لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > قصص من وحي قلم الاعضاء > القصص المكتملة (بدون ردود)
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية


موضوع مغلق
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 03-03-11, 12:53 PM   المشاركة رقم: 6
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو ماسي



البيانات
التسجيل: Sep 2007
العضوية: 41908
المشاركات: 1,602
الجنس أنثى
معدل التقييم: ضحكتك في عيوني عضو على طريق الابداعضحكتك في عيوني عضو على طريق الابداعضحكتك في عيوني عضو على طريق الابداعضحكتك في عيوني عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 333

االدولة
البلدKuwait
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
ضحكتك في عيوني غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : ضحكتك في عيوني المنتدى : القصص المكتملة (بدون ردود)
افتراضي

 


الجزء الخامس :

*
*
*

في صحاري الضياع تحتشد الهمم في رجاء العفو

لنتيمم موقنين في ساعة الخلاص من كل ذنب ..

ليصل الماء و يبطل التيمم .. و نعود لما كنا عليه في نقطة الصفر .

*
*

يهتز القلم في يده المزوره .. صوره مشوهه لضمير يريد أن ينتفض !

و ليس هذا الوقت المناسب لزيادة حنقي فا أنا غاضب جدا مما وصلت إليه الأمور

مخططاتي ممتازة و إدارتي عبقرية لكن المشكلة تكمن في شخوصهم المهزوزة ..

ليس منهم أحد يمكن لي أن أعتمد ليه بشكل مطلق فا هم ملئ با العقد !

*
*

شملان : يا حضرة المحقق أنت تاخذ من وقتك و وقتي .

المحقق : يا أبو علي المسألة فيها نظر ..

شملان بنبرة آمره : قض النظر .

المحقق : ما اقدر لو كسرت قانون ورى قانون ها المره قلبي هو اللي مو مطاوعني .

شملان بنفاذ صبر : وبعدين يعني معاك .. وقع و خلصنا .

المحقق يصر: ولد عمره 12 سنه مكسور له ذراع و كدمات مغطيه ظهره و كلها بهوشة و تبي تغطي الموضوع ليش ؟ .. خلني أفتح قضيه و أعاقب اللي ضروه .. و إذا يهمك أمره بتوافقني لأنه ممكن يتعرضون له مره ثانيه ..

شملان ينقر فوق الورقه : قطع ها الورقه وريح و أستريح إذا فعلا يهمك أمره .

المحقق بنبرة مشككه : سؤال أخير .. أنت اللي طاقه ؟

شملان ينتفض :.. أنجنيت أنت ..أنا استقوى على طفل ؟!!

المحقق : أجل ليش تغطي الموضوع .. كل القضايا اللي ساعدتك فيها لقيت لك مبرر إلا هذي ..

شملان بابتسامة متهكمة : قصدك كل القضايا اللي وسخت أيدينك فيها أخذت ثمنها ..

المحقق بحرج : أنت استغليت ظروفي اللي حدتني .. بس لا تضغط علي أكثر لأن ممكن في يوم أنفجر .

شملان بنبرة تهديد : إذا مفكر با الموضوع ممكن أنا أختصره عليك و أفجرك بنفسي

*
*

الليلة طويلة و لن تتوقف عند هلوسات ضمير معذب .. هناك الكثير مما يجب علي

ترميمه .. و علي إعادة الأمور لمسارها الطبيعي من جديد !

*
*

شملان : ممكن أكون أول واحد يوقع لك على الجبيرة ؟

سالم بنبرة شرخها البكاء لساعات : أنا أكرهك ... أكرهك واكرهه .

شملان بابتسامه متلاعبة : زين تكرهه معقول و افهم ليش . بس أنا شنو سويت عشان تكرهني ؟

سالم يتراجع عن نبرته الهجومية لتعليل : لأنك أنت اللي مخليه يعيش معانا .

شملان : اللي مخليه عايش معاكم هو أختك .. مو هي زوجته .

سالم بنبرة أقوى هاجم بها : أنا مو جاهل واعرف أنك أنت اللي زوجتها المجنون .

شملان يزفر التعب : أقول تقدر تربط حزام الأمان أو تبيني أنا أربطه لك ...

*
*
*

الألم الذي كرر غزواته لجوفي الليلة لأكثر من مره أصاب جسدي با الوهن ..

فا ذاكرتي لا تكف عن معاودة تكرار الصور وإعادة عرضها أمامي بشتى الألوان

و في كل مره تبدوا الصورة أصفى و أكثر وضوحا بجميع اتجاهاتها و با عمق

الانعكاسات الحقيقية لها ..

صورة عصفور أنتفض كا صقر ليهب لنجدة أمه التي وقفت بيني يدي مفترس في

نوبة جنون متكررة .. رأيت روحي و هي تغادرني عندما شل الجسد و عجز عن

الوقوف في وجه سيل محتدم ..

سالم الصغير من تحدى بشجاعته المجنون أعاد لي صوابي الذي فقدته من طول

البقاء با القرب من علي الذي ربطني به القدر ! ..

قصتي معه بدأت قبل سبع أعوام ...

أذكر أني كنت فتاة تائهة لتو عادت من آخر مكان بحثت به عن والدها الذي أصابته

المخدرات بلوثة عقلية سلبت منه مداركه ليظل دوما الطريق و دوما يجعل الكل في

مهمة بحث عنه ... فقد بحث معي جيران كنا لهم أسوء جيره .. و أصدقاء كانوا

يجدون با لكثير على والدتي المرحومة عطفا و رأفة بها كلما تعاملوا مع والدي

التعيس .. لأفاجئ با المحامي أمامي .. و تساءلت عفويا عن أي مصيبة أتى بها ؟!

ألم أكن قبل عدة أيام أمامه أستحثه بكل كلمات الرجاء أن يساعدني في

إيجاد والدي و هو يتحاشى حتى أن يعيد النظر إلي !

.. أتى و ليته لم يفعل ..

أذكر وقتها كيف وشوش لي بأمور لا يصدقها عقل لكن صدقته .. نعم أبي مجنون

تراكم عليه الدين و با الأخص له و بين شد في الكلام و انفعالات غير منطقية

لا استغربها على والدي .. أحرق منزل المحامي و هرب !

هذا با الملخص ما قاله بغمته المسيطرة التي دأب فيها على امتلاكي ..

عرف كيف يستغل وضعي كا فتاة صغيرة تركت كا حاضنه لأخيها الوحيد لذي لم

يتعدى سنواته الخمس .. خائفة ..تائهة .. و ما بيدها إلا قلة الحيلة ..

موافقة هذا ما جاوبته به عندما طرح اقتراحه .. زوجة و ممرضة لأخيه الوحيد

الذي يعاني من مرض لم يفسره .. و هذا كل ما طلب بأدب ! ..

و علي هو الحكاية التي كنت أريد أن أروى كا احد شخوصها !

عبقري .. متفرد .. أول جمل تقافزت من رأسي الصغير في أول مقابله لنا معا ..

كل ما أحتاجه هو إدهاشي بجمل مبتورة طرزت بدهشة ...

إننا نتشابه هكذا بدأ الرواية .. ظروفنا متناسخة و صورنا واحده مع اختلاف تعريفها

في بطاقة الهوية .. طرقنا متوازية و الآن التقت .. كل منا يحتاج الآخر .. ليصل !

*
*

أوصلت سالم و تحاشيت أن أقترب من الباب الرئيسي حتى لا أجدها خلفه و ادخل

معها في مواجهة ممكن أن تفقدني صوابي .. و اعترف !

فضلت أن ألتف للباب الخلفي الذي أحكمت غلقه منذ سنوات مضت حتى لا يمكن له

أن يفر .. و تكون السجانة منه في مأمن .. تشرف عليه و تمرضه من باب واحد

له قفل ذكي بيدها مفتاحه !

*
*
*

شملان الغاضب : رد لك عقلك .. و إلا للحين تشوف شي ما حد غيرك يشوفه ؟

علي الذي كان منكبا على كتابه يقرأ بنهم ألتفت لأخيه و على وجهه السخريه و عاود القراءة ..

شملان : بقيت تذبح الولد و ما قصرت في أخته .. هذا جزاتهم و جزاتي عندك ...

علي يتخلى عن صمته :

لا تحملنَّ لمن يمنُّ
مِنَ الأنَامِ عَليك مِنَّة
وَاخْتَر لِنَفْسِكَ حَظَّهَا
واصبر فإنَّ الصبرَ جنَّه
مِنَنُ الرِّجَالِ عَلَى القُلوب
أشدٌ من وقع الأسنه


شملان : اليوم متغمس شخصية الشافعي ! ... و من ساعتين منو كنت متغمس شخصيته .. الفك المفترس ؟

علي يترك الكتب من يده و يتجه لشملان ليقف أمامه : لما أكون ورى السور من أيدي أضيع .. هم اللي يشكلوني و لكم يردوني صوره ما تعرفونها ...

شملان يأسر وجه علي بين كفيه : و أنت اللحين علي أخوي .. هربت منهم لي ؟

علي برجاء طفولي : شملان ما ابي أرد لهم .. شملان لا تخليني ..

شملان : علي أنا دايما معاك بس أنت لازم تصير قوي و حتى إذا ما شفتني بعيونك لازم تكون متأكد أني موجود بس الظلمه تخفيني .. لا تطيعهم و تذكر كلامي ..
وداد و سالم يحبونك و بس يبون يخدمونك .. لازم ما تضرهم و تساعدهم عشان يساعدونك ..

علي يفاجأ شملان : وين أصيل .. أصيل ما يخاف مني بأي صوره .. جيبه لي ..

شملان بتهرب : ما في احد أسمه أصيل هذا أكيد واحد شفته ورى السور .. ما في أحد معاي إلا وداد و سالم .. تذكرهم و بس .. فهمت يا علي ؟

علي يتخلى عن هدوءه و يبدأ با العويل كا ذئب في أسر كا عادته كل مساء ...


*
*

و كا عادتي اهرب من نوباته التي لا أستطيع السيطرة عليها بكل الأدوية التي

أستوردها خصيصا له .. و اليوم نوبته كانت في منتهى العنف و خائف أنا من تعاظم

جنونه و تكرار المأساة بحريق آخر أعجز عن إطفائه ..

با الطبع لا يمكن أن تسلم الجرة مثل كل مره ..

فا قبل سبع أعوام أخفيته من الوجود با التزوير في شهادة وفاة لجثة والد وداد

المحترقة .. نعم والد وداد الذي أنكرت معرفتي بمكان تواجده و أنا من كنت سبب

موته .. لا لم أحرقه با الطبع فا علي هو سبب كل شيء لكن قراري المتهور

بإحضاره لمنزلي في منتصف الليل لأتحفظ عليه لليوم الثاني حيث كنت سأتوجه به

للمحكمة لأثبت براءته من أحد التهم الموجة له كان السبب الرئيس في كل ما حدث ..

ولم تعد بعد ذلك براءته مهمة مع اختفائه بتهمه دبرتها أنا له !

لكن وجه وداد لم يعتقني و كل التزوير و الرشاوى لم تمحى صورتها من أمامي

و وجدت الحل .. و با الأخص عندما خفت أن يكتشف مكان علي الذي هربت به له

.. هي و هو في مكان آمن .. و أنا مع ضمير أكثر راحه .. هكذا فكرت .

لكن ها هو ضميري الآن تعلق با سالم أخيها الصغير .. أشعر با المسؤولية اتجاهه ..

فقد عرفته طفلا لم يتجاوز الخامسة يركض باتجاهي كلما قمت با الزيارة .. في وجهه

رأيت علي أخي الأصغر و في ملامحه تذكرت البراءة ..

تمنيت سرا لسنوات لو كان ابني .. رغبة أبويه فجرها تواجده ... أم فجرها السر الذي

احتفظت به لنفسي ؟ .. لست متأكدا من السبب لكن الشعور واحد ..

فا عدم قدرتي على الإنجاب سلبتني مداركي و عرفت أنني للهلاك المحتم بت متوجه

فقد حطمتني الحقيقة .. و أصبحت رغما عني أشعر بعدم أهليتي .. شعرت بنواقص

الرجولة تتراكم بين أضلعي ... و علي بات هو الأمل .. رددت الفكرة الغبية مرار ..

علي يجب أن ينجب طفلا حتى وإن لم يدرك تواجده .. أنا من سيدرك و يعرف أنه

من دمي و ابن أخي .. أبني ... لكن يبدوا أن وداد لم تسعى لحلمي الذي لمحت لها

به .. في أكثر من مناسبة .. و علي فاقد للأهلية لن يفهم ما أصبوا إليه سواء اعتمدت

التصريح أو التلميح معه ! ..

*
*

توارى تحت ستار الظلام حتى لا أراه ... و استعمل الباب الخلفي لكن أنا له با المرصاد ..

*
*

وداد تقف أمام شملان الذي حاول التسلل با هدوء لسيارته : وين منحاش ؟

شملان با غضب يكبله المكان : أدخلي بيتج قبل ما احد يشوفنا ..

وداد با نبرة تحدي : خلهم يشفونا .. شنو المشكله إذا أشبعنا فضولهم ..

شملان لم يجد بدا من جرها بقسوة لداخل : أنتِ الظاهر استخفيتي ..

وداد تتلمس ذراعها التي غرز شملان أنامله الصلبه بها من غير حق : أنا اللي

أستخفيت و إلا أنت .. شلون تمد أيدك علي ؟!!

شملان أدرك خطأه : أنتِ اللي حديتيني .. و بعدين قصري حسج أخوج أكيد من
التعب نايم و ما تبين تقومينه با نص الليل ..

وداد : عشان اخوي بتكلم و ماني مقصره حسي إلا بعليه أكثر وأكثر .. أنا أستقيل
من وظيفتي كا ممرضه لأخوك و أبي أتعاب نهاية الخدمة ..

شملان يطلق ضحكه متهكمة : حلوه هذي تبين تستقيلين .. تراه زوجج يا مدام ..

وداد : أنت تقص على نفسك و إلا علي .. أخوك فاقد للأهلية و ما في عقد وقعه يعترف فيه .. أصلا أنا للحين ما شفت له أي أوراق ثبوتيه .. و لا أي شي يثبت أنه
موجود على وجه الكره الأرضية .. أصلا أنت خاشه هني عن الكل .. ليش يا شملان .. شنو السر ...

شملان الذي أصيب با الهلع من أقتراب وداد من الحقيقه : أنتِ معصبه و معاج كل الحق و ما راح آخذ أي كلمه منج اللحين .. بكره أجي و نتكلم ..

وداد تسارع للوقوف مره أخرى أمامه قبل أن يخرج من باب المنزل : قصدك بكره لما ترتب أوراقك و تصفي أفكارك .. لا .. أنا أبي أحل الموضوع اللحين . .أنا خلاص كشفتك .. أنت وراك قصه كبيره و أنا ما أعرف منها إلا وجود مجنون فيها .

شملان : تبين تعرفين القصه ؟ ... القصه يا مدام أن عندي كمبيالات و عقود توديج ورى الشمس للأبد و الخسران الوحيد سالم .. و أنت ذكيه و أكيد بتعرفين مصلحتج
.. تصبحين على خير يا مدام .

*
*

في مأزق وضعت نفسي و به تعاظم الأسى حيث لا مفر ..

............................................................ ...........................

*
*
*

بين زوايا عش الحب الذي كنت به المنتظرة دوما ترامى الحزن ...

هنا حيث كل شيء أمثلى بك لا يمكن لي إدعاء التناسي .. فا عقود العشق هنا منحوته

بين طيات الحرير و على وسائد الريش ..

أنثاك نشرتك في كل الأماكن كا عطرها المفضل أحاطت الكل بك ..

و أنت .. ها أنت .. أرخيت عيناك تصد بها عني .. و تنفي أن يوما لي خدرها الوله

في ليالي طويلة من الولع ..

أنت يا من بك ملكت كل شيء أصبحت أمامي نصف رجل و أنا عن كامل أنوثتي

تجردت و أنت السبب ..

فا كف عن أتهامي بما أجرمت !

*
*

كنتِ أكثر من فتنة .. أنت نعمه كنت بها أباهي و أحيانا أغيظ بها كل من يتحداني

أنثى بكامل عنفوانها لي ملّكت نفسها .. ملِك .. هكذا كنت في حضرتك أيتها الأنثى

التي تنازلت عن دورها منذ زمن ..

أنتِ من جعلتني أدمن الصورة .. رتبتي أفكاري بمنهج معشوقة و عاشق و كل با

الوله عامر .. دوما مغردين و لا نكف عن التغازل .. و فجأة قررتي أن تكوني في

صومعة ناسك ! .. و أنا يا معشوقتي لست بقديس ألهوني أصحاب المذاهب المنحرفة

.. أنا مؤمن أرفض أن أكون على غير طبيعتي حتى لو من أجلك !

*
*


ساري الذي كان يجلس بعيدا يراقب صورة وضوح المعكوسة بالمرآة التي جلست أمامها : مستعده تسمعيني ؟

وضوح تستعمل المرآة للوصول إليه و بعينيها تتساءل ألست هنا و أسمعك ؟

ساري يكمل : طبعا أنا أعترف أني غلطت بشي واحد .. أني ما جيتج و قلت لج قبل ما اتخذ قراري و أتزوج مره ثانيه .. و تماديت سنين و خليت لي حياة سريه و أنا كنت أردد أنتِ كل حياتي .. خاين و منافق و كل الصفات اللي تجي في بالج ممكن
تقولينها و أنا راضي بس الي لا يمكن أرضى فيه أنج تفكرين و لو للحظة أني ما عدت أحبج ..

وضوح تخونها دمعه تسقط على عجله لتستقر على صفحة خدها الآسر : تحبني ؟!!

ساري بنبرة عاشق : و في قلبي تربعتي .

وضوح تمد أناملها الرقيقه في محاولة لصد سيل الدموع التي أنهمرت على صفحة و جهها الحزين : و هي .. يا أبو قلب واحد وش كان لها ؟

ساري بصدق : هي حاولت و أنا حاولت بس أنتِ اللي انتصرتِ .

وضوح تلتفت عليه : قول هي اللي تنازلت و أنت اللي خسرتها ... لأني أكيد ما حاربت ..

ساري يعض على شفتيه و يقف ليبتعد با خطواته لنافذة .. وبعد تفكير قصير :

و إذا طلبت منج تحاربين ؟

وضوح : أحارب عشان شنو و لمنو ..

ساري : عشاني يا وضوح .. حبيبج و إلا السنين نستج ..

وضوح : بس أنت ملكي شلون أحارب و أنت كلك ملكي .. مو توك تقول أني في قلبك متربعه ؟

ساري : أنتِ فاهمه شنو أقصد .. ممكن تحاربين عشان تحكمين مكانج و إلا بتكتفين
بمعرفة حدود ملكيتج ؟

وضوح : لو سألتني قبل جاوبتك بس اللحين لما ما تركت إلا إجابة وحده أنا أقولك عنك كلك متنازله ...

*
*

نظرتها التي أدعت بها القساوة و نبرتها المهزوزة أرهقت قلبي الذي يئن تحت وطأت

الحقيقة المره التي انتهت بها نهاية قصتي كا صعلوك يتسول من القحط أي قلب يمد

الحب زادا ..

*
*
*

لم يكن لصوت صرير الباب أي صدى فا القلوب الشقية الليلة جدا متوعكة ..

حبلى با تواريخ مضت تأخر وضعها ..

*
*

أنفال : ممكن أنام عندج اللي باقي من الليل؟

وصايف التي كانت لتو نفضت الحزن مع آخر قطره بللت بها جسدها المتعب : تنامين عندي ؟!!

أنفال : إذا ما عندج مانع ..

وصايف المرهقة تبتستم بتعب : : طبعا ما عندي مانع .. بس مستغربه ..

أنفال تقترب لتضع وسادتها على سرير أختها و ترتب الفراش على عجل : مستغربه ..
بعد اللي صار كله و في شي يخليج تستغربين ..

وصايف : معاج حق .. مع ها الليله اللي مو طبيعيه ما في شي ممكن نستغربه ..

أنفال تجلس على السرير : تصدقين وصايف خايفه أصبح الصبح و أكتشف أن وضوح صار فيها شي ..

وصايف تزجرها : تعوذي من الشيطان . شسوالف البايخه آخر ها الليل .. ناقصين حنا ..

أنفال : شفيج وصايف هبيتي فيني .. تراني صاجه ... وضوح بينها وبين الجنون الشعره .. جى أخوج الليله و كملها عليها ..

وصايف بشجن : تدرين أنفال يصغر بعيني كل مصيبه لتذكرت اللي مرت فيه وضوح .. حتى الليله على كثر ما كنت حزينه على كثر ما نقدت على نفسي ..
قارنت بين حالتي و حالتها ولقيت إني بنعمه .. زواجي كنت عارفه انه فاشل و كان عندي أحساس قوي بأن نهايته قربت أصلا أنا اللي نهيته قبل ما عذبي ينهيه .. و عيالي حتى لو مو في حضني أنا أعرف أنهم بمكان آمن و بخير .. و انا للحين شابه متعلمه حلوه و بصحه زينه و ممكن أبدأ حياتي من جديد مثل ما قالوا لي الكل ... بس وضوح .. وضوح أفقدت الكثير و اللي بقى لها اليوم فقدته للأبد ..

أنفال : تبين الصراحه .. هي اللي عقدت نفسها .. ما هي أول وحده في البشرية
تبتلى .. أكيد صعب انها تشوف جسمها نصه محترق و أكيد صعب تنسى طفلها اللي فقدته و الأصعب فقد علي اللي كانت تموت فيه و هو روحها .. بس وين وضوح .. المؤمنه اللي تعرف أن كل شي مقدر و له سبب ...
كلنا كنا حوالينها و خاصة ساري بس هي عزلت نفسها عنه بذات و آخر شي طفشته و هذا هو جاب لها ولد و قهرها بعد و سماه علي ..

وصايف : تدرين حسيته منها ينتقم على ها الحركه ..يعني ضاقت الأسامي ..
و إلا بيفهمها أنه خلاص رضى بحدود علاقتهم اللي رسمته و أنه مو منتظر منها .. .. علي .. !

أنفال : اللي أحساسي يأكده أن بنصبح و في بيتنا مطلقتين مو وحده ..

وصايف تلوح با الوساده في وجه أنفال : شرايج تنامين قبل ما اعلمج المطلقه شنو تقدر عليه ..

أنفال تمد يدها بسرعه للحاف : تصبيحن على خير .


............................................................ ..........

*
*
*

مر شهر و تعرفت عليه عن كثب ...

لا يحتاج لساعة لتنبيهه بموعد صلاة الفجر و هذي أول إيجابيه .. فطوره بسيط و لا

يهتم أبدا بنوعية طعامه مادامت القهوة أمامه حاضره .. و صفحة الرياضة أول ما

يتفقد عندما يخطف الجريدة من أمامي .. نعم هذي هي أول سلبياته .. لا يهتم أن كنت

قد استحوذت عليها قبله .. بل هو لا يا هتم بالأشياء الصغيرة التي تنم عن الاحترام

.. يحرك حاجياتي من دون إعادتها لمكانها و الذنب با الطبع ذنبي فا هو يبحث عن

حاجياته التي رتبتها له في مكان مخصص بعيد عن أشيائي لكن دوما يصر على

ابتداء رحلة البحث من مكاني ! ... فوضويته تحتاج لكثير من الصبر .. فا هو لا

يعرف كيف يرتب خلفه أي من حاجياته و يبدوا طفلا في حاجه دوما للمساعدة ..

*
*

خالد بنفاذ صبر : الله يهداج يا هند ما تترتبين شي إلا يختفي ؟!

هند ترفع حاجبها بإستغراب بينما يديها ما زالت في الدولاب تبحث له
عن ما أضاعه :

خالد الله يعافيك أنا وحده مرتبه و أعرف وين أحط الأغراض بس تلقاك أنت مثل العادة لبقيت شغله جست الكبت كله و با الأخير تضيع كل شي ..

خالد : زين أنا هذا طبعي و أحوس كل شي بس أنتِ يا المرتبه ليش مو قادره للحين تستوعبين طبعي و تحاولين تلقين طريقه ترتبين فيها شغلي بعد ما احوسه ..

هند لم يعجبها المنطق الغريب : و انت جاهل يا خالد أعقد نفسي وراك و اسوي مناهج بترتيب عشانك ..

خالد يبتسم بتسلط : جاهل عاقل صغير كبير .. أنت زوجتي و مسئوله عن البيت ... أمي المره الكبيره كانت شايله البيت كله على راسها و حنا خمس و لا مره ضاع لنا شي إلا و حصلته في أقل من ربع ساعه و انت صارلج ساعه تحوسين في شي بسيط لشخص واحد ما تعدى مكانه ..

هند تنامى غضبها من المقارنه الغير عادله : إذا بنبدأ المقارنات أجل خلني أقدم لك نموذج .. شملان ولد خالي لا أم و لا زوجة و لا يعتمد على أخته بشي مرتب و نظيف و لا عمره طلب من احد حاجه ...

خالد أستمع لها إلى آخر كلمه ليهب فيها : أنت ما تستحين على وجهج .. تقارنيني في ولد خالتج .. أصلا شلون يطري في بالج و تقارنين فيه زوجج ..

هند أدركت مدى خطأها : خالد الله يهداك شملان حسبة أخوي و عايش معانا في البيت عشان جذيه طرى في بالي مو أكثر ولا أقل ..

خالد يحاول أبتلاع غضبه : اسمعيني يا هند حنا تونا متزوجين عشان جذيه انا مستعد أوسع بالي و لا أوقف على الكلمة لأني أدري أن محتاجين وقت طويل نفهم على بعض بس في أمور ما ينفع تتأجل .. لازم تفهمين أني أصلا مو فاهم ليش ولد خالج عايش معاكم و ماخذ راحته على الآخر و أنا ناقد على اهلج و على راسهم أخوج اللي مخليه في البيت و خواته تارسينه ..

هند تنتفض با غضب : و أنت لازم تفهم أن احترامي من احترام أهلي و الكلام اللي قلته عيب في حقي .. و ولد خالي حسبة أخوي و مخه و قلبه نظيف و ما يجي منه عيب ..

خالد إزداد غضبه من ترديد هند لمحاسن شملان : و يوم فيه كل ها الصفات الحلوه اللي ما تنطوف ليش ما ضميتوه رسميا للعائله ووحده منكم يا البنات تزوجته ..

هند لم تعد تحتمل و أنفجرت با البكاء : و الله عيب عليك الكلام اللي تقوله ومدام هذا تفكيرك ما أنت بمحدود علي يا ولد الناس ..

خالد أضطرب من انفجارها با البكاء : لا حول و لا قوة إلا با الله .. خلاص عاد مو تسوينها مناحه ترانا نسولف ..

هند ترفع رأسها له : و هذي سوالف يا خالد ؟!!

خالد : يا بنت الحلال شي مر في تفكيري و قلته عاد مو توقفين لي على الكلمه ..

هند : ليتها وقفت على كلمه .. واضح أنك حابس ها الفكره في راسك من زمان و الظاهر كنت أدور على أول فرصه عشان تقطها في وجهي ..

*
*


أعترف أنها لامست لب الحقيقة ...

منذ أول أسبوع من زواجنا و أنا أشعر أني سأنفجر و أريد فقط أن أجد مناسبة تشرع

لي هذا الغضب من دون ان أخسر أكثر مما أقدر عليه ...

و الذي أشعل الشرارة الأولى صديقي حمد و شكوكه .. و من بعدها مناسبة العشاء

الذي أقامه شملان بمناسبة أول زيارة لهند لمنزل أهلها بعد زواجها ..

كنت أجلس في صدر الديوان و أشعر أنه المسيطر على أركانه .. بدى لي كا أب أو

أخ لها .. يتكلم عنها بكل بساطه و من دون تحفظ !

تغاضيت عن الأمر و أنا أردد أنني أبالغ في غيرتي .. فا هذا الرجل في مقام أخيها

لكن هو ليس أخيها لا الدين و لا العرف يسمح له بأكثر من إلغاء السلام ..

و تنامى شعوري الغريب الذي عجزت عن تصنيفه بعد حادثه قصيرة ..

كنت لتو عائد من السوق و في يدي عطر جديد أريد أن اسألها رأيها فيه ..

و انطلقت ما إن لمحته با العبارة التي فا قمت رعبي ...

" يوووو خالد ها العطر قديم شملان جننا فيه " .. عندما طلبت منها تفسير معنى

" جننا " ضحكت با أنثوية " هو في الواقع جنن بنت خالي اللي كانت زوجته و حنا

بس متفرجين " .. و تغاضيت مجددا و فسرت جملتها بشكل بريء .. لكن طفح

الكيل .. فعلا طفح ... بعدما عقدت مقارنه بيني و بينه .. هذا الذي دفعني للجنون ..

أي زوجه تقارن رجلا آخر بزوجها و ما ترمي له بهذه المقارنة !!

أيعقل أنها لم تستطع الحصول عليه و قررت استنساخه !

*
*
*

............................................................ ........

أصبح يتفادى عناقهم .. و قبلاتهم .. أصبح يهرب منهم كا مذنب موقن بأن من أخطأ

في حقه سيفيق من غفلته و يحاسبه لا محالة ..

*
*

فينوس : لا تبي تعطيهم حنان و لا تبيهم يروحون لأمهم يا خذون حنان ..

عذبي ينفخ ما حبس من دخان سيجارته : تبينهم يصيرون مثل ديمه .. يروحون لذاك البيت عشان يتلوثون .. يروحون و هم مودعينج با فينوس و يردون و ما ينادونج إلا طرفه ؟

فينوس : لا تحطني و لا تحط ديمه عذر .. اللي يمنعك أبعد من اللي تعرضه في تبريرك ..

عذبي : تبيهم .. تجي لهم .. محد مانعها .. بس أنا و أنتِ نعرف أنها اتخذت قرارها
من أول لحظة خانت فيها ..

فينوس : ليش تحصر كل شي فيها .. و ين دورك أنت في كل اللي صار ..

عذبي يرمي ما تبقى من سيجارته في المنفضة : بس فينوس ترى مالي خلق أعيد و أزيد با السالفة .. عيالي بينسونها عطيهم بس وقت و راح يتأقلمون ...

فينوس بنبرة حازمة : أنا راح أزور عمتي و آخذهم معاي يشوفون أمهم ..

عذبي : إذا أخذتيهم ما راح تقدرين تردينهم معاج و بيتعلقون في أمهم ..

فينوس : يصير اللي يصير المهم هم يرتاحون ..

عذبي يستسلم : خلاص سويي اللي تبين بس لسألتني أمي بقول أنتِ السبب و أنا مالي شغل ..

*
*
*

فرصه .. ستكون لي فرصه أن أقف على ارض ثابته و أنا متمسكه با الحق و

منطلقه من ثقه بدوافعي ... نعم سأواجه والدتي و أدافع عن أطفال أخي ... لن

اجعلهم يكابدوا ما كابدت ديمه .. لا .. لا يمكن أن أسمح للمأساة أن تتكرر .

............................................................ ................

*
*
*

تتبخر مخاوفنا عندما تتزاحم أخطاؤنا ...

لنقف بين ما هو في منتهى الصحة و ما هو مجرد صحوة متأخرة !

*
*
*



>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>> انتهى الجزء .


 
 

 

عرض البوم صور ضحكتك في عيوني  
قديم 10-03-11, 10:52 AM   المشاركة رقم: 7
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو ماسي



البيانات
التسجيل: Sep 2007
العضوية: 41908
المشاركات: 1,602
الجنس أنثى
معدل التقييم: ضحكتك في عيوني عضو على طريق الابداعضحكتك في عيوني عضو على طريق الابداعضحكتك في عيوني عضو على طريق الابداعضحكتك في عيوني عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 333

االدولة
البلدKuwait
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
ضحكتك في عيوني غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : ضحكتك في عيوني المنتدى : القصص المكتملة (بدون ردود)
افتراضي

 


الجزء السادس :

*
*
*

الهاربون يستعمرون المنافذ لسد كل معبر ..

هم فقط العازمون أمرهم من يتخطون الحواجز ..

ليسكنوا على وجه المسطحات و يقيمون المملكات ..

*
*
*

على مساحات الضجر كانت ليلتي باردة .. وحيد إلا من ظل الوجع ..

أقاسي متراميات إخفاقاتي ..

نعم .. أخفقت بكل ما يتعلق با علي ..

أعتقدت بأني أنقذه من دهاليز المستشفيات حيث يخطون له آلاف التشخيصات

و حفظت له إنسانيته من سياط الجلاد .. نعم جلد حرفيا و أدميَ ظهره و قدماه

" مخبول " .. " مجنون " هكذا دوما كان ينعت من كل من تعرض له علي من غير

وعي , لم أفهم .. إذا كان هكذا يرونه .. كيف إذا طاوعتهم قلوبهم أن يعاملوه كا

حيوان ! ..

يضرب ليصبح أليف على حسب مناهجهم الدموية ؟!

علي منذ أول خطواته كان شقيا هكذا دوما رددت والدتي يرحمها الله ..

و أبي من كان مركز الأمان أوصاني دوما بأن أراقب المخبول , سيجلب لنا المتاعب

و يجعلنا أضحوكة لكل تافه .. حتى وفاته رددها .. رددها حتى صدقته !

كنا دوما نخفيه عن أعين الغرباء و عندما يهرب في غفلة منا كنا نعيده تحت مسمى

مخبول ... كنا له ظالمين أكثر من ظلم كل العالمين ...

لم أتعض .. و لم تكفل لي سنين عمري التي تفوق سنين عمره أن أوقف انحدار عقله

لبؤرة الظلام .. لا .. لم يكن علي مخبولا .. كان فقط يعاني من مرض نفسي حولناه

بجهلنا لمرض عضال أصاب العقل وحده !

المرض الذي حوله لمجرم تسبب في مقتل أبو سالم و احتراق وضوح التي ولدت

طفلها ميتا و إقصاء صديقه و ابن عمه أصيل لدائرة المذنبين ...

.. تبدوا الذكرى جدا قريبه و بالأخص و الريح تطرق نافذتي .. صوتها

الذي يشبه هلوسات و أنين علي المختبئ خلف حاوية القمامة !

و صوت خطواتي المتثاقلة عائد من المسجد حيث وجدت فيه الراحة بعد أن فقدت كل

شيء في الحريق الذي اعتقدت أن أخي أول ضحاياه ...

ياااا كيف في لحظة تغير كل شيء .. قمة الأسى تحولت لوديان زاهرة با

الفرح عندما أعدت النظر و دققت بمن كان مختبئ .. هذا هو أخي حي يرزق !

لم أضمه في حياتي كما ضممته في تلك اللحظة و لما أراه ضعيفا مكسورا كما رأيته

و هو يجاور القطط ... خفت عليه وزورت و كذبت ظنا مني أني أنقذه من مصير

مخيف و مظلم .. لكن ها أنا سجانه و اكبر مذنب ... و معذب .

مذنب .. من .. إلى .. حياة علي با المجمل ...

و ها هو آخر الليل يذهب بي بعيدا في معركة قديمة مع ضميري الذي يحاول

الصمود ... و من ثقل الكوابيس التي تشربت في جميع المسامات أصبحت ملهوفا

لرؤية الشمس و انقطاع الذكريات ...

*
*
*

أم ساري : حلفت ما تطلع قبل ما تريق معاي ..

شملان يقترب من عمته ليقبل جبينها : اليوم راضيه علي ؟!

أم ساري ترسل نظرها بملامحه الوسيمة : كل ما تكبر أشوف أخوي في ملامحك ..

شملان يبتسم و يقترب ليجلس : و طبايعه ؟!!

أم ساري تصب له القهوة : هو كان قاسي و أمك معاه كانت تعاني بس فينا يا أخوانه

ما كان يسمع و لا يشوف .. كان الأبو لنا كلنا ..

شملان : و أنا سديت بمكانه أو فشلت ؟

أم ساري : أنت ما قصرت على أنك ما أنت بمجبور ..

شملان يرتشف قهوته و يمد لها الفنجان : آسف ما قدرت أرد الحق ..

أم ساري : ما لنا حق عند ردينه و لا نبي منها شي .. طلبتك يا شملان خل أبو ساري و لا عاد تعرضه هذا هو في دين و عماة عين و فوقه خسر شغله ..

شملان بإصرار : ردينه مصيرها بتعاقب على كل شي سوته في أهلي و فيكم ..

أم ساري تمد كفها لتمسك ذراعه قبل أن يغادر : كانت شراكه يا شملان و كان لازم يكون فيها خاسر و ربحان ..

شملان بسخريه : و ردينه دايما هي الربحانه !! .. ما سألتي نفسج شلون و ليش ؟


*
*
*

استيقظت بمزاج ثوري ..

و يقين بأني كنت سوف أبقى لو أني رأيت ضوء في آخر النفق لكن مع إستحالة

البقاء في ظل الخوف كان علي أن أتخذ القرار با الرحيل .. ليس من أجلي بل من

أجل سالم أخي الصغير ... لو أن شملان عتقني من أخيه و أعاد لي إنسانيتي بدل أن

يبتزني و يمارس قوته على من لا قوة له لكنت له ممنونة و شاكرة و ممكن خادمة !

لكن القمع يولد القهر و منه تولد الثورة ..

نعم ردد أنه سوف يزجني في السجن و التهمه ملفقه بأوراق وقعتها ساذجة في غفلة

عن أي مخططات لشيطان .. لكن أليست الساذجة الآن أكبر و تعرف أنها ارتبطت

بمجنون .. و تعرف يقينا أن ليس هناك غيرها و غيره من يعرفون بوجوده ..

هو يخفيه . .لماذا ؟ .. لا أعرف .. لكن لا يهم .. لأن الأهم أنه ورقتي التي سأساوم

بها شملان ...

بدأت أول خطوة و لملمت ما يمكن حمله من حاجياتنا و سارعت في المغادرة من

دون حتى أن ألتفت خلفي .. خريطة مسيري واضحة في ذهني لكن مخاوفي تتعثر

بها خطواتي ... و أجد نفسي أردد مخاوفي ... أنا فتاة صغيرة لم تتجاوز الخامسة و

العشرون من عمرها و بمعيتها طفل بعقل مراهق .. مفلسة و جاهلة و مقطوعة من

شجرة ... هذه ببساطة كلي أنا ! .. من سيكون الطامع التالي بي .. و أين سيصل بي

قد يكون شملان شريرا لكن اعتدته و أعرف كيف التعامل معه ..

كل ما علي أن أفعل لدحر مخاوفي من المستقبل هو أن أعود أدراجي قبل أن يدرك

شملان اختفائي !

لا .. هكذا رددت و أنا أنفض الشحنات السلبية من رأسي قبل أن يلتقطها سالم ...

*
*

سالم بتذمر : أنا تعبت من المشي ..

وداد : خلاص خلنا نستريح قريب من المسجد .

سالم بانفعال : لو أموت ما أقعد عند المسجد بعدين يحسبوني شحاذ ..

وداد بغضب : أنا قلت لك بنستريح عند المسجد .. ما قلت بنشحذ ..

سالم بغضب مماثل: و الناس شدراهم ..

وداد ترضخ رغم المزاج السيء : أفففف منك .. خلاص وين تبينا نقعد ..

سالم بحماس : شوفي هنااااااك ورى المجمع فيه حديقة عامه خلينا نروح لها و نشتري السندويشات اللي و عديتني فيها و نستريح با المره ..

وداد تمد نظرها بعيدا : متأكد أن ورى المجمع فيه حديقة عامة ..

سالم بحماس : أي متأكد وداني لها شملان مره لما كان فيها سوق خيري ..

وداد بذعر : شملان يدل الحديقة .. لا أجل هونا خلنا نروح مكان ثاني ..

سالم بضجر : يوووووووو وين نروح أنا تعبت ..

وداد : سالم أنت رجال اللحين مو وقته تتصرف مثل الأطفال .. أنا قايله لك ما فيه راحه لين نوصل حارتنا القديمة و نتغدا هناك بأي زاوية..

سالم بنبرة متعبه : أنا شسوي مكسر و جسمي كله يعورني أبي أرتاح ..

وداد باستسلام : خلاص نروح الحديقة و ندور لنا مكان صاد ..

سالم يسارع بفرح و يجر أخته خلفه : يله اجل عشان نوصل بسرعه ..

وداد : شوي شوي .. مو توك تقول مكسر و تعبان !!


............................................................ .............

لم يكن لأي حائك أن يحيك لي لحاف يقيني برد الجفاء ...

تجافيني منذ ذاك المساء و أنا الذي كنت أجافيها من قبل .. أم هي من بدأت ؟!!

في دائرة مغلقه من موت المشاعر أنا و هي .. تجافيني لأجافيها و تجفى لجفاف

تفطر فيني ! ..

با الرغم من ابتعادها و ابتعادي إلا أني أتمنى لحظة التلاقي ..

وضوح هي من غيرت كل مساراتي .. من حولتني من صعلوك إلى ملك يحكم

و يأمر و له كل ما يتمنى و يطلب !

قبلها .. كنت لأعوام أرتدي عباءة المحتال أمجد الكل و في السر أتجه فقط لمصدر

الفائدة ! .. أتسكع مع عذبي في مدن العالم عيناي تنهش ما لم يحله الله لي .. كنت أبن

عمته با الاسم و مرافقه الخاص با الفعل .. خادم أو تابع لا فرق .. فقد كنت مجرد

ظل لزير نساء ألتقط فضلاته و أوهم نفسي با النصر !

إلا أن نبهتني وصايف با الأنثى التي اكتملت أمامي ..

*
*
............. من ذاكرة ساري ..............

*
*

وصايف تساعد ساري على ترتيب حقائبه : شراح تجيب لي ..

ساري : و شجيب لج تراني مفلس مو شفتيني كل يوم أسافر قلتي هذا مريش ..

وصايف بإبتسامة ساخره : لا أنا عارفه أنك محمول و مكفول ..

ساري يرد عليها بإبتسامه مماثله : عليج نووور

وصايف : زين أنا أقدر أسلفك و قاصدني على مهلك .

ساري يطلق ضحكه عفوية : أحط الدين على ظهري عشانج .. مجنون أنا ..

وصايف ترمي على مهل نسارتها : لا مو عشاني .. عشانها .

ساري في غفلته : أصلا بليا ما تقولين أمي و بعد عمتي بشتري لهم هدايا أما أنتِ و
خواتج أنسوا ..

وصايف بتأفف : ياربيييييي أبتليت في أخو مخه مسكر .. و شجاب أمي و عمتي بسالفة ... أنا أدري أنك تذكرهم دايما و لا أنت محتاج توصيه ..

ساري بانتباه : أجل من تقصدين ؟!

وصايف بإبتسامة خبيثة : وضوح .

ساري يرفع حاجبه علامة تعجب و بنبرة بلهاء : وضوح بنت خالي ؟!!

وصايف تقلد نبرته : أي وضوح بنت خالي .

ساري بتوجس : و ليش أجيب لها هي هدية بذات ما باقي إلا تقولين جيب لفينوس ..

وصايف : و شجاب لجاب ؟!! .. اللحين وضوح اللي تقط الطير من السما تقارنها بفينوس ؟!! .. أنت الظاهر ما عاد تشوف . عاد أنا قلت مع ها السفرات و التفتح على العالم بترتقي بذوقك و بتشوف الجمال الحقيقي في بيت جيرانا .. جيرانا الحلوين اللي يطللون عليك من دريشتهم و أنت رايح و جاي .. أنت شنو ما تحس ..

ساري الذي كان منصتا بدهشة : يعني بتفهميني أن وضوح معجبة فيني أنا !

وصايف : مالت عليك .. شنو معجبة .. البنت مغرمة .. معقول أنت عمي ما تشوف .

ساري يرفع يده بتهديد : أقول روحي من وجهي اللحين ليجيج كف يطير راسج الفاضي ..

وصايف بتصميم على إفهامه : ساري أنا أتكلم جد .. حرام عليك من أمس وضوح ميته بجي جايينها خطاب و أنت و لا حاس ..

ساري يبعدها ليكمل ترتيب حقيبته : الله يوفقها .. و أستحي أنتِ على وجهج و بلا ها السوالف الماصخه و لا تقعدين أطلعين كلام من مخج لأنج تبين بنت خالج ما تروح بعيد عنج ..

وصايف با غضب : تدري ساري صداقاتك مع عذبي كسرت شي في داخلك .. أنت أكيد تسأل نفسك اللحين ليش وضوح حبتني أنا بذات و ما حبت عذبي أو أصيل ..

ساري بإندفاع : سؤال منطقي . .و جوابه ممكن يكون لأن وضوح في داخلها شي منكسر و تبي تجبره بأحد تظنه اقل منها ..

وصايف : أو بكل بساطه لأن وضوح شفافه و صادقة قدرت تكتشف فيك شي أنت للحين ما أدركته ..

ساري بفضول : مثل ؟

وصايف تهم با الخروج : لا تضيع الفرصة و اسألها بنفسك ..

*
*

منذ ذالك الحوار الذي قلب كياني أصبحت وضوح بؤرة اهتمامي ..

عيناي برعت في ترصدها و أصغت مسامعي لكل ما يأتي في ذكرها ..

و بدأ قلبي يرتبك من مجرد معرفتي بتواجدها في منزلنا ..

و ما أن وقفت أمامي بخجل ذات مرة تخبرني بأنها رسول بمطالب ثقيلة لمن يحملها

فا البنات احترن من يوصلهن لسوق و هي من تحدتهم بي أنا ..

نفضت ما كنت عليه و استلهمت من جرأة عذبي و حاكيت سلوكياته التي أوقعت

كل فتاة ترصدها بشباكه ..

و انهمرت عليها بلذيذ الكلمات و و شوشت لها بما يوسوس به عقلي و قلبي و كلي

في حضرتها .. لتحتضن كفها الصغيرة خدي بصفعه و تنطلق بأسى مبتعدة ..

باكيه و هي تردد .. كم خيبتي بك الآن متعاظمة !

جننت بها .. و كل صد واجهته بعزم أكبر لتقرب منها .. لكن كانت أبية شريفه و أنا

المذنب كليا با تغافل أبناء خالي !

و عندما هربت لأقصى بقاع الأرض و عدت تابع لعذبي أدركت ما لمحت له

فينوس .. أنا هنا و العالم بين يدي ناقص .. و معها كنت كما أريد .. واثق .

عدت سريعا و قبل أن ينطلق الكل بترحيب أخبرتهم أنني أريد الزواج من وضوح ..

*
*
*

أنفال منقطعة الأنفاس تقطع على ساري انسياب ذكرياته : ساري وضوح اختفت .. كبتها فاضي ما خلت شي وراها !

ساري يقفز من مكانه : وين راحت ؟!!

أنفال في قمة القلق : و أنا شيدريني .. أتصل على شملان أكيد يعرف وينها ..

............................................................ ............

في قمة الحماس كل منهم يريد أن يسترعي أنتباهي ...

هل ألبس هذا الفستان ؟ .. ليبعدها المتنمر من أمامي و يسألني أن اصفف له شعره فا

هو يريد أن يشبه عمه أصيل بكل التفاصيل ! ..

فينوس تسرح شعر فطومي بينما تحادث عبدالله : عبودي يا قلبي الجل مو زين
لشعرك بعدين يتساقط ..

عبدالله يضخم صوته ليفخم من عمره الذي لم يتجاوز الست : أنتِ ما تعرفين هذا جل أصلي مو بطقه مثل مال السايق ..

فينوس تطلق ضحكه تملئها الدهشة : و منو شرالك الأصلي ؟

عبدالله بشقاوة : ما شريته .. أنا أخذته من غرفة عمي أصيل ..

فينوس تسارع بتأنيبه : لااااا عبود لازم ما تاخذ شي من غير ما تستأذن .. اللحين عمك يزعل عليك ..

أصيل الذي سمع الحوار يقتحم الغرفة بحضوره الآسر : أبو عذبي كلي حلاله ..

عبدالله يسارع لتقبيل عمه الذي يراه قدوة : عمي أبي أقص شعري مثل قصتك .

أصيل يمسك بأرنبة انف عبود : غالي و الطلب رخيص .. بكره آخذك الحلاق معي .. آمر بعد شنو تبي ..

فينوس أنتهت من تسريح شعر فطومي و التفت على ردينه التي نامت قريبا منها: لا خلاص عبود مو طماع و بيقول لك مشكور يا عمي ..

عبدالله أصبح في جدا مطيع بحضور عمه المهيب : مشكور عمي ..

أصيل يبتسم بحنان : عفوا يا أبو عذبي ..

عبدالله : أنا ما ابي أسمي ولدي عذبي .. أبي اسميه أصيل ..

أصيل يطلق ضحكته الساحره التي تميزه : أنت الحين خلص الابتدائي و يصير خير

.... إلا و شعندكم كاشخين .. بتروحون مكان ؟

فينوس تسبق عبدالله في الإجابة : بوديهم يزورون أمهم .

أصيل أرتبك : أخذتِ الأذن من أبوهم و إلا من راسج قررتي ..

فينوس لم يعجبها ما قاله : طبعا أخذت الأذن من أبوهم ..

أصيل يراوق : و من أمي ؟

فينوس : أمي تفهم شعور الأم و لا يمكن أتخيل أنها ترفض أنهم يزورون أمهم .

أصيل يبتسم بسخريه : صج ؟!! .. زين وين أختج ديمة .. بتودينها تزور أمها بعد أو ما استأذنتي لها للحين ...

فينوس : ديمة معزومة على حفلة ..

أصيل تأجج صوته با الغضب : معزومة على حفلة ؟!! .. خير أن شاء الله و ين قاعدين في لوس أنجلوس .. خلاص كملت العشرين تنعزم و تعزم و تروح و تجي على كيفها ..

فينوس تقطع عليه الطريق : أبوي موصلها و هو اللي راح يردها و هي بنته و مشاورته و كيفه هو وياها ..

أصيل مازال غاضبا : ما راح يخربها إلا أبوي بدلعه الزايد لها ..

فينوس في محاولة لدفاع عن ديمة : اللحين عشان وداها توسع صدرها مع صديقاتها صار مدلعها !!

أصيل : مو هو نفسه اللي كان يوديج و يجيبج من بيت عمي و آخرتها تمردتي و بنفسج هجيتي مع ولد عمج من غير شورنا ..

فينوس تنتفض من مكانها و قبل أن تنطلق با غضب أنتبهت لفاطمة و عبدالله المنصتين :

يله يا حلوين تأخرنا على ماما ..

أصيل يقف أمامها قبل أن تخرج : تبينهم عذر .. تبين تعيدين اللي كان ..

فينوس و غصه تتعاظم لتبث في نبرتها حزن : ربي أعلم في نيتي و ما ني في رجا عفوك يا أخوي ..

أصيل يبتعد بعينيه عنها : أنا راح أوديهم و انتِ أنثبري في مكانج وبيت عمتي مالج مراح له ..


فينوس تنسحب من المواجهة : حلو توفر علي المشوار .. دقايق خلني أنادي المربية تروح معاكم ..

*
*
*

سوف لن أموت ... لا جديد في آرائه .. و كل ما في الأمر أنه يجدد إهاناته ..

هكذا أردد في محاولة لإقناع نفسي أني في مقصورة الاعتياد تبوأت مقعد القائد ..

*
*

روحها المتنازلة و عيناها الخاضعة تفتز القسوة من محاجري لأرسل لها نظراتي

المحرقة و يتبع لساني بتسلط أوامري .. لا أعرف إن كنت نادم أم ذو ضمير معذب

.. كل ما أعرفه أني أود أن أعود لأعتذر !

...........................................................

*
*
*

وصلت لمقر عملي و عندما ترجلت من سيارتي بدأت الأفكار تتجاذبني ..

و ما أن وصلت للبوابة حتى عزمت أمري أن أقطع هذه الأفكار و أريح أعصابي

و أوفر وقتي المهدر على بوابة التأجيل !

عدت أدراجي و انطلقت هذه المره متجها للمنزل الذي سجنت به ثلاث أرواح طاهرة

منذ أن طرقت على الباب حتى استشعرت با غرابة الأجواء ..

يبدوا المكان جدا هادئ .. لا صوت لسالم المشاغب و لا لوداد هاوية التنظيف و

إغداق الماء على عتبات الباب ...

وقفت للحظة و عزمت أمري أن أتوجه للخلف و أدخل مباشرة على علي ..

و على أن المسير كله خطوات إلا أن عقلي قاسه بساعات طوال !

خوف .. بل رعب .. مما ينتظرني ..

أيعقل أن ستار الليل أخرج المارد مره أخرى من علي ليشكل جريمة أخرى ...

أيعقل أنني ساعدت علي تشكيل نهاية سالم و وداد كما شكلت نهاية والدهم .

*
*
*

شملان دخل بتوجس على علي الذي كان يجلس بين الفوضى يبكي كا طفل : علي ..

علي شفيك .. في شي يعورك ؟ .. وين وداد و سالم .. ما جوك الصبح ؟

علي : ما لقيت دفتري .. لما قمت الصبح ما لقيته .. وين .. أبي أكتب اللي تخمر في عقلي ..

*
*

تركت علي خلفي و اتجهت للباب الذي يفصل بين غرفة علي و الممر المؤدي

للمكان لمخصص لوداد و سالم .. .لأنادي على أمل أن أسمع أصواتهم لتو مستيقظين

لكن عندما رد الصدى اتجهت بعزم باحثا عنهم في إرجاء المكان .. و كلي أمل أن لا

أجدهم ! .. نعم .. لا أريد أن أجدهم جثث خالية من الحياة ... بطبع لن يكون علي

المتهم فا علي كان محبوسا وراء الباب المغلق .. لكن فتاة وحيدة و أخيها صبي

صغير عرضة لأي طامع و مراقب لوضعهم الغير ملائم !

لكن من حسن حظي أم حظهم .. لا أعرف لكن من المؤكد أنه أسعدني أنني لم أجد

لهم أي تواجد.. و هناك عدة أجوبة لهذا الاختفاء المفاجأ ..

*
*

شملان يعود لغرفة علي : علي وداد و سالم ما جوك اليوم ؟

علي : بلى جت وداد و سالم وجابو لي فطوري .. بس مدري من فيهم سرق دفتري ... روح جيبه منهم و إلا ترى ما عاد راح آكل شي يجيبونه لي ..

شملان : أي دفتر اللي تكلم عنه ؟

علي يصرخ في شملان : دفتري اللي من جيت أقولك عنه .. أنت ليش ما تنبه للي أقوله .. ها الدفتر هو بس اللي يسمعني و إلا أنتم كلكم ما تسمعون ..

شملان بتوجس : و ها الدفتر شنو فيه .. شنو اللي تقوله له ..

علي يسرح ليرد بصوت مختلف : أكدس فيه بعض اللي باعوه البؤساء و كل من تشرد عطيته ورقة و خليته يخط فيها عريضة .. فيها أخوي و ولد عمي .. فيها
كل من تمرد و سكن في عقلي و تنفس ..

شملان بخوف : علي أنت كتبت فيه شي عني .. عن أصيل ؟

علي يلتفت لأخيه و يبتسم بخبث : و أنت و شعرفك في أصيل ؟ .. مو أنت قلت لي أن أصيل شخص من ورى السور .. و إلا أنت أنجيت ؟!!

شملان بإرتباك يحاول أن يلهي علي : تبيني أجيب لك دفتر ثاني تكتب فيه ؟

علي بصوت ملهوف أشبه لصوت طفل : أيه بس أبيه أكبر و معاه قفل .. و أبي أوراقه ملونه .. و على غلافه أبي تحط صورة أصيل .. بعدها ضحك علي بشدة
... ترى امزح معاك ما ابي دفتري يشبه دفتر هنوده ..
جيب لي ورق .. بس ظنك أي ورق بيكفيني عمر ؟!!

شملان يبتعد عن علي و يحاول أن يستعيد توازنه : علي أنا بروح اللحين أجيب لك أرواق بس اول بعطيك دواك و بتنام على ما أجي .. زين ؟

علي : أي أنا أبي أنام .. ما عندي شي أسويه .. دفتري مو معاي والورق يبيله عمر..

*
*

كا طفل نام سريعا و كا لص تسللت على أطراف أصابعي هاربا ..

لا اللص ليس أنا .. وداد .. وداد هي اللص و المجرمة !

أيعقل أن تكون وداد بهذا الخبث .. تسرق بأناملها الصغيرة دفتر علي لتجرمني عندما

أحاول أن أبتزها لتعود سجانه تحت أمرتي !

با الطبع و إلا ما سر اختفائها وأنا من با الأمس كان من يهددها ..

لو كنت فقط أكثر انتباها لذاك الدفتر الذي لا يفارق علي لكنت الآن أكثر أمانا ..

................ رنين هاتفه يقطع عليه أفكاره ................

*
*
*

ساري : وضوح معاك ؟

شملان : و شيجيبها معاي ؟!!!

ساري بذعر : إذا مو معاك و لا هي في البيت أجل وين راحت ..

*
*
*

قفز عبد الله بحماس و تبعته فاطمة على استحياء و تعلقت ردينه الصغيرة في رقبة

مربيتها خائفة من المكان !

و ترددت أنا على عتبة الباب بدخول .. كيف سيكون استقبال عمتي لي

و هل سأصادف زوج عمتي السارق .. و ماذا عن وصايف هل هي على بعد

خطوات مني وكل ما علي أن أنبهها بتواجدي و أقترب أكثر من مرادي ..

*
*

ساري المرتبك كان خارجا من الباب بسرعة ليرتطم بأصيل الذي عاجله بسؤال: شفيك عسى ما شر وين طاير ؟!!

ساري توقف لحظة ليتأمل أصيل و تبدأ شكوكه تهيأ له أن أصيل يعرف بمكان تواجد وضوح : خالي وينه ؟

أصيل : مدري بس آمرني تبي شي أنا أسد محله ..

ساري بشك : أنت شعندك مسير علينا .. مو العاده ..

أصيل : الظاهر ما انتبهت لعيال أختك اللي توهم أدخلوا ..

ساري يلمح شملان من خلف أصيل : أعذرني أصيل أنا عندي مشوار مع شملان و إلا جان استقبلتك ..

أصيل لم يعجبه رد ساري : واضح أن في شي ما تبيني أعرفه .. بس تذكر أنا ولد خالك و أول واحد بيوقف معاك أنت بس آمر ..

شملان الذي أستمع لما قاله أصيل : و أنت أول واحد راح وشهد ضد أبو ساري ..
و أول واحد كبر قلب أخوه على أم عياله ..

أصيل أستفزه شملان ليقترب ويواجهه بكلماته المباشرة : و أنت يا ولد عمي أول واحد طعن و خان و ها المره و أنا متأكد أنك ورى كل اللي صار ..

ساري يتدخل : قصروا حسكم ترى لا المكان مناسب و لا الوقت ..

شملان بتحدي : أنا ماني متحرك من مكاني لين ولد عمي يجيب كل اللي عنده ..

*
*
*

خالد الذي لتو أوصل هند لمنزل عائلتها استوقفها بعصبية : لحظة وين رايحه ..

هند مستغربه : وين بعد بروح ! .. بنزل ..

خالد : أنتِ ما تشوفين أخوج و ولد خالج معاهم رجال واقفين قدام باب بيتكم ..

هند : هذا أصيل ولد خالي مسامح ..

خالد يدقق النظر في هند : أي ؟ .. و هذا بعد حسبة أخوج ؟

هند تحاول أن تتفادى التصادم : إذا ما تبيني أنزل أجل حرك اللحين قبل ما ينتبهون لنا و يعتقدون انك ما تبي تسلم عليهم ..

خالد بغضب متزايد : ماني متحرك لين تجاوبيني .. أنتِ ميانه مع عيال خوالج ؟ .. تسملين عليهم و يسلمون عليج و البساط أحمدي ..

هند تكبت غضبها : لاحول و لا قوة إلا با الله ..يا أبن الحلال السلام لله و إلا لا أنا هامتهم و لا هم هاميني ..

خالد : اسمعيني يا هند أنا أكره ما علي أن الواحد يستخف في عقلي و يردد بينه و بين نفسه خلني آخذه على قد عقله .. أهلج اليوم تقولين لهم ماراح أزوركم وولد خالي ماخذ راحته في البيت و قولي لأخوج الرخمه ترى البيت له حرمه و عليك حفظها ..

هند أستفزها خالد بكلماته التي أنتقص فيها من كرامة أخيها : لو فيك خير و رجال تنزل الحين و تقول لأخوي يا الرخمه و با المره تقول لولد خالي ...

خالد قبل أن تكمل هبط على رأسها بقوة يده ماعقبا : رجال غصبا عنج يا بنت الرخوم ..

*
*
*

اختنقت .. تلاشت كل ذرات الهواء مع تبخر الكرامة ...

كرهته .. كرهته في لحظة و أنا التي منذ سويعات كنت أعوم في أعماق غرامه

وحش .. نعم .. وحش .. مزق أنثى ظنت أنه الفارس ..

*
*

كنا في معمعة تراشق الاتهامات و لم يوقف سيل الغضب العارم إلا صرخات أنثى

مذعوره .. ألتفتنا كلنا في نفس اللحظة لنرى امرأة و رجل في سيارة متوقفة أمام

المنزل هو يصرخ بها و يمسك ذراعاها و هي تبكي بهستيرية و تحاول أن تخلص

نفسها منه في الحيز الضيق الذي كان ساحة لمعركة غير متوازنة الأطراف ..

و لم يقطع ذهولنا إلا صوت ساري و هو يردد هند .. هند ...

تبعنا ساري الذي أندفع مسرعا يقصد السيارة التي حبست فيها أخته و هي تحت

هجوم من شخص يفوقها قوة .. كان المشهد تراجيديا .. ساري الهادئ أصبح وحش

كاسر أنقض على الرجل الذي من المؤكد أنه زوج هند بقبضاته المتوالية ..

شملان حاول أن يفككه من يده و هو يحاول أن يكون الحكم .. أما أنا تصلبت

كل أوردتي و انقطعت إمدادات الدم لرأسي وقفت مذهولا و أنا أراقب أنثى منكسرة

بُعثِرت كرامتها تأن بضجيج أخترق مسماتي ووصل لعروقي ..

فينوس .. صورة فينوس تراءت أمامي لأندفع مواسيا ألملم ما تبعثر من حقيبتها

و أسندها لتصل للمنزل لحيث الأمان ولم أتوقف إلا عندما صرعني الثقل لتتلقفني

الأرض و أغيب على أصوات با القرب مني تلاشت ...

*
*
*

تتلاشى الظلمة في تجرد مواقفنا

لنتعاطى مع المواقف ببسالة عندما لم يعد الأمر .. من المهم !


............................................................ ...............

*
*
*
*

انتهى ..

 
 

 

عرض البوم صور ضحكتك في عيوني  
قديم 17-03-11, 11:12 PM   المشاركة رقم: 8
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو ماسي



البيانات
التسجيل: Sep 2007
العضوية: 41908
المشاركات: 1,602
الجنس أنثى
معدل التقييم: ضحكتك في عيوني عضو على طريق الابداعضحكتك في عيوني عضو على طريق الابداعضحكتك في عيوني عضو على طريق الابداعضحكتك في عيوني عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 333

االدولة
البلدKuwait
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
ضحكتك في عيوني غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : ضحكتك في عيوني المنتدى : القصص المكتملة (بدون ردود)
افتراضي

 




الجزء السابع :

*
*

لأنها عازمة .. تزدهر النبتة الصغير في تصدع الصخر !

*
*


ألبوم صور مثقل با الشجن هذا هو يومي منذ غياب شمسها ..
تبدوا حياتي مفرزنة .. باردة لا طعم لها و لا لون .. أمارسها على مضض و أقاوم بكل ما بقي من طاقة إنهزامات الشوق ..... متعب أنا من مرور السنين و حياتي مغفرة خالية إلا من الوجع .. حاولت و أقدمت و جدا جدا فشلت في استبدالها .. و ها هي صورها تهاجم الذاكرة في غير وقتها .. لسنين نجحت في حصر صورها و محاصرة طيفها في ظلمة الليل بعيدا عن الكل لكن مؤخرا أصبحت محاولاتي حربا أمارسها ضد نفسي ..
صورة مرسومة بدقة ... شعرها الحرير ترتبه يدي المتلهفة على وسائد الريش و قبلاتي تلفح خدها و صوتي يرتعش طالبا التصريح بأكثر من هذا التمادي ... تبا تبا لصورها !

*
*

ساري : شملان وين رحت ؟

شملان ينتبه من إستعراض الصور الذهنية : معاك ..

ساري : أسالك عن وضوح .. عرفت وينها فيه ؟

شملان يزفر الضيق : رايحه تزور جدتي ..



ساري : و اللي يروح زيارة ياخذ كل اللي له من بيته ؟! ..

شملان : لا تبالغ .. وضوح و شعندها عشان تاخذه .. اللي أخذته أكيد تحتاجه سواء أقعدت أسبوع و إلا شهر ..

ساري يأتي بكل ما عنده : زين تبي تزور جدتها ما قلنا شي يوم يكفي .. جدتك ما عاد تميز أحد و لا هي عارفه وضوح من غيرها و هي بتروح تقعد عندها شهر ! ..و البيت فيه خالها و عياله لا هي ماخذه راحتها و بتضيق على العرب .

شملان يلتفت بغضب على ساري : يعني كل من فقد عقله ما عاد يهم نتواصل معاه .. ننفيه من حياتنا مهما كان غالي و لا عاد له قيمة و لا عاد يهم ؟!!

ساري : يعني هذا بس اللي سمعته و فسرته ؟!!

شملان : و سمعت وشوشاتك و تلميحك الغبي .. عيال خالي فيهم اللي مسافر يدرس و اللي مثل ما تعرف طالع مع زوجته في بيت بروحه و ما في إلا خالي و حريمه و بنياته يعني وضوح أختارت المكان و الوقت الصح لزيارتها
إلا إذا أنت من كثر الخطا ما عدت تميز ..

ساري بنبرة تغلفها الدهشة : يعني أنت شايف أنه عادي تختفي من البيت من دون ما تبلغ أحد و با الأخص أنا يا زوجها .. و شدد على كلمة زوجها لأن مهما حصل انا ولي أمرها ولازم تستأذني ..

شملان : خلاص يا ولي أمرها روح كلمها بنفسك و قول لها ها الكلام ..

ساري بإمتعاظ : شفيك شملان بقيتك عون صرت علي فرعون ..

شملان : أنا دايما كنت لك عون بس مو عارف شلون بعينك و أنت اللي خشيت سر عنا كلنا لسنين .. اللحين تزوج و تجيب ولد من ورانا و بعدين تبيني عون ؟!!

ساري بإصرار : أي أبيك عون .. أنت أكثر واحد تعرف وضوح و تعرف اللي حاصل و كنت اعتقد أنك بتفهم أسبابي و بتعذر ..

شملان : مو المشكلة في فهمي المشكلة في فهمك اللي مو قادر يستوعب وضوح .. انا صارلي شهر واقف معاك و حتى لما طلبت وضوح الطلاق كنت أنا أول واحد وقفت في وجهها و حطيت علاقتي فيها على المحك و قلت لك صلح اللي أنكسر .. آخرتها مر شهر و ما تغير شي و هي اللي اتخذت أول خطوة لتغيير و أنا ها المره بوقف معاها و لعلمك بيتي برممه و بجيب أختي تقعد فيه المدة اللي تناسبها لو العمر كله و أنت عاد صرت بروحك حل موضوعك با اللي تقدر عليه ..

ساري المصدوم من تخلي شملان عنه : يعني بتقويها علي ؟!!

شملان بنبرة متعبة : أو يمكن بقوي موقفك ..

ساري المحتار : ما فهمت ؟!!

شملان الذي استنفدت طاقته لهذا اليوم : ساري خلنا من وضوح اللحين قولي شراح تسوي مع نسيبك ..

ساري الذي كان يحاول أن يتناسى المشكلة : شسوي فيه بعد .. هو اللي أنجن .. زين ما مات أصيل ..

شملان : و أنت عاد شايف أصيل صاحي هذا هو للحين ما قام .. الوضع ما يطمن ..

ساري : أنا أحاتي لما يوصل خالي و أقعد اشرح له الموضوع .. كافي صوته للحين يرن في أذني .. مرعوب و منصدم ..

شملان : أسمعني .. عذبي أكيد راح يشعللها و بيحط الغلط كله على خالد وأنا و أنت نعرف أن تصرفه كان عن حمية لو حتى تصرف مو محسوب بس مفروض نراعي ها الشي و نساعده و نشهد لصالحه ..
أخاف أصيل يموت و خالد ينعدم ..

ساري يدقق النظر في شملان : تبينا نقول لهم كلام غير اللي قلناه في التحقيق ؟!

شملان : أنا مدري شنو هببت في التحقيق بس أنا قلت اللي يرضي ضميري .. أصيل هو الغلطان و خالد بعد غلطان بس تصرفه مفهوم ..
و بعدين ترى مو حلوه هند تطلق بعد شهر با سبب مشبوه تعرف الناس و كلامهم اللي ما يرحم .. فكر في الموضوع ..

ساري يهاجم : شملان جيبها من الآخر تبيني أشهد زور ..

شملان بهدوئه المعتاد : لا أبيك تشهد با اللي حصل فعلا .. أصيل أستفز خالد وهذا كل الموضوع ..

ساري : زين .. و هند بعد استفزت خالد عشان يطقها با الشارع ؟!!

شملان : أنت عارف أن هند صغيره و احيانا لسانها يأذي عليها .. يمكن غلطت عليه أنت ما تدري و لا سألتها و سألته .. لا تطير في العجه ..

ساري بغضب : إلا بطير في العجه .. إذا شاف على أختي شي و إلا ما عجبه فيها شي يردها لنا حنا أهلها و نعرف شلون نتصرف مع بنتنا ولا حنا با عجزانين عنها ..

شملان : الكلام حلو بس الواقع أن خالد ما يعتقد أن لهند عزوه .. كافي طريقة زواجها ..

ساري وقف بغضب لإستفزاز شملان : اسمعني يا شملان خلك من خالد و صراعك مع عذبي طلعني منه .. و تذكر أصيل ولد عمك و هذا هو الوقت المناسب اللي مفروض تصلح فيه اللي أنكسر بينكم ..

شملان يقف با المقابل : اللي أنكسر عمره ما يتصلح ..

ساري بخبث : أجل أحلم .. احلم يا شملان لين هي تصير واقع في حضن غيرك ..

*
*

خنجر .. حاد .. و به سم زعاف غرزه على غفلة مني في منتصف قلبي
هذه الصورة التي أرفض بشده تخيلها .. فيها هلاكي و أنا أتنفسها !
و لي الحق .. كل الحق أن أقتله الآن لتجرئه بلفظ ما أخشى ...

لكن ها هم المتناسخان كا صورة و أصلها يقتربان و كل تفكيري توارى أمام ما أرى .. ذاك المتباهي السائر بمحاذاة عمي فاجأني بعد طول سنين ... تغير ... جمع الأصل و الصورة ... عمي له ملامح من أبي و عذبي نسخه طبق الأصل عنه ! ...

*
*

ابو عذبي المرعوب يقترب مسرعا من ساري : شفيه أصيل ؟

شملان من وراء ساري : بخير يا عمي .. بخير تطمن ..

عذبي من وراء والده : مدامك في السالفة ما أظنها خير ..

أبو عذبي يقطع أول خيط لنزاع : بس أنت وياه .. لا تحدوني على اقصاي .. خلونا اللحين في أصيل .. أقدر أدخل أشوفه و وين الدكتور .. و ش قال ؟ .. أشرح لي السالفة كلها ..

*
*

تجمهرنا حول الدكتور المعالج الذي أخبرنا أن أصيل لتو استفاق بذاكره مبتورة و حثنا جميعا أن نتناوب بدخول عليه ليتأكد من ظنونه ..

*
*

عذبي يسند والده : أذكر الله يا يبه و هذا هو و لله الحمد بعافية و الذاكرة عادي بأي وقت ترد ..

أبو عذبي : أخاف أخوك فقد عقله ..

شملان الذي كان قريبا أستفزه ما سمع : و فقد عقله و نساك يعني راح تنسى أنت أنه أصيل ؟

أبو عذبي يزجر شملان : أنت يا وجه البومه تقلع من قدامي ..

شملان قبل أن يستوعب ما نطق به عمه وقبل أن يكوّن رده با المقابل تفاجأ بطيفها مقتربا ....

*
*

شخصت أنظاره و كأن روحه سلبت .. جن .. لابد أنه جن كا أخيه هذا ما تبادر لذهني و هو يردد بتبعثر " مو وقته أتخيلها " !!
لكن عندما تابعت نظراته بالتفاتي لما ورائي تفاجأت بوجود فينوس !

.. تبا .. ما ذا تفعل هنا ؟!! ...
و تبا له .. كيف يقف أمامي و يهذي بها ؟!!

هكذا كان الحوار الداخلي لكن كل أطرافي التي أشتعلت بها نيران الغيرة تحولت لسلاسل تجر فينوس لتبعدها عنه ..

*
*

فينوس : بس حرام عليك .. تجرني وراك كأني بهيمة !

عذبي الغاضب : و شا الفرق .. أنتِ و البهيمه ما عندكم عقل ..

فينوس تنفجر باكيه : أنا شسويت اللحين عشان تنفجر فيني ..

عذبي يذكر الله و يكرر الإستغفار : انتِ شجايبج هني ؟

فينوس بأفكار غير مرتبه : جابني اللي جابك .. اصيل أخوي مثل ما هو اخوك و ابي اتطمن عليه .. أنفال تقول تهاوش مع زوج أختها و الإسعاف أنقلته هني .. قولي شلونه اللحين ..

عذبي بصرامة : بإتصال سريع كان ممكن تطمنين عليه مني بدال ما تجين ركض تبين تلحقين على حبيب القلب ..

فينوس كمن ألقي في وجهها سطل ماء بارد : يا ويلك من الله .. و لا جى في بالي اللي جى في بالك ..

عذبي بأنفاس غاضبة يحبسها المكان : واضح أن اللي جى في بالي جى في بالج و إلا شلون عرفتي منو أقصد با حبيب القلب ..

فينوس تباعدت أفكارها أكثر و هي تلمح طيفه من بعيد مراقبا : أنا ما راح أدافع عن نفسي لأني مو غلطانه با شي .. و أنت لازم تعتذر لي
و إلا انسى أن لك أخت ..

عذبي الذي لاحظ تشتت نظرها لثانيه أدار رأسه باحثا عنه : شفتيه ؟

فينوس بنبرة عتب : أصلا ما عرفت بوجوده إلا من تصرفك الهمجي

عذبي الغاضب : فينوس أن أتكلم عن ها اللحظة .. لمحتيه ؟!

فينوس بابتسامة تلاشى معها الخوف : و هذا هو جاي يعاقبك و ياخذ بحقي منك .

عذبي بإستغراب يلتفت بسرعه لمن أتى من خلفه : يبه ؟!!

أبو عذبي كمن يحرث الأرض ورائه غاضب و يريد أن يحصد أي رأس أمامه : وصمه .. ما عاد لي حشمه تجر اختك قدامي .. هذا و انا عايش و شمسي ما غابت اجل لخذ ربي امانته بتدفنها حيه ... و هي أختك من امك و ابوك أجل ديمة و شراح تسوي فيها يا سمي جدي ؟!

عذبي شعر با الحرج : يبه شكلنا غلط و حنا واقفين نتكلم با المصافط خل العتب في البيت ..

أبو عذبي يفشل في كتم غيضه : بتعلمني السنع . وينك عنه قبل دقايق .. و إلا يوم شفت العتب يمك !

فينوس في محاولة للفض النزاع تتجه لوالدها بسؤال : شلون أصيل ؟

أبو عذبي يلتفت لها و بنبرة حزينة نفت كل الغضب: ما عرفني ..

............................................................ .......

*
*

كان التقريع من نصيبي هذه المره .. و للمره الأولى أفهم وصايف !
وددت لو أن خالد يأتي في هذه اللحظة و يخلصني من والدتي المتجهمة دوما و والدي الذي عاد ليمارس دوره في اضطهاد كل حي في هذا البيت ..

*
*

أنفال : خلاص هند طلبتج أخذي بريك من ها المناحه و أكلي و استعيدي نشاطج لجولة ثانية ..

هند تشهق بدموعها : لا تستظرفين دمج تراني حيل ضايقه .

انفال تمد كأس الماء لاختها :أبوي و امي يبون مصلحتج .. يعني كنتِ متوقعه يقولون كلام غير اللي قالوه ..

هند تتناول الكاس : لا .. و با الأخص منهم .. لان الأهل الطبيعين دايما تغلبهم مشاعرهم و يوقفون با الأول مع عيالهم . .بس أمج و أبوج حسسوني با الفشل و بأني عبأ عليهم .. تدرين أمي شقالت ... قالت روحي لبيتج خلي زوجج لما يرد يلقاج متمسكه فيه قبل ما يطلقج و يشمت الناس فيج ! .. تبيني أهين نفسي لواحد أهان كرامتي عشان كلام الناس ..

أنفال تعض على شفتيها و هي تحاول انتقاء مفرداتها : حاولي تردين ورى بس لشهر و قولي لي شنو تبين ؟

هند بعتب : تبين تعايرين في قراري ؟

أنفال بثقة : أبيج تعرفين أنج أنتِ اللي حطيتي نفسج في موقف هش و خليتي أساسج مكشوف .. خالد لما مد أيده عليج اعتقد انه يادبج و يقومج لأن ما يتعقد أن وراج ظهر لأن هذا اللي بينتيه له من زواجج اللي كله على بعض سلق بيض .... تدرين شنو يعتقد .. يعتقد أنج محدوده عليه بعد الزواج و انج بتمسكين فيه اكثر ما كنتِ متمسكه فيه و أنتِ ظهرج على السعه


هند تعاود البكاء بحده : أنا غلطانه .. غلطانه فهمت .. بس شتبوني أسوي أتمادى في الغلط و أرد له و أعيش طول عمري بخوف منه
انا ما عاد اثق فيه .. و لا أأمن على نفسي عنده .. تخيلي ما ردعه المكان عن التهجم علي و لو ما تدخل ساري يمكن ذبحني و الموضوع كله للحين ما فهمته ! ..

أنفال : الموضوع واضح .. غيرته مرضيه او أن عامل الحمية خربط عقله و ما قدر يميز .. يمكن لو صاير الموقف بعد سنه من زواجكم كان تصرفه غير بس لأنكم للحين في أول المشوار اللي أبتدى غلط صارت المشكلة ..

هند تقف مبتعده عن اختها : ما عرفت لكم .. معاي انتم و لا ضدي .. و إلا بس بتعورون قلبي ..

انفال بتأفف : محد معوره قلبه إلا أنا .. تعقدت منكم يا خواتي و كرهت الزواج كله ..

............................................................ ....................


أحمق ..

مفردة مشتركة رددها حمد و أخي سند ..
لم أجادلهما و آثرت الصمت و أنا أنزوي على نفسي في المقعد الخلفي ..
نعم أحمق .. أهنت زوجتي و كدت أن أتسبب في مقتل أبن عمها ..
كدت أن أفجع أمي و أحزن أخوتي و أجعلهم في دوامة أنتقام و ثأر لا نهاية لها .. و لما هذا كله .. فقط لأني شككت للحظة بها و تناسيت أنني من رضت به زوجا !

*
*

سند : أمي للحين ما تدري عن شي وصيت العيال يبعدون التلفون عنها و يصرفون أي احد يجي يزورها .. لين أنت عاد تصير قدامها و تشرح لها الموضوع بنفسك .. ما نبي نفجعها ..

خالد المرهق : شقول لها .. اني غبي و متهور .. ما أقدر أستحمل أشوف أمي خايب رجاها فيني ..

حمد : بس هي امك و بتعذرك و تسامحك و تنصحك و آخرتها بتقول لك بقوم أسوي لك الأكله اللي تحبها .. هذا قلب الأم حنانه ما يخلص .. بس اللي مفروض تحاتيها اللحين زوجتك .. دورك لك حل بعد ما خربتها معها و مع اهلها ..

سند بغضب : خلها تولي .. راس المشاكل كلها الحريم .. خاصه حريم ها الوقت اطلع الرجال من طوره . .أنا اقول طلقها و أفتك منها و من أهلها العقوبة ...

حمد الذي بمنزلة الأخ الأكبر : أكرمنا بسكوتك هو متى تزوج عشان يطلق .. و بعدين يكون أفضل يحسن علاقته مع نسباه بدال ما يخربها مره وحده .. أبوها شفته اليوم شكله ما يبي المشاكل و ما عنده مانع يردها له و يسكر الموضوع .

سند : بس البلا في ولد خالها اللي جايب له بدال المحامي خمس .. شكله ناوي لنا بشر ..

حمد يرسل نظره من خلال المرآة لخالد الذي بدى غائب و هو يرسل نظره عبر النافذة : خالد وين سرحت ..

خالد : أنا معاكم .. بس محتار في أمري ..

حمد " أفا عليك يا الخوي ولا يهمك امورك كلها سهالات .. أنت بس أذكر الله و أستريح الليله و الصبح بوكل لك أحسن من ها المحامي اللي جابه سنيدان يركض فيه ..

سند يفهم روح الدعابة التي يحاول حمد ان ينشرها : سنيدان ما كول و مذموم .. و بعدين و انا شدراني ان خويك مكسر راس رجال طول با عرضو لا بعد ولد حمولة و واصل .. انا قلت حده ماهد له با العقال واحد من اللي يعاكسون البنات عند المدرسة .. و أي محامي مبتدئ بيطلعه ..

*
*

أنتقلوا من تقريعي لصف كل الدفاعات لي إلى محاولة الترويح عني !!
هكذا هم كا الأطفال يغضبون من أصدقائهم بلحظة لكن لا يمكن أن تقنعهم أن يتخلوا عنهم ..
............................................................ .........

*
*

ندمت جدا قبل مضي يوم واحد من وصولي للخرابة التي كانت لنا في الأيام الخالية بيت آمن نستظل به .. لكن ها هو عاري .. لا نوافذ و لا أبواب و مكب للقمامة و مأوى لكل كلب ضال ..

حاولت أنا وسالم أن ننظف أحد الغرف و نعدها لنا بما توفر لنا من أدوات نظافة أمدتنا بها جارتنا البياعه أم سعيد .. هي الوحيده التي
ما زالت تناظل في هذا الحي الذي بات مسكنا للعزابية من كل أرجاء العالم الثالث !...

*
*

أم سعيد القلقة : طيعني و تعالي أقعدي عندي لين تصلحون بيتكم ..

وداد المتعبة من مهمة التنظيف : لا تحاتينا يا خالتي و بعدين الطوفه على الطوفه إذا نبي شي ما راح تاخرون علينا ..

أم سعيد بصوت هامس : وداد انتِ بنت صغيره و حولنا عزابية و أخوج ما هو راد أحد عنج .. طيعيني و تعالي معاي ..

وداد بروحها التي تود أن تتحرر : الله الحافظ . .لا تحاتينا و بعدين يا أم سعيد أنتِ ساكنه مع قبيله و ين نجي و نحشركم ..

أم سعيد : ما عليج منهم كلهم بطردهم ينامون في السطح ..

وداد تبتسم : تبينهم يموتون في ها الجو .. لا تحاتيني ..

*
*

كان من الصعوبة أن أقنع أم سعيد بأني قادرة على حماية نفسي لأني فعلا لا اصدق ما تفوهت به .. و لا حتى سالم الصغير مقتنع بما وصلت له من حل .. سالم الذي كان هذا الصباح مؤازرا لي الآن أنقلب علي و بدى يأخذ تفكيره منحنى آخر مخالف لي ..

*
*

سالم : با أتصل من بيت أم سعيد على شملان .. في بيت المجنون ارحم من ها الخرابة اللي تخرع ..

وداد تعزف على الوتر الحساس : أفا يا سالم حسبتك رجال و اقدر أعتمد عليك طلعت خواف ..

سالم ينتفض برجولة يحاول تلبسها : انا رجال غصبا عنك و افكر أحسن منج .. مو أنتِ انحشتي من البيت بدون حتى ما تاخذين شي تستفيدين منه ..

وداد تطلق ضحكه متهكمة : شنو كنت تبيني آخذ كرسي و إلا طاولة ..

سالم : هههه تبيني أضحك يعني .. أنا أقصد شي تخوفين في شملان و تخلينه يعطينا بيت احسن من هذا و يصرف علينا غصبا عنه ..

وداد : يعني قصدك أوراق نبتزه فيها؟!! .. هذا اللي استفدته من مقابل المسلسلات البايخه .. زين يا ذكي أنت عمرك شفت لشملان أوراق عندنا ..

سالم عجز عن إفهامها لذا توجه لحقيبته الصغيرة و اخرج الدفتر :

أخذي ها الدفتر و اقري اللي فيه و خليني اضحك عليج ..

وداد تتناول الدفتر و علامات عدم الفهم ترتسم على محياها : و شنو ها الدفتر ؟!

سالم يبتسم با خبث : هذا دفتر المجنون . .شوفي شنو كاتب فيه ..


............................................................ .........

*
*
*

لأن انفعالاتي الطبيعية ماتت منذ ذاك الزمن ما عدت قادرة إلا على محاولة صنعها .. لم أختفي لأني أفقت بعد شهر .. لكن لأني انتفضت بعدما رأيت مجمل الموقف الذي أصبحت أساسه..

والدة علي ما هي إلا ممرضتي السابقة ! ..

هل رأيتم حجم الخيانة ..

زوجي المحب الذي كان يمثل لي جبل ثابت من المؤازرة ما كان إلا خائنا يغازل الإناث من خلف سرير المرض الذي افترشته لشهور طويلة في ذاك المشفى الذي تفوح منه رائحة الحرائق !
و أي حرائق اشتعلت بصدري عندما أدركت حجم خيانته في أول محاولة مني لصفح ...حاولت أن أتجاوز آلامي و أسخر نفسي لكائن ضعيف .. حاولت أن أمارس الأمومة مع علي .. وفي أول اختبار هببت كأي أم أحمله على كتفي للمشفى لأرتفاع بسيط في درجة حرارته .. و لأفاجأ نفسي باني في مهمة إنقاذ لذاتي .. أنقذت نفسي صدفة من من دهاليز الظلام الذي حبسني بها ساري !

و أنا من كنت اشعر بتعذيب الضمير اتجاهه ..

هي .. أم علي .. عرت ساري أمامي . أوراق علي الرسمية تحمل أسمها و أنا متأكدة من أنها هي غريمتي ..
تذكرت الآن كيف كنت أتوجس من ممرضتي الجميلة و أنا طريحة الفراش أعاني ...
حرصها على التواصل مع ساري و محاولة التهوين عليه و مؤازرته في مصابه بصوتها الرقيق الأنثوي كان هاجس يؤرقني !! .. أذكر كيف كان ساري يعتقد بنبلها .. و ذوقها .. و رحمتها ألا متناهية مع مزاجي المتقلب دوما و المتعب لكلاهما !!! ..
ردد أسمها مرارا أمامي من دون أن يقف لدقيقة و يرى كيف أن طريحة الفراش و من تعتقد أنها نصف أنثى بعيني حبيبها لا تريد أن تسمعه يذكر أي أنثى كاملة أمامها !! ..

*
*
*

سعاد بنت الخال : تكفين وضوح امسحيها في وجهي ترى شهد جاهل و ما تثمن كلامها ..

شهد بخجل : اي انا جاهل و لساني طويل و يبي قص .. تكفين وضوح لا تزعلين ..

*
*

وضوح تبتسم للمراهقتان اللتان نادمتان على فضولهما : أفا عليكم أنا أزعل من خواتي .. و بعدين سؤال شهوده عادي و الموضوع ما عاد حساس با النسبة لي .. الحروق موجودة بس با الجهة اليمين من جسمي من كتفي لين ساقي .. و خلاص تأقلمت معاهم و ما افكر أسوي عمليات زيادة تعبت من العمليات ..

سعاد و شهد اصطبغتا با لون الحمرة دليل خجلهما : أهم شي تكونين مرتاحه .. تعرفين تطبخين ؟

وضوح تطلق ضحكة رقيقة مصدرها تفهمها لمحاولة تغيير الموضوع :
فاشلة مع مرتبة الشرف .. و أنتم ؟

شهد بحماس تسبق سعاد : فنانات و عندنا مشروع صغير ..

وضوح : ما شاء الله .. حلو أنكم تستغلون مواهبكم .

سعاد : شرايج تشتغلين معانا ؟

وضوح بنبرة تحمل الأستغراب : أشتغل معاكم .. مو توني أقول لكم ما أعرف شي باالمطبخ ..

سعاد : لا الطبخ مالج شغل فيه حنا نبيج تديرين الميزانية أنا و شهد فاشلين في ها الموضوع على كثر ما نبيع إلا ان ما استفدنا شي ..

شهد تتدارك ما صرحت به سعاد : بس مكسبنا زين و بنعطيج نسبة من المبيعات ..

وضوح تعاود الابتسام و با الأخص أنها رأت بعيني شهد و سعاد الحماس و الرغبة في كسبها : انا عندي فكره أحسن .. أنا عندي كم فلس ممكن أساعدكم فيه و توسعون شغلكم و تجيبون ناس مختصين و يفهمون با الشغله أحسن مني .

سعاد : بس أنتِ شنو بتستفيدين ؟

وضوح بحماس مصطنع : بتوصلون لي كل أسبوع طلبية مجانية .. و منها أتفشخر وأقول انا ساهمت في تشجيع المنتج الوطني ..

*
*
*

رأيت الخيبة مرتسمة على تقاسيم وجه شهد و سعاد لم تكن ببعيدة عنها با خيبتها .. لا أريد لهن أن يتعلقن بي .. فا أنا لست أهلا لصحبة و لا بالخامة الجيدة لصنع صديقة وفية و فينوس أفضل شاهد على ذلك ..

............................................................ ..................

*
*

غبار الهجر المتراكم في أركان الفؤاد
يحتاج لمنفضة سحرية تنقذ مغيبة عاطفيا ..

*
*
*
*

اللهم أحفظ بلاد المسلمين من الفتن و آمنا في أوطاننا ..

على الخير بأذن الله نلتقي الأسبوع القادم ..

 
 

 

عرض البوم صور ضحكتك في عيوني  
قديم 31-03-11, 05:14 AM   المشاركة رقم: 9
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو ماسي



البيانات
التسجيل: Sep 2007
العضوية: 41908
المشاركات: 1,602
الجنس أنثى
معدل التقييم: ضحكتك في عيوني عضو على طريق الابداعضحكتك في عيوني عضو على طريق الابداعضحكتك في عيوني عضو على طريق الابداعضحكتك في عيوني عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 333

االدولة
البلدKuwait
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
ضحكتك في عيوني غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : ضحكتك في عيوني المنتدى : القصص المكتملة (بدون ردود)
افتراضي

 


أصبحنا و اصبح الملك لله ...

*
*

لغيابي الاسبوع اللي فات ها الجزء بيكون بداله و ملتقانا باذن الله يوم الاثنين القادم كا موعد دائم ..

الجزء هذا طويل لأني ما دققت فيه واجد و ما حذفت شي حتى أحس الحوارات طويلة .. بس مفروض يعوض و يخفف علي تعذيب الضمير ..

*
*

الجزء الثامن :

*
*
*

نقتات على ما نعتقد أنه خال من الشوائب

بينما نتنفس ما هو محمل با التلوث

و الحقيقة متجردة في قائمة .. صالح لغاية !

*
*
*

تلف ذراعيها حول عنقي بكل ما يجود به جسدها الصغير من قوة
و تلفح وجنتي أنفاسها الحارة التي هي زفرات حزن تشبعت بها شرايني .. يمكن لي أن أشعر باختلاج قلبها و حشرجة الدمع في حنجرتها .. و ها أنا اشعر بتمزق قلبي و أنا أحاول انتزاعها من أحضاني لأزرعها بأحضان والدها .. فا أنا أريد أن أتخلص من الصورة التي أصبحت ظلها .. لا أريد أن أكون نسخة مكررة لما آلت إليه عمتي .. أريد أن أكون أنا من بيديه القرار و أنا من يحدد اتجاهاتي .. أرفض أن أُركن على حافة الطريق إلى أن يعود لي فارسي .. أو أن أتطاول و أطلق على نفسي شهيدة في معركة حب خاسرة .. لا أريد أن أكون الأم المثالية أريد أن أكون أنا لو كان في هذا كل الأنانية !

*
*

تلقيت رسالة نصية على هاتفي النقال و المرسل " هي " ..
تطالبني بتحمل مسؤولياتي المتمثلة في أبنائي .. أبنائي أنا و كأنها تعني أن لا أبناء لها مني !!
المضحك المبكي أن هي من أصرت على إنجابهم بينما أنا لم أكن أشعر بأي حاجة لأن أكون أب .. هي من أرادت لي أن أتقمص دور الأب بينما تتقمص هي دور الأم بكل بساطة .. و الحقيقة أن الأبوة و الأمومة براء مِنا ...
لم أقدم لهم أكثر مما قد يقدمه محسن .. و لم تقدم هي لهم إلا الإقامة في رحمها لتسعة أشهر !!
.. أطفالنا ضحايا.. و نحن الجناة !!


*
*

عذبي مخاطبا أبنه عبدالله : وين أختك ؟

عبودي بصوت يشحن به ما يعرفه عن الرجوله : فطوم مثل الجهال تبجي ما تبي تخلي ماما ..

عذبي يمسح على رأس أبنه : و أنت ما تبي ماما ..

عبودي يميل شفتيه للأسفل : هي ما تبينا ..

عذبي بنبرة شاجبة : منو يقول .. ماما تحبكم بس تبيكم تعيشون في بيت أكبر و كل واحد منكم يكون له غرفة .. بيت خوالكم صغير و مالكم فيه مكان ..

عبودي ببراءه : حتى هي لها في بيتنا غرفة .. ليش ما تجي معانا ..

عذبي احتار با الرد : روح لفطوم و قول لها إذا جت معانا بوديها
فانتسي لاند و تختار اللعبه اللي تبيها ..

*
*
*

وصايف بنبرة تشجيع : شفتي بابا بيوديج تشترين ألعاب جديده ..

فطوم التي غرقت وجنتيها با الدمع تعبر بنبرة مبحوحة عن حاجتها لأحضان والدتها : أنا ما أبي ألعاب أنا أبي أنام عندج ..

وصايف لم تعد قادرة على التماسك تحتضن أبنتها الباكية مجددا : خلاص حبيبتي لا تبجين .. عبودي روح قول لبابا فطوم بتنام عندي الليلة و أنا بوديها المدرسة بكره و با الطلعه تجون تاخذونها ..

*
*

باءت أول محاولاتي لبدء صفحة جديدة با الفشل ..
إن كنت قدرت على التملص من اكبر أخطائي و تطلقت من عذبي فا التملص من حقيقة أني أم جدا صعب ..
هم ليسوا جمادات يمكن لي أن أغير مكانها من دون أن تتأثر و لا مشاعر خاصه بي يمكن لي نفيها و إدعاء موتها ! .. هم أرواح بريئة و أنا المسئولة كليا عنهم ..
نعم مهما حاولت ان أجر عذبي و أضعه على رأس هذه المسئولية إلا أنني اعترف على الأقل بيني و بين نفسي أنه انا من عليه أن يتحمل المسؤولية كلها ..
أنا من كنت أعرف يقينا بهشاشة وضعي معه .. و أنا من كنت أسد الثغرات و أحاول بكل جهدي أن أستحوذ على انتباهه بينما كان هو
يتملص من يدي كل ما أتيحت له الفرصة ليهرب بعيدا لحيث أخاف أن يبقى للأبد !
و الأطفال ..
هم الوسيلة و آخر ورقة لعبت بها و ها هي تُلعب ضدي عندما قررت أن أقلب الطاولة !

*
*

.... من ذاكرة وصايف .....

*
*

وصايف بنبرة حزينة : أحسك ما تبي شي يربطنا ..

عذبي المتشاغل با التلفاز : يعني معقول وحده مثلج متعلمه تفكر تفكير العجايز .. يعني اللي بيربطنا في بعض هم العيال !!

وصايف تقترب لتجلس بجانبه : لا طبعا .. بس الأطفال نتاج طبيعي لأي زواج قائم على الحب .. وإلا هذا بعد كلام قديم و ما يصلح ..

عذبي با نبرته المعسولة : يصلح مع بعض التعديل .. تونا متزوجين و نحتاج كل الوقت اللي بيدنا عشان نكون مع بعض بروحنا . فا ليش نجيب لنا اللي يلهينا و ياخذ كل وقتنا ..

وصايف بنبرة تحمل إستغراب : عذبي الله يهداك وين تونا متزوجين .. صارلنا ثلاث سنين ..

عذبي يتناول كفها ليطبع قبله عميقة في وسطها : شفتي شلون ثلاث سنين و للحين ما شبعت منج لدرجة أحس تونا متزوجين و انتي تبين تجيبين اللي يشغلج عني ؟!!

وصايف بحالمية : تحبني ؟

عذبي يرفع حاجبه مستنكرا : هذا سؤال ينسأل .. أنتِ تدرين بغلاتج من غير ما أتكلم .. انتِ حلمي اللي تحقق ..

وصايف تباغته : أجل رد لي الدين و حقق لي حلمي .. أبي أصير أم

*
*

حقق لي تحت الإلحاح ما أطلقت عليه حلم و أنا كاذبه .. كنت فقط أريد أن أربطه بي .. فا كل كلماته العاطفية التي كان يلقيها بشكل روتيني لدرجة أني بت أحفظ ترتيبها أصبحت تخيفني .. نعم خفت بان مشاعره تجاهي أصبحت مستهلكة و أنه لم يعد يشعر بأي إثارة معي و هو المغامر و المحب لكل ما هو جديد .. هو الذي يعشق التغيير و يصبوا دوما لاقتناء ما هو غريب !َ
و لعجزي عن الاستمرار في التلون لإرضائه اخترت أن أحارب من أجل راحتي ..أردت أن أخلق له دور جديد من خلاله يمكن لي أن أستحوذ على اهتمامه من دون أي عناء .. فأطفالي سيكونون أدواتي و سلاحي .. لكن كم كنت مخطأة ..
أنجبتهم لأتوه أنا و لا أعرف أي دور علي أن أملأ .. وعذبي الذي كره ان يكون أب لم يمارس دوره إلا تحت ضغط ضميره المعذب .. يااا كم كانت حياتي معه نضال .. سلب مني الفرح و زرعت في قلبه التعاسه ..
و كم تبدوا الذكريات قريبه ..
تعاسته التي طغت على كل تقاسيم وجهه الوسيم يوم ولادة ردينه
مازالت محفورة بذاكرتي ..

*
*

... من ذاكرة وصايف ...

*
*

وصايف بحماس و هي ترضع مولودتها : حبيبي ها المره بسميها على اسم خالتي .. ردينه .. شرايك ؟

عذبي المتشاغل بهاتفه النقال : شمعنى ها المره و قبلها فطوم ..

وصايف تدافع عن نفسها : فطوم سماها خالي و إلا أنا كنت ناوية أسميها على أمك ..

عذبي بعدم اهتمام : ردينه و إلا فاطمة كله مثل بعض ما تفرق ..

وصايف التي حاولت أن تتغاضى عن بروده و لم تفلح : أنت شفيك محزن و كأن معزينك في غالي ..

عذبي بغضب مكبوت طفح على السطح : لا حول و لا قوة إلا با الله .. يعني يا أحب راسج و اقول مشكوره حبيبتي اللي سميتيها على أمي و إلا أطلع محزن ..

وصايف هي الأخرى تظهر غضبها لتهاجم : أنت شنو مشكلتك .. المفروض اللحين طاير من الوناسه تشكر الله و تحمده اللي ربي رزقك طفلة كاملة و بصحة و بعافية بدال ما أنت ماد البوز و قاعد عندي كأنك تأدي واجب ..

عذبي بنبرة هجومية : تبين تعرفين شنو مشكلتي .. مشكلتي أنج مو راضيه تفهمين أن ضميري يعذبني .. أنا ما عندي وقت أصير أب و انتي سطرتيهم ثلاث في حضني ..

وصايف : و ليش ضميرك يعذبك ؟!! .. أحد قايل لك أرضعهم و إلا اسهر معاهم الليل .. وجودك معاهم لو ساعه في اليوم يكفي إلا إذا هذا بعد مان فيه ..

عذبي يقف : ما راح ابد تفهميني .. اهم شي تسوين اللي براسج ..

*
*

و تأزمت الأمور و أصبحت حياتنا أصعب و لم يعد هناك أي تقارب
.. دوما مني و منهم كان يهرب و دوما كنت أنا وراءه أحاول اصطياده و تذكيره بدوره الذي دوما يذكرني بأني أنا من فرضته عليه ..

*
*

معهم أعرف أن لا يمكن لي إلا أن أفكر بهم .. و أن من المنطقي و الطبيعي أن يكونوا أهم علي من نفسي ... لكن في أحيان كثيرة وجدت أهوائي تغلبني .. فكم من مره فضلت هواياتي و نشاطاتي التي أخذتني خارج الوطن لأسابيع على البقاء معهم .. حتى عندما كانوا في أشد لحظاتهم ضعفا في أيام المرض وجدت أن من المرهق لنفسي التواجد بقربهم و دوما بررت لنفسي بان الترويح عنها لهم أفضل !!
احتجت وقتا طويلا لاستيعاب متطلبات الأبوة .. و عندما فعلت سقطت في دوامة الضمير المعذب .. دوما كنت أشعر با التقصير ..
لكن و ان كرهت ممارسة دور الأب .. إلا أنني أشعر با الأبوة تجاههم !
مشاعر دافئة تغمرني كلما تسابقوا لأحضاني و تنافسوا في طبع قبلاتهم الرقيقة على صفحة خدي الخشنة ..
و قوة عظيمه تنبثق من أعماقي كلما طلبوا مساعدتي في ابسط الأمور .. لا يمكن لي أن أتصور للحظة عدم وجودهم في حياتي حتى و إن شعرت بثقل المسؤولية بتواجدهم !

*
*
عذبي الذي يحتضن ردينه الصغيره : شسوي فيهم ؟

ردينه الأم : اللحين اللي يسمعك يقول عيالك بيضيعون من دونك و من دون أمهم .. ترى من تولدهم أمهم و هم في حضن المربيات .. ما فرقت اللحين عليهم .. أنت بس كل يوم مرهم ساعه و سولف عليهم و هم ما راح يحسون با الفرق ..

عذبي بأسى : هذا كلام مجازي .. الواقع أنهم عارفين أن الوضع تغير حتى لو حياتهم اليومية ما تغير فيها شي .. حتى لو أنا و أمهم مو مقابلينهم أربع و عشرين ساعة هم يبون يعرفون أن مع بعض و حوالينهم ..

ردينه بلوم : شسوي فيك استعجلت و طلقتها .. أنا قلت لك خلها معلقه و مردها بتجي تقابل عيالها ..

عذبي بضجر : خلصنا من ها الموضوع .. المهم اللحين دوروا وحده تجي أتابع دروسهم و تشرف على المربيات و تكون دينه و تحب الأطفال .. ها المربيات الأجنبيات ما عندي ثقه فيهم ..

ردينه تبتسم : و ليش عاد ها اللفه كلها .. نزوجك يا أبوهم و نحل المشكله ..

عذبي : و منو با ها الوقت اللي بترضى تاخذ عايلة كامله و تتحمل مسؤوليتهم ..

ردينه بحماس الأم : واحد مثلك ما ينعاف أنت بس توكل على الله و أنا ادور لك .

عذبي يلاعب طفلته و يزرع القبلات على أناملها الصغيرة : أنا مالي خاطر في العرس و لا لي خلق مغثه ..

ردينه تتناول فنجان قهوتها : زين خلنا من سالفتك .. شصار على القضيه .. أبي ها المعفن اللي طق أخوك يخيس بسجن ..

عذبي يلتفت على والدته : ابوي ما قالج ؟

ردينه بترقب : شقالي ؟

عذبي : تنازل عن القضيه ..

ردينه تهب للوقوف و بنبره غاضبه : حتى في هذي يدور رضاها ؟!!

عذبي ينزل ردينه على المقعد المخصص لها و يتوجه لوالدته لتهدءتها : لا يروح بالج لبعيد .. أبوي تنازل بسبة أمه العجوز .. أنا حتى كسرت خاطري .. و أصيل و لله الحمد طيب و ذاكرته مثل ما قال الطبيب بترجع بتدريج ..

ردينة تعاود الجلوس و بعد صمت قصير بنبرة مخنوقة بعبرة : ابيك تاخذ ملف أخوك و تراسل أحسن مستشفى للي مثل حالته ..

عذبي يسارع لتقبيل رأس والدته و يضمها : بدون ما توصين هذا اللي سيوته ..

ردينة تشد على خصر أبنها لتضمه بقوة : الله يخليكم لبعض و لا يفرق بينكم ..

عذبي بنظرة ساهية للفراغ : و يخليج لنا يا الغالية ..

*
*

لا أعرف أمي أن كان بعودة ذاكرة أصيل لن نسارع لخط النهاية حيث الفراق ليس منه فرار .. فما اشك به و في يدي مفاتيحه قد ينهي أواصر الأخوة و يشطر قلبك ليحل الأسى في روح كل من يسكن هذا البيت ..


............................................................ .

*
*

التعامل مع الأطفال جدا متعب ..

لأنهم يحتاجون لطاقة الإيجابية التي مساحتها تقل كلما استحكمت حولنا ضغوط الحياة .. لكن لأننا با النسبة لهم أضخم فا هم مستعدين لتنازل لخوف يسكن أفئدتهم البيضاء من كل ما هو متعملق !
و علي ليس استثناء فا هو طفل في كثير من الأحيان و العناية به صعبة و سهله ... من السهل أن أحبه و أرعاه و أغدق عليه من الحنان الذي لدي منه له الكثير لكن من الصعب أن أتنبأ بأفعاله و أن أقرا أفكاره .. و أن أعرف ماذا يحب و لما يكره و متى تتساوى عنده كل العواطف ...

*
*

علي : أنا أكلت بس هذي المره . و إلا المره الجايه إذا وداد ما طبخت لي غداي أنسى أني آكل ..

شملان الذي يشارك علي غداءه : يعني مو عاجبك طبخي .. مو كل يوم أجيب لك غدى ألذ من الثاني من أحسن المطاعم و تعيي .. أجل تحمل طبخي ..

علي يلعق أصابعه : أنا أحب طبخ وداد .. متى راح تجي ؟

شملان يتناول كأس العصير ليرتشف بعضا منه : مدري ..

علي يرسل نظراته كا سهم : شلون يعني ما تدري و أنت الأدرى ..

شملان يطلق ضحكه عميقة : صح أنا بايخ و جملتي " انا أدرى " تنرفز بس عاد مو توقف لي على الوحده .. طوف لي ..

علي يخطف كاس العصير من يد شملان : هي معقول تطوف بس لما أكون ورى السور مجنون ..

شملان يعقد حاجبيه : ترى عيب ها الحركة .. قدامك عصيرك ليش تاخذ عصيري من يدي ..

علي يتجرع العصير دفعة واحده ليبتسم ما أن انتهى : أردها لك .. يا أخي كم مره سويتها فيني ..

شملان يبتسم بأسى : ما كنت اسويها نذاله فيك .. تقدر تقول كان فضول .. لأن أمي الله يرحمها كانت تنبه علي انا با الذات أن ها العصير لعلي لحد يقرب منه و أنا عاد فضولي قاتل كنت بعرف و شا الزود في عصيرك اللي أمي تحطه بأحسن كاس .. و اللي يضحك للحين ماني عارف شنو السر ..

علي و هو يدقق النظر با الكأس و يقلبه بين يديه : أنا أعرف السر ..

شملان الذي شك أن علي عاد لهلوسته : يله خليني أعطيك دواك ..

علي بعد أن تناول دوائه : شملان تذكر أمي لما كنت أمرض و أرفض آخذ دواي شنو تسوي ..

شملان : أي .. كانت تعطينياه و تقولك خلاص بياخذه شملان ..

علي : و أغار أنا و أقول عطيني دواي أنا المريض ..

شملان يبتسم بخجل : يااااااااااااااا شلون ما جى في بالي .. كاس العصير كان خدعه ..

علي با أبتسامة نصر : زين يعني مو بس أنا اللي كنت أغار .

*
*

قليلة هذه اللحظات التي يعود علي فيها من عمق الظلمات ..
و قليلة هي الساعات التي أشعر به كأخ . .و صديق .. لا كا عبأ
أتحاشى أن يلمحني أحد و أنا أحمله على ظهري ..
اشتياقي له مركب ..
فأنا في معظم الوقت في حالة انتظار .. أنتظر أن يعود علي أخي و يشاطرني الوقت حيث صفاء ذهنه يذكرني بمعنى أخ .. عضيد .. رفيق ..
و في أوقات أخرى أعتقد أن رجوع عقله لعنه ..
فما أن يعاود عقله للمغيب حتى أشعر با الحزن و الوحدة من جديد و في كل مره يبدوا الشعور اشد وطأة و أثقل .. كأني لم أعتده و في كل مره علي أن أتقبله و أتأقلم معه مره أخرى ..
و في كل مره أعود لمكاني الكئيب محمل بذكريات جديدة ناضجة مازالت تنبض بها الحياة .. و كم من مره وددت لو أشاركها مع وضوح و كم من مره نهرت نفسي .. فا وضوح ليست بحاجة لألم جديد .. وضوح التي كلما سردت قصه كان علي أحد أركانها حتى أغدقت بغزير الدمع خدها .. وضوح التي أخبرتني لمرات عدة أن ما يخفف عليها أن ذاكرتها أصبحت عجوز تنسى التفاصيل و ترسم من جديد ما يلاءم رغباتها .. فا هي ترى علي دوما متوقدا بذكائه ينافس الكل في حل الأحجيات و يرخي له السمع كل من أحب عجيب المفردات .. تنفي ذاكرة وضوح علي المجنون و تعمقها ذاكرتي ! ..
علي الذي هذا الصباح كاد أن يقتلني و أنا غارق في نوم عميق صحوت منه و أنا أمد يدي لحنجرتي لأخلصها من ضغط أنامله لأعيد لها القدرة على تنفس الأوكسجين ..

و أول شخص غزى فكري حالما أستسلم علي للمهدئات هو سالم ..
لابد أنه أصيب برعب يضاعف ما شعرت به و أنا أحارب من أجل حياتي .. فا كيف به و هو الضعيف و ليس بجانبه إلا أخت بنيتها الضعيفة لا تنافس قوة روحها .. لابد آن كلاهما محظوظ لأنهم لازالا على قيد الحياة .. نعم .. لا ألوم وداد على الهروب بأخيها فا أنا قبلها هربت با أخي لخوفي عليه من الأذى ..
لكن الأيام القليلة التي أمضيتها كليا إلى جانب علي و شلت كل نشاطاتي و عرقلت عملي ذكرتني بأني في حاجة ماسة لمساعدتهم
أريد أن يعودوا قبل أن افقد عقلي و يصبح علي وحيدا !
و على الرغم من معرفتي أنها سوف تطالبني ببعض التنازلات إلا أنني سرا على أتم الاستعداد لأي تنازل يعيدني لدائرة العقلاء !
لكن لم أسارع في البحث عنها ظنا مني أنها سوف تحاول ان تصل إلي.. و بمرور يومان فقط ستكون أمامي راجية عفوي بعد أن لوعتها الحياة التي لم تعتد مواجهتها وحيدة .. و عندها ستكون تنازلاتي با القدر المعقول .. لكن الأسبوع شارف على نهايته و وداد ما زالت مختفية !
لكن تأخرها لم يؤثر في ثقتي بنفسي لأنه عندما يتعلق الأمر بتتبع آثار التعساء " أنا الأدرى " ..
و لأن هناك ما زال شيء بداخلي متيقن بأنه مازال يعرف وداد جيدا
راهنت بأنها اتجهت للمكان الذي تعتقد أنه مسقط رأس كل أحبتها

*
*

وداد : قلت لك أبي الطلاق و أخوك أنت ملزوم فيه أنا مالي شغل .

شملان يجول بعينيه في المكان : زين خلينا من علي .. أنتِ و سالم مرتاحين هني ؟

سالم الذي كان يقف بجانب وداد سارع للإجابة : لا مو مرتاحين هني أنا أبي أرد البيت معاك بس أخوك هذا أربطه لا يذبحنا .

وداد تنهر سالم : رده ما راح نرد سواء ربط أخوه أو أطلق سراحه

شملان : زين خليكم في بيتكم .. انا أبي تقعدين معاه بس فا النهار لين أرد من الدوام ..

وداد با إصرار : قلت لك ما بي أخوك في حياتنا و لا يمكن أرد ..

شملان بنبرة حادة : شنو اللي تبينه يا وداد ؟ .. أكيد لقيتي في الدفتر شي تعتقدين أنه بيقوي موقفج ..

وداد حدت لسانها لتنطق بكل ما تعتقد : أنا موقفي قوي و لا تعتقد اني ضعفت بها الكم الورقة اللي وقعتني عليهم .. و علي بكبره إدانة لك و تزويجه لي أكبر جريمة سويتها ... مهما استقويت ترى الحقيقة أقوى ..

شملان يبتسم بخبث لينفث السم بهدوء غلف نبرته : أنا يا وداد أقدر الليلة أسلط عليج كلاب الشوارع و أقدر في ها اللحظة آخذ الدفتر منج و أقدر أنفي كل التهم خاصة أن علي في مكانه الجديد لا يمكن أنتِ و لا غيرج يلقاه .. وقتها محد راح يخسر إلا أنتِ ..

وداد بتحدي الضعفاء : يوم أنك مستقوي ليش تهدد .. روح نفذ اللي قلت عليه ..

شملان يرسل نظره لسالم الذي أنكمش مما سمع : عشان أنا عارف شعورج . أنتِ راح تسوين كل شي عشان تحمين أخوج و انا با المثل و مفروض تفهمين ها الشي .. كلنا في ها الوضع ممكن نخسر و ممكن نربح .. و لج الخيار ..

وداد برجاء : يا أخي أعتقنا أنا ماني متكلمه و لا قايله شي بس خلاص ما ابي أي علاقة في أخوك ..

شملان بمهادنة إستجابة لنبرتها : زين أنا ما ابي منج تعاملين مع علي و لا تقربين صوبه انا أبي بس تكونين في البيت في النهار و لما أرد من الدوام أنا اللي راح أوكله و أعطيه أدويته ..

وداد مازالت تحاول برجاء : و أنا عندي حل أفضل عطه منوم لين تجي من الدوام و فكني يا اخي ..

شملان : و إذا صار لي شي ؟ .. علي راح يموت و هو مسجون في مكانه .. أبي أحد يكون في البيت معاه عشان يكون حلقة الوصل
.. فكري زين .. و تأكدي أن لكل شي مقابل .. برمم لج بيتج و بعطيج معاش و سياره توديج و تجيبج ..

وداد بدأت تعيد التفكير : زين خلني أفكر ..

شملان بصرامة : ما عندي وقت.. انا معطل أشغالي صارلي أسبوع . .أبي ردج الحين .. و ابي الدفتر بعد الحين ..

وداد تلتفت لسالم : روح جيب الدفتر ..

سالم بنرة مضطربة : قطعته و قطيته في الزبالة ..

شملان بشك : أكيد يا سالم قطعته ؟

سالم يؤشر على أخته : مو هذي سوت لي قصه عشان أخذته حتى صارت تناديني يا البواق .. عاد قطعته عشان تفكني .. و أصلا ما فيه ورق باقي عشان علي يكتب فيه .. أشتر له دفتر جديد ..

وداد التي شكت في نبرة أخيها جاوبت شملان لتلهيه : شملان أنا موافقه بس ترى بقعد في البيت بس الصبح على طلعة المدارس أمشي ..

شملان بإصرار : لما أجي أنت تروحين .. هذا الأتفاق ..

وداد مستسلمة : الله يعين ..

*
*

وافقت حتى أكسب بعض الوقت .. فيه يمكن أن أفكر بشكل أوضح
لان اليوم أنا وداد المفلسة و المرعوبة مما هو آتي .. و شملان هو الأقوى وأنا أضعف من أن أواجهه ..
لكن في الواقع ما وصلنا إليه من إتفاق يعتبر نصرا لي !
هذه كانت سلسلة أفكاري التي قطعتها طرقات غير رحيمة على الباب المنهك .. ترددت با الأقتراب و فتحه في هذه الساعه المتأخره فا يكفي أنني قابلت منذ دقائق شملان و أنا أرتجف خوفا من أن يرانا أحد الجيران أو أن يعتقد أحد المتلصصين الذئاب أني أستقبل الرجال ! .. لكن سالم الذي أنطلق كا صاروخ لم استطع إيقافه فتح الباب لتدلف منه أم سعيد على عجله و أول ما طلبت هو كأس من الماء و هي تحاول التقاط أنفاسها فا هي دوما تبدوا لاهثه !.. طلبت من سالم أن يسارع في جلب كأس من الماء لها حتى لا تحقق معه عمن كان قبل دقائق في الباب و يمكن لي أنا أن أصوغ الأعذار ..

*
*

أم سعيد بنبرة شك مع نظرة المحقق : واحد جايب لج شغله ؟!! .. و شنو ها الشغله ؟

وداد بهدوء : جدته عجوز طايحه عن حيلها بقعد معاها الصبح لين يردون عيالها من الدوامات ..

أم سعيد : وشلج في مقابل العجز و شيلي و حطي .. انا لقيت لج شغله أحسن عند ناس جخ ..

وداد بفضول : وشنو ها الشغله ؟

أم سعيد بحماس : هذي وحده من الكباريه كل شهر أروح لها تشتري من غريضاتي و انا أدري انها تشتري مني عشان تساعدني و إلا هي تقدر تلف الدنيا كلها و تجيب أحسن البضايع .. أنا أشهد أنها أجودية .. المهم .. قلت لها عنج و قالت خليها تجي أشوفها ..

وداد و علامات الاستغراب تحتل عينيها : تشوفني ؟!!

ام سعيد بنبرة متسلطة : أي تشوفج شفيج أخترعتي .. هي الله العالم تبيج تقابلين عيال ولدها العصر لما يردون من المدارس .. يعني تحلين معاهم واجباتهم .. ادرسينهم .. تروحين معاهم لنادي ..

وداد تتشاغل بخصلات شعرها التي حطت على عينيها : مو أنتِ تقولين ناس عندهم خير يعني يقدرون يجيبون بدال المربية عشر ..

ام سعيد بإمتعاظ : هذا اللي بتجلطني .. اللحين المربية الأجنبية مثل بنت العرب المسلمين اللي بتخاف الله فيهم و تراعيهم بذمة و ضمير

وداد تزفر الضيق : زين أمهم الله يرحمها مالها أهل يقابلونهم ..

أم سعيد تصرخ في وداد : انت شفيج هبله .. اللحين جايبه لج شغل و انتِ تعنطزين ... و ليش و ما ليش .. العيال أبوهم مطلق أمهم و جدتهم أبتلشت فيهم و أنتِ عاد أن عجبتيها بتعطيج راتب ينسيج الفقر ... ها و شقلتي ؟

وداد تطلق ضحكة قصيرة : الله يهداج يا أم السعيد شفيج هديتي علي
أنا خلاص ارتبطت با الشغل اللي أنعرض علي . أعتذريلي من زبونتج ..

ام سعيد تقرص أذن وداد : إلا بتروحين معاي و تقابلينها ..

وداد تفرك أذنها : يا أم سعيد ما اقدر أتراجع عن كلامي مع الناس اللي واعدتهم خاصه انهم أدفعوا لي راتب شهر مقدم ..

ام سعيد بعد تفكير قصير أتت با الحل : مو انتِ تقولين يبونج بس الصبح ؟

وداد : أي

أم سعيد : أي خلاص وهذي تبيج العصر .. و هذا عز الطلب تنشغلين طول اليوم و لج معاشين أحسن من مقابل ها الخرابة ..

وداد تزفر بضيق : و سالم يا خالتي .. منو يقابله لما يرد من المدرسة ..

ام سعيد : سالم اللحين كبر و لا أنتِ قادره تحبسينه في البيت و هذا أنتِ بيصير لج معاشين دخليه نادي و إلا مدرسة لتقوية و خليه يتعلم مثل خلق الله شي يفيده أحسن من الهياته في الشوارع ..

وداد تعيد التفكير : أي معاج حق أدخله في نادي يستانس و يوسع صدره و يتعلم شي يفيده .. أحسه معاي معزول .. لا عاش طفولته و لا قدر يكون صداقات ..

............................................................ .....


متعلقاته الشخصية التي هي موضع شكي حيث أعرف يقينا أن بها اختزل حياته لسنوات بعيدا عنا كلها أصبحت اليوم بحوزتي .. وها أنا أدير المفتاح و ألج لأول مره لأسراره !

لم يتغير شي !

هكذا اذكرها منذ أيام الدراسة .. صور اللاعبين و جداول المباريات ملصقة على طول الحائط و ميداليات لبطولات مدرسية ملقاة بإهمال على الرف الجانبي حيث سرير أصيل الذي تفانى بصنعه في ورشة أنشاها هو و علي في الصيف الذي أعقبه تدهورت صحة علي العقلية .. وها هي كتبه المدرسية التي كان يلتهمها مركونة من غير ترتيب فوق مكتبته العتيقة التي نقش عليها علي فسلفاته الغريبه.. حتى الكرسي الذي تميز بشكله الهندسي المعقد الذي أهداه له علي أهترأ في مكانه من دون حراك متوسطا الغرفة الكئيبة ..
لا تشبه هذه الغرفة أصيل اليوم .. هذه غرفة أخي !
أخي أصيل النابغة المتفرد في كل ما يفعل ..
التلميذ النجيب و الرياضي المتميز و مثال لصديق الصدوق ..
أصيل الذي رحل عنا منذ زمن طويل و هنا فقط بعض آثاره ..

لكن من يشبه ذاك المسمى بأخي يقبع في الركن البعيد ..
كمبيوتر شخصي يبدوا شاذا في محيطه و يشبه كثيرا أصيل الذي بت أعرف .. و فقط هذه الآله هي من أثارت فضولي بين كل الجمادات التي تراكم عليها غبار الزمن ..
اقتربت و كأني سوف أميط اللثام عن مخلوق غريب لا أعرف إن كان أليف ام متوحش .. و فقط الاقتراب و الاكتشاف هو الحل الوحيد للمعرفة .. لذا في لحظات كنت قد بدأت القراءة من ملف كان على سطح المكتب .. و بدأت بآخر ما دون بتاريخ يرجع لنفس يوم إصابته ..

" منذ تلك الليلة التي زفت له توقفت عن اقتناء التقاويم فا لا حاجة بي لعد الأيام عندما اعرف يقينا بأنها تبعدها أكثر ..
و لم أعد أهتم بأي فصل نحن بينما أنا دوما أشعر با البرد ..

لكن با الأمس فقط قررت أن أبدأ بصنع تقويمي ..
بحيث تطلع علي كل يوم و لا تغرب أبدا إلا و هي بأحضاني ..
و كل الفصول سأختصرها بفصل عنوانه هي ... "

*
*
أرتبكت مما قرأت .. عاشق أخي هذا ما كنت به أشك ..
و آآآآآآآه و خيبتي لو ما يدور الآن في عقلي حقيقة دونها ها هنا !

*
*

" طلقها .. نعم طلقها و أنا تحررت "

" أريد أن أكون أنا منقذها حتى لو كنت أنا سببا في كشف أمرها ..
لكن لا فائده من تسليط الضوء على ما كنت أكابده في الظلمة لسنوات بعيدا عن الكل "

" صراخها و الزجاج المتكسر متماثلان ..
لم يعد يوما من مهام العمل الذي يطلبه دوما هربا منها إلا و هي تستقبله با اللعنات .. و دوما انا هنا أقبع في الظل داعيا لها و لي با الخلاص "

" هذا الصباح بدت جدا تعيسه .. أختار أن يتصل بأمي و بكل بساطة تجاهلهم .. لم يسأل عن طفلتهم المريضة .. و لو رأى لهفت أبنه و هو يلتصق بأمي محاولا ألتقاط السماعه منها ليبث له أشتياقه لرق قلبه و عاد في أول رحلة متوفرة " ..

" تريد أن تنجب الطفل الرابع و هو يردد أنه اكتفى ..
هكذا حمل الهواء أصواتهم ليصب في أذني مؤرقا لي في منتصف الليل ..
أناني و قلبه خالي ..
لم يفهم أنها تمد جسورها و تحاول أن تقترب بكل ما أوتيت من قوة لقلبه لو عبر طفل يأسر حواسه .. هي فعلا تعتقد أنه إلى الآن لم يشعر بمشاعر الأبوة و هكذا أنا اعتقد .. أنا الذي تمنيت أن يدعونني با أبي بدل عمي و كم من مره حاولت أن أحقق الحلم و كم من مره هي انتبهت لمحاولاتي و صدتها بكل عنف "

*
*

معقول .. يعشقها .. و هي تعرف .. و كان هناك مواجهة ..
كانت دوما تتذمر من السكن مع أهلي .. أيعقل أنها كانت تخفي عني
خيانة أخي " !!

أكاد أفقد عقلي .. و أنا أكتشف ذاكرتي المثقوبة !
أيعقل أن تهرب ذاكرة أصيل منه لتلاحقني بصور عجزت عن ملاحظتها من قبل ؟!
*
*

صحوت من نومي مذعورة وصوت رنين هاتفي النقال يصدح با القرب مني .. و كل ما تبادر لذهني هم أطفالي .. لابد أن أحدهم أصابه مكروه .. و هذا ما تعمق في اعتقادي عندما رأيت أسم عذبي متوسطا الشاشة المضيئة ..

*
*

وصايف بهلع : صاير شي على العيال ؟ ..

عذبي المتفحم من الغضب : شسالفتج مع أصيل ؟

وصايف بذهول : أصيل !! .. شسالفتي معاه ؟!!

عذبي يحد لسانه : أنتي اللي تجاوبيني عن ها السؤال مو أنا ..

وصايف بغضب ترامى في صوتها : أنت اللي سألت لأن عندك جواب مقترح .. قوله لي خلني أختار صح و إلا خطأ ..

عذبي يأخذ دقيقه ليجمع أنفاسه : أصيل تعرض لج ؟

وصايف بجزع : طبعا لا .. شلون يجي في بالك أن أخوك يخونك و إلا أنا أرضى اسكت له ..

عذبي : أحلفي ..

وصايف بعمق جرحها : أنا طليقتك اللحين و مالك علي أي حق و هذي آخر مره تتصل فيني .

*
*

أطفأت الهاتف كليا لأني على يقين أنه سوف يعيد الإتصال و ينهال علي بكل ما يجود به قاموس اللعنات .. هكذا هو عندما يغضب .. يختلف كليا و يصبح لسانه منبع لسم .. به يسمم كل خلاياي ليمتصه بثواني بلطف و أعود أنا ممتنه و معتذرة عن خطأ لم أرتكبه !
لا أعرف لما هذا الاتهام فجأة و نحن تطلقنا منذ مده ..
هل يريد أن يعود بي لأحضانه و هو يرفع راية النصر بينما أنا من أنكس راياتي ؟!! ..
لم أعد أفهم و لا أعرف .. كل ما أنا متأكدة منه أنني جدا منه مجروحة .. كيف يصب بأذني صوته و يتهمني با بأبشع التهم و أنا هنا أغرقت الوسادة بدمعي الذي انهمر شوقا له و لعائلتنا الصغيرة..

*
*

خطه .. لابد أنها كانت خطه منه عندما رأى منها الجبن في المواجهة ..
لم تكن راضيه و جدا لي مخلصة لكن هو ثعبان ألتف حولها بينما أنا كنت بعيدا اعتقد أنها بأمان ...
طلاق سببه خيانة الأمانة اخف من طلاق سببه خيانتها معه ! ..
و بعد شهور و من أجل الصغار المتعبون .. يلتم الشمل من جديد ! .. نعم .. كيف لم أرى بعيني أصيل و هو يعد العدة و يتبنى دور البطولة دوما و هو يرتدي قناع الأبوة و يمارس دوري بنيابة .. حتى أبني الوحيد يريد أن يكون نسخه مطابقة له و أبنتي الرقيقة تريد أن تذهب معه فقط لمدينة الملاهي .. حتى الصغيرة التي لم تنطق حرف تشير له دوما بإصبعها الصغير وتبتسم فقط له هو !
سلب مني عائلتي وأنا في غفله .. و أول من شككت به هو أبن عمي الذي كنت دوما أراه غريما لي من دون إثباتات . .مجرد وشايات صبها أصيل في أذني في أكثر من مناسبة ..

............................................................ ........

*
*

متيقنة من قراري وان العودة له خسارة لي مستقبلا ...
لكن رغما عني أجد قدماي تسوقني لنافذة كلما سمعت عجلة سيارة مقتربة من منزلنا ..
فا كبريائي يرفض استسلامه لرغبتي في ابتعاده ..
أخبرت والدته عندما زارتني أني لا أرضى بغير الطلاق حل و كان هذا آخر اتصال لي معهم .. و ها أنا لا أعرف على أي أرض أقف . .هل أنا حرة أم مقيدة ؟

*
*

أنفال : فكيها شوي وأمشي معاي لجمعة البنات ..

هند تجلس أمام المرآة تتشاغل بتسريح شعرها : مالي خلق ..

أنفال : مالج خلق و إلا حاسه أنه غلط تطلعين من البيت قبل ما تاخذين أذن سي السيد ..

هند ترمي فرشاة الشعر بقوة على التسريحة : يخسي استأذنه . و أنا با النسبة لي ماله علي كلمه من يوم مد ايده علي ..

أنفال بحماس : أجل قومي معاي و عيدي أيام العزوبية ..

هند بتوجس : أخاف أمي ما ترضى ..

أنفال : أفا عليج قبل ما اقولج خليت عمتي تقنعها . .يله أستعجلي لا نتأخر على البنات ..

*
*
ندمت .. و جدا .. عندما اصطدمت سيارة أنفال با الطائش سند ..

*
*

سند المذهول يتأمل سيارته : لا بارك الله في اللي عطاج ليسن .. ما كثر الحوادث إلا الحريم و السوواويق ..

أنفال بغضب : احترم نفسك و سيارتك القرمبع بنصلحها لك لا يوقف قلبك ..

سند زاد اشتعالا : متنازل عن فلوس التصليح بس بشرط تفصلين لج نظارات يا العمية ..

أنفال كادت أن تبكي : ماني راده عليك يا الخبل ..

*
*

خالد : و هي صاجه .. لو ما أنت بخبل ما وقفت تلاسن لك حرمه في الشارع ..

سند الذي يعرف بمدى خطاه : يا أخي أدري بس وجهها يقول تهاوشوا معاي .. تنرفز ..

خالد : عطني مفاتيح سيارتك أنا بروح أصلحها ..

سند : مو معاي .. حرمكم المصون لما قعدت أتهاوش مع أختها نزلت بعجله لبيتهم و جابت أبوها اللي هزأني و اخذ مفاتيحي ..

خالد : زوجتي ؟!!

سند : أي مو هي كانت معاها .. أكيد كانوا مندمجين بسوالف تعرف حريم ما يقدرون يسكتون لو هو ربع ساعة .. عشان جذيه ما انتبهت لي عند مدخل الحاره .. في أحد يدعم عند مدخل الحاره إلا إذا هو غشيم .. و إذا غشيم و شله بسواقه . .بفهم أنا ..

*
*

تركت سند و هو مازال يثرثر أكثر من الجنس الآخر الذي حصر به كل العيوب البشرية .. و توجهت لغرفتي و أنا أنوي الأتصال بها
لأول مره منذ ما حدث ..

*
*

تدفق الدم لوجنتاي .. و ارتعشت أطرافي .. حاقدة و غاضبه و إحساس آخر مبهم تسارع بسببه النبض في قلبي ..

*
*

أنفال : ما تردين عليه . .تلقينه بيكمل اللي نقص من أخوه ..

هند : إلا تلقينه بيتفلسف و يقول و شا اللي مطلعج من دون استأذان
و إلا نسيتي أني ولي أمرج يا مدام ..

أنفال : أجل خليه ينطق في مكانه .. كافي بسبته هو و أخوه أنحبسنا في البيت ..

*
*

فعلا لم أستقبل مكالمته لكن لم امنع نفسي من قراءة الرسالة التي بعث بها ..

" أنا بس أبي أتطمن عليج . .أنتِ بخير ؟ " ..

لم اغضب بل حزنت جدا .. و بدأت دموعي با الهروب من مقلتي متسارعه ..يسأل عن حالتي .. و أي حاله .. ناتج إصطدام بسيط بسيارة أم جرح عميق أحدثه بيديه عندما طمس الكرامة ؟ ..
لم يعنيني سؤاله و لم أحتج لأن أجاوبه .. تجاهلته .. و قررت أن أغير رقمي و اقطع عليه أي طريق لتواصل ..
و أمنع نفسي أن تهوي لدرب الهوان ..
لا أريد أن تتسبب رسائله بضعفي أو أن أتجاوب في لحظة اختلال المشاعر مع أحد مكالماته .. لأنتهي بتنازل و فقد ما بقي من كرامة .
*
*
*

لأنهم يتواجدون بوفرة نبخس بأثمانهم

بينما المقارنة ترفع أسهمهم ..

و فرق بين العدل و القسط ... خاصة بما يتعلق منها با المشاعر .

*
*
*

إلى اللقاء في الجزء القادم " يوم الاثنين " ..

 
 

 

عرض البوم صور ضحكتك في عيوني  
قديم 04-04-11, 04:15 PM   المشاركة رقم: 10
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو ماسي



البيانات
التسجيل: Sep 2007
العضوية: 41908
المشاركات: 1,602
الجنس أنثى
معدل التقييم: ضحكتك في عيوني عضو على طريق الابداعضحكتك في عيوني عضو على طريق الابداعضحكتك في عيوني عضو على طريق الابداعضحكتك في عيوني عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 333

االدولة
البلدKuwait
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
ضحكتك في عيوني غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : ضحكتك في عيوني المنتدى : القصص المكتملة (بدون ردود)
افتراضي

 


السلام عليكم ...

اليوم لما راجعت الجزء تذكرت " عذرا يا قلب " و حاولت على كثر ما أقدر ما الغي كثير من الحوارات ..
في توقعات من أبلتي النتيه تستحق النقاش لكن أفضل تأجيله حتى تكتمل الصوره ..
" النصف الآخر " منوره و أبدا مو متأخره ..
أما اللي شرفوني باول زيارة و تعارف أنا لكم ممتنه .. " الأسيرة " الله يجزاك خير و أقول أجمعين .. و تواجدج كثير شجعني و أثر فيني ..
"قمم الأعالي ظلالي " فعلا علي شخصية مميزه اقف عندها أحيانا عاجزة عن اكمال صورها .. أتمنى أن لا يخيب ظنك و يقل حماسك من مجريات الاحداث التي سوف تعصف به !
" غوية" أنا لاحظت تواجدج و متابعتج و جدا يكفيني .. و عفوا و شكرا بنفس الوقت ..
" الخاشعة " يمكن فعلا اللي حصل لأصيل من فقد لذاكرته نعمه .. بس السؤال الأهم لمنو راح تكون نقمة ؟!!

*
*
*

الجزء التاسع :

*
*

كا الغيمة كلما ثقل ما نحمل أنهلنا ..

أحيانا بحب .. و أحيانا با غضب .. نمطر ..

لنبلل المساحات التي منها لفضنا !

*
*
*

من كل الزوايا تصرخ بي المرايا .. لم تعودي طفلة !

و نفسي تحدثني بأني انتقلت لسبات الشيخوخة بلمح البصر فا روحي مجهدة با عواطفي الموبوءة .. نعم لوثت علاقتي بأمي
أحاسيسي و لم أعد أفهم ما معنى أن نُحِب و أن نُحَب !
فا عقلي بات عاجزا عن تفسير الحب الذي تتحدث به أمي ..
فا كل أجوبتها المتعلقة به غير مفسرة و تزيد في عمق الأسئلة ..

لِما انفصالها عن والدي بينما مازال هناك عقد زواج يربطهما ؟!!
لِما بعيدا تدفعني عن أحضانها باتجاه أحضان زوجة أبي بل تحاول أن تقنعني من غير تصريح بأنها أمي التي لم تلدني ؟!!!

مبرراتها التي حصرتها بفرص عظيمة لا يمكن أن توفرها إلا زوجة أبي لي لم تعد مقنعه .. و ها هي تدور و تدور في حلقة مغلقة تمتنع بها عن البوح !

*
*

أم ديمة بنبرة زاجرة : عيب عليج . .أنتِ اللحين كبرتي ما أنتي الجاهل الصغيره اللي ينغفر لها زلة اللسان في لحظة غضب ..

ديمة : لأني كبيرة صارت مشاعري أوضح و أنا صرت أشجع . أي ما أحبها إلا أكرهها و ابيها تعرف و يا ليت تعتقني و تطردني من بيتها عشان تستسلمين و تقتنعين أني راضيه با العيشه معاج لو فوق السطوح ..

أم ديمة تمسك برأس أبنتها العنيده لتقبل جبينها : شنو قاصرج يا ديمة .. هذا أنتِ كل ما بقيتي زرتيني و ابوج لو تطلبين عيونه ما بخل فيهم عليج . .وأم عذبي لو تعذربين فيها منيه لين باجر الحق ينقال فيها ما قصرت عليج في شي .. مثلا غرفة نومج تغيرها لج كل سنه و ما تسافر هي و عيالها إلا و تاخذج معاها و ..

ديمة تقاطع والدتها با غضب تنامى منذ سنين : كلامج هذا مرددته علي و لا مليون مره و مليون مره قلت لج الدنيا كلها بصوب وانتِ بصوب عندي .. انا ابي أنام و اصحى وا نا بحضنج .. يمه أنا خايفه أكبر أكثر و ما عاد أقدر أناديج يمه !.. يمه أنا بديت عليج أقسى و صارت زيارتي لج ألم .. حسي فيني .. كفاية يمه .. كفاية هجر ..

أم ديمة تبتلع عبراتها : لما تصيرين أم يا ديمة راح تعرفين شلون الأم تحب من غير أنانية و تحط عيالها فوق مصلحتها و رغباتها ..
انا أقدر أحارب ابوج و ردينه و الدنيا كلها و آخذج بحضني بس أنا متأكده أن معاي بتحطمين و تضيع منج فرص كثيره ..

ديمه تنتفض بيأس : ما ابي شي .. افهمي .. ما ابي إلا أنتِ .. اللحين ابيج تقررين .. يا توقفين في وجه الكل و تاخذيني بحضنج و إلا أنسي " ديمة " ..

*
*
صمتي اعتبرته تنازل عنها .. و الحق . .أنها لن تفهم كم أعاني من من ذنبي الذي كلفني آخرتي.. كيف أخبرها بأني نسيت قول الله سبحانه و تعالى في كتابه الكريم ..
(وَاتَّبَعُواْ مَا تَتْلُواْ الشَّيَاطِينُ عَلَى مُلْكِ سُلَيْمَانَ وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَـكِنَّ الشَّيْاطِينَ كَفَرُواْ يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ وَمَا أُنزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ بِبَابِلَ هَارُوتَ وَمَارُوتَ وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّى يَقُولاَ إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلاَ تَكْفُرْ فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ وَمَا هُم بِضَآرِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلاَّ بِإِذْنِ اللّهِ وَيَتَعَلَّمُونَ مَا يَضُرُّهُمْ وَلاَ يَنفَعُهُمْ وَلَقَدْ عَلِمُواْ لَمَنِ اشْتَرَاهُ مَا لَهُ فِي الآخِرَةِ مِنْ خَلاَقٍ وَلَبِئْسَ مَا شَرَوْاْ بِهِ أَنفُسَهُمْ لَوْ كَانُواْ يَعْلَمُونَ [البقرة : 102]

............................................................ .

*
*

كا ساحرة قادتني للغابة و أطلقت سراحي لتعذبني ! ..

تركتني أم سعيد با الباب و قالت أنتِ مسئولة عن نفسك و وجودي بجانبك لن يعزز موقفك كا شخص واثق !
و قبل أن أخبرها انني فعلا لست واثقة ظهرت خادمة تبدوا لأناقتها سيدة هذا المنزل ! ..
متشامخه بنظرة ثاقبة أرسلتها لي بصمت تحثني على أن أتبعها و هكذا فعلت .. حتى وصلت لأحد المقاعد الوثيرة في ممر أشبه بقاعة و عندما همت لتركي خلفها نطقتُ أخيرا متسائلة " متى المدام ممكن تستقبلني . .انا مستعجله وراي شغل "
تصريح غبي هذا ما رددته في داخلي و أنا أؤنب نفسي و ألومها في سلب الفرصة التي سعت بها أم سعيد لي .. لكن لحسن حظي نطقت الخادمة أخيرا با اللغة الانجليزية لتخبرني أنها لم تفهم مرادي .. و با كلمات بسيطه من قاموس مفرداتي المحدودة بهذه اللغة أجبتها بأن لا تبالي ! ..
و انتظرت .. كثيرا .. بدا لي أن الساعة التي أمامي على الحائط ماتت منذ أن سلطت نظراتي عليها !
لكن و أثناء انتظاري الممل و من حيث لا اعلم مرت شابه صغيره بدت شاردة و على ملامحها التعاسة ! ..
لم تنتبه لوجودي و هي تقف أمام المرآة التي توسطت الممر لتمسح خديها التي ببلها الدمع و كم بدت لي غارقه جدا بأفكارها كأنها تخاطب نفسها با المرآة بان عليها أن تلبس القناع و تبدوا أسعد و هذا ما حدث ! ..
ألتفت و هي ترسم ابتسامة أشرقت بها كل معالم و جهها الرقيق
لتقطب بحاجبيها فجأة حالما لمحتني لتقف مراقبة لي بفضول يناطح فضولي !

*
*

ديمة تقترب من الفتاة التي بدت لها جدا بسيطة في وسط قصرهم الفاخر : منو حضرتج ..

وداد وقفت بارتباك : أنا وداد ..

ديمة أبتسمت و علامات التعجب تراقصت بعينيها : وداد !

وداد مازات تحاول أستجماع أفكارها : انا جايه هني عن طريق ام سعيد ..

ديمة بشقاوة : امممم ... أم سعيد .. أم سعيد ... و من تطلع حضرتها أم سعيد .. الوزيرة الجديدة اللي عينوها في الحكومة ؟

وداد شعرت أن الفتاة التعيسة في طريقها لإتعاسها هي : انا هني عشان تقابلني المدام بخصوص الوظيفة ..

ديمة بجدية : أي وظيفة ؟!!

وداد : مشرفة على المربيات ..

ديمة أطلقت ضحكة من أعماقها : هههههه ... يعني مربية المربيات !! .. حلو توصيفج الوظيفي ...

وداد بدى الضيق على ملامحها : الظاهر مالي نصيب با الوظيفه .. عن أذنج ..

ديمة كرهت الإحساس الذي راودها عندما همت وداد با الرحيل فاتبعتها : و ين رايحه .. جناح عيال أخوي با الصوب الثاني ..
تعالي معاي أعرفج عليهم على ما أتقابلج ردينه ...

*
*

تبعتها و أنا لا أعرف ما هي صفة هذه الفتاة .. و لا أعرف من هي ردينه التي سوف تقابلني .. أتكون ردينه هي مشرفة المربيات السابقة ؟!! .. تساؤلات كثيرة حامت فوق رأسي و لم أجد لها جواب عند الفتاة التي فضلت الصمت طوال الطريق ..
و ما إن وصلنا حتى تعرفت على ثلاثة أطفال .. الصغرى فيهم أسرت قلبي فور أن وقع نظري عليها .. طفلة في غاية الجمال بدأت لتو أول خطواتها و أخيها و أختها الأكبر حولها فرحين ينادونها .. كل من إتجاه و كل منهم يحاول أن يقنع الصغيره بأن تحتضنه أولا .. و عمتهم .. نعم عمتهم التي نادوها لتشاركهم الفرحة هي نفسها الفتاة التي أربكتني !!

*
*

ديمة : أنا راح أبلغ طرفه أنج وصلتي و هي راح تبلغ العجوز ردينه
و أنتِ خليج هني مع عيال أخوي و تعرفي عليهم .. تراهم بسرعه يتأقلمون مع الغرباء .. هم متعودين على المربيات على كل حال و اعتقد إذا عندج أي سؤال بخصوص عملج هم أفضل من يجاوبج !

*
*

تركتني قبل أن أنطق با حرف !

لأسمع حرفين من كلمه مبتوره " ما " لألتفت خلفي حيث الطفلة الصغيره هاربه من إخوتها أتجاهي و لي فاردة ذراعيها بأقصى ما يمكنها !

............................................................ ...

*
*

خبيث .. يستغل ضعف هذا البريء ليوهم قلبي بأن يمكن له أن ينبض حبا من جديد !

*
*
سعاد و شهد يتناوبون على لفت أنتباه علي الصغير الذي يرفض التواصل البصري : وضوح شكله خايف منا لدرجة انه مو قادر يرفع عينه عن لعبته ..

وضوح التي كانت تتشاغل بترتيب ملابسها با الحقيبة : علي عنده توحد .. ما تهمه العلاقات الأجتماعية .. علي اللحين ما يشوف إلا
تليتابيز ..

شهد بتأثر : و المرض هذا ماله علاج ؟

وضوح بنبرة أسى : ما فيه على حد علمي ..

سعاد في محاولة لتغيير الموضوع الذي بدى انه ضايق وضوح : بس واضح أن علي ماكل الجو على الكل بس شفتيه على طول رتبتي جنطتج ..

وضوح تبتسم محاربة لعبرات تجمعت بصدرها : علي يذكرني بعلي أخوي .. أحسه يحتاجني و محد يقدر يحن عليه كثري ..

شهد بفضول : زين بسألج .. أم علي متنازله عنه لأبوه ؟

وضوح ترفع كتفيها : الله أعلم .. انا ما أعرف عنها شي ..

شهد : غريبه أنتِ يا وضوح شلون ما عندج فضول تعرفين عن المره اللي خطفت زوجج منج و جابت بعد منه ولد ..

سعاد تضرب با قبضتها كتف أختها : قص اللسان ..

شهد تمسك بكتفها و بنبرة تدل على التألم : و أنا و شقلت ؟

وضوح تطلق ضحكه شرخها الحزن : ما قلتي شي ما جى في بال غيرج .. الواقع أن أنا وزوجي منفصلين عن بعض .. و تبون الصج كنت حاسه أن سفراته وراها وحده بس ما أهتميت إلا قلت بنفسي أحسن ..

شهد تبتعد عن سعاد لتقترب من وضوح : أقول و ضوح تكفين لا تزعلين مني بس عندي كلمتين يقرقعون في قلبي بقولهم ..

وضوح تبتسم بحنان لشهد : لا تخلين شي في قلبج .. قولي ..

شهد : أولا أنا و الله أحبج ..و انتِ حسبة سعاد صرتي .. لو سعاد في مكانج قلت لها تراج أنتِ حيل غلطانه ..

وضوح بأسى : و بشنو غلطت يا شهد ؟ ..

شهد : غلطتي في نفسج .. اخذي صورة لج قبل سبع سنين و طالعي المنظره و غمضي عيونج و شوفي من تشبهين اليوم ..

*
*

أشبهه .. أشبه ذاك البيت الذي أحترق ... أنا و هو تجردنا من دلائل الحياة .. فا في أركان قلبي ماتت البهجة و على شفاهي لم تعد تزدهر البسمة .. حتى صوتي تجرد من فتنته و تهاوى مكسورا يجر المفردات با صعوبة ..
لم أعد أبدا أشبه نفسي .. و كم من مره أرتعت و أنا أحاول أن أعود و أرى نفسي تتهاوى في أول خطوة ..

أذكر عندما أرغمت نفسي على ارتداء الكعب العالي و تطاولت لأعلى الدولاب محاولة أن أجد ما نهيت نفسي عن ارتدائه لسنوات لتهاجمني الذكريات على غفلة من خلال صور الطفولة التي تساقطت على رأسي ...

و تهاويت ...

و عندما حل العيد مجددا و مجددا حاولت أن أسير في الركب خانني أحمر شفاهي .. تنامى و أصبح بحجم جمرة ملتهبة تحرق شفاهي !

و عدت .. لتهاوي ...

حتى ما كنت اهتويه من رقص عنه أعتضت با التريض بين ردهات
بيتنا المحترق محاولة أن أصل لنقطة النهاية حيث لا شيء بعدها مهم !

و دوما .. ودوما أعود و أتهاوى في سريري وحيده لا أشبه إلا بيتنا المهجور و الظلمة تحيطه ..

*
*
*

أقدمت على محاولتي التي لم أعتقد أبدا بان هناك أي فرصه لنجاحها
لكن دهشت بأنها فورا اتصلت بي متسائلة .. متى ستعود لتأخذنا أنا و علي !

الآن .. أخبرتها .. الآن أريد أن أعود بكم لمنزلنا ...

*
*

ساري بنبرة أجتمعت بها أحاسيس الشوق : البيت من غيرج كأن ما فيه صوت ..

وضوح التي كانت ترسل عينيها عبر النافذة : شملان تأخر ..

ساري يقترب منها و بنبرة حملت اللهفة ليستمر فيما خطط : وضوح أنا للحين أحبج ..

وضوح تلتفت لساري لتتفاجأ من قربه : لا تقرب ..

ساري صم أذنيه عن رجاءاتها و فرض نفسه لتختلط أنفاسه بإنفاسها
المرتاعة ....

وضوح انتزعت نفسها بصعوبة منه لتصرخ به و هي باكيه : و أنا .. و أنا مو مهم .. مو مهم إذا كنت للحين أحبك أولا ..

ساري يطبق با كفيه على وجهه و هو يحاول إستعادة أنفاسه : بس حرام عليج .. عذبتيني .. حملتيني ذنب ما اذنبته و عاقبتيني لين اذنبت .. بس .. بس .. أنا تعبت ...

وضوح بين شهقاتها تنطق بحسرة : وانا تعبت أكثر منك .. قلت لك طلقني .. اعتق نفسك .. مالك عازه فيني ..

ساري يفيق من أنهياره : الطلاق مو وارد و لا راح أناقشه أبد ..

وضوح تصرخ به : و انا لا يمكن أتحمل ها الوضع .. لا يمكن أتحمل انك تفرض نفسك علي .. انا مو طايقتك .. انت ما تفهم ..

ساري جن مما رددت ليعمل عقله بغير مساره : و لنفرض طلقتج وين تبين تروحين .. تبين شملان يشيل همج .. مو كافي همه و إلا يريحج يتعذب هو بعد مثل ما انتِ معذبتني .. خلاص كافي خلي الضحيه وحده و لا تمادين أكثر ..

*
*

لم استطع أن أجادله لأن جسدي الواهن أرتمى ليحتضن الوسادة كأنها قارب النجاة ... بكيت .. بكيت و كأني لتو شعرت بحروقي
.. لتو ألتهبت .. و تقيحت .. لتلتئم بثوان تحت الضمادات الخشنة .. و أصبح الاقتراب منها مخيف .. فا ذكرى الألم قابع في كل الخلايا

*
*

أردت أن أهرب من بكائها الذي اخترق كل مساماتي حتى تشبعت بحزنها ..
لكن قبل أن أجتاز الباب عُدت .. عُدت لأكون قربها حتى لو أرادت أن أكون ابعد حي عن مدارها الليلة .. و ليس لأنها تحتاجني اقتربت .. و لكن لأني أحتاج أن أواسي نفسي بفقدها !

*
*

كانت هذه المره الأولى التي لم يهرب بها من ألمي .. لأول مره يجلس بجانبي و يستمع لبكائي من دون أن ينطق بمفردات خاوية يحاول بها أن يواسي نفسه أكثر من مواساتي .. جلس صامتا و أنا أبكي .. و عندما أرغمني الصداع على أن ارحم نفسي و أتوقف وجدته يرتمي بجانبي و يمسح الدمع عن خدي ..
نظراته من هذا القرب .. كدت أنساها لتباعد الوقت .. كان يتأملني و أنا با المثل كنت أتأمله ... حتى لامتني عيناي على كثرة صوره المنسوخة لأطبق عليها جفناي المرهقة بتعب ..

*
*

نامت و أنا ما زلت أشاركها الوسادة .. أتأملها عن قرب .. هواية كنت أحترفها منذ سنين عندما كنت أتنفس عن قرب عطرها و تدغدغ الأماني قلبي النابض بعشقها .. كنت أنتظر كل صباح أن تفيق حتى أعرف أن يومي ابتدأ و أصر كل ليلة أن تغمض عينيها قبلي حتى أقبلها على غفلة و استسلم أنا با المقابل لنوم ...

*
*

لم أنم .. كنت فقط مغمضة عيناي في محاولة مني لمعالجتهم من الجفاف !
.. و كنت أثناء ذلك أعد الأرقام .. واحد .. اثنان .. حتى وصلت المائة و فقدت الأمل !

كنت في أعماقي أنتظر و كلي أمل أنه سوف يتذكر طقوسه بعد أن أصبح بهذا القرب ..
و عندما يئست و في طريقي للبكاء أصبحت .. فاجأني بقبلاته الرقيقة تداوي عيناي المتعبة ... و تستريح على خدي الذي أصبح مستنقعا لبحيرة .. لأستسلم لنوم بعمق لأول مره منذ سبع سنوات مضت ...

...........................................................

*
*

جعلت من زيارتي له روتين .. و قسمت وقتي بينه و بين علي ..
و ما جعل الأمر متيسرا .. أنه لا يذكرني و ليس في عقله الحاضر أي أحكام مسبقة و قلبه خالي من أي أحقاد رسمها عقله الضال في الماضي .. أما ذاك الذي ما أن يراني حتى يهاجمني بكل شكل .. تيسر لي الأمر بعدم مصادفته . .فا هو مقل با الزيارة إما لأنه لم يعد يبالي بأخيه الذي لم يعد يذكره أم لأنه غير مهتم بخائن !! ..
و اشك .. انه الآن بات على علم بما اخفى أخيه في قلبه لسنوات ..
لابد أنه أطلع على مذكراته .. نعم أنا متأكد من أن أصيل كريم في البوح لأوراقه البيضاء .. أليس علي و أصيل تؤمان با نظر كل من عرفهما .. كِلاهما مفتون با التدوين و كلاهما وقعا في الحب ! ..
أصيل ذاك الفتى المتميز بروحه المنافسة و طموحه الذي ليس له حدود كان دوما من علي يغار .. و كنت أنا فقط أرى ذالك ..

أذكر أول مره لاحظت أن غيرته تجاوزت ما هو معقول و صحي ..
عندما حقق أبو ساري رغبة جدي المحتضر بخطبة علي لوصايف
جاءني أصيل مغتاظا يهذي ...


*
*
............ من ذاكرة شملان ............

*
*

أصيل : أنا ماني فاهم مو هي في خاطرك أنت .. ليش يخطبها أبوي العود لعلي بدالك ..

شملان الذي كان يتمرن : بس أنا مو في خاطرها .. بنت عمتي صاده و ما تشوفني و حسيتها تميل لعلي أكثر .. و بعدين أنت ليش معصب .. اعتقدت أنك أول واحد بتفرح لعلي ..

أصيل بتلعثم : أنا فرحان ..

شملان يقاطعه بضحكه : لا يكون تحسب أن وصايف بتحل محلك .. لا يا أبن الحلال ما في مثل الصديق الصدوق .. يمكن أول العرس بيلهي عنك شوي بس تلقاه بعدين يلاحقك من مكان لمكان و يغثك بعد .. هذا إذا ما قال تزوج و حده من خواتها عشان تكون ولد عم و عديل بنفس الوقت ..

أصيل : هذا أنت قلتها أنا أقرب واحد له .. تعتقد أن علي مؤهل لزواج ..

شملان با غضب تدفق بصوته : قصدك عقله ناقص .. حتى أنت يا أصيل تردد ها الكلام الفاضي .. علي بس مختلف بتفكيره .. عبقري محد يفهمه و يحتاج فسحه بعيده عن الكل .. بس انت تعرف ان اغلب الوقت علي مثل أي واحد فينا .. عاقل و ما فيه إلا العافية ..

أصيل : يا أخي وصايف ما تناسبه .. دوروا له وحده تقدر تستوعبه

شملان بعصبية لم يقدر على التحكم بها : تقدر تستوعبه ؟!! .. يعني قصدك على قده .. لا يكون أنت شايف أن ست الحسن وصايف ما تناسب إلا واحد مثل حضرت جنابك ..

أصيل تجرأ : أسال أي أحد و بيقول لك بيني و بين علي أنا أكثر واحد يناسبها..

شملان أقترب بسرعه ليطبق بقبضته الحديدية على عنق أصيل : تبيها يا أصيل ... ضحي با أختك فينوس اللي بنظر الناس ناقصه .. و هي على قده و تناسبه ...

*
*

دخلنا با عراك دامي لم ينقذنا منه إلا علي الذي وقف بيننا مؤنبا ..

*
*

علي : شفيكم بقيتم تذابحون ..

أصيل اللاهث يمسح الدم الذي ينزف من أنفه : ما فينا شي ..

علي يلتفت لشملان الواقف بغضب ليقول له بنبرة مثقلة بضيق : تدري أنك لما مديت أيدك على أصيل وجعتني أنا ..

شملان ألتفت على أصيل : يعل اللي يوجع قلبك يا أخوي للموت

*
*

لم تكن هذه المره الأخيرة التي تواجهنا بها .. فقد أتى لي أصيل بعد عدة أيام و هو في قمة الضيق ..

*
*

أصيل : أحس اني مو أنا .. و ودي أصير أنت ..

شملان بإستغراب : و شلون فجأة صرت تتمنى تكون أنا ؟!!

أصيل : لما شفتك تركض لعلي و ترتب أموره عشان ما يتأخر العرس و بنفس الوقت أنا متأكد أنها كانت في خاطرك و تبيها .. أنقهرت أني مو قادر أتخلص من أنانيتي و اصير مثلك و افرح لعلي كثر ما أحبه ..

شملان يضع كفه على رأس أصيل الذي أنحنى به للأسفل : لما أنت و شوشت له أني أبيها جاني وقال لي انا آسف ما كنت أعرف و اللحين أنا بفك خطبتي منها و تراني بروح معاك أخطبها لك .. و قتها نزع ربي حبها من قلبي و ما عدت اشوفها إلا وحده غريبه .. روح و قول لعلي أنك تبيها .. و انا متأكد انه بيعافها عشانك .. لأني أعرف أنه يفضلك علي يا أخوه و مستعد يعطيك قلبه لو طلبته .. و على موقفه معاي قيس ..

أصيل أنفجر باكيا : اعرف .. اعرف أن علي أعقل مني و منك و أن قلبه أكبر من قلوب البشر مجتمعه .. و وصايف معاه بتكون اسعد ..

*
*
و مرت سنه بها تغير الكثير .. مات جدي وساءت حالة علي أكثر .. و في يوم مفصلي قبل زفافه بأيام ثارت وصايف رافضة أتمام العقد .. و تركت علي مسلوب العقل و القلب .. و تمادت الشريرة و فاجأت علي و أصيل بزواجها السريع من عذبي الذي باغت الكل و خطفها من تحت أعيننا و نحن في غفلة .. و تلك الليلة حلت المصيبة التي نتجرع مرارتها حتى هذا اليوم ليزيد الشقاق بيني و بين أصيل و كلانا يلقي اللوم على الآخر ...

*
*

أبو عذبي : أنت للحين هني ؟

شملان بحرج : أي قعدت اسولف مع اصيل لين غفى ..

أبو عذبي يتجه للجلوس با القرب من اصيل النائم : و شسولفت له ؟

شملان يبتسم بصدق لعمه : سولفت له عن أيام الطفولة و مواقفنا في بيت جدي ..

أبو عذبي بحزن و هو يتأمل أصيل : و ما ذكر منهم شي ..

شملان : لا ..

أبو عذبي : سولفت له عن علي ؟

شملان بضيق :أي .. بس ما ذكره ..

أبو عذبي بخيبة : أنا قلت ممكن ينسانا كلنا إلا علي ..

شملان : يا عمي مو مهم الماضي اللي راح في خيره و شره .. هو اللحين ممكن يبني ذكريات جديده و يمكن ها الشي أفضل له ..

أبو عذبي يرفع هاتفه الذي تعالى رنينه : هلا و غلا فيج يا ريحة أمي ..

*
*

تعاظمت نبضات قلبي و تدفق الدم لبويصلات شعري حالما عرفت أنه يحادث فينوس عبر الهاتف ..

*
*

أبو عذبي : شملان وين رحت .. انا أكلمك ..

شملان أنتبه اخيرا : هلا ..

أبو عذبي : أقول توكل على الله و روح لأهلك تأخر الوقت ..

شملان يبتسم : أولا يا عمي تو الناس الساعه سبع ثانيا مالي أهل غيركم ..

أبو عذبي با عتب : حنا كنا أهلك قبل ما ترخص فينا يا شملان .

شملان انكسرت نظرته : ما أرخصتكم بس القدر حكم ..

أبو عذبي يتجاهل رده : أهلي بيجون و أنت عارف ان فيهم اللي ما يبي يلقاك هني .. توكل على الله ..

*
*

لا أعرف ما علت شملان الحقيقة .. يقترب و يبتعد با المقدار نفسه .. يصر على تصوير نفسه با المحارب لأم أبنائي التي يراها سارقة لما ورثته العائلة من مال قليل بعد وفاة أبي .. و الحقيقة أبسط من ذلك فا هي أسهم و معاملات تجارية تفضلت هي بها عليهم و عندما أشركتهم معها لم يستطيعوا مجاراتها .. و ربحت هي و خسروا هم لذكائها و جشعهم ..
و في أوقات كا هذه يفاجاني .. ليصبح شملان أبن الأخ و الصديق و المحب لكل أفراد العائلة !! ..
و مثال لغرابته .. كيف أقترب لا إراديا مني و أنا أتحدث لفينوس عبر الهاتف حتى اعتقدت أنه سيتجرأ و يطلب مني التحدث لها !!
أم هي أمنية دفنت في أعماقي .. و أمل با تصالح يقرب بينهما من جديد .. على أني أجهل لما تم الطلاق إلا أنني أتأمل .. فا أنا اعتقد ان الوقت كفيل بتجاوز سببه .. فا الكل يكبر و يتغير .. هذه حال الدنيا ..
فا أنا قبل سبع أعوام كان من المحال أن أرضى زواجهما .. لا لعلة رأيتها به لكن لِما اسر به لي أصيل.. شملان مغرم با وصايف و فينوس ستكون فقط أداة وصل !! ..
أنتابني الرعب الذي وازى غضبي .. و رفضت زواجهما الذي تم بهروبها معه ! .. و استسلمت للأمر و رضيت بما تم !

*
*

تركت عمي لأفكاره و عبرت الممرات و انا أتمنى أن التقي بها صدفة .. ألم تساعدنا الصدفة بزواجنا ..

*
*

... من ذاكرة شملان ...

*
*
شملان الذي تفاجأ بتواجدها : بسم الله .. انت و شجايبج هني ؟

فينوس تغالب دموعها : أنت اللي شجايبك..

شملان : أنا جاي آخذ الخيام من السرداب ..

فينوس : و أنا تهاوشت مع أهلي و خليت البيت ..

شملان يبتسم لها بخباثه : أنتِ صدقتي اني جاي آخذ الخيام .. ترى أنا جاي اخطفج .. يا المختفية ..

فينوس بخوف : شملان لا تقول ها الكلام . .ترى حدي خايفه ..

شملان بتهكم : خايفه و أنتي شايله غشج و مندسه هني في ها البيت المهجور ..

فينوس مدافعه عن نفسها : أنا مو مندسة .. أنا هني في بيت جدي .. وين المشكلة ؟

شملان : بيت جدج ما فيه إلا الاشباح .. بتقعدين مع أشباح ..

فينوس المتوتره : ترى مو ناقصتك أنا أصلا حدي خايفه .. لا تزيدها علي ..

شملان بنية التلاعب : اللحين بفهم كل ها الدراما اللي مسويتها عشاني أنا .. لهدرجة تحبيني ..

فينوس برقة : و تشك ؟

شملان تعاظم غروره : لا يا حلوه ما اشك .. بس أحب أسمعج تأكدينها .. ترضين غروري لرددتيها ..

فينوس المغرمة حد الثماله بمن خدعها بتمثيل الحب : انا مستعده احارب كل ها الدنيا عشانك ..

*
*

كنت أستحثها على النطق بما يعتمر في قلبها و فاض على جميع جوارحها فقط لأشحن ذاتي با ثقة .. و بأن هناك أنثى ترغب بي حد محاربة الكل من اجلي كما فعلت وصايف من أجل عذبي .. و لم أكن مهتم لرفض عمي زواجي منها .. فقد كانت محاولة مني لتقويض سلطة ردينه و إرهابها لعلها تتنازل لنا في بعض معاملاتها التجارية و نجاحها و فشلها ليس آخر حلولي و لا هادما لخططي .. بل أنني في أعماقي تمنيت أن يقف الكل بوجه هذا الزواج و با الأخص أصيل الذي يعرف كيف انظر لفينوس و بمن سكنت قلبي قبل سنين ..
لكن الذي لم يجول أبدا في ذهني أن يصل عمي لينهار أمامنا لاعتقاده باني و أبنته و قعنا با الخطأ ! ... و هكذا قُرِر عني و تزوجت منها مرغما و طلقتها أيضا رُغما عني !..

*
*
*

من صوت أبي استشعرت وجوده و تأخرت متعمده في السيارة حتى أتأكد من تلافي التصادف معه !

*
*

ديمة : أنتش متأكده أنج ما نسيتي بوكج في البيت ..

فينوس : أي متأكده .. يله دوري تحتج ..

ديمة التي تعبت من البحث : و أنا من اليوم شسوي .. خلصينا خلينا ننزل و لردينا السيارة يصير خير ..

فينوس استسلمت : زين .. يله مشينا ..

*
*

كنت أتباطأ بخطواتي وراء ديمة و أنا أجول ببصري خائفة من أن يمر من أمامي و يسوء حظي أكثر بمصادفة عذبي .. عندها لا محالة من حدوث معركة أنا ضحيتها ..

*
*

كنت أرصد بنظري الزوايا و أتلصص على المنتظرين عند المصاعد لكن وصلت لسيارتي من دون أن المحها .. ويا لسوء حظي .. فقد توقف عذبي بسيارته ينتظر خروجي ..

*
*

عذبي بنفاذ صبر : مطول با المصفط ؟

شملان ببرود : سيارتي باردة بحررها ..

عذبي يطل برأسه لداخل السيارة ليرصد مؤشراتها : أعتقد سيارتك مستعدة بس الظاهر أنت اللي تلكك ..

شملان يحاول أن يكبت غضبه : أنت شنو مشكلتك معاي ؟

عذبي يلتف حول السيارة ليركب مستويا على المقعد المجاور لسائق : انا ما عندي مشكله .. انت اللي عندك مشكله و أبيك تحلها ..

شملان : و شنو مشكلتي باعتقادك ؟

عذبي بنبرة باردة : فينوس ..

شملان بلغت مستويات التوتر عنده أعلاها حتى بانت على أختلاج صوته : و بنت عمي شلون تكون مشكله با النسبة لي ؟

عذبي : أبي أعرف ليش طلقتها ..

شملان أرتفع صوته من غير شعور منه : كم مره قلت لك و لعمي و لكم كلكم ما أرتحنا مع بعض .. ليش تعيد بسالفة انتهينا منها ..

عذبي بصوت خافت مخيف : أنت شفت عليها شي .. قول تراها طلعت من وجهك لوجهي ..

شملان الذي صعق بما وصل به عذبي من شك : أنت انجنيت .. تشك بأختك ؟!!

عذبي بغضب طفح : أنا صرت أشك حتى بنفسي .. خلصني و ريحني .. شنو شايف عليها يوم أطلقها و تردها لنا منحورة .. فهمني

*
*
*

.........................................................

*
*

تحت فصل " ثأر مؤجل " تُفهرس نهاياتنا المبتورة
لنخوض معاركنا الغير منتهية بقوى خائرة و مفضوحة..

*
*

نهاية الجزء ..

 
 

 

عرض البوم صور ضحكتك في عيوني  
موضوع مغلق

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
ليلاس, من وحي الاعضاء, مكتمله, روايات, شارمي, سعوديه, وشايات المؤرقين, ضحكتك في عيوني, قصص, قصص من وحي الاعضاء, قصص وروايات, كويتيه
facebook




جديد مواضيع قسم القصص المكتملة (بدون ردود)
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 03:25 PM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية