والدي ليفاجأني و يفاجأ أختي المهزومة بأسباب طلاقها الجائر ..
لتقف هي في منتصف طريقي إليه و تطلب مني التمهل !

*
*
*

عذبي بعدما عاد مع فينوس لداخل : هذا أنا أسمعج ؟

فينوس تلتفت لوالدها و أصيل اللذان في صمت كانا ينظران للفراغ بذهول بينما وداد ما زالت تنتحب بخوف : أصيل .. أصيل ..

أصيل ينتبه : نعم ؟

فينوس بحزم : روح أنت و أبوي مع وداد و تأكدوا من اللي قالته و عذبي يقعد هني يلهي شملان لين تردون .. بعدها نقدر نواجه شملان و حنا متأكدين .. و انسوا موضوعي ما عاد مهم .. أنا بخير .. تسمعون كلكم .. أنا بخير و تعافيت ..

أبو عذبي بحماس أجتره بذهول : .. يله يا أصيل خلنا نروح و نتأكد أن علي اللي تعرفه ها البنت هو ولدنا علي ..

*
*
*

تريدنا أن نذهب لنتأكد ؟! ..
مِما نتأكد ؟ .. أن هذه الباكية أمامنا كاذبة .. أبي ألا تميز الصادقون و أنت من عشت لأعوام مع ممثلون ؟!!
أم أتريد أن تؤكد أن علي حي و نحن من كان يغيبنا الفقد ؟!! ..

دعنا نبدأ مني أنا .. هل أنا حي ؟! ..

أنا غير متأكد أن كنت حتى ما زلت مستيقظ أم أنا في غيبوبتي أعيش حلم .. فما سرد على مسامعي يبدوا من الخيال .. فا التفاصيل تبلورت أمامي على عجالة لأضيع في ظلمة التساؤلات من جديد .. إلى الآن و أنا في قمة الذهول أهذي بعقلي الذي يردد أنها مجرد أكاذيب و مِن ألا معقول بكل تأكيد ..

و هي .. زوجته .. وداد زوجة علي ! .. ماذا تفعل هنا و لما تعثرت بها في حياتي ؟ ... حتى أصل أليه ؟.. أم وضعها شملان الخبيث أمامي عمدا حتى أموت من جديد ؟!! .. و لِما أتهم شملان و أنا الملام .. هكذا أنا أصبحت بعدما تخللت العادة شراييني و بات كل ما افعله لا يهم إن كان عن وعي أم مصدره ألاوعي فا ها أنا كل ما فلحت فيه هو الحوم حول ما يملكه الغير ! .. أعيد تاريخي و أعاود نسج خيباتي .. و أوبخ نفسي مكررا تساؤلاتي .. كيف لي أن أنسخ كل عثراتي لتشيخ معي في أيامي التعيسة التي تلوح لي من بعيد منتظرة قدومي على أحر من جمر ؟! ..

*
*

عذبي ينبه أصيل من غيبوبته : بتروح مع أبوي و إلا أنا أروح معه و تقابل شملان بدالي ..

أصيل بجزع : لااا ... أنا بروح مع أبوي .. أبي أتأكد أن علي حي .. أبي أشوفه با عيوني ..

*
*
*

أسيرة بين يدي أعداء مهزومين .. وجوههم الشاحبة و نظراتهم المشتتة بذهول دامِ روعتني .. و أنا المرتاعة منذ أن أرغمت أن أجلس على هذا الكرسي ليتم استجوابي ...

*
*

وداد بصوت مبحوح و بندم واضح على اعترافها الناقص : ما اقدر أدلكم على مكانه .. شملان إذا عرف راح ينتقم مني ..

أصيل يزجر بغضب : و أنا إذا ما دليتينا مكانه راح أنتقم منج في أخوج ..

وداد أصبحت لبوة مفترسة أمام معتدي يريد أن ينقض على احد أبنائها لتندفع وسط ذهولهم هاربة و هي ترمي ورائها كل ما قد يعرقل طريقهم خلفها ...

*
*

كنت لتو قد قررت أن أنظم لعائلتي التي تمقتني فا إن كنت سوف أخرج من هذا السجن الكبير إذا علي تعلم طلب العون و المؤازرة ممن أمام الكل يربطني بهم الدم لأخطو على الطريق الصحيح أمام الكل بمباركتهم أو هكذا أخبرتني كبيرتهم .. لكن ما أذهلني هو صوت أنثوي يصرخ بصوت عالي و فجأة بصاحبته أصطدم ! ..
كانت المربية وداد مرتاعة خائفة بين يدي ترتجف و لسخرية الصدف تطلب العون مني و أنا من كنت هنا أطلب العون !

*
*

ديمة تخبأ وداد الخائفة ورائها لتواجه عذبي و أصيل بكل استغراب : شفيكم تلاحقونها . .شسوت ؟! ..

أصيل يمد كفه في محاولة لجر وداد من خلف ديمة : أنقلعي أنتِ و ما لج شغل ..

ديمة بدهشة ترمي بقبضتها على صدر أخيها لتبعده : وين حنا قاعدين فيه ؟ .. في غابة ؟ .. رياجيل طول بعرض تلاحقون بنيه ؟!!

عذبي من وراء أصيل : خلاص يا أصيل هذي هي في البيت و ين يعني بتروح .. يا تعلمنا با الطيب و إلا ..

فينوس التي لتو وصلت بجانب عذبي تكمل : و إلا بتكون أذكى منا كلنا و تاخذ لها تعويض عن الضرر النفسي و ترتاح هي و أخوها من العنا في مكان نوفره لها .. مكان لا شملان و لا غيره يقدر يعرفه ..

ديمه قبل أن تنطق وداد رددت مستغربه : شملان ! .. و شملان شكو فيها ؟!!

فينوس تصرخ بديمه من قهر له مسبباته : أنتِ مو كنتِ معتصمه في غرفتج .. اللحين تبين تصيرين من العائلة و تعرفين كل شي .. يله يا مدام مسامح تقلعي لغرفتج ..

أبو عذبي الواقف من بعيد ينطق بصوته الجهوري الذي حبسه لأعوام : .. بس .. عيب عليكم .. صايرين عصابه .. تعالي يا ديمه عندي و جيبي معاج وداد ..

*
*
*

نظرته لي كانت مؤنبه .. كان يوجه توبيخه الخفي لي أنا ! .. لذا وليت هاربة لحيث قوقعتي التي كنت بها محمية من انعكاس صورتي .. أم صورة تلك المتجبرة التي أصبحت نسختها ؟! .. كنت منذ دقائق معدودة أحل محلها و أتصرف كما تتصرف عندما تجعل الكل تحت ظلها ! ..

إذا هكذا تتصرف المرأة المجروحة التي تعلم يقينا أنها لم و لن تملك قلب من أسر قلبها .. نعم .. من المؤكد أنه لم يحبني يوما .. نبذني و حملني وزرا ليحمي رجولته من دون أن يلتفت لما خلف وراءه من حطام أقله قلبي التعيس أنا ! .. و عندما عالج خلله كما يزعم فكر بي لإنجاب أطفال يرثون بعض ما سوف تترك تلك التي يكره ! .. لو كنت فقط أجمل .. لو كنت بحسن وصايف أو دلال وضوح لكان الآن أنا من تركته حطاما منفيا بقاع أكبر محيطات
الألم ... لكن هذه أنا و سأظل أنا إلى أن تطالني الشيخوخة التي سوف تحيلني لمسخ سيراه و يعرف أنني أنقذته في يوم ! ..

............................................................ ..........

*
*
*

كا غرباء التقوا في مقهى نحتسي القهوة و نشتت النظر با كل عابر يمر من أمامنا دون أن يلتفت لنا , و المضحك المبكي أنني لم أتخيل أبدا أن نجلس هي و أنا من دون فتح أي موضوع للحوار و نحن اللتان لم نكن نجتمع في مكان إلا وملئناه صخبا بضحكاتنا الرنانة التي سببها مواضيعنا المثيرة !

*
*

وصايف بعد أن مر ساري ملقيا السلام ببرود العابرين : صاير بينكم شي ؟!

وضوح تشتت نظرها في فنجان قهوتها : أنفال قالتها أمس .. سمعنا .. و أول ما شكرته أخذ هديته مني !

وصايف بدهشة : أخذ الهدية ؟!! .. لا عاد قوية أنا لو منج أزعل و أقلبها عليه ..

وضوح تبتسم بسخرية واضحة : و الزعل فادج ؟ ..

وصايف بدفاع مستميت عن نفسها : حتى لو ما فادني أهم شي حافظت على كرامتي و أنا اللي خليته و راي و قدام الكل ..

وضوح : هذا كلام ترددينه بس الكل شايف أنج أنتي المستميته عليه .. أولها بخطبتج اللي ما تممتيها عشان أتضح لج أن ما عنده مانع و ثانيا بسالفة رجعتج لشغل و أنتِ تعرفين أن ها الشي بيحرجه و يحره مو لأنج تهمينه بس لانج في يوم كنتِ زوجته اللي مأمنها و خانته ..

وصايف التي كانت تستمع بغيض : قولي من الآخر أني مو مؤهلة لتقديم النصح لحضرة جنابج بدال ما تقعدين قدامي و تشمتين فيني ..

وضوح بهدوئها المعتاد : أنا ما أثق في أحد غيرج و أنتِ تعرفين ها الشي و أدري لما تنصحيني أنج تبين مصلحتي بدرجة الأولى بس وصايف خلينا نكون صادقين مع بعض تعتقدين نصيحتج بتفيدني و إلا هي تكرار لأخطائج ..

وصايف تتراجع للخلف لتستند لظهر الكرسي الذي تجلس عليه منذ ساعة : أنا أصلا ما أبي أرد الشغل بس أبي أستفزه لما يعرف لأنه أستفزني لما قال لساري قول لأختك لا ترسل لي مسجات على أنه يعرف أني من تطلقت منه ما تعديت حدودي معاه و كل مسجاتي بخصوص عيالي ..

وضوح بنبرة تحمل اللوم : عيالج اللي تنازلتي عنهم ..

وصايف مردده أعذارها : أنتِ و الكل تلوموني و انتم تعرفون أني ما سويت جذيه إلا عشان أخليه يحتاجني و لا يقدر يتنازل عني ..

وضوح : و آخرتها خسرتي كل شي ..

وصايف بنبرة يائسة : حتى نفسي خسرتها لاني قادرة أرد وصايف العازبة و لا وصايف الزوجة و الأم .. قولي لي يا وضوح .. شسوي ؟..

وضوح تبتسم لها : أنا بعد مثلج ضايعه .. بس صار لي مده أفكر ابتدي من جديد .. تردين معاي ؟

وصايف تبتسم هي الأخرى : لوين نرد و من وين نبتدي ؟

وضوح : من مثلث الصداقة ..

وصايف تكمل المثلث : فينوس ؟َ!!

وضوح : فاقدتها حيل .. أحس لما كانت معنا كنا نفكر أحسن و نتصرف بشكل أفضل .

وصايف تطلق ضحكه تشبه وصايف الغابرة : قصدج كنا معاها حنا الأفضل .. ثقتنا أكبر و غرورنا أعظم ..

وضوح نافيه التهم : تكلمي عن نفسج .. أنا ما كنت أشوف فينوس بها الشكل ..

وصايف بسخريه : أي صح ما كنتِ أبدا تحطمين فيها

وضوح تدافع عن نفسها : لا تظلمين حظج يا وصايف .. أنا بحياتي ما قللت من قيمتها ..

وصايف تقف منسحبه : إن كنتِ مو واعية لتصرفاتج فا هذي مصيبه و أن كنتِ عارفه و تجذبين ما اقدر أبدا أتعاطف معاج ..

*
*
*

لم أكن أقلل من قيمتها كنت دوما صادقه معها .. هي في حقل الدلال فلاحة و في بلاط الجميلات مجرد خادمة .. نعم أعترف أني كنت أعدد أمامها الأخطاء العشرة في هيئتها نعم كنت أقف معها أمام المرآة و أدلها على مواضع القبح فيها لكن فقط لتصححها .. كنت أعلمها كيف تصقل هيئتها لتبدوا أكثر قبولا لدى الشخص الوحيد الذي يهمها .. ألم أكن أنا من طارت فرحا عندما أختارها أخي .. أنا لم استخسره بها . .بل سعدت جدا أنها حظيت بأميرها كما حظيت أنا با أميري ..

*
*
*

وضوح تلحق بوصايف و تقتحم غرفتها : عشان كنت أعلمها شلون تزين و شلون تصغر خشمها و تفتح بشرتها و تفقد وزنها و تحسن مظهرها معناه كنت أقلل من قيمتها ..كنت مراهقة و أطبق نظريتي للجمال ..

وصايف تتجاهل ما رددت وضوح : ما كنتِ تشوفين فيها شي حلو هي قالت لي مره ها الكلام ..

وضوح : قالت لج ؟!!

وصايف : في ملكتها قلت لها لازم تسمين أول بنت لج وضوح لأن أكيد من كثر ما تمدحج قدام شملان أصر ما ياخذ غيرج على أنه بينه و بين أمج مشاكل .. ردت علي و قالت بس وضوح ما تشوف فيني شي حلو و كل اللي يبيه شملان وحده عاديه تستحمل طبيعة شغله و غيابه عن بيته !

وضوح بإرتباك : أنا ما قلت جذيه عنها .. مره كنا نسولف عن شنو يهم الرجل في المرأة لما يبيها زوجة.. قلت لها أن شملان ما يهمه الشكل و أصلا يفضلها بسيطة الجمال بس عظيمة في دورها كا زوجة ..

وصايف : قلتي لها ها الشي وانتِ متأكده أنها تفكر فيه .. وكنتِ تعنينها هي بذات ..

وضوح : وين الخطأ .. كنت أبيها تثق بنفسها و تنسى مخاوفها و تحلم لأنه حلم مو صعب و ممكن يتحقق ..

وصايف : ليش ما قلتي لها ها الشي بشكل مباشر .. ليش كنتِ تسوين كل شي ممكن يجملها خارجيا و لما يأستي من أن شكلها يتغير أقترحتي عليها عملية تجميل أو خلينا نقول ترقيع سطحي مثل اللي أنتِ اللحين ترفضينها لأنج تبين الكل يحبج و يتقبلج مثل ما أنتِ !

*
*
*

أصبتِ كبد الحقيقة .. كنت أريد أن يحبني ساري كما أحب شملان فينوس من دون أن يعرقل قبحها شكليا إحساسه بجمالها الحقيقي ..
أريد أن أتأكد أن مشاعر ساري غير مرهونة بما أنا عليه شكليا .. أن مهما تغير شكلي و ظلمتني السنوات بتراكم التجاعيد حول عيني
مشاعره هي العنصر الثابت غير المتغير .. أريد أن أنسى نظرته تلك التي تقززت من حروقي و مزقت روحي .. أريد أن أنتزعها من ذاكرتي و أن أمحي خطيئته التي أرتكبها بطعن قلبي بزوجة و ابن و حياة أخرى أسسها بعيدا عني و أنا هنا أصارع الجراح وحيده .. أريد أن أعاقبه و أن أصفح عنه و أن أتخلص من الماضي من دون أن أعود تلك الفتاة التي أعجبته !

............................................................ ....

*
*
*

ارتويت و هدأت و أصبحت الأمور أمامي أكثر وضوحا برغم من التهاب عيني من كثرة البكاء .. ليتبين لي أني أخطأت و زل لساني أول ما استجوبوني و الآن علي أن أُخرج نفسي من هذا المأزق ..
أم أنه ليس مأزق ؟ .. بل فرصه حقيقية لنجاة بسنوات عمري الفتية التي تضيع مني من دون حل .. ممكن أن تكون هذه فرصتي و هؤلاء الأعداء هم منقذي !

*
*

أبو عذبي و بجانبه ديمة متفحصة لوداد : أذكري الله يا بوج محد هني بيأذيج و شملان حسابه معاي عسير ..

وداد التي أطمئن قلبها لأبو عذبي : لا إله إلا الله .. ( بعد صمت قصير ) .. يعني أنت عم علي ؟!!

أبو عذبي بحنان : و عمج و ابوج و أنتِ هني حالج من حال بناتي
و أكيد أنتِ ما قصرتي مع علي و هو في حالته الصعبة...... بس اللي ماني فاهمه و شلون شملان يخلي مرة أخوه تشتغل في بيوت الناس ؟!!

وداد بخجل : هو ما يدري با الضبط شنو أسوي في وقتي لما أطلع من علي .. ما أعتقد أن مر في باله أن ممكن أحد يشغلني لأن ما عندي شهادة و لا معارف .. و أنا حبيت اشتغل عشان يجي اليوم اللي أستغل فيه و أكون قوية و أقدر أطلب الطلاق من علي ..

أبو عذبي من دون أن يفكر بشكل أعمق أراد أن يتخلص من حمل : لا حول و لا قوة إلا با الله .. ترى يا بوج علي ما هو مجنون .. في وحده ما تخاف الله سوت سحر لوحده تكرها وما صاب إلا هو .... علي ممكن يرد طبيعي .. أصبري عليه يا بنتي بعدين قرري و إن كنتِ معزمة أنا عوينج ..

*
*
*

ظللت طوال الوقت مذهولة حتى أنني نسيت هاتفي الذي تعودت أن أبعث من خلاله كل ما يستجد هنا لبنات خالي .. لكن هذه أخبار مثيرة لا يمكن أن تنقل من خلال رسالة ألكترونية .. الموضوع يحتاج تمهيد و ديباجة عريضة حتى يخفف من غرابته و يصدق ! .. فا علي حي و مسحور !! .. و هذا ما يقود لأسئلة مخيفة .. لما هو حي و شملان يخبأه .. و من هي تلك الشريره التي سحرته .. هل كانت له عاشقه ! .. يااااا كم في هذه القصة من إثارة ..

*
*
*

وداد المحتارة في أمرها : أنا اللحين مدري شنو مفروض أسوي .. شغلي عندكم خسرته و شملان كان يعيلني و اللحين أكيد راح يتخلى عني أنا و أخوي .. و أن عطيتوني و صرفتوا علي بعتبرها صدقة و زوجي اللي محسوب علي ..حاميني .. و في نفس الوقت لي أكبر مشكله .. أنا محتارة ..

أبو عذبي بصوته الحنون : علي له ورث من أهله .. و ما في أحد بيتصدق عليج .. و كل فلس بيجيج هو حقج ..

وداد خجلت من كرم و حنان أبو عذبي أمام تعنتها و رفضها الإفصاح عن مكان علي : أنت مو قلت مشيت شملان ..

أبو عذبي مستغرب : أي كان بينا موضوع و قلت له خلنا نأجله و هو توكل على الله وراح بيته ..

وداد : لا ما أعتقد أنه راح بيته .. أكيد هو عند علي اللحين .. هذي حزته .. الصبح دوري و بعد العصر دوره .. هو كل يوم بنفس ها الوقت يتعشى مع علي .. شملان حنون حيل على علي .. و علي يكون حيل مرتاح بوجوده ..

أبو عذبي : و هذا اللي محيرني .. شملان ما يغلي أحد كثر أخوه .. بس موته قدام الكل و حبسه و نفاه عنا يا أهله ..ليش ؟!!

وداد : أنا ما أدري شنو أسبابه .. بس .. راح أروح معاك الصبح للبيت اللي فيه علي إذا وعدتني أنك ما تضر شملان ..

أبو عذبي مستغرب : أضره .. هذا ولد أخوي أكيد ما راح أضره ..

وداد : أنا حسيتك معصب عليه و عيالك مبين ناوين له شر .. أنا ما ألومكم لأن الموضوع كله غريب بس أنا ما أتصور أني أضر شملان .. هو على كل مساوئه كان حنون علينا و لمنا أنا و اخوي من الضياع بعد وفاة أبوي ..

أبو عذبي يبتسم لها : أنا أشهد أنج بنت أصول و ما يضيع فيج المعروف .. و لا أنا و لا عيالي نبي الشر له .. حنا نبي نعرف الحقيقة اللي مهما كانت لا يمكن تخلينا ننسى أن شملان محسوب منا

*
*
*

طمأنتني كلماته التي تشكلت بهيئة وعد .. على إنني ما زلت غير متأكدة من مشاعري التي تشابكت بين خوف و ذعر و حب مشوه لتو اعرف به ! .. فا أنا لتو شعرت بمدى قبح قلبي ..لتو فهمت لما كان يخفق و يرفرف بشدة أمام ذاك المتعجرف .. الآن فهمت ..و رأيت .. إلى أي مدى يتشابهان و في تقاسيم وجهيهما تنطق القرابة .. و في عباراتهم المركبة بإحترفية تبان الزمالة .. إذا هم أبناء عم و أصدقاء الطفولة و الشباب .. إذا ذاك الأصيل هو من ذكره علي مرارا أمامي حتى تخيلته بكل الأشكال !

*
*
*

........... من ذاكرة وداد .............

*
*

وداد : ليش أطالعني جذيه و تبتسم ؟!!

علي يغمز لها : شكلج يخليني أبتسم ..

وداد بانفعال رقيق : يعني لأني أنظف و اطبخ و انفخ صرت مهرج و شكلي يضحك !

علي ضاحكا بمرح : اللحين أنا اضحك بس من شوي كنت أبتسم و هذا اللي قلته " شكلج يخليني أبتسم " ..

وداد بخجل لم يمنعها من أن تهاجم : وش الفرق تبتسم تضحك المهم أن السبب شكلي .. ومثل ما أشوف أن شكلي مبهذل و ما احتاج منك تلميح با ابتسامة و لا تصريح بضحكه ..

علي يغمز لها مجددا : يا طول لسانج .. صدق الأصيل ..

وداد بإنفعال : أنا لساني طويل ؟!!

علي : مو بشكل حرفي .. ظمنيا طويل..

وداد : تدري الشرها علي أنا اللي مقابلتك ..

علي يلحق بها قبل أن تصل إلى الباب ليسد عليها الطريق ..

وداد بخوف ظاهر في تقاسيم وجهها و عيناها الزائغتان : بعد عن طريقي ..

علي : قالي صديقي مره كل ما صارت الأنثى بسيطه عقدت لك مشاعرك و تركتك بدون سبب ! ..

وداد بفضول لم يخفي ارتباكها : كان يقصد بنت عمك ؟ .. اللي كانت خطيبتك ؟

علي تغيرت ملامحه : في وصايف بسيط التفكير و التعبير .. أبدا ما عقدت لي مشاعري !

وداد بغيرة أنثى : بس أرفضت مشاعرك .. يمكن لأنك بسيط عقدتها

علي يقترب بجرأة و يبتسم بخبث لا يناسب وجهه البريء : و أنتِ تعقدتي ؟

*
*

دفعته و أرتد ضاحكا و اخبرني أنها خدعه تعقد البسيطات للأبد علمها له ذاك الصديق الذي اكتشفت اليوم من هو !!

............................................................ ...

*
*
*

لا أعرف إن كان علي أن أتأمل أم أغرق أكثر في اليأس .. أهي علامة نصر مؤكده أم هي هزيمة ستلحق بي لا محالة ..
كل ما أعرفه أنها للعودة لي رافضة و أن عمي و عذبي هناك في صفي يترافعون في قضيتي حد الإستماته ..

ستعود لي .. نعم من المؤكد .. أعرف و أنا متأكد أنها ما زالت لي عاشقة .. ستعود لي و ستأخذ من إصرارهم أداة ضد كرامتها التي أهدرت ..

و أنا أقسم .. أني لن أجعلها في يوم تندم على قرارها .. سأحقق لها كل أمانيها .. حتى الطفل الذي تريده .. ستنجبه لنا وداد من علي و هذه خطتي التي سوفت بتنفيذها لكن بعودتها سوف أحققها !..
سيكون لأخي ابنة أو أبن سنكفله يتيما و أنا و هي نكون له أسرة ..
سترضى .. و تحبه .. و تصفح عني و تعيش راضية كما تفعل أختي وضوح .. على الأقل أنا لم أخنها .. و لم أفضل أنجاب طفل من غيرها ! .. نعم عندما تعود لي سوف ترى كل التعيسات في الحب من حولها و تعرف كم هي محظوظة بقدر حظي بها ..

*
*
*

شملان ترك هواجيسه و أقترب من أخيه يوقظه ليتناول عشاءه : علي .. قوم يا أخوي تعشى معاي ..

علي يأن من حرارة انتشرت في أوصاله : أنا تعبان ..

شملان يضع كفه العريضه على جبين أخيه ليتحسس حرارته : حرارتك شوي مرتفعه .. قوم أكل لك شي و بعطيك دواء يخفض الحرارة ..

علي المتعب برجاء : شملان جيب لي وداد ..

شملان : وداد في بيتها و حنا في الليل و لأصبحنا بتجي بأذن الله ..

علي بيده المرتجفه يبعد كف الشملان الذي أراد أن يساعده في الجلوس : بعد عني و خلني أنام عشان يصبح علينا الصبح و أطيب

شملان يبتسم بإستغراب : الله و أكبر اللحين مستمرض عشان حبيبة القلب .. و لا يهمك أروح اللحين و اجيبها لك ..

علي بلهفة لم يخفيها التعب الواضح في ملامح وجهه : شناطر ما تقوم تجيبها ..

*
*
*

هل يعقل .. أن اليوم هو سعدي .. أيعقل أن كل ما في الكون اليوم سيعمل على تحقيق حلمي .. هناك فينوس تقتنع با العودة و هنا علي يخطط لإهدائي طفله !

سارعت في قطع الطرقات للوصول لمنزل تلك اليتيمة التي سوف تصبح أم ! .. لأتوقف و أفكر .. وأسترجع كل خطأ ارتكبته بحقها
أجرمت و زورت و الآن أريد أن أزيد معاناتها بطفل من مجنون ؟!
لكن .. أنا لن أرغمها .. فقط سأذهب بها إليه و اتركها تقرر .. قد يكون هذا ما تريده .. أنا متأكد أنها تكن مشاعر خاصة لعلي لكنها تخافه .. و أنا سأكون با القرب لأضمن سلامتها ..
لكن .. الطفل .. هل يعقل أن أسلبها طفلها ..
لكني عمه و سأكون أحن عليه حتى من أبيه .. و أبيه فاقد لعقله قد ينساه بثوان في لحظات جنونه .. و هي عاقلة سوف توازن الأمور و تعرف أين يجب أن يعيش أبنها ليحظى بحياة سوية ! ..
لكن .. سوف تتعذب .. من المؤكد .. تبا لضميري الذي سيعود بي لدهاليز التعاسة .. ما الذي كسبته من صحوة ضميري إلا نفي من اعشق من حياتي ؟!

*
*
*

أم سعيد تطل من الباب المجاور و هي تختبئ وجهها بطرف حجابها : أهل البيت مو موجودين .. بغيت شي ؟

شملان مستغرب : ما تدرين وينهم فيه ؟

أم سعيد بكذبة تريد بها حماية خصوصية جارتها : رايحين يزورون أهل لهم ..

شملان بإستغراب : أهل لهم ؟!! .. أنا ماني خابر لهم أهل ..

أم سعيد : هو في أحد ماله أهل لو من بعيد ..

شملان : زين ما تعرفين متى بيرجعون ؟

أم سعيد تريد إنهاء الحديث مع هذا الغريب الذي تعلم هويته : علمي علمك ..

شملان بخبث : ليت علمي علمج يا حجيه .. بس شكلج تعرفين و ما انتي معلمتني ..

أم سعيد بتهديد : توكل على الله يا ولد قبل ما يكسرون عيال الحارة سيارتك ..

شملان يرفع حاجبه مستنكرا : ولد ؟!! ..

*
*
*

أغلقت العجوز سليطة اللسان بابها بينما عزمت أنا أمري و قررت أن أفتح باب آخر يدلني على مكان وداد .. لن أنتظر لصباح الغد حتى أتأكد من فرارها .. بل سأسبقها بخطوات ..

*
*
*

شملان الذي كان يراقب بيت أم سعيد لمح مراهق يتجه إليه : يا ولد بقيت منك مساعده ..

بلال بتجهم : أن كنت تشوفني ولد و شلون بساعدك ؟!

شملان يبتسم متحكما بأعصابه : معاك حق .. منك السموحة .. لو ما عليك أمر بقيت أسألك عن سالم جاركم .. أنا من جماعتهم و جاي أزورهم و انشد عنهم و ما لقيتهم ..

بلال : أنا أعرف من أنت .. مو أنت نسيبهم ؟

شملان متفاجىء : أي نعم أنا نسيبهم ..

بلال من غير مبالاة : أي قالي سالم عنك ..

شملان يبتسم في محاولة لكسب المراهق : أجل أنت من ربعه ؟

بلال باندفاع كأنه ينكر تهمة : يخسى .. كنت من ربعه و اللحين ما يشرفني عرفه ..

شملان مستغرب : أفا .. ليش ؟

بلال : ها الولد ضايع و يتبع كل صايع ..

شملان بخوف لم يستطع أن يخفيه : جيب من الآخر .. وشفيه سالم وش شايف عليه ؟

بلال : رح أسأله لا تسألني ..

شملان يعد للعشرة في محاولة منه لضبط أعصابه : زين وين أروح أسأله و أنا ما أدل له طريق ..

بلال : هو لصار مو في الساحة مع ربعه تلقاه عند أخته ..

شملان بنفاذ صبر : و أخته بعد ما هي في البيت ..

بلال : أخته ها الحزه في شغلها ..

شملان : شغلها ؟!! .. و أنت تدل شغلها ؟

*
*
*

كنت أعتقد أني سأرشي هذا المراهق لأجتر منه المعلومات لكن فاجأني بتبرعه بهذا التقرير ! ... لكن ما صعقني حقا هو العنوان الذي دلني عليه .. يشبه جدا عنوان بيت عمي ! ..

لذا لم أصدق .. وحاولت إقناعه بذهاب معي لحيث العنوان الذي أكد لي أنه قام مره بإيصال سالم إليه و مرات كثيرة أمه و حتى وداد و كل هدفي هو التأكد من ما أستصعب علي تصديقه لكنه رفض .. و لا ألومه .. غريب و يطلب منه أن يذهب بصحبته ! ..
لذا أذعنت و طلبت منه أن يعيد علي العنوان حتى أتأكد مما هو متأكد منه .. لأن إن كان ما يقوله هذا الصغير صحيح إذا أنا في ورطة و قد تكون وداد منذ مدة تعد لي فخ .. فخ و وداد .. جدا صعب .. و لِما لا .. هي الآن في بيت عمي و هناك من هو قادر على صنع الفخاخ .. أصيل .. نعم هو .. لكن.. متى .. و كيف ..
لا تهم الأجوبة ..
لأن من المؤكد أن وجودها هناك ليس صدفة .. إذا هكذا قررت وداد أن تتخلص من علي و من ابتزازي لها .. إذا قرأت مذكراته و استفادت جدا منها .. و عرفت من هو أقرب شخص له بعدي أنا ..
كارثة .. نعم أنا أمام كارثة .. و مقضي علي لا محالة ..

لاااا .. أرفض التصديق .. قد أكون إلى الآن محظوظ .. نعم ما زلت محظوظ تعيس ! .. لابد أن حظي اليوم قادني إلى هنا حتى أسبق وقوع الكارثة .. سأخفيه .. نعم سأخفيه قبل أن يكتشف مكانه ..
أم قد كشفته لهم و انتهت ؟!

لا يهم .. نعم .. لا يهم .. سأجعله حلم و أخفيه و لا أترك أثر يستدلون عليه به من جديد .. و هي .. منها سوف أنتقم .

............................................................ ....

*
*
*

يختطفني الحزن كلما أنتصف الليل و أجدني أقيس المسافات كلما أغلقت النوافذ .. لأعود خلال دقائق و افتحها من جديد لعلي أتنفس بكل قوة تمتلكها رئتي ! .. وهي .. لم يعد لها وجود في حياتي فقط زميلة تحمل عبئا ستنزله في القريب بين يدي و تستريح ...

كم أشتاق لأخوتي و السهر معهم و لقهوة أمي التي تستقبلني بعد صلاة الفجر .. و كم أتوق للهرب من دون أن يرافقني ضميري لتذكيري بمسؤولياتي .. أما قلبي فا بدأت أكرهه و لا أمانع التنازل عنه فا هو من قادني لهذه التعاسة ..

و ها أنا وحيد على شرفة هذا البيت العتيق الذي صاحبه قرر أن يعود الآن برفقة رجل غريب ! ..

*
*
*

هند : خالد شمقعدك ..

خالد يدخل بسرعة للغرفة بعد أن أغلق باب الشرفة وراءه : قصري حسج ..

هند مستغربه : شصاير .. شنو شفت و خرعك ؟!!

خالد : ولد خالج هذا ما يستحي مخلي بيته مفتوح للعزابية .. حنا نص الليل وتوه راد مع واحد من ربعه ومدخله البيت ..

هند و الدهشة بانت على ملامحها : غريبه شملان عادة يستقبل ربعه في المجلس الخارجي !

خالد بغيض : ما شاء الله تعرفين عادات و تحركات ولد خالج ..

هند مستنكره : لا حول و لا قوة إلا با الله .. و أن عرفت و شصار ولد خالي و ساكن في بيتنا سنين ؟!!

خالد يرتدي ملابسه : أي بس اللحين حنا مأجرين في ها البيت ولازم يحترمنا ..

هند : وين رايح ؟

خالد : بروح أشوف منو مدخل البيت في ها الليل ..

هند : الله يهداك يا خالد بيته و بكيفه .. بتحكم أنت في منو يستقبل في بيته ؟!!!

خالد بنبرة عالية : وهم عادي يتحكمون فيني ؟!!

*
*
*

نعم هذا كل ما تدور حوله حياتنا .. هدف ضد هدف يريد أن يصل للفوز في مباراة أقامها و اجبر الكل على اللعب فيها لأنه فقط خسر على ارض الخصم من دون مساندة من جمهوره !

............................................................ ..

*
*
*

الإسراف في المكابرة يجعلنا نخسر من دون حد للاكتفاء
لنعاود استنساخ هزائمنا في محاولة أخيرة لتغيير النتيجة ! ..

*
*
*

على خير بأذن الله نلتقي ..





 
 

 

عرض البوم صور ضحكتك في عيوني  
موضوع مغلق

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
ليلاس, من وحي الاعضاء, مكتمله, روايات, شارمي, سعوديه, وشايات المؤرقين, ضحكتك في عيوني, قصص, قصص من وحي الاعضاء, قصص وروايات, كويتيه
facebook




جديد مواضيع قسم القصص المكتملة (بدون ردود)
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 04:12 AM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية