كاتب الموضوع :
ضحكتك في عيوني
المنتدى :
القصص المكتملة (بدون ردود)
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته ..
اختنقت و عدت لتنفس ببطء و بعد شهر عدت للهرولة في عالم القصص من جديد ..
و على الأكيد لهذا المكان و لكم اشتقت ..
*
*
عبق الرياحين و عذرا يا قلب ..
رادين ورى بعض و ثنتين من الوزن الثقيل في مجال الرد على القصص .. لا احسد نفسي .. شكرا لتواجدكم ..
waxengirl
مدري من وين ابتدي أحسج أصعب شخص رد على قصتي .. و اعنيها بشكلها الإيجابي .. تعليقاتك كانت شاملة و فيها قراءه واضحه و أستمتعت أنها كانت بااللغة العربية الفصحى .. و الصورة اللي مع الرد فاجأتني .. مدري و الله شقول لج بس أتمنى لو رديت عليج بنفس اللحظة اللي قريت ردج يمكن كنت راح أعبر بشكل أفضل .. شكرا من القلب ..
*
*
*
الخاشعة و الهدف و وردة حائرة أعتبركم الثلاثي المواظب .. شكرا لتواجدك الداعم ..
*
*
الجزء اليوم طوووويل و أتمنى ما تحسون با الملل لأن بطبعي أحب المختصر بس ها المرة استرسلت با الحوارات في محاولة تطوير .. أتمنى طبعا تكون للأفضل .. و نلتقي بأذن الله الأسبوع القادم في نفس الموعد .
............................................................ ..........................................................
*
*
*
الجزء التاسع عشر :
*
*
*
من يؤذينا غير مآقينا ؟! ..لنرتد مهزومين نفتش في مهمة تعب عن من ترك خلفه بعثرة و هرب .. هكذا نحن .. مجرد بشر .. نسعى و نمل في لمح البصر !
*
*
*
لا يهدأ و لا يستقر في موضع وجهها الذي يطغى على كل طيف للأحبة يمر و يعبر .. و ها هو صوتها يحارب كل ذره من الهواء الذي يحمله ليقتلني أنا .. كنت هنا أنتظر .. و أطرافي من صقيع الخوف تلتهب .. أريدها أن تقترب من دون أن تسأل .. فقط .. تستسلم و تغفل عن كل مسببات الألم !
عذبي هكذا تبلور صوتها مناديا و كم تمنيتها تعنيني أنا !
*
*
هرولت خلفه أطلب منه أن يتمهل في قذف ما يعتمر في صدره ..
فما علمنا به يحتاج لتحليل لا لردة فعل ..
و إن كنا بصدد إلغاء التهم من دون أدلة و خارج المحكمة فأنا الأّولى و الأحق في رفع دعوى لضرر ... فكل حقيقة سوداء نسجها ذاك المريض أرتديتها أنا حزنا على نفسي .. أنا .. من شرعت النوافذ له و تمتمت كل الأدعية لعل طيفه يواسيني في فجرا جديد يحمل فيه الفرح لقبي المنهك .. أنا .. من تركت قبلاتي على كفيه أطلب الصفح عن شيء لا أعرف متى اقترفته و لِما ! .. أنا من كان يبعدني و يقربني و يلعب بكل إحساس ملّكته له .. لذا أنا و ليس أحدا غيري يستحق أن يدير الآن المعركة !
*
*
عذبي من بين أسنانه التي تصطك بغيض : ردي داخل ..
فينوس التي تمسك بذراع أخيها : لا تواجهه بشي مو متأكدين منه..
عذبي بابتسامه متهكمه : للحين تظنين فيه خير .. شنو بنكتشف بعد ؟! .. جذب عليج و طلقج بشي مالج خص فيه .. و بقول ولد عمي و للحين شاريج و بنسامحه .. بس .. هذيك الغريبه أنا مصدقها لو جذبتيها بقلبج الغبي .. و في هذي ما اقدر أسامحه ..
فينوس برجاء : خلك من سالفتي معاه .. أما وداد أنا مصدقتها أحلف لك مصدقتها .. على أن كل اللي قالته كأنه فيلم.. بس مصدقتها ..
عذبي : أجل شتبين ؟ .. تبين نتجاهل شره و نطبطب عليه و نقول أكيد عندك سبب أرجوك فهمنا لأنك طيب و لا يمكن تضر أحد ؟!!
فينوس : لا .. أبيه يطيح بشر أعماله .. أنت بس أدخل معاي و خلني أقول لك اللي في بالي ..
*
*
*
كنت محلقا مع الأماني أعد الدقائق لأسمع ما تمنيت لسنوات ..
" ستعود لك " .. يهديها عذبي لي و أنا أتغلفها و أطير من جديد ..
فقد كان قبل ساعة يرحب بي في صدر ديوانه بينما عمي ذهب
في مهمة تتوقف عليها حياتي .. و عندما مرت الدقائق علي ببطء و ذهب عذبي مستفسرا ليغيب هو أيضا حتى بدأت الهواجس بمهاجمتي و أولها سؤال مخيف جلب العتمة لقلبي .. هل يعقل أن يخبر عمي عذبي بسري ..نعم عذبي يريد أن تعود فينوس لعصمتي لكن إن علم بأني كذبت عليه بشأن أسبابي لن يكتفي بفضحي بل سوف ينتقم مني من خلال فينوس .. يمكن لي أن أتصور إلى أي مدى قد يتمادى في قسوته ..أعرف و أنا على يقين أنه سيتعمد أن يحرق قلبي لينتهي رمادا في ليلة زفافها من غيري ! .. و هذا هو الكابوس الذي أرقني لسنوات .. خطأ .. كان من الخطأ أن أطلب منه التقصي .. و ها هو يغيب خلفها و أنا ها هنا أعاود جمع و طرح الظنون!
*
*
*
وجوده فاجأني و السبب غمرني با الفرح .. أردت أن يعود لها و أن تعود مجددا لتعيش بسعادة ! .. و عندما تأخر والدي ذهبت و أنا عازم على هزم أي سبب تخلقه كرامة أختي العاشقة .. لكن ما إن دخلت المنزل حتى تعثرت بما يشبه العزاء ! .. الكل صامت و في وجهه علامات الغياب .. كل منهم يحمل الحزن في عينيه و يبدو عاجز عن نطق العبرات .. والدي بين يدي فينوس و أصيل اللذان برجاء يطلبون منه أن ينطق و أن يخبرهم انه بخير !
و ما إن لمحني حتى نطق ! .. و أنا الذي لم اعرف الخوف من قبل كما عرفته في هذه اللحظة هرولت في اتجاهه و أنا أطلب منه أن ينسى شملان و طلبه و أن لا يحمّل نفسه فوق طاقتها .. فا نحن لا يمكن لنا أن نفقده !
لكن ما أخبرني به والدي أفقدني توازني .. حي .. هكذا ردد .. علي أبن عمي حي يرزق و لم يمت و لتو كانت تلك الغريبة التي أتت من حيث لا نعرف بصحبته بل كانت معه تعيش طوال تلك السنين التي مضت و نحن هنا نعتقد بموته ! .. كيف .. و لِما .. و كل الأسئلة التي أجوبتها فقط بحوزته !
و عندما تركتهم لأستفهم بل لأحاكمه بما تأكد لي حتى استوقفني والدي ليفاجأني و يفاجأ أختي المهزومة بأسباب طلاقها الجائر ..
لتقف هي في منتصف طريقي إليه و تطلب مني التمهل !
*
*
*
عذبي بعدما عاد مع فينوس لداخل : هذا أنا أسمعج ؟
فينوس تلتفت لوالدها و أصيل اللذان في صمت كانا ينظران للفراغ بذهول بينما وداد ما زالت تنتحب بخوف : أصيل .. أصيل ..
أصيل ينتبه : نعم ؟
فينوس بحزم : روح أنت و أبوي مع وداد و تأكدوا من اللي قالته و عذبي يقعد هني يلهي شملان لين تردون .. بعدها نقدر نواجه شملان و حنا متأكدين .. و انسوا موضوعي ما عاد مهم .. أنا بخير .. تسمعون كلكم .. أنا بخير و تعافيت ..
أبو عذبي بحماس أجتره بذهول : .. يله يا أصيل خلنا نروح و نتأكد أن علي اللي تعرفه ها البنت هو ولدنا علي ..
*
*
*
تريدنا أن نذهب لنتأكد ؟! ..
مِما نتأكد ؟ .. أن هذه الباكية أمامنا كاذبة .. أبي ألا تميز الصادقون و أنت من عشت لأعوام مع ممثلون ؟!!
أم أتريد أن تؤكد أن علي حي و نحن من كان يغيبنا الفقد ؟!! ..
دعنا نبدأ مني أنا .. هل أنا حي ؟! ..
أنا غير متأكد أن كنت حتى ما زلت مستيقظ أم أنا في غيبوبتي أعيش حلم .. فما سرد على مسامعي يبدوا من الخيال .. فا التفاصيل تبلورت أمامي على عجالة لأضيع في ظلمة التساؤلات من جديد .. إلى الآن و أنا في قمة الذهول أهذي بعقلي الذي يردد أنها مجرد أكاذيب و مِن ألا معقول بكل تأكيد ..
و هي .. زوجته .. وداد زوجة علي ! .. ماذا تفعل هنا و لما تعثرت بها في حياتي ؟ ... حتى أصل أليه ؟.. أم وضعها شملان الخبيث أمامي عمدا حتى أموت من جديد ؟!! .. و لِما أتهم شملان و أنا الملام .. هكذا أنا أصبحت بعدما تخللت العادة شراييني و بات كل ما افعله لا يهم إن كان عن وعي أم مصدره ألاوعي فا ها أنا كل ما فلحت فيه هو الحوم حول ما يملكه الغير ! .. أعيد تاريخي و أعاود نسج خيباتي .. و أوبخ نفسي مكررا تساؤلاتي .. كيف لي أن أنسخ كل عثراتي لتشيخ معي في أيامي التعيسة التي تلوح لي من بعيد منتظرة قدومي على أحر من جمر ؟! ..
*
*
عذبي ينبه أصيل من غيبوبته : بتروح مع أبوي و إلا أنا أروح معه و تقابل شملان بدالي ..
أصيل بجزع : لااا ... أنا بروح مع أبوي .. أبي أتأكد أن علي حي .. أبي أشوفه با عيوني ..
*
*
*
أسيرة بين يدي أعداء مهزومين .. وجوههم الشاحبة و نظراتهم المشتتة بذهول دامِ روعتني .. و أنا المرتاعة منذ أن أرغمت أن أجلس على هذا الكرسي ليتم استجوابي ...
*
*
وداد بصوت مبحوح و بندم واضح على اعترافها الناقص : ما اقدر أدلكم على مكانه .. شملان إذا عرف راح ينتقم مني ..
أصيل يزجر بغضب : و أنا إذا ما دليتينا مكانه راح أنتقم منج في أخوج ..
وداد أصبحت لبوة مفترسة أمام معتدي يريد أن ينقض على احد أبنائها لتندفع وسط ذهولهم هاربة و هي ترمي ورائها كل ما قد يعرقل طريقهم خلفها ...
*
*
كنت لتو قد قررت أن أنظم لعائلتي التي تمقتني فا إن كنت سوف أخرج من هذا السجن الكبير إذا علي تعلم طلب العون و المؤازرة ممن أمام الكل يربطني بهم الدم لأخطو على الطريق الصحيح أمام الكل بمباركتهم أو هكذا أخبرتني كبيرتهم .. لكن ما أذهلني هو صوت أنثوي يصرخ بصوت عالي و فجأة بصاحبته أصطدم ! ..
كانت المربية وداد مرتاعة خائفة بين يدي ترتجف و لسخرية الصدف تطلب العون مني و أنا من كنت هنا أطلب العون !
*
*
ديمة تخبأ وداد الخائفة ورائها لتواجه عذبي و أصيل بكل استغراب : شفيكم تلاحقونها . .شسوت ؟! ..
أصيل يمد كفه في محاولة لجر وداد من خلف ديمة : أنقلعي أنتِ و ما لج شغل ..
ديمة بدهشة ترمي بقبضتها على صدر أخيها لتبعده : وين حنا قاعدين فيه ؟ .. في غابة ؟ .. رياجيل طول بعرض تلاحقون بنيه ؟!!
عذبي من وراء أصيل : خلاص يا أصيل هذي هي في البيت و ين يعني بتروح .. يا تعلمنا با الطيب و إلا ..
فينوس التي لتو وصلت بجانب عذبي تكمل : و إلا بتكون أذكى منا كلنا و تاخذ لها تعويض عن الضرر النفسي و ترتاح هي و أخوها من العنا في مكان نوفره لها .. مكان لا شملان و لا غيره يقدر يعرفه ..
ديمه قبل أن تنطق وداد رددت مستغربه : شملان ! .. و شملان شكو فيها ؟!!
فينوس تصرخ بديمه من قهر له مسبباته : أنتِ مو كنتِ معتصمه في غرفتج .. اللحين تبين تصيرين من العائلة و تعرفين كل شي .. يله يا مدام مسامح تقلعي لغرفتج ..
أبو عذبي الواقف من بعيد ينطق بصوته الجهوري الذي حبسه لأعوام : .. بس .. عيب عليكم .. صايرين عصابه .. تعالي يا ديمه عندي و جيبي معاج وداد ..
*
*
*
نظرته لي كانت مؤنبه .. كان يوجه توبيخه الخفي لي أنا ! .. لذا وليت هاربة لحيث قوقعتي التي كنت بها محمية من انعكاس صورتي .. أم صورة تلك المتجبرة التي أصبحت نسختها ؟! .. كنت منذ دقائق معدودة أحل محلها و أتصرف كما تتصرف عندما تجعل الكل تحت ظلها ! ..
إذا هكذا تتصرف المرأة المجروحة التي تعلم يقينا أنها لم و لن تملك قلب من أسر قلبها .. نعم .. من المؤكد أنه لم يحبني يوما .. نبذني و حملني وزرا ليحمي رجولته من دون أن يلتفت لما خلف وراءه من حطام أقله قلبي التعيس أنا ! .. و عندما عالج خلله كما يزعم فكر بي لإنجاب أطفال يرثون بعض ما سوف تترك تلك التي يكره ! .. لو كنت فقط أجمل .. لو كنت بحسن وصايف أو دلال وضوح لكان الآن أنا من تركته حطاما منفيا بقاع أكبر محيطات
الألم ... لكن هذه أنا و سأظل أنا إلى أن تطالني الشيخوخة التي سوف تحيلني لمسخ سيراه و يعرف أنني أنقذته في يوم ! ..
............................................................ ..........
*
*
*
كا غرباء التقوا في مقهى نحتسي القهوة و نشتت النظر با كل عابر يمر من أمامنا دون أن يلتفت لنا , و المضحك المبكي أنني لم أتخيل أبدا أن نجلس هي و أنا من دون فتح أي موضوع للحوار و نحن اللتان لم نكن نجتمع في مكان إلا وملئناه صخبا بضحكاتنا الرنانة التي سببها مواضيعنا المثيرة !
*
*
وصايف بعد أن مر ساري ملقيا السلام ببرود العابرين : صاير بينكم شي ؟!
وضوح تشتت نظرها في فنجان قهوتها : أنفال قالتها أمس .. سمعنا .. و أول ما شكرته أخذ هديته مني !
وصايف بدهشة : أخذ الهدية ؟!! .. لا عاد قوية أنا لو منج أزعل و أقلبها عليه ..
وضوح تبتسم بسخرية واضحة : و الزعل فادج ؟ ..
وصايف بدفاع مستميت عن نفسها : حتى لو ما فادني أهم شي حافظت على كرامتي و أنا اللي خليته و راي و قدام الكل ..
وضوح : هذا كلام ترددينه بس الكل شايف أنج أنتي المستميته عليه .. أولها بخطبتج اللي ما تممتيها عشان أتضح لج أن ما عنده مانع و ثانيا بسالفة رجعتج لشغل و أنتِ تعرفين أن ها الشي بيحرجه و يحره مو لأنج تهمينه بس لانج في يوم كنتِ زوجته اللي مأمنها و خانته ..
وصايف التي كانت تستمع بغيض : قولي من الآخر أني مو مؤهلة لتقديم النصح لحضرة جنابج بدال ما تقعدين قدامي و تشمتين فيني ..
وضوح بهدوئها المعتاد : أنا ما أثق في أحد غيرج و أنتِ تعرفين ها الشي و أدري لما تنصحيني أنج تبين مصلحتي بدرجة الأولى بس وصايف خلينا نكون صادقين مع بعض تعتقدين نصيحتج بتفيدني و إلا هي تكرار لأخطائج ..
وصايف تتراجع للخلف لتستند لظهر الكرسي الذي تجلس عليه منذ ساعة : أنا أصلا ما أبي أرد الشغل بس أبي أستفزه لما يعرف لأنه أستفزني لما قال لساري قول لأختك لا ترسل لي مسجات على أنه يعرف أني من تطلقت منه ما تعديت حدودي معاه و كل مسجاتي بخصوص عيالي ..
وضوح بنبرة تحمل اللوم : عيالج اللي تنازلتي عنهم ..
وصايف مردده أعذارها : أنتِ و الكل تلوموني و انتم تعرفون أني ما سويت جذيه إلا عشان أخليه يحتاجني و لا يقدر يتنازل عني ..
وضوح : و آخرتها خسرتي كل شي ..
وصايف بنبرة يائسة : حتى نفسي خسرتها لاني قادرة أرد وصايف العازبة و لا وصايف الزوجة و الأم .. قولي لي يا وضوح .. شسوي ؟..
وضوح تبتسم لها : أنا بعد مثلج ضايعه .. بس صار لي مده أفكر ابتدي من جديد .. تردين معاي ؟
وصايف تبتسم هي الأخرى : لوين نرد و من وين نبتدي ؟
وضوح : من مثلث الصداقة ..
وصايف تكمل المثلث : فينوس ؟َ!!
وضوح : فاقدتها حيل .. أحس لما كانت معنا كنا نفكر أحسن و نتصرف بشكل أفضل .
وصايف تطلق ضحكه تشبه وصايف الغابرة : قصدج كنا معاها حنا الأفضل .. ثقتنا أكبر و غرورنا أعظم ..
وضوح نافيه التهم : تكلمي عن نفسج .. أنا ما كنت أشوف فينوس بها الشكل ..
وصايف بسخريه : أي صح ما كنتِ أبدا تحطمين فيها
وضوح تدافع عن نفسها : لا تظلمين حظج يا وصايف .. أنا بحياتي ما قللت من قيمتها ..
وصايف تقف منسحبه : إن كنتِ مو واعية لتصرفاتج فا هذي مصيبه و أن كنتِ عارفه و تجذبين ما اقدر أبدا أتعاطف معاج ..
*
*
*
لم أكن أقلل من قيمتها كنت دوما صادقه معها .. هي في حقل الدلال فلاحة و في بلاط الجميلات مجرد خادمة .. نعم أعترف أني كنت أعدد أمامها الأخطاء العشرة في هيئتها نعم كنت أقف معها أمام المرآة و أدلها على مواضع القبح فيها لكن فقط لتصححها .. كنت أعلمها كيف تصقل هيئتها لتبدوا أكثر قبولا لدى الشخص الوحيد الذي يهمها .. ألم أكن أنا من طارت فرحا عندما أختارها أخي .. أنا لم استخسره بها . .بل سعدت جدا أنها حظيت بأميرها كما حظيت أنا با أميري ..
*
*
*
وضوح تلحق بوصايف و تقتحم غرفتها : عشان كنت أعلمها شلون تزين و شلون تصغر خشمها و تفتح بشرتها و تفقد وزنها و تحسن مظهرها معناه كنت أقلل من قيمتها ..كنت مراهقة و أطبق نظريتي للجمال ..
وصايف تتجاهل ما رددت وضوح : ما كنتِ تشوفين فيها شي حلو هي قالت لي مره ها الكلام ..
وضوح : قالت لج ؟!!
وصايف : في ملكتها قلت لها لازم تسمين أول بنت لج وضوح لأن أكيد من كثر ما تمدحج قدام شملان أصر ما ياخذ غيرج على أنه بينه و بين أمج مشاكل .. ردت علي و قالت بس وضوح ما تشوف فيني شي حلو و كل اللي يبيه شملان وحده عاديه تستحمل طبيعة شغله و غيابه عن بيته !
وضوح بإرتباك : أنا ما قلت جذيه عنها .. مره كنا نسولف عن شنو يهم الرجل في المرأة لما يبيها زوجة.. قلت لها أن شملان ما يهمه الشكل و أصلا يفضلها بسيطة الجمال بس عظيمة في دورها كا زوجة ..
وصايف : قلتي لها ها الشي وانتِ متأكده أنها تفكر فيه .. وكنتِ تعنينها هي بذات ..
وضوح : وين الخطأ .. كنت أبيها تثق بنفسها و تنسى مخاوفها و تحلم لأنه حلم مو صعب و ممكن يتحقق ..
وصايف : ليش ما قلتي لها ها الشي بشكل مباشر .. ليش كنتِ تسوين كل شي ممكن يجملها خارجيا و لما يأستي من أن شكلها يتغير أقترحتي عليها عملية تجميل أو خلينا نقول ترقيع سطحي مثل اللي أنتِ اللحين ترفضينها لأنج تبين الكل يحبج و يتقبلج مثل ما أنتِ !
*
*
*
أصبتِ كبد الحقيقة .. كنت أريد أن يحبني ساري كما أحب شملان فينوس من دون أن يعرقل قبحها شكليا إحساسه بجمالها الحقيقي ..
أريد أن أتأكد أن مشاعر ساري غير مرهونة بما أنا عليه شكليا .. أن مهما تغير شكلي و ظلمتني السنوات بتراكم التجاعيد حول عيني
مشاعره هي العنصر الثابت غير المتغير .. أريد أن أنسى نظرته تلك التي تقززت من حروقي و مزقت روحي .. أريد أن أنتزعها من ذاكرتي و أن أمحي خطيئته التي أرتكبها بطعن قلبي بزوجة و ابن و حياة أخرى أسسها بعيدا عني و أنا هنا أصارع الجراح وحيده .. أريد أن أعاقبه و أن أصفح عنه و أن أتخلص من الماضي من دون أن أعود تلك الفتاة التي أعجبته !
............................................................ ....
*
*
*
ارتويت و هدأت و أصبحت الأمور أمامي أكثر وضوحا برغم من التهاب عيني من كثرة البكاء .. ليتبين لي أني أخطأت و زل لساني أول ما استجوبوني و الآن علي أن أُخرج نفسي من هذا المأزق ..
أم أنه ليس مأزق ؟ .. بل فرصه حقيقية لنجاة بسنوات عمري الفتية التي تضيع مني من دون حل .. ممكن أن تكون هذه فرصتي و هؤلاء الأعداء هم منقذي !
*
*
أبو عذبي و بجانبه ديمة متفحصة لوداد : أذكري الله يا بوج محد هني بيأذيج و شملان حسابه معاي عسير ..
وداد التي أطمئن قلبها لأبو عذبي : لا إله إلا الله .. ( بعد صمت قصير ) .. يعني أنت عم علي ؟!!
أبو عذبي بحنان : و عمج و ابوج و أنتِ هني حالج من حال بناتي
و أكيد أنتِ ما قصرتي مع علي و هو في حالته الصعبة...... بس اللي ماني فاهمه و شلون شملان يخلي مرة أخوه تشتغل في بيوت الناس ؟!!
وداد بخجل : هو ما يدري با الضبط شنو أسوي في وقتي لما أطلع من علي .. ما أعتقد أن مر في باله أن ممكن أحد يشغلني لأن ما عندي شهادة و لا معارف .. و أنا حبيت اشتغل عشان يجي اليوم اللي أستغل فيه و أكون قوية و أقدر أطلب الطلاق من علي ..
أبو عذبي من دون أن يفكر بشكل أعمق أراد أن يتخلص من حمل : لا حول و لا قوة إلا با الله .. ترى يا بوج علي ما هو مجنون .. في وحده ما تخاف الله سوت سحر لوحده تكرها وما صاب إلا هو .... علي ممكن يرد طبيعي .. أصبري عليه يا بنتي بعدين قرري و إن كنتِ معزمة أنا عوينج ..
*
*
*
ظللت طوال الوقت مذهولة حتى أنني نسيت هاتفي الذي تعودت أن أبعث من خلاله كل ما يستجد هنا لبنات خالي .. لكن هذه أخبار مثيرة لا يمكن أن تنقل من خلال رسالة ألكترونية .. الموضوع يحتاج تمهيد و ديباجة عريضة حتى يخفف من غرابته و يصدق ! .. فا علي حي و مسحور !! .. و هذا ما يقود لأسئلة مخيفة .. لما هو حي و شملان يخبأه .. و من هي تلك الشريره التي سحرته .. هل كانت له عاشقه ! .. يااااا كم في هذه القصة من إثارة ..
*
*
*
وداد المحتارة في أمرها : أنا اللحين مدري شنو مفروض أسوي .. شغلي عندكم خسرته و شملان كان يعيلني و اللحين أكيد راح يتخلى عني أنا و أخوي .. و أن عطيتوني و صرفتوا علي بعتبرها صدقة و زوجي اللي محسوب علي ..حاميني .. و في نفس الوقت لي أكبر مشكله .. أنا محتارة ..
أبو عذبي بصوته الحنون : علي له ورث من أهله .. و ما في أحد بيتصدق عليج .. و كل فلس بيجيج هو حقج ..
وداد خجلت من كرم و حنان أبو عذبي أمام تعنتها و رفضها الإفصاح عن مكان علي : أنت مو قلت مشيت شملان ..
أبو عذبي مستغرب : أي كان بينا موضوع و قلت له خلنا نأجله و هو توكل على الله وراح بيته ..
وداد : لا ما أعتقد أنه راح بيته .. أكيد هو عند علي اللحين .. هذي حزته .. الصبح دوري و بعد العصر دوره .. هو كل يوم بنفس ها الوقت يتعشى مع علي .. شملان حنون حيل على علي .. و علي يكون حيل مرتاح بوجوده ..
أبو عذبي : و هذا اللي محيرني .. شملان ما يغلي أحد كثر أخوه .. بس موته قدام الكل و حبسه و نفاه عنا يا أهله ..ليش ؟!!
وداد : أنا ما أدري شنو أسبابه .. بس .. راح أروح معاك الصبح للبيت اللي فيه علي إذا وعدتني أنك ما تضر شملان ..
أبو عذبي مستغرب : أضره .. هذا ولد أخوي أكيد ما راح أضره ..
وداد : أنا حسيتك معصب عليه و عيالك مبين ناوين له شر .. أنا ما ألومكم لأن الموضوع كله غريب بس أنا ما أتصور أني أضر شملان .. هو على كل مساوئه كان حنون علينا و لمنا أنا و اخوي من الضياع بعد وفاة أبوي ..
أبو عذبي يبتسم لها : أنا أشهد أنج بنت أصول و ما يضيع فيج المعروف .. و لا أنا و لا عيالي نبي الشر له .. حنا نبي نعرف الحقيقة اللي مهما كانت لا يمكن تخلينا ننسى أن شملان محسوب منا
*
*
*
طمأنتني كلماته التي تشكلت بهيئة وعد .. على إنني ما زلت غير متأكدة من مشاعري التي تشابكت بين خوف و ذعر و حب مشوه لتو اعرف به ! .. فا أنا لتو شعرت بمدى قبح قلبي ..لتو فهمت لما كان يخفق و يرفرف بشدة أمام ذاك المتعجرف .. الآن فهمت ..و رأيت .. إلى أي مدى يتشابهان و في تقاسيم وجهيهما تنطق القرابة .. و في عباراتهم المركبة بإحترفية تبان الزمالة .. إذا هم أبناء عم و أصدقاء الطفولة و الشباب .. إذا ذاك الأصيل هو من ذكره علي مرارا أمامي حتى تخيلته بكل الأشكال !
*
*
*
........... من ذاكرة وداد .............
*
*
وداد : ليش أطالعني جذيه و تبتسم ؟!!
علي يغمز لها : شكلج يخليني أبتسم ..
وداد بانفعال رقيق : يعني لأني أنظف و اطبخ و انفخ صرت مهرج و شكلي يضحك !
علي ضاحكا بمرح : اللحين أنا اضحك بس من شوي كنت أبتسم و هذا اللي قلته " شكلج يخليني أبتسم " ..
وداد بخجل لم يمنعها من أن تهاجم : وش الفرق تبتسم تضحك المهم أن السبب شكلي .. ومثل ما أشوف أن شكلي مبهذل و ما احتاج منك تلميح با ابتسامة و لا تصريح بضحكه ..
علي يغمز لها مجددا : يا طول لسانج .. صدق الأصيل ..
وداد بإنفعال : أنا لساني طويل ؟!!
علي : مو بشكل حرفي .. ظمنيا طويل..
وداد : تدري الشرها علي أنا اللي مقابلتك ..
علي يلحق بها قبل أن تصل إلى الباب ليسد عليها الطريق ..
وداد بخوف ظاهر في تقاسيم وجهها و عيناها الزائغتان : بعد عن طريقي ..
علي : قالي صديقي مره كل ما صارت الأنثى بسيطه عقدت لك مشاعرك و تركتك بدون سبب ! ..
وداد بفضول لم يخفي ارتباكها : كان يقصد بنت عمك ؟ .. اللي كانت خطيبتك ؟
علي تغيرت ملامحه : في وصايف بسيط التفكير و التعبير .. أبدا ما عقدت لي مشاعري !
وداد بغيرة أنثى : بس أرفضت مشاعرك .. يمكن لأنك بسيط عقدتها
علي يقترب بجرأة و يبتسم بخبث لا يناسب وجهه البريء : و أنتِ تعقدتي ؟
*
*
دفعته و أرتد ضاحكا و اخبرني أنها خدعه تعقد البسيطات للأبد علمها له ذاك الصديق الذي اكتشفت اليوم من هو !!
............................................................ ...
*
*
*
لا أعرف إن كان علي أن أتأمل أم أغرق أكثر في اليأس .. أهي علامة نصر مؤكده أم هي هزيمة ستلحق بي لا محالة ..
كل ما أعرفه أنها للعودة لي رافضة و أن عمي و عذبي هناك في صفي يترافعون في قضيتي حد الإستماته ..
ستعود لي .. نعم من المؤكد .. أعرف و أنا متأكد أنها ما زالت لي عاشقة .. ستعود لي و ستأخذ من إصرارهم أداة ضد كرامتها التي أهدرت ..
و أنا أقسم .. أني لن أجعلها في يوم تندم على قرارها .. سأحقق لها كل أمانيها .. حتى الطفل الذي تريده .. ستنجبه لنا وداد من علي و هذه خطتي التي سوفت بتنفيذها لكن بعودتها سوف أحققها !..
سيكون لأخي ابنة أو أبن سنكفله يتيما و أنا و هي نكون له أسرة ..
سترضى .. و تحبه .. و تصفح عني و تعيش راضية كما تفعل أختي وضوح .. على الأقل أنا لم أخنها .. و لم أفضل أنجاب طفل من غيرها ! .. نعم عندما تعود لي سوف ترى كل التعيسات في الحب من حولها و تعرف كم هي محظوظة بقدر حظي بها ..
*
*
*
شملان ترك هواجيسه و أقترب من أخيه يوقظه ليتناول عشاءه : علي .. قوم يا أخوي تعشى معاي ..
علي يأن من حرارة انتشرت في أوصاله : أنا تعبان ..
شملان يضع كفه العريضه على جبين أخيه ليتحسس حرارته : حرارتك شوي مرتفعه .. قوم أكل لك شي و بعطيك دواء يخفض الحرارة ..
علي المتعب برجاء : شملان جيب لي وداد ..
شملان : وداد في بيتها و حنا في الليل و لأصبحنا بتجي بأذن الله ..
علي بيده المرتجفه يبعد كف الشملان الذي أراد أن يساعده في الجلوس : بعد عني و خلني أنام عشان يصبح علينا الصبح و أطيب
شملان يبتسم بإستغراب : الله و أكبر اللحين مستمرض عشان حبيبة القلب .. و لا يهمك أروح اللحين و اجيبها لك ..
علي بلهفة لم يخفيها التعب الواضح في ملامح وجهه : شناطر ما تقوم تجيبها ..
*
*
*
هل يعقل .. أن اليوم هو سعدي .. أيعقل أن كل ما في الكون اليوم سيعمل على تحقيق حلمي .. هناك فينوس تقتنع با العودة و هنا علي يخطط لإهدائي طفله !
سارعت في قطع الطرقات للوصول لمنزل تلك اليتيمة التي سوف تصبح أم ! .. لأتوقف و أفكر .. وأسترجع كل خطأ ارتكبته بحقها
أجرمت و زورت و الآن أريد أن أزيد معاناتها بطفل من مجنون ؟!
لكن .. أنا لن أرغمها .. فقط سأذهب بها إليه و اتركها تقرر .. قد يكون هذا ما تريده .. أنا متأكد أنها تكن مشاعر خاصة لعلي لكنها تخافه .. و أنا سأكون با القرب لأضمن سلامتها ..
لكن .. الطفل .. هل يعقل أن أسلبها طفلها ..
لكني عمه و سأكون أحن عليه حتى من أبيه .. و أبيه فاقد لعقله قد ينساه بثوان في لحظات جنونه .. و هي عاقلة سوف توازن الأمور و تعرف أين يجب أن يعيش أبنها ليحظى بحياة سوية ! ..
لكن .. سوف تتعذب .. من المؤكد .. تبا لضميري الذي سيعود بي لدهاليز التعاسة .. ما الذي كسبته من صحوة ضميري إلا نفي من اعشق من حياتي ؟!
*
*
*
أم سعيد تطل من الباب المجاور و هي تختبئ وجهها بطرف حجابها : أهل البيت مو موجودين .. بغيت شي ؟
شملان مستغرب : ما تدرين وينهم فيه ؟
أم سعيد بكذبة تريد بها حماية خصوصية جارتها : رايحين يزورون أهل لهم ..
شملان بإستغراب : أهل لهم ؟!! .. أنا ماني خابر لهم أهل ..
أم سعيد : هو في أحد ماله أهل لو من بعيد ..
شملان : زين ما تعرفين متى بيرجعون ؟
أم سعيد تريد إنهاء الحديث مع هذا الغريب الذي تعلم هويته : علمي علمك ..
شملان بخبث : ليت علمي علمج يا حجيه .. بس شكلج تعرفين و ما انتي معلمتني ..
أم سعيد بتهديد : توكل على الله يا ولد قبل ما يكسرون عيال الحارة سيارتك ..
شملان يرفع حاجبه مستنكرا : ولد ؟!! ..
*
*
*
أغلقت العجوز سليطة اللسان بابها بينما عزمت أنا أمري و قررت أن أفتح باب آخر يدلني على مكان وداد .. لن أنتظر لصباح الغد حتى أتأكد من فرارها .. بل سأسبقها بخطوات ..
*
*
*
شملان الذي كان يراقب بيت أم سعيد لمح مراهق يتجه إليه : يا ولد بقيت منك مساعده ..
بلال بتجهم : أن كنت تشوفني ولد و شلون بساعدك ؟!
شملان يبتسم متحكما بأعصابه : معاك حق .. منك السموحة .. لو ما عليك أمر بقيت أسألك عن سالم جاركم .. أنا من جماعتهم و جاي أزورهم و انشد عنهم و ما لقيتهم ..
بلال : أنا أعرف من أنت .. مو أنت نسيبهم ؟
شملان متفاجىء : أي نعم أنا نسيبهم ..
بلال من غير مبالاة : أي قالي سالم عنك ..
شملان يبتسم في محاولة لكسب المراهق : أجل أنت من ربعه ؟
بلال باندفاع كأنه ينكر تهمة : يخسى .. كنت من ربعه و اللحين ما يشرفني عرفه ..
شملان مستغرب : أفا .. ليش ؟
بلال : ها الولد ضايع و يتبع كل صايع ..
شملان بخوف لم يستطع أن يخفيه : جيب من الآخر .. وشفيه سالم وش شايف عليه ؟
بلال : رح أسأله لا تسألني ..
شملان يعد للعشرة في محاولة منه لضبط أعصابه : زين وين أروح أسأله و أنا ما أدل له طريق ..
بلال : هو لصار مو في الساحة مع ربعه تلقاه عند أخته ..
شملان بنفاذ صبر : و أخته بعد ما هي في البيت ..
بلال : أخته ها الحزه في شغلها ..
شملان : شغلها ؟!! .. و أنت تدل شغلها ؟
*
*
*
كنت أعتقد أني سأرشي هذا المراهق لأجتر منه المعلومات لكن فاجأني بتبرعه بهذا التقرير ! ... لكن ما صعقني حقا هو العنوان الذي دلني عليه .. يشبه جدا عنوان بيت عمي ! ..
لذا لم أصدق .. وحاولت إقناعه بذهاب معي لحيث العنوان الذي أكد لي أنه قام مره بإيصال سالم إليه و مرات كثيرة أمه و حتى وداد و كل هدفي هو التأكد من ما أستصعب علي تصديقه لكنه رفض .. و لا ألومه .. غريب و يطلب منه أن يذهب بصحبته ! ..
لذا أذعنت و طلبت منه أن يعيد علي العنوان حتى أتأكد مما هو متأكد منه .. لأن إن كان ما يقوله هذا الصغير صحيح إذا أنا في ورطة و قد تكون وداد منذ مدة تعد لي فخ .. فخ و وداد .. جدا صعب .. و لِما لا .. هي الآن في بيت عمي و هناك من هو قادر على صنع الفخاخ .. أصيل .. نعم هو .. لكن.. متى .. و كيف ..
لا تهم الأجوبة ..
لأن من المؤكد أن وجودها هناك ليس صدفة .. إذا هكذا قررت وداد أن تتخلص من علي و من ابتزازي لها .. إذا قرأت مذكراته و استفادت جدا منها .. و عرفت من هو أقرب شخص له بعدي أنا ..
كارثة .. نعم أنا أمام كارثة .. و مقضي علي لا محالة ..
لاااا .. أرفض التصديق .. قد أكون إلى الآن محظوظ .. نعم ما زلت محظوظ تعيس ! .. لابد أن حظي اليوم قادني إلى هنا حتى أسبق وقوع الكارثة .. سأخفيه .. نعم سأخفيه قبل أن يكتشف مكانه ..
أم قد كشفته لهم و انتهت ؟!
لا يهم .. نعم .. لا يهم .. سأجعله حلم و أخفيه و لا أترك أثر يستدلون عليه به من جديد .. و هي .. منها سوف أنتقم .
............................................................ ....
*
*
*
يختطفني الحزن كلما أنتصف الليل و أجدني أقيس المسافات كلما أغلقت النوافذ .. لأعود خلال دقائق و افتحها من جديد لعلي أتنفس بكل قوة تمتلكها رئتي ! .. وهي .. لم يعد لها وجود في حياتي فقط زميلة تحمل عبئا ستنزله في القريب بين يدي و تستريح ...
كم أشتاق لأخوتي و السهر معهم و لقهوة أمي التي تستقبلني بعد صلاة الفجر .. و كم أتوق للهرب من دون أن يرافقني ضميري لتذكيري بمسؤولياتي .. أما قلبي فا بدأت أكرهه و لا أمانع التنازل عنه فا هو من قادني لهذه التعاسة ..
و ها أنا وحيد على شرفة هذا البيت العتيق الذي صاحبه قرر أن يعود الآن برفقة رجل غريب ! ..
*
*
*
هند : خالد شمقعدك ..
خالد يدخل بسرعة للغرفة بعد أن أغلق باب الشرفة وراءه : قصري حسج ..
هند مستغربه : شصاير .. شنو شفت و خرعك ؟!!
خالد : ولد خالج هذا ما يستحي مخلي بيته مفتوح للعزابية .. حنا نص الليل وتوه راد مع واحد من ربعه ومدخله البيت ..
هند و الدهشة بانت على ملامحها : غريبه شملان عادة يستقبل ربعه في المجلس الخارجي !
خالد بغيض : ما شاء الله تعرفين عادات و تحركات ولد خالج ..
هند مستنكره : لا حول و لا قوة إلا با الله .. و أن عرفت و شصار ولد خالي و ساكن في بيتنا سنين ؟!!
خالد يرتدي ملابسه : أي بس اللحين حنا مأجرين في ها البيت ولازم يحترمنا ..
هند : وين رايح ؟
خالد : بروح أشوف منو مدخل البيت في ها الليل ..
هند : الله يهداك يا خالد بيته و بكيفه .. بتحكم أنت في منو يستقبل في بيته ؟!!!
خالد بنبرة عالية : وهم عادي يتحكمون فيني ؟!!
*
*
*
نعم هذا كل ما تدور حوله حياتنا .. هدف ضد هدف يريد أن يصل للفوز في مباراة أقامها و اجبر الكل على اللعب فيها لأنه فقط خسر على ارض الخصم من دون مساندة من جمهوره !
............................................................ ..
*
*
*
الإسراف في المكابرة يجعلنا نخسر من دون حد للاكتفاء
لنعاود استنساخ هزائمنا في محاولة أخيرة لتغيير النتيجة ! ..
*
*
*
على خير بأذن الله نلتقي ..
|